لجأ النظام المخزني، مرة أخرى، إلى الرياضة للتنفيس عن أزماته الداخلية المتزايدة ومحاولة تسجيل نقاط سياسية وهمية، من خلال السعي المرضي لقرصنة الشرعية الدولية، والتعدي على اللوائح القانونية المؤطرة لكرة القدم على مستوى الاتحادية الدولية لكرة القدم (فيفا) والكنفدرالية الإفريقية لذات اللعبة (كاف).
ملف: حمزة محصول ومحمد فرقاني وعلي مجالدي/ الشعب
بعدما اشتهرت في السنوات الأخيرة، بممارسة أعلى درجات اللصوصية في الكرة الإفريقية خدمة لأجندة سياسية فاسدة، تواصل الجامعة المغربية لكرة القدم ممارساتها الرامية لتغطية الفشل السياسي والاقتصادي للمخزن وما ينجم عنه من حالة غليان شعبي تأخذ شكل الانفجار الوشيك.
وتكشف المحاولة الاحتيالية لفريق نهضة بركان، منافس اتحاد العاصمة في نصف نهائي الكاف، بلعب المقابلة بأقمصة تحمل خارطة وهمية لا أساس لها في الواقع ولا في القانون الدولي، هوس المخزن بالبحث عن تسجيل النقاط السياسية الوهمية.
وبدلا من الاستجابة للمظاهرات اليومية المناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وإنصاف مواطنيه المسلوبة ممتلكاتهم وأراضيهم لتمنح للصهاينة في وضح النهار، وبدلا من إنهاء معاناة ضحايا زلزال الحوز الذين يبيتون في العراء، لم تجد بلاد مراكش، سوى افتعال أزمة في مباراة كرة قدم، لمواصلة الإبداع في فن صناعة الوهم وإلهاء الرأي العام الداخلي.
وعوض وضع خطط لإيقاف سيل المديونة الخارجية التي تقترب من عتبة الـ100 دولار، وإيجاد حلول لأزمة الجفاف والخجل من صورة البلد الدولية التي ارتبطت بصناعة الحشيش والمخدرات، يلجأ المخزن عبر وزير ماليته فوزي لقجع، ليصرف أموال العائدات الإجرامية في إلهاء الشعب المغربي والقيام بمحاولة أخرى لاستفزاز الجزائر، عبر كرة القدم.
مشكلة النظام المخزني، تكمن في التصاقه بفكرة صناعة الوهم ومحاولة حقنه غصبا في عقول الشعب المغربي الذي يقال له في المساء بضم إقليم الصحراء الغربية، وأنها موجودة في خارطة وهمية رسمت على قميص فريق لكرة القدم، ليستيقظ صباحا فيجد أن قضية الصحراء الغربية العادلة والمشروعة ما زالت مطروحة على مستوى اللجنة الأممية لتصفية الاستعمار، وأن بعثة المينورسو المكلفة بتنظيم استفتاء تقرير المصير مازالت موجودة تمارس مهامها لهذا الغرض، ولا يملك سدنة المخزن أية حيلة لتغيير هذه الحقائق غير الكذب ثم الكذب.
لقد قام فريق نهضة بركان مدفوعا بتجار الوهم والسموم، بالتعدي على الشرعية الدولية التي تؤكد أن إقليم الصحراء الغربية لا علاقة له بخارطة المغرب الرسمية، كما تعدى على لوائح وقوانين الفيفا والكاف التي تحظر إقحام السياسة في الرياضة وتمنع استخدام الشعارات السياسية مهما كانت.
كما حاول هذا الفريق عبثا، تجريب حظه في تجاوز خطوط السيادة الوطنية الجزائرية، بإدخال خرائط وهمية إلى التراب الوطني، ليكتشف حجم الورطة التي زج به فيها، ويعرف المعنى الحقيقي للسيادة، في وقت استباح الصهاينة بشكل علني الأرض والعرض المغربيين جهارا نهارا منذ حلول لعنة التطبيع.
لا يمكن للرياضة أن تعويضا عن النقائص الفادحة، مهما علت مكانتها وازداد اهتمام الشعوب بها، وهذا ما تدركه الجزائر دولة وشعبا، وتجسد في بيانات المساندة التي تهاطلت على نادي اتحاد العاصمة من قبل كل النوادي الجزائرية، التي صالت وجالت في إفريقيا، وتدرك جيدا القيم النبيلة والأخلاق السامية للرياضة.
