انخرط مسؤولون وممثلي تنظيمات وهيئات ومؤسسات وطنية، في العمل على توعية الناخبين داخل وخارج الوطن بأهمية مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 7 سبتمبر 2024، على اعتبار أن مشاركتهم هي عمل حسم في مواصلة بناء دولة ديمقراطية، وتحقيق الإصلاحات المطلوبة في المجتمع.
أطلق مؤخرا المجلس الأعلى للشباب مبادرة “هيا يا شباب” استهدفت هذه الفئة للتسجيل في القوائم الانتخابية، توسعت إلى جميع مناطق الوطن وتشمل القرى والمداشر والمدن الكبرى، في شكل ندوات جهوية، يطمح من ورائها المجلس إلى تحسيس وتوعية أكبر فئة في الجزائر، بأهمية المشاركة في الموعد الانتخابي، للمساهمة في الحفاظ على المكاسب المحققة في الجزائر الجديدة ومواصلة بناء الوطن، وإبراز أهمية العملية الانتخابية كسلوك حضاري للأفراد يعبر عن عمق الممارسة الديمقراطية.
وقال رئيس المجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي في تجمع جهوي نظم أمس بولاية أدرار، “إن الجزائر أمام استحقاق مفصلي” وعليه من الواجب اليوم الانخراط في الديناميكية السياسية، لأن الانتخابات الرئاسية هي حاسمة في تاريخ الأمة الجزائرية، لمواصلة تحقيق نفس النتائج أو أحسنها ولنحافظ على الاستقرار، الذي تحقق نتيجة عملية ديمقراطية عن طريق الانتخاب في الصندوق، منبها أن العزوف عن العملية الانتخابية قد تسبب في الرجوع إلى سنوات ماضية.
وأوضح أن مبادرة “هيا يا شباب”، انطلقت في الأول بسيطة، ولكن انتشرت وغزت كل القرى والمداشر والأحياء الشعبية وتجاوب وتناغم معها شباب الجزائر، حيث لم يحدث معها أي صد لما كان يقوم به فواعل المجلس في الميدان على المستوى الوطني، بل سجلت التفافا حول فواعل المجلس وصنعت مشهدا متحركا وفاعلا، وفعل ديمقراطي شباني غير مسبوق في الجزائر المستقلة، فأصبح الشباب يحسّس الشباب، ويعمل على نشر الوعي في المجتمع الذي يعيش فيه، وهي نقطة فارقة بحسبه في بناء الانسان والوعي لدى الشباب الجزائري الذي يعتبر حاضر ومستقبل الوطن.
وأكد أن مبادرة “هيا يا شباب” لم تكن حملة لإقناع الشباب بالتسجيل في القوائم الانتخابية، بل كانت رؤية واضحة لمداومة الفعل التحسيسي والتوعوي للشباب الجزائري ومختلف فئات المجتمع لتكون مشاركة في العملية الانتخابية، حتى يمكن لها المساهمة في تفويت الفرصة على المتربصين باستقرار الجزائر.
ويبحث المجلس الأعلى للشباب من وراء اللقاءات الجهوية الشبانية، عن تشكيل شبكة عنكبوتية من الشباب ليست على المواقع الافتراضية، بل على أرض الواقع، مثلما ذكر حيداوي، تنبثق منها خلايا عمل على مستوى كل بلديات الوطن والولايات ليعمل من خلالها المجلس على مواصلة الجهد الذي يقوم به في إطار تفعيل دور الشباب الجزائري في العملية الانتخابية، والمساهمة في اختيار قائد البلاد الذي يحقق الإقلاع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وبناء أمة قوّية مستدامة.
وقال المتحدث “نعوّل على إنشاء خلايا وعي بكل البلديات مهمتها الدفع للمشاركة بكل قوّة في انتخابات 7 سبتمبر، ونشر التوعية عبر كل البلديات لنؤسس لقوّة بلد مستديمة”.
بدوره المرصد الوطني للمجتمع المدني، شرع في تنظيم لقاءات جهوية وجلسات حوار حول دور المجتمع المدني في ترقية المواطنة الفعالة الشباب والمشاركة السياسية.
ودعا رئيس المرصد نور الدين بن براهم في آخر لقاء جهوي احتضنته ولاية البليدة، يوم السبت، المجتمع المدني إلى التحرك لنشر الوعي وزيادة الثقافة الانتخابية لدى جميع فئات المجتمع والتحسيس لتكريس السلوكيات والقيم الديمقراطية والمواطنة الفعالة، خاصة وأن الجزائر مثلما ذكر مقبلة على محطة مهمة في مسارها الديمقراطي، الأمر الذي يتطلب من فعاليات المجتمع المدني تأدية أدوار مهمة من أجل إنجاحها.
وقال بن براهم ان تحقيق الرؤية الشاملة لبناء مجتمع مدني حر وقوّي ومتماسك يعتمد على مشاركة المواطنين وتفاعلهم في عملية صنع القرار وتنفيذ السياسات العامة لتعزيز قدرة المجتمع على مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق المزيد من التقدم والتطور في كل المجالات.