قال رئيس الجمعية الثقافية الجاحظية، عبد الحميد صحراوي، في تصريح أدلى به لــ«الشعب”، إنّ الجاحظية عادت بقوّة بعد خمس سنوات من الغياب، حيث يسهر فريقها، منذ انطلاقها شهر ديسمبر المنصرم، على تنظيم اللقاءات ومختلف الأنشطة التي اعتاد عليها روادها أيّام مؤسّسها الروائي القدير الطاهر وطار، لاسيما الأستاذ محمد تين الذي خلفه في تسييرها رحمهما الله، وأنّ كلّ الفعّاليات التي تم تسطيرها على مدار العام مرفوعة إلى الشعب الفلسطيني.
في السياق، كشف صحراوي أنّ الجاحظية أولت أهمية بالغة للطفل في جدول أعمالها، باعتباره مستقبل الأمة، لهذا قررت الحرص على توجيهه ومرافقته لصقل مواهبه ودعمه على الإبداع والإنتاج، ومن أجل ذلك تم تخصيص 50 في المائة من برنامج الجمعية للأطفال و50 في المائة الأخرى للفنانين والشعراء وكلّ محبّي الجاحظية، فضلا عن خلق أجواء التبادل والتواصل بين الأجيال وفتح المجال أمام الأطفال للاستفادة من خبرة أصحاب هذا المجال، حيث من بين النشاطات الموجّهة للأطفال فتح ورشات رسم وكتابة الشعر، مشيرا أيضا إلى أنّه يتم تحضير لجائزة “أحسن قصة” في الأيام القادمة، وسيتم اختيار10 فائزين، وتقوم الجمعية بطبع أعمالهم لتكون تحفيزا للأطفال على الكتابة”
وأوضح صحراوي بأنّ فكرة رفع كلّ الأعمال للقضية العادلة فلسطين، جاءت بمناسبة افتتاح الجمعية وبالتزامن مع ما يحدث في قطاع غزّة من إبادة وقصف راح ضحيته آلاف الأطفال، وكدعم للقضية الأم من خلال توجيه كلّ النشاطات والأعمال لمساندة القضية الفلسطينية، وذكر بأنّه تم تنظيم ورشات رسم على شكل مسابقة، تحت شعار “كلّنا فلسطين الحرّة والمستقلّة”، بتأطير من الرسّام إبراهيم شعباني لأطفال جزائريين وفلسطينيين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة، حيث قاموا برسم مختلف اللوحات التي تظهر التضامن الحقيقي بين البلدين، ليتم في الأخير انتقاء أجملها وعرضها ببهو الجمعية، بجانب لوحة جدارية مكوّنة من12 لوحة صغيرة للقدس الشريفة بمشاركة 30 طفلا.
وفي السياق، ذكر صحراوي أنّه بجانب الورشات تم عرض مسرحيات وكذا فيلم عن الفاتح من نوفمبر للمخرج خالد كبيش، الذي تكفّل بتسييره ومناقشته مع الأطفال، بالإضافة إلى تحضيره لأعمال قادمة تركّز على الجانب الوطني وذلك لتوعية الأطفال وتربيتهم على حب وخدمة الوطن.
وفي إطار حديثه عن اللوحات المبثوثة في بهو الجاحظية، أفاد صحراوي قائلا: “ تلك اللوحات هي عبارة عن صور فوتوغرافية قام بالتقاطها الفنان “خضرون عمر” من الواقع المعيش في فلسطين، حيث تعكس كمية الألم والدمار الذي تسبّب فيه الكيان الصهيوني، فضلا عن لوحات لفنّانين جزائريين قاموا بالمشاركة بها في معرض الجمعية هي الأخرى تصف ذات المشهد، في حين أنّ بعض تلك اللوحات المعلّقة في بهو الجاحظية تحمل أشعارا لعدد من الأسماء المعروفة في مجال الشعر والأدب، على غرار أشعار لشهداء فلسطينيين، وكذا لشعراء جزائريين كمفدي زكريا، وأسماء من دول عربية أيضا كالجواهري وغيره الكثير ممّن سخّروا قلمهم للكتابة والدفاع عن القضية الفلسطينية، بداية من النكبة الأولى سنة 1948 إلى غاية اليوم.
واستعرض عبد الحميد صحراوي في نافلة الحديث الأهداف المستقبلية للجمعية، من بينها التحضير لمعرض وطني للفنون التشكيلية حول ما يحدث في قطاع غزّة، والذي ستجرى فعّاليته خلال جوان الجاري، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات عن شخصيات تاريخية وثقافية، فضلا عن جمع كلّ منخرطي ومحبّي الجاحظية لإعطاء دفع جديد للساحة الثقافية والفكرية، كما دعا الطبقة المثقّفة والمنظومة الجامعية بالالتحاق بالجمعية وتقديم اقتراحاتهم والوقوف على تنفيذها من أجل إثراء الثقافة الجزائرية.