رافع محافظ بنك الجزائر، صلاح الدين طالب، بمناسبة الاجتماع الـ49 للجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية الذي عقد يومي 18 و19 أبريل الجاري في واشنطن، على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي، من أجل دعم الدول ذات الدخل الضعيف وتخفيف ديونها.
خلال رئاسته للدائرة التي تضم الجزائر وغانا والجمهورية الإسلامية الإيرانية وليبيا والمغرب وباكستان وتونس، اعتبر السيد طالب أن نموالدول ذات الدخل المنخفض (LICs: Low-Income Countries) التي تمتلك معظمها قليلا أولا تمتلك أي هامش مناورة في السياسات الاقتصادية، يتعرض لعراقيل بسبب زيادة دفع الفوائد التي تضاعفت خلال ال15 سنة الأخيرة وكذا انخفاض الدعم المالي الخارجي، بحسب بيان لوزارة المالية.
وأشار إلى أنه “من المتوقع أن يعتمد النمو التدريجي في الدول ذات الدخل المنخفض على إزالة جميع العقبات التي تواجه الاستثمار والنمو والحصول على تمويل مناسب بشروط أكثر توافقية”، معتبرا أن المساعدات ستمكن هذه الدول من تحقيق أهدافها التنموية وتعزيز الاندماج والقضاء على الفقر.
وفي معرض تقييمه للوضع الاقتصادي العالمي، اعتبر محافظ بنك الجزائر أن المخاطر التي تحدق بالنمو العالمي أصبحت متوازنة أكثر الآن مما كانت عليه قبل ستة أشهر.
ولفت إلى أن الظروف المالية العالمية المتوترة والإنتاجية المنخفضة والصدمات المناخية بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية ما زالت تؤثر سلبا على آفاق النمو على المدى البعيد، لاسيما في الأسواق الناشئة والنامية مما يعرقل، يضيف المتحدث، فرصهم في الوصول إلى مستويات دخل أعلى.
ومن جهة أخرى، سلط السيد طالب الضوء على ديناميكية سوق الطاقة وتأثيرها الايجابي على الدول المصدرة.
وقال المتحدث أن “قوة أسواق البترول والغاز العالمية في الآونة الأخيرة شكلت فرصة لمصدري الطاقة بمنطقتنا لتعزيز جهودها على المدى الطويل والتي تهدف إلى رفع المدخرات العمومية وتنويع اقتصاداتها”.
ومن جانب اخر، نوه محافظ بنك الجزائر بالجهود المبذولة من طرف صندوق النقد الدولي الرامية الى تكييف أدوات الإقراض الخاصة بها مع تطور الظروف والتحديات.
وأعرب عن دعم الدول التي يمثلها للأشغال الجارية بصندوق النقد الدولي حول المناخ، الرقمنة، المساواة بين الجنسين واستقرار الاقتصاد الكلي، و”لجهوده” الرامية الى ضمان استمرارية عمل صندوق النمو والحد من الفقر على المدى الطويل، ومراجعة سياسة تحديد الأعباء المالية من طرف الصندوق.
وحذر السيد طالب في معرض حديثه من الأزمة الإنسانية الحالية الناجمة عن الاعتداء الصهيوني على غزة.
وأعرب عن اسفه قائلا ان العدوان على غزة قد “أدى إلى تفاقم الانقسامات الجيوسياسية والاقتصادية القائمة” بسبب حروب وصراعات اخرى، وكذا عرقلة عملية تسهيل التجارة والهجرة وتدفق رؤوس الأموال”، مؤكدا ان “السلم المستدام ضروري لتحقيق الاستقرار والازدهار العالميين”.