مقالات العدد 19510
الرياضة
عـــــــــــبروق أسطـــــــــورة شبــــــــــاب بلــــــــــوزداد لــــــــ “الشعـــــــــــب”:
أتمنـــــــــــــــــــــــى أن يجـــــــــــــــــــري النهائــــــــــــــــــــــي فــــــــــــــــــــــي روح رياضيــــــــــــــــــة كبــــــــــــــــيرة
قال حارس المرمى الأسبق محمد عبروق وأحد أساطير فريق شباب بلوزداد سنوات الستينات والسبعينات، أنه يتمنى أن يجرى نهائي نسخة 2024 من كأس الجمهورية بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد في روح رياضية كبيرة.
أكد عبروق الذي يعاني من المرض بعد خضوعه العام الماضي لعملية جراحية على مستوى القدم في تصريح مقتضب ليومية “الشعب”: “أتمنى أن يجري نهائي كأس الجمهورية لهذه السنة في روح رياضية كبيرة وهنيئا للفائز مبكرا، فالمولودية والشباب فريقين كبيرين ومن أحياء شعبية عريقة بالعاصمة، بكل صراحة أتمنى تتويج شباب بلوزداد فريق القلب بالكأس التاسعة”.
وأضاف “المولودية بطلة الجزائر لن تكون منافسا سهلا لنا ونتوقع مباراة كبيرة تحت أنظار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والسلطات العليا في البلاد وكل الشعب الجزائري”.
ووجه رسالة مباشرة للأنصار “دعونا من الحساسية الزائدة ما هي إلا كرة قدم وفي النهاية هناك فائز وخاسر وخسارة النهائي ليست نهاية العالم”.يذكر أن محمد عبروق، خلد اسمه في تاريخ كرة القدم الجزائرية وشباب بلوزداد، باعتباره أحد أفضل حراس المرمى في كل الأوقات، أيام الشباب الكبير في زمن كل من الظاهرة لالماس رحمه الله وكالام وغيرهم.
ع. ب.
مدافــع الشبــاب والمولوديــة سابقــا.. ياســين سالمــي لـــ “الشعــب”:
النهائــــي سيكــــون صعبـــــا ومفتوحــــا علــــى كــــل الاحتمــــالات
بمناسبة نهائي كأس الجمهورية بين شباب بلوزداد ومولودية الجزائر، اتصلنا بقلب الدفاع السابق ياسين سالمي هو الذي حمل ألوان الفريقين، رغم أنه قضى معظم مسيرته في الشباب، حيث أكد أن الداربي العاصمي يعد بالإثارة وهي مباراة صعبة لكلا الفريقين ويصعب التكهن بهوية المتوّج بالسيدة الكأس.
حوار: عزيز ب.
^ الشعب: في البداية كيف تقيم مشوار شباب بلوزداد هذا الموسم قبل نهائي الكأس؟
^^ ياسين سالمي: بالنسبة لي مشوار الشباب كان إيجابيا بنسبة 100 بالمائة بالنظر للتغييرات التي حدثت على مستوى التشكيلة بمجيء قرابة 14 لاعبا جديدا ومع مدرب جديد قديم، الكل شاهد غياب التنسيق بين خطي وسط الميدان والهجوم، المسؤولين بصدد بناء فريق تنافسي تحسبا للموسم المقبل، فالفريق أنهى الموسم في المركز الثاني، تأهل مرة أخرى لمنافسة رابطة أبطال إفريقيا وبلغ نهائي كأس الجمهورية وهذا أمر يجب أن نأخذه في الحسبان.
^ وكيف ترى التحضير لهذا النهائي؟
..: الأمر الصعب في كرة القدم هو التراخي بعد نهاية الموسم، والمواصلة على نفس النسق، كان أنه من الأجدر برمجة النهائي بعد أسبوع أو عشرة أيام من نهاية البطولة، حاليا كلا الفريقين دون منافسة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع والتحضير مختلف تماما عن التحضير لخوض نهائي كأس الجمهورية في وقت وجيز من التوقف سيما بدنيا، لكن الخبرة ستمكن الفريقين من الظهور بوجه جيد لإنهاء الموسم الكروي في أحسن وجه وشباب بلوزداد سيحضر للفوز ورفع الكأس التي ينتظرها أنصارنا رغم أن المهمة لن تكون سهلة ضد البطل مولودية الجزائر.
^ وما هو تكهّنكم لهذا النهائي ومن سيتوّج بالكأس؟
^^ على الورق الكل يرشح بطل هذا الموسم، مولودية الجزائر للفوز بالكأس وتحقيق الثنائية، المولودية تملك خط هجوم ناري بقيادة الهداف يوسف بلايلي، وأعتقد أن الضربات الثابتة يمكن أن تحدث فرقا بالنسبة للمولودية الذي يظهر نجاحًا معينًا في هذا النوع من التمارين، كما أعتقد أن إستراتيجية اللعب التي يعتمدها المدرب بوميل نجحت في المولودية، الرهانات كبيرة لكلا الفريقين والشيء الذي أتمناه هو المتعة والفرجة فوق أرضية الميدان، لأنه داربي عاصمي من جهة ويجمع بين أحسن ناديين هذا الموسم في الرابطة المحترفة الأولى من جهة أخرى.
^ كلمة لأنصار الشباب والمولودية؟
^^ أعتقد أن الروح الرياضية ستكون حاضرة بقوة يوم الجمعة المقبل بملعب 5 جويلية، ولم يسبق وأن حدثت أعمال عنف وشغب بين لاعبي الفريقين فوق أرضية الميدان سواء بملعب 5 جويلية الأولمبي أو بملعب 20 أوت، أطلب من الأنصار التحلي بالروح الرياضية، صحيح أن الجماهير لن تكون حاضرة بكثرة المقارنة بالبطولة لاعتبارات أمنية بحتة وأطلب منها فقط عدم الانسياق أمام دعاة الفتنة سيما أصحاب مواقع التواصل الاجتماعي والكل شاهد ما حدث من تخريب مؤخرا على مستوى ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة وهو ما كلف خسائر بالملايير.
اللاّعب السابق لشباب بلوزداد حسين ياحي لـ “الشعب”:
«أتوقّع إثارة كبيرة بين فريقين يعرفان بعضهما البعض جيدا«
توقع حسين ياحي اللاعب السابق لفريق شباب بلوزداد أن يكون نهائي كأس الجمهورية الذي سيجمع غدا بين الشباب والمولودية قمة في الإثارة والتشويق، لعدة عوامل أهمها جودة اللاعبين التي يمتلكها كل فريق، إضافة إلى قوة المدربان من الناحية الفنية والتكتيكية كما أن الحضور القوي للأنصار سيزيد من الإثارة، كما تحدث عن نقاط قوة وضعف كل فريق وعن أمور أخرى.
حوار: عمار حميسي
^ الشعب: كيف ترى من الناحية الفنية النهائي الذي سيجمع المولودية بالشباب؟
^^ حسين ياحي: أعتقد أن النهائي من الناحية الفنية سيكون مثيرا لعدة اعتبارات أهمها الجودة الفنية لكلا الفريقين، ولا يخفى على أحد أن الشباب والمولودية هما أحسن فريقين هذا الموسم بحكم أن المولودية هي البطل والشباب الوصيف على مستوى البطولة، وتواجدهما في النهائي أمر جيد ويجعلنا نتفاءل بإمكانية مشاهدة مباراة كبيرة بين فريقين يمتلكان العديد من مفاتيح اللعب، إلا أنني أخشى أن يطغى التفكير في النتيجة على حساب الأداء، حيث يتوجب لعب المباراة بدون حسابات من أجل مشاهدة متعة فنية نحن ننتظرها بشغف كبير.
^ ما هي نقطة قوّة كل فريق بحسب رأيك؟
^^ بالنسبة لفريق مولودية الجزائر نقطة قوته تكمن في الفرديات اللامعة التي يمتلكها، وهي قادرة على صنع الفارق في أي لحظة على غرار بلايلي الذي يعد لاعب لا يحتاج إلى تعريف، وكلنا نعلم جيدا إمكانات هذا اللاعب الكبيرة بدليل مساهمته الفعالة في التتويج بلقب البطولة، إضافة إلى عناصر أخرى مميزة في صورة نعيجي وزوغرانا والمهاجم بايزيد، أما بالنسبة لفريق شباب بلوزداد فاعتقد أن نقطة قوته هي اللعب الجماعي فالفريق لا يرتكز على لاعب واحد، وحين يظهر الفريق بصورة سيئة معناه أن اللعب الجماعي لم يكن في المستوى عكس المولودية، التي تمتلك لاعبين قادرين على ترجيح كفة الفريق حين يكون هذا الأخير في وضعية صعبة.
^ هل هناك ضغوطات نفسية على الفريقين يتوجب أخذها في الحسبان؟
^^ بالنسبة لشباب بلوزداد الضغوطات النفسية ليست كبيرة مقارنة بفريق مولودية الجزائر، إلا أن خسارة نهائي النسخة الماضية قد يشكل عامل ضغط للاعبين الذين يريدون الفوز في هذه النسخة لتعويض خسارة السنة الماضية، وبالنسبة لفريق مولودية الجزائر الضغوطات كبيرة من طرف الأنصار قبل التتويج بالبطولة، وزادت بعد التتويج حيث نسي الأنصار بسرعة لقب البطولة، وأصبحوا يفكرون فقط في نهائي الكأس من أجل الفوز بالثنائية وهو الأمر الذي قد يؤثر على لاعبي المولودية سلبا، حيث كان من الطبيعي أن يكون الضغط أقل على لاعبي المولودية بعد التتويج بلقب البطولة، إلا أن العكس هو الذي حدث حيث زاد شغف الأنصار ومطالبتهم للاعبين بضرورة الفوز بنهائي الكأس.
^ كيف تتوّقع الحوار التكتيكي بين باكيتا وبوميل في هذا النهائي؟
..: هما مدربان كبيران صراحة لديهما الكثير من الأفكار الفنية الجيدة، ومن الجيد مشاهدة مدربين من هذا النوع في البطولة رغم أن باكيتا لم يكن موفقا في رابطة أبطال إفريقيا، إلا أنه تدارك الوضع في البطولة ونجح في الظفر بالمركز الثاني الذي يعد إنجازا كبيرا بالنسبة للفريق، بعد الصعوبات والمشاكل التي عانى منها الشباب ولكل مدرب خطته المفضلة، حيث يلعب بوميل بطريقة 4-2-3-1 بينما يدخل باكيتا دائما بخطة 4-3-3، ولكن من الصعب التكهن بما ستؤول إليه المباراة إلا أنني أتوقع أن يكون الحوار التكتيكي شيقا بين المدربين.
^ ما هي الرسالة التي توجهها للأنصار قبل المباراة؟
^^ قبل المباراة الأمور تسير بطريقة جيدة جدا وكل طرف يشجع فريقه لكن الأمور أحيانا تزيد عن حدها بعد المباراة، بسبب عدم تقبل النتيجة وكما يعلم الجميع نهائي كأس الجمهورية يكون فيه دائما فائز وخاسر، أي أنصار سعداء وآخرون حزينون وهنا لا يجب أن يكون الحزن كبيرا وحتى الفرح لا يجب أن يتعدى الحدود، يجب على كل طرف احترام الآخر اللاعبون أيضا عليهم مسؤولية كبيرة من خلال تفادي النرفزة الزائدة التي يصل صداها إلى الأنصار، حيث سيكون عليهم ضرورة منح الصورة الجيدة ببصمة جميلة عن الروح الرياضية، وخاصة الاحترافية من خلال احترام المنافس قبل أثناء وبعد المباراة.
متوسط ميدان مولودية الجزائر..محمد زوغرانا لـ “الشعب”:
نحــن محفــزوّن تلقائيــا لمعانقـــة الثنائيـــة وإسعـــاد أنصارنــا
اقتربنا من متوسط ميدان القوّي محمد زوغرانا، الإيفواري الذي سحر قلوب أنصار العميد، الذي تحدث لنا عن الموسم الكروي وعن نهائي الكأس وحلم التتويج بالثنائية، كما عرج للحديث عن المنافسة القارية وموسمه الأول بالاحتراف، وتفاصيل مهمة في مسيرته الكروية، في هذا الحوار:
حوار: محمد فوزي بقاص
^ الشعب: أولا هنيئا لكم التتويج بالرابطة المحترفة بعد انتظار من الأنصار دام 14 عاما كاملا؟
^^ محمد زوغرانا: نحن جد سعداء لتشريف ألوان شعب المولودية، كما أوضحته جيدا انتظروا ذلك منذ 14 عاما كاملا، وما حققناه هذا الموسم يشعرنا جميعا بالفخر، خصوصا أننا تمكنا من كتابة أسمائنا رفقة أساطير هذا النادي العريق الذين ساهموا في تتويجاته، ونشكر أنصار الفريق الذين قدموا لنا دعما استثنائيا طيلة الموسم الكروي، ونتمنى أن نواصل حصد الألقاب بداية مباراة الكأس أمام فريق شباب بلوزداد، لمعانقة الثنائية التاريخية الثانية للفريق إن شاء الله.
