أعلنت ألمانيا، اليوم الأربعاء، عن عزمها استئناف التعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في غزة، بعد أن خلص تقرير خاص إلى أنها التزمت الحياد في العمل الإنساني بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكشفت وزارتا الخارجية والتنمية الألمانيتين، في بيان مشترك، أن الحكومة الألمانية تعتزم استئناف التعاون مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، في أعقاب التقرير الذي نفى صحة اتهامات مزعومة سبق أن وجهها الكيان الصهيوني إلى موظفين بالوكالة الأممية، ب”الضلوع” في عملية “طوفان الأقصى”، مطالبتان بتنفيذ توصيات التقرير بسرع، بما في ذلك تعزيز وظيفة التدقيق الداخلي لديها وتحسين الرقابة الخارجية على إدارة المشاريع.
وفي السياق، أضافت الوزارتان الألمانيتان أنه “دعما لهذه الإصلاحات، ستواصل الحكومة الألمانية قريبا تعاونها مع الأونروا في غزة، كما فعلت أستراليا وكندا والسويد واليابان وغيرها”.
وجدير بالتذكير، أنه في 5 فيفري الماضي، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالتشاور مع المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، عن الشروع بمراجعة مستقلة، بقيادة كولونا وبالتعاون مع 3 منظمات بحثية، هي كل من معهد راؤول والنبرغ في السويد، ومعهد ميشيلسن في النرويج، والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.
ويشار إلى أن قرار ألمانيا استئناف التعاون مع “الأونروا”، يجعلها تلتحق بقائمة الدول التي أعلنت عن استئناف تمويل الوكالة الأممية، على غرار اليابان وفنلندا وأستراليا والسويد وكندا والاتحاد الأوروبي، بعد أن قامت في وقت سابق، أكثر من 12 دولة بتعليقه، شهر يناير الماضي.
وكانت العديد من الدول الغربية قد أعلنت في وقت سابق عن تعليق تمويلها لوكالة “الأونروا”، غداة اتهامات مزعومة غير مدعمة بإثباتات، وجهها الكيان الصهيوني لبعض موظفي الوكالة، ب”الضلوع” في عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي.
وجاءت مزاعم الكيان الصهيوني بعد إعلان محكمة العدل الدولية رفضها مطالبه بإسقاط دعوى الإبادة الجماعية في قطاع غزة التي رفعتها ضده جنوب إفريقيا، وحكمت مؤقتا بإلزام الكيان المحتل بتدابير لوقف الإبادة وإدخال المساعدات الإنسانية.
ويعتبر اللاجئون الفلسطينيون “الأونروا” جزءا من ذاكرة المخيمات ورمزا لحق العودة، باعتبارها شاهدا على معاناتهم في مخيمات الشتات، حيث قدمت لهم على مدار عقود من اللجوء مساعدات طبية وغذائية وتعليمية ونقدية.
وتأسست وكالة “الأونروا” بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس (الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة)، حتى التوصل إلى حل عادل لقضيتهم.