إحتفلت جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، بباب الزوار، اليوم الخميس، بالذكرى الخمسين لتأسيسها في 25 أفريل 1974.
حضر مراسم الإحتفال الوزير الأسبق للتعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية، ممثل عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وممثلين عن مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، ورئيس المحافظة السامية للغة الأمازيغية، وأيضا مدراء سابقين لهذه الجامعة.
قطب علمي رائد في التكنولوجيا
أبرز رئيس جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا ، جمال الدين أكراتش، في كلمة بالمناسبة، دور هذا الصرح العلمي العتيد في تخريج أجيال من الإطارات والكوادر الجزائرية الكفؤة في جميع التخصصات ساهمت في تسيير وتنمية مختلف القطاعات الإقتصادية ببلادنا منذ خمسين سنة من التأسيس.
وقال أكراتش: ” جاءت فكرة إنشاء مؤسسة جامعية، وترجمة تلك الفكرة عملاً وتطبيقا على أرض الواقع، وانطلقت هذه الجامعة في بداياتها عندما كانت بضع مرافق بسيطة، فأنشأت جامعة هواري بومدين للعلوم التكنولوجيا، سنة 1974، لتكون أيقونة علم تسعى لإيجاد أجيال متعلمة تنهل من العلم والمعرفة”.
وأضاف رئيس جامعة هواري بومدين: ” منذ إنشاء هذه الجامعة وهي تمد الجزائر بكوادر في كل المستويات، فكانت وما زالت شعلة تتوهج في سماء هذه الربوع من أرض وطننا الحبيب، الذي حباه الله بقيادة رشيدة برعاية رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون”.
وأبرز أكراتش، أن جامعة باب الزوار، انخرطت بفعالية في الديناميكية واعتمدت نظام معلومات عصري لتحسين مرتبتها، وقال: “منذ لحظة تأسيسها الأولى كانت هذه الجامعة حلم وطن يطمح للارتقاء في مساراته التنموية، وطن عقد العزيمة على تنمية ثروته البشرية بحيث تصبح دولة فاعلة ومؤثرة على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
وأشار إلى أن الإصلاحات، التي تبنتها الوزارة الوصية والدعم اللامتناهي من الدولة لقطاع التعليم العالي “دليل واضح على أهمية ومكانة الجامعة فهي تعتبر قمة الهرم العلمي والمعرفي للمجتمعات والعمود الفقري لكل تقدم اجتماعي واقتصادي والطريق الآمن للوصول إلى مجتمع المعرفة ، أضاف رئيس الجامعة.
الجامعة مطالبة بربط البحث العلمي بمتطلبات التنمية وحاجات المجتمع
وأبرز المتحدث حرص رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على جعل الجامعة في قلب التنمية ومحركا لها، وأكد أن الجامعة مطالبة أكثر من أي وقت مضى بربط التعليم الجامعي والبحث العلمي بمتطلبات التنمية المحلية، الجهوية والوطنية وتطلعات المجتمع وحاجاته وتقديم الحلول المناسبة لها.”
وقال: ” الجامعة تسعى لتحقيق قفزات نوعية للمحافظة على موقعنا الريادي خاصة وأننا إن لم نتخذ خطوات جريئة في زمن متسارع، يعتمد على عنصر المعرفة، فإننا سنتراجع ونفقد دورنا الرائد، إننا نؤمن أن الجميع في الجامعة أساتدة، عمال وطلبة أسرة واحدة يجمعهم الاحترام والود”.
وفي هذا السياق، دعا أكراتش، طلبة الجامعة للمحافظة على المكتسبات التي تزخر بها البلاد والتمسك بالثوابت الوطنية وتاريخ المقاومات الشعبية والثورة التحريرية والوحدة الترابية للجزائر.
وتوجه إلى أساتذة الجامعة ببذل المزيد من العمل والجهد من أجل ترقية التكوين والبحث العلمي بالجامعة، وحث عمال الجامعة على الإتقان والتفاني في العمل في إطار تقديم كل الدعم اللازم للفعل البيداغوجي والعلمي.
وفي هذا السياق، أشاد بدور كافة الشركاء الاجتِماعِيِين في مختلِف التّنظيمات النقابِية الذين يساهمون في إِرساء جو العمل في كنف الهدوء والاستقرارِ والعمل فِي إِطارِ احترامِ قوانينِ الجمهورية من خلال تبنيهم لأسلوب الحوار الرصين والمسؤول ووضع لمصلحة الجامعة والطلبة فوق كل اعتبار.
وانتهز رئيس جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، الفرصة لدعوة الشركاء الإجتماعيين والإقتصاديين في مجالات التنمية المختلفة، للتقرب من الجامعة ومخابرها وباحثيها من أجل إرساء جو من الثقة المتبادلة والعمل المشترك من أجل تعزيز العلاقة بين الجامعة والقطاعات الإقتصادية والإجتماعية وتشجيع التبادلات بينهم مما يسهم في التكفل بإنشغالات التنمية.
وفي المقابل، نوه أكراتش، بدعم وزير التعليم العالي والبحث العلمي وكل المسؤولين والفاعلين والمجتمع المدني على مستوى الولاية .
من جهته، اشاد رئيس الديوان لولاية الجزائر في كلمة نيابة عن والي الجزائر رابحي، بجودة التكوين الذي تقدمه جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، بفضل اساتذتها الأكفاء، وقال ” أن هذا الصرح العلمي العتيد ساهم منذ تأسيسه في تكوين إطارات فعالة لخدمة البلاد، ووعد بزيارة والي الجزائر لجامعة هواري بومدين قريبا خاصة وأنه أحد الإطارات الوطنية الذي تخرجت من هذه الجامعة”.
واستعرض الإعلامي المسمى شيخ المحروسة تاريخ تأسيس جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا في 25 أفريل 1974، بعد 12سنة من الإستقلال بفضل الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي كلف المهندس المعماري البرازيلي أوسكار نيماير، بإنجاز هذا الصرح العلمي، الذي أصبح قطبا للبحث والعلوم عبر كلياته العلمية.
وأبرز المحاضر، “أن تأسيس جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، بهدف توفير التكوين العالي في علوم التكنولوجيا والعلوم الدقيقة والعلوم الطبيعية وعلوم الأرض، حيث افتتحت الجامعة رسميا عن طريق المرسوم رقم 74-50 بتاريخ 25 أفريل 1974، وحملت اسم الراحل الرئيس هواري بومدين سنة 1980، لتكون قطبا في التكوين والبحوث في مجال العلوم و التكنولوجيا “.
تضم جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، كليات الفيزياء، الرياضيات، العلوم البيولوجية، الكيمياء، المعلوماتية والإلكترونيات، الهندسة المدنية، الهندسة الميكانيكية و هندسة الطرائق، علوم الأرض والجغرافيا وتهيئة الإقليم.
وبالمناسبة، كرم الأساتذة الذين ارتقوا الى رتبة بروفيسور واستاذ محاضر صنف “أ”، كما كرم باحثون في جامعات أمريكية وهم من خريجي جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا.