أبدع طلبة السنة أولى تخصص صحافة مطبوعة وإلكترونية بكلية علوم الإعلام والاتصال (جامعة الجزائر 3)، في إعداد النسخة السنوية الرابعة لجريدة “الطالب”، مضمونا وإخراجا.
رفع طاقم تحرير جريدة “الطالب” الصادرة قبل أيام في نسخة رابعة، التحدي مثلما جرت عليه العادة في السنوات الماضية، لإعداد نسخة ثرية ومميزة، كانت فيها لمسة خاصة للطلبة تجمع بين ما تلقنوه من معارف أكاديمية والجانب العملي. وكم كانت فرحتهم وشغفهم كبيرين وهم يطالعون أعمالهم في جريدة مطبوعة، ويعانقون آمال وطموحات مستقبلية..
تتيح “الطالب”، وهي جريدة سنوية تصدر عن الفوجين الأول والثاني سنة أولى “ماستر” تخصص صحافة مطبوعة والكترونية، بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3، مساحة للطلبة للتدرب على فنيات الكتابة الصحفية وإنتاج مواد في ألوان صحفية مختلفة: الخبر، التقرير، الريبورتاج، الحوار، والبورتري.
وحرص طاقم تحرير الجريدة، في هذه الطبعة، على إعداد نسخة مميزة مضمونا وإخراجا، تناولت مواضيع متنوعة تخص مستجدات قطاع التعليم العالي وميدان الإعلام والاتصال، وما حملته السنة الجامعية من أحدات وتظاهرات بارزة.
وركزت”الطالب”، بشكل واضح، على ما تعيشه الجامعة الجزائرية من تحولات في مسار تحيين منظومة التكوين وتعميم الرقمنة والتكييف مع متطلبات العصر وسوق الشغل، وهي مواضيع فرضت نفسها، ووفق طاقم التحرير في اختيار زوايا لها، معالجتها وإبرازها على صفحات الجريدة.
تحدي يتواصل
في افتتاحية هذا العدد، أبرزت أستاذة مقياس الإخراج الصحفي والمشرفة العامة على الجريدة، د.نصيرة صبيات، أهم ما حملته “الطالب” في حلتها الرابعة.
وعبرت الأستاذة صبيات، في صدر الافتتاحية، عن اعتزازها الكبير باستمرار جريدة الطالب في عامها الرابع دون توقف، مسجلة حضورها هذا العام بثوب إخراجي حافظ على أساسه القاعدي، وتابعت “لكن هذه المرة بأقلام جديدة تؤرخ لدفعة أخرى من طلاب السنة أولى ماستر في تخصص الصحافة المكتوبة والالكترونية..”
ولبست “الطالب” هذا العام، تقول صبيات، لباس التفاؤل “وهي تتحدث عن تجربة التعليم الالكتروني رغم ما فيها من نقائص، عن آفاق الدروس المسائية المستحدثة بكل ما رسمته من أمل في استكمال المشوار الدراسي.”
وأشارت صاحبة الافتتاحية إلى أن “الطالب”، توقفت في عددها هذا، عند إبداعات أبناء الجامعة وحصائد كتاباتهم في الرواية والقصيدة والأمثال الشعبية، وأرخت لأحداث علمية راقية عاشها الحرم الجامعي، وكتبت عن وجود بارزة في الساحة استقبلتها الكلية، من أمثال نجم قناة الجزيرة الصحفي حفيظ دراجي، ونجم الإخراج جعفر قاسم..
وتطرقت أيضا إلى وضع أولى معالم مجلة “صحفي الغد” كخطوة عملاقة نحو ملئ فراغ رهيب لازم الكلية لسنوات، وما يتيحه هذا المنبر الإعلامي من فرص لتحقيق أحلام الطلبة في الكتابة و “ولوج عالم “صاحبة الجلالة” ولو بلقب صحفي مع وقف التنفيذ.”
“الطالب في عامها الرابع جهد لا ندعي كماله، ولكنه لبنة أخرى لحلم أكبر في أن ترقى لمستوى صحيفة متخصصة في الشأن الطلابي، ولعل خطوة الألف ميل التي بدأنا نراها تثمر غدا بإذن الله..”، مثلما تختم صاحبة الافتتاحية.
صفحات “الطالب”
وزعت مادة جريدة “الطالب”، التي تتخذ “نحو إعلام جامعي هادف” شعارا لها، على 8 صفحات، وهي: الأولى، الحدث الجامعي، اقتصاد الجامعة، ثقافة، مجتمع، زوم، والأخيرة.
وتحت عنوان “60 % من مقاولات الطلبة تخص البيئة الرقمية”، من اعداد الطالبة فتيحة أفران، افتتحت “الطالب” صفحتها الأولى، وهو عمل يسلط الضوء على حاضنة الأعمال لجامعة الجزائر 3، مدعوم بتصريح وأرقام.
وخاضت الطالبة أفران، في لقاء مع مدير حاضنة الأعمال بجامعة الجزائر 3، في جوانب عديدة تتعلق بولوج الطلبة “عالم المقاولاتية”، مرافقة الطلبة في مشاريع، التخرج، الحصول على براءة الإختراع، معايير تقييم المشاريع.. الخ.
وتناول العدد، مثلما ذكرنا مواضيع ثرية، نذكر منها “الميديا الرقمية”.. قسم جديد يدعم كلية علوم الإعلام والاتصال، حيث تحدث رئيس اللجنة العلمية لقسم الإعلام بالكلية، البروفيسور أحمد فلاق، عن متطلبات تحيين التكوين وتحدياته، مبرزا في لقاء مع “الطالب” أن التوجه سيكون نحو دراسة معمقة لأساليب ممارسة الاتصال والإعلام في البيئة الرقمية.
ومن ثراء ما جادت به أقلام الطلبة في هذه النسخة، التطرق إلى مواضيع متنوعة: مشروع المدينة الإعلامية ” دزاير ميديا ستي” للطالبة خديجة بسعدي، “الجامعة لا تنام ليلا” للطالبة سلمى بوقندوز، “صحفي الغد.. حلم يتحقق” للطالبة فريال عبد المومن، “قعدة جزائرية يروي التراث الجزائري الثقافي” للطالبة بجاوي أميمة.
وفتحت “الطالب” أيضا أبوابها أمام إبداعات طلبة وحاورت كتاب صاعدين من أبناء الكلية، أمثال أيمن حمادي، أمال قشيشيد و محمد بن والي، في حوارات بالصفحة الثقافية أجراها الطالبان حسان مرابط، ولامية ورشان.
ولم يغفل طاقم تحرير الجريدة جزئيات وتفاصيل في الحرم الجامعي، وتناول جوانب وتجارب اجتماعية، مثل المادة التي أعدتها الطالبة هاجر جيجلي في موضوع “مواقع التواصل الاجتماعي تجمع شمل الطلبة”، مركزة على ما أتاحته منصات التواصل الاجتماعي من فرص للم شمل طلبة مروا على الكلية منذ عقود مضت.
في السياق ذاته، عرج الطالب شكيب مرابطي على تجربة طلبة الكلاسيك، ممن انقطعوا عن الدراسة منذ سنوات، وعودتهم إلى مدرجات الجامعة، في تجربة جديدة، تحت عنوان: “طلبة الكلاسيك يخوضون تجربة جامعية جديدة”.
وعن إعداد هذه النسخة، قالت رئيسة تحرير “الطالب” كريمة خلاص، في تصريح لـ”الشعب أونلاين”، إنها كانت تجربة مميزة ومفيدة، اختصرت معارف في فنيات التحرير الصحفي تلقاها الطلبة.
وأشارت خلاص إلى جهود الأستاذة صبيات في إرساء هذا التقليد للعام الرابع على التوالي، وأضافت بقولها: ” هو عمل متواضع لا يخلو من بعض النقائص بالنظر للظروف العامة التي أحاطت به، لكننا ننشد من خلاله تدريب وتكوين الطلبة على ممارسة الكتابة الصحفية.”
الطالب فـي صور: