اجتمع إعلاميون منضوون مؤخرا تحت فدرالية الصحافيين المتضامنين مع الشعب الصحراوي المتكون من 25 جنسية في العالم، بـ “منتدى الشعب”، تنديدا بجرائم الاحتلال الوحشية والمستمرة في فلسطين والصحراء الغربية، وفي كل مكان تتواجد فيه الإنسانية في خطر الظلم وبين قيود وأنياب جلاد جائر.تزامن المنتدى مع الاحتفاء باليوم العالمي لحرية التعبير، وعشية ذكرى مجازر الثامن ماي 1945 التي اقترفها المستعمر الفرنسي في حق الشعب الجزائري الأعزل.جاءت أصوات الإعلاميين العرب من لبنان والصحراء الغربية وسوريا والجزائر، مندّدة بانتهاكات المحتل واستنكار ازدواجية المعايير في التعاطي مع قضايا التحرر، وسط طمس إعلامي ممنهج للحقائق متجاهلا معاناة الشعوب المضطهدة.
منتدى الشعب: فضيلة بودريش وهيام لعيون وفايزة بلعريبي وعلي مجالدي وخالدة بن تركي
قال الأمين العام لاتحاد الصحافيين والكتاب والأدباء الصحراويين، أحمد نفعي، إنّ الجزائريين الذين كافحوا من أجل حرية وسيادة وطنهم شكّلوا صوتا قويا صادحا لجميع الأحرار في العالم، مستذكرا ويلات المعاناة وحجم التضحيات التي لا تقدّر بثمن، وأبرزها ما تجرّعوه من تنكيل وحشي في 8 ماي 1945.
واعتبر أنّ الجزائر قدّمت دروسا في المقاومة ضمن عالم صار يتشكل من جديد تطبعه ازدواجية الكيل بمكيالين، منتقدا بشدة ما يعانيه الشعب الفلسطيني من قتل وترويع، داعيا إلى وقف الموت والحصار والبطش الممنهج.
وذكر أنّ القضية الصحراوية إرث استعماري خرجت من الاحتلال الإسباني إلى احتلال آخر من دون أن تسوى وتنصف، وتأسف كون تغريدة الرئيس الأمريكي السابق، ترامب خرجت لتكون ضد الشرعية الدولية.
ويعتقد نفعي أنّه حان الوقت للتفكير في التأسيس لميكانزمات وتنظيمات فعالة وبديلة للدفاع في جبهة واحدة ضد كل محتل، على خلفية أن الحديث عن القضية الفلسطينية والصحراوية وما يحدث بالسودان وليبيا، يؤكد أن قوى أجنبية تحرص على جعل البلدان العربية على وجه الخصوص بؤرة توتر، مقترحا السير في نهج المساهمة في رسم السياسات الكبرى إعلاميا وسياسيا.
وبدا الإعلامي الصحراوي متفائلا بالدور المقبل للإعلام في الضغط على المحتل عبر فضح الحقائق، وتحسيس الرأي العام العالمي بشرعية قضية الشعوب المحتلة، مستشهدا بنجاح الإعلام الفلسطيني في نقل الحقائق والتجاوزات رغم جهود الطمس الممارسة من طرف الاحتلال الصهيوني، بل يرى أنّ الإعلام الفلسطيني منح للعالم درسا في كيفية إيصال قضيته العادلة. وبالمقابل يدفع الصحافيون الصحراويون ثمن كلمتهم الحرة قابعين في سجون الاحتلال المغربي، علما أنّ المأساة طويلة ومريرة بعمر ما يناهز 5 عقود، وطيلة هذه المدة يدرك كل من الشعبين الفلسطيني والصحراوي – أضاف نفعي – الثمن جيدا، لأن الأمين العام لمنظمة الصحافيين الصحراويين، يعتقد أنّ الإعلام في العالم تغير بل وشهد تحولا كبيرا، فبعد أن كان سلطة رابعة حول إلى صناعة قائمة بذاتها ورائدة.
