مازال “المخازنية” يحرصون على تمرير أطروحاتهم الكولونيالية بأساليب ساذجة للغاية، ويعتقدون أنهم يفتحون الفتوح بسلوكات هزلية وشطحات كوميدية، لا تمتّ بصلة للأخلاق الإنسانية..
ولا نتجنّى على الأشقاء من الشعب المغربي، إذا قلنا إن “خرجة” فريق بركان (البهلوانية)، صناعة مخزنية خالصة، إذ ليس يعقل أن يفكر فريق رياضي في استغلال شعارات سياسية والترويج لها في الملاعب، فالمفترض هو أن “فريق بركان” يجتهد كي يفوز بكأس الكاف (مثلا)، وليس بمقاعد البرلمان.. فوق هذا، فإن لوائح “فيفا” و«كاف” تمنعان منعاً باتا استغلال الأحداث الكروية في تمرير الرؤى والمواقف السياسية، فما بالك إن كانت متعلقة بقضية من اختصاص الأمم المتحدة حصرا، ولا تمثل بالنسبة للجزائر سوى إحقاق حقّ، وانتصار لحرية الإنسان..
ليس حسنا إثارة النّعرات وتجذير الخلافات، خاصة وأن لاعبي فريق بركان يدركون جيّدا أنهم – على سبيل المثال – لا يمكن أن يدخلوا مسجدا بألبسة السباحة، كما يعرفون عزّ المعرفة أن رسالة كرة القدم هي التقريب بين الشعوب والأمم، ثم إن مقام الضيف يقتضي احترام دار الضيافة التي تكرم وفادته وتستقبله أحسن استقبال..
أما ألاعيب المخزن ومهاتراته الصبيانية، فهي معروفة مشهورة.. وهو لا يكفّ مطلقا عن تتبّع الجزائريين، وليس عنا ببعيد تلك المحاولة البائسة التي (استغل) فيها المخازنية أطفال “الشان” كي يفسدوا العرس الإفريقي بالجزائر.. فـ«المخزن” (ما يحلّل ما يحرّم) حين يتعلق الأمر بـ«الأحرار”، لأنهم يذكّرونه بـ«عبوديته”..