حذرت المديرية العامة للدفاع المدني بغزة، من كارثة صحية جديدة تهدد السكان بالقطاع، بسبب استمرار تكدس جثامين آلاف الشهداء تحت الأنقاض في ظل عجز طواقمها من انتشالهم بسبب نقص المعدات والعمل بطرق تقليدية.
أكدت المديرية العامة، في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن” استمرار تكدس آلاف الجثامين تحت الأنقاض بدأ يتسبب بانتشار الأمراض والأوبئة، لاسيما مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة الذي يسرع في عملية تحلل الجثامين”، مبرزة في السياق، حالة العجز الكبير الذي وصلت إليه طواقمها على صعيد نقص المعدات والمركبات والآليات اللازمة للبحث عن المفقودين تحت أنقاض المنازل والبنايات المدمرة بفعل استهداف الاحتلال، وتدميره للآليات الثقيلة منذ الأيام الأولى للعدوان.
ما أدى – تضيف مديرية الدفاع المدني- إلى فقدان آلاف المواطنين حياتهم نتيجة تعذر الوصول إليهم وإنقاذهم من تحت أكوام الركام، مشيرة إلى وجود أكثر من 10 آلاف مفقود لا زالوا تحت أنقاض مئات البنايات المدمرة منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر الماضي وحتى اليوم.
ونبهت إلى أن الطواقم المختصة لم تتمكن من انتشال هذه الجثامين، وبالتالي هم غير مدرجين في إحصائية الشهداء التي تصدر عن السلطات الصحية في غزة، بسبب عدم تسجيل وصول الجثامين للمستشفيات، ما يعني أن عدد الشهداء يتجاوز أكثر من 44 ألفا.
وشدد المصدر ذاته، على أنه و في ظل عدم توفر المعدات الثقيلة ستبقى جهود انتشال جثامين الشهداء غير كافية ولا تسد الحد الأدنى من الاحتياجات اللازمة لانتشالها، مؤكدة أن العمل بالآلية البدائية سيستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام، خاصة وأن مسؤولين أمميين قدروا بأن قصف الاحتلال خلف ما لا يقل عن 37 مليون طنا من الأنقاض والركام في جميع محافظات قطاع غزة.
وفي ختام البيان، جددت المديرية العام للدفاع المدني بغزة مناشدتها لجميع الجهات ذات العلاقة، وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للحماية المدنية وجميع العاملين والمعنيين في المجال الإنساني من أجل التدخل العاجل والضغط باتجاه السماح بإدخال المعدات الثقيلة اللازمة لتمكين طواقمها من إنقاذ حياة المصابين بفعل القصف الصهيوني المستمر على سكان قطاع غزة، وكذلك استخراج جثامين الشهداء التي تتحلل تحت الركام وباتت تتسبب في كارثة صحية جديدة للسكان.