في المقابل، ستسجل السنوات الأخيرة، على أنها الأسوأ على الإطلاق في تاريخ الكاف، حيث يظهر تفرد المال الفاسد الناجم عن عائدات المخدرات، بالواجهة الأمامية لها، والنتيجة أن معظم فرق القارة سواء منتخبات وطنية أو نوادي تشتكي من الأداء التحكيمي المشبوه الذي سمح لنهضة بركان ببلوغ الدور النصف النهائي لمنافسة الكاف على حساب نادي أبو سليم الليبي، بممارسة السرقة الموصوفة.
وفي جميع الأحوال، لا يخص الموقف الجزائر لوحدها، وإنما القارة الإفريقية جمعاء، حيث لا ينبغي للدول الإفريقية أن تسمح بمثل هذه المناورات التي تستهدف عضوا مؤسسا للاتحاد الإفريقي، والمتمثل في جمهورية الصحراء الغربية، وينبغي للكاف أن تتحمل مسؤوليتها كاملة.
أرض الشهداء لا ترضخ أبدا لسياسـة الأمر الواقـع
بعيداً عن كل قيم الرياضة وصور اللباقة التي تفرضها الممارسة الرياضية عبر العالم، لم تتوان بعثة نادي نهضة بركان المغربي في استخدام أساليب وضيعة، شيطانية واستفزازية، من أجل زعزعة تركيز ممثل الجزائر الوحيد في كأس الكونفدرالية الإفريقية (كاف)، فريق اتحاد الجزائر.
بعد أن حرصت السلطات الجزائرية، بعد ظهر يوم الجمعة، بمطار هواري بومدين الدولي، على توفير استقبال جيد يليق بتقاليد الضيافة الجزائرية الراسخة والمشهود لها لدى الداني والقاصي، فضل الضيف المغربي، المتخصص كعادته في حبك الأساليب الشيطانية المقيتة في تحويل مجرى مقابلة كروية عادية إلى مناورة سياسية دنيئة لا يمكن إعطاؤها حقها من الوصف إلا بالبيت الشهير للشاعر أبي الطيب المتنبي:
«إذا أنت أكرمت الكريم ملكته(…)
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا”.
ولأن أرض الشهداء لا ترضخ أبداً لسياسة الأمر الواقع، فقد أجهض المخطط “المكيافيلي” للنادي المغربي، بإيعاز من المخزن الحاقد، بفضل يقظة مصالح الجمارك الجزائرية التي كشفت النوايا الخبيثة للفريق الضيف، الذي أراد استغلال حدث رياضي لأغراض سياسية، من خلال محاولته البائسة بإدخال أقمصة، تحمل رسم خريطة سياسية تضم أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في خطوة استفزازية، باعتبار ان قضية الصحراء الغربية لاتزال مطروحة لدى الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار إلى جانب كل القوانين الرياضية القارية والدولية التي تحظر مثل هاته التصرفات.
الخطة الشيطانية التي يرعاها المخزن وينفذها فوزي لقجع، الرئيس السابق لنهضة بركان والعضو المعروف بأعماله الملتوية بغرض التأثير داخل بيت الكونفدرالية الإفريقية للعبة (كاف)، مفبركة منذ عدة أيام، وتحديدا منذ تأهل ممثلهم للمربع الأخير.
واستغل صاحب هذه “الحبكة” المقززة، تواجد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم في الرباط، على هامش كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم داخل القاعة للضغط على الهيئة الكروية الإفريقية لاتخاذ قرارات في اتجاه مخططاته الشيطانية.
ووفية لعهدها والتزاماتها، رفضت السلطات الجزائرية السماح لبعثة الفريق المغربي تنفيذ مخططها على الأراضي الجزائرية، وأمرت أعضاء الوفد بنزع “الخريطة المغلوطة” الموجودة على قمصان اللاعبين، لكن الطرف المغربي أبى إلا أن يواصل فصول مسرحيته المفضوحة وأكثر من هذا تقمص، كالعادة، ثوب الضحية.
ولأن خيوط الحبكة كانت واضحة، فإن فريق نهضة بركان قد تنقل إلى الجزائر بهذا القميص فقط، في تصرف ينتهك لوائح الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، حيث تنص المادة السادسة الخاصة بـ«قمصان اللاعبين” في الفقرة السابعة منها، على أنه: “يجب أن يسافر الفريق الزائر بنوعين من القمصان، أحدهما يحمل إعلانات كهوية الداعمين مثلا والآخر خالي من العلامات الإشهارية.
بهذا التصرف غير المسؤول، يكون الطرف المغربي قد انتهك كل المبادئ السامية للرياضة التي تحظر أي رسالة أو شعار ذي طبيعة سياسية أو دينية. ففي القانون رقم 4 لكرة القدم المتعلق بألبسة اللاعبين، فإنه “يجب ألا تعرض ألبسة اللاعبين أي شعار أو نقش أو صورة ذات طابع سياسي أو ديني أو شخصي، ولا يجوز للاعبين عرض شعارات أو رسائل أو صور ذات رموز سياسية أو دينية أو شخصية بخلاف شعار الشركة المصنعة”.
وفي حال حدوث مخالفة من هذا القبيل، يتم فرض عقوبات على اللاعب أو الفريق من قبل منظم المسابقة، سواء الاتحادية الوطنية أو الاتحاد الدولي (الفيفا).
ووفقا للمادة 50 من الميثاق الأولمبي (الفقرة 2)، فإنه “لا يسمح بأي نوع من مظاهر الدعاية السياسية أو الدينية أو العنصرية في أي مكان أو موقع أولمبي آخر”.
مسرحية النادي المغربي بمطار الجزائر تثير الاستياء وتفضح الأجندة الاحتلالية
”نهضة بركان” يغرق في مستنقع تسييس كرة القدم
يبدو أن النادي المغربي لكرة القدم الذي حلّ ضيفا على الجزائر في إطار ذهاب مباريات النصف النهائي من منافسة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لم يعتد الالتزام بالأطر الرياضية وواجب احترام سيادة الدول على أراضيها، بعد أن حاول تمرير أقمصة تحمل خارطة مزيفة للمغرب تنتهك سيادة الجمهورية العربية الصحراوية، في تحدّ صارخ وصريح للوائح الرياضية التي تنص على عدم إقحام الشعارات السياسية في شؤون كرة القدم.
اللعبة التي أسست للتعارف وتقارب الشعوب وبث الفرحة في أوساط الجماهير، أصبحت مرتعا لتصرفات شاذة في المجال الرياضي يحاول من خلالها نادي نهضة بركان المغربي الترويج لأوهام تراود القائمين على شؤونه وفق أجندة احتلال يعرفها العام والخاص في القارة الإفريقية وفي دهاليز بيت “الكاف” على وجه الخصوص.
مسرحية النادي المغربي بدأت بعد أن منعت شرطة الحدود تمرير أقمصة تحمل خارطة مرسومة عليها وفيها المغرب ضاما الأراضي الصحراوية المحتلة، وهو تصرف عادي وروتيني من طرف الجهاز الجزائري الذي يمنع تمرير أي شعارات أو رموز تتنافى وسيادة الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية وأخوية مثل الجمهورية الصحراوية العربية السيدة.
النادي المغربي الذي استقبل بالورود من طرف نظيره الجزائري حاول أن يظهر نفسه في موقف الضحية وجرّ الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ونادي اتحاد الجزائر لكرة القدم إلى مهزلة رياضية بأبعاد سياسية واضحة للجميع، غير أن الجانب الجزائري تصرف بحكمة وتجاهل الاستفزازات المغربية.
الاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي وفر للوفد المغربي كافة سبل الراحة بالمطار الدولي، اقترح خلال اجتماع تقني توفير أقمصة جديدة بجودة عالية، وتعهد بتوفير كل ما يطلبه الضيوف في حدود الرياضة وقوانينها، واحترام سيادة الدول وبعيدا عن كل ما له علاقة بالسياسة والمساس بسيادة الدول.
القائمون على المسرحية المغربية تمسكوا بوهم اللعب بالقميص الحامل لخريطة احتلالية للجمهورية العربية الصحراوية على أرض الجزائر، دون أي اعتبار أو احترام للوائح الاتحاد الإفريقي والدولي لكرة القدم، فبعد أن قام بوضع شعار خارطة مزيفة تنتهك سيادة دولة مجاورة ها هو يحاول فرض أوهامه الاحتلالية على الشعوب التي تتنفس الحرية وتعرف معنى السيادة وثمن التضحيات لاستعادة أي أرض محتلة.
من جهتها، راسلت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لجنة المنافسات في الاتحاد الإفريقي يوم 16 أفريل، لتحذيرها من مخطط النادي المغربي الذي تعمد وضع خارطة مزيفة على قميصه في المباريات الأخيرة تحضيرا لتمرير رسائل سياسية من على أرض الجزائر، بالرغم من أن قميص النادي لم يكن يحمل هذه الخارطة المزيفة من قبل، وحتى خلال مباريات سابقة حل فيها ضيفا على الجزائر ضد نوادي جزائرية.
مراسلة “الفاف”، بلغت أعلى هيئة تشرف على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وذكّرت لجنة المنافسات مرة أخرى بقوانين اللعبة المعتمدة في إفريقيا والاتحاد الدولي، والتي تمنع وضع أي شعارات سياسية أو دينية على أقمصة المباريات الرسمية، بالإضافة إلى المادة السادسة من لوائح “كاف” التي تشير إلى أن “ الإعلانات المرخصة على القمصان هي فقط تلك المسموحة من البلد المحتضن للمباراة والمتوافقة مع قوانين الكاف الخاصة بالقمصان”، ويشمل مصطلح الإعلانات وفق هذه المادة للخرائط والشعارات والرموز وحتى الألوان.
وأكدت “الفاف” في مراسلتها أيضا على حق اللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية، لضمان حقوق النادي الجزائري في لعب منافسات رياضية بعيدا عن أي نوع من التسييس وتمرير الرسائل الخارجة عن نطاق الرياضة والبعيدة كل البعد عن القضايا العادلة.
ولأن الشعب الجزائري كالجسد الواحد، لم تفوت النوادي المحلية وبمباركة من جمهورها في دعم النادي العاصمي، وسجلت ردود أفعال قوية بمختلف أقسامها ومستوياتها، حيث عبرت عن استنكارها لتصرف النادي المغربي وتضامنها مع اتحاد العاصمة عشية اللقاء المبرمج بينهما في إطار ذهاب نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
العائلة الكروية الجزائرية تفضح نوايا “بيدق المخزن”
تشهد الساحة الرياضية الإفريقية مسرحية جديدة بطلها كالعادة فريق مغربي هو “نهضة بركان”، الذي أثار موجة من الاستياء والجدل بعد تصرفه غير المقبول قبيل مباراة نصف نهائي كأس الكنفدرالية الإفريقية ضدّ اتحاد العاصمة الجزائري وخلطه السياسة بالرياضة.
في خطوة استفزازية اعتبرت بمثابة تجسيد لمخططات استعمارية قديمة، قام الفريق المغربي بإدراج خريطة تضمّ الصحراء الغربية على قميصه، ممّا دفع بالسلطات الجزائرية إلى اتخاذ موقف حازم تمثل بمنع الفريق المغربي من تنفيذ مخططه والالتزام بلوائح الفيفا والتي تحظر “استخدام أيّ شعارات أو رموز سياسية أو دينية أو شخصية على قمصان اللاعبين أو معداتهم” واحترام سيادة الدولة المضيفة ومواقفها السياسية، وتجنّب استغلال الرياضة لتحقيق أهداف سياسية وهو ما تلزم به الجزائر في كل خرجات الفرق الجزائرية المشاركة في مختلف البطولات الإفريقية.
ويعد تصرف نهضة بركان المغربي خرقاً سافراً للقوانين واللوائح المنظمة للرياضة، حيث تُحظر “الفيفا” و«الكاف” صراحةً استخدام أيّ شعارات أو رموز سياسية على قمصان اللاعبين، وتسمح فقط بوجود ألوان العلم الوطني.
