تحيي الأسرة الإعلامية الجزائرية غدا الجمعة، اليوم العالمي لحرية الصحافة، وهي تحقق قفزة نوعية من حيث الممارسة المهنية والاضطلاع بالمسؤولية السامية للرسالة الإعلامية، وتشهد انطلاقة جديدة للإعلام الوطني تستند إلى منظومة تشريعية محينة، قوية ومواكبة لرهانات المرحلة وتحدياتها.
يعرف القطاع في الفترة الأخيرة حركية إيجابية تسعى إلى الارتقاء بالإعلام الوطني إلى مراتب أعلى تلبي تطلعات الشعب الجزائري من جهة، وتبلغ به مراحل متقدمة من الاحترافية والموثوقية التي تمكنه من تنوير الرأي العام الوطني والدولي والترويج لصورة الجزائر والدفاع عن مصالحها و كذا مجابهة الحملات العدائية والمضللة من جهة أخرى.
ولأجل ذلك رافع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مرارا من أجل منظومة إعلامية مهنية ومسؤولة تؤدي دورها في إيصال المعلومة الصحيحة والدقيقة إلى المواطن وفي ردع أعداء الوطن والتصدي للهجمات الخارجية التي تتعرض لها البلاد، مثلما أكد عليه في لقاء سابق مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية.
وانطلاقا من دستور 2020 الذي دعم حقوق الصحافة وعزز حرية التعبير، تواصلت الورشات الإصلاحية للقطاع بوتيرة عالية، لتتوج مؤخرا باستكمال بناء المنظومة التشريعية المؤطرة للعمل الصحفي التي تراعي انشغالات كل المتدخلين في العمل الإعلامي وتحترم منظومة القيم المجتمعية وتساهم في تعزيز عناصر الهوية الوطنية.
وتعزيزا لهذا المسار الإصلاحي الفعال، اتخذ رئيس الجمهورية جملة من القرارات والتدابير الهامة لفائدة الإعلام الوطني كشكل من أشكال الدعم، تم الإعلان عنها بمناسبة إشرافه في شهر ديسمبر الماضي على مراسم تسليم جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف في طبعتها التاسعة، بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، أين لاقت إشادة وتثمينا عاليين من طرف الأسرة الإعلامية التي أعربت عن انخراطها التام في هذا المسعى وباشرت تكييف عملها مع الإطار التشريعي الجديد.
وكانت أبرز تجليات هذا الانخراط، الاحترافية التي رافقت بها وسائل الإعلام الوطنية، المحافل الدولية والإقليمية التي استضافتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، سواء كانت دبلوماسية أو اقتصادية أو رياضية أو ثقافية وكانت من أهم أسباب نجاحها، وكذا توحيد الجهود ورص الصفوف في مجابهة الحملات الإعلامية المعادية ودعم جهود الدبلوماسية الجزائرية في نصرة القضايا العادلة في العالم.
تدابير هامة لفائدة وسائل الإعلام الوطنية
ومن بين التدابير التي أقرها رئيس الجمهورية لفائدة وسائل الإعلام الوطنية، استفادتها من تخفيض تكلفة شريط وكالة الأنباء الجزائرية، وهو الإجراء الذي شرعت وأج في تنفيذه فور الإعلان عنه، بالإضافة إلى تخفيض الرسم على القيمة المضافة، وتخفيض سعر تكلفة إيواء المواقع الالكترونية لدى اتصالات الجزائر مع زيادة طاقتها وتخفيض سعر الإيجار في دار الصحافة.
وتضمنت التدابير إطلاق تسمية المراكز الصحفية بالملاعب بأسماء صحفيين رياضيين وكذا تخفيض أسعار التذاكر عبر الخطوط الجوية الجزائرية لفائدة الصحفيين الرياضيين المكلفين بتغطية المنافسات الإفريقية.
وأمر رئيس الجمهورية بإعداد دراسة لإعادة إطلاق صندوق دعم الصحافة وإعداد تصور لتنظيم سوق الإشهار، إلى جانب تدابير أخرى، وهي كلها توجيهات وجدت طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع في ظرف وجيز.
بعد المصادقة على القوانين المنظمة لحقل الصحافة، على غرار القانون العضوي للإعلام والقوانين المؤطرة للإعلام السمعي البصري والصحافة المكتوبة والالكترونية، تم الانتهاء من إعداد المرسوم التنفيذي الخاص بمشروع إنشاء مجلس لآداب وأخلاقيات المهنة في انتظار صدوره في الجريدة الرسمية، وسيقوم المجلس فور تنصيبه بدراسة مسودة لميثاق أخلاقيات المهنة.
وسيتعزز القطاع بصدور مراسيم تطبيقية أخرى، ليتم بعد ذلك تنصيب سلطة ضبط الصحافة المكتوبة والالكترونية والسلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري.
وبهدف مواكبة العصرنة والتطور السريع لوسائل الإعلام والاتصال ، قام رئيس الجمهورية في إطار إحياء الذكرى الـ61 لعيد الاستقلال والشباب، بوضع حجر الأساس لإنجاز المدينة الإعلامية الجديدة “دزاير ميديا سيتي” بالجزائر العاصمة، وهو المشروع الضخم الذي تتربع مساحته على نحو 74 هكتارا ويضم منطقة لوسائل الإعلام واستوديوهات للتصوير وقرية للفنانين وفضاء للتعليم والبحث ومنطقة متعددة الخدمات، ويشكل فرصة لتمكين الإعلام الوطني من الاستفادة من الإمكانيات التكنولوجية المتطورة في المجال.