^ ينتظركم نهائي كأس تاريخي أمام شباب بلوزداد، لكن هل لديكم الموارد الذهنية لإنهاء الموسم كما بدأتموه؟
^^ بطبيعة الحال، قبل بداية الموسم معانقة الثنائية سطر لنا كهدف أساسي من قبل الإدارة، وسنعمل على ذلك ونحن محفزون تلقائيا لإسعاد أنصارنا الذين ينتظرون ذلك على أحر من الجمر، أنصارنا يطالبون دائما بالمزيد وسندخل هذه المقابلة بكثير من العزيمة والإرادة والاندفاع البدني، ونتمنى أن نكون حاضرين بدنيا ومعنويا لبلوغ هدفنا.
^ الموسم المقبل ستخوضون منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، وهي سابقة في مسيرتك الكروية؟
^^ خوض أعرق منافسة قارية بألوان المولودية ورفقة أنصارنا سيكون أمرا خاصا، سندخل المرحلة التمهيدية ونتمنى أن نتمكن من تجاوزها بسلام، والعمل بعدها على الذهاب بعيدا لمحاولة خلق المفاجأة مع كبار القارة، ورفقة المجموعة التي نمتلكها واللاعبين الجدد الذين سيلتحقون بنا في بعض المناصب نتمنى تحقيق أشياء جميلة.
^ قبل بداية الموسم الكروي كنت لاعبا مجهولا وبعد مواجهتين أكدت قدراتك وأنهيت الموسم بصفتك أحد أفضل لاعبي الوسط في الرابطة المحترفة، ما السر الذي جعلك تبرز في ظرف قصير بأول موسم لك خارج كوت ديفوار؟
^^ في البداية أشكر الله عز وجل الذي اختار لي هذا المصير بالبروز في بداياتي بعالم الاحتراف وبألوان فريق مولودية الجزائر، وعندما تكون لديك الفرصة لتزامل لاعبين بإمكانيات فنية وتقنية كبيرة بعدها ستكون أمور الاندماج رفقة المجموعة سهلة، وعنوان النجاح هو العمل والاجتهاد في التدريبات وتطبيق تعليمات المدرب على حذافيرها، والعمل هو الذي جعلني مثلما تقول أنهي الموسم بصفتي أحد أفضل لاعبي وسط الميدان بالرابطة المحترفة للموسم الكروي (2023 – 2024)، وأتمنى أن أواصل على هذا المنوال والمساهمة في سعادة شعب العميد، وسنواصل ذلك الموسم المقبل بإذن الله.
^ تشكل ثنائيا مثاليا رفقة بن خماسة في الوسط، كيف نسجت العلاقة بينكما منذ البداية؟
..: زميلي بن خماسة أتعلم منه الكثير كل يوم، هو لاعب بخبرة كبيرة في الميادين ولعب كثيرا في المستوى العالي، وهو لاعب خلوق داخل وخارج الميدان، وأتفاهم معه كثيرا وهو مثل أخي، وأعتقد أنه السر الذي جعلنا نظهر أشياء جميلة ونكون متضامين في أرضية الميدان، والأمر الذي ساعدني كثيرا على الاندماج بسرعة في تشكيلة الفريق.
^ بعد موسم في البطولة الجزائرية، كيف تقيّم مستواها؟
..: أعتقد أن كرة القدم الجزائرية وبطولتها تعد من بين أفضل البطولات في القارة الإفريقية، هي بطولة بفرق ولاعبين كبار وفيها ندية وحماس كبير، ولهذا فإن التتويج بلقب هنا صعب للغاية، لأن هناك العديد من الفرق التي تنافسك بشراسة طيلة الموسم حتى ولو كانت في ذيل الترتيب، والحمد لله تمكنا من الظفر بلقب الرابطة المحترفة، ونتمنى المزيد من الألقاب.
^ منتخب كوت ديفوار بطل إفريقيا ويملك العديد من النجوم، هل تطمح لحمل قميص الفيلة، بداية من تربص شهر سبتمبر؟
^^ بطبيعة الحال، لدي الحظ لكوني أملك جنسية مزدوجة إيفوارية وبوركينابية، لم أقرر شيء بخصوص مصيري رفقة المنتخب الذي سأحمل ألوانه لكن في القريب العاجل سأفصل في أمر حمل قميص منتخب كوت ديفوار أو بوركينافاسو.
أكد أن فريقه سيقدم كل ما لديه فوق الميدان للفوز .. باكيتا:
نعرف المولودية جيدا والأمور ستلعب على جزئيات صغيرة
أكد مدرب شباب بلوزداد البرازيلي ماركوس باكيتا خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بقاعة المحاضرات التابعة للمركب الأولمبي محمد بوضياف بالعاصمة، أن الأمور داخل الفريق تسير بشكل جيد ومعنويات عالية بين اللاعبين، خلال التحضيرات الخاصة بنهائي كأس الجزائر الذي سيجمعهم غدا الجمعة بداية من الساعة الخامسة مساء بفريق مولودية الجزائر.
ن. بوقرين تصوير: ع. تليوة
صرّح المدرب البرازيلي باكيتا أن الأمور ضبطت من جانب الإدارة حتى يكون كل شيء جاهز في قوله: “الإدارة تعمل بجدّية وساهرة على توفير كل الظروف الملائمة من أجل التحضير الجيد للنهائي من جميع الأصعدة”.وأضاف “الأجواء عائلية داخل الفريق والكل جاهز، حيث سندخل مباراة النهائي بهدف تحقيق الفوز لأنه في الأخير لقاء عادي في كرة القدم”.
وتابع “نعمل من دون ضغط لأننا نملك مجموعة من اللاعبين لديهم الخبرة وأكيد أنهم سيقدمون ما عليهم فوق الميدان للفوز”.واصل باكيتا قائلا في ذات السياق: “اللقاء سيلعب على جزئيات صغيرة بما أن كلا الفريقين يعرفان بعضهما جيدا، ولهذا فإن التركيز مهم”.
واستطرد “سنلعب اللقاء بطريقة عادية لأن اللاعبين الموجودين يملكون الخبرة في التعامل مع مثل هذه المواجهات التي تربح ولا تلعب”.
وعن المنافس “نعرفه جيدا وسبق لنا مواجهته في مناسبتين ضمن البطولة، وهدفنا إنهاء الموسم بلقب كأس الجزائر، بعدما حققنا التأهل لرابطة أبطال إفريقيا، رغم صعوبة المهمة وتأهلنا لنهائي كأس الجمهورية”.أما عن التحضيرات للنهائي قال مدرب شباب بلوزداد: “شرعنا في التحضير لنهائي الكأس منذ عدة أيام حتى نضمن جاهزيتنا للموعد منذ الإعلان عن تاريخ إجراء المباراة، لأن مثل هذه اللقاءات تستوجب جاهزية بدنية إضافة إلى الجانب النفسي حتى لا يكون ضغط على اللاعبين”.وختم “الأمور جيدة وسنكون جاهزين للمباراة وسنقدم أداء جيد فوق الملعب خاصة أنه النهائي الأول الذي يجمع بين الشباب والمولودية”.
أكد أن اللاّعبين يتواجدون في ظروف معنوية جيّدة.. بوميل:
أشكر الطاقم الطّبي الذي قام بعمل كبير لاستعادة المصابين
نشّط مدرب مولودية الجزائر باتريس بوميل ندوة صحفية بقاعة المحاضرات التابعة للمركب الأولمبي محمد بوضياف، تطرق خلالها إلى التحضيرات التي سبقت نهائي كأس الجمهورية، الذي سيجمعهم مع فريق شباب بلوزداد يوم الجمعة، أكد فيها أن الفريق جاهز لخوض هذه الموقعة بدنيا ومعنويا، وأثنى بالعمل الكبير الذي قام به الطاقم الطبي لتجهيز عدد من المصابين.
نبيلة بوقرين تصوير: عباس تليوة
أكد بوميل أن أشباله يتواجدون في ظروف معنوية جيدة تحفز اللاعبين أكثر للدخول بقوة في النهائي في قوله: “شرعنا في التحضيرات الخاصة بالنهائي التي ستجمعنا مع فريق شباب بلوزداد منذ الإعلان عن موعد إجراء المباراة”.
وصرّح أيضا: “دخلنا في تربص مغلق بتواجد اللاعبين، أين ركزنا على العمل بدني والتكتيكي لكي نكون في الموعد بدنيا وذهنيا، لأننا نرغب في إضافة اللقب الثاني لهذا الموسم بعدما توجنا بلقب البطولة الوطنية”.وعن توقيت إقامة النهائي أفاد “النهائي سيجري في ملعب 5 جويلية وفي توقيت جد مناسب، بحضور رئيس الجمهورية الذي سيعطي دفع معنوي أكبر للاعبين، من أجل تقديم أداء أفضل وإسعاد الجمهور الكبير الذي سيأتي للمدرجات، وكلنا نعرف الأجواء التي يصنعها الأنصار”.
وتحدث المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية لفريق مولودية الجزائر عن العمل الكبير الذي قام به الطاقم الطبي لتجهيز نجم الفريق الأول لخوض النهائي، قائلا: “أشكر كثيرا الطاقم الطبي على العمل الكبير الذي قام به في ظرف قياسي، من أجل تحضير يوسف بلايلي الذي كان يعاني من إصابة تعرض لها خلال مواجهة الجولة الأخيرة من البطولة الوطنية أمام مولودية وهران”.وكشف: “بلايلي سيكون حاضر يوم النهائي لتقديم الإضافة للمجموعة”.
واسترسل: “بقية التعداد جاهز خاصة أننا في نهاية الموسم ويبقى التركيز على الجانب النفسي من أجل الفوز في اللقاء وتحقيق لقب الكأس”.
وختم: “سنلعب على النقاط السلبية للشباب ونحن جازهون لكل السيناريوهات لأن اللقاء قد يحتكم للوقت الإضافي أو ركلات الترجيح ولهذا كل الأمور مدروسة”.
كما شدّد مسؤول الجهاز الفني للعميد على أن الموسم الماضي لم يكن سهلا، ولهذا فإن اللاعبين بحاجة لبعض الراحة من أجل تحضير الموسم القادم جيدا، “بعد نهائي الكأس سنسمح للاعبين بأخذ عطلة للاستراحة قليلا من تعب الموسم الماضي، وبعدها سنشرع في تحضير الموسم الجديد للمنافسة محليا وكذا رابطة أبطال أفريقيا”.
قصة فريق شباب بلوزداد مع النهائيات
نشط فريق شباب بلوزداد لكرة القدم اثني عشرة (12) نهائي لكأس الجزائر منذ طبعتها الأولى سنة 1963 وقبل نهائي موسم (2023-2024) الذي سيجمعه بمولودية الجزائر يوم الجمعة بملعب 5 جويلية الاولمبي.
وفيما يلي نهائيات فريق شباب بلوزداد:
24 أفريل 1966 (ملعب العناصر – الجزائر):
شباب بلكور – رائد القبة 3-1
الاهداف: لالماس (د13، د63)، ماتام (د89) شباب بلكور
ناناش (د82) رائد القبة
12 جوان 1969 (ملعب العناصر – نهائي معاد):
شباب بلكور – اتحاد الجزائر 5-3 (بعد الوقت الإضافي)
الأهداف: كالام (د65)، عاشور (د95 ض.ج)، لالماس (د4، د100، د116) شباب بلكور
برناوي (د52، د88)، مزياني (د115) اتحاد الجزائر
28 جوان 1970 / ملعب بولوغين، الجزائر (نهائي معاد):
شباب بلكور – اتحاد الجزائر 4-1
الأهداف: كالام (د32، د49)، لالماس (د75، د79) شباب بلكور
زيتون (د40) اتحاد الجزائر
1 ماي 1978 (ملعب 5 جويلية – الجزائر – 80.000 متفرج – الحكم: حنصال)
شباب بلكور – إتحاد الجزائر 0-0 (فوز شباب بلكور بضربات الترجيح 3-0)
23 جوان 1988 (ملعب 5 جويلية – الجزائر) – 36.000 متفرج – الحكم: حنصال):
اتحاد الجزائر – شباب بلوزداد (0-0 : فوز اتحاد الجزائر بضربات الترجيح 6-5)
5 جويلة 1995 (ملعب 5 جويلية):
شباب بلوزداد – أولمبي المدية 2-1
الأهداف: علي موسى (د49)، دوب (د78) شباب بلوزداد
جحمون (د45) أولمبي المدية
12 جوان 2003 (ملعب مصطفى تشاكر -البليدة – (25 ألف متفرج) – الحكم/ بربر)
اتحاد الجزائر – شباب بلوزداد 2-1
الأهداف: غول (د 39 ض.جزاء) ويشاوي (هدف ذهبي) لاتحاد الجزائر، روايغية (د 56) لشباب بلوزداد
21 ماي 2009 (ملعب مصطفى تشاكر – البليدة):
شباب بلوزداد – أهلي برج بوعريريج 0-0 (فوز شباب بلوزداد 2-1 بضربات الترجيح)
1 ماي 2012 (ملعب 5 جويلية):
وفاق سطيف – شباب بلوزداد 2-1 بعد الوقت الإضافي
الأهداف: حشود (د 22 ) بن موسى (د 96 ) لوفاق سطيف، عمور (د82) لشباب بلوزداد
5 جويلية 2017 (ملعب 5 جويلية):
وفاق سطيف – شباب بلوزداد 0-1 (بعد الوقت الإضافي)
الهدف: يحيى شريف (د 117) شباب بلوزداد
8 جوان 2019 (ملعب مصطفى تشاكر):
شباب بلوزداد – شبيبة بجاية 2-0
الأهداف: سعيود (د 76)، بوسليو (د 90+4) شباب بلوزداد
22 جوان 2023 (ملعب ميلود هدفي بوهران):
أولمبي الشلف – شباب بلوزداد 2-1
الأهداف: عدادي (د 67) ومرسلي (د 94) لأولمبي الشلف، وامبا (د 8 ضربة جزاء) لشباب بلوزداد.