تناقض فاضح وموقف مريب
ويُثير تناقض غريب موقف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “الكاف” في التعامل مع هذه الفضيحة، ففي الوقت الذي يُظهر فيه تساهلاً غريباً مع تصرفات نهضة بركان الذي يستوجب العقوبة، على الرغم من أنّ الصحراء الغربية دولة معترف بها من قبل العديد من الدول الإفريقية وعضو مؤسس في الاتحاد الأفريقي هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، لم يتجرأ الفريق المغربي على ارتداء قميص مماثل خلال مشاركته في كأس العالم الأخيرة، خوفاً من العقوبات الصارمة التي قد تصل إلى حدّ الإيقاف والطرد من البطولة، بالرغم من أن بطولة العالم تعرف ملايين المشاهدات، ولو كان المغرب يرى أن تصرفه صحيح كان الأجدر به القيام بهذا الفعل في كأس العالم، ومن هنا يبقى السؤال مطروحا لماذا يتمادى المغرب في القيام بهذه التصرفات في البطولات الإفريقية على وجه التحديد.
مؤشرات على نوايا خبيثة
إنّ هذا التناقض يُشير بوضوح إلى أنّ هناك نوايا خبيثة وراء تصرفات نهضة بركان والهيئات الرياضية المشرفة عليه والمتحكم فيها من طرف المخزن، والتي تسعى إلى استغلال الرياضة كأداة لخدمة أجندات سياسية ضيقة ذات طبيعية استعمارية توسعية معروفة، ممّا يُهدّد بِزعزعة الاستقرار والتضامن بين الدول الإفريقية والتي تسعى أن تجعل من الرياضة فرصة لتوحيد الشعوب الإفريقية ونبذ الكراهية ونشر السلام.
وعليه، فإن مسؤولية الكاف تقع على المحك حيث يتوجب على “الكاف” اتخاذ موقف حازم ومسؤول تجاه هذه الفضيحة، والالتزام بتطبيق قوانينه ولوائحه بشكل عادل ودون تحيّز، لِحماية مبادئ الرياضة النبيلة، ومنع أيّ محاولات لاستغلالها لأغراض سياسية.
درس قاسٍ ورسالة قوية
ويرى العديد من المتابعين أن فضيحة نهضة بركان تُشكّل درساً، وتُؤكّد على ضرورة احترام سيادة الدول وقوانينها، ونبذ أيّ سلوكيات تُهدّد بِزعزعة الاستقرار والتضامن بين الشعوب الإفريقية.
فالمجال الرياضي يجب أن يبقى حلبة للتنافس الشريف والروح الرياضية، لاسيما وأن قضية الصحراء الغربية قضية عادلة والجزائر دعمت هذه القضية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره انطلاقا من مبادئ راسخة وهو حق سيادي محفوظ لأي دولة، ومحاولة استفزاز الجزائر بقضية ليست طرف فيها يبقى أمر غير مفهوم لكنه يتطلب الردع لإيقاف مؤامرات المخزن، والذي عليه الاهتمام بمشاكله الداخلية والمديونية الخارجية الكبيرة التي سيدفعها الشعب المغربي المغلوب على أمره، وكذا الزلزال العنيف الذي يضرب أركانه على خلفية تطبيعه المذلّ مع الكيان الصهيوني وبيعه للقضية الفلسطينية.
”كلنا اتحاد الجزائر”.. هاشتاغ يفضح النوايا الخبيثة لآخر استعمار في إفريقيا
أعربت العائلة الكروية الوطنية وعلى رأسها الرابطة الوطنية لكرة القدم والأندية الجزائرية، مساندتها المطلقة لفريق اتحاد الجزائر الممثل الوحيد للكرة الوطنية في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “الكاف”، في وجه الاستفزازات والأساليب غير الرياضية التي لجأت إليها بعثة نادي نهضة بركان المغربي، لدى حلولها، الجمعة الماضي، بمطار هواري بومدين قبيل مقابلة نصف نهائي المنافسة القارية (ذهاب) المقررة، أمس الأحد، بملعب 5 جويلية الأولمبي.
معلوم أن الجزائر أجهضت بطريقة قانونية وهادئة الاستفزازات الاستعراضية لبعثة فريق “نهضة بركان”، بعد تفطن الجمارك الجزائرية بالمطار، لتعمّد بعثة الفريق الضيف إحضار أقمصة مشبوهة، تحمل رسم خريطة سياسية تضم أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المحتلة في خطوة استفزازية، باعتبار أن قضية الصحراء الغربية لاتزال مطروحة لدى الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار، إلى جانب كل القوانين الرياضية القارية والدولية التي تحظر مثل هاته التصرفات.
