سلالة “الدغمة” من أجود السلالات الحيوانية في ولاية النعامة، سلالة نادرة من الأغنام، ومن أفضل سلالات الغنم في العالم وموطنها الأصلي الجزائر، خاصة النعامة، البيض وجنوب تلمسان.
بحسب آخر إحصائيات مصالح ولاية النعامة، تم إحصاء مايزيد عن 1500 رأس من هذه السلالة، 800 رأس بولاية النعامة فقط، يسهر على تربيتها ورعايتها حوالي 30 موالا.
الدغمة ” من المواشي غير مكلفة في تربيتها، تكتفي بالمرعى فقط، عكس الأنواع الأخرى من الأغنام التي تتطلب كميات كبيرة من الأعلاف، تتحمل التقلبات المناخية، سلالة ذات بنية قوية بسبب التمثيل الغذائي الجيد لديها، والذي يحول الألياف إلى لحوم، كما أنها تتميز بقامة متوسطة، جزة متجانسة ما بين اللون الأبيض والبني، بطنها ورأسها وأرجلها عارية من الصوف، كستنائية اللون، يمتد هذا التلوين إلى مؤخرة القرون، والعنق في جانبه السفلي وكذا القوائم .
هذه السلالة ولاّدة -بحسب المختصين في الطب البيطري- إذ أنها تنجب بين خروفين إلى 4 خراف كل 14 شهرا، خصوصاً إذا كانت في بيئتها الأصلية، متوسط وزن الخرفان عند الولادة يتراوح بين 3 و4 كلغ، فيما يتراوح وزن البالغة بين 70 و90 كلغ، ويبلغ طوله بين 60 و65 سنتمتر، أما إناث هذه السلالة فتتراوح بين 40 و50 كلع، وطولها بين 40 و50 سنتيمتر.
وتعد لحوم هذه السلالة من أجود أنواع اللحوم الحمراء ويميزها مذاق خاص عن باقي اللحوم، بالنظر لطبيعة الأعشاب التي تقتات منها كالحلفاء، السنغ، الرمث، المثنان، الشيح، العرعار … وغيرها من أنواع النباتات بالمنطقة، إذ تحول نسبة 56 % من الطاقة العلفية إلى إنتاج اللحوم، لذا تعتبر هذه السلالة إقتصادية في تربيتها، حتى أنها اعتبرت صديقة الموال من حيث تكلفة تربيتها، حيث يقدر متوسط احتياجاتها العلفية بين 500 غ الى 700 غ، ومن جهة أخرى هي صديقة للبيئة، حيث أثبتت الدراسات أنها عامل مهم في محاربة التصحر، تصل نسبة الخصوبة عند هذه الفصيلة إلى 95 %.
أسباب تراجع سلالة الدغمة وتهديدها بالانقراض
السلالة الحمراء، أو الدغمة عرفت في السنوات الأخيرة تراجعا كبيرا بمنطقة الجنوب الغربي، خاصة ولاية النعامة مسقط رأسها، حتى أنها أصبحت مهددة بالانقراض.
الأسباب -بحسب أهل الإختصاص- ترجع الى عوامل عديدة، أهمها تدخل الإنسان، إذ يؤكد بعض كبار المنطقة أن جودة لحومها، وعدم تكلف تربيتها وتواجدها بكثرة بهذه المنطقة أدى بالمستعمر الفرنسي إلى تهريب عدد معتبر من رؤوس هذه السلالة إلى أوروبا خلال استعماره للبلاد، وهذا عبر خط السكك الحديدية.
وتشير بعض الإحصائيات الى تهريب أكثر من مليوني رأس من هذه السلالة، الى اوربا، وبعد الإستقلال أصبحت هذه الثروة مهددة بالتهريب نحو الحدود الغربية خاصة بعد فتح الحدود نهاية الثمانينات، وبداية التسعينات.
ومن جهة أخرى، أدت العوامل الطبيعية دورا هاما في تراجع هذه السلالة، حيث أدى الجفاف إلى غياب بعض أنواع النباتات العلفية بالمنطقة من جهة.
ومن جهة أخرى أدت هجرة موالي المناطق الوسطى والشرقية إلى المنطقة إلى غزو السلالة البيضاء أو البرقية، خاصة سلالة أولاد جلال، وهو ما دفع بعض موالي المنطقة لتعلق بها خاصة من حيث وزنها وإهمال السلالة المحلية، أي “الدغمة”، كلها عوامل أدت إلى تراجعها وتهديدها بالانقراض.
مركز جهوي للتلقيح الاصطناعي وتحسين السلالات
تتوفر ولاية النعامة على مركز جهوي للتلقيح الاصطناعي، وتحسين السلالات، بمنطقة بلحنجير في عين الصفراء، يسعى لوضع برنامج لتحسين تكاثر سلالة الاغنام المحلية “الدغمة” والحفاظ على خصائصها الوراثية، حيث تقرر إنشاء مشتلة خاصة لـ”الفحول من سلالة الدغمة الحمراء”، وهدفها تكثيف البحث التطبيقي وبعث بنك الجينات لتكاثر هذا الصنف ذو الجودة العالية من الأغنام، وهو الآن يتوفر على 160 رأس منتقاة، منها 11 فحل محسن، مدرج في برنامج لتحسين هذه السلالة ورفع كفاءتها الإنتاجية، وهو يطمح إلى وضع برنامج لتمويل بنك البذور الوطني بنطاف هذه السلالة من أجل تكثيرها وزيادة انتشارها.
ولرد الإعتبار لهذه السلالة، وإعادة تفعيلها وانتشارها بالمنطقة في إطار مساعي الدولة إلى الإهتمام بالقطاع الفلاحي بشقيه النباتي والحيواني، وعملا بتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، وتجسيدا لمقاربة استحداث مشاريع ذات بعد استراتيجي، تنظم ولاية النعامة هذا السبت الفاتح جوان ملتقى وطنيا حول المؤهلات الفلاحية وتطوير السلالة الحيوانية المحلية “الدغمة”، بهدف الترويج لمقومات ومؤهلات الولاية في المجال الفلاحي في ظل الإمكانات والموارد التي تزخر بها، والثروة الحيوانية التي تتميز بها، يناقش من خلاله الى جانب القطاع النباتي، واقع هذه السلالة ودراسة إمكانية إيجاد حلول حماية الثروة الحيوانية خاصة هذه السلالة من الانقراض، وبالتالي دعم النشاط الإقتصادي، والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني.