اعترفت دول أوروبية بالدولة الفلسطينية وسط تعنت صهيوني في تطبيق قرارات الجنائية الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة التي أكدت ضرورة وقف إطلاق النار بغزة، المستمر منذ 7 أكتوبر 2023.
تأتي اعترافات دول أوروبية، ٱخرها سلوفينيا، الخميس الماضي، لتصب في تجاه عملية السلام التي لا يرغب الصهاينة فيها، لأنها تهدد مخططاتهم ومستهدفاتهم المبينة على القتل والاستيطان والتهجير القسري لأصحاب الأرض الأصليين.
وأعلنت إسبانيا والنرويج وأيرلندا وسلوفينيا اعترافها بدولة فلسطين، ما يرفع عدد الدول المعترفة بها إلى 147، من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
في هذا الصدد، يعتبر النائب في المجلس الشعبي الوطني، علي ربيج، سلسلة اعترافات دول أوروبية بالدولة الفلسطينية انتصارا كبيرا للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني عامة.
ويوضح ربيج، في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين”، أن هذه الاعترافات المتتابعة جاءت لتنسف رغبة الكيان الصهيوني في تصفية القضية الفلسطينية تماما وجعلها في خانة النسيان.
ويضيف في السياق: “البعض أراد أن يصفي هذه القضيه ويجعلها من الماضي، مع فرض أمر واقع من خلال المستوطنات الصهيونية وباستعمال” الفيتو” الأمريكي، إضافة إلى موجة تطبيع دول عربية مع الكيان الغاصب”.
ويشدد النائب في الغرفة السفلى للبرلمان، على أن هذه الاعترافات تخدم القضيه الفلسطينيه كثيرا وتضغط على الكيان الصهيوني وعلى الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا لكي يعترفوا بحل الدولتين في حدود 67.
دولة كاملة الأركان..
ويشير ربيج إلى أن اعتراف هذه الدول بدولة بفلسطين يعني الاعتراف بها كدولة كاملة الاركان والحقوق، ويضيف: ” ما يعني وجود تمثيل دبلوماسي وتعاون وزيارات متبادله مع حضور السياسيين الفلسطينيين في هذه الدول من خلال القنصليات والسفارات”.
ويبرز المتحدث أن إعلام هذه الدول سيدافع دون شك عن القضية الفلسطينية، ويكشف سياسات ومخططات الكيان الصهيوني، مؤكدا أن الكيان المحتل تلقى ضربات موجعة منذ تأسسه سنة 1948.
ويرى ربيج أن الوقت حان من أجل عمل فلسطيني موحد يصب في صالح الشعب الفلسطيني المتعطش للحرية والراغب في أن يرفرف علم فلسطين في كل اصقاع العالم، في سيادة واضحة لا تشوبها شائبة.
ويواصل المتحدث قائلا: ” الكره في مرمى الاخوه الفلسطينيين. عليهم أن يتوحدوا أكثر لصناعه موقف يضغط على الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين، لأننا نتوقع أن تكون هنالك سلسله من الاعترافات بالدوله الفلسطينيه من بعض الدول الاوروبيه في المستقبل القريب”.
اعترافات ومسار تاريخي للقضية الفلسطينية
من جهته، يرى استاذ العلوم السياسية، سمير حكيم، أن اعتراف العديد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية يضعها في المسار التاريخي للقضية الفلسطينية الذي ساهم بشكل كبير في اعتراف العديد من الدول بها بدء بالسويد سنة 2014.
ويتذكر سمير حكيم، في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين”، تصريح رئيس الوزراء الإسباني، الذي شدد على أن الكيان الصهيوني بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يملك أي مشروع سلام مع الطرف الفلسطيني.
ويضيف في السياق: “مثل هكذا تصريح أكد رغبة الاسبان بالدخول في مرحلة ثانية تتمثل في ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين مثلها مثل الكيان الصهيوني”.
ويلفت استاذ العلوم السياسية إلى أن الكيان الصهيوني لم يتح للأوروبيين أي فرصة من أجل الدفاع عنه جراء الحرب الدامية المستمرة على الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر المنصرم حيث استشهد الأطفال والنساء وكبار السن بطرق قتل وإبادة لا تخطر على بال بشر، ٱخرها مجزرة مخيم برفح.
جرائم الكيان تعجل بتغيير نظرة الأوروبيين
ويعلق سمير حكيم حول مدى تأثير الجرائم المرتكبة من قبل الكيان الصهيوني على قرارات دول أوروبية الأخيرة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ويسترسل محدثنا في الحديث، بقوله إن سلسلة الاعترافات جاءت بسبب الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الكيان الصهيوني، بالرغم من تغطية بعض وسائل الإعلام المساندة لهذا الكيان للمجازر التي يرتكبها بطريقة تضليلة للراي العام الدولي.
ويبرز أنه لم يعد لتلك المؤسسات الإعلامية حق الدفاع عن الكيان الصهيوني، خاصة وأن كل وسائل الإعلام العالمية كشفت الواقع المؤسف والدامي في فلسطين وغزة، وأظهرت الحقيقة أمام العلن وعلى مرأى الرأي العام العالمي.
ويضيف المصدر في السياق: ” الكيان الصهيوني يعرقل كل مسارات السلام والاستقرار، والسلطة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو ترفض كل مقترحات السلم مما جعل الدول الأوروبية تقتنع أن الذهاب نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعتبر بمثابة الحل الجذري والفعلي للقضية الفلسطينية”.