قصة مولودية الجزائر مع نهائيات كأس الجزائر
نشط فريق مولودية الجزائر تسعة نهائيات لكأس الجزائر لكرة القدم التي خاضها فريق مولودية الجزائر منذ النسخة الأولى سنة 1963 وقبل نهائي الطبعة الـ 57 المقرر أمام شباب بلوزداد.
يوم 13 جوان 1971 (ملعب 20 أوت- الجزائر):
مولودية الجزائر – اتحاد الجزائر 2-0
الهدفان: بتروني (5) وباشي (36)
يوم 19 جويلية 1973 (ملعب 5 جويلية- الجزائر):
مولودية الجزائر – اتحاد الجزائر 4-2 (بعد الوقت الإضافي) الأهداف:
م.الجزائر: باشي (36) كاوة (96) بوسري (106) وبتروني (116)
ا.الجزائر: عطوي (18 و120)
يوم 19 جوان 1976 (ملعب 5 جويلية- الجزائر):
مولودية الجزائر – مولودية قسنطينة 2-0
الهدفان: بلمو (2) بن الشيخ (10)
يوم 20 ماي 1983 (ملعب 5 جويلية- الجزائر):
مولودية الجزائر – جمعية وهران 4-3 (بعد الوقت الإضافي)
الأهداف:
م.الجزائر: بوسري (16 و46) بن الشيخ (57) وبلمو (110)
ج.وهران: تاسفاوت (10 و55 ض.ج) لفجح (88)
يوم 15 جوان 2006 (ملعب 5 جويلية- الجزائر):
مولودية الجزائر – اتحاد الجزائر 2-1
الأهداف:
م.الجزائر: دهام (42 و50 ض.ج)
إ.الجزائر: دوكوري (85)
يوم 28 جوان 2007 (ملعب 5 جويلية- الجزائر):
مولودية الجزائر – اتحاد الجزائر 1-0
الهدف: حجاج (70).
يوم 1 ماي 2013 (ملعب 5 جويلية /الجزائر):
مولودية الجزائر- اتحاد الجزائر 0-1
الأهداف: بن موسى (د 18) لاتحاد الجزائر
يوم 1 ماي 2014 (ملعب مصطفى تشاكر /البليدة):
شبيبة القبائل -مولودية الجزائر 1-1 (فوز المولودية بالضربات الترجيحية 5-4)
الأهداف:
مولودية الجزائر: ريال (ضد مرماه د 4)
شبيبة القبائل: ريال (د88 ض ج)
يوم 1 ماي 2016 (ملعب 5 جويلية):
نصر حسين داي- مولودية الجزائر 0-1
الأهداف: حشود (د82)
وسط إقبال محتشم للشناوة وتنظيم جيد بملعب فرحاني
السيدة الكأس في معقل المولودية بباب الوادي
حطّ صباح أمس مجسّم كأس الجمهورية على أرضية ميدان ملعب فرحاني بباب الوادي معقل مولودية الجزائر وأنصارها “الشناوة” وسط إقبال محتشم من قبل أنصار أصحاب الزّي الأحمر والأخضر، وتنظيم جيد من قبل مصالح الأمن الوطني، ومسؤولي الفاف وممثلي شركة “موبيليس” الراعي الرسمي للمنافسة، في غياب مسؤولي بلدية باب الوادي عن الحدث.
عزيز ب.
تصوير: محمد آيت قاسي
أنصار العميد وكالعادة صنعوا أجواء احتفالية مميزة في الرواق المؤدي للخيمة التي نصّبت للمناسبة، حيث كان الجميع يتحدث عن الثنائية ويتمنون التتويج بها وكانوا يتغنون “هذا العام الدوبلي ولا كوب لينا”، لكن الكل كان يسأل عن وجود تذاكر إضافية للنهائي المرتقب هذا الجمعة بملعب 5 جويلية الأولمبي ضد الغريم شباب بلوزداد.
وبلغ سعر التذاكر في السوق السوداء ما بين 2500 و3000 دج للتذكرة الواحدة، علما أن سعرها الرسمي هو 500 دج وهي التي نفذت في طرف قياسي أول أمس بأكشاك ملعبي 5 جويلية و20 أوت، حيث اضطر عديد أنصار الفريقين للمبيت أمام الملعبين للحصول على تذاكر النهائي رغم الظروف الصعبة التي عاشوها.
حســــان (سائــــــق سيــارة أجـرة): “لن نتنازل عن الثنائية يا بلايلي”
وقال لنا أحد أنصار فريق مولودية الجزائر ويدعى حسان وهو سائق سيارة أجرة وكان رفقة ابن أخته ريان في تصريح ليومية “الشعب”: “أناصر مولودية الجزائر منذ كان عمري 5 سنوات وأبلغ الآن 52 سنة، المولودية تسري في دمي، لن نرضى بغير الثنائية يا بلايلي، لقد فرحتمونا في البطولة والكأس فرصة لإنهاء الموسم بقوة فرحنا يا بلايلي”
ووجه نداء للأنصار: “علينا أن نتحلى بالروح الرياضية فما هي إلا مباراة في كرة القدم والابتعاد عن كل تلك المشاحنات والمتوج بالكأس يوم 5 جويلية هنيئا له”.
عثمان (عامل في محل لبيع المرطبات): “الكأس ستعود لباب الوادي هذا الجمعة”
من جهته، قال عثمان عامل في محل لبيع المرطبات: “سنفوز بكأس الجمهورية هذا الجمعة والمجسم سيعود مجددا إلى باب الوادي للاحتفال بالثنائية والكأس التاسعة في تاريخنا، شباب بلوزداد حقيقة منافس قوي لكن هذا الموسم نحن الأقوى والأحسن والمولودية ستتوج بكل شيء، والعرس سيكون كبيرا في ملعب 5 جويلية الأولمبي”.
مروان (طالب جامعي): “الكأس ستكون حمراء وخضراء وعلى الشباب الانتظار العام المقبل”
وفي سياق أخر، قال لنا مروان وهو طالب جامعي في كلية العلوم الاقتصادية: “الكأس ستكون حمراء وخضراء وعلى الشباب الانتظار العام المقبل، حقيقة سعيد للغاية بتواجدي هنا لالتقاط صور مع مجسم كأس الجمهورية، سنتوج بالكأس التاسعة وسنحرم الشباب من كل شيء هذا الموسم”.
وكما لاحظنا أول أمس في شوارع بلوزداد، عند دخولك حي باب الوادي العريق والتاريخي، ترى كل شيء تزين للحدث المرتقب فمعظم الشوارع الرئيسية من الثلاث ساعات إلى ساحة الكيتاني مرورا بشارع العقيد لطفي وحتى بازيطا بالألوان الحمراء والخضراء، ولبست الجدران حلة اللوحات الفنية على الطريقة الأوروبية، إنها حقا حمى النهائي التاريخي والداربي العاصمي المنتظر تجتاح باب الوادي هذه الأيام.
نهائي كأس الجزائر 2024
غدا 17:00: مولودية الجزائر – شباب بلوزداد
نهائـــي غـــــير مسبـــوق لخطف زعامة الأكثر تتويجا بالكأس
تتجّه أنظار عشاق كرة القدم الجزائر عشية، غدا الجمعة، بداية من الساعة الخامسة مساءً إلى الملعب الأولمبي 05 جويلية، لمشاهدة النهائي التاريخي لكأس الجزائر في نسخته الـ 57، الذي سيجمع في نهائي غير مسبوق المتوجين بثمانية كؤوس مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، الذين سيخوضون المواجهة بشعار معانقة الكأس التاسعة.
محمد فوزي بقاص
تصوير: عدلان سنواني
يلعب الداربي رقم 117 في تاريخ المواجهات بين العميد والشباب بمختلف المنافسات، والسابع على مر التاريخ بمنافسة كأس الجزائر، بشعار تحطيم الرقم القياسي للفريق الأكثر تتويجا بذات الأذنين، والظفر بزعامة الأندية الجزائرية في منافسة الكأس، التي يتصارع عليها منشطي النهائي رفقة اتحاد الجزائر ووفاق سطيف أصحاب 08 كؤوس.
سيجمع نهائي كأس الجزائر 2024 بطل الجزائر عميد الأندية الجزائرية المولودية، بوصيفه في الرابطة المحترفة للموسم الكروي (2023 – 2024) شباب بلوزداد، في مواجهة بين أفضل فريقي الموسم المنقضي، حيث يهدف العميد التتويج بلقب الكأس الذي يغيب عن خزائنه لمدة 08 مواسم، في حين أن أبناء لعقيبة يعملون على إعادة الكأس إلى بلوزداد بعد غياب دام 5 سنوات.
يبحث رفقاء القائد أيوب عبد اللاوي كتابة أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ النادي، بمعانقة ثاني ثنائية في التاريخ الواسع للمولودية بعد الأولى المحققة سنة 1976، وإسعاد ملايين الأنصار داخل وخارج الوطن، بالإنجاز الذي سيرسم استعادة مولودية الجزائر لهيبته الضائعة خلال السنوات المنصرمة.سيكون التتويج بالثنائية لفريق مولودية الجزائر دافعا قويا لكل أطقم الفريق واللاعبين، من أجل دخول الموسم الكروي (2024 – 2025) بقوة، للدفاع عن لقبيهم الوطنيين والذهاب بعيدا في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، للعودة إلى الواجهة القارية خصوصا بعد تسلم المنشآت الرياضية الجديدة للفريق، المتمثلة في مركز تدريب المولودية بزرالدة، وملعب علي عمّار المدعو علي لابوانت بالدويرة.
يعمل أشبال المدرب الفرنسي باتريس بوميل على تفادي تسجيل ثاني هزائم الفريق في مباراة نهائية لمنافسة كأس الجزائر، بعد الأولى المسجلة أمام الغريم الأزلي فريق اتحاد الجزائر في نهائي نسخة 2013، بذات الملعب 05 جويلية الأولمبي.
في الجهة المقابلة، يسعى فريق شباب بلوزداد الذي حرم من التتويج بلقب البطولة الخامس على التوالي، إنقاذ موسمه بلقب يحفظ ماء وجه الإدارة التي وضعت إمكانيات كبيرة طيلة الموسم المنصرم لمواصلة التألق محليا.
شاءت الأقدار أن يكون منافس شباب بلوزداد في النهائي، الجار مولودية الجزائر الفريق الذي حرمه من حلاوة الفوز بلقب البطولة، بالرغم من أن مواجهتي الرابطة المحترفة للموسم الكروي المنقضي انتهتا بنتيجة التعادل السلبي.
يهدف أشبال المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا في نهائي كأس الجزائر، الثأر من هزيمة نهائي النسخة الفارطة أمام فريق جمعية الشلف بملعب الأولمبي ميلود هدفي بوهران، وتفادي الانهزام في النهائي الثاني على التوالي والخامس في التاريخ.
تقام مواجهة نهائي كأس الجزائر بأكشاك مغلقة، بعدما نفذت 40 ألف تذكرة التي خصصت للحدث الكروي في ظرف ثلاثة ساعات من الزمن، أين سيتم فتح أبواب الملعب الأولمبي بداية من الساعة 11:00 صباحا، حتى يتسنى للجمهور الرياضي دخول المدرجات بطريقة سلسة.