وتبعا للممارسات والأساليب غير الرياضية والدنيئة التي لجأ إليها منافس اتحاد الجزائر، بإيعاز من نظام المخزن قبل المقابلة، عبرت الرابطة الوطنية لكرة القدم، عن أسفها لمثل هاته “الممارسات اللاّرياضية”، مؤكدة “دعمها الكامل لنادي اتحاد الجزائر في أي قرار يتخذه من أجل الحفاظ على مصلحة الفريق والجزائر وضد كل محاولات الخروج عن القوانين واللوائح الدولية لكرة القدم وضد استعمال أساليب بعيدة كل البعد عن المبادئ والأخلاق الرياضية”.
وفي خطوة تلقائية، لم تتوان الأندية الجزائرية عن إعلان مساندتها لفريق اتحاد الجزائر، على خلفية المحاولات البائسة للزج بمنافسة رياضية خالصة في متاهات سياسية بعيدة كل البعد عن الأهداف النبيلة للرياضة.
في هذا الخصوص، أصدرت إدارة فريق مولودية الجزائر بيانا نددت فيه “بالممارسات التي حاول نادي “نهضة بركان” اللجوء إليها فور وصوله إلى مطار الجزائر، من خلال استعمال شعارات سياسية على قميص الفريق لخوض منافسة قارية رسمية، وهو الأمر الذي يتنافى مع لوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والاتحاد الدولي للعبة الفيفا”.
من هذا المنطلق، أكد نادي مولودية الجزائر مساندته المطلقة لنادي اتحاد العاصمة ممثل الجزائر في هذا المحفل القاري ودعمه لتحقيق الفوز. كما أبدى “عميد الأندية الجزائرية” دعمه المطلق لأي قرار يحمي مبادئ الرياضة السامية والنبيلة.
أساليب دنيئة ومخطط قذر
بنفس الروح والغيرة على المبادئ الثابتة للجزائر، أعرب فريق شباب بلوزداد عن تضامنه التام مع نادي اتحاد العاصمة، “منددا بالأساليب البعيدة كل البعد عن الأخلاقيات والمبادئ التي تقوم على أساسها لعبة كرة القدم، من خلال تعمد الفريق الضيف على إظهار ملصقات ذات طابع سياسي على قمصان النادي لافتعال أزمة قبل خوض المباراة”.
في نفس الاتجاه، أدان فريق شبيبة القبائل في بيان له، “بشدة استعمال الرسائل السياسية في المجال الرياضي، بهدف استفزاز الجزائر وسيادتها ومؤسساتها الرياضية التي استقبلت ضيوفها الرياضيين بكل احترام”، مؤكدا “أنه لا يمكن لشبيبة القبائل أن تظل صامتة أمام مثل هذا الاستفزاز الذي يمثل مناورة يائسة وغريبة عن المبادئ واللوائح الرياضية”.
وأضاف البيان، “أن هذا العمل غير المقبول، الذي لا يشرف أصحابه ولا المحرضين عليه، باعتبار أن هذا التصرف يلحق ضررا بالغا بالأخلاق الرياضية التي يجب على الهيئات الدولية حمايتها”.
وبنفس الأسلوب الراقي، حرص فريق مولودية وهران على إعلان “استيائه الشديد من الأفعال التي قام بها فريق نهضة بركان عند قدومه إلى وطننا العزيز والحملة الإعلامية المغرضة والمغالطات التي تبعت قدومه، رغم حفاوة الاستقبال والتسهيلات التي وفرت لبعثة نادي بركان في مطار هواري بومدين الدولي”.
تزييف للحقيقة وإخراج مقابلة كروية عن نطاقها الرياضي
بهذا الخصوص، أعربت المولودية الوهرانية عن اشمئزازها من تزييف الحقيقة وإخراج مقابلة كروية عن نطاقها الرياضي من خلال التعدي على مبادئ معترف بها على الصعيد الدولي، مجددة “مساندتها للاتحاد الجزائر ودعمها للدولة الجزائرية والفدرالية الجزائرية في اتخاذ الحل الذي تراه مناسبا للرد على هذا الاستفزاز المبيّت”.
في نفس السياق، عبرت الشركة الرياضية للنادي الرياضي القسنطيني هي الأخرى، عن “مساندتها لممثل الكرة الجزائرية ونددت بالأساليب غير الرياضية التي لجأ لها فريق نهضة بركان، مبدية بالمناسبة دعمها للاتحاد ومتمنية له التوفيق ونيل بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية والاحتفاظ باللقب”.
وبلهجة صريحة ومباشرة، سار فريق وفاق سطيف على خطى كل الأندية الجزائرية في تنديده بالتصرفات “الممنهجة والمسعورة ضد كل ما هو جزائري أصيل والممارسة من طرف من يقف وراء الستار المزعوم الذي يمقت ويحقد على كل ما يمت بصلة لأرض الشهداء”.
ولأن هذه الحادثة غير مسبوقة، فإن الأندية الجزائرية، منها على سبيل الذكر لا الحصر، نجم بن عكنون، شبيبة الساورة، اتحاد خنشلة، نادي بارادو، مولودية البيض، جمعية الشلف، قد حرصت كلها على إصدار بيانات تضامنية مع ممثل الجزائر في المنافسة القارية وتنديدية بحملة التشويش الممنهجة والتي يقف وراءها نظام المخزن المغربي الدنيء، مؤكدة أنها “تشد على أيدي لاعبي اتحاد العاصمة في تجاوز هذه التصرفات ضد كل ما هو جزائري، وتتمنى للاتحاد تحقيق النجاح في بقية المشوار”.
الفرق الرياضية المغربية.. أدوات رخيصة فـي قبضة المخزن
تناولت الصحف الجزائرية الصادرة، أمس الأحد، الممارسات والأساليب غير الرياضية التي لجأ إليها فريق بركان، منافس اتحاد الجزائر في نصف نهائي/ذهاب منافسة كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، المقرر سهرة أمس بملعب 5 جويلية الأولمبي، معتبرة ذلك يدخل في سياسة تمرير مشاريع المخزن ومؤامراته الدنيئة والخبيثة، قبل أن يصطدم هذا الإجراء برد جزائري حازم لا ينطق إلا من منطق احترام القانون الدولي.
بداية المهزلة كانت بمحاولة نادي بركان إدخال معه أقمصة رياضية تحمل خريطة تضم الأراضي الصحراوية المحتلة وهو ما قوبل بالرفض بقوة القانون الدولي، الذي يعتبر الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار، مع أن هذا الفريق لم يسبق له ولا في مباراة خارج قواعده أن لعب بذات القميص. قبل أن يلجأ نادي المخزن إلى ألاعيبه القذرة التي تعوّد عليها وهو الذي يواصل في محاولات اللعب واستخدام المناورات داخل بيت الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
وعنونت جريدة “الشعب”: الإتحاد جاهز لكسر شوكة بركان المغربي وفضح مسرحيته البائدة، حيث عادت إلى خلفيات الاستفزاز المغربي وتطورات القضية، ومحاولة المخزن البائس التحايل على القوانين في مثل هذه الحالات، والتظاهر الأرعن بمظهر الضحية، وهي التمثيلية المكشوفة التي انقلب سحرها على الساحر.
في هذا الصدد كتبت يومية “المجاهد”، تحت عنوان “نهضة بركان، ببذلة خارج عن القانون”: “يبدو أن الأندية المغربية لا تفرق بعد بين الرياضة والسياسة، والدليل قدمته، مرة أخرى، بعثة نادي بركان الذي حاول إدخال إلى الأراضي الجزائرية قمصان مثيرة للجدل، متجاهلة في ذلك لوائح وقوانين الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي هي واضحة بشأن هذا الموضوع”. وأضاف صاحب المقال، أن” السلطات الجزائرية تفطنت للأمر واحتجزت البضاعة إلى غاية عودة الفريق المغربي من حيث أتى بعد مباراة، أمس الأحد، أمام الاتحاد”.
