تناولت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم الاحد، الممارسات والأساليب غير الرياضية التي لجأ إليها فريق بركان منافس اتحاد الجزائر، في نصف نهائي/ذهاب منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، المقرر سهرة اليوم بملعب 5 جويلية الاولمبي، معتبرة ذلك يدخل في سياسية تمرير مشاريع المخزن ومؤامرته الدنيئة والخبيثة، قبل أن يصطدم هذا الاجراء برد جزائري حازم لا ينطق إلا من منطق احترام القانون الدولي.
بداية المهزلة كانت من محاولة نادي بركان ادخال معه أقمصة رياضية تحمل خريطة تضم الاراضي الصحراوية المحتلة وهو ما قوبل بالرفض بقوة القانون الدولي الذي يعتبر الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار مع أن هذا الفريق لم يسبق له ولا في مباراة خارج قواعده أن لعب بذات القميص. قبل أن يلجأ نادي المخزن إلى ألاعيبه القذرة التي تعود عليها وهو الذي يواصل في محاولات اللعب واستخدام المناورات داخل بيت الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم.
وفي هذا الصدد كتبت يومية “المجاهد”، تحت عنوان “نهضة بركان، ببذلة خارج عن القانون”: “يبدو أن الاندية المغربية لا تفرق بعد بين الرياضة والسياسة، والدليل قدمته مرة أخرى، بعثة نادي بركان الذي حاول ادخال إلى الاراضي الجزائرية قمصان مثيرة للجدل متجاهلة في ذلك لوائح وقوانين الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم التي هي واضحة بشأن هذا الموضوع”. وأضاف صاحب المقال أن “السلطات الجزائرية تفطنت للأمر واحتجزت البضاعة إلى غاية عودة الفريق المغربي من حيث أتى بعد مباراة اليوم الاحد أمام الاتحاد”.
وعلى نفس المنوال قالت يومية المساء أنه ورغم أن الاعلام المخزني حاول تصوير الحدث على أنه “احتجاز” و “مساومة”، إلا أن الكلمة الاخيرة كانت انصافا للموقف الجزائري، و”يأتي تصرف النادي المغربي استمرارا لما يقوم به مسؤولوه وبدعم من فوزي لقجع داخل أروقة الكاف من كوليس تجسدت من خلال الجدل والتغييرات الكثيرة التي مست ثلاثي تحكيم اليوم الاحد، في قرار أثار استغراب مسؤولي اتحاد الجزائر، خاصة في ظل اليد الطويلة لمسؤولي نهضة بركان داخل أروقة التحكيم الافريقي”.
من جهتها، يومية “الوطن” الناطقة باللغة الفرنسية كتبت في عمود لها “السخرية الرطبة للمخزن”، “فشل ذريع لنظام المخزن المغربي تسخير حدث رياضي لأغراض سياسية”. وقال صاحب المقال: ” منتهزا لقاء الذهاب من اللقاء الكروي المغاربي المرتقب مع اتحاد الجزائر، لجأ المغاربة إلى عملية يستعملونها في كل لقاء يجمع فرق البلدين. يوم الجمعة وصلت بعثة الفريق الضيف بإحضار اقمصة، تحمل رسم خريطة تضم اراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المحتلة في خطوة استفزازية”.
واعتبرت اليومية أن “ذلك يعد انهاكا صارخا للوائح والنظام الاساسي للكونفدرالية الافريقية لكرة القدم وكذا المبادئ الواردة في نصوص ومواثيق اللجنة الاولمبية الدولية و الاتحاديات الدولية بكل أنواعها، وتحديدا عدم زج السياسة في النشاطات الرياضية. وبالفعل لم تفاجئ الخرجة الجديدة للنادي المغربي بإيعاز من نظام المخزن و لم يأت التأثير المنشود لها”.
بالنسبة لموقع “لاغازيت دي فينيك”، فإن الامر دبر بمكاتب الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم وبالضبط في لجنتها للتسويق. وتحت عنوان “القضية ولدت في مكاتب الهيأة الافريقية”، يقول صاحب المقال: ” كل اقمصة المنافسة بدون استثناء تمر حتما على لجنة التسويق للهيأة القارية التي غضت الطرف عن ذلك سواء بالرضا أو الاغفال والمصادقة على الامر، مرتكبة مخالفة صارخة للقواعد التي تسير اللعبة على كل المستويات”.
ويضيف كاتب المقال، أنه استنادا لمصادره، فإن الامر بات ممكنا لسبب بسيط هو وأن المسؤول على لجنة التسويق في الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، هو من جنسية مغربية. وتساءل أيضا كيف يمكن للهيئة الاولى لتسيير رياضة كرة القدم في القارة السمراء ” أن تدوس قوانينها التي وضعتها بنفسها والتي تمنع منعا باتا تواجد رسائل ذات طابع سياسي أو ديني أو شخصي على الاقمصة الرسمية للأندية والمنتخبات”.
اما بالنسبة لموقع “الجزائر اليوم”، فإن ما يحدث عشية لقاء اتحاد الجزائر هو دليل آخر على غدر المخزن الذي لا يتردد في تلطيخ الرياضة والثقافة والفن وحتى المساعي والاعمال التضامنية لإشباع عطشه وأفكاره التوسعية.
وأضاف أن السلطات الجزائرية التي تعاملت بحكمة مع القضية، اقترحت على النادي المغربي قمصان جديدة لا توجد فيها شعارات سياسية حيث أن قوانين الكونفدرالية تعطي الحق للجزائر برفض تلك القمصان ونفس القوانين تنص عليها الفيفا في المادة الرابعة حيث “يمنع استعمال أي رموز سياسية أو دينية أو ما يميز بين أي بلد أو شخص أو مجموعة بسبب العرق والدين والسياسة”.
وفي مجملها، اثنت كل الصحف الجزائرية على المساندة الكبيرة والمطلقة واللامشروطة التي أبدتها وأعلنت عنها كل الاندية الجزائرية بمختلف أقسامها، للممثل الوحيد للكرة الجزائرية في منافسة كأس الكونفدرالية الافريقية وحامل لقبها، اتحاد الجزائر بخصوص ” الاستفزازات والأساليب غير الرياضية التي لجأت إليها بعثة نادي نهضة بركان المغربي. وحرصت هذه الاندية على اصدار بيانات تضامنية والتنديد بحملة التشويش الممنهجة والتي يقف وراءها نظام المخزن المغربي