يتعرض الطلبة الصحراويون في الجامعات المغربية لهجمات شرسة متوالية، في ظل استمرار الاحتلال المغربي في التمعن في ممارساته القمعية بحقهم بما يتنافى مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الانسان والحريات العامة.
أقدمت قوات الاحتلال المغربي في 10 ماي الجاري على توقيف الطالب الصحراوي السالك السلامي بمحطة الحافلات بالعيون المحتلة في ظروف مريبة، ما يثير مخاوف بشأن انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان مجددا في الأراضي الصحراوية المحتلة.
وحسب شهادة سلامي نقلتها مواقع إعلامية صحراوية، فان قوات الأمن المغربي منعته من السفر من مدينة العيون المحتلة باتجاه مدينة أكادير المغربية، حيث يتابع دراسته الجامعية وعرضته “للتعنيف إلى حد نقله الى المستشفى في حالة شبه حرجة”.
وأوضح سلامي -حسب ذات المصدر – أنه تعرض للاحتجاز التعسفي والضرب والاهانة ما أدخله في حالة فقدان الوعي نقل على اثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي.
وبعد استعادته لعافيته، طلب شهادة طبية من المستشفى توضح نوعية إصاباته، لكن طلبه قوبل بالرفض من قبل الطبيب المعالج. ولما حاول التقدم بشكوى في مركز الشرطة المحلي ضد عناصر الامن المخزنية المعتدية عليه، لقي نفس الموقف.
ووجه الطالب الصحراوي نداء استغاثة الى جميع الأصوات الحرة و فعاليات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية لمساندته في نيل حقه في التعليم وفي التنقل، لأن التعليم “حق أساسي من حقوق الإنسان”.
وكانت حادثة مماثلة سابقة تعرضت لها مجموعة من الطلبة الصحراويين بحي جامعي بمدينة أكادير المغربية، حيث تعرضوا لجملة من الاعتقالات التعسفية راح ضحيتها أيضا أكثر من سبعة طلاب، اذ لا يزال ثلاثة منهم رهن الاعتقال.
وتبرز هذه الممارسات القمعية المغربية مدى حجم المعاناة التي يعيشها الطلبة الصحراويون تحت الاحتلال المغربي، نتيجة لعدم وجود جامعات في الصحراء الغربية، حيث يتم إجبارهم على السفر لمئات الكيلومترات للحصول على التعليم العالي، وتقييد حرية التنقل هذا لا يؤثر فقط على دراستهم ولكنه يسلط الضوء على الفرص التعليمية المحدودة المتاحة في وطنهم بعد مرور نحو خمسة عقود من الاحتلال.
كما تبرز مدى تجاهل الاحتلال المغربي للمواثيق والمعاهدات الدولية، بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي تنطوي في ديباجتها على المبادئ العامة للحريات، بما في ذلك حق التعليم الذي بات الطالب الصحراوي اليوم يواجه صعوبة من أجل أن يتمتع به، في ظل حملات القوات المغربية التي تشنها على الأحياء الجامعية و حرم الجامعات، من خلال ترصد واستهداف وبث الخوف والرعب في صفوف الطلبة الصحراويين.