أطلقت وزيرة الثقافة، الخميس، من الأوراسي الأشمّ، الطبعة الجديدة من «منتدى الكتاب» تحت شعار: «أثر علماء الجزائر في الثقافة الإنسانية». ولقد جمعت الاحتفالية نخبة متميّزة من الفاعلين في مختلف حقول المعرفة..
ولقد أثلج صدورنا تأكيد الدكتورة مولوجي، على أن «الفعل الثقافي» سيكون له إسهامه في البناء الاقتصادي. وسجّلت أن هذه الرؤية مستلهمة من أبجديات الجزائر الجديدة، التي أسس لها الرئيس تبون، ما يعني أن «الثقافي» تخلّص نهائيا من النظرة الدونيّة التي ظلّت لصيقة به، باعتبار أنه (والعياذ بالله)، معجون بـ(الكلام الفارغ)!!..
التغيير الكبير الذي انسحب على (النظرة إلى الثقافة)، يدلّ عليه حضور رئيس المحكمة الدستورية، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة، وعدد معتبر من الوزراء، إضافة إلى ممثلي البرلمان بغرفتيه، وكثيرون ممن أسهموا بجهودهم المعرفية في الصرح العلمي الإنساني، وهذا يمنح «منتدى الكتاب» – دون شكّ – قوّة إضافية، كي تكون طبعته الثانية استكمالا للمسار المؤسس للصناعات الثقافية، فـ»الكتاب» هو المحرك الرئيسي للسينما والمسرح وجميع الفعاليات الثقافية..
ونعترف أننا لم نتفاءل من قبلُ بـ»المشهد الثقافي»، مثل تفاؤلنا به اليوم، ونحن نرى ثمرات الجهود المنيرة وهي تتحقق في الميدان، وتنتقل بـ»الثقافي» من وضع (الكمّ المهمل)، إلى واقع «الفاعل المقتدر» في البناء الاقتصادي، وهذا إنجاز عظيم سيكون له أثره الطيب على الحياة اليومية..
نعترف أننا نستبشر خيرا بما يتحقق لـ»الثقافة»، فقد ظلّت على الدّوام حقلا صعب المراس، بسبب ما تراكم من أدواء وآفات، غير أن الشرفاء المخلصين لرسالة الشهداء، طوّعوا الصعب، واستعادوا للفعل الثقافي وظيفته النبيلة..