على نفس المنوال قالت يومية “المساء”، إنه ورغم أن الإعلام المخزني حاول تصوير الحدث على أنه “احتجاز” و«مساومة”، إلا أن الكلمة الأخيرة كانت إنصافا للموقف الجزائري. و«يأتي تصرف النادي المغربي، استمرارا لما يقوم به مسؤولوه وبدعم من فوزي لقجع داخل أروقة الكاف من كواليس، تجسدت من خلال الجدل والتغييرات الكثيرة التي مست ثلاثي تحكيم، أمس الأحد، في قرار أثار استغراب مسؤولي اتحاد الجزائر، خاصة في ظل اليد الطويلة لمسؤولي نهضة بركان داخل أروقة التحكيم الإفريقي”.
من جهتها، يومية “الوطن” الناطقة باللغة الفرنسية، كتبت في عمود لها “السخرية الرطبة للمخزن”، “فشل ذريع لنظام المخزن المغربي تسخير حدث رياضي لأغراض سياسية”.
وقال صاحب المقال: “منتهزا لقاء الذهاب من اللقاء الكروي المغاربي المرتقب مع اتحاد الجزائر، لجأ المغاربة إلى عملية يستعملونها في كل لقاء يجمع فرق البلدين. يوم الجمعة وصلت بعثة الفريق الضيف بإحضار أقمصة، تحمل رسم خريطة تضم أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المحتلة في خطوة استفزازية”.
واعتبرت اليومية، أن “ذلك يعد انتهاكا صارخا للوائح والنظام الأساسي للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم وكذا المبادئ الواردة في نصوص ومواثيق اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاديات الدولية بكل أنواعها، وتحديدا عدم زج السياسة في النشاطات الرياضية. وبالفعل لم تفاجئ الخرجة الجديدة للنادي المغربي بإيعاز من نظام المخزن ولم يأت التأثير المنشود لها”.
بالنسبة لموقع “لاغازيت دي فينيك”، فإن الأمر دبر بمكاتب الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم وبالضبط في لجنتها للتسويق. وتحت عنوان “القضية ولدت في مكاتب الهيئة الإفريقية”، يقول صاحب المقال: “كل أقمصة المنافسة، بدون استثناء، تمر حتما على لجنة التسويق للهيئة القارية التي غضت الطرف عن ذلك، سواء بالرضا أو الإغفال والمصادقة على الأمر، مرتكبة مخالفة صارخة للقواعد التي تسير اللعبة على كل المستويات”.
ويضيف كاتب المقال، أنه استنادا لمصادره، فإن الأمر بات ممكنا لسبب بسيط هو وأن المسؤول على لجنة التسويق في الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، هو من جنسية مغربية. وتساءل أيضا، كيف يمكن للهيئة الأولى لتسيير رياضة كرة القدم في القارة السمراء “أن تدوس قوانينها التي وضعتها بنفسها والتي تمنع منعا باتا تواجد رسائل ذات طابع سياسي أو ديني أو شخصي على الأقمصة الرسمية للأندية والمنتخبات”.
أما بالنسبة لموقع “الجزائر اليوم”، فإن ما يحدث عشية لقاء اتحاد الجزائر، هو دليل آخر على غدر المخزن الذي لا يتردد في تلطيخ الرياضة والثقافة والفن وحتى المساعي والأعمال التضامنية لإشباع عطشه وأفكاره التوسعية.
وأضاف، أن السلطات الجزائرية التي تعاملت بحكمة مع القضية، اقترحت على النادي المغربي قمصانا جديدة لا توجد فيها شعارات سياسية، حيث أن قوانين الكنفدرالية تعطي الحق للجزائر برفض تلك القمصان ونفس القوانين تنص عليها الفيفا في المادة الرابعة، حيث “يمنع استعمال أي رموز سياسية أو دينية أو ما يميز بين أي بلد أو شخص أو مجموعة بسبب العرق والدين والسياسة”.
وفي مجملها، أثنت كل الصحف الجزائرية على المساندة الكبيرة والمطلقة واللامشروطة التي أبدتها وأعلنت عنها كل الأندية الجزائرية بمختلف أقسامها، للممثل الوحيد للكرة الجزائرية في منافسة كأس الكنفدرالية الإفريقية وحامل لقبها، اتحاد الجزائر بخصوص “الاستفزازات والأساليب غير الرياضية التي لجأت إليها بعثة نادي نهضة بركان المغربي”. وحرصت هذه الأندية على إصدار بيانات تضامنية والتنديد بحملة التشويش الممنهجة والتي يقف وراءها نظام المخزن المغربي.