إفلاس وفشل
وأثار الإعلامي الصحراوي نفعي، العديد من المغالطات التي يحاول الاحتلال المغربي الترويج لها، من أجل إقحام الجزائر في نزاع صحراوي على محتل مغربي، وأعطى مثالا على ذلك بقوله: “إنّ الاحتلال المغربي حاول مرارا تحويل وإظهار النزاع على أنه جزائري – مغربي، فيتم استدعاء ضيف جزائري وآخر مغربي في حصص تلفزيونية من أجل التمويه والتنصل من صفة الاحتلال، وفوق ذلك تجد النظام المغربي يجند ما لا يقل عن 20 ألف من الجيش الإلكتروني، بهدف المس بالمقدسات الجزائرية وشتم رموزها من خلال التخفي وراء حسابات وهمية تنسب للجزائريين”.
وجاءت تلك المحاولات حسب تقدير نفعي، بعد إفلاس وفشل النظام المغربي في استمالة كتاب وصحافيين جزائريين، وتغيير موقفهم من النزاع لصالحه.
وأبرز ما تناوله الصحافي الصحراوي، الأمين العام لمنظمة الصحافيين والكتاب في الصحراء الغربية، أنّ صحافيين مغاربة أبدوا استعدادهم للانضمام للفدرالية، والوقوف ضد المشروع التوسعي للنظام المغربي الذي يدفع للبعض ليقفوا في صفه، لكن سرعان ما يتوقف هذا الاحتلال البائس عن الدفع ينقلبوا عليه.
وتحدّث نفعي عن افتخاره أنه يجد في صفهم كل من الجزائر ونيلسون مانديلا وجنوب إفريقيا وفنزويلا، مراهنا على بروز فدرالية الصحافيين المتضامنين مع الشعب الصحراوي، ودورها القادم، كونها تضم صحافيين من 25 جنسية، خاصة مسار فضح الاحتلال والتعجيل بطرده، لأنّ هذا الاحتلال حاول تحويل بيوت الصحراويين إلى خيم منسية، فتحولت من خيمة إلى قلعة للحرية، وصار الشعب الصحراوي أفضل من يقدّم دروسا في المقاومة.
وعن الندوة التي انبثقت عنها الفدرالية، قال نفعي إنّها انطلقت من بئر لحلو، بنداء يشكّل قاعدة دولية جمعت صحافيين من الشرق والغرب والشمال والجنوب، متوقّعا أن تنجح القضية الصحراوية في التحسيس بمعاناة الآخرين، وبإدارة القضية إلى غاية التحرير واستعادة الأرض وبسط السيادة.
رمزية الجزائر
ترى الناشطة الإعلامية اللبنانية وعضو في فدرالية الصحافيين المتضامنين مع الشعب الصحراوي، نعمت هاشم، أن الإعلام في الوقت الراهن يخوض معركة كبيرة في مقارعة الاحتلال، ونجح في فضح ازدواجية الإعلام الغربي، وعدم حياده في طرح ونقل الحقائق بكل ما تعلق بالقضية الصحراوية والفلسطينية.
وتطرّقت بدورها إلى أهمية التأسيس لفدرالية الصحافيين المتضامنين مع الشعب الصحراوي في الندوة الأولى من نوعها بمشاركة صحافيين من كل أرجاء العالم من 25 جنسية حضروا، وآخرين شاركوا عبر تقنية التحاضر عن بعد.
كما وقفت على الدور الحساس والفعال للإعلام في فضح بطش الاحتلال، وتعرية وجهه القبيح ومع توعية الشعوب بخطورة ما يقترفه في حق كرامة الإنسان وحريته، في وقت آلة الاحتلال الصهيوني قامت بالتنكيل بما لا يقل عن 141 صحفيا فلسطينيا منذ السابع أكتوبر الماضي.
