اقتربنا من رجل الظل بفريق مولودية الجزائر، المحضر البدني الفرنسي أوليفيي مارتينيز، الذي تحدث لنا عن سر القوة البدنية للاعبي العميد، وكذا تعرضهم نادرا للإصابات طول الموسم الكروي (2023 – 2024)، بالإضافة للحديث عن التربص التحضيري قبل انطلاق الموسم بقصر بواني بفرنسا، ونهائي الكأس الذي أكّد بأن الفريق يدخله للفوز به ورفع الكأس التي ينتظرها الجمهور، كما عرج للحديث عن القلق الذي يراوده بعد نهاية الموسم، المتعلق بفترة الاسترجاع الضيقة قبل العودة إلى أجواء التحضير للموسم الجديد تحسبا لخوض الدور التصفوي بمنافسة رابطة الأبطال الإفريقية، كما تحدث عن الكثير من النقاط المهمة لبطل الجزائر ي هذا الحوار.
الشعب: هنيئا لكم التتويج بلقب الرابطة المحترفة بعد 14 عاما كاملا من الانتظار، قمتم بعمل كبير طوال الموسم وحتى المدرب بوميل أكدها في أكثر من تصريح؟
المحضّر البدني أوليفيي مارتينيز: شكرا لك..14 عاما كاملا كما قلت كثيرة بالنسبة لفريق من حجم مولودية الجزائر، لا أريد أن أنال الثناء لوحدي لأننا كما قلت عملنا كثيرا كلنا نحن الطاقم الفني، تربص فرنسا الذي أعددنا به لبداية الموسم كان سلاحنا طوال الموسم، حيث قمنا وقتها بتقسيمه إلى ثلاثة مراحل، أين خصصنا المرحلة الأولى التي أطلقنا عليها تسمية الكتيبة، ولم تكن مخصصة للعمل البدني، بقدر ما كانت تلك الصور والفيديوهات التي شاهدتموها لخلق الانسجام بين اللاعبين، وتوحيد المجموعة التي كانت مشكلة من اللاعبين القدامى والوافدين الجدد والشباب الذين تمت ترقيتهم من الفريق الرديف، وهو ما خلق تلك اللحمة وجعلت الجميع يشاهدون إخوة يتصارعون فوق الميدان كل نهاية أسبوع، لمعانقة الانتصار تلوى الآخر إلى غاية التتويج باللقب، الذي انتظره عشاق اللونين الأحمر والأخضر طيلة 14 عاما كاملا، بعدها جاء التربص الخاص بالجانب البدني الذي قمنا به في قصر بواني بفرنسا، قبل الشروع في خوض المباريات الودية التحضيرية، وفي كل يوم كنا نرفع من حجم التدريبات ونسق العمل المنجز، وخلال تربص فرنسا نسجنا خيوط الانسجام وبنينا روح المجموعة التي صنعت من فريقنا الأقوى هذا الموسم في الرابطة المحترفة.
اعتمدتم خلال التربّص على العمل الجماعي والبدني الشاق، وهو ما جعلنا نشاهد فريقا منسجا ولا يتعرّض للإصابات؟
سأقول لك شيء، الأمر الذي أفتخر به هو أن فريقنا قلما تعرض للإصابات، للأسف تعرض اللاعبان الإيفواريان يوسوف داو وروماريك واتارا لإصابة خطيرة، وهي قطع في الرباط الصليبي رفقة الشاب أناتوف كذلك، لكن لم تكن هناك إصابات كبيرة من الناحية العضلية وكسر في المفاصل، وهذا أمر جيد يؤكد بأننا قمنا بعمل مميز وأن الاسترجاع تم احترامه، لكن في قصر بواني كان هناك عمل جماعي كبير ويجب تهنئة اللاعبين الذين دخلوا التربص جاهزين، لأنني لم أشاهد أي لاعب دخل وعليه علامات زيادة الوزن، واحترافية لاعبينا سهلت مهمتي أنا المحضر البدني في كسب الوقت في التحضيرات، ومباشرة العمل الذي سطرته دون مفاجآت غير سارة، وأما اللاعبين الذين كانوا أقل جاهزية عملوا بجدية كبيرة من أجل اللحاق بزملائهم. صحيح أن الموسم (2022 – 2023) انتهى بتاريخ 15 جويلية المنصرم وباشروا العمل بتاريخ 18 أوت، ولم يكن لهم إلا ثلاثة أسابيع من أجل الراحة، ولم يكن لهم الكثير من الوقت من أجل التقليل من الضغط الذين كانوا فيه.
تنتظركم مواجهة مهمة في نهائي كأس الجزائر أمام شباب بلوزداد، عندما نفوز بالرابطة المحترفة ونحتفل باللقب، أليس أمرا معقدا أن تعيد اللاعبين للتركيز من أجل خوض نهائي كأس؟
الأمر الصعب في كرة القدم هو التراخي بعد نيل لقب، والأمر الأصعب هو مواصلة اللعب بنفس الوتيرة والنسق، ولو خضنا النهائي بعد أسبوع أو عشرة أيام بعد مباراة الجولة الثلاثين والأخيرة من عمر الرابطة المحترفة لن يكون لدي أي مشكل، الأمر الذي يقلقني هو فترة الفراغ التي ستدوم 21 يوما كاملا، والتحضير لها مختلف تماما عن التحضير لخوض نهائي في فترة قصيرة من التوقف معنويا وبدنيا، لكن لدينا مجموعة من اللاعبين المحترفين وهم أقوياء، ويملكون من الإرادة ما يمكنهم من الظهور بوجه قوي لإنهاء الموسم الكروي (2023 – 2024) بقوة، وسنخوض النهائي ضد شباب بلوزداد للفوز به ورفع الكأس التي ينتظرها أنصارنا على أحر من الجمر.
بعد نهائي كأس الجزائر لن يكون لديكم الكثير من الوقت للاسترجاع قبل دخول مرحلة التحضيرات للموسم الكروي الجديد، الذي ينطلق بالمباريات التصفوية لمنافسة رابطة الأبطال الإفريقية؟
هذا ما يقلقني أكثر لأنّنا نعلم بأن جسم الإنسان يلزمه بعض الوقت من أجل الراحة، والذهن يلزمه بعض الوقت لكي يرتاح قليلا، وإذا لدينا أسبوعين عطلة ونشرع بعدها في التحضير للموسم الجديد سيكون الأمر صعبا على اللاعبين، لأن بعدها لدينا الدور التصفوي الأول من 16 إلى 18 أوت 2024، وهي المنافسة التي ينتظرها اللاعبون والأنصار بفارغ الصبر، كما تنتظرنا بعد ذلك مباشرة الموسم الكروي المحلي لأن عكس ما يتوقعه الجميع البطولة الجزائرية صعبة للغاية بحجم المباريات والريتم والتنقلات الشاقة والملاعب الصعبة إلى جانب الميادين والأنصار، يجب أن نكون مستعدين لكل هذا، وأتمنى أن يكون للاعبين الوقت من أجل الاسترجاع، وقلقي الوحيد متعلق بالفترة الزمنية التي يجب أن يكون لنا فيها متسع من الوقت للاعبين من أجل شحن بطارياتهم لإعادة تقديم نفس الوجه الذين ظهروا به هذا الموسم.