يواصل الطلاب في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية الاحتجاج على الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في غزة، مع مطالب بوقف العدوان الدامي والمستمر منذ 7 أكتوبر 2023.
وفي خرجة جديدة، نظمت مجموعة من الطلبة، تظاهرة مناصرة للشعب الفلسطيني خلال حفل تخرج في جامعة ميشيغان الامريكية، وسط استدعاء جامعات أخرى قوات الشرطة لمنع إقامة مظاهرات خلال احتفالات التخرج فيها.
ورفع مجموعة من الطلبة العلم الفلسطيني وتوشحوا الكوفية فوق ملابس التخرج، وساروا نحو خشبة المسرح مرددين شعارات مناهضة لـ”الإبادة الجماعية” في قطاع غزة.
ولم يتأخر رد الأمن الأمريكي، حيث تدخلت الشرطة وأخرجت الطلاب المتظاهرين من المكان، فيما أعلن مكتب العلاقات العامة بالجامعة عدم اعتقال أي طلاب في الحادث. وتواصل الشرطة الأمريكية محاولات فض احتجاجات الطلاب المؤيدين للشعب الفلسطيني، يستمر التوتر في حرم جامعات تقيم احتفالات التخرج.
الاحتجاجات المستمرة ستتحول الى كتلة ضغط
وفي هذا السياق، يرى الخبير الاستراتيجي، أحمد ميزاب، أن تطور الاحتجاجات المناهضة للكيان الصهيوني، في الجامعات الأمريكية خاصة والغربية عامة، قد يحولها إلى كتلة ضغط تسهم في الحد من همجية الكيان المستمرة طيلة 7 أشهر.
ويوضح ميزاب، في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين”، أن الأحداث المرتبطة بالاحتجاجات في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية ستتوسع بدخول أطراف ٱخرى تضغط على الإدارة الأمريكية من أجل وقف الإبادة الجماعية بغزة.
وأشار المتحدث، إلى أن هذا الواقع لن يتحقق بسهولة إلا إذا استمر طلاب الجامعات بالاحتجاج باعتبار أنها أصبحت مثل كرة الثلج التي كلما تدحرجت كبرت وزادت شدتها وتأثيرها.
ويشدد الخبير الأمني، على أن انتقال الاحتجاجات إلى مستوى النخب سيؤثر بشكل كبير على الرأي العام العالمي وليس الأمريكي فحسب، وأضاف قائلا : “ما يحصل الٱن لا يمكن فصله على الاستحقاقات الأمريكية المقبلة، التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على الرئيس جو بايدن والإدارة الأمريكية الحالية”.
ويلفت ميزاب الانتباه إلى أن تطور الأوضاع يمكن أن تسير إلى حالة الانفلات إذا لم يكن هنالك ترجيح لصوت العقل وكيفية تجاوب السلطات الأمريكية مع موجة هذه الاحتجاجات.
ويواصل المتحدث: ” السلطات الأمريكية اليوم لا تعطينا صورة ذلك البلد الديمقراطي، الذي يؤمن بحرية التعبير والحريات وحقوق الإنسان، بل حينما يتعلق الأمر بمصالحه فهو يتحول إلى قامع للحريات وكابت للأصوات”.
المقاومة تُسيّر المعارك باقتدار
وأكد ميزاب أن المقاومة الفلسطينية أبانت عن قدرة عالية في التحكم بالوضع، وقدرتها على الاستمرار في توجيه ضرباتها وممارسة الضغط النفسي على الكيان الصهيوني الذي أضحى يتخبط من شدة الضربات التي تتلقاها قواته على أرض المعارك.
ويبرز المتحدث أن المقاومة لازالت تملك الأدوات، وقادرة على إدارة مسارح المعركة، وتؤكد أن القضية قضية شعب مناضل من أجل الحرية، وليست قضية عصابة من المجرمين كما يُصورُه الكيان الصهيوني.
من جهة ٱخرى، يستمر الكيان الصهيوني في إبادة الفلسطينيين، وفي ممارسة البطش والتقتيل وارتكاب مختلف الجرائم وانتهاك القوانين الدولية، على اعتبار أنه لم يجد رادعا على المستوى الدولي.
ويوضح ميزاب أن للكيان ضوء أخضر ليمارس البطش ويمارس سياسة التنكيل التي يقوم بها، لكنه يسير بسرعة نحو الانتحار، على اعتبار أن لكل هذه الممارسات الاخلاقية على كل الجوانب في نفس الوقت.