نظمت “الشبكة البرلمانية للشباب” يوما دراسيا بعنوان “التشريعات وأثرها في ترقية دور الشباب”، السبت، بالجزائر العاصمة، بهدف إبراز الدور الهام الذي يلعبه الشباب في المجالات السياسية، الاجتماعية والاقتصادية.
أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي في كلمة له قرأها نيابة عنه نائب رئيس المجلس أحسن هاني، أن “التشريعات وأثرها في ترقية دور الشباب”، يعد موضوعا “بالغ الأهمية من حيث ارتباطه بالثروة البشرية باعتبارها القلب النابض لكل الشعوب التي تسعى لتحقيق الرقي والازدهار”.
وقال بوغالي خلال هذا اليوم الدراسي —الذي حضره وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب وعدد من ممثلي الهيئات والمؤسسات العمومية— أن “فئة الشباب هي الشريحة الهامة في المجتمع وتعد القوة التي يرتكز عليها بناء أسس الدولة الحديثة ودعائمها والفئة الأكثر استعدادا للإبداع متى تم استقطابهم وتوظيف طاقاتهم في مختلف مؤسسات ومكونات المجتمع”.
وتابع بهذا الخصوص، أن الطاقات التي يملكها الشباب تشكل “عاملا حاسما في التنمية والتطور والرقي والازدهار”، مضيفا بأن “بادرة إنشاء الشبكة البرلمانية للشباب في المجلس، تدخل ضمن سياقات التحول الذي تشهده جزائر اليوم بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون”.
وذكر بوغالي في هذا الشأن بأن رئيس الجمهورية “التزم ووفّى بفتح كل أبواب المشاركة للشباب من أجل الانخراط الفعلي في الحياة السياسية”، مبرزا أن هذه الشبكة ستشكل “إضافة نوعية للعمل البرلماني من خلال اهتمامها بقضايا الشباب الذي يعول عليه في رفع التحدي وإيصال صوت الجزائر المدافع عن القضايا العادلة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية”.
وأشار بهذا الخصوص إلى أن الدولة الجزائرية “أولت منذ الاستقلال عناية خاصة بالشباب، حيث هيأت لهم كل الإمكانيات والظروف بدءا بالجانب التشريعي والقانوني لكي يكونوا في الطليعة”.
وبعد أن أشار إلى مختلف الآليات والهيئات التي تم استحداثها لتدعيم واستثمار الطاقات الشبابية، اعتبر بوغالي أن “وجود لجنة برلمانية دائمة في المجلس الشعبي الوطني تختص بقطاع الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي(…)، دليل قاطع على مدى مشاركة جميع مؤسسات الدولة في تفعيل دور الشباب”.
بدوره أكد رئيس الشبكة البرلمانية للشباب النائب، عبد السلام بشاغة أن هذه الشبكة—التي تأسست مؤخرا— “تجمع 95 نائبا برلمانيا من الشباب وتعمل على انخراط الشباب في مجال السياسة مع العمل على ترقية القيم الوطنية والحس المدني لدى الشباب”.
من جانبه أوضح أستاذ الحقوق الدكتور خالد شلبي أن التمكين السياسي للشباب الجزائري في ظل الضمانات الدستورية هو رهان الدولة الجزائرية ويعبر عن وجود إرادة سياسية.
أما رئيس المركز الجزائري للاستشراف الاقتصادي، الأستاذ أكرم زيدي، فقد أكد من جهته أن الشباب الجزائري— الذي يشكل 70 بالمائة من التركيبة المجتمعية— يلعب “دورا جد مهم باعتباره عاملا محركا لمختلف الإصلاحات والتوجهات الاقتصادية”، مثمنا في هذا الإطار “مختلف الإصلاحات التي جاء بها رئيس الجمهورية ولاسيما الاقتصادية منها”.
دعوة gإعداد مدونات نصوص قانونية للشباب
توجت أشغال اليوم الدراسي حول موضوع “التشريعات وأثرها في ترقية دور الشباب”، المنظم أمس السبت بالجزائر العاصمة من قبل الشبكة البرلمانية للشباب بجملة من التوصيات، من بينها الدعوة إلى إعداد مدونات النصوص القانونية للشباب.
دعا المشاركون أيضا إلى تعزيز السياسات التي تخص المواطنة الرقمية والوعي الرقمي التي “تستوجب وضع برامج توعوية للشباب في ظل حروب الجيل الخامس وحروب المعلومات بسبب التضليل والهجمات الالكترونية” التي تستهدف الشباب والأوطان.
واقترح المشاركون أيضا وضع آليات تمكن الشباب من إيصال آرائهم للبرلمان على غرار اللجان البرلمانية والشبكة البرلمانية للشباب المستحدثة، إلى جانب استغلال مختلف الفضاءات المتاحة على غرار دور الثقافية من أجل توعية فئة الشباب.
وأوصى المشاركون كذلك بأهمية “الديمقراطية التشاركية” عبر القيام بمبادرات وخلق أفكار جديدة ترسخ مفاهيم الانتماء والمواطنة على غرار المشاركة في وضع استراتيجيات وطنية متكاملة لتثمين الحس الوطني في صفوف الشباب.