سيدير اللقاء الحكم الدولي المخضرم مصطفى غربال رفقة طاقم تحكيمي دولي على أرضية الميدان وفي غرفة الفيديو المساعد، الذي سيساهم في تفادي حدوث أخطاء تحكيمية تأثر على نتيجة المقابلة.
قضية
الصّامتــــون علــــى الجرائــــم الصّهيونيــــة
شركـــــــاء الكيــــــــان فـــــــي الإبـــــــادة الجماعيــــــة بغـــــــزّة
يقول كارل ماركس، وهو الابن المتمرد لأبوين يهوديَّين، في تعليق شهير: في السياسة لا يفكّر الألمان إلا بما سبق وقام به الآخرون. إلا أنّ تهكّمه هذا في حاجة إلى إعادة نظر؛ فالألمان في أيامنا هذه يفعلون أشياءً ليس في مقدور الآخرين حتى مجرّد التفكير بها. إنّ جميع المؤسسات الكبرى في البلاد تقريبًا منخرطة في ممارسة سلوك “البلطجة” لإسكات منتقدي الكيان الصهيوني وتعقّبهم ومضايقتهم؛ فالفلسطينيون والمسلمون والشعوب الملونة واليهود المناهضون للصهيونية والكتّاب والموسيقيون والشعراء ومغنّو الرّاب وصانعو الأفلام وأيّ شخص يجرؤ على انتقاد الكيان أو التشكيك فيها يُوصم بـ«معاداة السامية”.
جون كين
أستاذ علوم السياسة – سيدني
المركز العربي للأبحاث
ولقد أعاد نائب المستشار الألماني روبرت هابيك، عقب السابع من أكتوبر 2023، التأكيد على النموذج الخطابي، وضبط الإيقاع العام، من خلال بيان إعلامي شديد اللهجة، أكّد فيه على أنّ أمن الكيان الصهيوني هو جزء لا يتجزأ من وجودية ألمانيا أو كيانها، وبرّر أنّ “هذه العلاقة الخاصة برزت من “المسؤولية التاريخية” لألمانيا، في التكفير عن المحرقة (الهولوكوست)، عبر تأسيس دولة الكيان الصهيوني، وأوضح أنّ “أمن الكيان هو عهد قطعناه على أنفسنا‘“، وختم بالقول: “ألمانيا تعرف ذلك”.
يبدو أنّ القليل من الألمان، إمّا لاحظوا أو اهتمّوا بأنّ كلمات هابيك قد أعفت ألمانيا عمليًا من الجرائم الصهيونية السابقة في حق الفلسطينيين، أو أنّها منحت حكومة بنيامين نتنياهو، بحكم الأمر الواقع، حقًّا “سياديًا” لتعريض “أمن” الملايين من البشر للخطر، بما في ذلك الفلسطينيون الذين يكابدون الجوع والرعب في قطاع غزة والضفة الغربية، وكذلك المواطنون العرب واليهود الذين يعيشون في الأراضي المحتلة.
وهكذا، مباشرة بعد السابع من أكتوبر، ومع محدودية التفاعل أو المعارضة العامة، بدأت ألمانيا في ممارسة ما لا يمكن تخيّله. وتفرّق الآن شرطة مكافحة الشغب، باسم مكافحة “معاداة السامية”، المسيرات المؤيّدة للفلسطينيين على نحو ممنهج، وبات إحياء ذكرى النّكبة وارتداء الكوفيّة وعرض الأعلام والألوان الفلسطينية أمورًا غير مرغوبٍ فيها، بل محظورة. وتُحظر كذلك تجمّعات المواطنين اليهود الليبراليين واليساريين الذين يعارضون نتنياهو، وتسوق الشّرطة تبريرات من قبيل أنّه ربما يُسيء “مثيرو الشّغب”!! الذين ينحدرون من “أصول” فلسطينية، استخدام هذه التجمّعات. وتفرض شركة سبرينغر (شبرينغر باللغة الألمانية) وشركات أخرى، قَسَم الولاء للكيان الصهيوني. ولطالما زوّدت أحواض بناء السّفن الألمانية الكيان بغوّاصات “يو” U مزوّدة برؤوس نووية، في حين ازدادت مبيعات الأسلحة الألمانية إلى الكيان في عام 2023 عشرة أضعاف، وحتى الجيش الألماني بات جاهزًا للدّفاع عنه، فقد أبحرت أوائل فبراير 2024، ومن دون تفويض من البرلمان الألماني (البوندستاغ)، السّفينة الحربية “هيسن” من ميناء فيلهلمسهافن، متجهةً صوب البحر الأحمر، وعلى متنها عدد غير معلوم من قوّات مشاة البحرية التي جرى حشدها للتعامل مع تهديدات ميليشيا الحوثي في اليمن لحركة الملاحة في المنطقة.
ماذا يقول المثقّفون الألمان، إذن، عن كلّ هذه الاتّجاهات المثيرة للقلق؟ لا شيء تقريبًا! حقًّا، إنّ جبنهم لصادم. هناك عمليًّا أرواح شجاعة قد تمتلك الجرأة على اتخاذ مواقف معارضة، ولكن حتّى عندما يعلّق المثقّفون على حرب الكيان الصهيوني على غزة، أو يتحدّثون عن مبادئ الأخلاق والسياسة، كما فعل يورغن هابرماس Jürgen Habermas، وراينر فورست Rainer Forst وآخرون قبل بضعة أشهر، فإنّ “تضامنهم المعلن مع الكيان يتجلّى كشِبولِت ألماني، منقوش بلا شك على الحجر الصهيوني”.
إنّ الكلمة العبرية القديمة “شِبولِث أو شِبولِت” هي خير ما يُستدل به في هذا السياق، لأنّ “الشِبولِت”، كما يعلم قرّاء سفر القضاة التوراتي، هو لفظة تعمل ككلمة مرور، يستعملها أتباع مجموعة أو طائفة لتمييز أنفسهم من الأعداء، وإن لزم الأمر إبادتهم، كما فعل الجلعاديون في الكتاب المقدّس مع الأفرايميين.
يجمع الشِبولِت أو “الولاء للكيان” بين متناقضين: الهشاشة والقوة المفرطتين، ويعمل مؤشّرًا عائمًا مع تأثيرات تضمينية وإقصائية كاملة، حيث تُستعمل مرونته الدلالية لتحشيد أتباعه وربطهم معًا من خلال استهداف خصومهم بصفتهم غرباء وأعداء. وتبعًا لذلك، توثّق مجموعة “أرشيف الصّمت” ومقرّها برلين، قائمة المؤسسات الألمانية التي تتعاون على نحو فاضح مع الإبادة الجماعية الصهيونية، وقد غدت القائمة طويلة الآن، وتنمو باطّراد. ويستمر توجيه أصابع الاتهام وإطلاق الأحكام بناءً على الشُّبهة، وتكثر الأعذار الواهية، وتلفّ الظّلال الجامعات وغيرها من المؤسسات، التي يُفترض أنّها مستنيرة وتحتكم إلى المنطق، ولكن يبدو أنّ الأدلة والصدق والنزاهة قد أضحت في أيّامنا هذه بلا قيمة.
إنّ الولاء للكيان هو شِبولِت أو أيقونة للتنمّر، ذات تأثيرٍ مُخرسٍ أو كاتمٍ للحقيقة، وقد اكتشفتُ ذلك بنفسي، عندما تلقّيتُ رسالة من محكمة “الكنغر” سيّئة الصّيت، تتهمني فيها بالتعاطف مع “الإرهاب” عن طريق يوتا ألميندينغر Jutta Allmendinger، رئيسة مركز العلوم الاجتماعية في برلين، حيث عملتُ هناك أستاذًا وباحثًا مدة ربع قرن.
تتهمني المحكمة في رسالتها بأنّني مؤيّد سرًّا لـ “منظّمة إرهابية” تنشر الخوف، تُعرف باسم “حماس”، ولهذا أصبحتُ معرّضًا للملاحقة الجنائية، وفقًا للقانون الألماني. وقد رددتُ على ذلك برسالة استقالة، أكّدتُ فيها على التحيّز المجحف للرئيسة، وهوسها بكره حماس، ودعمها غير المدروس للتعريفات الرسمية التي أقرّتها الدولة لـ “الإرهاب”. وقد طرحتُ عليها سؤالين: تُرى لماذا صمتت رسالتُها عن أمور بغيضة، من مثل القصف الجوي المستمر، وعنف المستوطنين، والتدمير الوحشي الأرعن للمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والجامعات والخطط الصهيونية المجنونة لتجويع الملايين من البشر، واقتلاعهم من دون رحمة أو شفقة من أوطانهم القديمة؟ ولماذا ينكر مركز العلوم الاجتماعية على العلماء حقّهم في التحدّث بصراحة، وقول ما لا يجرؤ أحدٌ على قوله، وطرح التساؤلات حول دولةٍ وُلدت أصلًا من رماد الإبادة الجماعية، لكنّها عازمة الآن عسكريًّا على “التدمير المادّي كلّيًا أو جزئيًا” (“اتفاقية الإبادة الجماعية”، المادة الثانية-ج) لشعب اقتُلع من أرضه، وترويعه على نحو دامٍ؛ هذا الشعب يُعرف بالفلسطينيين؟
لقد قرأ أكثر من مليون شخص خطاب استقالتي على منصّة “إكس” X وفيسبوك؛ وعلّق عليه كثيرون آخرون على منصّات التّواصل الاجتماعي الأخرى، وتدفّقت رسائل الدعم الشخصية من جميع أنحاء العالم. وفي أثناء وجودي في الصين، انتشرت رسالة استقالتي انتشارًا واسعًا. وقد أبدى العديد من الأساتذة الذين يعيشون خارج ألمانيا، شجاعةً كبيرة، عندما دعوا الرئيسة ألميندينغر، ومركز العلوم الاجتماعية، إلى الاعتذار علنًا، عن اللهجة غير العلمية، والمضمون المهين لادّعاءاتها، لكنّها التزمت الصّمت، كما لم تُبدِ انزعاجًا من السلوك الهمجي والإرهابي للحكومة الصهيونية الحالية، وقد نحا أساتذة وباحثو مركز العلوم الاجتماعية نحوها، فقد وضعوا أقلامهم جانبًا، وأطبقوا شفاههم، وأغلقوا كذلك أجهزة الحاسوب المحمولة الخاصة بهم، وكفّوا أيديهم. لكن يتبادر إلى الذّهن سؤال: تُرى ما هو منطقهم أو تبريرهم لصمتهم هذا؟ ربما يظّنون أنّه من الأفضل عدم القيام بأيّ شيء، تفاديًا للمخاطرة بالازدراء والعار، أو الطّرد من العمل، أو ربّما (كما تنبّأ الفيلسوف الألماني المتميّز كارل ياسبرز منذ فترة طويلة) كان صمتُهم هو وَهم الصّلاح للأشخاص المقتنعين بأنّ اعترافات آبائهم بالذنب عن جرائم الماضي، وولاءهم الذي لا جدال فيه للكيان الصهيوني، قد يمنحانهم الغفران، أو على نحو أكثر بدائية، قد يتوافقان مع الفولكلور الألماني: أن تكون مخطئًا أفضل من أن تكون مختلفًا، واحترم قواعد “التّنسيق السّياسي” واخضع لها، وكن فخورًا بكونك ألمانيًا..إنّ ما يمنح الرّوح الطمأنينة هو عين الحقيقة.
فهم الصّمت أمر بالغ الصّعوبة، ولكن ما يمكن الجزم بقوله هو إنّ الصّمت الجبان لأحد معاهد الأبحاث المرموقة في أوروبا، يجسّد الجو العام في ألمانيا التي أصبحت الآن في قبضة شِبولِت، الذي تعود جذوره إلى فترة حكم كونراد أديناور Konrad Adenauer في خمسينيات القرن العشرين، والتي بدورها تقود في الوقت الحاضر إلى نتائج سياسية وقانونية وأخلاقية مدمّرة.
يشعر اليهود الألمان الذين يدفعهم إيمانهم إلى إدانة الكيان الصهيوني، بالحنق، ويبدو الأمر كما لو أنّهم لا ينتمون إلى دولة تطالب بالتكفير عن إبادتها لليهود في الماضي. وعلى نحو مغاير، فإنّ إشادة الحكومة الألمانية بموقف الكيان الصهيوني الصارم ضد “الإرهاب” و«التطرّف الإسلامي”!! تغذّي الدعم لحزب “البديل من أجل ألمانيا”؛ الحزب الشّعبوي اليميني المتطرّف، المؤيد للكيان، والمعادي للأجانب، والذي يحظى بدعم نحو 20 في المئة من الناخبين، وممثَّل الآن في 15 برلمانًا من أصل البرلمانات الستة عشر في المقاطعات الألمانية، ويُلحق ضررًا هائلًا بالسّمعة العالمية لألمانيا والألمان.
