يرتقب أن تتدعم كلية علوم الإعلام والاتصال بـ “جامعة الجزائر 3″، بقسم جديد “الميديا الرقمية”، بداية من السنة الجامعية المقبلة، في إطار تحيين برامج التكوين ومواكبة التحولات الإعلامية، وهي خطوة تحمل تحديات نخوض فيها مع رئيس اللجنة العلمية لقسم الإعلام بالكلية البروفيسور أحمد فلاق.
يتحدث أحمد فلاق عن متطلبات التكوين وتحدياته في كلية علوم الإعلام والاتصال، في خضم استعداد الكلية لإطلاق قسم خاص “الميديا الرقمية”، بداية من الموسم الجامعي المقبل.
ويقول فلاق في لقاء مع “الشعب أونلاين”، إن استحداث قسم “الميديا الرقمية”، يندرج ضمن مساعي تكييف التكوين مع متطلبات مهنية، ولو أنها استجابة متأخرة نوعا – مثلما يقول- لكن ” أن تكون متأخرة أفضل من أن لا تكون”.
ويوضح فلاق أن الممارسات الاتصالية والإعلامية الرقمية موجودة ضمن تخصصات قسمي الإعلام والاتصال، غير أنها تُدرس بشكل عرضي فقط، وليس بشكل متعمق، لذلك سيوجد قسم خاص بالميديا الرقمية، يركز على دراسة معمقة لأساليب ممارسة الاتصال والإعلام في الوسائط الرقمية.
ويعتبر المتحدث أن استحداث قسم يواكب الممارسات الرقمية، بمثابة استقلالية تمنح منظومة التكوين هامشا وحرية كبيرتين في التعمق في هذا النوع من الدراسات وعدم ربطه بالممارسات التقليدية.
من جانب آخر، لا يخفي المصدر صعوبة المهمة في جوانب عديدة، أولا ما تعلق بإعادة تحيين محتويات التكوين في حد ذاتها، لأنها كانت مرتبطة بالبيئة التقليدية، ويتابع قوله: “نحن نتحدث عن بيئة جديدة ومتجددة باستمرار دورة الحياة فيها قصيرة جدا، لذلك لابد من مواكبة الظواهر التي تطرأ من خلال هذه الوسائط الجديدة ”
ومن الجوانب التي تشكل تحديا في تحيين التكوين واستحداث هذا القسم، بحسب فلاق، ما تعلق بطاقم التدريس، خاصة أولئك الذين تعودوا على البيئة التقليدية، مشيرا
إلى وجود آخرين تخصصوا في البيئة الرقمية.
ويواصل قائلا: “وهنا نجد صعوبة في عملية رسكلة طاقم التكوين استجابة للمقررات الجديدة المتضمنة في القسم الجديد، والتي تكون مرتبطة بالبيئة الرقمية بشكل محض”.
في سياق الموضوع، نظم قسم علوم الإعلام للكلية، ديسمبر 2023، ملتقى دوليا “تحيين التكوين في علوم الإعلام والاتصال في عصر الوسائط الجديدة“، تمحور حول أربعة محاور: فلسفة التكوين الأكاديمي والمهني في علوم الإعلام والاتصال، تطور التكوين في علوم الإعلام والاتصال من خلال التجارب الدولية، تفاعل مؤسسات التكوين في علوم الإعلام والاتصال مع البيئة الرقمية الجديدة، تحيين محتويات التكوين مع متطلبات البيئة الرقمية الجديدة.
يُشار إلى أن تحسين جودة التكوين الجامعي واصلاح وعصرنة التعليم العالي، يدخل ضمن اهتمامات السلطات العليا في البلاد، حيث قدّم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، بداية السنة الجارية، مشروع تنظيم الجلسات الوطنية حول إصلاح وعصرنة التعليم العالي.
وبغرض عقد جلسات وطنية حول إصلاح نظام التعليم العالي، تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، شرعت وزارة التعليم العالي في تنظيم ندوات جهوية، سبقها تشكيل فوج عمل مكلف بإعداد مشروع تمهيدي لدليل يتعلق بتحضير الورشات الموضوعاتية للجلسات المحلية.