لم تتوقف آلة الحرب والقتل الصهيونية عن ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتنكيل بالشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948 إلى غاية طوفان الأقصى، ولم يترك جنود الاحتلال أي طريقة لمحاولة محو الوجود الفلسطيني خاصة في قطاع غزة إلا ونفذوها، غير أن صمود الأهالي الذي لا ولن يزول أفشل كل خططهم.
يتشابه العدوان على غزة المتواصل منذ أكثر من 7 أشهر، مع النكبة الفلسطينية في عدة نقاط تستهدف كلها الشعب الفلسطيني وهي الجرائم البشعة والإبادة الجماعية، التهجير القسري ورفض عودة النازحين إلى بيوتهم، إضافة إلى محاولة طمس الهوية الفلسطينية ومحوها للاستيلاء على كل المنطقة.
ورغم كيد المحتل الغاشم، اكتسبت القضية الفلسطينية تضامنا شعبيا ودوليا منقطع النظير منذ بداية العدوان على غزة، في الوقت الذي تقهقرت فيه صورة الكيان الصهيوني واتخذت بعض الدول قرارات تخص قطع علاقاتها الدبلوماسية معه.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عادل شديد في تصريح لوأج، أنه “منذ النكبة وحتى معركة طوفان الأقصى التي بدأت في السابع من أكتوبر الفارط، لم تتوقف الجرائم الصهيونية وعمليات القتل وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وكل هذا مرتبط بالهدف الأول للنكبة وهو تفريغ فلسطين من أهلها الأصليين وإحلال مكانهم المجتمع الصهيوني والمستوطنين”.
وأشار المسؤول ذاته إلى أن “عمليات القتل التي تنفذ حاليا في غزة والتدمير وتحويل القطاع إلى منطقه غير قابله للحياة من خلال نسف البنى التحتية والمستشفيات والمراكز الطبية، دليل على أن الكيان الصهيوني يريد استكمال النكبة التي بدأها قبل 76 عاما ضد الشعب الفلسطيني، غير أنه فشل إلى غاية هذه اللحظة في تفريغ فلسطين من أهلها”.
واعتبر شديد أن هذه الجرائم التي ارتكبها الجيش الصهيوني في قطاع غزة أتت بنتائج عكسية، حيث حصل تحول كبير بالرأي العام العالمي والدولي والإقليمي ضد الكيان الصهيوني، وأصبح داعما للقضية الفلسطينية”، مضيفا أن “هذا الدعم الكبير ما كان له ليحدث بدون هذه الجرائم التي ارتكبتها عصابات الاحتلال في غزة” وأدت إلى ارتقاء قرابة 35 ألف شهيدا وأكثر من 78 ألف جريح، جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
وكشف المتحدث ذاته، أنه رغم هذه الفاتورة الفلسطينية الباهظة، تقهقرت صورة الكيان الصهيوني بشكل كبير، كما خسر الكثير على مستوى الداخل، حيث تراجعت ثقة المجتمع الصهيوني في جيشه وفي أمنه وفي قدرته على استعاده الأمن بعد “طوفان الأقصى”.
وأشاد شديد بالدور الكبير والفعال الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في نقل حقيقة ما يحدث في قطاع غزة، من جرائم صهيونية وفي كل شبر من الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو الأمر الذي أدى بقوات الاحتلال تسارع الزمن في رفع حصيلة الشهداء من الإعلاميين لإخفاء الحقيقة والتستر عما يجري من فضائع بحق الشعب الفلسطيني.
وتحل الذكرى الـ76 للنكبة ليكشف عنها “طوفان الأقصى” زيف ما تدعي به الدول الكبرى في العالم من ديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه تساند كيانا غاشما يقترف أبشع صور الجرائم الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، الذي أذهل العالم بصموده وإصراره على بقائه على أرضه، حتى تحقيق النصر على المحتل أو الشهادة.