خرج الآلاف من المتظاهرين بمدينة نيويورك، للتعبير عن رفضهم لما اتفق عليه (غريما) الرئاسيات الأمريكية، جو بايدن ودونالد ترامب، فقد أصرّا معا، على (الفخر) بدعم الكيان الصهيوني في حربه البائسة على غزّة، وأقسما بكل (عزيز) على أن يواصلا دعم “الإبادة” بكل الوسائل المتاحة (وغير المتاحة)، مع أنهما يختلفان (بالطول والعرض) في الرؤية والمنهج والتصوّر والهلمّ جرّا..
وليس من العجب في شيء أن يختلف الغريمان المرشّحان في الشاردة والواردة، بل ليس من العجب أن يتنزّل كل واحد منهما على الآخر بما يفزع القلوب من (منكرات)؛ ذلك أن بايدن يرغب في عهدة ثانية يواصل بها مساره، ويرى نفسه فارسا مغوارا رفع “الفيتو” في وجه وقف إطلاق النار بغزة، بينما يعتقد ترامب أن الرئاسة حقه الشّرعي، بحكم أن هناك من تآمر عليه، واصطنع له (سيناريوهات) حرمته من عهدة ثانية، حتى إن مكتب حملته الانتخابية لم ير حرجا في الحديث – صراحة – عن (تزوير) مفترض، حال دون وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وذهب ترامب إلى أبعد من ذلك، حين نشر على صفحته الرسمية بمنصة (إكس)، فيديو يصوره وهو يستعمل سلّم الطائرة بـ(رشاقة الشباب)، مرفقا بفيديو لغريمه وهو يتعثر في استعمال السلم نفسه، ليقيم مقارنة (كوميدية) تقول صراحة إن (الخلاف) بين الرجلين (والحزبين)، عميق جدا..
أما إبداء الولاء والطاعة للصهاينة، فهو لا يحتاج تعليلا؛ ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية، تؤمن بـ”أسطورة توراتية” تقول إن المسيح عليه السلام يعود لينقذ العالم بعد استقرار اليهود بأرض الميعاد!!، مع أن التاريخ الإنساني، والكتب المقدسة كلها، تؤكد أن اليهود – وحدهم – هم أعدى أعداء المسيح..
مؤسف أن تقع حضارة راقية في أحابيل أسطورة بدائية متخلّفة..