أحيا مهرجان المسرح الفكاهي بالمدية، هذا العام، ذكرى الفنان محمد فراح، وهو شقيق السينوغراف الشهير عبد القادر فراح الذي صال وجال في مسارح العالم، ولم يحظ باعتراف لولا ثلة من الأفاضل أحيت ذكره بالمسرح الوطني بشطارزي.. وها هو اسم شقيقه محمد الذي تحدّى القوة الاستعمارية الغاشمة، يعود منصورا من بوابة مهرجان المدية، بعد أن غمره النسيان، رغم كفاحه الباسل، ودفاعه المستميت عن حرية الوطن..
والحق أننا لم نستطع أن نستوعب (فريضة النسيان) التي تنال كل الأسماء اللامعة في بلادنا، حتى كأننا جُبلنا على (الجفاء)، وتطبّعنا بـ(النكران)، مع سابق علمنا أن أقصى ما ينال أولئك الذين نذكرهم، الدعاء بالرحمة، وهو إن كان فيه خير كثير لمن أدّوا ما عليهم وأفضوا إلى ربهم، فإنه ينال بفضله جميع أبناء الوطن، وفيهم من يواصلون البناء، ويحققون آمال الشهداء..
ولا نجامل القائمين على مهرجان المدية، إذا قلنا إنهم يرسخون فضيلة “الاعتراف” بروح وطني متّقدّ، ورؤية منهجية مستقيمة، لا يرجون غير إشراقة يؤمنون صادقين بأنها ستملأ الآفاق، فقد سبق أن رفعوا ذكر علالو (على سلالي) ورشيد القسنطيني ومحي الدين بشطارزي ومحمد التوري ورويشد وحسن الحسني، وغيرهم من الكبار الذين قدّموا للوطن عصارات أرواحهم في أحلك الأوقات، وأفنوا زهرات شبابهم في خدمة القضية الوطنية..
لقد أثلج صدرونا أن تعلن وزيرة الثقافة، الدكتورة صورية مولوجي، أن اختيار تاريخ المهرجان ليكون مرافقا لمجريات الاحتفال بعيد الاستقلال، له دلالته الرمزية، وهي دلالة عمّا “أدى الفنانون الكبار من أدوار مشرقة في مقاومة المستعمر ومساهمتهم الجبارة في الثورة التحريرية المظفرة”..
هذا منهج الكبار..