أبرز متدخلون، دور طالب الأمس في ثورة التحرير متخلين عن شهاداتهم من أجل تحرير شعبهم من براثن الإستعمار، وذلك في ندوة تاريخية، نظمتها اليوم الأربعاء، الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين بالتنسيق مع المنظمة الوطنية الجزائرية للحفاظ على الذاكرة والموروث الثقافي وترقية السياحة والبيئة بجامعة الجزائر 02.
أبرزت هادية شعبان، رئيسة المنظمة الوطنية الجزائرية للحفاظ على الذاكرة والموروث الثقافي وترقية السياحة والبيئة، ضرورة استذكار تضحيات أسلافنا من الطلبة وشيوخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وعلى رأسهم العلامة عبد الحميد بن باديس، والشهيد العربي التبسي، شهيد بدون قبر.
ودعت الطلبة الحاضرين للإقتداء بطلبة الأمس ويكونون خير خلف لخير سلف.
وتطرق الباحث، من جامعة الجزائر 02، يحيي شريفي، مختص في علم الإجتماع في مداخلة بعنوان “الحركة الطلابية في الجزائر”، إلى دور الطلبة الجزائريين ايان الثورة، في تعزيز صفوف جيش التحرير بإطارات ساهمت في تكوين جنود جيش التحرير، وعلاج المجاهدين الجرحى.
وقال: ” يحق لجيل اليوم ان يفخر بجيل نوفمبر، الذين اختاروا الإستشهاد على الشهادة العلمية”.
وتحدث الدكتور مراد جوابي، عن عظمة الثورة الجزائرية التي وحدت الجزائريين ونبذت الجهوية، وتضحيات الطلبة الجزائريين من كل الولايات ومن مختلف التخصصات، الذين لبوا نداء اضراب 19 ماي 1956، وإلتحقوا بالجبال لمساندة اخوانهم في الكفاح وتحرير الجزائريين من بطش الإدارة الإستعمارية.
وقال ان طالب اليوم هو القلب النابض للجزائر الجديدة.
وتحدث البروفيسور محمد صالحي، عن سياسة فرنسا الإستعمارية لتجهيل الجزائريين، ودور اعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وعلى رأسهم عبد الحميد بن باديس، والعربي التبسي وايضا مبارك الميلي، الذي كان يحث على تعليم وتربية المرأة لإنتاج جيل ثوري وطني.
وقال: “ما كانت تقوم به جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هو تكوين إطارات للجزائر المستقبلية،
رغم الخلافات اجتمعت كل التيارات الوطنية كحزب الشعب الجزائري وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وكونوا جبهة التحرير الوطني، التي اصبحت لاحقا الممثل الشرعي للجزائريين”.
وبمناسبة اليوم الوطني للطالب، ذكر المحاضر بتضحيات الشهيد علاوة بن بعطوش، والطاهر بن مهيدي، شقيق العربي بن مهيدي، والاف الطلبة الذين التحقوا بالثورة تاركين مقاعد الدراسة.
وقال: ” العبرة ليس في سرد الحكايات، بل ان نقتدي بعمارة رشيد، وطالب عبد الرحمن، وغيرهم لتطوير الجزائر علميا وتكنولوجيا، وتحقيق الإكتفاء الذاتي، ورفعها الى مصاف الدول المتقدمة، والخروج من التبعية نحو الخارج، وفاءا لرسالة الشهداء”.
وقدم المجاهد والفدائي صالح ملزي، شهادته حول تضحية شقيقيه الشهيدين، وكل الشهداء، ووجه رسالة للطلبة الحاضرين بمواصلة مسيرة الشهداء والحفاظ على الجزائر واستكمال بناء بلادنا اقتصاديا وعلميا.
وأشاد ممثل جبهة النضال الفلسطيني، علاء الشبلي، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني للطالب، بدور الدولة الجزائرية وعلى رأسها الرئيس عبد المجيد تبون، والتحرك الدبلوماسي الجزائري على مستوى الأمم المتحدة لنصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن مقعد دائم لها بالامم المتحدة.