أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء،”عدم وجود مكان آمن” في قطاع غزة الذي يتعرض لهجمات صهيونية متواصلة منذ شهر أكتوبر الماضي.
جاء ذلك في بيان للجنة بشأن أمر إخلاء “فوري” بعدة مناطق في مدينتي رفح وخان يونس أطلقها الجيش الصهيوني أول أمس الاثنين.
وجاء في البيان: “لا يوجد مكان آمن في غزة،أينما يفر الناس،فإنهم سيصلون مصابين بالندوب والصدمات النفسية وسيواجهون نقصا في الغذاء ومياه الشرب وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية واحتمال اضطرارهم إلى الفرار مرة أخرى،ولأن موعد الرجوع إلى مناطقهم غير معروف فهذا يزيد من معاناتهم”.
وذكر البيان أن الكيان المحتل أصدر في أول يوليو أوامر إخلاء تشمل أقصى جنوب رفح حتى الأجزاء الشرقية من خان يونس،وهي المنطقة التي تضم مستشفى غزة الأوروبي.
وأضاف أن آلاف الأشخاص تلقوا تعليمات الإخلاء في وقت متأخر من يوم الإثنين،مما أدى إلى فرارهم في حالة من الذعر والخوف،ويشمل هؤلاء مرضى وعائلات وعاملين في المجال الطبي الذين يلعبون دورا حاسما في تشغيل مستشفى غزة الأوروبي.
ومنذ أكتوبر 2023،فر العديد من المدنيين من شمال غزة إلى الجنوب،وخلال الليل من 1 إلى 2 يوليو حزموا خيامهم المؤقتة والممتلكات القليلة التي يمكنهم حملها وفروا مرة أخرى،وفق البيان.
وأشار إلى أن فريقا طبيا من جراحي اللجنة الدولية يتواجد في مستشفى غزة الأوروبي منذ أواخر أكتوبر 2023،وهو فريق يتألف من أطباء وممرضين وأخصائيي علاج طبيعي وقد أجروا أكثر من 3000 عملية جراحية،وعالجوا المئات من حالات الحروق،وقدموا خدمات إعادة التأهيل البدني للجرحى.
وأوضح أن فريقا من اللجنة الدولية بقى في المستشفى طوال ليلة أول يوليو إلا أن المستشفى في الوقت الحالي غير قادر على مواصلة العمل بفعالية بسبب إجلاء العديد من الموظفين،بما في ذلك أفراد من الطاقم الطبي والتمريضي والإداري والخدماتي.
وأفاد البيان بأن اللجنة الدولية ستجلي فريقها ومرضاها إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني في منطقة المواصي غرب رفح،وبمجرد أن تسمح الظروف سيعود الطاقم إلى مستشفى غزة الأوروبي لاستئناف العمل. ويعد المستشفى الأوروبي من المستشفيات القليلة الباقية في الخدمة والعاملة في القطاع الساحلي.
وأشار البيان إلى أنه مع استمرار تضرر أعداد كبيرة من الناس من عمليات الإجلاء،فمن الأساسي توفير وسائل نقل آمنة للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن والمرضى.
وأكد أهمية أن ينتقل النازحون الى أماكن آمنة،حيث يمكن تلبية احتياجاتهم الأساسية بما يضمن الحفاظ على حياتهم وكرامتهم،وبالإضافة إلى ذلك،يتوجب الحفاظ على الروابط العائلية وألا يتم فصل أفراد الأسرة الواحدة.
وشدد البيان على ضرورة أن يتمكن الناس من العودة إلى هذه المناطق بمجرد توقف الأعمال “العدائية” وقد لا يكون جميع الأشخاص في وضع يسمح لهم بالمغادرة،لذلك فإن أي مدني يختار أن يبقى يعد محميا بموجب القانون الدولي الإنساني.
وطالب الجيش الصهيوني أول أمس بإخلاء أحياء ومناطق في مدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة.
ومنذ السادس من مايو الماضي،أعلن الجيش الصهيوني بدء عملية عسكرية في رفح متجاهلا تحذيرات دولية من تداعيات ذلك على حياة النازحين في المدينة.
ويشن الكيان الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الماضي عدوانا على قطاع غزة خلف ما يزيد عن 37 ألف شهيد فلسطيني.