ووقفت الصحافية والناشطة الإعلامية اللبنانية نعمت هاشم، على رمزية الجزائر وتأثيرها الجوهري في مسار حركات التحرر، وقالت أنها لا زالت بموقفها الأصيل والراسخ، تدافع عن قيم التحرر وتنصف الشعوب المظلومة.
وخير دليل على ذلك ـ أضافت تقول ـ الدور الكبير والمؤثر الذي تقوم به في أروقة الأمم المتحدة، مدافعة بكل ما أوتيت من قوة عن الشرعية الدولية، وفاضحة ما تتعرض إليه الشعوب المحتلة، وأبرزها الشعبين الفلسطيني والصحراوي، ومن الطبيعي أن تعترف الإعلامية نعمت، أن الجزائر دائما حاضرة في وجدان الشعب اللبناني لمواقفها القوية والصادقة والمنصفة.
التّعجيل بتقرير المصير
استعرضت الإعلامية اللبنانية نعمت هاشم، الوجه القبيح للمحتل في كل مكان من جنوب لبنان إلى غزة وفلسطين المحتلة مرورا إلى الصحراء الغربية، لأنّ ذهنيته القاتمة متشابهة وأساليب بطشه متطابقة، وتفاصيل معاناة الشعوب المحتلة كلها واحدة ومؤلمة وجائرة.
ولم تخف ذات المتحدثة أنّ العدو الصهيوني لا يتوانى في إسكات كل صوت يوثّق جرائمه الوحشية، وكل ذلك يرتكب بنفس الطريقة في الصحراء الغربية، ناقلة شهاداتها عن ما عاشته في بيوت ضيافة للعائلات الصحراوية بالصحراء الغربية المحتلة طيلة ثلاثة أيام، استمعوا فيها كإعلاميين لشهادات وسرديات المعتقلين الصحراويين المحررين، وقاسموهم الألم والوجع في قصص قاسية سببها الاحتلال المغربي، في ظل صعوبة تنقل الصحراويين للتعلم والعلاج والحصول على الماء وما إلى غير ذلك.
وبعد أن وقفت الصحافية على كل هذه الحقيقة، شدّدت على التعجيل بتجسيد مبدأ حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ومساعدة الشعب الصحراوي المكافح في افتكاك حريته واستغلال موارده الطبيعية.
وذكرت الناشطة الإعلامية، أنّ الندوة المنظمة منذ أربعة أيام وشهدت ميلاد الفدرالية تناولت البعد الدبلوماسي السياسي لمعاهدة جنيف ودور الإعلام، إلى جانب استهجان طريقة تخاذل الإعلام مع قضايا الشعوب المحتلة والتردد في نصرتهم.
وذكرت المتحدثة، أنّ فدرالية التضامن مع الشعب الصحراوي تأسست منذ أيام قليلة، للتأكيد أنّ جميع الأحرار في العالم مستمرون في الدفاع عن قضية الصحراء الغربية، القضية الإنسانية والشرعية، والاستمرار في رفع صوتها وطرح ملفها في مختلف المنظمات والمؤسسات الدولية، من أجل التعجيل بتقرير مصير الشعب الصحراوي عبر استفتاء شعبي، واغتنمت الفرصة لتدعو الإعلام والإعلام البديل في العالم العربي ليكون صوتا منصفا ينصر كل من كمّمت أفواههم.
أحمد نفعي: آليات جديدة لمواجهة أبواق المخزن ومحاولة تضليل الرّأي العام الدولي
أكّد رئيس منظمة الصحفيين الصحراويين، أحمد نفعي، أنّ الهدف من ميلاد فيدرالية الصحفيين والإعلاميين المهتمين والمتضامنين مع القضية الصحراوية، وذلك خلال أشغال الندوة الإعلامية الدولية الأولى للتضامن مع الشعب الصحراوي، التي نظمت أشغالها بداية شهر ماي الجاري، هو كشف وفضح ممارسات ومخططات الاحتلال المغربي الذي يستهدف بشكل ممنهج ومتعمد تضليل الرأي العام الدولي.
