خبر يثلج الصدور أعلنه المجمع العمومي للصناعات الميكانيكية، مفاده إنتاج أوّل آلة «رشّ محوري» بإمكانات جزائرية خالصة، وقال المجمع إن قدراته تسمح له بتغطية الطلب الوطني، ما يعني أن الآلة التي لم تكن متاحة إلا بعد عبور البحار، صارت في متناول المرابطين الساهرين على تطوير الزراعات الاستراتيجية ببلادنا..
هذا خبر مُفرح يضاف إلى أخبار أخرى كثيرة، لا تقّل أهمية، عن خبر «آلة الرّش»، فقد حققت وزارة التعليم العالي أوّل طاولة تشريح افتراضية جزائرية لتدريب أطباء المستقبل، وقبلها حققت فتوحات كبرى في مجالات متعددة، بينها وضع نموذج لسيارة كهربائية، وطائرة مسيّرة، ومخترعات أخرى منحت المخابر العلمية معناها في الحياة اليومية، وبوّأتها مكانتها الحقيقية، بعد أن كانت مجرد هياكل (تغرف وتصرف) دون أي إنجاز يذكر..
ولم تختلف الحال في باقي القطاعات، فالسواعد الجزائرية اكتسبت الثقة بعد أن توفرت الظروف الملائمة في ظل سياسة رشيدة تبنتها الجزائر الجديدة، جعلت من البحث العلمي أولوية قصوى، وراهنت على القدرات الجزائرية التي عانت طويلا من (ويلات) التحقير والاستصغار، على أساس أن الاختراع والإبداع ولا يمكن إلا أن يكون أوروبيا غربيا..
لقد وعد الرئيس تبون بأن يفتح مجالات الإبداع والابتكار، وحرص على فتح الآفاق أمام المادة الرمادية الجزائرية كي تقدم الإضافة التي يحتاجها الوطن، في جميع المجالات، وها هي الرؤية الواقعية تؤتي ثمراتها، وتطوّع ما كان يبدو في حكم المستحيل، كي يتحوّل إلى واقع معيش..
فعلاً.. المُستحيل لا يمكن أن يكون جزائريًا..