كانت الجهود التي بذلها الجيل الأخير لتخليص البلاد من الفكر والميول الفاشية، من خلال التعبير عن الشعور بالذنب والعار، مثيرةً للإعجاب، لكن في غضون أشهر جرى التّخلي عن جميع المكاسب المرتبطة بسمعة ألمانيا على مستوى العالم، بسبب التصريحات الحمقاء بالولاء غير المشروط للكيان الصهيوني. ومن خلال غضّ الطرف عن وحشية الكيان المدمّرة للذّات، فإنّ الإفلاس الأخلاقي الذي جلبته ألمانيا على نفسها لا يفيد، والضّرر الذي أحدثه الشِبولِت الألماني له عواقب قانونية، مثلما تدفع نيكاراغوا في محكمة العدل الدولية لمقاضاة ألمانيا على خلفية “تسهيل ارتكاب الإبادة الجماعية” عبر بيع أسلحة إلى الكيان الصهيوني، وقطع المعونات عن وكالة الأمم المتّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
الأسوأ من ذلك كلّه، بل الأكثر مأساوية، ولكن على نحو لم يتّضح بعد، هو أنّ الشِبولِت الألماني يثير الشّكوك حول رواية الشرعية الكبرى للدولة الألمانية. فديباجة دستورها أو قانونها الأساسي، تنص على أنّ “الشّعب الألماني” هو أساس الجمهورية، لكنّ الحقيقة المؤرّقة هي أنّ الشِبولِت هو تذكير بما قاله دبليو جي (ماكس) سيبالد، أحد أعظم الكتّاب في ألمانيا في جيل ما بعد عام 1945، عن الانتعاش الملحوظ لألمانيا بعد كوارث النصف الأول من القرن العشرين، والذي يُطلق عليه “السّر المحفوظ”؛ السّر القذر: في أسس الدولة الألمانية، ترقد عميقًا جثث الملايين من ضحايا الإبادة الجماعية النازية، والقصف الانتقامي الذي شنّه الحلفاء على المدن الألمانية، والذي أودى بحياة 600 ألف مدني، وترك أكثر من سبعة ملايين بلا مأوى، إلى جانب الإبادة الجماعية لشعوب الهيريرو والنّاما في مستعمرة جنوب غرب إفريقيا، وهي أول إبادة جماعية في القرن العشرين، وقد اعترف بها السياسيون الألمان مؤخّرًا، على مضض، ولكن حتّى الآن لم تُقدَّم تعويضات لضحاياها.
والآن، هناك سرّ آخر يطفو إلى السطح، بكل قذاراته، ألا وهو الإسهام في الإبادة الجماعية، حيث تختلط أسس الدولة الألمانية مجدّدًا بجثث الآلاف والآلاف من النساء والأطفال والرجال الفلسطينيين الأبرياء، الذين يتوقون إلى مستقبل أفضل فحسب، يحمل لهم الانعتاق من أغلال الإذلال العنصري، والظّلم الاستعماري، والتّجويع والقتل الممنهج.
حوار
الباحـــث عبــد القـادر دحـدوح لـ “الشعب”:
قاعــــــــــــــــــــدة البيانـــــــــــــات الرّقميــــــــــــــــــة لـــ“التّــــــراث الثقـــافيّ”..ضـــرورة حيويـــة
رصيـــــد بلادنــــــا الثّقـــــافي يكفــــل الاندمـــاج السلــــس في عمليــة التنمية
تدعيم وتعميـــم وتعزيـــز الرّقمـــنة..قفــــزة نوعــــية تتحقــــّق للجزائــــر
يؤكّد الباحث الأثري البروفيسور عبد القادر دحدوح، أن الدولة الجزائرية تولي أهمية بالغة لحماية وصون التراث الثقافي والتعريف به، ويظهر ذلك بشكل جلي في الهيئات والمؤسسات والإمكانات المسخرة لحماية وصيانة التراث الثقافي، وهو يرى أن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في خدمة التراث الثقافي له أهمية كبيرة جدا، فرقمنة التراث الثقافي المادي وغير المادي سيساهم في حفظ التراث وتثمينه، ورسم استراتيجية لتطويره كما قال في هذا الحوار.
حاورته: فاطمة الوحش
^ الشعب: غالبا ما ترتبط مسألة التراث بعملية التنمية الاقتصادية، فما هي الاستراتيجيات المتخذة في ربط التراث الجزائري بالتنمية الوطنية؟
^^ الباحث عبد القادر دحدوح: يحظى التراث الثقافي عامة لدى كثير من الدول باهتمام كبير لتوظيفه اقتصاديا، ولذلك نجده يشكل أحد أقطاب الاستراتيجيات الأساسية لديها، ويدر إيرادات ضخمة، حيث تبلغ نسبة إيرادات صناعة السياحة في تونس 23 % من مجموع الصادرات بقيمة حوالي 04 مليار دولار سنويا، وفي تركيا نسبة 19 % بقيمة 41 مليار دولار، وفي فرنسا 11 % بقيمة 72,5 مليار دولار، وهي أرقام كبيرة جدا تدل على مدى أهمية السياحة في بناء اقتصاد الدول، غير أن نسبة إيرادات السياحة بالجزائر ما تزال تتراوح بين 0,2 إلى 0,9 % من مجموع الصادرات بمجموع أقل من 0,5 مليار دولار..هذه الأرقام كان لها من دون شك إضافة إلى الظروف المرتبطة بارتباك سوق المحروقات بين الفينة والأخرى، دفع بالدولة الجزائرية إلى رسم استراتيجية جديدة لتطوير السياحة والرفع من إيراداتها، ولهذا نجدها ضمن أولويات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وقد أدرجها ضمن التزاماته، وتمت ترجمتها من خلال برامج ومخططات عمل الحكومة سنويا، وما تبعها من إجراءات وآليات تسهر على تنفيذها كل من وزارة السياحة والصناعات التقليدية ووزارة الثقافة، للرقي بالسياحة والتراث الثقافي والمنتوج الثقافي عامة، وتهيئة الظروف المناسبة لضمان تسويق عالمي بشكل يجعل من الجزائر وجهة سياحية دولية وإقليمية، فضلا عن الرفع من نسبة السياحة الداخلية.
ولعل ما يسجل في هذا الشأن، اللقاءات والورشات والمنتديات الوطنية التي عقدتها وزارة الثقافة ووزارة السياحة لإطلاق استراتيجية وطنية تخص الاقتصاد الثقافي منذ سنة 2021 إلى يومنا هذا، والاستراتيجية الجديدة لوزارة السياحة للترويج للمواقع السياحية الجزائرية، من خلال تأسيس بوابة إلكترونية لوجهة الجزائر السياحية تتضمن 380 مسار سياحي بكامل المعلومات والصور التوضيحية والشروحات الضرورية، وهي الاستراتيجية التي بدأت تؤتي تمراتها من خلال الإقبال الكبير للسياح الأجانب، خاصة على السياحة الصحراوية.
^^ هل لكم أن تحدّثونا عن الجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية لصون وحماية تراثها والتعريف به؟
^^ تولي الدولة أهمية بالغة لحماية وصون التراث الثقافي والتعريف به، ويظهر ذلك بشكل جلي في الهيئات والمؤسسات والإمكانات المسخرة، حيث تتقاسم مهمة حماية وصيانة التراث الثقافي أربع قطاعات وزارية بشكل مباشر، متمثلة أساسا في وزارة الثقافة والفنون، ثم وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، وزارة السياحة والصناعات التقليدية، ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وفي كل وزارة توجد على الأقل مديرية مركزية تختص في التراث، تتفرع عنها مديريات ولائية ومؤسسات وطنية وجهوية ومحلية، بما فيها المتاحف والدواوين والحظائر الثقافية والوكالات والغرف الوطنية والجهوية، فضلا عن مؤسسات التكوين التابعة لوزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التكوين المهني، دون أن ننسى القطاعات الأمنية التي تساهم بشكل أساسي في حماية التراث الثقافي من التهريب والتخريب والمتاجرة غير القانونية، خاصة فرق الدرك الوطني، والأمن الوطني والجمارك.
^^ وماذا عن جهود عملية الرقمنة، وإلى أيّ مدى يمكن أن تسهم في حماية التراث، خاصة في ظل ما تتعرض له الجزائر من محاولة اعتداء وسرقة لتراثها؟
^ لا يخفى على أحد أننا اليوم نعيش في عالم يشهد تطورا مطردا في عالم التكنولوجيا الحديثة، وبالأخص عالم الرقمنة التي غزت مختلف القطاعات ومناحي الحياة، حيث تشير الاحصائيات في الدول المتقدمة أن نسبة 80 % من سكانها يستخدمون وسائل الدفع الالكتروني، بينما هذه النسبة لا تتجاوز في غيرها من الدول نسبة 10 %، كما أن استخدام أنترنيت في العالم يفوق نسبة 64 %، وإذا عدنا إلى الجزائر فإننا نجد حسب بعض الاحصائيات أن أزيد من 70 % (أزيد من 32 مليون) يستخدمون أنترنيت، وأن ما يزيد عن 24 مليون جزائري يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف منصاتها، وعليه، فإن الشريحة جد واسعة من مستخدمي أنترنيت ووسائط التواصل الاجتماعي، مما يستدعي مسايرة هذا التحول التكنولوجي والاجتماعي واستغلاله بشكل أفضل..ولا شك في أن الدولة الجزائرية تدرك هذا الأمر، ولذلك نجد ضمن التزامات السيد رئيس الجمهورية، ما يؤكد على ضرورة تدعيم وتعميم وتعزيز الرقمنة في مختلف القطاعات، لأهميتها البالغة في اقتصاد الجهد والوقت والمال، فضلا عن الشفافية وتيسير حياة الفرد والمجتمع والقضاء على البيروقراطية ودعم التنمية، ولعل قطاع التراث الثقافي، كغيره من القطاعات، بحاجة ماسة إلى الرقمنة.
إن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في خدمة التراث الثقافي له أهمية كبيرة جدا، فهي تقدم خدمة كبيرة لصون التراث وحمايته وترميمه والبحث والتنقيب، إذ من خلال التصوير الجوي عبر الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة، وغيرها من الأساليب، يمكن القيام بمسح أثري جوي لكامل ترابنا الوطني، ومن ثم الكشف عن نسبة أكبر من المواقع والمعالم الاثرية، وبالتالي إثراء الخريطة الاثرية، كما أن استخدام نظام المعلومات الجغرافي يساهم بشكل فعال في رسم الخريطة الأثرية واعداد قاعدة بيانات ومنصة رقمية تفاعلية للخريطة التي نحن بأمس الحاجة إليها اليوم، خاصة وأن الخريطة الحالية لا تحصي جميع المواقع الأثرية التي تمتلكها الجزائر.
إن استخدام الفوتوغرامتري والتصوير الثلاثي الأبعاد يساهم مساهمة كبيرة في توفير رصيد وثائقي لمعالمنا، سواء من حيث الصور ونوعيتها، أو من حيث المخططات والرفوعات الهندسية المستخرجة من العملية التي تمثل مستندات ضرورية لأي مشروع تأهيل أو ترميم أو مخطط حفظ أو تثمين، فضلا عن دورها الأساسي في إعادة ترميم المعالم والمواقع الأثرية في حالة تعرضها إلى خطر التدمير أو التخريب، إذ يمكن اللجوء إلى ذلك الرصيد الوثائقي والاعتماد عليه في عملية الترميم..خلق قاعدة بيانات رقمية للمعالم والمواقع الأثرية وقاعدة بيانات جرد التحف الأثرية المنقولة، وسيلة جد أساسية في ضمان حماية وصون تراثنا من السرقة والضياع، كما يمكن استغلال هذه القاعدة في استعادة التحف المهربة من منطلق أنها تحف تم جردها ضمن الممتلكات الثقافية الوطنية، كما يمكن لقاعدة البيانات إذا ما تم وضعها تحت تصرف الجهات الأمنية أن تسهل من عملية المراقبة والمتابعة كل حسب إقليم اختصاصه، ما يساهم بشكل فعال في حماية وصون المواقع والمعالم الأثرية من ظاهرة التخريب والتنقيب غير المرخص، فضلا عن السرقة والاتجار غير القانوني والتهريب.
إنّ رقمنة التراث الثقافي المادي وغير المادي سيساهم في حفظ التراث وتثمينه، ورسم استراتيجية لتطويره على المدى القريب والمدى المتوسط والبعيد، حسب أهمية كل معلم أو موقع أو أي عنصر من التراث الثقافي غير المادي، كما تساهم العملية في إثراء المسارات السياحية بمواقع ومعالم لم تدرج بعد، وهنا أشير إلى أن وزارة السياحة والصناعات التقليدية وضعت منصة رقمية لوجهة الجزائر تضم 380 مسار سياحي، بمجموع 1147 موقع سياحي، بما فيه المواقع السياحية الطبيعية، وهو رقم يبقى بعيدا كل البعد عما تزخر به الجزائر من مواقع ومعالم أثرية التي يتجاوز عددها 15200 موقع أثري.
