تسجل السياحة الصحراوية بالجزائر انتعاشا غير مسبوق، استقطابا متزايدا في عدد السياح الأجانب، إذ استقبلت ولاية جانب وحدها في الموسم السياحي (أكتوبر إلى مارس)، 12 ألف سائح يمثلون 79 جنسية من 3 قارات.
يُبرز مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية جانت، لمين حمادي، في حديث لـ”الشعب”، على هامش الصالون الدولي للسياحة والأسفار الذي أسدل الستار عنه بداية الأسبوع، مؤشرات تعافي السياحة بالجنوب بشكل لافت، وهو ما يلمس من خلال تدفق عدد كبير للسياح، سواء أجانب أو محليين، مقارنة مع السنوات الماضية.
ولم يأت هذا المنحى التصاعدي في توافد السياح الأجانب، في آخر 3 سنوات، من فراغ، حيث يشير حمادي إلى جملة الإجراءات المتخذة من قبل السلطات في البلاد، من أجل إعادة بعث السياحة الصحراوية وترقيتها، ويقول: ” مثلما تعلمون، منتوج السياحة الصحراوية بالجزائر فريد من نوعه، ويمكن المراهنة، خاصة مع طبيعة البرامج التي تقدمها الوكالات السياحية الناشطة بالمنطقة.”
وسجلت مديرية السياحة لولاية جانب، بحسب المتحدث، توافد عدد كبير من السياح الأجانب، بعد الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة، منها تأشيرة التسوية، حيث أصبح بمقدور أي وكالة سياحة برمجة رحلات واستقطاب سياح أجانب، والحصول على التأشيرة في ظرف 10 أيام.
وما على الوكالات السياحية الراغبة في برمجة رحلات للأجانب، إلا إيداع ملف التأشيرة، ليتم تسجليها بالبوابة الرقمية والقيام بالإجراءات اللازمة للحصول على تراخيص الدخول، سواء جوا، بحرا أو برا، مثلما يقول المتحدث.
وأعطت الإجراءات المذكورة دفعة نوعية للسياحة الصحراوية وأنعشت نشاط كثير من الوكالات السياحية التي توقفت في فترة سابقة.
وهناك إجراءات أخرى تساهم في انتعاش السياحة بالجنوب، الخط الجوي المباشر باريس – جانب، بمعدل رحلة أسبوعيا خلال موسم السياحة الصحراوية، وهو ما فتح الشهية، بحسب حمادي، للتفكير في فتح خطوط نحو دول وقارات أخرى، قصد تسويق وجهة السياحة الصحراوية.
من جهة أخرى، يُشير حمادي إلى العمل أيضا تشجيع السياح المحليين والعائلات الجزائرية على زيارة مناطق الجنوب، من خلال التخفيضات التي أقرتها السلطات على سعر التذكرة بـ 50 بالمائة، وفتح خطوط جوية داخلية من مطاري وهران وقسنطنية نحو جانب.
وبلغة الأرقام، سجل الموسم السياحي 2023 / 2024 بجانب، توافد 12 ألف سائح أجنبي، وهو رقم تصاعدي لم يسجل في السنوات الأخيرة، 7 آلاف سائح موسم 2022 / 2023، بينما لم يتعد عدد السياح 3آلاف سائح في موسم 2021 / 2022.
وتتوفر ولاية جانت على 5 مؤسسات فندقية، وتنشط بها 53 وكالة سياحية، غير أن طبيعة البرامج السياحية – يقول المصدر – تعتمد التخييم والمغامراتية والاستكشاف ولا ترتكز بشكل كبير على المؤسسات الفندقية، ويتابع :” لذلك نجد برامح من 7 أيام فما فوق لزيارة مسارات سياحية، منها مسار تدرارات الذي يتكون من مواقع سياحية عديدة تبرمج بشكل منظم ومدروس.”
وعن إحصائيات آخر موسم سياحي، زار جانت سياح من 79 جنسية يمثلون ثلاث قارات، وتأتي في مقدمة الدول فرنسا، بعدها ايطاليا وألمانيا، ويضيف حمادي: “لدينا سياح من الاكوادور، اليابان والصين توافدوا على جانب في إطار البرامج التي تقدمها الوكالات السياحية.”
وحول مواصلة دينامكية السياحية الصحراوية، يقول مدير السياحة بجانت: “نتطلع دائما إلى رفع جودة المنتوج السياحي والعمل متواصل، من خلال خريطة رسمتها الوزارة لتطوير السياحة وترقيتها، وهناك عمل على المستوى المحلي من قبل السلطات التي تولي أهمية كبيرة لهذا القطاع بالتنسيق مع الأسلاك الأمينة.”
ويختم قائلا: ” انطلقنا في التحضير للموسم السياحي المقبل انطلاقا من مشاركة 12 وكالة سياحية في هذا الصالون.. مع نهاية كل موسم سياحي، نقف على الجوانب الايجابية ونعمل على تثمينها، ونحاول معالجة السلبيات.”