العدد 19509
المجتمع
نــــســــاء صـــيـــنـــيـــــات في الجــــزائــــــــر:
هكذا اكتشفنا سحر الجزائر ومقوّماتها الاقتصادية
@ بـــلـــد آمـــن ومـــلـــيء بـــفـــرص الـــعـــمـــل والاســـتـــثـــمـــار
@ نـــعـــيـــش مـــتـــعـــة الـــطـــبـــيـــعـــة وفـــرحـــة إنجـــــاز المـــشـــاريــــــع
إنها تجارب رائعة لنساء وشابات صينيات رفعن سقف الطموح، وبشجاعة كبيرة انطلقن لتحقيق أحلامهن، ورغم أن الطريق طويل، والوصول إلى الجزائر دفعهن لقطع رحلة بعيدة عن أسرهن وبلدهن، إلا أن حب العمل وهاجس النجاح كان دافعا قويا للمغامرة الجميلة، فاندمجن في مجتمع جديد واكتشفن سحر الجزائر بعادات وتقاليد جديدة وآسرة، وتذوقن طعم متعة وفرحة المساهمة في إنجاز مشاريع حيوية، وتواصلن بإصرار شقّ تحديات بناء المشاريع على طول “الحزام والطريق” بهمة ونشاط.
فضيلة بودريش
البداية مع تشانغ ين لين، وتعمل في قسم إمدادات المياه والصرف الصحي في فرع الميكانيكي والكهربائي لشركة (CSCEC الجزائر). وبمجرد انضمامها إلى الشركة، توجهت للعمل في مشروع جامع الجزائر، ثالث أكبر مسجد في العالم. خلال السنوات السبع التي قضتها بالجزائر، شهدت بأم عينيها عملية إنشاء هذا الصرح. وقالت في هذا الصدد: “تساوي مدة العمل التي قضيتها في هذا المشروع سنوات دراستي الثانوية والجامعية في بلدي الصين”. كما لخصت تشانغ ين لين بهدوء تجربة الصمود والاحتراق التي سمحت لها بالنمو السريع.
علما أنه عندما وصلت تشانغ ين لين لأول مرة إلى موقع بناء مشروع جامع الجزائر في عام 2012، كانت القبة الدائرية لا تزال في مرحلة البناء المدني وحفر التأسيسات. واعترفت في هذا المقام: “في البداية، كنت مسؤولة عن تصميم الدفع المسبق لقاعة الصلاة، كنت مسؤولة عن تصميم وتنسيق إمدادات المياه والصرف الصحي للمبنى بأكمله في المرحلة اللاحقة”.
سبع سنوات من الخبرة إذن، سمحت لتشانغ ين لين، أن تنمو من “عاملة صغيرة” إلى مديرة مستقلة ولم تخف بقولها: “هذا الجامع هو أول مشروع أشارك في بنائه في حياتي، وعلى الرغم من صعوبته، إلا أنه يستحق الكثير من العناء”، استخدمت تشانغ ين لين “روحها العنيدة” لتصبح مهندسة في نفس دفعة التخرج والمشاركة في بناء مشروع الجامع الضخم والتحفة المعمارية الخالدة.
يذكر أنه تبلغ مساحة جامع الجزائر بعد تشييده 400 ألف متر مربع، ويطلّ على المحور المركزي للعاصمة الجزائر، وهو أطول وأكبر مجمع معماري في أفريقيا، يتسع لـ 36 ألف مصل، وترى بانبهار أنه عندما تشرق شمس الصباح يظهر مشهد جميل مكون من 12 مبنى، يضم مآذن وقاعة للصلاة ومعهدا إسلاميا ومكتبة ومركزا ثقافيا وغيره من المنشآت. وكلما رأت تشانغ ين لين التحفة المعمارية أو الجامع هادئا مهيبا تحت ضوء الشمس في الصباح الباكر، تشعر بمزيج من المشاعر الرائعة في داخلها. بينما لن تنسى تشانغ ين لين أبدا السنوات التي قضتها في بناء جامع الجزائر.
الاحـــترام والـــصـــدق مـــع الآخـــــر
وبالموازاة مع ذلك تعتبر وانغ شوي يان تجربة المشاركة في بناء مشروع الطريق السريع الذي يبلغ طوله 48 كيلومترا، الرابط بين ولاية تيبازة والعاصمة الجزائر ككنز ثمين.
من جهتها تتولى وانغ شوي يان بشكل رئيسي مسؤولية الترجمة الفورية للاجتماعات والمحادثات المختلفة، والترجمة التحريرية للوثائق المهمة، بصفتها مترجمةً رئيسية للمشروع. بالإضافة إلى ذلك، فهي مسؤولة أيضا عن الاتصال الخارجي مع الشريك الجزائري وبالتحديد الجهات المختصة المحلية، وخاصة الحفاظ على العلاقات وتنسيقها مع جميع الأطراف. وقالت وانغ شوي يان، إن أهم شيء في تطوير العلاقات الخارجية يتمثل في إظهار الاحترام والصدق الكافيين للطرف الآخر.
وتحدثت قائلة: “ينبغي أن تكون الترجمة في عملية التواصل محترمة بالقدر الكافي للطرف الآخر. إضافة إلى ذلك، في حالة تنظيم حفلات زفاف أو جنائز لأحد أفراد الشركاء الجزائريين، فإنه يتوجب احترام العادات المحلية الجزائرية، وإرسال التهاني أو العزاء عن طريق الاتصال عبر الهاتف أو إرسال الرسائل النصية” وقالت وانغ شوي يان كذلك، أنه وفي بعض الأحيان، عند مقابلتها لأشخاص يطلبون المساعدة الطبية من الفريق الطبي الصيني، فإنها تبادر على الفور بالتواصل معهم، بل وقد تمضي معهم نصف اليوم تقريبا لمساعدتهم على التواصل مع الأطباء الصينيين.
وأكدت وانغ، أن الطريق مبني بشكل جيد للغاية وترى أن السلطات المحلية للولاية وممثلين وزارة الأشغال العمومية راضون جدا عن إنجازهم للمشروع، وقالت وانغ شوي يان، إن بناء الطريق السريع الذي يبلغ طوله 48 كيلومترا، يهدف إلى حل مشكلة الازدحام بين العاصمة الجزائر وولاية تيبازة السياحية المهمة، وفكت خناق الازدحام، وعقب فتح هذا الطريق السريع، تمّ اختصار مدة الرحلة التي كانت تستغرق ساعتين إلى 40 دقيقة، مما سهل بشكل كبير تنقل سكان هذه المدينة.
وما لا يمكن لوانغ شوي يان نسيانه أبدا، مشهد الطريق السريع المفتوح أمام حركة المرور. وأفادت أنه كان هناك الكثير من السكان المحليين الذين شاهدوا الحدث، وقالت بحماس في شهادتها: “يمكنك أن تدرك فرحة السكان وهم يرتدون الملابس التقليدية ويحتفون بركوب الخيول، وكان هناك أيضا احتفالا بإطلاق النار في الهواء”. في ذلك الوقت، وقفت وانغ شوي يان وسط الحشد، وشاهدت بأم عينيها مراسم قص الشريط عند طرف الجسر ثم دخلت السيارات العامة على الفور إلى الطريق، وكانت السيارات ذات الألوان الزاهية مثل أسراب السمك تسبح، وكان المشهد مهيبا، وروت فرحة إنجاز المشروع وتقاسمت ذلك مع الجزائريين في ولاية تيبازة، في أجواء رائعة لا تتكرر.
الــــعـــمـــل واعــــد وآمـــــــن
إنها واحدة من مديرات الأقسام القلائل في الشركة، لي جينغ، تعمل نائبة مدير قسم إدارة الموارد البشرية، بنشاط على تعزيز توظيف النساء الجزائريات في تطوير الأعمال الدولية لشركة CSCEC حيث يبلغ عدد عامليها نحو 17721 عاملا بالإضافة إلى الإداريين، من بينهم 350 موظفة. وفي عام 2015، بدأت الشركة في تطوير استراتيجية التوسيع، وقامت بتوظيف العديد من النساء الجزائريات للمشاركة في تطوير الشركة وإدارتها”،
وفي طريقة لاستقطاب عاملات جزائريات لتعزيز فريق العمل في شركة CSCEC أقنعتهن أن العمل معهم واعد وآمن. وتشهد بأنهن تطورن بعد ذلك بشكل أفضل وزادت ثقتهن في شركة CSCEC ، بل ودعمت أفكارهن في الدراسة في الخارج والاستمرار في التطور بشكل مستقل.
ذكــــريــــات رائـــعـــــــة
أما باي لو البالغة من العمر 27 عاما، هي مهندسة متعاقدة مع شركة CSCEC في مشروع تجديد فندق شيراتون في وهران، ثاني أكبر مدينة جزائرية، وكانت مسؤولة عن الأعمال التجارية التعاقدية أثناء عملية تنفيذ المشروع. وبمجرد تخرجها من الجامعة، انضمت باي لو إلى شركة (CSCEC الجزائر). على الرغم من كونها الأصغر في الفريق، فقد أمضت بالفعل 5 سنوات كاملة في الشركة.
وعن تجربتها المختلفة التي تعتز بها قالت: “هذه الوظيفة منحت لي تجربة الاستمتاع بعادات وتقاليد جميلة وأصيلة لأكبر بلد في إفريقيا وفوق ذلك وفرت أيضا تدريبا حول اللغة الفرنسية لمدة ثلاثة أشهر. وأشارت بأنها كانت متحمسة للغاية للسفر إلى الجزائر، علما أنه مسقط رأس باي لو، يقع في بلدة دانتشاي في ولاية تشياندونغنان.
بينما حلقت تشانغ ين لين، من دون تردد إلى الجزائر، وهي تحمل فكرة أنه “يجب على الشباب المغامرة بشجاعة”. وكان يوم 24 سبتمبر 2012، اليوم الذي انضمت فيه إلى الشركة، ولا تزال تشانغ ين لين تتذكره بحماس. وهي الآن في الثلاثينيات من عمرها، ولا تزال تتذكر الدافع لمجيئها إلى الجزائر الواقعة في القارة الإفريقية، وقالت من دون تردد “المناخ هنا يشبه المناخ في مسقط رأسي في مدينة تنغتشونغ بمقاطعة يوننان، وهو ما يمكن أن يخفف من حنيني إلى موطني”.
ولم تخف في البداية أن الجزائريين يتواصلون بشكل رئيسي باللغتين الفرنسية والعربية، فقد كان حاجز اللغة يمثل تحديا مشتركا تجاه باي لو وتشانغ ين لين عند وصولهما.
وأوضحت تشانغ ين لين قائلة: “أثناء شراء اللوازم في البداية، كنت في كثير من الأحيان أعرض السعر على الآلة الحاسبة أو أستخدم هاتفي المحمول للبحث عن الكلمات المفتاحية، بينما أتحدث وأقوم بالإيماءات”. في ذلك الوقت أصبحت ذكريات رائعة تعتز بها ولا تقدر بثمن لتشانغ ين لين منذ فترة طويلة.
فــــرص الـــعـــمـــل مـــغـــريـــة جــــــدا
أما باي لو، فهي واصلت دراسة اللغة الفرنسية بنفسها في وقت فراغ العمل بعد تلقيها ثلاثة أشهر من التدريب من طرف الشركة. وقد أسفر العمل الجاد عن ثماره، وهي الآن تتمتع بتفاعلات يومية ممتعة للغاية مع زملائها المحليين.
في المقابل، فإن لي جينغ ووانغ شوي يان، وهما تتمتعان بخبرة أكثر، تشعران براحة أكبر في مجال اللغة. وكانت لي جينغ تدرس في فرنسا لمدة 9 سنوات تقريبا، ابتداء من الصف الثالث في مرحلة الليسانس حتى مرحلة الدكتوراه. وكانت وانغ شوي يان تعمل بالفعل كمترجمة متقدمة للغة الفرنسية، وما تحتاجان إلى التكيف معه هو العادات المحلية الأصيلة والعريقة الجذابة.
وقضت وانغ شوي يان البالغة من العمر 54 عاما ما يقرب من 15 عاما في منصبها، بصفتها مترجمة فرنسية رفيعة المستوى في شركة CSCEC فقد شاركت في العديد من مشاريع الشركة، وكانت مسؤولة عن استقبال أصحاب العمل والمشرفين، كما أنها كانت مسؤولة أيضا عن الاتصال الخارجي وترجمة الاجتماعات والوثائق، وعملت كمترجمة رئيسية في أهم الأنشطة الخارجية للشركة.
وقالت: “لقد انضممت إلى الشركة عندما كان عمري 39 عاما، وكنت قد انتهيت للتو من العمل في مكتب معتمد تابع لشركة فرنسية في الصين. وكانت فرصة العمل في الخارج مغرية جدا بالنسبة لي، وأردت مغادرة بكين عندما كنت صغيرة لأحصل على المزيد من المغامرات “.
لقد أدت الخبرة الخارجية إلى تحسين قدرة باي لو على العمل بسرعة. وذكرت قائلة: “في السنوات الأربع الماضية، مرت المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تعامل معها فريقنا بمراحل مختلفة من الممارسات المتعلقة بالأعمال التعاقدية. وقد تمّ التعامل مع العديد من حالات الطوارئ بشكل صحيح، ما سمح لي بالنمو في جميع الاتجاهات” وفي الوقت الحاضر، تكون باي لو على وشك تولي منصب جديد ومهمة جديدة. وكشفت عن حلمها قائلة: “أتمنى أن أتولى منصبا هاما في قسم العقود في مشروع أكبر حتى أتمكن من تعلم أشياء جديدة.” واليوم تتطلع من صميم قلبها إلى مستقبل مشرق.
هــــذا مـــا نـــكـــتــــشــــفــــه من الــــعــــيـــش بـــعـــيـــدا عـــن الـــوطــــــن
وفي قصة مثيرة روتها لي جينغ، التي تشعر بتغيرات سريعة تحدث في وطنها الصين في كل مرة تعود فيها إليه.
وعلى خلفية أنها ذات مرة، بعد أن استقلت رحلة العودة إلى الصين، وغادرت المطار وأرادت ركوب سيارة أجرة إلى منزلها، وأخبرت سائق السيارة بعنوانها، لكن السائق لم يتمكن من العثور على منزلها. وبعد ذلك اتصلت بوالديها وعلمت أن المكان الأصلي لمنزلها قد أعيد تخطيطه وبنائه.
وقفت لي جينغ أمام باب منزلها المتجدد، ففتحت فمها من الذهول وقالت: “لم أعد إلى المنزل منذ أكثر من عام بقليل، وتم تجديد جميع الجدران الخارجية للمنزل، لا يمكن للمرء أن يدرك حقا التغييرات التنموية في الوطن إلا من خلال العيش في الخارج لفترة طويلة، يمكننا أيضا أن نشعر بالاحترام الذي نلقاه أثناء عملنا خارج البلاد بسبب وجود وطن متطور باستمرار ورائنا”.
ومن بين مظاهر وصور الروابط القوية التي تربط الجزائريين والصينين، كان بعض الجزائريين المسنين يمسكون بيد لي جينغ ويقولون: “من بين الدول التي نثق فيها بالعالم هي الصين”. وهذا ما جعل لي جينغ تشعر بالفخر.
وتحدثت تشانغ ين لين المراسلة، أن الشركات “التابعة للحكومة الصينية” مثل شركة CSCEC الرائدة في مجال الهندسة والبناءات الكبرى أنها دائماً تمثل صورة الصين في الخارج، وكثيرا ما تنظم العمليات التضامنية لأنه عندما وقع حريق في منشأة محلية، شاركت في أنشطة التبرع الخاصة بها برعاية الشركة، وكما نظمت الزيارات إلى ديار الأيتام وديار المسنين. وتحرص على إقامة لقاءات للتبادل الثقافي مع الجزائريين.
وقالت تشانغ ين لين في هذا الإطار، “إن تبادل التحية بطريقة تقبيل الخد خاص بالسكان الجزائريين، وعملية تبادل التحية ثابتة في كل مرة. نحن الصينيين قد لا نفهم ذلك في البداية، ولكن من خلال التبادلات، أصبح لدى الجميع فهم واحترام أفضل للعادات الثقافية بين البلدين. فقط التفاهم والتسامح يمكن أن يساعدنا على العمل بشكل أكثر كفاءة في المستقبل”. وقالت إنها تتمنى أن تتمكن الشركة الرائدة في الظفر بمشاريع في مجال الطاقة الجديدة، حتى يتمكن الجميع من التحرك نحو التطوير الجديد إلى مستوى أعلى.
وأكدت مستطردة: “سأتقاعد بعد عام ونصف آخر من العمل. أتمنى أن أقوم بعمل أفضل في منصب جديد”. وكانت وانغ شوي يان متحمسة وغارقة كعادتها بحب في العمل. وذكرت أن الانتقال إلى قسم تقدير السوق عبارة عن بداية جديدة. ووعدت بأنها ستظل صامدة إلى غاية النهاية، بل وتساهم في مسألة الإنشاءات الصينية والجزائرية، ولن تترك أي ندم في مسيرتها المهنية!.
الدولي
هيئــــــــة مقاومــــــــــة الجــــــــــدار والاستيطـــــــــان:
الاحتــــــــــــــلال هــــــــــــــــــدم 318 منشـــــــــأة بالضفـــــــــــة خـــــــــــــلال 6 أشهــــــــــــــر
قالت هيئة فلسطينية، أمس، إن قوات الاحتلال الصهيوني هدمت 318 منشأة بالضفة الغربية المحتلة خلال النصف الأول من عام 2024، ووزعت إخطارات لهدم 359 منشأة أخرى، كما اقتلعت نحو 10 آلاف شجرة.
أكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (رسمية) في بيان، أن سلطات الاحتلال “نفذت في النصف الأول من العام الجاري 243 عملية هدم، هدمت خلالها 318 منشأة في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة، وتضرر جراء ذلك 632 شخصاً، منهم 292 طفلاً و199 امرأة”.
وعادة تطال عمليات الهدم منازل ومنشآت زراعية أو صناعية، وقد يتم هدم عدة منشآت في عملية واحدة، بذريعة “عدم الحصول على تراخيص من السلطات الصهيونية “.
ووفق الهيئة “أصدرت سلطات الاحتلال 359 إخطارا لهدم منشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص”.
وتمنع سلطات الاحتلال البناء أو استصلاح الأراضي في المناطق المصنفة “ج” دون تراخيص، والتي يُعد من شبه المستحيل الحصول عليها، بحسب ما يقول الفلسطينيون.
وأشارت الهيئة الفلسطينية إلى أن “قوات الاحتلال والمستعمرين نفذوا 7681 اعتداء، بينها 1334 نفذها مستوطنون وتسببت باستشهاد 7 فلسطينيين”.
وأكدت أن “سلطات الاحتلال درست بين إيداع ومصادقة، ما مجموعه 83 مخططا هيكلياً لتوسعة مستعمرات (مستوطنات) أو إقامة مستعمرات جديدة، منها 39 مخططاً في مستعمرات الضفة الغربية، و44 مخططاً لمستعمرات في القدس”.
وأشارت إلى أن تلك المخططات تتضمن 8511 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية، و6723 بمستوطنات القدس المحتلة.
وفي النصف الأول من العام 2024، أنشأ مستوطنون 17 بؤرة استيطانية، فيما “شرعنت” الحكومة 11 بؤرة، وتم الاستيلاء على أكثر من 26 ألف دونم، والتسبب بإتلاف واقتلاع 9957 شجرة، منها 4097 شجرة زيتون، وفق الهيئة.
كمين موجع يحصد قتيلين و11 جريحًا
المقاومة تُهاجم مقرّ قيادة الجيش الصهيوني في “نتساريم”
مع إعلان الكيان الصهيوني دخوله المرحلة الثالثة من عدوانه الغاشم على قطاع غزة، أمطرت المقاومة الفلسطينية مقر قيادة الفرقة “99” في جيش الاحتلال بـ “نتساريم”، وهي نقطة ارتكاز هذه المرحلة، بالقذائف الصاروخية، وأوقعت قتلى وعدداً كبيراً من الإصابات في صفوفه.
تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للجيش الصهيوني في مختلف محاور توغله، موقعة خسائر كبيرة في صفوفه.
وأفادت وسائل إعلام للاحتلال، أمس الثلاثاء، بأن ضابطين من أفراد الجيش الصهيوني قتلا في معارك وسط غزة وأصيب 11، بينهم 5 حالتهم حرجة، في هجوم شنته المقاومة على محور نتساريم وسط القطاع.
وقالت المصادر إن الجيش سمح بنشر اسمي الضابطين القتيلين، وهما رائدي احتياط في الكتيبة 121 التابعة للواء الثامن أحدهما يبلغ من العمر 30 عاما والثاني 25 .
وقد حاول الجيش الصهيوني التكتّم على هذا الحادث الذي وصفته صحافة الاحتلال بـ “الحدث الصعب”، لكن تكشّف لاحقا بأن الأمر يعلق باستهداف المقاومة لمقر قيادة جيش الاحتلال في منطقة “نتساريم”.
وقالت مصادر، إن مروحيات الاحتلال نقلت المصابين إلى مستشفيَي “أسوتا” في أسدود و«سوروكا” في بئر السبع، وأن الفرقة “99” في جيش الاحتلال طلبت الدعم الجوي للتصدي لـ«حدث أمني نادر لم يحدث منذ شهور”، ولتتمكن المروحيات من الهبوط في المكان، فبدأ القصف بشكل هستيري على النصيرات والمغراقة ومناطق أخرى في القطاع.
تكتّــــــــــــــــم وتعتيـــــــــــــــــم
وأفادت المصادر، بأنّ الاشتباكات الضارية استمرت فترة طويلة، وقالت أنّ المستوطنين يتداولون دعوات من أجل الصلاة لسلامة العساكر، وهو ما يعَدّ مؤشراً إلى حدة المعركة وحجم الخسائر في صفوف الاحتلال.
وقصفت المقاومة مقر الفرقة “99” في منطقة “نتساريم”، بأكثر من 200 قذيفة “هاون” واستهدفته بالأسلحة الرشاشة، وأن هناك عدداً من الإصابات، وتعتيم يفرضه الاحتلال حول الموضوع.
وكان الجيش الصهيوني أعلن، ليل الإثنين، أيضا مقتل أحد عساكره وإصابة آخر بجروح خطيرة، إثر انفجار عبوة ناسفة بمخيم نور شمس في مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية المحتلة.وكان العسكريان، بحسب رواية الجيش، داخل ناقلة جند مدرعة، عندما انفجرت قنبلة على جانب الطريق في طولكرم.
يشار إلى أنه منذ بداية الحرب، قُتل 674 عسكريًا من الجيش الصهيوني، منهم 320 منذ بداية العمليات البرية في غزة.
وكانت كتائب القسام قالت الاثنين، إن مقاتليها “قتلوا وأصابوا عساكر صهاينة بعد استدراج قوة لمنزل مفخخ تم استخدامه في عملية قنص شرق المدينة، فيما تم تفجيره فور دخول العساكر للمنزل”.
وفي محور التوغل بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، قالت القسام، إن مقاتليها “قنصوا عسكريا صهيونيا داخل أحد المنازل”.
ويرى خبراء في الشؤون العسكرية والسياسية، أن المقاومة في قطاع غزة أثبتت قدرتها على التعامل مع الظروف المستجدة في الميدان، وما زالت تملك زمام المبادرة على صعيد القيادة والسيطرة والتصنيع العسكري والتنسيق الدائم واستدراج الاحتلال إلى الكمائن والاستعلام عن تحركاته والمسالك التي يعتمدها، مؤكداً أن لدى المقاومة غرف عمليات تدير الوضع على الأرض على كامل مساحة قطاع غزة.
المرحلـــــــــة الثالثـــــــة مــــــن الحـــــــرب
أهمية استهداف قاعدة “نتساريم” يأتي مع اتخاذ الاحتلال قرار الانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب. حيث قالت هيئة البث الصهيونية إن المستوى السياسي في الكيان الغاصب منح جيش الاحتلال الضوء الأخضر للانتقال تدريجيا خلال الشهر الجاري إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب على غزة.
واتُخذ القرار بسبب ملف صفقة التبادل والتوتر في الجبهة الشمالية لتجنب اتساع الحرب بحسب تعبير الهيئة.
وتابعت أن المرحلة الثالثة ستشمل بقاء قوات الاحتلال في محوري نتساريم وفيلادلفيا وأماكن أخرى بالقطاع.
وأوضحت هيئة البث الصهيونية أن الضوء الأخضر الممنوح لجيش الاحتلال سيتيح مواصلة العملية العسكرية لكن بشكل آخر.
8672 استشهــــدوا و14583 أصيبــــوا
حصيلــــة صادمــة فـي صفوف الطـلاب الفلسطينيــين
كشفت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، عن استشهاد 8 آلاف و672 طالبا فلسطينيا في المدارس والجامعات بغزة ومدن الضفة الغربية المحتلة، منذ بدء العدوان الوحشي المتواصل على القطاع المحاصر للشهر التاسع على التوالي.
قالت الوزارة الفلسطينية في بيان، أمس الثلاثاء، إن عدد الشهداء من الطلبة في قطاع غزة بلغ 8572، إضافة إلى 100 من الضفة الغربية، مشيرة إلى أن الجرحى بلغ عددهم 14 ألفا و89 في قطاع غزة، و494 في الضفة الغربية.
وأشارت بيانات الوزارة، إلى استشهاد 497 معلما وإداريا بالمدارس والجامعات، بالإضافة إلى إصابة 3402 بجروح في قطاع غزة والضفة.
وتسبب العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة في حرمان 620 ألف طالب من الالتحاق بمدارسهم منذ السابع من أكتوبر الماضي، كما أنه حرم 39 ألفا من طلبة التوجيهي من التقدم لامتحانات هذا العام.
وبحسب البيان، فإن 353 مدرسة حكومية وجامعة و65 تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في قطاع غزة، تعرضت للضرر والتخريب الكلي والجزئي جراء العدوان الصهيوني.
ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، جرى تعليق الدراسة في المدارس والجامعات للحفاظ على حياة الطلبة في ظل القصف الصهيوني العنيف والاستهداف المتعمد للمدنيين والمباني السكنية والمؤسسات التعليمية والطبية.
المساعـــدات لا تصـــل الشمــال.. أونــــروا:
مـــا لدينـــا مـــن تمويـــل يغطــــي عملياتنـــا لأوت فقـــط
قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الأمور تزداد تعقيدا في قطاع غزة بسبب صعوبة الحصول على المواد الغذائية. وأشار إلى أن ما لدى الوكالة لتمويل عملياتها في قطاع غزة لا يكفي إلا لنهاية شهر أوت المقبل.
قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن النازحين في غزة يعانون من نقص كبير في مواد الإيواء أو الإمدادات الحيوية.
وأشار إلى أن توزيع المساعدات الإنسانية عبر بوابة كرم أبو سالم الحدودية يكاد يكون مستحيلاً بسبب المشاكل الأمنية ونقص الوقود. ولفت إلى أن الذخائر غير المنفجرة في غزة تشكل خطرا كبيرا، وخاصة على الأطفال، مشيرا إلى استشهاد طفلة في الـ9 من عمرها في خان يونس السبت الماضي بسبب هذه الذخائر.
وأضاف أن الصهاينة منعوا وصول أكثر من نصف المساعدات المخطط لها إلى شمال غزة والبالغ عددها 115 مهمة خلال جوان.
كما أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بنقل بعض المساعدات من الرصيف الأمريكي العائم في غزة إلى مستودعاته بسبب توقفه عن الخدمة مرة أخرى.
والجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تفكيك الرصيف العائم قبالة سواحل قطاع غزة، وسط توقعات بارتفاع موج البحر وسوء الطقس.
أوضــــــاع النازحــــين تــــزداد تعقيـــدًا
عشـــــــــــــرات الشهـــــــداء فـــــي مجـــــزرة صهيونيــــــــــــــــــة تستهـــــــــــدف ســــوقًــــــــا
استشهد 10 فلسطينيين وأصيب آخرون، أمس الثلاثاء، في مجزرة ارتكبها الجيش الصهيوني، بقصف سوق في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
أفادت مصادر طبية في مستشفى “المعمداني” بمدينة غزة، بأن “10 شهداء وعدد من الإصابات وصلوا المستشفى جراء قصف الاحتلال في حي الزيتون”.
وفي وقت سابق، قالت المصادر الطبية، إن 5 شهداء وعدد من الإصابات الخطيرة وصلوا المستشفى قبل ارتفاع العدد.
وذكر شهود عيان بأن القصف الصهيوني استهدف سوقا مكتظا بجوار “مسجد الشمعة” في حي الزيتون ما خلف عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى.
توّغــــــــلات فـــــــي كــــلّ مكـــــــان
هذا، وواصلت قوات الاحتلال هجماتها العنيفة ضد مدينة رفح التي تتعرض لهجوم بري عنيف، وذلك على وقع هجمات أخرى طالت حي الشجاعية الذي تشن تلك القوات عملية برية فيه لليوم السادس على التوالي، في الوقت الذي بدأت هجوما بريا على المناطق الشرقية لمدينة خان يونس.
وتعرضت خان يونس أمس لقصف عنيف أوقع شهداء وجرحى في وقت يستعد فيه الجيش الصهيوني لهجوم عسكري جديد بالمدينة بالتزامن مع استمرار استهدافه لحي الشجاعية. وقد شن جيش الاحتلال غارات عنيفة مستهدفا أنحاء متفرقة من القطاع، فيما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوصول ثمانية شهداء وعدد من الإصابات إلى مستشفى ناصر الطبي إثر سلسلة من الاستهدافات في شرق رفح وشرق خان يونس جنوبي القطاع، فضلا عن وقوع شهداء وإصابات جراء قصف الاحتلال منزلاً شمال غرب النصيرات وسط القطاع.
وتحدث مراسلون عن ارتقاء عدد من الشهداء إثر غارات مكثفة على شرقي رفح وخان يونس، وفي حين وصلت جثامين ثمانية من الشهداء وعدد من الجرحى إلى مستشفى ناصر الطبي، فإنّ فرق الإنقاذ عجزت عن الوصول إلى العديد من المصابين.
ولفت المراسلون إلى أنّ المستشفيات في خان يونس امتلأت وباتت عاجزة عن استقبال المزيد من الإصابات، مضيفين بأنّ أوضاع النازحين في المدينة مأساوية جداً، حيث نام معظمهم، وجُلّهم من الأطفال، في العراء.
إلى جانب ذلك، أفادت الأنباء بأنّ الاحتلال جدّد غاراته صباحاً على شمال مخيم النصيرات والمناطق المحيطة بـ«نتساريم” وعلى تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، كما شنّ قصفاً مدفعياً وجوياً مكثفاً على النصيرات على مدى الساعات الماضية.
وكانت طائرات الاحتلال قد شنّت فجراً غارة على حي الشجاعية، بالتزامن مع قصفٍ مدفعي متواصل، كما شنّت سلسلة غارات على بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.
ويأتي ذلك في وقتٍ يتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ271، والذي أسفر عن ارتقاء نحو 38 ألف فلسطيني، وإصابة 87.060، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.
إخـــــلاء مستشفـــى غـــــزة الأوروبــــــــي
في موازاة ذلك، قال مدير مجمع الشفاء بغزة محمد أبو سلمية “إن معتقلين فلسطينيين استشهدوا في سجون الاحتلال جراء التحقيق ونقص العلاج، بينهم أفراد من طواقم طبية وكبار بالسن. في حين بدأت طواقم طبية وفنية، مساء الاثنين، إخلاء مستشفى غزة الأوروبي من المرضى والجرحى والأدوات والأجهزة الطبية، بعد إنذار صهيوني بإخلاء منطقة الفخاري التي يقع في نطاقها المستشفى، ومناطق شرقية أخرى بمدينة خان يونس بدعوى أنها “مناطق قتال خطيرة”.
نـــــــــــــزوح جديـــــــــــــــــد
وشهدت المناطق التي أنذرها الجيش بالإخلاء حركة نزوح واسعة، وسط مشاعر الحسرة والألم لدى السكان لانعدام الخيارات أمامهم في رحلة النزوح التي عاشوها لمرات عديدة منذ بدء الحرب.
واتجه غالبية النازحين لمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، والمكتظة أصلا بالنازحين، وفق إفادة شهود عيان.
والمواصي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، مرورا بغرب خان يونس حتى غرب رفح.
وتعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.
ويعيش النازحون في المواصي وضعا مأساويا ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
الثقافي
الـــــدكــــتـــــورة أمــــال بــــرحــــمــــــــة:
الــــتــــعــــامــــل مــــع الجــــيــــل الجـــديـــد بـــالأســـلــــوب الـــكـــلاســـيـــكـــي.. غـــــير ممــــكــــــن
قالت المختصة في علوم النقد الحديث والمعاصر، الدكتورة آمال برحمة، في حديث لـ«الشعب” إنّ الأعمال الأدبية التفاعلية ترسم للقارئ صورة خيالية من الخوارق والمستحيلات، ممّا جعل أغلبها في الوقت الراهن يحوّل إلى مقاطع فيديو، لتسويقها لشدّة إعجاب وانبهار هذا الجيل بالتفاعل.
محمد الصالح بن حود
تقول أمال برحمة إنّ الغرض من التفاعل هو مشاركة كلّ الحواس في إدراك العمل الأدبي الذي يواجهه المتلقّي، ولعلّ أشهر رواية تفاعلية هي رواية “هاري بوتر” التي عادة ما يتم تنفيذ رواياتها ثواني قليلة بعد إصدارها لشدّة إدراكها لنوعية المواضيع والأفكار التي يتبعها الجيل الحالي، إلى أن أصبح العديد من الأدباء العرب حاليا يتبعون هذا النمط في الكتابة والتأليف لجذب هذه الفئة من المجتمع، لذلك الرواية التفاعلية لها جمهورها الخاص ولها متذوّق خاصّ، وحاليا من أشهر أعمال الرواية التفاعلية مثلا رواية “أبابيل” التي تتحدّث عن الجنّ، لصاحبها أحمد آل حمدان في مجال الغموض والرعب، مشيرة إلى أنّها تحظى باهتمام من طرف تلامذتها الذين طالعوها أكتر من مرة لشدّة إعجابهم بأحداثها، فهذا النوع من الروايات – تؤكّد المتحدّثة – يجعل المتلقّي يشعر بمشاركته في عملية الإبداع، ويجد نفسه في حالة ذهنية خاصة تمكّنه من الانتقال في عوالم هذه الروايات، بل وحتى في نقاشاتهم يتحدّثون عن هذه الأعمال بطريقة غريبة وكأنّها تملأ فراغات بداخلهم.
في السياق، اعتبرت المتحدّثة أنّه من غير الممكن أن نكتب لهذا الجيل بالأسلوب الكلاسيكي القديم، أو رواية اجتماعية، حيث سيشعر بالملل والرتابة، مؤكّدة أنّ القارئ الحالي يريد الإثارة والدهشة والرموز والأسرار والألغاز، لذلك يتربع “دان براون” و«جاكلين رولين” على قمة هذا النوع من الفنون، فكلّ أعمالهم حوّلت لأفلام، لتنتج ما يسمى بالجو التفاعلي، ولابد ككاتبة أن أواكب الصيحة الجديدة أو الترند الجديد.
من ناحية التنافس بين الرواية التقليدية المعتادة والرواية التفاعلية، تؤكّد بأنّها لا تعترف بوجود أيّ نوع من المنافسة، لأنّ الروايات تختلف وتتنوّع ولكلّ نوع منها مجتمع وجمهور خاصّ، “صحيح أنّ التنافس قد يكون في عدد متابعي الساحة الأدبية الحالية، لكن يظل الموضوع متعلّقا بذوق القارئ وحتى على المستوى الشخصي أحيانا أجد نفسي في حالة رغبة لقراءة أعمال المنفلوطي، أو أغاثا كريستي ولما لا بعضا من الشعر الجاهلي، فالأمر يتعلّق بالأذواق”.
الوسائط الحديثة تحدث تغييرات عميقة في عالم الأدب.. الدكتور ياسين صلاح:
الـــروايـــة الــتــفــاعــلــيــة تــصــنــع نــخــبــة جــديــدة
^ المنتج الأدبي التفاعلي في بداياته وليس منطقيا الحكم له أو عليه..
يرى الأستاذ بجامعة الوادي، الدكتور ياسين صلاح، أنّ الرواية التفاعلية تكسر نخبوية التلقّي لترتمي في أحضان القارئ السيبراني، وصنعت لنفسها نخبة جديدة، فمن يقرأ الأعمال التفاعلية الجديدة عليه أن يكون على دراية بعلم الحاسوب وبرامج البحث والتنزيل والتشغيل، مضيفا أنّه ليس في وسع المتلقّي الجديد معرفة كلّ هذه التفاصيل، وقلّة هم الذين يتابعون اليوم مشهد الأدب التفاعلي ويطالعون الروايات الرقمية..
إيمان كافي
يقول ياسين صلاح في تصريح لـ«الشعب” إنّ المتلقّي السيبراني بمقدوره التصفح والانتقال بين الروابط دون أن يشغل نفسه بمعرفة البرمجيات الحاسوبية المعقدة، كما أنه مع ثورة الهواتف الذكية قد استغنى عن الحاسوب وتعقيداته، فالهاتف أخفّ وزنا وأكثر خصوصية وتحرّرا من قيود الزمان والمكان، كما أنّه أكثر فعّالية وأبسط استعمالا، فضلا عن اختزاله لعدّة أجهزة في جهاز واحد، ففيه الهاتف والتلفاز والكاميرا والماسح الضوئي وغيرها ممّا لا يعدّ ولا يحصى.
واعتبر محدّثنا أنّ الرواية من بين أكثر الأجناس الأدبية التي استفادت من مزايا التكنولوجيا، حيث استطاعت من خلالها تقديم جنس الرواية التفاعلية، هذا الجنس الجديد والهجين الذي جمع بين ما هو أدبي وما هو تقني حديث، وأضاف قائلا: “مع انبلاج فجر ما بعد الحداثة وتطوّر ثورة الإنفوميديا بوسائطها الرقمية المتصلة بشبكة الأنترنت، أصبحت الحاجة ملحّة لمواكبة الطفرة الجديدة على جميع الميادين، وذلك نتيجة التسهيلات المذهلة في واقع العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي، وإذا كانت العلوم التجريبية قد أخذت حظها منذ البداية في مواكبة المستجدات التقنية، فإنّ العلوم الإنسانية وعلى رأسها الأدب، لم تتوان عن تطوير آلياتها في الإنتاج والانتقال من الوسيط الشفاهي والكتابي إلى الوسيط الرقمي بعوالمه الافتراضية، من صوت وموسيقى وصور ثابتة ومتحركة وروابط تشعبية، ولعلّ الرواية من أكثر الأجناس التي استفادت من معطيات التكنولوجيا في تقديم مادتها مشكلة جنسا هجينا يجمع بين ما هو أدبي وما هو تقني ثقافي”.
وأضاف: “كتّاب الرواية الرقمية التفاعلية استفادوا ممّا توفره معطيات التكنولوجيا من موسيقى وصور ثابتة ومتحركة، إضافة إلى الروابط التشعبية التي تكسر خطية الكتابة لترسم خارطة تشعبية تحاكي الخارطة الذهنية للقارئ المبحر”.
وذكر المتحدّث أنّ بعض كتّاب الرواية بدأوا بالتجريب في هذا الشكل الجديد وذلك مواكبة لروح العصر الرقمي من جهة، ومحاولة لإرضاء القارئ الذي باتت تتلقفه الأجهزة الذكية وبرامج شبكة الأنترنت المتنوّعة كالألعاب والأفلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، كما أنّ “انتقال الرواية إلى الواقعية الرقمية بتعبير الأديب الأردني الرائد محمد سناجلة، له مسوغاته المتعدّدة، فالجماهير انتقلت بظهور عصر الرقمنة من الوسيط الكتابي إلى الوسائط المتعدّدة وأصبحت الرواية المكتوبة، ومعها الكتاب، محل إعراض القراء الذين باتت تستهويهم منتجات العولمة الأثيرية الناعمة، وكثر الحديث في الآونة الأخيرة حول النهايات البدايات: نهاية المؤلف وميلاد القارئ، سقوط النخبة وبروز الشعبي، موت الأدب وميلاد الأدب الرقمي التفاعلي، نهاية الحدود والجغرافيا وميلاد الفضاء اللامكان” حسب ما أشار إليه الدكتور صلاح.
وأوضح هنا “من بين الروايات الرقمية التفاعلية التي ظهرت في الآونة الأخيرة روايات الأديب الأردني محمد سناجلة، منها “ظلال العاشق” و«شات” و«صقيع”، إضافة إلى المبدع الجزائري الشاب حمزة قريرة الذي كتب رواية “الزنزانة رقم 6” وهو عمل رقمي تفاعلي يشترك القارئ مع المبدع في رسم مسار الأحداث والنهايات التي لا تزال مفتوحة”.
وعما إذا كان مستقبل الرواية في شكل الرواية التفاعلية قال: “يرى النقاد أن المستقبل شئنا أم أبينا سيكون للرواية التفاعلية، إلا أنّ هذا الحكم فيه نوع من المبالغة لعدّة اعتبارات، منها أنّ هذا النوع من الكتابة الإبداعية جديد وما يزال في مرحلة التجريب، ولم يبلغ مرحلة النضج والاكتمال، ومن غير المنطقي الحكم على تجربة ما تزال في مرحلة التشكّل”.
قال إنّه يتأسّس على فلسفة مختلفة.. الدكتور حمزة قريرة لـ ”الشعب”:
الأدب الــــــتــــــفـــــاعـــــلــــي يـــــــؤسّــــــس لــــــنــــــــصّ دون مـــــــؤلّــــــــــــف
^ الأعـــمـــال المـــرقــمـــنـــة لا تـــكــون “تــفــاعـــلـــيـــة”.. إلا بـــشــــــروط..
يقول أستاذ السرديات العربية الحديثة والأدب التفاعلي بجامعة قاصدي مرباح بورقلة، البروفيسور حمزة قريرة ، في حديث لـ«الشعب” إنّ الأدب التفاعلي هو الذي يقدّم عن طريق الوسائط الالكترونية، سواء كان قصيدة أو نصّا نثريا أو مسرحية، مشيرا إلى أنّ كلّ أدب يتم تقديمه عن طريق الوسيط، نسميه أدبا رقميا أو إلكترونيا، ولا يمكن إطلاق تسمية أدب تفاعلي إلا إذا تضمّن أربعة شروط، على اعتبار أنّ الأدب المكتوب بخط اليد يصبح مرقمنا، ونستطيع قراءته من الجهاز، لكنّه يفتقد إلى عنصر التفاعلية..
رابح سلطاني
بالانتقال من الأدب الرقمي إلى التفاعلي، فإنّ العملية – يقول البروفيسور قريرة – “ليست وليدة كتابة نصّ على فايسبوك أو التويتر كما يعتقد كثيرون، وإنّما هي عملية ترتبط بكتابة نصّ مبني على الفلسفة التفاعلية، فهو قبل أن يكون أدبا، يمثل فلسفة، شأنها في ذلك شأن الكتابة الورقية التي تحمل بعدين، بعد طولي وآخر عرضي مرتبطة في الأساس بالمتلقّي وقراءة النصّ من اليمين إلى اليسار، إذ أنّ عين المتلقّي تنتقل في البعد الأول والثاني طوليا وعرضيا، فأيّ مؤلّف يقوم بتأليف نصّ شعري أو أدبي أو إبداعي في النصّ الورقي، يعتمد على مخيال معين ومرجعية معينة يستند إليها في الكتابة، ويحول هذه المرجعية إلى كتابة ثم يقوم بالخط ليقوم المتلقّي بعملية التأويل وفق العملية التقليدية المعروفة نصّ موجّه، مرسل، ومرسل إليه، لكنّ الأمر مختلف تماما في “الأدب التفاعلي” من حيث الفلسفة، فالأدب التفاعلي – يقول قريرة – يقوم على أربع مقوّمات ويحمل أربعة أبعاد وليس بعدين فقط، بمعنى أنّ العملية تقوم على قراءة النصّ طوليا وعرضيا، بالإضافة إلى العمق أو الارتفاع، وبعد رابع هو الزمن، ففي الأدب التفاعلي، يمكننا الانتقال إلى الأمام أو الخلف بشكل حرّ، لذا يعتبر بعد “الزمن” بعدا جديدا بالنظر إلى الكتابة الورقية، ولأنّ إنتاج النصّ في الأدب التفاعلي مرتبط بنصّ ذو الأربعة أبعاد، يتم تلقّي النصّ فيها من طرف المتلقّي الذي بدوره عليه أن يفكّ الشيفرة وفق الأبعاد الأربعة المذكورة آنفا”..
أما فيما يتعلّق بخصائص النصّ التفاعلي ومكوّناته الأساسية، يرى المتحدّث أنّ الأمر يتعلق بأربع مكوّنات، وهي “المكوّن اللّغوي” وهو عنصر مشترك مع الأدب المكتوب الورقي، غير أنّه يكون مختلفا في النصّ التفاعلي، ويتميّز بأنّه غير منته ويفتح الأقواس، أمّا المكوّن الثاني فهو غير لغوي، تمثله العلامات غير اللّغوية أو ما يعرف بالملتيميديا بشكل عام، مثل الصورة، الصوت، الحركة وغيرها ممّا يعطي للنصّ التفاعلي ميزة أساسية، ويؤدّي حذف أيّ رمز منها إلى تغيير في المعنى أساسا، وبالنسبة للمقوم الثالث، فيتعلق بما هو برمجي، فأيّ نصّ تفاعلي يحتاج إلى لغة برمجية معينة، قد تكون برنامجا خاصا بالنصّ التفاعلي أو موقع ويب، ليأتي في النهاية المقوم الرابع المرتبط بالجانب التفاعلي للمتلقي مع النصّ، يكون من خلال إضافة وصلات نصية للنصّ، وليس إضافة تأويل فقط كما هي الحال في النصّ الورقي.
ويذهب الأستاذ قريرة إلى أنّ الأدب التفاعلي يؤسّس لنصّ بلا أب، ولهذا لم يعد مجرد أدب تفاعلي فقط بل هو فني تفاعلي، وعلى هذا الأساس، فالمتلقّي لا يكتفى في هذا اللون بالقراءة والتبويب فقط، بل يضيف وصلات نصية ويبقى فيها سرد النصّ مفتوحا على إعادة الإنتاج، بل وحتى الترجمة إلى كلّ اللّغات، ولهذا فالأدب التفاعلي يقرب المسافة، وأضاف: “إنّنا فعلا نعيش عصر الرواية التفاعلية بالرغم من الحركة البطيئة للرواية التفاعلية العربية مقارنة بالغربية، وهذا راجع إلى أنّ المتلقّي العربي ما يزال متعوّدا على الرواية والنصّ الورقي، ولهذا – يقول – “سنعيش عصر الرواية التفاعلية آجلا أم عاجلا، لسبب بسيط هو أنّ الألواح الذكية سيصبح سعرها أقلّ بكثير من الكتاب الورقي، فسعره أقلّ من كتاب واحد، في حين أنّ جهاز الأيباد يمكن أن يحمل ويخزّن أكثر من 20 مليون كتاب مثلا.. المسألة هنا اقتصادية أكثر، أما المسألة الثانية، فهي متعلّقة بالسرعة، فالكتاب الالكتروني يمكن أن تحمله في لمح البصر، ناهيك عن أنه يمكن أن يتوفر مجانا” .
واعتبر المتحدّث أنّ الوطن العربي لا يزال بعيدا جدّا عن الأدب التفاعلي مقارنة مع الغرب، لأسباب عديدة..
عالم الأدب مقبل على جمالية جديدة.. الدكتورة حلايمية
هـــــل تـــصـــمـــد الـــروايـــة الـــتـــقــلـــيـــديــة في العـــصـــر الـــــرقـــــمـــــــي؟!
أكّدت الدكتورة دلال حلايمية أنّ العالم الورقي المكتبي تحوّل من الواقع الفعلي إلى الواقع الافتراضي، حيث سيطرت الصورة والحركة والصوت والروابط، والوسائط على المجال الإبداعي، منتجة جمالية جديدة للأدب البديل. وأشارت في حديثها مع “الشعب” إلى أنّ ميلاد الرواية التفاعلية يشكّل – فعلا اليوم – تهديدا للرواية الورقية التقليدية.
ترى الدكتورة دلال حلايمية، أنّه بعد الانقلابات الجذرية التي أحدثتها الرقمنة والتطوّر التكنولوجي، كان لابد للأدب – وهو ابن بيئته ونتاج تأثر وتأثير- أن يكتسب ميزات جديدة، وينفتح كاسرا أبواب بوتقته، لتتمخّض عنه أجناس تكتسي صيغة العصر، ومن أهمها الرواية، التي تعدّ من الكتابات الأكثر قدرة على استيعاب التطوّرات التي تحدث في المجتمعات على جميع النواحي.
ومن خلال العلاقة التي حدثت بين الأديب والتكنولوجيا، تقول دلال حلايمية، تحوّلت الرواية من الورقية إلى التفاعلية، وهي كما قال مونتي في كتابه (نحو نظرية للرواية التفاعلية): “هي نصّ مغامرات أو ألعاب، ويربط السرد فيها بين لعب وقصّ”، ومن أهم كتاب الرواية العربية التفاعلية: محمد سناجلة، صالح جبار محمد، محمود عبد الحليم، ياسين أحمد سعيد، داليا مصطفى صلاح وغيرهم، ومن المحاولات الإبداعية الجادة للولوج إلى عالم الرواية الرقمية والتفاعلية الجزائرية: حمزة قريرة في “الزنزانة رقم 6”؛ وعز الدين جلاوجي في روايته “الشجرة التي هبطت من السماء.”
وأضافت: “وبما أنّ هذا التطوّر قد خلق حديث البدايات والنهايات، ومصطلح الموت، كان لزاما على الرواية التفاعلية أن تكون حقلا كذلك للبداية والموت، وهي أطروحة أطلقها مفكرو ما بعد الحداثة، ولكن أيّ نهاية وموت في الرواية؟.”
لفتت المتحدّثة – في السياق ذاته – إلى أنّه إذا تمعنّا فإنّنا نجد المقولة تؤكّد موت المؤلف وإحياء القارئ، فمع كسر خطاطة الإبداع الثلاثية (مؤلف/ نصّ/ قارئ)، يفتح المجال السيبراني طريقا نحو ميلاد القارئ وموت المؤلّف، فتتوسّط الآلة بين النصّ ومتلقيه، وهي معادلة توافق العقل الرقمي الذي صنعته التقنية، مشيرة إلى أنّ فكرة الموت والنهايات لم تكن حديثة، إذ لها جذور مع “هيجل ونيتشه وصولا إلى فوكوياما وبارت، ليتحوّل العالم الورقي المكتبي من الواقع الفعلي إلى الواقع الافتراضي، حيث سيطرت الصورة والحركة والصوت والروابط، والوسائط على المجال الإبداعي، منتجة جمالية جديدة للأدب البديل.
وقالت حلايمية: “وإن توجّهنا للحديث عن النهايات فميلاد الرواية التفاعلية يشكّل – فعلا اليوم- تهديدا للرواية الورقية التقليدية، إذ أنّ كلاّ منهما موجّه للقارئ، ولكن الرواية التفاعلية كانت أكثر حرصا وتأكيدا على القارئ الفاعل، وفي هذا المجال يشير الدكتور عمر زرفاوي إلى أنّ: الرواية التفاعلية كأحد أشكال الأدب التفاعلي تعتمد كسر النمط الخطي الذي كان سائدا مع الرواية التقليدية أيّ الرواية المقدّمة على وسيط رقمي يلتزم فيها المبدع خط سير واضح غالبا، يتبعه القارئ الذي لا يحاول مخالفة هذا الخط، وما نراه اليوم من التعايش المتلازم بين الإنسان والآلة المرتبطة بشبكة الأنترنت”.
وأردفت حديثها: “نجد أنّ الرواية الورقية قد وقعت في مأزق الوصول إلى القارئ الجديد الذي يسيطر عليه العالم التشعبي، والذي منحه بدوره مساحة إبداعية تفاعلية تزيد عن مساحة المبدع الأصلي، لجمع شذراتها وتأويلها وحتى تفكيكها، ومهما حاولت الرواية الكلاسيكية أن تثبت استمرارية وجودها وتصدّيها، فإنّها لن تتمكّن من طمس السؤال المطروح: إلى متى ستصمد الرواية بصيغتها الورقية أمام هذا الإعصار الذي أحدثته الرواية التفاعلية؟ والتي بدورها عبّرت عن روح العصر، وغامرت بكلّ تقنياتها للوصول إلى القراء في مختلف أنحاء العالم وتقديم صورة جديدة ومتجدّدة للأدب، بشرط أن يتمكّن الأديب العربي من تقنياتها.
فاطمة الوحش
مـــســـتـــفـــيـــدةً مــن مـــزايـــا الــــوســائـــط الـــرقـــمــيــــة
الـــروايـــة الـــتـــفـــاعـــلـــيـــة.. إشـــراك الـــقـــارئ في عـــمــلـــيــة الإبــــــداع
تعتبر الرواية التفاعلية إبداعا أدبيا فريدا ومبتكرا، يسمح للقراء بالمشاركة في عملية السرد. وقد أثبتت الرواية التفاعلية أنّها شكل متعدّد الاستخدامات وقابل للتكيّف مع متطلّبات الأدب، يمكن أن يجذب طيفا واسعا من الجمهور. وعلى عكس الروايات التقليدية التي تكتفي بالقارئ كمجرد مراقب سلبي، تفرض الرواية التفاعلية على القراء اتخاذ قرارات في نقاط مختلفة.. هذا التنوّع وهذه المرونة يجعلان الرواية التفاعلية شكلًا ديناميكيًا ومتطوّرًا من الأدب.
أسامة إفراح
تنطلق الباحثة حسيبة ساكر (جامعة أم البواقي) من فكرة أنّ الأجناس الأدبية الرقمية التفاعلية، هي أجناس أدبية تقليدية ظهرت في ثوب جديد من خلال استثمارها كلّ إمكانات الثورة التكنولوجية الرقمية كتقنية النصّ المترابط، وتوظيفها مختلف الوسائط المتعدّدة.
وتشير الباحثة آسيا علية (جامعة وادي سوف) إلى أنّ الثورة الرقمية التي شهدتها الساحة الأدبية منذ عام 1986، فتحت مجال المزاوجة بين الأدب والتكنولوجيا، أو بالأحرى مجالا للجمع بينهما، والذي أنتج ما يعرف بـ«الأدب التفاعلي” كجنس أدبي جديد، انبثق من رحم التقنية، مفرزا بدوره أشكالا متنوّعة منها الشعر التفاعلي، والمسرح التفاعلي، والرواية التفاعلية. ويقترن تاريخ هذا الجنس الأدبي بتاريخ التكنولوجيا المعاصرة، ويرتبط بها ارتباطا وثيقا اعتبارا لمواكبة أول رواية تفاعلية التحوّل العظيم في صناعة الكمبيوتر الشخصي.
ولذلك فإنّ تاريخ الرواية التفاعلية يبدأ من منتصف الثمانينيات، تقول الباحثة، بصدور أول رواية تفاعلية لمايكل جويس (Michael Joyce) بعنوان “الظهيرة.. قصة” (Afternoon, a story) (وجدنا عديد المصادر الأجنبية تحدّد 1987 تاريخا لهذه الرواية). فيما تعتبر رواية (20% d’amour en plus) لفرانسوا كولون (François Coulon) سنة 1996، ورواية (Sale temps) لبرنار دوفور (Dufour) سنة 1997، أول روايتين تفاعليتين كتبتا باللّغة الفرنسية على قرص مضغوط.
بالمقابل، كان ظهور أول رواية رقمية تفاعلية عربية متأخرا مقارنة بنظيرتها الغربية، تلاحظ الباحثة حسيبة ساكر، وكان ذلك على يد الكاتب الأردني محمد سناجلة برواية “ظلال الواحد” سنة 2001 (أصدرها في شكل ورقي سنة 2002) ثم أتبعها برواية رقمية ثانية موسومة بـ«شات” سنة 2005، ليصدر بعدها بسنة روايته الثالثة “صقيع”.
الرواية التفاعلية.. والرواية الترابطية
وعلى ذكر محمد سناجلة، فإنّ هذا الأخير لم يكتف بكتابة الرواية التفاعلية، بل كتب عنها وسعى إلى التعريف بها، حيث نجد سناجلة يفرق بين مصطلحي “الرواية التفاعلية” (interactive novel) و«الرواية الترابطية” (hypertext novel) إذ يعني كلّ واحد منهما جنسا إبداعيا يختلف عن الآخر في أوجه، ويتفق معه في أخرى.
الرواية الترابطية – حسب سناجلة – هي تلك التي تستخدم النصّ المتفرع، والمؤثرات الرقمية الأخرى، ولكن يقوم بكتابتها شخص واحد ويتحكم في مساراتها، أيّ لا يشاركه في عملية الكتابة أحد غيره، فهي رواية يكتبها مؤلّفها فقط، ويطلق عليها بعض النقاد “تفاعلية”؛ لأنّها تحتوي على أكثر من مسار داخل النص وتسمح للقارئ بالاختيار بين المسارات السردية المختلفة التي تحتويها.
أما الرواية التفاعلية، فهي تستخدم النصّ المتفرع أيضا، وبقية المؤثرات الرقمية الأخرى مثلها في ذلك مثل النوع الأول، ولكنّها تختلف في أنّ كاتبها أكثر من واحد، أيّ يشترك في كتابتها عدّة مؤلّفين، وقد تكون مفتوحة لمشاركة القراء في كتابتها.
ويلاحظ سناجلة أنّ بعض النقاد الغربيين يطلقون اسم “الرواية التفاعلية” مجازا على كلا النوعين، وقد أخذ منهم هذا أغلب النقاد العرب الذين تصدّوا لهذا الموضوع، “وهذا برأينا غير دقيق، والأصحّ هو التمييز بينهما”، يقول سناجلة، الذي يضيف مصطلحا آخر هو “رواية الواقعية الرقمية”، وهي – كما يراها – “تلك الرواية التي تستخدم الأشكال الجديدة التي أنتجها العصر الرقمي، وبالذات تقنية النصّ المترابط (هايبرتكست) ومؤثرات “المالتي ميديا” المختلفة من صورة وصوت وحركة وفن الغرافيك والتحريك، وتدخلها ضمن البنية السردية نفسها، لتعبّر عن العصر الرقمي والمجتمع الذي أنتجه هذا العصر، وإنسان هذا العصر، الإنسان الرقمي الافتراضي الذي يعيش ضمن المجتمع الرقمي الافتراضي. كما يعتبر رواية الواقعية الرقمية تلك الرواية التي تعبّر عن التحوّلات التي ترافق الإنسان بانتقاله من كينونته الأولى كإنسان واقعي، إلى كينونته الجديدة كإنسان رقمي افتراضي.
ويقول: “نحن هنا أمام رواية شكل ومضمون، رواية تستخدم التقنيات الرقمية المختلفة، وتتحدّث عن المجتمع الرقمي وإنسان هذا المجتمع، الإنسان الافتراضي، وهذا هو اختلافها عن الرواية التفاعلية أو الرواية الترابطية، فتلك روايات شكل غير محدّد موضوعها، وهذه رواية شكل وموضوع”.
كما يعرف سناجلة النصّ الرقمي بأنّه “كلّ نصّ ( بما فيه الرواية) ينشر نشرا إلكترونيا، سواء كان على شبكة الإنترنت، أو على أقراص مدمجة، أو في كتاب إلكتروني”، وهذا النصّ نوعان: النصّ الرقمي ذو النسق السلبي، وهو النص الذي لا يستفيد من تقنيات الثورة الرقمية التي وفرتها التقنيات الرقمية المختلفة، مثل تقنية النصّ المتفرع “هايبرتكست”، أو المالتي ميديا المختلفة من مؤثرات صوتية وبصرية وغيرها من المؤثرات المستخدمة، أيّ هو النصّ أو الرواية العادية التي قد تنشر في كتاب ورقي عادي، واكتسب/اكتسبت صفة الرقمية لأنّه نشر نشرا إلكترونيا. أما النصّ الثاني فهو النصّ الرقمي ذو النسق الإيجابي، وهو النصّ (بما فيه الرواية) الذي ينشر نشرا رقميا، ويستخدم التقنيات سابقة الذكر.
الخصائص والمميّزات
إحدى الخصائص الرئيسية للرواية التفاعلية بنيتها السردية غير الخطية، وإذا كانت الروايات التقليدية تتبع تقدّمًا خطيًا ثابتًا، تسمح الرواية التفاعلية للقراء بالتنقل عبر القصّة بطريقة غير خطية، والقفز بين نقاط الحبكة المختلفة، واتخاذ خيارات يمكن أن تؤدّي إلى نهايات مختلفة متعدّدة.
كما نجد جانبا فريدا آخر من جوانب الرواية التفاعلية وهو التركيز على الاختيار والنتيجة. في الروايات التقليدية، غالبًا ما يتم تحديد الشخصيات والأحداث مسبقًا من قبل المؤلّف، مع وجود مساحة صغيرة لمساهمة القارئ. على النقيض من ذلك، تضع الرواية التفاعلية تأكيدًا قويًا على الخيارات التي يتخذها القارئ، حيث يؤدّي كلّ قرار إلى نتيجة مختلفة.
وتشير الباحثة ريم حجوج (جامعة الجزائر 2) إلى بعض الخصائص الأخرى للرواية التفاعلية، على غرار “انفتاح الرواية في تركيبتها وبنائها وكذا موضوعها على التقنية باعتبارها نصّا غير ورقي، ما يتيح مساحة أكبر وآفاقا متعدّدة للمتلقّي”، وأيضا “تعدّد القراءات والانفتاح الواسع على النصّ النواة، ما يخلق التفاعلية بين مجموع القراء والمستخدمين والنصّ أو المبدع الأول”، كما أنّ “النهايات غير الثابتة نتيجة تعدّد القراء والانفتاح النصّي، بحيث كلّ قارئ يجعل لقراءته نهاية هو اختارها تختلف عن غيره”.
من جهتها، تقدّم الباحثة حفيظة بن عبد المالك (جامعة الشلف) أمثلة عن بعض أشكال الرواية التفاعلية، حيث تذكر “الرواية كليب” التي تحتوي على عبارات مفتاحية معينة، تتيح بالنقر عليها مشاهد ولقطات حية تثري العمل الأدبي، وتغنينا عن صفحات كاملة مكتوبة، وتجعل العمل أقرب إلى السينما بشموليتها. أمّا “الرواية الجماعية” أو “المشتركة”، أو “رواية الويكي”، فتستفيد من خاصية “الويكي” أيّ مواقع الويب التي يتم تحريرها جماعياً، بحيث يأتي الكاتب بالفكرة في هذه الرواية، ويضعها على موقع للرواية على الشبكة، ويعلم الآخرين بوجود بذرة نصّ رواية، فتأتيه الإسهامات من جمل، وأحداث، ولقطات فيديو، وموسيقى، ومؤثرات، ومشاهد، وخلفيات تاريخية للشخصيات، والأماكن، وتتحوّل البذرة إلى شجرة لها سوق، وأوراق، وفروع.
ومن الأمثلة عن الروايات التفاعلية الجزائرية، رواية “الزنزانة رقم 6” للدكتور حمزة قريرة، التي خصّتها الباحثة ريم حجوج بالدراسة، ووجدت أنّها “تعدّ رواية تفاعلية بامتياز لما تمنحه للمتلقّي من إمكانية الإضافة عليها والمشاركة في بنائها؛ وهذا ما يطلق عليه بالنسق الإيجابي”. ولاحظت الباحثة أنّ المؤلّف سعى إلى الحفاظ على خصائص الرواية الورقية، ومحاولة استيلاد خصائص جديدة تتماشى مع التقنية الإلكترونية. وتتكوّن هذه الرواية من مجموعة من الروابط متصلة ببعضها البعض، تستدعي التمكّن من استعمال الحاسوب. وخلصت الباحثة إلى أنّه، رغم انتشار هذا النوع من الرواية التفاعلية، إلا أنّ هذه الحركة الإبداعية تحتاج رقابة ومتابعة فنية للقراء للإسهام في إنتاج عمل أدبي لا يلغي أسسه الفنية واللغوية.
في عالم ينتقل من الوسيط الورقي إلى الوسيط الرقمي
الرواية التفاعلية.. إرهاصات الجمالية الجديدة..
^ نــــهــــايـــة نخـــبـــويـــة الـــتـــلـــقـــي والانـــفـــتـــاح عـــلـــى الإبـــــداع المـــتـــعـــــدّد..
^ الــــقـــــــــارئ.. مــــشــــــارك فــــاعـــــل في صــــنــــاعــــة الــــســـــــرد
^ ”الــــنـــصّ الـــتـــفـــاعــــلـــــي”.. شـــكـــل يـــتـــجـــاوز “الــــنـــصّ الــــــترابــطــــي”
ألقت التكنولوجيا الحديثة بظلالها على حياة الأفراد، وقدّمت الكثير من التسهيلات في مختلف مناحي الحياة، فأصبحت من بين أهم الوسائط التي لم يعد للفرد بمقدوره الاستغناء عنها، وهنا يقودنا المقام للحديث عن الأدب، والتحوّلات الجذرية الحاصلة في مجال الكتابة والقراءة مع التقدّم التكنولوجي وانتشار الأنترنيت، التي مهدت لظهور أدب رقمي يفسح المجال للأدباء والقراء للتفاعل والإبداع.
تعتبر الرواية التفاعلية، من بين أهم الأشكال الإبداعية التي تخطو اليوم خطواتها الأولى بالساحة الأدبية، ويعمل روادها (على قلّتهم لا سيما على الساحة الوطنية والعربية)، إلى فرض تواجدها لما تكتسيه من أهمية لدى الكتاب والقراء أيضا، حيث تتيح لهم التفاعل مع النصوص الأدبية والمشاركة في الكتابة وإبداء آرائهم وتعليقاتهم بشأن النصّ المنشور..
نشر الرواية على الوسائط الالكترونية، يجعل من الكتابة والقراءة أكثر متعة وتفاعلا.. أمر يتفق عليه عديد الكتاب والنقاد وحتى القراء.. وهو ما يدفعنا للتساؤل عن مكانة الرواية التفاعلية على الساحة الأدبية في الوقت الراهن، وهل يمكن القول إنّ الرواية التفاعلية ستكون في المستقبل القريب منافسا قويا للرواية الورقية؟ أسئلة تفاوتت فيها إجابات الأساتذة والباحثين الذين تحدّثت إليهم “الشعب”، فاختلفوا بين من لا يعترف بوجود “المنافسة أو التهديد” باعتبار أنّ الروايات تختلف وتتنوّع، ولكلّ نوع منها مجتمع وجمهور خاص، ومن يرى أنّ العالم الورقي اليوم ينسحب تدريجيا من الواقع المعيش، كي يفسح للواقع الافتراضي..
الرياضة
جائـــــــزة روم جيــــــــم-2024 للجمبـــــــــاز
الجزائرية كيليا نمور تحصد أربع ذهبيات
توّجت الجمبازية الجزائرية كيليا نمور بأربع ميداليات ذهبية في البطولة الدولية «روم جيم- جائزة 2024» التي أقيمت ببوخارست الرومانية، قبل أقل من شهر عن انطلاق الألعاب الاولمبية بباريس 2024 (26 جويلية -11 أوت).
بسطت ممثلة الجزائر (17 سنة) سيطرتها على المنافسة بإحرازها ذهبيات المسابقة العامة بتحقيقها أحسن نتيجة لها (900. 56 نقطة)، العارضتين غير المتوازيتين(667. 15)، عارضة التوازن (733 .14 نقطة) والحركات الأرضية (533. 15 نقطة).
وفي المسابقة العامة، نالت نمور مجموع 550. 15 نقطة في العارضتين غير المتوازيتين (بدرجة صعوبة 7.3)، و400. 14 نقطة في عارضة التوازن (500 .13 نقطة)، وفي الحركات الأرضية و(450. 13 نقطة) في جهاز القفز على الحصان. ويعتبر موعد رومانية الأخير للبطلة الإفريقية، قبل أولمبياد باريس 2024، حيث تمتلك حظوظا كبيرة للتتويج.
كـــــــــأس الجزائــــــــــر لكـــــــــرة القـــــــــدم-2024
بيـــع تذاكر مبــاراة النهائــي في وقـــت قياسـي وفي ظــروف جيـــدة
نفدت الأربعون ألف تذكرة (40000) الموضوعة للبيع، أمس الثلاثاء، على مستوى شبابيك ملعبي 20 أوت 1955 و5 جويلية بالمركب الأولمبي «محمد بوضياف»، بمناسبة اللقاء النهائي لكأس الجزائر لكرة القدم بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد المنتظر يوم الجمعة القادم (17:00) بملعب 5 جويلية الأولمبي.
جرت عملية البيع في الفترة الصباحية وسط تنظيم محكم وبتواجد لرجال الأمن من أجل السير الحسن للعملية، سواء على مستوى ملعب 20 أوت لأنصار شباب بلوزداد أو ملعب 5 جويلية بالنسبة لأنصار المولودية، رغم الإقبال الكبير على الملعبين منذ الصباح الباكر من أمس الثلاثاء، بل هناك من الأنصار من قضوا ليلة الاثنين على مشارف الملعبين حتى يكونوا في الصفوف الأولى مع افتتاح الشبابيك المخصصة لعملية البيع.
وقد تم تخصيص 20.000 تذكرة لكل فريق بسعر 500 دينار للواحدة، مع السماح لكل شاري باقتناء تذكرتين فقط وذلك بتقديم بطاقة الهوية الشخصية.وعن العملية، صرح رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة لأمن ولاية الجزائر، ضابط الشرطة الرئيسي، أمير شرقي، أنه «تم تجنيد مختلف التشكيلات الأمنية من أجل سيرورة العملية وإجرائها في أحسن ظروف ممكنة».نفس الملاحظة أبداها مهدي أحباب ضابط شرطة رئيسي، الذي كان من المشرفين على عملية تنظيم المناصرين الذين توافدوا على ملعب 20 أوت 1955 بالعناصر، حيث أبدى ارتياحه « للظروف الجيدة التي جرت فيها عملية بيع التذاكر لأنصار شباب بلوزداد»، متمنيا أن تسود الروح الرياضية بين الأنصار، مهما كان الفريق المتوج.
أما بالنسبة ليوم المباراة، يوم الجمعة المقبل، فقد أوضح أن «هناك مخطط أمني خاص، من خلال تسخير مختلف الإمكانات المادية والبشرية وإقحام مختلف التشكيلات على غرار وحدات الجمهورية للأمن، التي تعمل على حماية الملعب ومحيطه والمحافظة على النظام العام، فرق الشرطة القضائية من الفرق الراكبة والراجلة التي تعمل على تأمين ومرافقة المواطنين في تنقلاتهم داخل الملعب وخارجه وفرق الأمن العمومي التي تعمل على تسهيل حركة مرور عبر كل الطرقات المؤدية إلى الملعب وضمان الانسيابية المرورية».ولهذا الغرض، دعا رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة لأمن ولاية الجزائر مناصري الفريقين «إلى التحلي بالروح الرياضية وتجنب بعض السلوكيات السلبية، على غرار استعمال الألعاب النارية وتجنب السرعة المفرطة والمساهمة في إنجاح هذا العرس الكروي»، محذرا كذلك من كل محاولات تزوير التذاكر.
رياضـــــــــــــة جامعـــــــــــــية
تزايد تدريجي في عدد الرّابطات الولائية
تعرف الممارسة الرياضية في الأوساط الجامعية في الجزائر زخما متزايدا، وهو ما يتجلى في ميلاد المزيد من الرابطات الولائية المنضوية تحت لواء الاتحادية الجزائرية للرياضة الجامعية بعدما وصل عددها إلى 42 رابطة، حسبما علم الثلاثاء لدى نائب رئيس هذه الاتحادية.
صرّحت نبية داود لـ «وأج»، على هامش الأولمبياد الجامعي للرياضات القتالية الذي يتواصل بوهران (29 جوان-5 جويلية): «تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي يصر على إعادة الاعتبار إلى الرياضة الجامعية، تعمل اتحاديتنا على إنشاء رابطات ولائية في كامل ربوع البلاد، حيث تضم لحد الآن ما لا يقل عن 42 رابطة’’.وأضافت بالمناسبة: ‘’تكلّلت جهودنا الرامية إلى بعث الرياضة الجامعية مجددا بميلاد رابطات ولائية حتى في أقصى جنوب البلاد، كما حدث مؤخرا في تمنراست».وإيمانا بأنّ الأوساط الجامعية كانت دائماً منبعا للرياضيين الشباب الموهوبين، نوّهت داود بتوحيد البرامج الرياضية لاتحاديتها خلال هذا الموسم مع برامج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ‘’وهو النهج الذي انعكس بالإيجاب على نجاح الموسم الرياضي الذي كان حافلا بالأحداث الرياضية’’، على حد قولها.
واعتبرت نفس المتحدّثة أنّ حصاد الجزائر خلال آخر ألعاب جامعية عالمية بحصولها على أربع ميداليات «يعكس الإمكانات الهائلة التي تمتلكها الأوساط الجامعية من حيث المواهب الرياضية».وتابعت قائلة: «هدفنا هو المساهمة في تعميم ممارسة الرياضة في الجامعات التي كانت في الماضي خزانا حقيقيا للمنتخبات الوطنية في كافة الاختصاصات الرياضية».وبالحديث عن الأولمبياد الجامعي للرياضات الجامعية، قالت نائب رئيس الاتحادية للرياضة الجامعية إنها «مرتاحة» للظروف التي تجري فيها هذه التظاهرة، التي تستضيفها وهران للمرة الثانية على التوالي بعد أن استقبلت النسخة الأولى لهذا الحدث في عام 2022.وختمت بالقول: ‘’حتى لو أنّ هذا الحدث غير مؤهل لأي مسابقة دولية، فإننا نلاحظ بارتياح كبير هذه المشاركة القوية للرياضيين حيث بلغ عددهم ما يقرب من 900 رياضي جامعي، يمثلون 36 رابطة ولائية يتنافسون في التخصصات الخمسة المدرجة في برنامج الدورة (الكاراتيه والجيدو والووشو والمصارعة على الرمل والتايكواندو)’’.
العـــــــــدو علـــــــى الطّريـــــــــق
تنظيـــــــــــــم البطولـــــــــــة الوطنيـــــــــــــة
مــا بين مصالـح الشّرطـة بسيـدي بلعبــاس
احتضنت ولاية سيدي بلعباس منافسات الطبعة 37 للبطولة الوطنية للعدو على الطريق ما بين مصالح الشرطة للموسم الرياضي 2023-2024، بمشاركة 155 رياضي ورياضية. هذه التظاهرة الرياضية التي أشرف عليها المفتش الجهوي لشرطة الغرب مراقب الشرطة موسى بلعباس، وشهدت حضور السلطات المحلية المدنية والعسكرية وإطارات من الأمن الوطني، تشارك فيها النواحي الستة للمديرية العامة للأمن الوطني، فضلا عن 14 رياضيا ورياضية (8 ذكور و6 إناث) تابعين لمصالح الدرك الوطني.
وجرت المنافسة على مسافة 10 كلم بالنسبة للذكور و7 كلم للإناث وذلك انطلاقا من المدرسة الجهوية لكرة القدم بسيدي بلعباس والعودة إليها.
وجاءت نتائج هذه البطولة الوطنية على النحو التالي:
حسب الفرق:
1- ناحية البليدة،
2- ناحية وهران،
3- ناحية قسنطينة.
فردي رجال:
1- ناحية وهران،
2- ناحية البليدة.
3- ناحية البليدة.
الفردي سيدات:
1- ناحية وهران
2- ناحية قسنطينة،
3- ناحية بشار.
وفي الختام تمّ تكريم الفائزين في هذه البطولة التي جرت في ظروف تنظيمية جيّدة.
ألعــــــــــــــــاب القــــــــــــــــوى
اختتــام فعاليــات البطولــة الوطنيـة 2024 لــــــــــــذوي الهمـــــــــم
تختتم اليوم الأربعاء بالمركب الأولمبي «ميلود هدفي» لوهران البطولة الوطنية لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة، بمشاركة 553 رياضيا ورياضية.
البطولة المنظمة على مدار ثلاثة أيام، بمبادرة من الاتحادية الجزائرية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة بالتنسيق مع الرابطة الولائية لوهران، تعني كل فئات الإعاقة ومختلف الاختصاصات، على غرار سباقات 100 متر و200 متر و400 متر و800 متر و1500 متر و5000 متر، والرمي بالرمح والجلة وغيرها، كما أشير إليه.وجرت المنافسات التصفوية لهذه التظاهرة الرياضية في المرحلة الصباحية، وتقام النهائيات في الفترة المسائية حسب كل اختصاص.وذكر رئيس الاتحادية الجزائرية لرياضة المعاقين، العسري سيد أحمد، أنّ هذه البطولة الوطنية «تندرج في إطار برنامج الاتحادية ومسجلة في رزنامة اللجنة البرالمبية الدولية التي تشرف على منافسات ألعاب القوى ورياضات أخرى لذوي الاحتياجات الخاصة (برالمبية)».من جانبه، أكّد المندوب الفني للجنة البارالمبية الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة، التونسي طارق الصويعي، في تصريح لـ «وأج» على هامش انطلاق هذه التظاهرة أنّه «سيتم ابتداء من هذه البطولة اعتماد نتائج الرياضيين المشاركين في البطولة الوطنية لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة وإدراجها ضمن الترتيب الأولي للرياضيين المتأهلين للألعاب البرالمبية باريس 2024»، مشيرا إلى أنّه يتواجد بوهران للإشراف على هذا الجانب.
كما أبرز أنّ «الجزائر تتوفّر على منشآت رياضية ذات جودة وبمقاييس عالمية، على غرار المركب الأولمبي ميلود هدفي لوهران يمكنها من استضافة أي منافسة قارية أو عالمية في مختلف الاختصاصات».
أولمبيـــــــــــــــــــاد باريـــــــــــــــــس 2024
اللّجنة الأولمبية الجزائرية تؤكّد مشاركة صيود ومجاهد
أكّدت اللّجنة الأولمبية الجزائرية تلقّيها مراسلة رسمية من الاتحاد العالمي للألعاب المائية بخصوص مشاركة السباحين جواد سيود ونسرين مجاهد، ضمن الألعاب الأولمبية المقرر بباريس من 26 جويلية إلى 11 أوت 2024، بالنظر لتواجد الثنائي ضمن قائمة أفضل السباحين من ناحية الترتيب عالميا.
نبيلة بوقرين
سيمثّل صيود السّباحة الجزائرية في سباق 200 متر متنوع رجال بعدما حقّق أفضل توقيت له في هذا الاختصاص في البطولة الفرنسية التي جرت مؤخرا، أين قطع المسافة في ظرف 1:59:98 دقيقة، والتي نال خلالها الميدالية البرونزية في واحدة من أقوى المواعيد المفتوحة المؤهلة للحدث الأولمبي، هذه النتيجة جعلت الاتحاد الدولي للرياضات المائية، والذي كان تحت تسمية الاتحاد الدولي للسباحة سابقا يوجه الدعوة لابن مدينة الجسور المعلقة من أجل تمثيل السباحة الجزائرية في الحدث الأولمبي.
يعتبر صيود من بين أفضل السباحين بالعودة للأرقام التي سبق له أن حققها منذ سنة 2022، حيث برز بشكل كبير في الألعاب المتوسطية التي احتضنتها مدينة وهران، ونال ثلاث ميداليات حينها ذهبية، فضية وبرونزية، كما واصل تألقه حيث حصد 11 ميدالية في البطولة الأفريقية التي جرت بتونس منها 7 فردية، وبالرغم من تراجع مستواه في الأشهر القليلة الماضية، إلا أنه عاد بقوة وحقق نتائج إيجابية خلال البطولة الأفريقية التي جرت بانغولا من 30 أفريل إلى 5 ماي 2024، والتي كانت فرصة لقائد قاطرة السباحة الجزائرية لتقييم مستواه الحقيقي، وتحقيق أرقام حافظ من خلالها على تواجده ضمن أفضل السباحين عالميا لأن المحطة تدخل ضمن رزنامة المواعيد المؤهلة للأولمبياد.بهذا فإنّ صيود أمام فرصة تأكيد جدارته بالتواجد في الحدث الأولمبي من خلال تشريف الراية الوطنية بتقديم أفضل ما لديه في الحوض، لتدارك الأمور والعودة للسكة الصحيحة مجدّدا بعدما تراجع بشكل كبير في الفترة الماضية إلى درجة أنه لم يتمكن من تحقيق الحد الأدنى ب، ولكن يبقى من بين الأسماء البارزة في عالم السباحة بالعودة للنتائج السابقة له في مختلف الاستحقاقات الدولية التي شارك فيها، ولهذا فإنّ الخبرة التي اكتسبها إضافة إلى أنه يحضر في فرنسا في ظروف جيدة ستجعله يرفع التحدي لتحقيق أفضل توقيت له في الأولمبياد الذي كان هدفه المباشر.
من جهتها، مجاهد نسرين التي تحصلت على دعوة الاتحاد الدولي للرياضات المائية ستكون حاضرة في الألعاب الأولمبية في سباق 100 متر حرة، بعدما تمكّنت من تحقيق أفضل توقيت سمح لها بالتواجد ضمن قائمة أفضل الأسماء عالميا، والذي سبق لها أن حققته في البطولة الأفريقية التي جرت مؤخرا بأنغولا بتوقيت 57:03 ثانية، وتفوّقت على مواطنتها آمال مليح ببعض الأجزاء من المائة لأنّ الأخيرة سبق لها أن عانت من إصابة أبعدتها لفترة طويلة، ورغم عودتها إلا أنها لم تتمكّن من تحقيق التوقيت الخاص بها.
ترجــــــــــــــــي مستغـــــــــــــــانم
شريف حجار رسميا مدرّبا جديدا للفريق
تعاقدت إدارة ترجي مستغانم مع المدرب شريف حجار لقيادة العارضة الفنية لفريقها الناشط في الرابطة الأولى لكرة القدم، حسبما علم من نادي غرب البلاد.
أوضح المصدر أنّ عقد التقني ابن عين تموشنت يمتد إلى غاية نهاية الموسم، مع اتفاق الطرفين على هدف تحقيق ‘’بقاء مريح’’ في الرابطة الأولى التي صعد إليها الترجي بعد 25 عاما من الانتظار، وذلك بفضل تتويجه بطلا لمجموعة وسط-غرب لبطولة الرابطة الثانية لموسم 2023-2024.
وأضاف أنّ المدرب حجار سيشرف بنفسه على عملية الانتدابات الصيفية، علما وأنّ تسجيل اللاعبين المنتمين إلى أندية النخبة انطلق الاثنين، وسيستمر إلى غاية 10 سبتمبر المقبل، أي قبل خمسة أيام عن الجولة الأولى لبطولة الموسم الجديد.
ويخلف المدرب الجديد لـ ‘’الحواتة’’ زميله رضا بن دريس، مهندس صعود الترجي إلى الرابطة المحترفة، بعد أن تراجع الأخير عن الاستمرار بمنصبه الذي استلمه قبل جولات قليلة عن نهاية مرحلة الذهاب، محقّقا مسيرة خالية من الخسارة في البطولة.
وقاد شريف حجار جمعية الشلف منذ منتصف الموسم الرياضي المنصرم 2023- 2024، حيث تمكّن من تجنيبه السقوط إلى الدرجة الثانية.
الرّابطــــــــــــة المحترفــــــــــــــــة
الحارس رحماني أوّل استقدامات مولودية وهران
أعلنت إدارة مولودية وهران عن انتداب حارس المرمى شمس الدين رحماني في أول صفقة يبرمها هذا النادي الناشط في بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم تزامنا مع افتتاح فترة الانتقالات الصيفية التي ستستمر إلى العاشر سبتمبر المقبل.
انضم رحماني إلى «الحمراوة» بعد أن فسخ عقده وديًا مع ناديه السابق، شبيبة القبائل، المنتمي هو الآخر إلى ساحة النخبة.ومن المرتقب أن تبرم إدارة المولودية، التي انتظر فريقها إلى غاية الجولة قبل الأخيرة من الموسم الحالي لضمان بقاءه في الرابطة الأولى، صفقة ثانية خلال الساعات المقبلة، ويتعلق الأمر بلاعب الوسط الهجومي لجمعية الشلف، جوبا عقيب في انتقال حر بعد انقضاء عقده مع ناديه السابق.وكان رئيس النادي الوهراني، شكيب غوماري، قد التزم في ختام النسخة السابقة من البطولة التي لعبت جولتها الأخيرة يوم 14 جوان الماضي، بتكوين «فريق تنافسي» تحسبا للموسم المقبل.
ومرّت المولودية، التي انتقلت ملكيتها إلى شركة «هيبروك» للنقل البحري للمحروقات في سبتمبر 2023، بفترة معقدة خلال السنوات الماضية، كادت خلالها أن تفقد مركزها في الدرجة الأولى، حيث يعود آخر لقب لها إلى عام 1996 عندما توجت بكأس الجزائر للمرة الرابعة في تاريخها.
من جهة أخرى، لا يزال الغموض يحيط بمستقبل المدرب يوسف بوزيدي مع «الحمراوة»، حيث لم تفصل إدارة النادي في مصير هذا التقني الذي تمّ تعيينه في منصبه شهر جانفي الماضي، وساهم بشكل كبير في إبقاء فريقه ضمن النخبة، علما أن عقده يمتد إلى غاية نهاية الموسم المقبل.
48 ساعـــــــة قبــــــــل نهائـــــــــي كــــــــــأس الجمهوريــــــــــة
بوميل وباكيتا يجهّــــزان أوراقهمــــا الرّابحـــــــــــــــــــــــة
ضبط المدرّبان باتريس بوميل وماركوس باكيتا آخر الروتوشات على تشكيلتهما 48 ساعة قبل نهائي كأس الجمهورية، حيث قام كل طرف بتجهيز أوراقه الرابحة التي يراهن عليها لكسب النهائي المرتقب، في الوقت الذي جهز فيه كل طرف أيضا خطة معاكسة للطرف الآخر من أجل ترجيح كفته خلال المباراة.
عمار حميسي
قام كل مدرب بتجهيز فريقه بالطريقة التي يريد من أجل الظهور بشكل جيد في النهائي، والأكثر من هذا كل طرف تعلّم من أخطائه خلال المواجهات السابقة التي جمعت الطرفين في البطولة، وهو الأمر الذي سيجعل من مواجهة النهائي مفتوحة على كل الاحتمالات لأنها ستعرف في النهاية فريق فائز.مدرب مولودية الجزائر باتريس بوميل اشتغل كثيرا مع لاعبيه خلال الحصص التدريبية الأخيرة على الكرات الثابتة التي يرى أنها سلاح مهم في النهائي، خاصة أنه يدرك أنه سيواجه فريق منظم من الناحية الدفاعية في ظل تواجد كل من كداد وحداد في محور الدفاع.بوميل تعلم من الأخطاء التي ارتكبها خلال مواجهتي الشباب في البطولة هذا الموسم، واللتان كانت نتيجتهما التعادل السلبي حيث نجح في السيطرة على وسط الميدان إلا أنه فشل من الناحية الهجومية، في صناعة فرص سانحة للتسجيل لهذا يحاول تغطية هذا العجز من خلال العمل بكثرة مع لاعبيه خلال الحصص التدريبية الأخيرة على كيفية تنفيذ الكرات الثابتة بإتقان.
لا يريد بوميل ترك أي شيء للصدفة، خاصة أنه يدرك أن النهائي يلعب على تفاصيل صغيرة هي التي ستصنع الفارق خلال المباراة، وبالتالي يريد استغلال فرصة تواجد لاعبين مميزين في الضربات الرأسية من أجل استغلال قوة ارتقائهم في الكرات الثابتة من أجل ترجيح كفة الفريق.
المدرّب ماركوس باكيتا هو الآخر اشتغل مع لاعبيه خلال الحصص التدريبية الأخيرة على كيفية استغلال الفرص السانحة، وتحويلها إلى أهداف خاصة أنه يدرك أن الفريق كان قريبا من تحقيق الانتصار خلال آخر مواجهة بين الطرفين، بعد أن صنع لاعبوه بعض الفرص الخطيرة خاصة خلال المرحلة الثانية لكنهم فشلوا في تسجيلها.
باكيتا يدرك أنّ المباراة النهائية تلعب على جزئيات، والأهم بالنسبة له هو الفوز بأي طريقة، وبالتالي لا يهم امتلاك الكرة بقدر ما يهم الفعالية والواقعية، والأهم هو تسجيل الأهداف، حيث تحدث مع لاعبيه حول هذا الأمر، مؤكدا لهم أن تضييع فرص من هذا النوع في النهائي أمر غير مقبول بالنسبة له.الكرة السريعة كانت أهم محاور المدرب باكيتا خلال التدريبات أيضا، حيث طلب من اللاعبين تفادي الاحتفاظ بالكرة بطريقة سلبية، وأكد لهم على ضرورة استعمال عامل السرعة في اللعب من خلال التقدم إلى الأمام، واللعب بطريقة عمودية ليكون الفريق أكثر خطورة.عودة بن غيث إلى التدريبات جاءت في الوقت المناسب، خاصة أنه اللاعب الذي سيكون عليه ثقل كبير في الوسط عندما يمتلك الفريق الكرة بسبب قدرته الكبيرة على التقدم نحو الأمام، ومنح الإضافة للهجوم، حيث سيكون هذا العامل مهما لترجيح كفة الفريق خلال النهائي، الذي سيحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة.
العامل النفسي كان من بين المحاور التي ركّز عليها كل من بوميل وباكيتا، خاصة هذا الأخير بما أنّ الفريق خسر النهائي خلال النسخة الماضية، وهو الأمر الذي جعله يحفز اللاعبين من أجل رد الاعتبار، وتعويض خسارة السنة الماضية من خلال الفوز بالنهائي الذي سيجري مساء الجمعة أمام مولودية الجزائر.
الوطني
وصلوا مطار «بودغن بن علي لطفي»
بشـــــــار.. عــــــودة أول فــــوج مــــــــــــــن الحجــــــــاج
حل الفوج الأول من حجاج ولاية بشار بمطار «بودغن بن علي لطفي» ببشار، عائدين من البقاع المقدسة بعد أدائهم مناسك الحج لموسم 1445 هجري- 2024 ميلادي.
كان في استقبال هذا الفوج، الذي ضم 248 حاجا وحاجة من مختلف بلديات ولاية بشار، مساء الاثنين، السلطات المحلية وممثلو مختلف القطاعات المعنية إلى جانب عائلاتهم وأقاربهم، حيث وفرت لهم كافة التسهيلات والشروط التنظيمية اللازمة من قبل المصالح المختصة لضمان راحتهم.
ويشتمل برنامج عودة حجاج ولايات الجنوب الغربي للبلاد على تنظيم ثلاث رحلات جوية، انطلاقا من البقاع المقدسة باتجاه نفس المطار، وذلك لنقل 600 حاج وحاجة، بحسب مسؤولي المديرية المحلية للشؤون الدينية والأوقاف.
حملت اســـــم المرحـــــــوم عبد الحق رفيق برارحي
باتنــــــة.. تخــــــرج أول دفعة للمدرسة العليا للطاقات المتجددة
تخرجت، أمس الثلاثاء، أول دفعة من المدرسة الوطنية العليا للطاقات المتجددة والبيئة والتنمية المستدامة الكائنة ببلدية فسديس بولاية باتنة، بإشراف رئيس الجهاز التنفيذي المحلي، محمد بن مالك.
ضمت الدفعة التي حملت اسم الدكتور الباحث المرحوم عبد الحق رفيق برارحي (1940-2018) ما مجموعه 47 طالبا تلقوا تكوينهم لمدة 4 سنوات في تخصصي «الطاقات المتجددة» و»هندسة الشبكات الصناعية والذكاء الاصطناعي».
وتخلل الحفل، الذي أقيم بالمناسبة، بحضور الطلبة وكذا الباحثين والأساتذة، توقيع اتفاقيات شراكة بين المدرسة وعدد من الشركات المختصة في ميدان الطاقات المتجددة بهدف تعزيز التعاون بين القطاعين العمومي والخاص.
وتم على هامش المبادرة، توقيع عقود عمل مباشرة مع 10 طلبة متفوقين من طرف هذه المؤسسات، إيمانا منها بكفاءة خريجي المدرسة وإمكاناتهم الواعدة للمساهمة بفعالية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقديم الإضافة في مجال التخصص بما يخدم الاقتصاد الوطني محليا ووطنيا، كما تم التصريح به بعين المكان.
وقدمت مديرة المدرسة الوطنية العليا للطاقات المتجددة والبيئة والتنمية المستدامة، البروفيسور ليلى مخناش، نبذة عن تطور هذا الصرح العلمي الذي افتتح خلال الموسم الجامعي 2020-2021 وتطرقت لواقع وآفاق التكوين وميادين البحث الجارية فيه.
وتضم المدرسة حاليا، وفق المتحدثة، 885 طالبا وطالبة من مختلف أنحاء الوطن يتلقون التكوين النظري والتطبيقي في 5 تخصصات هي (الطاقات المتجددة) و(هندسة الشبكات الصناعية والذكاء الإصطناعي) و(ميكرو إلكترونيك) و(تصميم الدارات الكهربائية) وكذا (الهيدروجين الأخضر)، الذي افتتح بمبادرة من المدرسة ضمن شبكة موضوعاتية تجمع بين 7 مؤسسات جامعية وطنيا.
في عمليتين لمفارز مشتركة للجيش ببرج باجي مختار وتمنراست
القبض على 5 إرهابيين واسترجاع أسلحة وذخيرة
تمكنت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي، في عمليتين منفصلتين، خلال الفترة ما بين 20 و23 جوان المنصرم بكل من برج باجي مختار وتمنراست (الناحية العسكرية السادسة)، من إلقاء القبض على خمسة إرهابيين واسترجاع كمية معتبرة من الأسلحة والذخيرة، بحسب ما أورده، أمس الثلاثاء، بيان لوزارة الدفاع الوطني.
أوضح المصدر، أنه «في إطار مكافحة الإرهاب وبفضل الاستغلال الأمثل للمعلومات، ألقت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي، في عمليتين منفصلتين خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 23 جوان 2024 بالقطاع العملياتي برج باجي مختار والقطاع العسكري تمنراست بالناحية العسكرية السادسة، القبض على خمسة إرهابيين».
وقد مكنت العملية الأولى على مستوى القطاع العسكري تمنراست، من توقيف أربعة إرهابيين. ويتعلق الأمر بكل من إين أجنة أحمد المدعو أحمد التارقي، فوغاس عبد الكريم المدعو بكة، أبرزولغ موسى المكنى مشقي وحاج عصمان بوجمعة المكنى جما».
وكان بحوزة الإرهابيين الذين ينتمون للجماعات الإرهابية النشطة في منطقة الساحل «رشاشين خفيفين من نوع FMPK، أربعة مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف، سلسلتي ذخيرة تحتوي على 139 طلقة عيار 54x7.62 مم وستة مخازن ذخيرة تحتوي على 148 طلقة عيار 39x7.62 مم».
أما العملية الثانية والتي نفذت على مستوى القطاع العملياتي برج باجي مختار، فقد سمحت بتوقيف «الإرهابي المبحوث عنه بربوشي معطا مولان»، يتابع نفس المصدر.
وتأتي هذه العمليات لتؤكد، مرة أخرى، على «فعالية المقاربة التي ينتهجها الجيش الوطني الشعبي وعلى الجهود المبذولة من طرف قواتنا المسلحة في الميدان قصد تطهير بلادنا من آفة الإرهاب وبسط الأمن والسكينة عبر كافة ربوع الوطن’’، مثلما أكده بيان وزارة الدفاع الوطني.
في إطار إحياء الذّكرى 62 لعيد الاستقلال
تلمســـــــان..تدشـــــين وتسميــــــــــة مرافــــــق
بأسمــــــــــــــــاء مجـــــاهــــــــديــــــــن وشهـــــــــــــــداء
تمّ أمس الثلاثاء بولاية تلمسان تدشين وتسمية عدة مرافق صحية بأسماء مجاهدين وشهداء بإشراف من رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي وحضور السلطات الولائية والأسرة الثورية، وذلك في إطار إحياء الذكرى 62 لعيد الاستقلال.
تم ببلدية السواحلية تدشين عيادة متعددة الخدمات، وتسميتها بإسم الإخوة الشهداء بلمختار حمزة وبشير ومسعود وإبراهيم وكذا ثلاث قاعات للعلاج تم تجهيزها من طرف الهلال الأحمر الجزائري الأولى بقرية «أولاد حمو» ببلدية السواحلية، وتسميتها باسم الشهيد «لحسن محمد» والثانية بقرية «البراك» بذات البلدية وتسميتها باسم المجاهد الراحل «عجرود أحمد» والثالثة بقرية «سلام» ببلدية باب العسة وتسميتها باسم المجاهد «محمد مرعاز».
كما تم تدشين مصلحة جديدة للجراحة الترميمية والتجميلية ومصلحة للإنعاش بمصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية بالمستشفى الجامعي لتلمسان.
وعلاوة على ذلك، تم ربط 65 مسكنا بقرية «زمور» ببلدية «تيانت» بشبكة توزيع الغاز الطبيعي من خلال إنجاز شبكة يقارب طولها 3 كيلومتر بتكلفة إجمالية قدرها 69 مليون دج.
جرى أيضا ضمن برنامج هذه الاحتفالية إطلاق ثلاث قوافل الأولى من تنظيم الهلال الأحمر الجزائري تحمل مساعدات للعائلات المعوزة، والثانية من تنظيم مديرية الصحة والسكان لإجراء فحوصات طبية مجانية للمواطنين بالمناطق النائية والثالثة من تنظيم مديريتي المجاهدين والثقافة لاكتشاف المناطق التاريخية والأثرية بولاية تلمسان.
وأكّدت ابتسام حملاوي للصحافة أن «الهلال الأحمر الجزائري يواصل عملياته التضامنية عبر الوطن، حيث قام بولاية تلمسان كما قالت بتجهيز ثلاث قاعات للعلاج بالمناطق النائية مع إطلاقه لقافلة تضامنية محملة بالمواد الغذائية لفائدة العائلات المعوزة بالولاية».
للإشارة، فإنّ برنامج الاحتفال بالذكرى 62 لعيدي الاستقلال والشباب المتواصل بولاية تلمسان يتضمّن تدشين عدة هياكل وربط سكنات بشبكة توزيع الغاز الطبيعي وتوزيع حصص سكنية.
وثيقة مرجعية لمبادئ السّلم والسّلام
دعوة لتكثيف الأبحاث حول بيان أول نوفمبر
ناقش مشاركون أمس، في الندوة العلمية الوطنية حول «نص بيان أول نوفمبر 1954، الدلالات والأبعاد القيمية»، بجامعة محمد بن احمد وهران 2، الوثيقة المرجعية التي غيرت تاريخ الشعب الجزائري ورسمت بدقة معالم ثورة التحرير الوطني، وخطط وإستراتيجية بناء الجزائر بعد تحقيق النصر على فرنسا الاستعمارية واسترجاع السيادة الوطنية.
حبيبة غريب
أكّد مشاركون في الندوة التي احتضنتها مكتبة كلية العلوم الاجتماعية، مجمع مراد سليم طالب، أهمية دراسة بيان أول نوفمبر 1954من عدة جوانب لما يحمله من دلالات قوية تطرقت إلى الإستراتيجية الثورية، والسياسة والاقتصاد والدبلوماسية كما حمل خطاب السلم والسلام والحوار مع الآخر دون أن يغفل الجانب الاجتماعي والثقافية ونشر الوعي والتحسيس. وهذا حسب المتدخّلين «دون لجوء مجموعة الستة الى استعمال كلمة «حرب» أو للاستفزاز أو العنف».
وتناولت الندوة العلمية من خلال المداخلات القيمة والنقاش الثري الذي أعقبها، قراءات مفتوحة متقاطعة لنص من منطلق العديد من الإشكاليات منها هل كان بيان أول نوفمبر 1954 مجرد إعلان حرب وتبرير لممارسة العنف المسلح؟ وما الأبعاد القيمية الاجتماعية والسياسية لثورة التحرير المباركة؟ وكيف ساهمت الثورة التحريرية في تفكيك النظرية الاستعمارية، وأرست دعائم قيم إنسانية للتحرر وكرامة الإنسان بما هو إنسان؟».
وينجر عن ذلك أنه لابد على المفكرين الباحثين اليوم، التعامل مع هذا النص التاريخي الحي بطرق مختلفة والحرص على دراسة كل الدلالات التي بحملها من الجانب التاريخية والفلسفي والاجتماعي..كونه النص الذي يستجيب لآفاق القراءات المفتوحة، ويجمع في إستراتيجيته الخطابية بين الإعلان وشحذ الهمم والإقناع والمحاججة..».
للإشارة، نظّمت الندوة من قبل وحدة البحث: علوم الإنسان للدراسات الفلسفية، الاجتماعية والإنسانية بالتعاون مع نادي إضاءات فكرية، وذلك بمناسبة الذكرى المزدوجة 62 لاستعادة السيادة الوطنية وعيد الشباب.
محور ملتقى وطني بالجزائر العاصمة
تضحيات الجسام قدّمها أطفال الجزائر لتحرير الوطن
شكّل موضوع «أعلام المقاومة الجزائرية: الأطفال المجاهدون نموذجا» محور ملتقى وطني نظم أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، وذلك بمناسبة الذكرى 62 للاحتفال بعيد الاستقلال والشباب.
خلال إشرافه على افتتاح أشغال هذا الملتقى بدار الإمام، بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، والمفوضة الوطنية للطفولة، مريم شرفي، أبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، «التضحيات الجسام التي قدمها أطفال الجزائر، على غرار باقي شرائح المجتمع إبان الثورة التحريرية، من أجل استرجاع الحرية والسيادة الوطنية».
وأشار إلى أن هذه «الشريحة البريئة من المجتمع اختارت أن تضحي بطفولتها من أجل المشاركة في الثورة التحريرية، إلى جانب أبطال هذه الأمة من المجاهدين والشهداء لاستشراف مستقبل أفضل».
وأضاف أن هذا اللقاء الذي يعرف مشاركة أساتذة، باحثين، ومختصين في التاريخ وكذا أئمة وأساتذة من المدارس القرآنية، سيسمح بالبحث في كيفية جمع المعلومات والمعارف التاريخية التي تتحدث عن أبطال الجزائر، لاسيما الأطفال منهم، وذلك حفاظا على تاريخ الأمة الثري والذاكرة الوطنية لفائدة الشباب والأجيال الصاعدة».
من جهته، ثمّن ربيقة تنظيم هذا الملتقى الذي يتطرق – كما قال – إلى «التضحيات الجسام التي قدمها أطفال الجزائر من أجل تحرير الوطن من الاحتلال»، مضيفا أن الجزائر «تتوفر على ثراء تاريخي مشرف».
واعتبر ربيقة في ذات السياق أنه «من واجب الجميع أن يساهم في تبليغ رسالة الأجداد والقيم النبيلة التي يعتز بها هذا الوطن، وجعل تاريخ الأمة مرجعية وطنية من خلال الحفاظ عليه وعلى الذاكرة الوطنية، ونقلهما إلى الجيل الصاعد وترسيخ لديه مبادئ التضحية في سبيل الوطن».
بدورها، أبرزت المفوضية الوطنية لحماية الطفولة «الدور الذي يمكن أن يلعبه الأطفال في بناء مستقبلهم».
ولفتت في هذا الإطار الى «المواقف التي تحلّى بها الأطفال إبان الثورة التحريرية بمشاركتهم إلى جانب المجاهدين في الكفاح المسلح من خلال نقل الرسائل ومتابعة تنقلات قوات الاحتلال الفرنسي وحمل السلاح أيضا»، مذكرة بالشهيد الطفل عمر الصغير الذي ترك مقاعد الدراسة لينضم إلى الثورة ويستشهد في سبيل تحرير الوطن.
بومرداس تحيي المناسبة بتدشين مرافق عمومية
الشّـــــــروع فــــــــي توزيـــــــــع 5 آلاف سكــــــن بمختلف الصّيـــــــــغ
انطلقت أمس بولايات بومرداس فعاليات الاحتفال بالذكرى 62 لاسترجاع السيادة الوطنية التي تستمر إلى غاية يوم الجمعة بتسطير برنامج من الأنشطة الثرية جمعت بين البعد التاريخي والمكاسب الاجتماعية لتحسين ظروف عيشة المواطنين، وتدعّمت عدة بلديات بمرافق عمومية ووضع حيز الخدمة لشبكة الغاز الطبيعي، فيما اخذ قطاع السكن حصة الأسد بمباشرة نشر قوائم المستفيدين والشروع في عملية توزيع 5 آلاف وحدة في مختلف الصيغ أهمها السكن العمومي الإيجاري وسكنات عدل الى جانب إعانات السكن الريفي.
بومرداس: ز – كمال
أشرفت والي ولاية بومرداس فوزية نعامة على انطلاق برنامج إحياء مناسبة عيدي الاستقلال والشباب لهذه السنة، حيث كانت البداية من اول محطة ببلدية لقاطة بوضع حيز الخدمة لشبكة الغاز الطبيعي لفائدة 2184 عائلة، وهو مشروع مسجل في إطار برنامج الصندوق الوطني للضمان والتضامن للجماعات المحلية وضم أحياء وقرى كدية العرايس، مندورة، غرمول، بن حمودة، بن باطة، مزرعة جيرمان، مراشدة وبن رافع على مسافة 91 كلم، وبغلاف مالي قدر بأزيد من 238 مليون دينار حسب مصادر مديرية توزيع الكهرباء والغاز لبومرداس.
وببلدية رأس جنات، وضعت والي الولاية حيز الخدمة لفرع مؤسسة مادينات للإشراف على عملية النظافة بأحياء وقرى البلدية وكذا شواطئ المدينة تزامنا وانطلاق موسم الاصطياف، مع تسمية ميناء الصيد باسم الشهيد محمد عصماني، وهذا قبل الإشراف على وضع حيز الخدمة لمركز التحويل الرئيسي للكهرباء 60/30 كيلوفولط بمنطقة تاقدامت ببلدية دلس مع تدشين وتسمية المجمع المدرسي نمط ج1 باسم المجاهد المتوفي محمد جوزي، والمجمع المدرسي الجديد بمدرسة حمود عشير بنفس الحي.
وضم برنامج الاحتفالية كذلك عملية تدشين وتسمية موقع 760 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار بالكرمة ببلدية بومرداس باسم المفكر مالك بن نبي، مع تدشين وتسمية المجمع المدرسي الجديد بنفس الحي باسم الشهيد قالمي امحمد، بالإضافة الى تدشين 200 وحدة سكنية بصيغة العمومي الإيجاري ببلدية بودواو، لتليها في الأخير عملية توزيع جزئي لمفاتيح السكنات المبرمجة خلال هذه المناسبة المقدرة بـ 5 آلاف وحدة وهذا على مراحل.
وقد ضمّت القائمة أزيد من 3352 وحدة في صيغة عدل بداية من موقع الكرمة الجاهز للتسليم، 144 وحدة سكنية في صيغة السكن التساهمي القديمة، وعدد هام من السكنات العمومية الإيجارية التي انتهت بها الأشغال في بعض البلديات منها 1200 مسكن ببلدية زموري، أغلبها موجهة للقضاء على الشاليهات، 225 وحدة ببلدية راس جنات تم نشر قوائم المستفيدين على مستوى دائرة برج منايل، 180 مسكن ببلدية الناصرية، ترحيل 42 عائلة ببلدية عمال و400 إعانة للسكن الريفي تضاف إلى مجموع السكنات التي وزعت منذ بداية السنة، كان آخرها توزيع 50 مسكنا اجتماعيا ببلدية بن شود، 198 وحدة ببلدية بودواو و68 وحدة ببلدية لقاطة.
ضـــــــرورة الحفاظ علـــــى الوحـــــدة الوطنيـــــة..ربيقـــــــة:
ذكرى الشّهداء والمجاهدين ستظل حيّة في ذاكرة الأجيال
^ الجزائــــــر اليـــــوم كسبـــــت رهانـــــات فـــــــــي كل الميـــاديـــــــن
أكّد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أنّ «ذكرى الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار ستظل حية وحاضرة في ذاكرة الأجيال»، مشددا على ضرورة الحفاظ على الذاكرة والوحدة الوطنية وتعميق الانتماء للوطن.
وأج / سهام – ب
قال ربيقة، في كلمة ألقاها في ندوة بعنوان «ملحمة شعب صنع تاريخ أمة»، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى 62 لعيد الاستقلال، إن «تضحيات الشهداء لن تزيدنا إلا عزيمة وإصرارا وقوة وتماسكا وتلاحما»، مضيفا أنه في «هذا اليوم الذي نعلي فيه من قيم التضحية والفداء وحب الوطن، نرفع آيات التكريم والعرفان والإجلال لشهدائنا الأخيار الذين سطروا بدمائهم ملحمة الكرامة والعزة».
وأشار إلى أنّ عيد الاستقلال هو»يوم تاريخي وتتويج رائع لملحمة الأمة» و»لجهاد ما يزيد عن قرن وربع القرن»، كما أنه «مشروع لمستقبل واعد ومعبر لآفاق تتجدد فيها الطموحات»، مشددا على أن الجزائر اليوم «تسير على نفس الدرب القويم، منتهجة مسارا جديدا، رفعت فيه التحديات وكسبت رهاناته في كل الميادين».
ولفت وزير المجاهدين، في هذا السياق، إلى «النتائج اللافتة التي تحققت على أصعدة عديدة، جسدتها القرارات السديدة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي طالما أكد على عقده العزم على المضي في الجزائر الجديدة إلى الغايات التي حددتها رسالة نوفمبر الخالدة، تعزيزا للسيادة الوطنية، والمواصلة في مشروع البناء الوطني استجابة لطموحات الشعب الجزائري».
ومن جهته، أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، أن ذكرى الاستقلال «يجب أن تبقى صفحة مضيئة ومنيرة في قلوب الأجيال»، مشيرا إلى أن الجزائر «بفضل إيمانها وإخلاصها وجهادها ووحدتها الدينية ستبقى أيضا قوة مضيئة».
وبدوره، قال الخبير في الشؤون الإستراتيجية، الدكتور أحمد ميزاب، في مداخلة حول «الحفاظ على ذاكرة الجزائر» أن الثورة التحريرية كانت «محطة مفصلية وأساسية في تحرير الأرض واسترجاع السيادة الوطنية»، معتبرا أن «الدور الحقيقي لثورة نوفمبر 1954 هو بناء وإثبات الذات، وجعل الجزائر دولة قوية متماسكة من خلال بناء المجتمع والمؤسسات والحضور القوي في الساحة الدولية والإقليمية والعربية»، مذكرا في هذا الإطار بالجهود الدبلوماسية للجزائر في إطار الوساطات وتسوية الأزمات والمشاركة في الحروب العربية ضد الكيان الصهيوني وكذا طرد نظام «الأبارتيد» وإثبات للقضية الفلسطينية.
من جهته، قال مدير المتحف الوطني للمجاهد، البروفيسور إلياس نايت قاسي، إن إحياء ذكرى استرجاع السيادة الوطنية تجديد العهد مع أولئك، الذين ضحوا عبر فجر التاريخ».
وقدّم عضو المجلس العلمي للمركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة اول نوفمبر 1954 الدكتور علال بيتور، في مداخلته قراءة في الدلالات الرمزية للخامس من جويلية 1962، قائلا «إن النصر صنعه رجال آمنوا بالجزائر».
وعلى هامش هذه الندوة، التي نظمتها وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى، بحضور ممثلين عن المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء والمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين والكشافة الإسلامية والأسلاك الأمنية، تم تنظيم معرض للكتب التي تؤرخ لأهم المحطات التاريخية لكفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، خاصة عبر الثورات الشعبية وثورة التحرير الوطني 1954، إلى جانب صور أرشيف تستحضر بعض الشخصيات الثورية والسياسية البارزة في تاريخ الجزائر.
كما تم أيضا بهذه المناسبة تخصيص مجموعة من إصدارات وزارة المجاهدين وذوي الحقوق لفائدة مكتبة المجلس الاسلامي الأعلى، وكذا عرض الومضة الإشهارية الرسمية التي سترافق الاحتفالات بالذكرى 62 لعيدي الاستقلال والشباب.
المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار..عمر ركاش:
تسجيل 249 مشروع سياحي على المنصّة الرّقمية للمستثمر
أكد المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، أمس الثلاثاء بمستغانم، تسجيل 249 مشروع استثماري خاص بالسياحة بمختلف فروعها على مستوى المنصة الرقمية للمستثمر.
أوضح ركاش في كلمته خلال الملتقى الوطني “وجهة الجزائر السياحية، تشجيع الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال”، أن الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار “سجلت إلى غاية 30 جوان الماضي 8.051 مشروع استثماري من بينها 249 مشروع يخص السياحة بمختلف فروعها ولاسيما المشاريع الفندقية (103 مشروع) ومراكز الترفيه (54) والمركبات السياحية وقرى العطل (29) وأخرى متعلقة بالتنزه في البحر”.
وذكر بأن “عدد الرغبات المعبر عنها من طرف المستثمرين، ومن بينهم أجانب لاسيما لإنجاز مؤسسات فندقية ومدن مائية وتوسعة لمراكز التنزه تؤكد أنّ السياحة من أكثر قطاعات النشاط جذبا للاستثمارات.”
وأردف ذات المسؤول قائلا “ينتظرنا عمل تنسيقي كبير مع قطاع السياحة لتدعيم الحظيرة السياحة بهياكل جديدة، خاصة مع الوكالة الوطنية للعقار السياحي لاستكمال المصادقة على مخططات التهيئة السياحية لمناطق التوسع السياحي المصنفة والتعجيل بعملية التهيئة وفقا برنامج مدروس”.
وفي هذا الصدد، أبرز المتحدث بأن “هذا الجهد يجب أن يركز على مناطق نموذجية (من بينها بومرداس ومستغانم) تعطي المثال وتصبح قاطرة القطاع السياحي الوطني، مع التركيز أيضا على تطهير حافظة العقار السياحي لاسترجاع الأوعية العقارية الممنوحة وغير المستغلة”.
وأضاف نفس المصدر أنه “في ظل غياب التهيئة وبالنظر إلى الطلب المعبر عنه لإنجاز مركبات سياحية كبيرة سيتم السماح للمتعاملين الاقتصاديين الذين يعبرون عن استعدادهم للتكفل بهده العملية متى كانت مشاريعهم كاملة وجاهزة، ولديهم القدرة المالية مع التزامهم بعدم اللجوء إلى الدولة واحترام بطاقة تقنية تتعلق بالمعايير العصرية للمشروع”.
وتمّ خلال هذا الملتقى الذي نظمته ولاية مستغانم وأشرف على افتتاحه وزير السياحة والصناعة التقليدية، مختار ديدوش، فتح قناتي حوار بين المستثمرين وحاملي المشاريع الاستثمارية ومختلف المسؤولين المركزيين والمحليين لاسيما بخصوص وضعية العقار السياحي وعمليات التهيئة والإجراءات القانونية للاستفادة من الامتياز والتسهيلات والتدابير المتعلقة بتمويل المشاريع السياحية.
تشجيع الابتكار في الصّناعة الصّيدلانية..متعاملون:
المؤسّسات مدعوة للانفتاح على المؤسّسات النّاشئة
أكّد المشاركون في يوم دراسي حول “الابتكار الصحي والصناعة الصيدلانية في الجزائر”، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، على أهمية انفتاح المؤسسات في هذا القطاع على المؤسسات الناشئة لتحفيز الابتكار وتحسين الخدمات الصحية.
اعتبر المتعاملون الاقتصاديون والمؤسسات الناشئة وإطارات من عدة وزارات معنية حضروا هذا الحدث، أن التطور التكنولوجي المتسارع والتعقيد المتزايد للأسواق “يفرضان على المؤسسات الانفتاح على المؤسسات الناشئة لتحفيز الابتكار، والعمل على إيجاد حلول للمشاكل المطروحة خصوصا في القطاع الصحي”.
في هذا السياق، أشار مدير سلسلة التتبع والبيانات الصيدلانية بوزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، مهدي عمروني، إلى أن الدائرة التي يمثلها تعمل منذ سنوات على إشراك مؤسسات ناشئة في مشاريعها، مؤكدا أنه خلال الأزمة الصحية “كوفيد-19”، تعاملت الوزارة مع مؤسسة ناشئة لإنشاء منصة “سلسلة التوريد” حول توفر الأدوية ضمن نظام يقظة في إطار الإجراءات المتخذة.
في ذات الخصوص، أكّد المتحدث أن نفس المؤسسة الناشئة قامت بتطوير منصة للوزارة لوضع نظام لنقل البيانات الصيدلانية وتحويلها.
كما أوضح عمروني أن المؤسسات الناشئة ترافق حاليا من خلال ابتكاراتها وحلولها الوزارة في جهودها لرقمنة القطاع وتعزيز الإنتاج الصيدلاني.
من جانبها، صرّحت الأمينة العامة لوزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة نسيمة أرحاب، أن القانون الجديد حول الأسواق العمومية يسهل على المؤسسات الناشئة التي تحصلت على وسم “لابل” المشاركة في المناقصات، ومن ثمة يشجع المؤسسات على الاستعانة بالمؤسسات الناشئة للترويج لخدماتها. في هذا الإطار، أبرزت المتدخلة دور المسرع العمومي “ألجيريا فانتور” في إقامة روابط وتوفير فرص ابتكار بين المؤسسات الناشئة والمؤسسات.
وفي مداخلتها بهذه المناسبة، اعتبرت مؤسسة منصة اليقظة الصيدلانية فرح بوراس أنّ “التعاون بين المؤسسات الناشئة والمؤسسات يفرض اليوم نفسه كمسعى مهم في استفادة المؤسسات من أفكار وتقنيات جديدة”، داعية إلى “تضافر الجهود” بين مختلف الفاعلين في هذا المجال لتسليط الضوء على الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الناشئة في تعزيز مختلف القطاعات وتحسين نوعية الخدمات”.
كما ناقش المشاركون في هذا اليوم الدراسي الذي نظمته الحاضنة الرقمية DZ HadinaTech، مواضيع ذات صلة بالذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي في مجال الصحة.
إصلاحات وإعادة تصنيف الناتج الداخلي الخام..فايد:
هــــذه أسبــــــــاب تحسّن تصنيف الجزائـر ضمـــــــــــــــــن الاقتصـــــــــــــــادات الدوليــــــــــة
^ تحسن الدخل الوطني للفرد من 3900 دولار إلى 4960 دولار
^ تعزيــــز الثقافــــة الماليــــة لتكــــريس الشفافية والشمــول المالي
^ لعقــــــــاب: دور كبـــــــير للصحفيــــــــــين في تبسيــــــــط المفــــــــــاهيم
تخرّجت الاثنين بالجزائر العاصمة الدفعة 11 لمحترفي السوق المالية، في دورة تكوينية منظمة من قبل لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بالتعاون مع معهد التكوين المصرفي.
جرت مراسم حفل تخرج الدفعة بحضور كل من وزير المالية، لعزيز فايد، ووزير الاتصال، محمد لعقاب، وكذا المدراء العامين للبنوك العمومية وشركات التأمين، بالإضافة إلى عدد من إطارات قطاع المالية.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكّد فايد أن “تخرج هذه الكوكبة المتميزة من الإطارات يمثل إنجازا هاما يضاف إلى مسيرة تطوير وتحديث السوق المالي بالجزائر، والذي يعد رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية المستدامة”.
وأشار الوزير إلى أنّ هذه الدفعة تتميز بمشاركة صحفيين “لأول مرة”، لافتا إلى أن ذلك يأتي في إطار “التزاماتنا الرامية إلى تعزيز الثقافة المالية كآلية تساهم في تحقيق الشمول المالي وتدعيم الشفافية”، مؤكدا أن “الصحفيين بإمكانهم لعب دور مهم كسفراء للتثقيف المالي”.
كما لفت إلى أنّ هذا التكوين يهدف إلى تعزيز مهارات المشاركين من إطارات البنوك وبنك الجزائر وقطاع التأمين، معتبرا أن “حضورهم اللافت يعكس الاهتمام المتنامي بالأسواق المالية والديناميكية التي تشهدها الجزائر”.
وذكر فايد بأهم الإنجازات المحققة في قطاع المالية، لاسيما منذ بداية السنة الجارية، و«التي أعلنها رئيس الجمهورية كسنة الإصلاح المالي والرقمنة”.
من جهته، أبرز لعقاب أهمية التكوين المستمر للصحفيين، مذكرا في هذا الإطار بالدورات التكوينية التي نظمتها وزارة الاتصال منذ صدور قانون الإعلام الجديد.
كما أكد على أهمية دور الصحفيين في تبسيط المفاهيم، لاسيما وأن بعض المصطلحات يصعب فهمها من قبل المواطنين، لافتا إلى ضرورة مواصلة لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها (كوسوب) تنظيم دورات تكوينية مماثلة لفائدة الصحفيين.
أما رئيس “كوسوب”، يوسف بوزنادة، فأكد في مداخلته أن هذه الدورة التكوينية عرفت نجاح 54 مشاركا من أصل 65 مسجلا، أي بنسبة نجاح قدرها 83 بالمائة، مشيرا إلى أن هذه الدورة تأتي في ظل التطورات الإيجابية التي يعرفها الاقتصاد الجزائري.
وفي هذا الإطار، أوضح بوزنادة أنّ “كوسوب” أطلقت هذه السنة بالتعاون مع معهد التكوين المصرفي، ثلاثة برامج تكوينية جديدة تشمل برنامج تنشيط نقاط البورصة، برنامج الامتثال في مجال الوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، وبرنامج التكوين في مجال نشاط مستشاري الاستثمار التساهمي.
وتطرق المدير العام لمعهد التكوين المصرفي، عثمان مالك، في مداخلته إلى أهمية الشراكة مع “كوسوب” التي تعود إلى سنة 2014، حيث حصل خلال العشر سنوات الماضية أزيد من 250 مترشحا على شهادة التأهيل للنشاط على مستوى السوق المالي.
وعرف حفل التخرج تسليم الشهادات لمتفوقي الدورة، مع تكريم المتخرجين الذين شكر ممثلهم، فريد بويحي، في كلمته المؤطرين وكذا كل من ساهم في تنظيم هذه الدورة التكوينية.
كما تمّ في ختام الحفل توقيع اتفاقية بين لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ومعهد التكوين المصرفي، بهدف إطلاق برنامج تدريبي حول مهام مستشار الاستثمار التساهمي.
يشيد بتحسّن تصنيف الاقتصاد الجزائري
وفي تصريح حول التصنيف السنوي للاقتصادات الذي يجريه البنك الدولي، أشاد فايد بتحسن تصنيف الجزائر “بطريقة ملموسة”، بفضل “تحسن الدخل الوطني الخام للفرد من 3900 دولار إلى 4960 دولار”.
كما اعتبر أن هذا “التحسن الملموس” في التصنيف راجع إلى “إعادة تأسيس الناتج الداخلي الخام، وكل الإصلاحات التي تمت في السنوات الأخيرة لتحسين الحوكمة بصفة عامة، لاسيما الحوكمة الاقتصادية والحوكمة المالية”.
وأبرز في هذا الإطار أهمية الإجراءات المتخذة لتحسين محيط الاستثمار والمحيط الاقتصادي، والتي ساهمت بدورها في تحسين تصنيف الجزائر.
وكانت وزارة المالية قد أعلنت الأحد في بيان لها أن الجزائر ستنتقل من “الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل” إلى “الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل”، حسب التصنيف السنوي للاقتصادات الذي يجريه البنك الدولي، والذي أعلن عنه أمس الثلاثاء.
بعد نجاح تجربة الجنوب الكبير في إنتاج هذه المادة
صـــــــوامع ومراكــــــــــز جواريــــــــــــــة لتأمــــــــــــــــين تخزيــــــــــن الحبــــــــــــوب
^ شرفــــة: مشـــــروع البليــــــــدة النّموذجــــــــي علــــــــى المستـــــــــــوى الــــــــوطني
أشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة، أمس، على وضع حجر الأساس لإنجاز صومعة تخزين الحبوب في بلدية العفرون بولاية البليدة، وذلك تنفيذا للمخطط الوطني لتطوير الشعب الإستراتيجية التي تضمن الأمن الغذائي للبلاد.
البليدة: أحمد حفاف
تبلغ الطاقة الاستيعابية لصومعة العفرون النموذجية تخزين مليون قنطار من الحبوب، وتتربع على مساحة قدرها 80 ألف متر مربع، وتتكون من 27 خلية، وتم إنجازها بمحاذاة خط السكة الحديدية وخارج المحيط العمراني، وستقوم الشركة الوطنية كوسيدار بإنشائها.
ويتضمن هذا المخطط إنجاز 30 صومعة بولايات متفرقة، بالإضافة إلى 350 مركز جواري للتخزين بكل الولايات، ويضاف إليها 16 منشأة في طور الإنجاز، وهذا لتأمين المنتوج الوطني من الحبوب فيما يخص التخزين، بحسب ما كشف عنه الوزير.
في هذا الصدد صرح شرفة: “يظهر مشروع الصومعة على أنه بسيط لكنه في الواقع صعبا وإنجاز خلية منه يعادل 14 طابقا سكنيا..الصومعة هي عبارة عن مصنع فهي لا تقوم بتخزين الحبوب فحسب بل تضعها في ظروف صحية جيدة”.
وأضاف قائلا: “كان من المفروض أن نبدأ بإطلاق مشروع البليدة أولا قبل صومعة ولاية معسكر أمس..ومشروع البليدة هو النموذجي على المستوى الوطني، وغير ممكن أن نتقدم في إنتاج الحبوب إلا بتواجد منشآت للتخزين”.
ولفت شرفة إلى أن بعض الولايات غير المنتجة للحبوب ستستفيد من هذه الصوامع 30 التي يستمر إطلاق مشاريعها حتى 10 جويلية الحالي بحسب تعبيره، مفيدا أن “البرنامج الوطني لا يتمثل في 30 صومعة فقط، بل هو هيكلي ومتكامل لأنه يتضمن إنجاز 350 مركز جواري للتخزين في كل ولايات الجزائر (بدأت أشغال انجاز عدد منها) سيكون المخزون متوفرا في كل القطر الوطني، ولدينا 16 مشروعا في طور الإنجاز، مما يسمح لنا برفع قدرة التخزين بنسبة 50 مليون قنطار من الحبوب (قدرات التخزين الحالية لا تتجاوز 40 مليون قنطار)”.
وقال شرفة إن منشآت التخزين المراد إنجازها سيخصص عدد منها لتخزين إنتاج الصحراء من الحبوب: “سنقوم بتخزين المنتوج الذي ننتجه في الصحراء بولايات إليزي، المنيعة، تقرت، ورقلة، أدرار وتيميمون وغيرها..لأن تجربة السنة الحالية في هذه الشعبة أعطت نتائج لا بأس بها والمردود كان مقبولا، حيث وصل إلى 80 مليون قنطار في الهكتار في بعض المناطق المزروعة، كما أن منتوج السنة الحالية يغطي الطلب الوطني بنسبة 80 بالمائة فيما يخص القمح الصلب”.
شراكــــــــــــــــــة دوليـــــــــــــــــــة
بالموازاة مع إطلاق مشاريع الصوامع، ستشرع الدولة في عملية مهمة بداية من السنة الحالية، وتدوم ثلاثة سنوات بحسب ما كشفه عنه وزير الفلاحة أمس، وتتمثل في استصلاح 500 ألف هكتار من الأراضي الصحراوية بهدف استغلالها في إنتاج الحبوب، ورفع قدرة الإنتاج الوطني لهذه المادة الإستراتيجية، وذلك بالشراكة مع مؤسسات دولية بينها إيطالية وقطرية.
كما يتضمّن المخطط الوطني لتطوير الفلاحة ترقية شعب أخرى مسجلة في برنامج الزراعات الإستراتيجية منها النباتات الزيتية، النباتات السكرية، البقول الجافة والبذور، ولهذا قام الوزير شرفة خلال جولته التفقدية لولاية البليدة، أمس، بتفقد مؤسسة خاصة في بلدية بني تامو متخصصة في إنتاج الشتلات بتقنية الأنسجة وباشرت مؤخرا تجربة إنتاج البذور.
وأشرف الوزير على تدشين وحدة إنتاجية متخصصة في الدجاج اللاحم في بلدية بن خليل، واستفادت هذه المؤسسة من رفع القيود والعراقيل عن المشاريع الاستثمارية التي أقرها رئيس الجمهورية منذ السنة الماضية، وعددها 160 مؤسسة على المستوى الوطني تنشط في المجال الفلاحي، ثم ختم جولته التفقدية بتدشين مقر جدي للصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي وسط مدينة البليدة، الذي يقدم خدمات تأمينية للفلاحين ويشجعهم على إقامة مشاريعهم الاستثمارية.
خلال اجتماع لثلاثة أحزاب بمقر «الأرندي».. ياحي:
ندوة وطنية لأحزاب ائتلاف الأغلبية يوم 13 جويلية
أعلن الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، مصطفى ياحي، أمس، عن تنظيم ندوة وطنية لأحزاب ائتلاف الأغلبية في 13 جويلية الجاري بالجزائر العاصمة.
محمد مغلاوي
ذكر ياحي في كلمته خلال اجتماع اللجنة المنبثقة عن ائتلاف الأغلبية البرلمانية، بمقر التجمع الوطني الديمقراطي ببن عكنون بالجزائر العاصمة، أن الندوة ستشرف عليها ثلاثة أحزاب هي التجمع الوطني الديمقراطي، جبهة التحرير الوطني وجبهة المستقبل.
وأشار ياحي، أن اجتماع اللجنة يدخل في إطار سلسلة اللقاءات التشاورية التنسيقية السابقة، يأتي في سياق سياسي تواجه فيه الجزائر تحديات كبرى تتطلب دعم الصف الوطني.
واعتبر الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أن اللقاء رسالة قوية تعكس حرص الأحزاب الوطنية على خدمة الشعب الجزائري نحو مستقبل واعد.
وجدد ياحي الدعوة لمناضلي التجمع الوطني الديمقراطي وكافة منتسبيه للتعبئة والانخراط في مسار الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومباشرة العمل الجواري للمشاركة بقوة في إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي المصيري.
وقال المتحدث، إنه على قناعة راسخة بأن ائتلاف الأغلبية يمثل قوة سياسية فاعلة ووازنة، تعكسها الانتخابات التي كانت ثمرة الإصلاحات العميقة التي باشرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وأوضح ياحي، أن من ثمار تلك الإصلاحات أنها أفرزت مناخا واقعا يتسم بالشفافية والديمقراطية وحرية التنافس، وفي خضم هذا المناخ تمت انتخابات اتسمت بالنزاهة عبرت عنها تلك النسب المئوية.
وأشار الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، إلى أن تلك الإصلاحات العميقة سمحت بفوز جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل بالأغلبية النسبية، فمن مجموع المنتخبين المحليين على المستوى الوطني حقق منتخبو تلك الأحزاب نسبة 56٪.
واعتبر ياحي، أنه ليس غريبا أن يوجد «الأرندي» إلى جانب مؤسسات الدولة، لاسيما رئاسة الجمهورية، مشيرا أنه منذ 2019 قررت أربعة أحزاب أن تكون في صف الرئيس تبون من أجل تجسيد البرنامج، مؤكدا أن هذه الشراكات السياسية لا تلغي مسؤولية الأحزاب.
وفي السياق ذاته ذكر المتحدث، أنه بعد تحقيق تلك الأحزاب الأغلبية في الاستحقاق الانتخابي السابق، اختارت وفق مسؤولياتها التشاور واللقاء لتقاسم التجارب والخبرات والأعباء، والاحتكاك بين الكفاءات، خاصة أن الجزائر مقبلة على محطات مفصلية.
وقال ياحي، إن أحزاب الأغلبية اختارت أن تكون بجنب الرئيس تبون طيلة عهدته تحت هيكل تنظيمي، واليوم مع نهاية العهدة فضلت الالتقاء لمعرفة نقاط القوة وتصحيح نقاط الضعف، وكل الأبواب مفتوحة للالتحاق، لأن الجزائر يبنيها ويحميها الجميع.
معترف به على المستوى العالمي.. نائب رئيس البنك الدولي:
اقتصاد الجـــــــزائر.. النمــــــــــــــوذج النــــــــاجح
الجزائر فاعل مهم بفضل استقرارها الجيوسياسي والديناميكية الاقتصادية
تحســــــن التصنيـــــــــف الجزائـــــــــــري يستحق المشـــــــاركـــة مع الدول الأخرى في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط
مستعدون لوضع أدوات الدعم التقني تحت تصرفكم بما يتوافق مع الأولويات الوطنية
هنأ نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، أوسمان ديون، الجزائر نظير أدائها الاقتصادي الذي مكنها من تحسين مركزها ضمن تصنيف البنك الدولي، واصفا إياها بـ «النموذج الناجح» المعترف به على المستوى الدولي، حسبما أفاد به، أمس الثلاثاء، بيان لوزارة المالية.
أوضح ديون خلال استقباله من طرف وزير المالية، لعزيز فايد، أن «هذا اللقاء شكل فرصة لمناقشة رؤى الطرفين في مجال التنمية الاقتصادية، في ظل سياق عالمي تميزه أزمات متعددة الأشكال».
في هذا السياق، هنأ نائب رئيس البنك العالمي الجزائر نظير «الأداء الذي حققته والمعترف به من طرف المؤسسة الدولية للتنمية»، والتي مكنت مؤخرا من تحسن تصنيف الجزائر، حيث وصفها بـ «النموذج الناجح الذي يستحق المشاركة مع الدول الأخرى في افريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا».
وبالمناسبة، أبرز ديون «امكانيات الجزائر بوصفها فاعلا مهما في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بفضل استقرارها الجيوسياسي والديناميكية الاقتصادية التي تشهدها وموردها البشري وشبابها وموقعها الجغرافي وارتباطها الإقليمي وكذا امكاناتها كمحور لوجيستي، فضلا عن ولوجها الى الأسواق الأوروبية، الإفريقية والعربية».
وبخصوص علاقات التعاون بين الجزائر والبنك الدولي، أعرب ذات المتحدث عن «الإرادة القوية التي تحذو البنك قصد اعطاء نفس جديد لهذه العلاقة، والأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات التي عبر عنها السيد فايد من أجل تعزيز التعاون، لا سيما في مجالات تبادل المعارف وتعزيز القدرات والدعم التقني».
كما أعرب عن استعداد مؤسسته لتوسيع وتعميق هذه الشراكة مع الجزائر، من خلال وضع مجموعة واسعة من أدوات الدعم التقني والنصائح، تحت تصرفها، بما يتوافق مع الأولويات الوطنية.
من جهة أخرى، قدم السيد ديون عرضا حول التقدم المحرز في العملية التي أطلقها البنك الدولي والتي تهدف الى ضمان تطوره وتكيفه مع التحديات المعاصرة.
في هذا السياق، تشارك ديون مع وزير المالية رؤيته وخطة عمله من أجل دعم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمواجهة التحديات التي تواجهها، يضيف البيان.
من جهته، عرض فايد لنائب رئيس البنك الدولي «المسار الذي اتبعته الجزائر من أجل تحقيق تنمية مستدامة وشاملة، مسترشدة بأهداف واقعية مندرجة في اطار خطة عمل الحكومة ومنبثقة من الالتزامات الرئاسية ال54».
كما أضاف الوزير أن هذا المسار قد سمح للجزائر بتبني برنامج طموح يتضمن إصلاحات هيكلية في مجالات مهمة وكذا إعادة النظر في بعض النصوص الأساسية من ترسانتها القانونية التي تحكم بيئة الأعمال.
رئيس حركة البناء الوطني.. عبد القادر بن قرينــــــة:
دعم جهـــــــود استكمـــــــــال بنــــــــــاء الجـــزائــــــــــر الجــديــــــــــــــــدة
أكد رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، بتمنراست، وقوف الحركة مع خيار دعم جهود استكمال بناء الجزائر الجديدة، خلال الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في 7 سبتمبر المقبل.
في كلمة له، خلال تجمع شعبي للحركة، مساء الاثنين، بولاية تمنراست، قال بن قرينة إن «خطوات الدولة الجريئة طيلة السنوات الماضية رغم كل محاولات العرقلة التي تباشرها بعض الأجندات الحاسدة للجزائر والحاقدة على شعبها، يجعلنا أمام اختيار واضح في الانتخابات الرئاسية القادمة وهو دعم جهود استكمال مشروع بناء الجزائر الجديدة».
وبالمناسبة، دعا المواطنين إلى «الإقبال بقوة على صناديق الاقتراع، لبناء جزائر تحقق طموح الأجيال الجديدة»، مشيرا إلى أهمية استذكار قيم التلاحم لتحقيق الشرعية الشعبية، والسيادة وكذا وحدة القرار الوطني.
كما جدد بن قرينة الدعوة لبناء «حزام وطني من أجل الجزائر تنصهر فيه كل خصوصياتنا الحزبية والسياسية لصالح الجزائر وحدها».
وفي سياق تطرقه إلى التحديات الإقليمية، أبرز أن الجزائر تقع عليها «واجبات كبيرة تجاه الإقليم والجوار، انطلاقا من مبادئها القائمة على الوفاء لقيم التحرر»، مضيفا «أن الجزائر دولة قادرة على قيادة التنمية الإقليمية في الجوار الإفريقي».
فيما تعلق بتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة، جدد التأكيد على الوقوف الدائم مع الشعوب المظلومة، على رأسها الشعب الفلسطيني الذي يعاني «سياسات همجية وحرب إبادة في أحياء غزة ورفح».
دشن حاضنة المؤسسات الناشئة بورڤلة.. المهدي وليد:
آفــــــــــــــاق جــــديـــــــــــــــــدة لكـــل حاملـــــــــــــــــي المشــاريــــــــــــــــــــع
كشف وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة ياسين المهدي وليد، عن إنشاء الفرع الجهوي للصندوق الجزائري للمؤسسات الناشئة على مستوى ولاية ورقلة، مؤكدا أن القطاع يعمل على توفير كل آليات التمويل والمرافقة الكفيلة بتغطية كل مشاريع المقاولاتية، مهما كانت طبيعتها وصفة المقاول، وذلك من أجل مواكبة الحركية الكبيرة التي تشهدها ولاية ورقلة فيما يخص هذا القطاع.
ورڤلة: إيمان كافي
ذكر وزير اقتصاد المعرفة في كلمة ألقاها، أمس، خلال افتتاحه الصالون الجهوي للنشاطات المصغرة بولاية ورقلة لمنتوجات نشاطات القرض المصغر، أن ولاية ورقلة سجلت في المجال المقاولاتي، خلال 2020 إلى 2024 تمويل 552 مؤسسة مصغرة من طرف وكالة دعم وتنمية المقاولاتية، كما مولت وكالة تسيير القرض المصغر 3500 قرض لشراء المواد الأولية و520 مشروع مصغر، معتبرا أن هناك تزايدا كبيرا في نشاط الوكالتين، مع مراعاة النوعية والمعايير الاقتصادية.
واعتبر أنه منذ إطلاق برنامج المقاول الذاتي، انخرط عدد كبير من شباب ولاية ورقلة في هذا النظام الجديد، حيث بلغ تعدادهم 107 مقاولين ذاتيين سجلوا وتحصلوا على بطاقة المقاول الذاتي، مضيفا أن الوزارة عملت على التعاون مع عدد من الفروع البنكية على مستوى ولاية ورقلة لتقديم تسهيلات أكبر للمستفيدين من أجل الحصول على حسابات بنكية.
وأشار الوزير، إلى أن 18 مؤسسة ناشئة تحصلت على وسم لابل و3 حاضنات أعمال، من بينها حاضنة المؤسسات الناشئة التي تم إنشاؤها مع شريك اقتصادي ومراكز تنمية المقاولاتية على مستوى جامعة ورقلة وحاليا 16 مشروعا مصغرا قيد التكوين وخلال الأيام القادمة، ستحظى هذه المشاريع بالتمويل، بحسب ما ذكره.
وأكد هنا «هدفنا هو فتح آفاق جديدة لكل حاملي المشاريع وكل من يطمحون في استحداث مناصب شغل وخلق الثروة على المستوى المحلي وتمكينهم من الحصول على المرافقة، وبهذا الصدد عملنا على اتخاذ عدد من التدابير، منها تنظيم صالونات على المستوى الوطني والجهوي، بالإضافة على إنشاء أسواق دائمة على مستوى عدد من الولايات حتى يكون لأصحاب المشاريع فرصة لتسويق منتوجاتهم». مضيفا، أنه وعملا على دعم هذه الطاقات تم إطلاق برنامج تمكين الذي سيمكن أصحاب المشاريع من الاستفادة من تكوينات ومرافقة نوعية.
من جانبها، أكدت المديرة العامة للوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر سعاد بن جميل، أن إطلاق برنامج تمكين الذي يتمحور حول تحسيس وتنشيط ومرافقة الأشخاص الذين يواجهون تحديات اجتماعية عبر كل ربوع الوطن، يهدف إلى نشر وتعميم المعلومات الأساسية لخلق نشاط مصغر عن طريق المرافقة الجوارية.
استقبل نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة «مينا»..عرقاب:
دور حيوي للجزائر في أمن الطاقة العالمي وموثوقية في تصدير الغاز
استقبل وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أمس الثلاثاء، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)، عصمان ديون، والوفد المرافق له، حيث تطرق الطرفان الى سبل تعزيز التعاون الثنائي من خلال تبادل الخبرات والدعم التقني في المشاريع المتعلقة بتطوير الطاقات المتجددة وقطاع الطاقة والمناجم، حسبما أفاد بيان للوزارة.
وخلال هذا اللقاء، الذي جرى بمقر الوزارة، بحضور إطاراتها، ناقش الجانبان «إمكانيات التعاون بين الجزائر والبنك الدولي، لاسيما فيما يتعلق بتبادل الخبرات والدعم التقني في المشاريع الجارية والمستقبلية، خاصة ما تعلق بتطوير الطاقات المتجددة ومجهودات الجزائر في التقليل من الانبعاثات وكذا مشاريع قطاع الطاقة والمناجم بصفة عامة»، يضيف نفس المصدر.
وبهذه المناسبة، قدم عرقاب «نبذة عن أهم محاور السياسة الطاقوية للجزائر ومختلف برامج تطوير القطاع، وعلى الخصوص المحروقات والبنى التحتية المتعلقة بها والكهرباء والطاقات الجديدة والمتجددة وتطوير الهيدروجين، وكذا استراتيجية تطوير القطاع المنجمي واستغلال الموارد المعدنية».
كما أشار عرقاب إلى البرنامج الوطني لتحلية مياه البحر والمشاريع المسطرة لتعزيز النمو الاقتصادي وتنويعه والدور الذي يلعبه قطاع الطاقة والمناجم في العديد من الجوانب، من تلبية الحاجيات الوطنية من الطاقة (كهرباء، غاز ومواد بترولية) وكذا العمل على تأمين التغطية الطاقوية في البلاد على الأمد الطويل، من خلال مشاريع كبرى في مجال إنتاج ونقل الكهرباء، حسب البيان.
في نفس السياق، ذكر الوزير بمساهمة الجزائر في أمن الطاقة العالمي وخاصة على المستويين الجهوي والإفريقي، ولاسيما من حيث الانتظام والاستقرار والموثوقية في مجال تصدير الغاز، من خلال مشاريع زيادة قدرات الإنتاج وتطوير الصناعات التحويلية للمحروقات، على غرار تطوير البتروكيماويات والرفع من نسب الاسترجاع والتقليل من الانبعاثات واحتجاز الكربون في إطار خفض البصمة الكربونية في صناعة البترول والغاز.
علاوة على ذلك، عرض عرقاب خطط تطوير القطاع المنجمي وتحويل الموارد المعدنية محليا من خلال المشاريع المنجمية المهيكلة التي أطلقها القطاع كمشروع تطوير منجم الحديد بغارا جبيلات، ومشروع الفوسفات المتكامل وكذا مشروع استغلال الزنك والرصاص وغيرها من مشاريع استغلال الموارد المنجمية للحصول على مواد أولية تدخل في مختلف الصناعات التحويلية المحلية والتي كانت تستورد من الخارج، بالإضافة الى مختلف مشاريع القطاع من أجل تحقيق انتقال طاقوي سلس عبر تطوير الطاقات الجديدة والمتجددة في الجزائر.
من جانبه، أعرب عصمان ديون عن ارتياحه لهذه المقابلة التي أتاحت له التعرف على آفاق تطوير قطاع الطاقة والمناجم في الجزائر، لاسيما فيما يتعلق بتنويع مصادر الطاقة وكذا مختلف البرامج التطويرية لهذا القطاع، على غرار النسبة جد الكبيرة في مجال التغطية الكهربائية بالجزائر والتي بلغت 99٪ و70٪ بالنسبة للغاز.
كما نوه مسؤول البنك العالمي «بكل هذه النتائج الإيجابية التي حققتها الجزائر في العديد من المجالات». وعبر عن «استعداد البنك الدولي لتكثيف التعاون والمبادلات مع الجزائر وخاصة في مجال تطوير الطاقات المتجددة، من خلال تكوين فريق عمل يتكفل بدراسة فرص تطوير طاقة الرياح بالجزائر»، وفقا للبيان.
وزير الصحة يستقبل سفير جمهورية مصر
الجزائر – القاهرة..الرقي بمستوى علاقات التعاون والشراكة
استقبل وزير الصحة عبد الحق سايحي، سفير جمهورية مصر لدى الجزائر، مختار جميل توفيق وريدة، حيث تم استعراض علاقات التعاون والشراكة بين البلدين وآفاق تعزيزها، حسب ما أفاد، أمس الثلاثاء، بيان لذات الوزارة.
شكل اللقاء الذي جرى، أمس الاثنين، «فرصة سانحة للإشادة بجودة العلاقات الثنائية وكذا تبادل الآراء ووجهات النظر حول عديد القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع استعراض علاقات التعاون والشراكة بين البلدين وآفاق تعزيزها».
وبالمناسبة، أكد السفير المصري «حرص حكومة بلاده على الرقي بمستوى علاقات التعاون والشراكة مع الجزائر، خاصة في المجال الصحي والسياحة العلاجية وإدارة المرافق الصحية».
كما سلم السفير دعوة الى وزير الصحة من نظيره المصري، خالد عبد الغفار، للمشاركة في فعاليات المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية المزمع انعقاده شهر أكتوبر القادم، وفقا لذات البيان.
من جهته، أشار سايحي الى أن علاقات التعاون بين الجزائر ومصر «تقوم على التعاون المشترك لصالح البلدين، من خلال بذل جهود لإزالة العقبات ومواجهة التحديات التي تواجههما»، معربا عن أمله في «الوصول إلى إنشاء الوكالة العربية للدواء»، وهو المشروع الذي سيكون -كما قال- «مكسبا لكل الدول العربية لضمان الأمن الدوائي».
وفي الأخير، اتفق الطرفان على «مواصلة العمل التنسيقي للدفع بالعلاقات الثنائية إلى أرقى المستويات».
رئيس الجمهورية يهنئ نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني:
حرص دائم للتشاور والتنسيق لتعزيز وشائج الأخوّة وتدعيم التعاون
^ أخلــــص التهانـــــــــــــــي وأطـيـــــــــــب التبريكــــــــــــات بمنـــــاسبــــــــــــة إعــــــــــــــادة انتخــــابكــــــــم
^ الرفع من شراكتنا الإستراتيجية خدمة لمصالحنا المشتركة وتحقيق تطلعات شعوبنا
بعث رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، برسالة تهنئة إلى أخيه محمد ولد الشيخ الغزواني بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، أعرب له فيها عن حرصه الدائم للتشاور والتنسيق من أجل تعزيز وشائج الأخوة وتدعيم التعاون القائم بين البلدين.
وجاء في رسالة التهنئة: «فخامة الرئيس وأخي العزيز، يسعدني أن أعرب لفخامتكم بمناسبة إعادة انتخابكم رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة لولاية ثانية، عن أخلص التهاني وأطيب التبريكات، متمنيا لكم تمام التوفيق وكامل السداد في أداء مهامكم السامية بعدما حظيتم بثقة الشعب الموريتاني الشقيق المتجددة في شخصكم الكريم لقيادة البلاد ومواصلة مسيرة النمو والتطور تحت حكمكم الرشيد، لما فيه خير ورفعة موريتانيا الشقيقة وأمنها واستقرارها».
وأضاف قائلا: «وأغتنم هذه السانحة لأجدد لفخامتكم قناعتنا الراسخة وحرصنا الدائم للتشاور والتنسيق من أجل تعزيز وشائج الأخوة وتدعيم التعاون القائم بين بلدينا والرفع من شراكتنا الإستراتيجية وتوسيعها خدمة لمصالحنا المشتركة ومساهمة في تحقيق تطلعات شعوبنا في المنطقة المغاربية وفي الساحل، إلى المزيد من التضامن والتكامل في كنف الأمن والاستقرار».
وخلص رئيس الجمهورية إلى القول: «وإذ أجدد لكم خالص تهاني الأخوية وتمنياتي الصادقة لكم بالنجاح والسداد، تفضلوا فخامة الرئيس وأخي العزيز، بقبول أسمى عبارات التقدير والمودة’’.
منتدي الشعب
على المقاس..
أمين بلعمري
كشفت حرب الإبادة في غزة أنّ الغرب يتصرّف مع حقوق الإنسان بسرعتين مختلفتين ومعيارين مزدوجين، وهذا وفق ما تمليه مصالحه وفقط، أما ما عدا ذلك فهي مجرد شعارات موجهة للاستهلاك داخليا والمساومة والابتزاز خارجيا.
فكم من حكومات تم إسقاطها وشعوب وجدت نفسها في مخيمات اللجوء يقتاتون فيها على الإعانات، وكل كان بدعوى حماية حقوقهم تحت عنوان (حق التدخل الإنساني) الذي اخترعه برنار وكوشنر وروج له برنار ليفي، الذي لم نسمع له صوتا ولا لغيره، من الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على حقوق الإنسان والشعوب، حول الإبادة الممنهجة للشعب الفلسطيني على يد كيان اقترف جرائم أصبحت تحتاج لتفسيرها الى تكييف اتفاقية جنيف لإيجاد مصوغ قانوني لها، ورغم كل هذا ما زالت الدول الغربية تعتبر أن (إسرائيل) تدافع عن نفسها؟!
التقارير التي تصدر عن وضع حقوق الإنسان في الجزائر هي الأخرى مغرضة ولا تعكس الحقيقة، كما لا يعكس صمت أصحابها فظاعة الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان والحيوان والشجر والحجر في فلسطين المحتلة، أم أن حقوق الإنسان عندهم بدلة على المقاس يفصلونها كيف يشاؤون ثم يلبسونها للمجرم، فيصبح حملا وديعا يدافع عن نفسه من بطش الأطفال والنساء؟!
ملـــف حقـــوق الإنسـان
الجزائر تعمل على فضح ازدواجية المعايير الغربية
^ مبادئ السياسة الخارجية الجزائرية وثباتهــــــــا جعلهـــــــا ركــــــــــيزة أساسيـــــــــة
^ ما تقوم بــه الجزائـــر حاليًا بمجلـــس الأمن هو تحدّ للفكر الغــربي وفضحــه
أكّد البروفيسور عبد المجيد زعلاني، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن الجزائر تسعى بشكل جاد إلى فضح ازدواجية المعايير في السياسة الغربية المتعلقة بحقوق الإنسان وتطويعها، خاصة في تعاملها مع القضايا الدولية مثل القضية الفلسطينية.
أوضح أن الجزائر تعمل على تحقيق ذلك من خلال دورها الفعال في مجلس الأمن والمجلس العالمي لحقوق الإنسان. وأضاف أن وضوح مبادئ السياسة الخارجية الجزائرية وثباتها جعلها ركيزة أساسية لهذا المسعى.
علاوة على ذلك، أشار البروفيسور زعلاني إلى أن الممارسات الغربية لها جذور تاريخية ترتبط بالقانون الدولي التقليدي، الذي وُضع في البداية لتبرير الاستعمار الهولندي لإندونيسيا ومن ثم لتبرير الاستعمار لبقية الشعوب.
وأضاف أن ما تقوم به الجزائر حاليًا في مجلس الأمن هو تحدي للفكر الغربي وفضحه، ورغم صعوبة مواجهة وتطويع أمريكا، نجحت الجزائر في الحصول على 13 صوتًا من أصل 15 في مجلس الأمن رغم استخدام حق الفيتو.
كما أن قرار محكمة العدل الدولية بتجريم الكيان الصهيوني يُعد انتصارًا تاريخيًا لجهود الجزائر والدول الصديقة في دعم القضايا العادلة. ورغم محاولة البعض التقليل من أهمية هذا القرار، فإنه يُمثل بداية لمسار جديد في التعامل مع القضايا الدولية، خاصة تلك المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان.
وتتبنّى الجزائر نهجًا جديدًا وغير مسبوق في العلاقات الدولية بهدف تطويع القانون الدولي التقليدي، وإنشاء نظام دولي جديد يحمي حقوق الإنسان في جميع الدول بشكل عادل ومتساو بدون أي تمييز.
وقد شكّلت الجهود الجزائرية صدى عالميًا لدعم المقاومة الفلسطينية، وحقها في الدفاع عن الأرض، وهو حق طبيعي لا يمكن تجريمه أو سلبه.
وفيما يخص الجزائر، أكّد البروفيسور زعلاني أنّ الجزائر تلتزم بصون حقوق الإنسان وفق مبادئ واضحة ترتكز على الحقيقة والشفافية والعمل الجاد، وتسعى لتحقيق الدقة والوضوح وحسن النية في كل خطواتها.
علي مجالدي
مشروع قانون جديد لانتخاب أعضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان
الجزائـــــــــر بلغــــــــت مراحـــــــل متقدّمـــــة فــــي استقلاليــــــــة القضــــــاء
أكّد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان البروفيسور عبد المجيد زعلاني، أمس، في منتدى “الشعب” بالجزائر العاصمة، أنّ الجزائر بلغت مراحل متقدمة في استقلالية القضاء، كما تطرّق إلى عدد من المحاور التي تضمنها تقرير المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحق التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، كليمون نياليتزوسي فول، فيما تعلق بجنحة الرأي وعقوبة الإعدام وكذا انتخاب أعضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
آسيا قبلي
قال رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، عبد المجيد زعلاني، إن استقلالية القضاء في الجزائر بلغت مراحل متقدمة، وأضاف أن ما يضمن استقلال القضاء بالإضافة إلى رئيس الجمهورية باعتباره القاضي الأول في البلاد هو مجموعة من القضاة المنتخبين بعدد 18 قاضيا من 27 عضوا، ويقع عليهم ضمان استقلال القضاء.وفي تعليق على ما تضمنه تقرير المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحق التجمع السلمي وتكوين الجمعيات كليمون نياليتزوسي فول، بخصوص جنح الرأي، قال إن حرية التعبير التي تمس وحدة واستقرار البلاد لا تعتبر حرية رأي، وقد يجرم صاحبها وقد يمر أمام القضاء.
وفي تعليق على ما تضمنه تقرير المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحق التجمع السلمي وتكوين الجمعيات كليمون نياليتزوسي فول، بخصوص جنح الرأي، قال إن حرية التعبير التي تمس وحدة واستقرار البلاد لا تعتبر حرية رأي، وقد يجرم صاحبها وقد يمر أمام القضاء.
وأشار في مثال، إلى أولئك الذين رفعوا شعارات المرحلة الانتقالية خلال فترة الحراك، وباستفتاء الشعب الجزائري على الدستور الجديد لسنة 2020، يكون قد قطع الطريق على مرحلة الفوضى، خاصة وأن من نادوا بها لم يعطوا بديلا واضحا للإطار الدستوري، وكان من الضروري البقاء في الإطار الدستوري ثم إحداث إصلاحات وتعديلات في إطاره لتفادي الوقوع في فوضى لا احد يعلم منتهاها، وبالتالي قال إنه بعد الاستفتاء أصبح كل من ينادي بالمرحلة الانتقالية يشوش على الدستور، وقد يمس بالاستقرار وبوحدة البلاد وقد يعيد النظر في كل شيء، ومن ثم قد يجنح فعله ويجرم ويمر أمام القانون.
من جهة أخرى، أكّد زعلاني أن الجزائر بلغت مراحل متقدمة جدا في مجال توقيف تنفيذ عقوبة الإعدام، بما يتوافق والعهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية للعام 1966، الذي ينص في مواده على تقليص عقوبة الإعدام وحصرها في الجرائم الكبرى.
وفي جواب عن سؤال المتفاعلين مع البث المباشر على موقع “فيسبوك”، يتعلق بانتخاب أعضاء المجلس من بين الأساتذة الجامعيين، قال المتحدث إنه مقترح قابل للنقاش والأخذ بعين الاعتبار، خاصة وأن المجلس مقبل على مشروع قانون بهذا الخصوص، وأن الشرط الوحيد في أعضاء المجلس ألا يكونوا من النواب البرلمانيين، لأنهم وحسب مبادئ باريس ليسوا حياديين وينتمون إلى أحزاب سياسية، أو جعلهم أعضاء دون أن يكون لهم حق التصويت.