استغلال التكنولوجيا الحديثة في إعداد الخريطة الأثرية والثقافية يسمح للجماعات المحلية والقطاعات المعنية بالتهيئة العمرانية، أخذ بالحسبان الرصيد التاريخي والأثري والثقافي الذي تزخر به بلادنا ما يسهل من عملية استغلاله في التنمية المستدامة، ولا ننسى رقمنة التراث وما له من دور كبير في التسهيل على الباحثين الوصول إلى المعلومة ودراسة واستكشاف معالم ومواقع أثرية جديدة، إذ لا يخفى على أحد أن رقمنة التراث يساهم بشكل فعال في توفير رصيد رقمي يمكن تسويقه عبر مختلف قنوات ووسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يسهل من عملية الترويج، وبالتالي الرفع من عدد السياح ومنه خلق حركية اقتصادية كبيرة تساهم في تنويع الاقتصاد الوطني.
^^ ما هي الآليات التي ينبغي اتّباعها، وهل يمكن الحديث عن تحديات قد تواجه عملية الرقمنة؟
^ تحتاج الرقمنة إلى توفير إمكانات بشرية ومادية، حيث ينبغي على القائمين على قطاع التراث الثقافي، بكل من وزارة الثقافة والفنون ووزارة المجاهدين وذوي الحقوق ووزارة السياحة والصناعات التقليدية تمكين الموارد البشرية من دورات تدريبية، والتكوين على مختلف الآليات المتطورة المرتبطة بوسائل التكنولوجيا الحديثة وآليات الرقمنة والتسويق الرقمي، فضلا عن التمكن من اللغات الأجنبية ذات المقروئية الأكثر في العالم بداية باللغة الإنجليزية ثم الصينية والاسبانية والفرنسية، لجعل المحتوى الرقمي متعدد اللغات، ما يسمح له بالوصول إلى أكبر عدد ممكن من مستخدمي أنترنيت، كما ينبغي أن تتوفر على القدر نفسه من الإطارات البشرية المؤهلة على المستوى المركزي وغير المركزي لدى المؤسسات الثقافية والمتحفية، وغيرها من مؤسسات التراث حتى يمكنها هي الأخرى أن تسهم بشكل فعال في رقمنة تراثنا الثقافي كل في مجاله وفي مؤسسته والتسويق له في أحسن صورة وأكثر مرئية.
ولعل هذا الأمر هو الذي يشكل أهم التحديات بالنسبة لكثير من الهيئات والمؤسسات التراثية، نقص الكفاءات المؤهلة في استخدام التكنولوجيا الحديثة والمتمكنة في الوقت نفسه من عدة لغات أجنبية على الأقل اللغة الإنجليزية، إذ بعد تصفحنا لعديد المواقع الالكترونية الخاصة بقطاعات وزارة الثقافة والسياحة لعدة بلدان عربية وأوربية، تبين لنا أن غالبيتها إضافة إلى اللغة الأم، يستخدم اللغة الإنجليزية على الأقل، ومنها ما يتيح للقارئ اختيار واحدة من 8 لغات، وعليه من الضروري جدا تمكين القائمين على النشر الرقمي لقطاع التراث وهيئاته ومؤسساته أن يكون لهم تكوين في اللغات، ودعمهم بخريجي معاهد الترجمة واللغات، وهو التحدي الأهم، فضلا عن رفع نسبة وحجم تدفق أنترنيت بنسب عالية عبر التراب الوطني، بحيث تتمكن مختلف المؤسسات من تحيين مواقعها وصفحاتها الالكترونية بشكل مستمر، وتحميل مادة تسويقية في شكل صور وفيديوهات وثائقية وإشهارية وغيرها.
وفي هذا الإطار وبعد الاطلاع على عدة تجارب يمكن أن يشمل التسويق الرقمي للتراث الثقافي المجالات التالية: خلق قاعدة بيانات رقمية تفاعلية لجرد التراث الثقافي المادي وغير المادي، إطلاق بوابة رقمية خاصة بالخريطة الأثرية للتعريف بالمواقع الأثرية المصنفة دوليا ووطنيا، ومجمل المواقع المحمية وغيرها، مع تفعيل الزيارات الافتراضية لأهم المواقع والمعالم، كما ينبغي أن تزود البوابة بخدمة إلكترونية تمكن الباحثين من اقتناء صور ومخططات وخرائط ووثائق تخص هذه المواقع.. إطلاق بوابة رقمية خاصة بالتراث الثقافي غير المادي للتعريف بالتراث المصنف عالميا والذي تم جرده وطنيا، إطلاق بوابة رقمية خاصة بالمتاحف، مدعمة بقاعدة بيانات خاصة بالتحف الأثرية المعروضة، بما يسهل على الباحث والمهتم الاطلاع عليها، مع إمكانية اقتناء الصور والبطاقات التقنية للتحف، كما تعرض في البوابة زيارة افتراضية للمتاحف.إطلاق بوابة رقمية خاصة بالفن الجزائري ورجاله وأهم أعمالهم، إطلاق بوابة رقمية خاصة بالمسرح الجزائري وأهم الأعمال المسرحية مع إمكانية عرضها، وهذا حفاظا عليها والترويج لها، إطلاق بوابة رقمية خاصة بالكتاب الرقمي الذي ترعاه وزارة الثقافة والفنون مع فتح المجال للقراء إمكانية التحميل، إطلاق قناة رقمية خاصة بالتراث الثقافي تعرف بالتراث الجزائري بنوعيه المادي وغير المادي، تشمل نشر مختلف النشاطات والفعاليات والملتقيات والتظاهرات والمعارض الخاصة بالتراث، إطلاق قناة رقمية خاصة بالسينما الجزائرية، إطلاق قناة رقمية خاصة بالمسرح الجزائري، إطلاق قناة رقمية خاصة بالغناء والطرب والفولكلور الجزائري، إطلاق قناة رقمية خاصة بعرض المنتوج الفني والحرفي الجزائري للترويج والبيع.
أعياد الجزائر
أســــتــــاذ الــــتـــاريـــخ محـــمـــد الأمــــين بــلـــغـــيــــث لـ ”الشعب”:
جيــــــــــــل التـأسيـــــــــــس قــــــــدّم الأبحــــــــــــــــــــــاث التاريخيـــــة الجــــــــــادة
^ إحــــــيــــــاء الــــــذاكـــــرة.. مـــــســــؤولــــــــــــية عـــــالــــيــــــــة وإخــــــــلاص لـــــلـــــــوطــــــــــــن
^ ضـــــبــــــــــــــط المـــصـــطـــلــــــــــــح الــــتـــاريــــخــــــــــي يـــكـــفــــــــــــل قــــــــــــوة الـــــبـــحـــــــــــــــــث
^ الـــثـــقـــافــــة الــــــتــــاريــــخــــيــــة تحــــتــــاج ديمـــــومـــــة المــــتــــابـــعــــة والـــتـــشـــجــيــــــع..
يؤكد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الجزائر1، بن يوسف بن خدة، الدكتور محمد الأمين بلغيث، أن الأبحاث التاريخية الجادة قام بها جيل التأسيس، ويشير إلى أن الثقافة التاريخية تحتاج متابعة وتشجيعا، ولابد من تدريس التاريخ للطبيب والمهندس والكيميائي، ليبرز أن تحصين الذاكرة الوطنية يكون بإشراك كل المؤسسات التربوية والجامعية.. “الشعب”.. اقتربت من الدكتور بلغيث، فكان هذا الحوار..
حاورته: سهام بوعموشة
^ ”الشعب”: بداية أستاذ بلغيث، حدثنا عن واقع الدراسات التاريخية بالجزائر اليوم، هل كل المواضيع التاريخية استوفت حقها أم ما زال البحث يقتضي مزيدا من الوقت؟
^^ محمد الأمين بلغيث: المؤرخ الحقيقي هو الذي يكون صادقا مع المتلقي.. قمت بالتدريس في الجامعة 37 سنة، وسنتين اثنتين في الثانوي.. الأبحاث الجادة قام بها جيل التأسيس، منهم الأستاذ أبو القاسم سعد الله، مولاي بلحميسي، موسى لقبال، جمال قنان، نصر الدين سعيدوني.. هؤلاء هم أساتذة من الصف الأول لكن، الأرشيف لم يكن متاحا لهم مثلما هو الآن.. أتكلم أيضا عن جيلي.. أنا مثلا، دخلت باريس بعدما سجلت في السوربون لفترة خمس سنوات تقريبا نهاية 1997، المتاح من الأرشيف في زمني يتوقف عند سنوات 1901 و1903، زمن ما يسمى الجمعيات وقانون الصحافة، بمعنى أنه كان ينبغي انتظار ما يقارب عشرين عاما أي إلى غاية 2015 حتى تتمكن الأجيال اللاحقة من طلابنا من الاستفادة من زخم نشر وفتح الوثائق بالمراكز الفرنسية، وحجب كثير من الملفات التي يمكن أن تسيء إلى شخصيات جزائرية تعاونت مع الاستعمار، ولهذا، فإن الجيل الحالي محظوظ أكثر منا.. أتحدث عن جيل ملاحم المدرسة التاريخية مثلما يسميها الدكتور سعد الله، هذا الجيل لا يملك اللغة بشكل جيد، أو يتسرع في بعض الأحكام، لكنه على الطريق الصحيح.
تاريخ الجزائر ككل ما يزال ساحة بكر، لكن هناك محطات تلقى العناية بشكل رائع جدا، مثلا فترة الثورة منذ التأسيس.. هناك عدد كبير من الأبحاث فيها الغث والسمين، حتى لا أزكي كل ما هو منشور باسم الثورة، لكن هذا الجيل، لو تتوفر له الظروف المادية وتسهيلات الانتقال إلى الأرشيف، انا متأكد أنه سيبدع.
الجزائر تملك اليوم عشرات المراكز البحثية ومئات المعاهد والجامعات، لكن هذا لا يكفي، اليوم أصبحت الجامعة تساهم في الذاكرة الوطنية من خلال القامات البارزة.. جيل التأسيس وأول دفعة للماجستير في الثمانينيات يختلف عن الأجيال الموالية التي تواكب الآن النشاط البيداغوجي والعلمي والنشر. ومن بين المعوقات الموجودة الآن حتى نعرف الكم والكيف، أن معظم الرسائل والأطروحات لا تطبع، وهذا يعني أنها تبقى في منزل الباحث لسبب خاص به، أو لا تطبع لأنه لا يملك ناشرا أو ليس محظوظا بمعرفة ناشر ينشر أعماله.
أحسن مركز يمكن أن يؤدي دورا راقيا جدا في هذا الجانب، هو المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، الذي ساعدنا إما بنشر مقالات في المجلة أو بمحاضرات.
عملية الثقافة التاريخية تحتاج عملا يوميا وتشجيعا ومتابعة.. هناك أطروحات تناقش هنا وهناك، ثم تنشرها وزارة الثقافة أو وزارة المجاهدين من خلال المركز السالف الذكر، وقد لا تستفيد الأجيال من هذه التراكمات المعرفية في غياب المتابعة، لكن للأمانة، هناك الوعي بالمسؤولية والإحساس بأهمية المشاركة في إعادة إحياء الذاكرة المشتركة للجزائريين، غير أن الأعمال في غالب الأحيان متسرعة جدا، مثلا عند طلبة الماستر، هناك نقصا فادحا، لأن نظام أل-أم-دي، يجبر الطالب على تقديم مذكرة تخرج في أربعة أشهر، ويستحيل تقديم عمل جيد في مثل هذه الفترة الوجيزة.
هذا النظام الدراسي يحتاج إلى مراجعة. النظام القديم كان فيه تحضير مذكرة ماجيستر أو دكتوراة يتطلب سنوات. أنا مثلا استغرقت دكتوراة دولة التي أعددتها 13 عاما، ولست راض عنها، فما بالك إنسان يقدم عملا في عامين أو ثلاث سنوات. البحث العلمي يتطلب رصانة ومشاركة ومساعدة ومراجعة وقراءة ونشر.
مهما كان مستوى الباحث، فهو يحتاج المرافقة والمساعدة والتشجيع وتثمين عمله، وتساعده السلطة المتمثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للحصول على التأشيرة.. يفترض تقديم تسهيلات للباحث الجامعي في هذا المجال، والأولوية لزيارة مراكز الأرشيف الفرنسي والمكتبات الوطنية؛ لأن فرنسا تستحوذ على 98 بالمائة من أرشيف الجزائر.
^ صدرت كثير من المذكرات الشخصية لمجاهدين، هل يمكن استغلال هذه المذكرات في كتابة التاريخ؟
^^ أغلب المذكرات ضعيفة جدا، خاصة المذكرات المتأخرة.. مثلما قلت سابقا، في التاريخ هناك صف أول وصف ثان، الأمر نفسه لدى مجاهد التحق بالثورة نهاية 1956، ويتحدث عن نوفمبر 1954.. من أين له هذا؟! أو يتحدث عن أسباب الاحتلال.. هذا يعني أنه أصبح أستاذا جامعيا.
لكن المذكرات الأولى مثلا مذكرات المجاهد الراحل علي كافي، فهي من أروع ما يكون.. صحيح المذاكرات ككل تدخل فيما يسميه أبو القاسم سعد الله “التاريخ الشعبي”، وهي تضم مقالات الصحافيين، الأشرطة، اللوحات الزيتية، الشهادات، وقبلها هناك التاريخ الرسمي ما تكتبه الدولة، هذه الأخيرة تتوفر على دراسات، موسوعات، ثم تأتي مهمة الأكاديمي المتمرس هو الكفيل أن يكون مؤتمنا على ذاكرة هذا المجتمع.. قرأت كل المذكرات التي طبعت دون استثناء، فوجدت حوالي عشر مذكرات صالحة، ومدى مصداقية المتكلم هو الحديث عن شهود عيان وهم أصدقاؤه، تجد في إحدى المذكرات يتكلم عن شهود غير معروفين، ولا ينتمي لجماعة 1954 النوفمبريين ولم يشارك في معارك شهيرة، ولا يملك وثائق.. فقط صور مع أصدقاء التقطها في 1962، فكيف يجوز له أن يكون شريكا لنا في ذاكرتنا؟!
^ هناك تضارب في المصطلحات التاريخية.. لماذا لم تضبط هذه المصطلحات في قاموس موحد؟
^^ بالمناسبة، الأستاذ المختص في القانون علاوة العايب، أصاب في ضرورة ضبط المصطلحات، لكن يبقى المتلقي والطالب، وحتى الأستاذ في أحيان كثيرة، اعتاد أشياء وهي “ما تقرر تكرر”. أحيانا أقول أحداث أو حرب الجزائر عندما أتحدث بالفرنسية، هذه الأمور لا نعطيها وزنا كبيرا. يبقى المضمون، عندما أذكر حرب الجزائر أنا أعلم أنه في هذه الفترة أتحدث عن جهاد الشعب الجزائري في القرنين الـ19 والـ20، لكن الأغلبية لا يقبلونها مني.
هناك تطور في المصطلحات.. تطور بتطور الثورة، وبتطور قبول الفرنسيين لإيجاد حل للمسألة الجزائرية، لكنها لا تضر كثيرا، إلا في حالة تدوينها رسميا مثلا 8 ماي 1945 هي مجازر وإبادة جماعية، هذا هو التاريخ.. أعتقد أن هذه المسائل تجد الحلول بالتذكير والممارسة.. تذكير الشبان الذين لا يملكون تجربة، وهو ما يكفل لهم الخروج من هذه الدائرة.
المصطلحات التي واكبت تاريخ الجزائر منذ بداية الاستقلال، انتقلت من حديث الفرنسيين ووسائل الإعلام الفرنسية وهي العمالات، ما وراء البحر، أحداث الجزائر، أما قضية الحرب والثورة والمجازر، فهي لم ترد أبدا إلا عن طريق بعض الأوفياء من المؤرخين مثل فيدال ناكي، أو مثل المحامي فرجيس صديق الثورة الجزائرية.
بعض المؤرخين اليساريين برهنوا فعلا أن ما كانت تقوم به فرنسا عبارة عن إبادة للشعب الجزائري منهم ميشال أبار، صاحب الكتاب الشهير “قصة نكث عهد”، ومؤرخين ومؤرخات درسوا مجازر 8 ماي 1945 والأحداث المؤلمة ومجازر انتفاضة الشمال القسنطيني 20 أوت 1955، لكن تبقى محتشمة.. الفرنسيون يكتبون بكثافة وأعمالهم تنشر بقوة، وتجد تأثيرها السلبي عند المتلقي الجزائري، لذلك، من الصعوبة بمكان أن تتخلص من هذا الميراث أو السرطان الفرنسي الذي لا يزال إلى اليوم يجثم على كثير من الألسنة.
هناك عمل دؤوب يقوم عليه قطاع المجاهدين ممثلا في المركز الوطني للبحث والدراسات، مثلا مصطلح الاستقلال الذي عوض بمصطلح استرجاع واسترداد السيادة الوطنية المغتصبة.
نبهني لهذه المسألة المؤرخ الدكتور العربي الزبيري، من ستينيات القرن الماضي، هو الذي يؤكد أن هناك قضية اسمها استرداد وليس استقلال.. حتى قصة تاريخ الحركة الوطنية يقول انه بدأ من 5 جويلية 1830، لكن هناك حركة وطنية مسلحة أنا أسميها جهاد الشعب الجزائري وهناك من يسميها المقاومة الشعبية أو الثورات الشعبية.
المصطلح يبقى مهما جدا، وأروع من قام بعمل بشكل جيد أستاذ وأديب من تلمسان، نسيت اسمه نشر كتابا عن وزارة المجاهدين حول مصطلحات الثورة الجزائرية وهي الفلاق، المجاهد، المسبل وغيرها، وهي مساهمة من باحث وأديب كبير، له مشوار طويل جدا في التدريس، صحح كثيرا من المصطلحات الواردة على ألسنة الجزائريين.
^ القصائد والأغاني الشعبية صورت ملاحم ومعارك ثورية، هل يمكن إعتبارها مصدرا يفيد الباحث في كتابة التاريخ الجزائري؟
^^ طبعا، لما تعلمنا على يد المؤسسين الكبار مثل الدكتور سعد الله، هذا الأخير يتكلم عن التاريخ الرسمي الذي تنشره الدولة، وهو عادة ما يوحد، وفي الصف الثاني تأتي الروايات الشعبية، الصحافي، صاحب المذكرات، الفنان، المسرحي، المغني والمنشد والشاعر الشعبي.
عندما نريد وصف الآلام التي أصابت الجزائريين في سطيف، نجد أغنية “يا ناري على السطايفية”، أو نتحدث عن الغربة والمنفي نجد أغنية “يا المنفي”، و«الطيارة الصفراء”، أو “جيناكم من عين مليلة”، قضية المنفيين بكاليدونيا، كلها تدخل في باب ما تركه الجزائريون في ذاكرتهم الشعبية من خلال القصائد العفوية، هي جزء من التاريخ لكن تحتاج تعديلا حتى تتوافق مع النص الأكاديمي.. أعتقد أن شعرنا الشعبي وأدبياتنا وحكايتنا تزخر بهذه الأشياء، مثلا حينما نتحدث عن ألم الجزائريين والجوع والأمراض، لن تجد من يعكس هذه الصور مثل الأدب الشعبي.
^ هل أنصفت السينما الجزائرية الأحداث التاريخية في الجزائر، خاصة مجازر الثامن ماي 1945؟
^^ السينما مهمة جدا، مثلما يقال في اللغة العربية “الصورة بمائة خطبة”.. صورة واحدة تصل الملايين خاصة في الوقت الحالي، وبالتالي أن تخطب على جمهور فيه 500 شخص تستطيع أن توصل له الصورة إلى كل أنحاء الدنيا، خاصة مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكن الصورة يمكن أن تزور وتزويرها يكون مدمرا للإنسان. هذا ما يحدث الآن عندما يريدونا تشويه صورة شخص، يقومون بتركيب صور تنشر والناس تصدق، الصورة المفبركة أخطر من الرصاصة لأنها تدمر عائلات، لذلك لابد من التريث.
أما الأفلام الأولى للمخرج لخضر حمينة، وعمار العسكري، ومخرجين كبار، فهي تصور الواقع، لأنها تعتمد نصوصا غير إيديولوجية لكتاب محترمين، مثلا بوعلام بسايح أروع من كتب وسجل ثورة الشيخ بوعمامة. الصورة مهمة إذا وظفت لخدمة المجتمع ستكون رائعة.
نعطيك مثالا آخر، سينما هوليوود صنعت ما يسمى هولوكست ومعاداة السامية، لكن الآن سقطت كل الخرافات في المجتمع العلمي، الآن الجامعات الأمريكية ثارت ضد صورة الصهيوني الظالم، معناه 7 أكتوبر 2023 (أي طوفان الأقصى) جعل الغرب في مواجهة قذارته.
-****-****-*****
محطّات تاريخية من مسيرة الإذاعة الجزائرية مع استرجاع السّيادة الوطنية
إعلاميّـون رفعـوا التّحـدي.. وواصلـــــــــــــــــوا مســـــــــــــــــار نوفمـــــــــــــــــبر
اكتسبت الجزائر غداة الاستقلال تجربة قوية ومتنوعة في ميدان الإعلام والاتصال، فلم تلبث الدولة الجزائرية إبان الاستقلال أن اتخذت التدابير اللازمة من أجل استرجاع مبنى الإذاعة والتلفزيون، نظراً لما يمتلكه هذا القطاع الحساس من أهمية بالغة في نقل سيادة الدولة الجزائرية وترسيخ القيم الثقافية الجزائرية، بعيدا عن المسخ الذي استعمله المستدمر طويلا، حيث وجدت الجزائر نفسها، بعد الاستقلال، تملك رصيدا وافرا لانطلاقة سريعة وموفّقة في الإعلام، لما كان لها من أجهزة قائمة وصحافيين ذوي خبرة وكفاءة. وقد عرفت الإذاعة الجزائرية تطورات كبرى ومرت بمراحل عدة بعد الاستقلال، لتبرز في الصورة التي هي عليها الآن والتي كانت نتيجة كفاح إعلامي مستمر.
خيري نورة
جامعة الأمير عبد القادر / قسنطينة
دخلت الإذاعة الصوتية البلاد العربية، منذ العشرينيات، وعرفت نجاحاً كبيراً بعد الحرب العالمية الثانية، وخصوصاً عند استقلال البلاد العربية من الهيمنة الاستدمارية، واستخدامها لإعادة الاعتبار للذات الوطنية، ولدعم ركائز الدولة الجديدة وبث الوعي والإرشاد الوطني، وانتشرت أجهزة الراديو في الأقطار العربية انتشاراً كبيراً، ومما لا شك فيه أن الإذاعة التي تتوجه دون تمييز إلى جمهور مثقف وأمي على حد سواء، قد زادت من سرعة التغيير الاجتماعي في هذه البلدان، وخلقت حاجيات جديدة وفكرا جديدا ونوعاً من اليقظة السياسية، عرفت الجزائر الإذاعة في وقت مبكر بدخول المستعمر الفرنسي، فكان تاريخ إنشاء أول إذاعة في الجزائر في العشرينيات من القرن العشرين وكانت تابعة له، واستعملها لتكريس الفكر الاستعماري وخدمة الأقلية الفرنسية والأوروبية المتواجدة بالجزائر.
تمكنت الجزائر بعد مخاض ثوري وإعلامي عسير، من الاستقلال، وبسط السيادة الوطنية على الإذاعة والتلفزيون في 28 أكتوبر 1962ا فعمل الصحفيون والتقنيون الجزائريون على رفع التحدي لإدارة وتسيير الإذاعة والتلفزيون والتغلب على صعوبات التكوين، في الوقت الذي اعتقدت فيه الإدارة الاستعمارية أنهم الجزائريين سيفشلون في ذلك، وأن البث سيتوقف برحيل التقنيين والفنيين الفرنسيين، غير أن الروح النوفمبري جعل التسيير سهلا يسيرا، فجاء كإبداع من وحي الضرورة، في المرحلة الانتقالية من استقلال الجزائر، وعمل أبناء نوفمبر المجيد على تعزيز صرح الإذاعة الوطنية التي كانت جزءا من مؤسسة تضم الإذاعة والتلفزيون الوطني. تماشيا مع ما سبق.
ولقد عرفت الإذاعة الجزائرية إبان الاستقلال محطات ومراحل تاريخية طيلة مسيرتها الإعلامية لتصل إلى ما هي عليه من سمو ورقي اليوم، سواء من حيث البث أو من حيث تعدد وتنوع القنوات الإذاعية وطنية كانت أم جهوية، تعد بكافة وسائلها البسيطة والمركبة المباشرة منها وغير المباشرة أداة رئيسية وأساسية في الوصول إلى المجتمع المحلي بجميع مستوياته.
