أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أن قطاع الإتصال شريك أساسي في التحضير للفعاليات التي سطرتها اللجنة الوطنية لإحياء الأيام والأعياد الوطنية.
أوضح ربيقة، على هامش حفل توزيع أعمال سمعية بصرية على وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، “أن توزيع المادة التاريخية السمعية البصرية على المؤسسات الإعلامية في اطار الأعمال المبرمجة الخاصة بالذكرى الـ62 لإسترجاع السيادة الوطنية، والمندرج في إطار النشاط الحكومي بالتنسيق بين وزارتي المجاهدين وذوي الحقوق والإتصال، يأتي تنفيذا لبرنامج عمل الحكومة وتعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، والتزماته الـ54 لاسيما بالمجال المتعلق بالتاريخ والذاكرة”.
وأبرز الوزير، أهمية الإعلام في تبليغ الرسالة التاريخية، ولهذا وزعت على المؤسسات التلفزيونية والقنوات العمومية الوطنية والخاصة والقنوات الأجنبية المعتمدة في الجزائر أعمالا بصرية سمعية. وقال: “سنعمل على التأسيس لهذا التوجه وفق رؤية جديدة لتبليغ رسالتنا التاريخية في إطار البرنامج المعد للتحضير للإحتفال بالذكرى الـ70 لثورتنا التحريرية، التي اصبحت نموذجا لأحرار العالم.”
وأضاف ربيقة: “الجزائر الجديدة إذ تحتفل بهذه الذكرى وهي تتمتع بأفضال الإستقلال والإستقرار والسكينة ومقومات النمو والإزدهار، تستحضر بإعتزاز ذاكرة شهداءنا الأبرار، الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الجزائر الطاهرة”.
وكشف وزير المجاهدين أن “الجزائر تحتفل هذه المرة بأسلوب وطريقة متميزة من خلال الإبتعاد عن المقاربات الكلاسيكية والتحلي بالإبداع من خلال إعادة منح هذا العيد الوطني طابعه الشعبي، ومشاركة أكبر للشباب والمجتمع المدني فيما يعزز التلاحم بين الشعب ومؤسساته. هذا البرنامج يتضمن نشاطات شعبية جماهيرية، وأنشطة مكثفة اتجاه افراد جاليتنا بالخارج، عن طريق المراكز الدبلوماسية والقنصليات”.
ويركز “قطاع المجاهدين من خلال استيراتيجيته في الذاكرة ونشر الثقافة التاريخية على مختلف الوسائل بما في ذلك استغلال الفضاءات الرقمية وتكنولوجيات الإتصال الحديثة وذلك من أجل بلوغ الأبعاد الوطنية وعمقها الإستيراتيجي”، مثلما قال، وأكد وجود”أعمال علمية تاريخية، أعمال سمعية بصرية، نشاطات فنية وثقافية وتاريخية، تنسق أعمالها مع وزارة الثقافة والفنون، مختلف البرامج التي تهدف بالدرجة الأولى الى منحها طابعا استثنائيا يرقى إلى المقام السامي لثورتنا المجيدة”.
وأبرز ربيقة أهمية التوثيق السينمائي السمعي البصري التاريخي، بحكم أنه تجسيد ابداعي وفني للوقائع التاريخية والرموز الوطنية بما تتضمنه مقتضيات هذه الاعمال، وذكّر في هذا السياق بنظرة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الاستيراتيجية الجديدة للصناعة السينماتوغرافية لاسيما التاريخية، والتي تتناول الزخم التاريخي الذي تتميز به الجزائر ورموزها في الترويج له في قوالب سينمائية عبر الافلام التاريخية. وقال : “اليوم نخبة من الشباب متخصصة في الصناعة السينمائية خاصة التوثيق التاريخي يمنحها قطاعنا الوزاري فرصة للبروز وتقديم اعمال تاريخية من خلال تقديم سير شخصيات تاريخية، حيث سلمنا اعمال في هذا الاطار لمؤسسات شبانية قدمت مادة اعلامية رائعة جدا من افلام توثيقية والخاص مثلا بفيلم “”شمس أزجر، إبراهيم أق بكدة، أيضا عمل اخر عرض أمسية الثلاثاء يتعلق بعمل توثيقي خاص بالشهيد الشيخ العربي التبسي، وهناك مجموعة من الشباب قدموا أول فيلم خاص يؤرخ لأحداث الساقية بتقنية ثلاثية الأبعاد لأول مرة تعرض في الجزائر”.
وأكد الوزير أن ” هذه التقنية ستعتمد في مختلف البرامج، التي ستكون بعنوان الذكرى الـ62 أو بعنوان الذكرى الـ70، المتعلقة بإندلاع الثورة التحريرية حتى ارقى بالأعمال السينمائية في مستوى هذا الحدث التاريخي بالتنسيق مع وزارة الإتصال.”
نايت قاسي: السينما مهمة في توثيق الأحداث
من جهته، قال المكلف بتسيير المتحف الوطني للمجاهد، البروفيسور إلياس نايت قاسي، إن “عالم اليوم هو عالم التحديات والرهانات الصعبة عالم يفرض اشكالا من التفكير وذوبان الهويات والكثير من التهديد لمجتمعاتنا في محاولة لطمس الهوية ومسخها”. وأضاف: “في المقابل تسعى الكثير من الشعوب من أجل الدفاع عن وجودها وحضورها الدائم بين الأمم، وقد فرضت عليها حروب الذاكرة ومن أجل مواجهة هذه التحديات والرهانات بكل أشكالها الثقافية والأمنية والسياسية كان لابد من إستخدام والأخذ بوسائل العصر في الترويج والدعاية ولعل مجال السمعي البصري مجال محدد وحاسم في هذه المعركة”.
وقال المتحدث أيضا: “لا تكمن أهمية الإنتاج السينمائي في توفير الفرجة المتميزة فحسب وتحقيق متعة للمتلقي بل إن قوته في توثيق الأحداث الإجتماعية والسياسية والفكرية بالصورة والصوت والحركة مما أكسبه قوة وزاده مكانة”.
وأكد البروفيسور نايت قاسي “أن الفن السينمائي بلغ حدودا جعلته خطابا مغايرا لما قد يظهره، واستطاع خلق ابعاد تاريخية لم تكن موجودة من قبل مثلما هو الحال مع فيلم مصطفى بن بولعيد، أو كريم بلقاسم وغيره”.
وأشار مدير المتحف الوطني للمجاهد، “إلى أن السينما صناعة لها اهلها تستحوذ على البصر وتعتقل العقل وتأسر المخيلة وتؤثر مباشرة على الوعي الإنساني، ونتيجة لذلك أحدثت تغييرا في حياة المجتمعات أين أزالت قيودا دينية وإجتماعية واخترقت حدودا سياسية وكشفت حقائق تاريخية كل ذلك من أجل صنع رأي”، وأن “الصورة المضللة لا ريب انها ستكون أكثر مضاءا في تأثيرها وأطول عمرا إنها الأداة الفعالة للهيمنة الاجتماعية، التي تفقد الانسان احاسيسه بالإنتماء فيغدو بلا هوية تصون فكره وتحفظ وجوده”.
وأبرز المصدر أنه “خلال الكفاح المسلح أدركت الثورة أهمية الصورة لنقل القضية الجزائرية للعالم وكانت حرب الصور جزءا من حربها الشاملة ضد الاستعمار الفرنسي، وكان من رواد السينما الجزائرية الثورية انذاك جمال الدين شندرلي وروني فوتيه، ومحمد الأخضر حمينة وسمار قدور وغيرهم”.
وأضاف الباحث: ” لقد حظيت الصورة والفيلم في تاريخ النضال الوطني بمكانة مهمة واعترافا بالدور، الذي قامت به السينما الثورية خلال الثورة الجزائرية جعلت الباحث والمؤرخ الكولوني صاحب الكتاب الشهير ” السلاح السري لجبهة التحرير الوطني”، يقول كانت الكاميرا هي السلاح السري لجبهة التحرير الوطني، كانت أقوى من البندقية”.