الجزائر الجديدة تقوم على تطبيق واحترام سيادة القانون.. زعلاني:
علـــــــــــــى الجزائريّـــــــــــــين ممارســــة حقهــــم الانتخـــابي بكـــلّ حريــــة وشفافيــــة
^ دستــــــــــــــــــــــــــور 2020 يضمـــــــــــــــــــــــن الحقـــــــــــــــــــــــوق السّياسيــــــــــــــــــــة
أكّد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، عبد المجيد زعلاني، أن الجزائر تقوم على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، في مختلف المجالات على غرار المجال السياسي، مع ضمان حق الانتخاب بكل شفافية، يأتي حديثه تزامنا والفترة السياسية الهامة التي تعيشها البلاد بعد استدعاء الهيئة الناخبة استعدادا لإجراء الانتخابات الرئاسية المسبقة المزمع تنظيمها بداية سبتمبر المقبل.
هيام لعيون
قال عبد المجيد زعلاني في إجابته على تساؤلنا المتعلق بضمان الحريات السياسية في الجزائر في ظل دستور 2020، “الحقوق السياسية مكتسبة لدى جميع المواطنين الجزائريين، وأنّ كل مواطن له الحق في تأسيس حزب سياسي أو الترشح للانتخابات، وممارسة كافة حقوقه سواء بالنسبة للناخب أو المنتخب”.
وأشار رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، خلال نزوله ضيفا على فوروم “الشعب”، إلى أنّ بلادنا على غرار كل دول المعمورة تعيش استحقاقات رئاسية، وسط حركية عالمية سياسية يشهدها العالم حاليا، وأن سكان الأرض عبر مختلف إرجاء العالم معنيون باستحقاقات سواء كانت رئاسيات أو برلمانية وغيرها، ليشدد بالمقابل على أن هناك أوضاعا غير مستقرة في دول تمارس الديمقراطية تقليديا.
المؤسّســــــــــــــات الحقوقيــــــــــــــــة
وأشار زعلاني إلى أن الهيئة الحقوقية التي يرأسها “تسعى لتنفيذ التزاماتها القانونية بجعل المواطن يكتسب الحقوق السياسية، في ظل دستور 2020، الذي يضمن تلك الحقوق والمجسدة من خلال القوانين سواء كانت سارية المفعول قبل دستور 2020 أو القوانين الصادرة بعد هذا الدستور ليبقى على المواطنين الجزائريين ممارسة هذه الحقوق”.
وأبرز في السياق، أنّ المجلس الوطني لحقوق الإنسان باعتباره هيئة حقوقية، بمعية المؤسسات المعنية كل في حدود اختصاصاته، يقوم بعملية تحسيس المواطنين الجزائريين لممارسة كامل حقوقهم، على غرار الحقوق السياسية، لأن ممارستها تعطي الناخب الحق في الانتقاد بينما الامتناع عن صناديق الاقتراع يحرمه من هذا الحق.
وأضاف الحقوقي ذاته في نفس النهج أن “المحكمة الدستورية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان أو المحكمة الدستورية وغيرهم من مؤسسات الدولة المخوّلة، عليها أن تضمن ممارسة الحق الانتخابي بشفافية وفي ظل الحرية وطبقا للقانون”.
لا وجـــــــــود “لجنحــــــــــــة الــــــــــرّأي”
ودائما حول ممارسة الحقوق السياسية في البلاد، فتح زعلاني قوسا بالمناسبة تحدّث من خلاله عن “جنحة الرأي”، وقال إنّه لا يوجد في الجزائر مثل هذه العقوبة.
وبهذا الخصوص عاد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان لحقبة سياسية عاشتها الجزائر خلال سنة خلال 2019، بعدما خرج البعض ينادي بمرحلة انتقالية التي تعني إلغاء كل المؤسسات الدستورية في البلاد، وهو ما تمّ رفضه من قبل غالبية الشعب الجزائري خوفا من النفق المظلم الذي ينتظر البلاد، حيث لا مناص من البقاء في الإطار الدستوري.
وأشار إلى أنّ الجزائريين استفتوا على تعديل الدستور سنة 2020، وأعطوا الضوء الأخضر لإجراء إصلاحات لبناء دولة تستجيب لمبادئ الديمقراطية، ولكل الحقوق والحريات في إطار الوثيقة الأسمى التي تحكم البلاد، طبقا لرأي الأغلبية من مواطني الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
وهو – يقول زعلاني – ما أغلق باب النقاش حول الأمر، وأصبح كل من ينادي بعدها بالمرحلة الانتقالية، يشوّش على الدستور ويهدد استقرار الدولة، ومن ثمّ يُجرّم فعله، بعدما كان رأيا لغاية فصل الشعب الجزائري برمته في الأمر، وهو الذي انتخب بكل حرية. وأضاف ضيف “الشعب” “علما أنّ باب الانتخاب مفتوح للكل، وكل من يمتنع عن التصويت يضيّع حقه، فالدستور دخل حيز النفاذ بمبادئ كبيرة تضمن مسار ديمقراطي.
وبهذا الخصوص، فصل رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان في موضوع “جنحة الرأي”، بالقول “الآراء مرحّب بها في الجزائر، إلّا الآراء التي تمس بالوحدة الوطنية طبقا للقانون”.
استقلاليـــــــــــــة القضـــــــــــــاء
عرّج عضو المجلس الأعلى للقضاء، على استقلالية القضاء في الجزائر، وقال إن القاضي يفصل باليقين، مبرزا أنّ “تشكيلة المجلس الحالية المكونة من قضاة منتخبين، 18 قاضيا منتخبا، الى جانب 26 عضوا، إذا لم نحتسب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون باعتباره رئيس المجلس الأعلى للقضاء، أضف الى رئيس مجلس حقوق الإنسان، رئيس المحكمة العليا ورئيس مجلس الدولة، تشكل أعلى هيئة قضائية في البلاد تضمن استقلال القضاء الذي يكفله الدستور، الذي يضع الرئيس الضامن لاستقلالية القضاء في البلاد.
وبعد أن أكّد أنّ المجلس كان خلال ثمانينات القرن الماضي مشكّل من أغلبية إدارية، وها هو اليوم مشكّل من قضاة منتخبين، أوضح زعلاني أن الجزائر تعرف استقلالية في القضاء في ظل وجود مجلس أعلى للقضاء قويّ، وسيتقوّى شيئا فشيئا في انتظار صدور قوانين في هذا المجال للتكريس الفعلي لاستقلالية القضاء”.
التّقريـــــــــــــــــر السّنــــــــــــــوي
في سياق آخر، أوضح زعلاني في معرض رده على سؤال حول التقرير السنوي لحقوق الإنسان في الجزائر وعن الخطوط العريضة له، أن المجلس يعكف حاليا على إعداد تقرير سنة 2023، مبرزا أن التأخر الحاصل في إعداد التقرير يعود لحداثة المجلس وللفترة الصحية التي مرت بها الجزائر، ومواجهتها لوباء كورونا وما خلّفته من تداعيات على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد.
وشدّد في السياق على إتمام التقارير وتسليمها ونشرها في وقتها من خلال موقع المجلس الإلكتروني، وكذا عبر وسائل الإعلام ومختلف الوسائط، وهي التقارير التي تتضمن وضعية حقوق الإنسان واقتراحاته وتوصياته لتعزيز حقوق الإنسان وترقيته في الجزائر.
نحو إصدار رأي لمعالجة إشكالية البيروقراطية.. زعلاني:
رؤية استشرافية جزائرية لتحقيق الأمن المائي والغذائي
^ الحـــــق في المـــــاء.. ضمـــــان أساســـــي لتـــــوفير العيــــش الكـــريم
أكد رئيس المجلس الوطني لحماية وترقية حقوق الإنسان، أن الجزائر وضعت إستراتيجية ناجعة لضمان توفير المياه وتحقيق الأمن المائي آفاق ثلاث سنوات المقبلة، والذي يعد أحد التزامات رئيس الجمهورية الأربعة والخمسين في وضع حد نهائي لانقطاع المياه، وضمان الاستغلال الأمثل للمياه، لأجل حصول جميع المواطنين على الماء الشروب في جميع ربوع الوطن، في وقت بدأ يتجسّد الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي بشهادة البنك العالمي في آخر تقاريره
خالدة بن تركي
أفاد عبد المجيد زعلاني خلال ندوة نقاش بمنتدى يومية “الشعب” حول حركية حقوق الإنسان في الجزائر، أن الحق في الماء حق أساسي يجب أن يحصل عليه جميع الجزائريين، والجهود تصب في إطار توفيره من خلال الإستراتيجية المعتمدة التي تعتمد على تعبئة أكثر فاعلية للموارد المائية وترشيد استعمال المياه، مع توفير بيئة مناسبة تحترم متطلبات التنمية.
يعتبر حق الإنسان في الماء حق لا يمكن الاستغناء عنه لضمان العيش الكريم، وهو شرط أساسي لأعمال حقوق الإنسان، والمجلس تتبع قضية الأمن المائي في الجزائر، وأكد إن المؤشرات ايجابية لضمان توفيره، خاصة وأن هذا الأخير يدخل في فئة الضمانات الأساسية لتوفير مستوى معيشي كريم، نظرا لاعتباره احد الشروط الأساسية للحياة.
وعرج زعلاني في سياق آخر، إلى قانون الجمعيات الذي يتم تحضيره واخذ وقتا طويلا، مشيرا إلى أن المجلس دعا لتسريع صدوره خدمة لحقوق الإنسان في الجزائر ووفقا للآجال المحددة، مضيفا أن بعض القوانين لا تزال محل نقاش خاصة بالنسبة لقضية تمويل ومصادر الجمعيات المالية.
ويرى الناطق الرسمي باسم المجلس، بضرورة استعجال إصدار قانون الجمعيات، وقال “ كنت آمل صدور القانون قبل إعلان تقرير فول، مقرر مدينة جينيف السويسرية، في 27 جوان الماضي”، موضحا بخصوص قانون الجمعيات أنه ليس مع صدور قوانين سريعة قد تحوي أغلاطا لا تخدم حقوق الإنسان في الجزائر”.
وأضاف المتحدث باسم المجلس، أن قانون الجمعيات من شأنه توضيح الكثير من القضايا محل نقاش خاصة ما تعلق بقضية التمويل ومصادر الجمعيات المالية التي تحتاج الكثير من الدقة، فالإثراء القانوني يزيد من ايجابية الجمعيات في النهوض بالتنمية في البلاد كونها تستطيع أن تلعب عدة أدوار، فهي المشرف، المتتبع، المنظم والمساعد، ولكن في حدود نشاطها.
أما في مسألة البيروقراطية، صرح زعلاني أنها تمثل نسبة 50 بالمائة من التحديات الكبيرة التي تواجه تطبيق حقوق الإنسان في أي بلد، معلنا عن إصدار رأي لمعالجة إشكالية البيروقراطية قريبا، وهذا بعد الملتقى المنعقد منذ حوالي أسبوعين الذي تطرق لنفس الموضوع.
ويجتهد المجلس لأجل ضمان أداء جيد للإدارة وهذا في لقاء منعقد بنفس اليوم الذي تطرق فيه وسيط الجمهورية لنفس الموضوع تحت عنوان “خدمة المواطن والإدارة “، موضحا بخصوص ما يتم العمل عليه الآن، أنه يتمحور في مجموع مقدمات، مع تحليل الوضع العام الذي يدور في معرفة الأسباب، لإيجاد الحلول للمشكلة التي تعيق التقدم في تطبيق حقوق الإنسان.
وأشار رئيس المجلس الوطني إلى أحد الأسباب التي تؤدي للبيروقراطية والتي ترجع حسب أحد الأعضاء المشاركين إلى الأداء السيء لبعض الإدارات وفشل بعض الموظفين في التحكم وتسيير وظيفتهم”، لذا ولأجل أداء جيد للإدارة يعمل المجلس على إصدار هذا الرأي، الذي من شأنه تقليص الفجوة بين الإدارة والمواطن.
وعليه، فإن المجلس الوطني لحماية وترقية حقوق الإنسان باعتباره مؤسسة دستورية يعمل بالتنسيق مع مختلف أجهزة الدولة ومؤسساتها لأجل معالجة الإشكاليات والنقائص التي تعيق مجال تطبيق حقوق الإنسان، مؤكدا أن الجزائر تسير نحو الأفضل في عديد المسائل.
الجزائر الجديدة تسير في الطريق الصحيح
إصلاحـــــات دستوريــــة هامـــــة حملـــــــت التغـــــــــيير الإيجــــــابي
حقوق الإنسان استمدها الجزائريون من بيان أول نوفمبر
جرائم الصهاينة أبشع ممّا ارتكب في الحرب العالمية الثانية
قال رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان البروفيسور عبد المجيد زعلاني، إن الجزائر تسير في الطريق الصحيح من خلال تعميق متواصل لحقوق الإنسان وفي مسار تصاعدي واعد، مستمدة كل ذلك من بيان أول نوفمبر الذي كرس الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للجزائريين، قبل أن تتحدث عنها مواثيق الأمم المتحدة، وترجمت بعد ذلك في جميع الدساتير منذ الاستقلال، مشيرا إلى تسجيل الجزائر مؤشرات غير مسبوقة خاصة على الصعيد الاقتصادي تحدث عنها البنك الدولي.
فضيلة بودريش
دافع البرفيسور زعلاني، عن المكاسب المحققة في العديد من المجالات المتعلقة بترسيخ الحقوق المدنية والحريات الفردية وكذا الحقوق الاقتصادية على وجه الخصوص، وأشار إلى وجود ثورة تغيير حقيقية في ترسانة من النصوص القانونية والتي نص عليها الدستور الأخير.
وأكد أن إصدارها غير محدد بأجل قانوني، مفضلا أن تأخذ حقها من التنقيح لتتناسب ومستجدات الظرف الحالي، وأعطى مثالا على ذلك بحرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على إحالة العديد من مشاريع النصوص التمهيدية للمراجعة بعد طلبه أن يعاد النظر فيها وإثرائها أكثر.
لــــــن نعـــــود للويـــــلات أبــــــــدا
وعاد زعلاني إلى البدايات الأولى وميلاد مفهوم حقوق الإنسان كنظام ومؤسسات، وقال إن حقوق الإنسان برزت بقوة بعد الحرب العالمية الثانية بسبب ما خلفته من دمار وويلات، مسفرة عن خسائر فادحة وتجاوزات خطيرة، ومن الطبيعي في ظل هذه التطورات أن يتحرك كبار الفقهاء في القانون وكذا الساسة في العالم لإنشاء منظمة الأمم المتحدة وفي ذلك الوقت كانت أغلبية الدول مستعمرة، وأدرجوا فيها شقا متعلقا بميثاق حقوق الإنسان، لكن في عام 1948 ارتقى الميثاق إلى إعلان لحقوق الإنسان.
واستنكر الدكتور زعلاني ما يحدث في غزة الجريحة الصامدة التي تنادينا اليوم بصرخات المظلوم، ويقترف فيها الاحتلال أبشع ما ارتكب في الحرب العالمية الثانية، ولا يمكن للعقل البشري أن يتصورها ولا يمكن تصنيف هذه الجرائم. وقال الدكتور زعلاني إن الإعلان لم يتحول إلى مواثيق إلا في عام 1966.
وأشار المتحدث في سياق متصل إلى أن الأمم المتحدة لا تفرض الأوامر، وإنما مجموعة من الدول تتعاون لاحترام حقوق الإنسان، على خلفية أن منظمة الأمم المتحدة خلقت نظاما مؤسساتيا لأنه قبل ذلك كل ما لا يعترف به يكون غير مصادق عليه. علما أن هذا النظام المؤسساتي حسب الشرح الذي قدمه البروفيسور زعلاني، أفضى إلى 10 اتفاقيات، والنظام ليس اتفاقيا وإنما مفروضا وتخضع له الدول أي ما لا يقل عن 193 دولة في العالم.
ترسانـــــــــــــــــة قانونيــــــــــــــــــة
وفيما يتعلق بمجلس حقوق الإنسان، أفاد زعلاني أنه يضم 47 دولة تنتخب فيه الدول هذا النظام المؤسساتي، ويوجد على مستواه امتحان شامل ودوري، ووقف عند تجربة الجزائر في هذا الامتحان خلال أربع مرات وآخرها في نوفمبر 2022، ولاقت الجزائر الإشادة من ما لا يقل عن 100 دولة، وذكر في سياق متصل أن الجزائر تتقدم بخطوات ثابتة نحو الأمام، ومن بين هذه المؤشرات إصلاحات دستورية هامة تحمل الكثير من الجدية والتغيير الإيجابي، ويرى أن عملية تطبيق الدستور تحتاج إلى ترسانة كبيرة من النصوص القانونية والمراسيم التنفيذية والقرارات، وقال أنها فرصة من أجل سد النقائص وتعزيز وتحديث وإثراء القوانين، وكل ما يجري من تغيير إيجابي في الجزائر اعتبرته العديد من الدول أنها العودة القوية للجزائر إلى مكانتها الرفيعة. واستعرض الدكتور زعلاني بشكل مستفيض الجانب التنظيمي لحقوق الإنسان في المؤسسات الدولية.
معركــــــــــــــــــة حقــــــــــــــــوق
وعلى صعيد نجاح أي دولة في معركة حقوق الإنسان، يعتقد زعلاني، أن مواقف ومبادئ الدولة الجزائرية واضحة وثابتة لا تتغير وكذلك خطابها دقيق وواضح، لأنه معروف عنها مساندتها لقضايا التحرر وتدعم مبدأ تقرير المصير سواء تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية والصحراء الغربية.
وبخصوص النظام القانوني والمؤسساتي، أنشىء إلى جانبه نظام إقليمي، لأن الأمم المتحدة فكرت أن كل دولة تؤسس مؤسسات وطنية خاصة بها وفق مبادئ باريس مثل مجلس حقوق الإنسان بالجزائر والمجلس القومي المصري، بهدف ترقية حقوق الإنسان، وتتواجد هذه المجالس عبر 120 بلد، والدول تمنحها المال والاستقلالية التامة من أجل بناء دولة القانون، وأشاد البروفيسور بكل ما تقوم به الجزائر خاصة عندما ترفع شكوى ضدها، فإن وزارة الخارجية تتلقى الأسئلة في صفحة واحدة وتكون الإجابة عبر 10 صفحات. وبخصوص الحقوق السياسية للمرأة تطرق إلى أول اتفاقية رأت النور عام 1952.
واعترف بأن الجزائر من الدول الفتية والحريصة على ترسيخ تجربتها الناصعة في مجال حقوق الإنسان، ومن أبرز ما كرسته الحقوق الاجتماعية والتنمية المستدامة وكانت سباقة منذ بيان أول نوفمبر في وضع أسس بناء الدولة المستقلة وعرفت كيف يمكن أن تبنى مرتكزة على الطابع الاجتماعي والتنمية المستدامة، لأن الفكرة التي كانت سائدة في إعلان 1948 من حقوق مدنية وسياسية، تطورت بعد ذلك حقوق الإنسان في 1993 في مؤتمر فيينا ثم في مؤتمر بكين عام 1995، وتم تحريك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
ويعتقد زعلاني أن المؤتمر أعطى دفعا جديد للحقوق، بينما الأمم المتحدة في سياستها الجديدة تميل إلى تنمية الحقوق الاقتصادية، وتطورت الفكرة في مؤتمر 2015 بالحديث عن التنمية المستدامة، وشدد زعلاني كثيرا على أهمية ترسيخ الاستقرار من أجل أن يتسنى بعد ذلك تكريس حقوق الإنسان.
رئيــــس المجلــــس الوطنــــي لحقـــوق الإنســــان.. عبـــد المجيــــد زعــــلاني:
الجزائـــــــر ثابتـــــــة وواضحـــــــة.. وقناعـــــة دوليـــــة بعودتهـــــا القويـــــة والمـــــؤثرة
^ الإصلاحــــــــــــــــات العميقـــــــــــة والقــــــــــــوانين الجديـــــــــــدة أنهـــــــــت عهـــــــــــد الفــــــــــوضى
^ حقوق الإنسان.. منجزات كبيرة في السنوات الأخيرة والتقرير السنوي قيد الإعداد
^ الرقمنــة البديـــــل الوحيـــــد للقضـــــاء علــــى ظاهــــرة البيروقراطيــــة وســــوء التسيــير
اعتبر رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، عبد المجيد زعلاني، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أن مسار ترقية الحقوق في الجزائر خطى “خطوات كبيرة” في السنوات الأخيرة.
لدى نزوله ضيفا بمنتدى مؤسسة “الشعب”، أوضح زعلاني أن هذه الخطوات جاءت “بفضل الضمانات التي تضمنها دستور 2020” في مجال حماية وترقية الحقوق، مؤكدا “أهمية مواصلة دراسة مشاريع نصوص القوانين المتبقية، على غرار قانون الجمعيات”، بالإضافة إلى “إصدار النصوص التطبيقية للقوانين ذات الصلة، لاستكمال مسار جهود الدولة من أجل تكريس الحقوق الأساسية”، مبرزا أن الإصلاحات العميقة والشاملة التي قادها وأمر بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وما جاءت به من قوانين وتشريعات، أنهت عهد الفوضى والغموض.
وأشار السيد زعلاني بالمناسبة، إلى أن التقرير السنوي للمجلس الخاص بسنة 2023 هو حاليا “قيد الإعداد”. كما دعا إلى ضرورة مواصلة العمل من أجل تجسيد مشروع الرقمنة والتحكم فيه، باعتباره – كما قال – “البديل الوحيد للقضاء على ظاهرة البيروقراطية وسوء التسيير الذي يشكل عائقا يحول دون تقديم أجود الخدمات للمواطن”.
وذكر زعلاني في نفس الإطار، أن من المهام الأساسية للمجلس “السعي من أجل جعل المواطن يكسب ويمارس كامل حقوقه، وفي مقدمتها السياسية”، مشددا على “ضرورة تحسيسه بأهمية الانتخاب كوسيلة لتجسيد التغيير الذي ينشده”.
وبذات المناسبة، اعتبر رئيس المجلس أن واقع حقوق الإنسان في بلادنا يترجمه أيضا “إنجازات الدبلوماسية الجزائرية”، التي لم تتوان في الدفاع عن حقوق الشعوب في التنمية وفي تقرير مصيرها في كل المحافل الدولية، مبرزا أن الجزائر واضحة وثابتة في مواقفها المبدئية، وأن الأصدقاء والدول الكبيرة اقتنعت بالعودة القوية والمؤثرة للجزائر في صناعة القرار والحدث الدولي.