حقق المدرب رضا بن دريس صعودا ثانيا على التوالي مع ناديين مختلفين إلى الرابطة الأولى لكرة القدم بعد تتويجه رسميا بطلا لبطولة الدرجة الثانية هواة (وسط غرب) أمس الثلاثاء بفضل فوز فريقه ترجي مستغانم على ضيفه جمعية وهران (4-0) لحساب الجولة 29 وما قبل الأخيرة من المسابقة.
ونجح هذا التقني، الذي انضم إلى نادي غرب البلاد قبل جولات قليلة من نهاية مرحلة الذهاب خلفا لزميله حاج مرين، في تكرار نفس سيناريو الموسم الفارط مع اتحاد سوف الذي قاده إلى ساحة ”الكبار” لأول مرة في تاريخ نادي الجنوب الشرقي للبلاد.
بن دريس، البالغ من العمر 47 عاما، هو من خريجي المدرسة السطايفية العريقة، حيث بدأ مسيرته الكروية مع وفاق سطيف عام 1988 قبل أن يضع حدا لمشواره الكروي مرغما عام 2004 إثر إصابة خطيرة أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة.
وبعد أن بدأ الموسم الحالي مع رائد القبة الذي كان يطمح الاستفادة من تجربته للموسم الفارط من أجل العودة إلى الرابطة الأولى، اضطر بن دريس لمغادرة النادي العاصمي بعد أن قررت إدارة الأخير التخلي عن خدماته، لينتقل بعدها إلى ترجي مستغانم حيث حقق معه الصعود على حساب فريقه السابق إلى حظيرة الكبار.
ولم تكن إقالة بن دريس من تدريب رائد القبة الذكرى السيئة الوحيدة له في مشواره التدريبي الفتي، حيث سبق وأن تعرض لخيبة أمل أخرى، منذ بضعة سنوات، مع ناديه المفضل وفاق سطيف عندما تم التخلي عن خدماته رغم نجاحه في تأهيله إلى ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا في أول تجربة لهذا التقني على الساحة الدولية، بعدما اشتغل لسنوات طويلة مع الفئات الشبانية للوفاق.
ودفع تأثر بن دريس من سلوك مسيريه إلى مغادرة بيت ”النسر” السطايفي لخوض تجارب أخرى وفي مقدمتها تجربته مع اتحاد سوف الذي صعد معه إلى الرابطة الأولى قبل أن يعيد نفس الانجاز هذا الموسم مع ترجي مستغانم.
إحصائيات مذهلة
و في عهده، لم يخسر ابن عين الفوارة مع فريقه الجديد، حيث تعود آخر هزيمة ل”الحواتة” إلى 16 يناير الماضي أمام المستضيف شباب المشرية (3-1)، والتي كلفت مدربهم السابق حاج مرين منصبه على رأس العارضة الفنية.
وموازاة مع المسيرة الرائدة لهذا المدرب في البطولة، كاد أن يتأهل أيضا إلى نصف نهائي كأس الجزائر لولا سوء الحظ بإقصاء فريقه بركلات الترجيح أمام شباب بلوزداد، الذي سينشط المباراة النهائية أمام مولودية الجزائر.
ويعترف المتخصصون بجدارة بن دريس ولاعبيه في نيلهم ورقة الصعود التي سمحت للترجي بالعودة إلى الدرجة الأولى بعد 25 عاما من الانتظار، حيث أن آخر مرة لعب فيها هذا النادي بين النخبة تعود إلى موسم 1998-1999.
فبلغة الأرقام، سرق الفريق الأضواء من 31 ناديا آخر ينشطون في الرابطة الثانية بمجموعتيها، حيث حصل على ما لا يقل عن 72 نقطة في 29 مباراة، متفوقا على متصدر المجموعة الأخرى (وسط-شرق) بفارق خمس نقاط، وهو أولمبي أقبو الذي حجز تذكرته للرابطة الأولى منذ بضعة أسابيع.
كما يمتلك الترجي أفضل هجوم وأفضل دفاع في بطولة المجموعتين بتسجيله 58 هدفا مقابل استقبال شباكه لعشرة أهداف فقط، محققا كذلك أكبر عدد من الانتصارات بواقع 22 فوزًا مقابل ستة تعادلات وهزيمة واحدة فقط.