أقامت جامعة جيلالي بونعامة، أمس، ملتقى دوليا، جمع الباحثين الجزائريين والعرب، من مختلف أنحاء البسيطة، فكان النشاط حضوريا وافتراضيا، وألقى المحاضرون – من مشرق الأرض ومغربها – مداخلاتهم باستعمال تقنية التحاضر عن بعد، ونجح مسيرو الجلسات العلمية في التواصل بسهولة ويسر، دون حاجة إلى تجشم متاعب التنقل، ولا إلى تحمّل مصاريف التنظيم..
لقد قدّم ملتقى جامعة خميس مليانة، صورة مثالية عما تتيح “أنترنيت” للصّرح العلمي، وإن كان هناك من يعتقد بأن “المحاضرة عن بعد” لا تؤدي وظيفتها كما ينبغي، فإننا نردّ (موقفه) إلى عقلية (الموالفة خير من التالفة)، لكننا يجب أن نسجل بأن تكنولوجيات التواصل لم تترك شيئا (للزّهر والميمون)، وإنما وفّرت كل أسباب النجاح، ولا ذنب لها إن كان في الناس من لا يستوعب طبيعة التواصل، أو كان فيهم من لم يحرص على الإلمام بتقنيات التعامل، ما يوقعه في (ضياع) مرعب، فيتفلّت منه وقت ثمين، وهو يردّد طرح سؤال (هل تسمعونني؟!)..
وليس ينبغي أن تفوتنا الخطوات الجبارة التي تتحقق للإنسانية عبر التعاملات الرقمية، انصياعا لرغبة (فلان) الذي ما زال (يحنّ إلى رائحة الورق) أو (علان) الذي لا يقدر على (تسخير) الآلة، فـ”التاريخ” يمضي إلى مستقبل واسع الإمكانات، وهو – مع الأسف – لا يعرف كيف ينتظر من يتخلّف عن الرّكب، ولا من يقتنع بجمال (يامات الفاكتور)..
مهلا.. لسنا نطالب بقطيعة نهائية مع العصر الكلاسيكي (إن صحّت التسمية)، ولكن موقفنا – كان على الدّوام – (الجديد حبّو، والقديم لا تفرّط فيه..).. تماما مثلما فعلت جامعة خميس مليانة.. فسحت للحضوري، ووسّعت بالافتراضي، فكانت الفائدة أكبر، والمشاركة أوسع..