أكد مدير المدرسة العليا للعلوم السياسية، زكرياء وهبي، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستجرى في جو ديمقراطي منظم وظروف عادية بالنظر للتجارب الديمقراطية السابقة التي شهدتها الجزائر، مشيرا إلى أهمية دور السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في مراقبة وتأطير العملية الانتخابية.
واعتبر وهبي الذي نزل ضيفا على منتدى جريدة “الشعب”، أن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، اثبتت نجاعتها لما تملكه من صلاحيات وأدوار تقوم بها من أجل مراقبة إجراء الاقتراع، والنظر في أي تجاوزات قد تحصل، فهي تساهم في الذهاب نحو أخلقة العملية الانتخابية.
وذكر مدير المدرسة العليا للعلوم السياسية أنه لابد من الافتخار بالارث الديمقراطي والسياسي في الجزائر، من خلال تنظيم عدد كبير من الانتخابات منذ الاستقلال إلى اليوم، بحيث هناك تطور وتقدم مهم في العملية الديمقراطية عبر الحملات والتمويل وغيرها.
وفي معرض حديثه عن الخطاب السياسي، أبرز مدى أهمية الذهاب إلى الواقعية ومصارحة المواطنين وقول الحقيقة، فالمجتمع اليوم لم يصبح كما كان سابقا والبنية الاجتماعية أصبحت معاصرة تؤمن بالملموس وليس بالوعود.
وفي السياق ذاته، قال وهبي إن المجتمع اليوم واعي ويعرف تحولا وجب أن يصاحبه خطاب سياسي معاصر واقعي، لهذا المترشحون مطالبون بالعمل أكثر على تطوير خطابهم، فالانتخابات ليس ورقة توضع في الصندوق بل عملية متكاملة بخطاب مبني على المنطق وفهم الرهانات الداخلية والخارجية، وقراءة لما يجري في الساحة الدولية من تحولات وتحالفات، مشددا على أهمية وجود مترشحين يستعملون خطابات تدافع عن مصالح الجزائر إقليميا ودوليا.
ونوه وهبي بدور المجلس الأعلى للشباب والمرصد الوطني للمجتمع المدني في التحسيس بأهمية الانتخابات وتعزيز انخراط الشباب في العمل السياسي، مشيرا إلى أن المجتمع المدني أصبح شريكا فاعلا في العملية الانتخابية.
واعتبر مدير المدرسة العليا للعلوم السياسية أن رقمنة تنظيم الانتخابات ليس خيارا بل أصبح حتمية تقلل من الإجراءات الإدارية وتعزز الشفافية وتسهل الكثير على المترشحين، مؤكدا أن الجزائر تشهد تحولا في هذا المجال وقد تشهد مستقبلا إجراء انتخابات رقمية.