أحيت حادثة سقوط وتحطم المروحية الرئاسية الإيرانية، الأحد 19 ماي، ذكريات حوادث مماثلة أسفرت عن مقتل زعماء ورؤساء دول كانوا في رحلات عمل داخلية أو خارجية.
تسبب تحطم المروحية الرئاسية الإيرانية في منطقة ذات تضاريس صعبة ووسط أجواء مناخية صعبة، بوفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومرافقيهما شمال غربي البلاد.
شغل هذا الحادث المؤلم الرأي العام العالمي، بعدما تضاربت الأخبار حول حيثيات الحادث جراء الضباب الكثيف مع تقدم دول بطلب تقديم المساعدات من أجل العثور على طائرة الرئيس الإيراني المتوفى، المحطمة.
سقوط المروحية وتحطمها في إيران ليس الحادث الأول الذي أودى بحياة رؤساء وزعماء، حيث سبقته حوادث عديدة ٱخرها في بولندا سنة 2010.
1940.. حداد في الباراغواي
الحديث عن مثل هذه الكوارث يعود بنا إلى 7 سبتمبر 1940 في بارغواي، حيث أدى حادث سقوط طائرة كانت تقل رئيس باراغواي المارشال خوسيه فيليكس إستيجاريبيا إلى وفاته مباشرة.
وكانت الطائرة بوتيز 25 المحطمة التابعة للقوات الجوية الباراغوايانية خلال طريقها من أسونسيون إلى سان برناردينو وعلى متنها رئيس باراغواي المارشال خوسيه فيليكس إستيجاريبيا وزوجته جوليا ميراندا كويتو والطيار الرائد كارميلو بيرالتا، الذين قتلوا جميعا.
1957 فاجعة في الفلبين
في 17 مارس 1957، قرب مدينة بالامبان الواقعة على جزيرة سيبو في الفلبين، تحطمت طائرة ركاب من طراز “دوغلاس سي-47 سكاي ترين”.
وتسبب الحادث بمقتل 25 من أصل 26 كانوا على متنها، بما في ذلك الرئيس الفلبيني رامون ماجسايساي وبعض المسؤولين وصحفيين.
ووفقا للتحقيقات، سبب الحادث هو انهيار عمود المحرك الأيمن، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي للطائرة أثناء الطيران.
مقتل الرئيس العراقي
في 13 أفريل 1966، تحطمت طائرة ركاب من طراز “دي هافيلاند DH.104 دوف 1″تابعة للقوات الجوية العراقية على بعد 10 كلم من مطار البصرة في جنوب العراق.
وكان على متن الطائرة المحطمة رئيس البلاد عبد السلام عارف حيث توفي مع أفراد الطاقم.
وبعدها ب3 سنوات فقط قتل الرئيس البوليفي رينيه باريندوس أورتونيو في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في قرب مستوطنة آركي الواقعة في مقاطعة كوتشابامبا وسط بوليفيا، وذلك بعد اصطدمها بخط مهرباء توتر عالي.
سقوط طائرة عسكرية اكوادورية
ذكريات حوادث سقوط وتحطم الطائرات تقودنا إلى الإكوادور وبالضبط يوم 24 ماي1981، أين تحطمت طائرة تابعة للقوات الجوية الإكوادورية على تلة قرب جبال غواتشاناما الواقعة في مقاطعة لوخا جنوب بيرو.
وكان على متن الطائرة الرئيس الإكوادوري خايمي رولدوس أغيليرا، وزوجته مارتا بوكارام، رفقة 10 أشخاص الذين ماتوا جميعا ولم يتم تحديد سبب الكارثة.
مقتل زعيم بنما
وبعد مرور قرابة شهر على حادث سقوط الطائرة في الإكوادور اهتز العالم مرة ٱخرى على وقع سقوط طائرة عسكرية ٱخرى في أمريكا الوسطى وتحديدا في بنما.
ويتمثل الحادث في إصطدام طائرة خفيفة تابعة للقوات الجوية البنمية بجبل وانهارت عند هبوطها في ظروف جوية صعبة قرب مطار كوكليسيتو الواقعة في مقاطعة كوكل وسط بنما، يوم 31 جوان 1981.
وادى الحادث إلى مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها، بما فيهم الزعيم الفعلي لبنما، الجنرال عمر توريخوس هيريرا.
موزمبيق تهتز على وقع كارثة
في 19 أكتوبر 1986، على بعد 35 كيلومتر من قرية مبوزيني شمال جنوب أفريقيا سقطت طائرة ركاب تابعة لشركة الخطوط الجوية الموزمبيقية.
الطائرة المنكوبة كانت متوجهة إلى لوساكا، وعلى متنها 44 شخصا منهم الوفد الحكومي لموزمبيق وطاقم الرحلة السوفيتي، حيث أودت الكارثة بحوالي 34 شخصا منهم رئيس موزمبيق، سامورا ماشيل.
ومن بين الناجين كان هناك فرد واحد فقط من أفراد الطاقم ميكانيكي الطيران السوفييتي فلاديمير نوفوسيلوف.
كارثة ٱخرى في باكستان
في 17 أوت 1988، تحطمت طائرة نقل من “طراز لوكهيد سي-130 هيركوليز” تابعة للقوات الجوية الباكستانية وعلى متنها رئيس البلاد محمد ضياء الحق، بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار باهاوالبور.
وتسبب الحادث بمقتل جميع من كانوا على متنها بمن فيهم الرئيس الباكستاني والسفير الأمريكي لدى باكستان، أرنولد لويس رافيل، والمدير العام للمخابرات الباكستانية عبد الرحمن أختار.
الحوادث تعود إلى افريقيا
وقرب مطار كيغالي في رواندا، يوم 6 أفريل 1994 تم إسقاط طائرة “داسو فالكون 50” بصاروخ أرض جو.
وأسفر هذا الهجوم عن مقتل الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا ورئيس بوروندي سيبريان نتارياميرا مع 10 أشخاص آخرين كانوا على متن الطائرة.
وكانت الطائرة المحطمة عائدة من تنزانيا حيث كان رؤساء الدول يحضرون مؤتمرا حول تحقيق الاستقرار في رواندا.
وفي 26 فيفري 2004، تحطمت طائرة وعلى متنها الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي، بالقرب من مدينة موستار ما أدى إلى مقتله إلى جانب ستة أشخاص من الوفد المرافق له واثنين من أفراد الطاقم.
ووقع الحادث بسبب ضعف التدريب وأخطاء الطيار أثناء الاقتراب من الهبوط في ظروف جوية سيئة.
بولونيا.. رحلة حداد تنتهي بفاجعة
وفي 10 أفريل تحطمت طائرة ركاب من طراز “تو 154” تابعة لفوج الطيران الخاص السادس والثلاثين التابع للقوات الجوية البولندية، أثناء قيامها برحلة خاصة من وارسو إلى سمولينسك الروسية.
وسقطت الطائرة وعلى متنها الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي ووفد من ممثلي النخبة السياسية والعسكرية البولندية، الذين كانوا متوجهين إلى مراسم الحداد على ذكرى ضحايا “كاتين”.
ووقعت الكارثة وسط ضباب كثيف حيث سقطت الطائرة واصطدمت بجناحها الأيسر بشجرة بتولا بعدما كانت على بعد 300 متر من المدرج، وأسفر الحادث عن مقتل جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 89 راكبا وطاقمها المكون من 7 أفراد.