أشار نفعي خلال ندوة “الإعلام ومقاومة الاحتلال” ضمن “منتدى “الشعب”، إلى أنّ الفدرالية تضم في صفوفها، إعلاميّين وصحفيين من مختلف قارات العالم، مسؤولين وممثلين، بكل من الجزائر، كولومبيا، المكسيك، الأرجنتين، جنوب إفريقيا اليابان، أستراليا، إلى جانب وجود تمثيل عربي خاص.
أوضح المتحدث في السياق، أنّه بالرغم من وجود مجهود مقاومة ومرافعة إعلامية لم ولن تتوقف في سبيل إعلاء كلمة الحق والدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، إلا أن وجود هذه الرابطة التي تعتبر ـ حسبه ـ أداة لوسائل الإعلام، لكل الأحزاب والمنظمات المدافعة عن الهيئات الحقوقية الصحفية المتخصصة، للبلدان التي ترافع للحقيقة، ستعمل على تسهيل الأمر من خلال الحصول على المعلومة وتوفير وميكانيزمات إيصال الصوت، بكل لغات العالم، بغية توحيد نظرة العالم لكل القضايا التي لا تزال ترزح تحت وطأة الظلم، والقضية الصحراوية في الصميم.
وعاد المسؤول ذاته، للحديث عن الندوة الإعلامية الأولى التي جرت وقائعها بمخيمات اللاجئين الصحراويين ببوجدور، حيث أكد أنها استهدفت المؤثرين عبر مختلف دول العالم، بتفعيل تقنيات الاتصال الحديثة أو ما يسمى بإعلام المواطن، كاشفا أنّها خصصت طاولة لصناعة المحتوى من تنشيط مؤثرين من مختلف الجنسيات من الدانمرك، ألمانيا، ايطاليا اسبانيا، فرنسا ومن الجمهورية الصحراوية، إذ جلبوا متابعة 25 مليون متابع في العالم، وهم رقم مهم في إطار فضح التضليل المغربي ومحاولته التعتيم على جرائمه.
أبرز ممثل الإعلام الصحراوي، في رده على سؤال يتعلق بالحشد الإعلامي ودور الفدرالية في تدويل القضية بالشكل الذي يخدمها فعليا، لكشف الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الصحراوي، أن الأمر مرتبط بمرافقة وتوحيد الجهد وفق إستراتيجية معينة، وتوفير المعلومات والمعالجات الموضوعية المتعلقة بالقضية الصحراوية في الوقت والزمان المحددين، لأن تقدير الموقف أفضل أرضية للمعالجة الإعلامية، في ظل وجود إمكانيات وقدرات ووسائل متاحة”.
وأضاف أنّ الإعلام الرسمي يقوم بدوره إلى الأوساط الرسمية، “وعلينا أن نتوجه لتلك الساحات نحو الأوساط الشعبية، بفعل الأوساط الدبلوماسية والعلاقات الرسمية”.
قال في السياق “بالرغم من محاولات إسكات صوتنا على مدار خمسين سنة، وتمرير مجموعة من المغالطات على مستوى الترسانة اللغوية، إلاّ أن المصطلحات اليوم دقيقة جدا، وصل صداها إلى كبريات المؤسسات الإعلامية في العالم ما بوضح أن هناك مجهودات إعلامية، حتى أنه في فرنسا هناك صحفيون تمّ طردهم بعد محاولة توريط غرف التحرير ببعض المغالطات”.
محمود الصالح: دعمنا للقضية الفلسطينية لا يعني تخلينا عن الشعب الصحراوي
دعا رئيس اللجنة العربي للتضامن مع الشعب الصحراوي، الإعلامي السوري محمود الصالح، الإعلاميين إلى التجند من أجل تجسيد قناعاتهم اتجاه القضايا العادلة، ومساندتها من أجل الحصول على حقها في تقرير مصيرها.
أكّد رئيس اللجنة العربي للتضامن مع الشعب الصحراوي خلال منتدى “الشعب” حول “دورة الإعلام في مواجهة الاستعمار ومساندة الحركات التحررية”، على دور الإعلام في التأثير على الرأي العام لنصرة الشعوب المستضعفة والمستعمرة، وفي ذلك قد أبلت الجزائر البلاء الحسن، التي تأتي على رأس الدول المساندة للقضايا العادلة، وهي التي عرفت الظلم والتعتيم الإعلامي خلال فترات احتلالها، فموقف الجزائر اليوم من الحركات التحررية وليد مسار نضالي سجله التاريخ، وحفظته العقيدة الدبلوماسية الجزائرية.
أكّد رئيس اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي محمود الصالح، أنه لا يمكن لأي كان في أي مكان من العالم المزايدة على السمعة النضالية للجزائر، باعتبارها عنوانا للنضال عبر التاريخ القديم والحديث، ومحطة لابد من التوقف عندها في مقررات التاريخ، بدءا بالسنوات الأولى من تعليم الطفل العربي إلى أعلى مراتب الشهادات والعلوم.
وأشار إلى أنّ العديد من المدارس ومدرجات الجامعات السورية تحمل تسمية الجزائر، كاعتراف بمواقفها الثابتة والمشرفة تجاه الثورة السورية، خاصة خلال حرب أكتوبر 1973، التي لم يتوان الطالب الجزائري عن المشاركة بها بكل ثقله، حيث كانت الجزائر البلد العربي الوحيد الذي عبّر عن تضامنه مع سوريا سنة 2011، من خلال موقفها الواضح من الملف السوري.
كما عبّر محمود الصالح عن اعتزازه وافتخاره شأنه شأن كل سوري، بالعلاقات المتينة والطيبة المتفرّدة التي تجمع البلدين والشعبين الجزائري والسوري، مستدلا باختيار الأمير عبد القادر لدمشق كمحطة لمنفاه، تشرّفت سوريا بالاحتفاظ بجثمانه على أرضها الطاهرة لسنوات طويلة، قبل أن يتم نقله إلى بلده الجزائر.
وزادت من متانتها وقوة روابطها، أضاف المتحدث، المواقف الدبلوماسية والرؤى السياسية المشتركة تجاه القضايا المحورية، على رأسها القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية، واعتبر هذه الأخيرة ضمن المحطات والملفات التي سجلت الجزائر موقفها الواضح والثابت غير القابل للتفاوض، بكل قوة.
وأكّدوا إيمان كل أحرار العالم بعدالة القضية الصحراوية، وتصنيفها كقضية تصفية استعمار، تعمل اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي إلى جانب فدرالية الصحفيين الصحراويين على توضيح الرؤى والمفاهيم المحيطة بملف القضية الصحراوية، وتفنيد الادّعاءات الباطلة التي تعتبرها جزءاً من التراب المغربي، وهي المهمة التي يجب أن يأخذها الإعلام بصفة عامة على عاتقه من أجل توضيح الرؤى للرأي العام.
ادّعاءات زائفة
أثنى الإعلامي السوري، محمود الصالح على بسالة الشعب الصحراوي واستماتته في الدفاع عن حقه في أراضيه، واعتبره قدوة في الدعوة إلى الوحدة ومن حقه التحرر من الاستعمار وتأسيس دولة مستقلة، ولا حق للمحتل المغربي فيما يدعيه من حق في أراضي الصحراء الغربية، رغم ما ينتهجه من أساليب ملتوية وغير أخلاقية للحصول على تأييد ما يدّعي به.
في هذا الصدد، أشاد المتحدث بدور الجزائر والقيادة الجزائرية كأول داعم لقضية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وهو الموقف الذي تتقاسمه معها الجمهورية العربية السورية التي كانت في مقدمة الدول التي اعترفت بالجمهورية العربية الصحراوية، ولم يتوقف الدعم السوري عند هذا الموقف، استطرد ذات المتحدث، بل امتد إلى استضافة الطلبة الصحراويين وتدريسهم وتكوينهم بالجامعات السورية، إلى جانب تدريب ضباط صحراويين بالكليات الحربية الصحراوية.
