حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، مساء الثلاثاء، من انقطاع دخول المساعدات وإمدادات الوقود إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي حيث توغل جيش الاحتلال الصهيوني وأغلقه بالكامل، مؤكدة على البقاء في القطاع رغم الأوضاع الخطيرة.
قالت “الأونروا”، في بيان، إن استمرار انقطاع دخول المساعدات وإمدادات الوقود عبر معبر رفح سيوقف الاستجابة الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة.
وحذر البيان من أن كارثة الجوع التي يواجهها الناس، وخاصة في شمال قطاع غزة ستزداد سوءا إذا توقف دخول الإمدادات.
وقالت الهيئة العامة للحدود والمعابر في غزة، في بيان مقتضب، إن عمل معبر رفح البري توقف بعد دخول الدبابات الصهيونية إلى مرافق المعبر من الجانب الفلسطيني.
وأشار البيان إلى توقف حركة المسافرين من غزة ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل كامل إلى القطاع.
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان إن الاحتلال الصهيوني يتعمد تأزيم الوضع الإنساني بإيقاف إدخال المساعدات وإغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم جنوب القطاع.
وذكر البيان أن الواقع شرق رفح يشير إلى كارثة إنسانية حقيقية ليس فقط في المدينة لوحدها بل تمتد لتشمل كافة مناطق قطاع غزة، التي تعيش حالة مأساوية من التجويع الممنهج والتعيش ونقص في الإمدادات والمساعدات منذ سبعة شهور متواصلة.
واعتبر أن وقف دخول المساعدات وإغلاق المعابر يعمل على تفاقم الوضع الإنساني بشكل كارثي وهو ما يستدعي تدخل دولي فوري وعاجل بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء.
“مصممون على البقاء في قطاع غزة رغم الأوضاع الخطيرة”
أكدت مديرة العلاقات الخارجية بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تمارا الرفاعي، أن الوكالة مصممة على البقاء في قطاع غزة وتقديم المساعدة للمحتاجين، وذلك على الرغم من تطورات الأوضاع الخطيرة في القطاع، لافتة إلى أن الوضع الآن هناك كارثي حيث أن إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم يعني إغلاق كامل للمساعدات الإنسانية.
وقالت الرفاعي، في تصريح لها، “في الأساس وبدون الإغلاق للمعابر يعاني القطاع من أزمة في إدخال المساعدات وهو ما يضع المدنيين في غزة في موقف صعب للغاية”، مشيرة إلى أن الأولوية لدخول الوقود إلى غزة.
وتابعت: ” لدينا ما يكفينا ليوم إضافي فقط ولدينا مخزون من المساعدات.. ولو حدث اجتياح بري في رفح الفلسطينية سنكون أمام حمام من الدم، وكارثة إنسانية “.
وأشارت إلى أنه “مع هذا الإغلاق، لن تدخل أية مساعدات .. ورصدنا حالة من الهلع في مدينة رفح بسبب صعوبة وصول المساعدات مع زيادة القصف”.
وأعلن جيش الاحتلال، أمس الثلاثاء، بدء عملية عسكرية في رفح زعم أنها “محدودة النطاق”، وتوجيه تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بإخلاء شرق المدينة قسرا والتوجه إلى منطقة المواصي جنوب غرب القطاع.
وتوغل الاحتلال داخل معبر رفح البري وأغلقه بالكامل، ما أدى إلى توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة.
ويعتبر معبر رفح البري شريان الحياة لسكان قطاع غزة والمنفذ البري الوحيد لإدخال المساعدات وإجلاء المصابين. وهذا التوغل وإحكام السيطرة عليه يعني الحرمان من المساعدات الغذائية والطبية.
وتتواصل غارات الاحتلال على المناطق الشرقية لمدينة رفح، وسط قصف مدفعي عشوائي، استهدف عددا من المنازل وأسفر عن شهداء وإصابات لم تستطع الطواقم
الطبية الوصول إليها بسبب كثافة قصف الاحتلال.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023, يشن الاحتلال الصهيوني عدوانا مدمرا على قطاع غزة، خلف أكثر من 34 ألف شهيد أزيد من 78 ألف جريح وخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة تسببت في نزوح أكثر من 85 بالمائة من سكان القطاع وهو ما يعادل 1.9 مليون شخص.