دخل حيّز التنفيذ، أمس، قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية في ثلاث دول أوروبية، لتتّسع مساحة المعترفين بحقّ العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، وترتفع معها حدّة الأصوات الرافضة لـ«الإبادة” الممنهجة التي يطبقها الكيان الصهيوني ضد شعب أعزل، محبوسٍ في فضاء مغلق، لا قدرة له حتى على الوصول إلى قوت يومه..
ويواصل الصهاينة اجتياحهم لمدينة رفح.. ثلاثة أسابيع من القصف المتواصل، لم ينفع في توقيفها قرار محكمة العدل الدّولية، ولا موقف هيئة الأمم المتحدة.. حتى وقفة الرجال بمجلس الأمن، صدّها (الفيتو اللعين)، وغُلّقت الأبواب أمام أي بارقة أمل محتملة، تسمح بإنقاذ الفلسطينيين من براثن الوحشية الصهيونية..
كيف يسير هذا العالم؟! كيف يقبل بحكم هذا المسمى (القانون الدّولي)، رغم أنه قدّم – غير مرّة – أدّلة حيّة على أنه (بقدره وعلوّ شأنه) لا يرى حرجا في الرضوخ لـ(الرؤى الكولونيالية) المقيتة؟! كيف يمكن للعالم أن يغمض له جفن، وهو يعلم أن كل دقيقة تمرّ، تمزق أجسادا طرية لم تكد تستوعب معنى الحياة؟! كيف يرتاح العالم والصهاينة يلقون بنيرانهم على شعب لم يجترح ذنبا، عدا كونه فلسطيني الدّم، عربي اللسان، صافي العقيدة؟!.. أليس هذا العالم هو نفسه الذي يتغنى بحقوق الإنسان، وحرية الأديان، وجمال الألسن؟!
العالم ليس بخير.. إنه يسير إلى الهاوية، تقوده عصابة من كبار المجرمين، تمسك بزمام القانون، وتحتكر القوة، وتتحكم في مقدّرات الأمم.. وليس من مخرج سوى الإصلاح الشامل للمنظومة القانونية الدّولية، ولسنا نرى بداية أفضل من التفكير في طريقة للتخلص من (الفيتو) الآثم..