تشهد الطبعة الثالثة للأيام الوطنية “ايراثن” لمسرح العرائس، التي يسدل الستار عليها اليوم، مشاركة ستة عروض مسرحية قدّمتها فرق وجمعيات ثقافية حضرت من أربع ولايات من الوطن “الشلف، غليزان، سيدي بلعباس وتيبازة”، والتي حطّت رحالها بتيزي وزو، وبالتحديد خشبة المسرح الجهوي كاتب ياسين، حيث كان على مدار الفعّالية قبلة الجمهور الصغير من الأطفال وحتى الكبار، لمشاهدة هذه العروض المسرحية الهادفة.
العروض المسرحية لمسرح العرائس التي تتنافس على “جائزة ايراثن الذهبية” إلى جانب جوائز أخرى، يشرف على تقييمها أساتذة ومختصون في المسرح ومسرح العرائس بالخصوص، ويشكّلون لجنة التحكيم المتكوّنة من سي احمد دراوي”، مخرج مسرحي خريج المعهد العالي للفنون الدرامية ببرج الكيفان ومستشار ثقافي بدار الثقافة والفنون بولاية بومرداس، ليندة غانم من قسنطينة، وهي ممثلة مسرحية وتلفزيونية درست الفنون الدرامية ومارست فن تحريك العرائس، السينوغرافيا ولها عدّة مسرحيات، إلى جانب الفنان عمار سلامي من تيزي وزو أستاذ، مؤلف ومخرج مسرحي..
وقال رئيس الجمعية الثقافية “ايراثن”، علي بودارين،” إنّ فكرة هذه التظاهرة الثقافية التي دعّمتها وزارة الثقافة والفنون وبإشراف من مديرية الثقافة بتيزي وزو، جاءت بعد النقص الذي تشهده الساحة الفنية والثقافية في هذا النوع الفني المتعلّق أساسا بمسرح العرائس، ناهيك عن نقص الأعمال التي تهتم بفن العرائس وتحريك الدمى بالرغم من وجود مقوّمات وهواة يعشقون هذا المسرح، مؤكّدا على أنّ غياب التظاهرات الثقافية والفنية المهتمة به أبقاهم في الظلّ لسنوات طويلة، الأمر الذي دفع بهم إلى تنظيم الأيام الوطنية لمسرح العرائس من أجل خلق فضاء ثقافي يلتقي فيه عشّاق هذا النوع الفني الهادف، للعودة مجدّدا إلى الميدان وإنعاشه، إلى جانب إيصال رسائل هادفة لجمهور الأطفال خاصة المتعطّشين لمشاهدة هذه العروض والتفاعل معها.
وأضاف أنّ الطبعة الثالثة عرفت مستجدّات بالمقارنة مع الطبعتين الأولى والثانية، حيث أشركوا المدارس وروضات الأطفال في تنظيمها، من خلال مطالبتهم بصناعة عرائس ودمى متحركة، على أن تمنح جائزة للطفل الذي صنع أجمل دمية وعروس خشبية، إلى جانب تنظيم ورشات ومعارض خلال الأيام الأربعة لهذه الفعّالية.
بدوره، تحدّث رئيس جمعية النشاطات الثقافية بغليزان، عدة عبد الله، عن مستوى العروض المشاركة، مؤكّدا على أنّ الهدف من هذه التظاهرات هو تبادل الخبرات ومشاركة التجارب بين أعضاء الفرق المشاركة، وترسيخ فكرة كيفية التعامل مع الدمية كروح وإعطائها حقّها للرفع من مستوى العروض والمسرحيات المقدّمة على الخشبة للجمهور، كما أشار إلى أنّ فن العرائس ليس فنّا بسيطا، وإنّما يتطلّب الإبداع، وذلك من خلال العمل على النص وتقديم رسالة هادفة، إلى جانب تعميم هذه التظاهرات في مختلف ولايات الوطن واهتمام السلطات به، وذلك بتنظيم مهرجانات وطنية وعالمية لمسرح العرائس.