شدد خبراء الصحة في طب الأطفال والجلد، على ضرورة التكفل المبكر بالورم الوعائي الدموي، الذي يصيب الرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة، وذلك في يوم إعلامي وتحسيسي حول الورم الوعائي الدموي، نظمته، السبت، مخابر بيار فابر الجزائر بفندق حياة ريجنسي، بمناسبة الشهر العالمي للتحسيس حول الوحمات الوعائية.
حضر هذا اليوم الإعلامي، المندرج في إطار التكوين الطبي المتواصل حوالي 300 مشارك منهم أطباء عامون يشتغلون في مراكز رعاية الأمومة والطفولة والقابلات، حيث يسمح لمهني الصحة بمختلف ربوع الوطن بتبادل التجارب وفهم أكثر هذا المرض بهدف تحسيس الأولياء بالتشخيص المبكر لأطفالهم منذ الأسبوع الأول للولادة، في حالة ظهور بقع حمراء على جسمه.
أوضحت البروفيسور عائشة صالحي، طبيبة بمصلحة أمراض الجلد بالمستشفى العسكري، أن مرض الورم الوعائي الدموي الطفلي، الأكثر شيوعا عند الرضع، هو ورم وعائي حميد ينطوي على تكاثر الأوعية الدموية تحت وفوق الجلد، يصيب 4,5 بالمائة من الرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة.
وأشارت المختصة، إلى “أنه يمكن أن يتراجع هذا المرض تلقائيا، وأن المخاطر المرتبطة بالورم الوعائي الدموي يمكن أن تكون أكثر خطورة وتقودنا إلى أبعد من المخاطر أو التكهن، إن لم يتم التكفل بها في وقتها.”
وأكدت البروفيسور صالحي، أن معدل الإصابة بالورم الوعائي الدموي عند الرضع الأقل من سنة يقدر بحوالي 5 بالمائة، وأن هذه النسبة أعلى بكثير ويمكن أن تصل إلى 2.3 بالمائة عند الأطفال المولودين قبل الأوان.
وقالت المتحدثة: ” حسب أخر المنشورات العلمية الدولية، فإن نسبة الجنس التي لوحظت خلال الاستشارات الطبية مع المتخصصين هي .52 إلى 4 فتيات مقابل ولد واحد، حيث ترجع التباينات في التقييم الوبائي للأورام الوعائية لدى الأطفال بشكل أساسي إلى عدم تجانس السكان من حيث العمر”.
وأضافتظ الطبيبة ” لا يظهر الورم الوعائي الدموي لدى الأطفال عند الولادة، بل يظهر في الأيام أو الأسابيع الأولى من الحياة، يمكن أن تظهر العلامات التحذيرية لدى حوالي 50%من الحالات، تظهر هذه العلامات في شكل طبقة ذات لون أحمر مائل إلى الوردي او في شكل بقعة بيضاء”.
من جهتها أبرزت البروفيسور سميرة زوبيري، رئيسة مصلحة أمراض الجلد بمستشفى مصطفى باشا، “أن التشخيص المبكر لمرض الورم الوعائي الدموي ضروريًا للسماح بالتكفل المناسب بالمريض وتقليل العواقب طويلة المدى على الطفل وعائلته.”
التكفل المبكر يقلل من الآثار النفسية لدى الأولياء
وأكدت أن التكفل المبكر يقلل من الآثار النفسية لدى الأولياء، وقالت: ” نظرا لظهورها في وقت مبكر وبسبب تطورها السريع قد يكون للأورام الوعائية الدموية لدى الأطفال في بعض الأحيان تأثير نفسي يجب أخذه في الإعتبار بالنسبة للآباء، لأنه قد يكون من الصعب تحمل نظرات الآخرين مهما كان نوع الورم الوعائي الدموي لدى الأطفال في حالات معينة يمكن أن يسبب هذا الوضع القلق مما يؤثر على الحياة الأسرية.”
وشددت في هذا الشأن، على أنه بمجرد ظهور الآفة على الأولياء أن لا تترددوا في استشارة الطبيب العام أو طبيب الأطفال، الذي سيراقب الورم الوعائي بانتظام، وقالت:” في الغالبية العظمى من الحالات لن يتسبب الورم الوعائي، الذي يصيب الأطفال في ظهور أية مضاعفات وسيختفي من تلقاء نفسه”.
وأوضحت البروفيسور زوبيري، أن الورم الوعائي الدموي الطفلي، هو بقعة حمراء اللون تظهر أحيانا على جلد الأطفال بعد الولادة، يمكن أن تكون هذه البقعة صغيرة جدا أو أكبر بكثير، حيث يكون الورم الوعائي الطفلي واضحا جدا عندما يكون على الوجه.
وأضافت الطبيبة المختصة، أن الورم الوعائي الدموي هو النمو المفرط في الأوعية الدموية الجلدية، يمكن أن يحدث تكاثر الأوعية الدموية بشكل أو بأخر بعمق تحت الجلد، وهي الآفة الوعائية الأكثر شيوعا في مرحلة الطفولة عند الرضع.
وأشارت إلى ” أنه في معظم الحالات ستختفي هذه البقعة الحمراء الصغيرة من تلقاء نفسها لكتها في أحيان أخرى ستنمو حتى تصبح كبيرة جدا، وفي هذه الحالة يمكن أن تتأثر حاسة البصر لدى الرضيع المصاب، إذا نمت البقعة على الفم أو الأنف فإنها قد تسبب إزعاجا للطفل عند تناول الطعام أو التنفس.”
وفي هذا الصدد، أبرزت رئيسة مصلحة أمراض الجلد بمستشفى مصطفى باشا، أن هناك ثلاث أنواع من الأورام الوعائية الدموية لدى الأطفال سطحية، عميقة، أو مختلطة.
ومن بين عوامل الخطر المعروفة الأكثر شيوعا للإصابة بهذا المرض،- أوضحت البروفيسور زوبيري- هي الولادة المبكرة قبل الميعاد بوقت طويل، الحمل المتعدد، الحمل مع مضاعفات مثل تشوهات المشيمة أو ارتفاع ضغط الدم، السوابق العائلية للإصابة بالورم الوعائي الدموي لدى الأطفال.
وأضافت:” يمكن أن يسبب الورم الوعائي الدموي غير المعالج عواقب ومضاعفات قد يصعب حلها أحيانا، مثل الصلع، توسع الشعيرات الدموية، خطر الندوب خاصة على الوجه، خطر النزيف من الورم الوعائي الدموي، تداعيات على الرؤية أو التسبب في انزعاج عند تناول الطعام أو التنفس.”
وأشارت الطبيية المختصة، إلى أنه يجب أن يحيل الطبيب الطفل المريض إلى طبيب متخصص في الأورام الوعائية لدى الأطفال، لإعطاء علاج محدد أو ابقاء حالة الطفل تحت المراقبة المنتظمة.