موقف ثابت
من باب التذكير، أشار محمود الصالح إلى أن اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي التي تأسّست بدمشق سنة 2005، وتضم ممثلين من قادة أحزاب سياسية وإعلاميين وحقوقيين من مختلف الدول العربية، ترافع من أجل خدمة القضية الصحراوية، وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره، وتسليط الضوء على معاناته وما يكابده من ممارسات لا أخلاقية، بل ولا إنسانية من طرف المستعمر المغربي، حيث اتخذت هذه الأخيرة كهدف أسمى لها مواجهة ممارساته وكشف زيف إدعاءاته أمام الرأي العام العربي والعالمي، ودعم فرسان الدبلوماسية الصحراوية، وكذا فرسان الدبلوماسية الجزائرية الذين لم يفوّتوا فرصة دبلوماسية ولا منبرا من المنابر إلا ورمت بكل ثقلها السياسي والدبلوماسي من أجل نصرة القضايا العادلة.
وأشاد بالأداء الدبلوماسي القوي والمشرف للبعثة الأممية الجزائرية بمجلس الأمن المتعلق بطلب العضوية الدائمة لدولة فلسطين المحتلة، رغم محاولات الكولسة لمنع حصول الجزائر على النصاب القانوني الذي بلغ 09 أصوات في مجلس الأمن، إلا أن الجزائر قد تمكّنت من افتكاكها وتعرية “الفيتو” الأمريكي، وهو ما يعتبر إنجازا دبلوماسيا جديرا برفع القبعة.
في ذات السياق، انتفض المتحدّث قائلا إنه “عار على القانون الدولي استمرار معاناة الشعب الصحراوي تحت طائلة الاحتلال لمدة 50 سنة، دون الاعتراف بحقه في تقرير مصيره، مشدّدا أنّه بات على الإعلام العربي، يقول محمود الصالح، تصحيح تجاه بوصلته نحو القضية الصحراوية، لتحظى بما تستحقه من مساندة من طرف المجتمع الدولي، مؤكّدا أن ذلك لن يكون إلا من خلال التكامل والتوافق في الرؤى السياسية التي تجمع ولا تفرق الدول العربية.
الإعلام البديل.. منصّات فعّالة لنشر الوعي بالقضية الصّحراوية
أكّدت الصّحافية ندى أيوب على أهمية تسليط الضوء على قضية الصحراء الغربية في منطقة المشرق العربي وزيادة الوعي بها، مؤكّدة أنه بعد هذه الندوة هناك مساع إلى وضع خطة عمل لتحقيق هذا الهدف، سواء من خلال التواصل مع طلاب الجامعات أو عبر كتابة تقارير توعوية.
قالت ندى أيوب من منبر “منتدى الشعب”، إنّنا نعمل بشكل مشترك مع الأستاذ نفعي أحمد لتنظيم ندوات مستقبلية في لبنان لنشر الوعي حول القضية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ورغم تحديات التنسيق والدعم، إلا أنّنا مصممون على تحقيق النجاح في هذا الجهد.
وأكّدت على أهمية دور الصحفيين في تبسيط الحقائق والتوجه إلى المنظمات الحقوقية لتعزيز الوعي بالقضية الصحراوية، والدفاع عن حقوق هذا الشعب في تقرير مصيره، خاصة وأن القضية مُدرجة في جدول أعمال الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار.
وتضيف السيدة نعمت، أنّ لبنان عانت من نفس الممارسات التي يعاني منها الشعب الصحراوي اليوم، واتهمنا بالإرهاب فقط لأننا رفضنا الاحتلال وسعينا الى التحرر، والجزائر معروف عليها مساندة قضايا التحرر، ولا تحتاج الى تبرير موقفها من قضية الصحراء المحتلة.
وفي ردّها عن الطرق اللازم اتباعها لمواجهة الدعاية المغربية، أكدت الصحافية نعمت أنّ الإعلام البديل يمثّل منصة فعّالة لنشر الوعي بقضية الصحراء الغربية، وكشف الاحتلال، واستغلال أحداث فلسطين لدعم الصحراويين؛ إذ يتشابه هدفهما في النضال من أجل التحرر.
وأشارت إلى أنّ من يدّعي دعم استقلال فلسطين لا يجب أن يتغاضى عن احتلال الصحراء الغربية، وهذا يفرض علينا كوسائل إعلامية مسؤولية نقل الحقيقة للجمهور، وكشف المستفيدين والمتلاعبين.
الشّعـب الصّحـراوي.. صمود منقطع النّظير
أكّدت الصّحفية والكاتبة اللبنانية والعائدة من الندوة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي ندى أيوب، أمس، أن الندوة الإعلامية للتضامن مع الشعب الصحراوي هي مرافعة للقضية الصحراوية، وتهدف إلى إبراز دول الإعلام باعتباره سفير لهذا الشعب الطيب.
قالت الإعلامية ندى أيوب خلال نزولها ضيفا على منتدى “الشعب”، إنّ الندوة الإعلامية جاءت بخطوة عملية، وهي ميلاد الفدرالية التي ستدافع عن صمود هذا الشعب، الذي مزال موجودا لخمس عقود من الزمن، مؤكدا أن الوقت سيأتي ليعري نفاق بعض الشعوب ووسائل الإعلام التي كانت تتعامل مع القضية بازدواجية.
وأضافت المتحدّثة، أن الندوة فرصة لكشف بغض وسائل الإعلام التي كانت تصدر لازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا العادلة على غرار القضية الفلسطينية والصحراوية، مشيرة إلى الدعاية الإعلامية السوداء لبعض وسائل الإعلام التي يسيطر عليها المال والسياسة لتضليل الرأي العام.
استطردت المتحدّثة: “هنا يبرز دور الإعلام المتحرر في الدفاع عن معاناة الشعب الصحراوي المقاوم والرافض للظلم الاحتلال والتغييب، بالإضافة إلى تعزيز سبل التعاون والتضامن مع الشعب الصحراوي”، مؤكدة أن كل من زار وتضامن مع القضية سيتعرض إلى التضييق الذي يزيد من عزيمة الإعلام على نصرة القضية.
وأكّدت بالقول إنّ الندوة سمحت بالتعرف على قضية الشعب الصحراوي من الجانب الاجتماعي الثقافي والتحديات التي تواجهه في ظل الحصار الذي يفرضه الاحتلال، مؤكّدة أن الزيارة الى المخيمات الصحراوية تؤكد، أن النصر قادم لا محال، وهذا بالنظر الى قوة وصمود الشعب الصحراوي.
من جهته، أعرب رئيس المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين سليمان عبدوش، عن مساندته لفدرالية الصحفيين والإعلاميين المهتمين والمتضامنين مع القضية الصحراوية، والتي تهدف إلى تنوير الرأي العام حول حقائق وتطورات القضية، والمساهمة في كسر جدار التعتيم الرهيب المضروب حول القضية العادلة، من الإعلام الدولي الخاضع لتأثير اللوبيات المغربية الداعمة لها.
وقال سليمان عبدوش إنّ من أهداف إرسال صحفيين إعلاميين إلى مخيمات اللاجئين توثيق الوضع الحالي، ونقل صوت وصورة الشعب الصحراوي، مجدّدا دعم المنظمة لقضية الشعب الصحراوي وحقه في الاستقلال، باعتباره آخر قضية تحرر في القارة الإفريقية، وثمّن عمل الصحفيين في الأراضي الصحراوية في نقل مأساة الشعب الصحراوي في الداخل المحتل، ضد سياسة تكميم الأفواه التي يمارسها المخزن ضد الأبرياء والعزّل من أبناء الشعب الصحراوي.