رفعت مؤسسة إيكوراب لصناعة وصيانة السفن ببوهارون (تيبازة)، الستار عن أول سفينة سياحية للترفيه صنعت بكفاءات جزائرية بحتة لصالح مستثمر خاص في قطاع السياحة، وهو ما يترجم المجهودات الجادة للحكومة، الرامية لتشجيع صناعة السفن، حسبما أكده وزير الصناعة و الإنتاج الصيدلاني، علي عون.
كشفت المؤسسة العمومية “إيكوراب” اليوم السبت، عن أول سفينة سياحية للترفيه والنزهة التي تبلغ طاقة استيعابها 72 راكبا ويفوق طولها 16 مترا، بحضور الوزير عون رفقة وزيري النقل والسياحة والصناعة التقليدية ووالي تيبازة، على التوالي محمد الحبيب زهانة و مختار ديدوش و أبو بكر الصديق بوستة، الذين أشرفوا على تدشين السفينة.
ويعتبر المشروع أول نموذج عملت عليه مؤسسة “إيكوراب” في جميع مراحل الانجاز من الدراسة إلى الهندسة والتصاميم والصناعة، والذي بلغت نسبة الإدماج فيه 87 بالمائة، فيما استغرقت أشغال الإنجاز 12 شهرا، قبل القيام بالتجارب التقنية وإخضاعها للمعايير الدولية المعمول بها في المجال، حسبما أفاد به الرئيس المدير العام للمؤسسة، حميد بن دراجي.
وأشار وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني إلى تسجيل “تحسن كبير” في أداء مؤسسة “إيكوراب” بصفة عامة على اعتبار أنها تمكنت من تجاوز الوضعية الصعبة التي كانت تمر بها سابقا وتمكنت من تجسيد إلتزاماتها تجاه زبائنها بنسبة تقدر بقرابة 85 بالمائة، على غرار صناعة جرارات قاطرة للسفن الكبرى من الألمنيوم لصالح مجمع سوناطراك إلى غيرها من الطلبيات الأخرى.
وأضاف الوزير ان مؤسسة “إيكوراب” التي دخلت السوق ب”قوة” مطالبة بمضاعفة مجهوداتها وتنويع منتوجاتها حسب احتياجات السوق المحلية، مبرزا انه أصدر تعليمات تجسيدا لاستراتيجية الحكومة لمواصلة مرافقتها و دعمها لتطوير نشاطها وجعل صناعتها تنافسية، ومن ثمة المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني في مجال النقل البحري و تسيير الموانئ او في قطاع السياحة.
دعا عون المتعاملين في مجال صناعة السفن إلى ولوج مجال صناعة السفن السياحية على امتداد الساحل الجزائري، مشيرا إلى أن القطاع الصناعي يعمل على وضع إطار تنظيمي يؤطر إرساء صناعة حقيقية للسفن، وتحفيز الاستثمارات الضرورية لتطويرها خاصة منها التكفل بإنتاج و صيانة السفن ذات الحمولة الكبيرة موازاة مع العمل على تشجيع المؤسسات الناشئة في مختلف مجالات بناء و تصنيع السفن، التي تؤدي إلى ظهور “كلوستر” (مجمع) متخصص في بناء وإصلاح السفن.
من جهته، أكد وزير السياحة، والصناعة التقليدية، مختار ديدوش، أن مثل هذه المشاريع المتعلقة بصناعة سفن النزهة والترفيه من شأنه تقديم “إضافة ملموسة لقطاع السياحة من خلال الترويج الجيد لمختلف الوجهات واكتشاف جمال وسحر الشواطئ الجزائرية”.
من جهته، جدد وزير النقل، محمد الحبيب زهانة، حرص قطاعه على مرافقه مؤسسة “إيكوراب” وتشجيعها سيما من خلال تسريع إجراءات الدراسات التقنية الخاصة بصناعة السفن و منحها التراخيص اللازمة لتسويق منتجاتها، في إطار تجسيد إستراتيجية الحكومة الرامية إلى تشجيع نشاط صناعة السفن و تطويرها من جميع النواحي على غرار الجوانب المتعلقة بالهندسة والتحكم في التكنولوجيا.
وفي سياق آخر، وخلال زيارة الوفد الوزاري للمجمع العمومي لصناعة الورق والتعليب “تونيك”، شدد عون في تعليمات وتوجيهات قدمها للطاقم الاداري المسير وللعمال، على ضرورة مضاعفة المجهودات وتجنيد العمال لتطوير هذه الوحدة مع المحافظة على العتاد وصيانته والعمل على تحسين تموقعها في السوق الوطنية مؤكدا أن السلطات العمومية “اتخذت جملة من التدابير لفائدة المؤسسة من أجل إعادة بعث نشاطها”.