أكّدت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، ان حاضنة الصناعات الثقافية والإبداعية “برنامج طموح” يهدف إلى تقديم “الدعم الاستراتيجي والعملي” للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا الشركات الناشئة في الصناعات الإبداعية.
أُطلق مشروع حاضنة الصناعات الثقافية والإبداعية “مبادرة Art” رسميا بالجزائر العاصمة, وهي مبادرة مبتكرة تهدف إلى دعم وتعزيز الصناعات الإبداعية في الجزائر, وهذا خلال لقاء يوم الإثنين حول الصناعات الإبداعية وحماية الملكية الفكرية بحضور وزيرة الثقافة و الفنون.
وقالت مولوجي، في كلمتها الافتتاحية، ان البرنامج يقدم أيضا “دعما شخصيا” للمشاركين يتمثل في ورشات عمل تفاعلية وجلسات تدريب جماعية واستشارات فردية من طرف خبراء جزائريين ودوليين.
وأشارت الى ان توقيع اتفاقيات متعددة لحماية الملكية الفكرية في الجزائر يتزامن مع الاحتفاء بمرور خمسين سنة من تأسيس الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة, حيث كانت هذه المسيرة “حلقة متواصلة من الالتزام” لجعل الجزائر بيئة خصبة للمعرفة والابتكار مع العمل على توفير كافة السبل والإجراءات لحفظ الايداع وحمايته.
وفي حديثها عن التحديات المعقدة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الصناعات الإبداعية والهوية الثقافية, اكدت ان “الجزائر تسعى وفق رؤية قيادتها السياسية وفي مقدمتها السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لتكون شريكا فعالا في صون وحماية التراث وتعزيز سياقات الإبداع والتفوق”.
كما جددت مولوجي “التزام الدولة” من أجل دعم جميع أشكال التعبير الفني من الفنون الأدائية والنشر، والتصميم الفني إلى غيرها من التعابير وذلك في إطار “مسعى دؤوب لتقدير الإبداع وحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة على حد سواء.
وفي السياق، ذكرت ان قطاعها يدعم ظهور المواهب وخلق فرص العمل، من خلال تعزيز الصناعات الإبداعية كمحرك أساسي للتنمية المستدامة و ذلك عملا أيضا بالتوجيهات القاضية بدمج الثقافة كقيمة أساسية في البناء الاقتصادي.
من جهته اكد مدير مكتب المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالجزائر, خطاب محمد عثمان سالك, على اهمية الصناعات الابداعية والثقافية لكونها “مصدرا هاما” للقيمة التجارية والثقافية ومساهمتها في “تطوير الاقتصاد الوطني” حيث مثلت هذه الصناعات في 2020 –حسب تقرير لمؤتمر الامم المتحدة للتجارة و التنمية- نسبة 23% كما ساهمت في خلق 50 مليون منصب عمل” عبر العالم.
واوضح سالك ان الجزائر هو “اول بلد” افريقي وعربي من بين 20 بلدا يستفيد من برنامج “مبادرة Art” الذي يهدف اساسا الى تشجيع و ترقية الاستثمار في الصناعات الابداعية, مشيرا الى انه تم انتقاء 16 مشروعا من بين اكثر من 200 مشروع مرشح للاستفادة من هذا البرنامج التنموي الذي يشمل مجالات مختلفة كالهندسة المعمارية والسينما و النشر و الموسيقى و الفنون المسرحية و الازياء.
بدوره ذكر المدير العام للديوان الوطني للديوان الوطني و حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة برؤية الديوان “الجديدة” التي تم تنفيذها منذ بداية 2023 والتي تهدف اساسا الى خلق بيئة “تمكن المبدعين و الفنانين الجزائيين ان يزدهروا فيها بشكل يضمن حماية عملهم”.
ممثلا لوزارة الثقافة والفنون, اكد ميسوم لعروسي, ان قطاع الثقافة تعزز مؤخرا بصدور المرسوم الرئاسي المتعلق بالقانون الاساسي للفنان و قانون الصناعة السينماتوغرافية بهدف “دعم الصناعات الابداعية” من خلال تشجيع الاستثمار في الانشطة المرتبطة بالإبداع و التي تشمل حاليا 221 نشاطا.
وعلى هامش اللقاء, وقعت اربع اتفاقيات بين الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وهيئات معنية بالملكية الفكرية والابتكار والإبداع والتنمية الاقتصادية في الجزائر.
ووقع المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة اتفاقية مع المعهد الوطني للملكية الصناعية بحضور مديره العام السيد عبد الحفيظ بلمهدي, بهدف النهوض بمنهجية لحماية الملكية الفكرية و إعداد استراتيجيات مشتركة لمكافحة التقليد وانتهاكات حقوق الملكية الفكرية.
ومع الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية “أنفريديت” ممثلة بمديرها العام, رابح فراقة, التزم الطرفان باحترام حقوق المؤلف في مجال البحث العلمي و إشراك ومرافقة حاملي المشاريع المبتكرة في الخبرات الى جانب تبادل الخبرات الفنية في مجال حقوق المؤلف ومجال البحث العلمي والتكنولوجيات.
وفي مجال السمعي البصري, وقعت اتفاقية تعاون مع السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري بحضور مديرها العام بالنيابة, السيد عمار بن جدة, بهدف التنسيق وتبادل الخبرات في مجال الملكية الفكرية والمجال السمعي البصري و دعم وحماية حقوق المؤلف في مجال السمعي البصري لضمان النوعية.
كما وقّع سمير ثعالبي اتفاقية مع مدير المكتبة الوطنية, منير بهادي, بهدف تعزيز التعاون والتوعية بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والحفاظ على التراث الثقافي واستحداث فرص ومنهجيات مشتركة في إدارة حقوق المؤلف.
للإشارة، أقيمت مراسم إطلاق هذا البرنامج -الذي انجز بالشراكة مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية “الويبو” والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة “أوندا” والمدرسة العليا الجزائرية للأعمال, بحضور وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني, علي عون, ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة, ياسين المهدي وليد, الى جانب المدير العام للديوان الوطني و حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة, سمير ثعالبي, ومدير مكتب المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالجزائر, خطاب محمد عثمان سالك, وكاتب الدولة المكلف بالرياضة لجمهورية الموزمبيق وعدد من ممثلي و رؤساء و مدراء مؤسسات و هيئات الدولة.