دشّن رئيس الجمهورية، أمس الأول، القطب العلمي والتكنولوجي “عبد الحفيظ إحدادن” بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، ليكون إضافة هامة إلى المشاريع الكبرى التي اكتسحت الواقع الجزائري المعيش، في جميع أنحاء القطر الوطني.
ولقد اختار الرّئيس “يوم الطّالب” لإضافة الصرح العلمي الجديد إلى ميادين العمل، ومنحَهُ القوّة الرّمزية التي تتيح له أن يكون حصنا وطنيا منيعا للمعرفة، حافظا لرسالة الشهداء وأمانتهم، محافظا على القيم الوطنية العليا، صانعا للنخب العالمة، مساهما في دفع عجلة التنمية والبناء الاقتصادي.
ولا نشك مطلقا بأنّ “ذكرى يوم الطالب” تمثّل أساسا رمزيا متينا، يفتح الآفاق على المستقبل المشرق للأمة، ويمنحها نفحة من ذلك الروح الثوري الأثير الذي وحّد صفوف الجزائريّين ضد الطّغيان الفرنسي، فواجهوه بصدور عارية، لم يعبأوا سوى بتحقيق الاستقلال، وأمثالهم اليوم بالملايين في الثانويات والجامعات الجزائرية، يشاركون في معركة البناء، ويسلخون الليالي سهرا من أجل تقديم عصارات الفكر، عربون وفاء للطلبة الذين ضربوا أروع الأمثلة في الشّجاعة والإقدام، وحسن التدبير، فكانوا أحق بالأمجاد وأهلها.
حقّنا أن نفخر اليوم بجزائرنا وهي تمضي واثقة نحو مستقبل يتأسّس على النشر الأفقي للمعرفة، تماما مثلما أوصى الرئيس تبون، وليس يضيرنا مطلقا أن تثير مشاريعنا ما تثير في (بعض القلوب) التي لم تستطع أن (تفهم) بأنّ انتصارات الأوطان يمكن أن تتحقّق دون حاجة إلى التحالف مع أعداء الأمّة، ولا إلى العدوان على حقوق الناس بالباطل، فـ “التاريخ السّامي” يصنع السّمو والرّفعة، بينما لا يصنع (الماضي الأسود) سوى (قلوب مسودّة).