تأصيل موجز لنشأة الإذاعة الجزائرية
إنّ المتتبّع لتاريخ الإذاعة بالجزائر يستشف بوضوح حجم الضغط والحملات الإعلامية التي شنها المستعمر الفرنسي ضد الجزائر، مستندا في ذلك على مختلف الأستوديوهات التي أنشأها آنذاك، بغية إجهاض وتقزيم الثورة الجزائرية، وعند اندلاع الثورة التحريرية لم تكن جبهة التحرير الوطني تملك وسائل إعلامية تدحض من خلالها افتراءات العدو، فكانت تعتمد على إعلام العدو نفسه، ووسائله التي تناقلت خبر تفجير الثورة المسلحة رغم التحريف والتزييف التي مارسته تلك الوسائل، وأمام الهجمات الإعلامية الفرنسية المتتالية ضد الثورة التحريرية، باتت الحاجة إلى وجود إعلام يتماشى مع معطيات الثورة وينقل صورتها الحقيقة للعالم ضرورية للغاية، فرأت جبهة التحرير الوطني إنشاء إذاعتها الخاصة، لتشهد الإذاعة الجزائرية ميلادها في وهج وحضن الثورة التحريرية وبالضبط يوم 16-12-1956، حيث شرعت الإذاعة السرية “صوت الجزائر الحرة المكافحة”، في بث برامجها عبر جهاز إرسال محمول فوق شاحنة من أجل التوعية التنوير، وتدويل القضية الجزائرية على الصعيد الخارجي، ومواجهة الدعاية الاستعمارية، فكانت الإذاعة السرية جزائرية محض، في برامجها وتوجيهاتها وإطاراتها السياسية والتقنية على حد سواء، وتعد نواة الإذاعة الجزائرية الحالية، فضلاً على أنها ساهمت في استنهاض الهمم إبان الثورة التحريرية، وكانت الإذاعة السرية عبارة عن سيارة كبيرة تحمل المعدات الإذاعية وتتنقل في الجبال والولايات ويعمل بها حوالي عشر مناضلين لم يكن لهم سابق خبرة بالعمل الإذاعي، وكان الإرسال يستمر لمدة ساعتين في المساء ثم تتم إعادة بث البرنامج نفسه في اليوم الموالي، ونشير هنا إلى أن الإذاعة السرية مرت بمرحلتين:
مرحلة التنقل: حيث كانت الإذاعة تنتقل من مكان لآخر، أي أنها كانت غير مستقرة وتواجه باستمرار خطر غوينو (عملية التقاط الموجات والتعرف على مكان وجود محطة الإرسال)، فالتنقل وعدم الاستقرار كان حتمية ومطلب ضروريا للسرية الإعلامية.
مرحلة الاستقرار: بعد تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 19-11-1958، أضحى من الضروري توسيع شبكات الإعلام وتدعيمها بما تتطلبه المرحلة الجديد من الكفاح، وعليه تقرر بعث إذاعة الجزائر في 12-07-1959، وعليه، فقد لعبت الإذاعة الجزائرية دوراً رياديا في الثورة التحريرية لنقل صوت جبهة التحرير الوطني، وقد أضافت للثورة مكسباً آخر، ووسيلة لنقل الصورة الحقيقة لحيثيات الثورة بعيدا عن التزييف والدعاية التي مارسها الإعلام الفرنسي آنذاك.
أبرز محطّات الإذاعة الجزائرية بعد الاستقلال
مرّت الإذاعة الجزائرية خلال مسيرتها الإعلامية بالعديد من المحطات الجوهرية، مكنتها من التطور والزيادة في قنوات البث الإذاعي، ويمكن تقسيم المسيرة الإعلامية للإذاعة الجزائرية بعد الاستقلال، من خلال المراحل التالية:
مرحلة استرجاع السّيادة الوطنية
تمكّنت القوات الجزائرية من احتلال مبنى الإذاعة والتلفزيون وبسط السيادة الوطنية في 28 من أكتوبر 1962، وأمام هذا الإجراء، قدم العمال الفرنسيون استقالتهم، واستطاع الفريق الصحفي والتقني الجزائري رفع التحدي وضمان استمرارية البث الإذاعي والتلفزي.
استمرت الإذاعة الجزائرية تشكل مع التلفزيون الجزائري المؤسسة الأم التي تمثل القطاع السمعي البصري في عهد الاستقلال وبموجب مرسوم 01 أوت 1963، وضعت الإذاعة والتلفزيون تحت وصاية وزارة الإعلام ليسند لها فيما بعد، وبموجب مرسوم 09 نوفمبر 1967 أداء مهام الخدمة العمومية، وقد سهرت على إعداد وبث برامج باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية، وكذا باللغات الأجنبية كالفرنسية والإنجليزية، ويعد أول مرسوم إعلامي إذاعي أصدر في أول أوت 1963 الخاص بتأسيس وتنظيم الإذاعة والتلفزة الجزائرية، إذ يعتبر المرسوم مؤسسة الإذاعة والتلفزيون: مؤسسة عمومية تابعة للدولة لها طابع تجاري وصناعي، تتمتع بصلاحية النشر الراديوغرافي، وكانت الإذاعة آنذاك الوسيلة الوحيدة التي بإمكانها أن توصل رسالتها إلى أغلب أنحاء البلاد، لاسيما المناطق النائية، وبذلت الجزائر جهودا كبيرة قصد تطوير الإذاعة والتلفزيون، فخصصت ميزانية وزعت على وسائل الإعلام، وفاقت نسبة الراديو منها حوالي (50 %)، وأنشأت محطتين جامعتين للراديو والتلفزيون بقسنطينة ووهران ومحطة أخرى للاتصال بالخارج عبر الأقمار الصناعية.
وبذلت الجزائر جهوداً لتوفير أجهزة الراديو وجعلها في متناول جميع الناس، حيث بلغ عددها مليون و300 ألف جهاز عام 1968، ليرتفع العدد عام 1984 إلى خمسة ملايين جهاز راديو، ما يعني أن الجزائر كانت تعتبر من الدول المتطورة في هذا الميدان، لتدخل الإذاعة والتلفزة الجزائرية دخولا صحيحا وناجحا إلى عالم الاتصال بتجهيزها بأحدث التقنيات.
مرحلة المؤسّسة الوطنية للإذاعة
كانت الإذاعة قبل 1986، مجرد جناح تابع للتلفزيون، فيما كان يعرف بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجزائرية (RTA)، فلم يكن لها امتداد كبير، ولم تكن لها من الصلاحيات شيئا كثيرا كي تقوم به كإذاعة منتشرة.
شهدت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجزائرية إعادة هيكلة تمخضت عنها أربع مؤسسات مستقلة، هي: المؤسسة الوطنية للإذاعة المسموعة. المؤسسة الوطنية للتلفزيون، المؤسسة الوطنية للبث الإذاعي والتلفزي. المؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري، وقد جاءت هذه المؤسسات، نتيجة لما شرعت فيه السلطات العمومية من برنامج استقلالية المؤسسات العمومية. وبموجب هذا، حصلت المؤسسة الوطنية للإذاعة المسموعة، باستقلالية تنظيمية مالية وتقنية، مما مكنها من تطوير إمكاناتها وتحسين أدائها في مجال الخدمة العمومية، إذ تتمتع بالشخصية المعنوية من القانون العام والاستقلال المالي واستقلالية التسيير، وفقا لمقتضيات دفتر الشروط العام، ومع إنشائها، حول لها جزء من الهياكل والوسائل والأملاك والمستخدمين الذين كانت تحوزهم الإذاعة والتلفزة الجزائرية ..
وهكذا، تمكّنت الإذاعة الجزائرية من الاستقلال بذاتها، بعد الإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات العمومية، في تقسيم مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ويعد هذا استحقاقا كبيرا في مسيرة الإذاعة الجزائرية، والتي دفعت بها إلى تطوير إمكاناتها وأداء مهامها ورسالتها الإعلامية.
مرحلة المؤسّسة العمومية للإذاعة المسموعة
في 1991، تحوّلت الإذاعة من المؤسسة الوطنية للبث الإذاعي المسموع، إلى المؤسسة العمومية للبث الإذاعي المسموع، لتصبح مؤسسة ذات طابع صناعي تجاري تتمتع بالشخصية المعنوية واستقلالية التسيير، فأعطي للإذاعة الطابع العمومي وهي تمارس مهامها في إطار الخدمة العمومية كونها إذاعة مسموعة وفقا لمقتضيات دفتر الشروط العام، لتبدأ المؤسسة الوطنية للإذاعة مرحلة مميزة لأداء مهامها انطلاقاً من ثلاث قنوات وطنية وقسم دولي، وانطلاقا من هذه المرحلة عرفت الإذاعة الجزائرية تزايدا في إنشاء الإذاعة المحلية أو الجهوية، تقدر حاليا بحوالي 54 إذاعة منها ثلاث قنوات وطنية، قناة دولية، قناتان القرآن الكريم، والقناة الثقافية، ولم تغفل أي بعد، شبابي وإفريقي وغيرهما..
وقد واكبت الإذاعة الجزائرية، التحولات السياسية، الاقتصادية والإعلامية التي شهدتها الجزائر منذ دستور 1989، كما تجاوبت مع التعددية السياسية والإعلامية، وهذا يفتح فضاءات هامة للنقاش والتعبير الحر والمتنوع من خلال برامج سياسية، اقتصادية، ثقافية وترفيهية، فمنح الإذاعة الجزائرية منابر للمواطن للتعبير عن قضاياه، والإسهام في دفع عجلة التنمية بالجزائر.
اســترجــاع الــســيــادة الــوطــنــيــة بــالحــاضــنــة الأدبــيــة والــفــنــيــة..
الاســـــتـــــــقــــــلال.. عـــنـــــوان الـــفـــخـــر بمـــــآثـــر الجـــزائـــريــــــين..
فيصل الأحمر: الولع بلحظة النصر.. خلاصة مسار النضال الوطني..
عبد القادر فيدوح: النصر الجزائري أثر في جميع الأنواع الأدبية والفنية
أكد أساتذة أكاديميون أن لحظة الاستقلال كانت أعظم فرحة سكنت كل الجزائريين وما زالت إلى حدّ الآن راسخة في الذاكرة الوطنية، وأشاروا في تصريحاتهم لـ«الشعب”، إن فكرة الاستقلال حضرت كردة فعل واعية في المدونة الأدبية الجزائرية، فقد عبر كثير من الكتاب والأدباء عن مشاعرهم الممجدة لهذا الاستقلال الذي كان تتويجا لتضحيات الشعب الجزائري، وتجسيدا لأحلام أجيال من المقاومين منذ وطئت أقدام الاستعمار أرض الوطن.
فاطمة الوحش
يرى الدكتور فيصل الأحمر، أن الأدب الجزائري مرتبط إلى درجه كبيرة بفكرة الاستقلال، وقال في حديثه مع “الشعب” إن “الغالب أننا إلى غاية الآن نحاول ولازلنا نكتب عن الاستقلال من وجهات نظر عديدة جدا، وكذلك جدير بالانتباه أن الأجيال الجديدة تمارس نوعا من الكتابة الواعية، ربما الفضل في ذلك يعود إلى التطور الكبير في الوعي السياسي لدى هذا الجيل الجديد من الكتاب بسبب التعليم العالي من جهة، والتجارب السياسية الديمقراطية التي عرفتها الجزائر منذ الثمانينيات، وهذا كله يصنع وعيا مختلفا ووعيا جديدا بالأشياء ..”.
وأضاف: “كما يمكن أن نقول إن هذا الولع بلحظة الاستقلال وحتى بحرب التحرير أو بالمسار الطويل للحركة الوطنية في الجزائر، كلها عناصر تظهر فكرة الاستقلال، وإن لم تنطق بها هكذا بطريقة خطابية صاخبة مباشرة؛ بمعنى أنه لا يوجد من يكتب حول لحظة أو حول يوم الانتصار ليصف الهتاف والزغاريد.. فهذه فكرة بسيطة جدا وسطحية، ولكننا نتناول على العموم الاستقلال كنوع من المسار ونركز خاصة على نتائجه ومخرجاته..”
الاستقلال في رحاب الفن..
ويرى الدكتور عبد القادر فيدوح، أن التجربة الفنية للكتاب الجزائريين مع بداية استقلال الجزائر كانت غنية، نتيجة للتحولات التي حدثت في مجتمع الاستقلال، حيث مثل هذا الجيل اتجاهًا حديثا في هذا النمط من الفنون، بالنظر إلى أن استقلال الجزائر كان موضوعًا مهمًا ومؤثرًا في جميع الأجناس الفنية، حيث كان لهذه الفترة تأثير عميق على الفنانين بشكل عام؛ إذ أعربوا عن فرحهم بالاستقلال وعن تحقيق الحرية والكرامة للشعب الجزائري. بعد أن تمّ التأكيد على قوة الإرادة والصمود وروح المقاومة، التي ساهمت في تحقيق انتصار الجزائر، كموضوع فاعل، ومحور أساسي قد تمّ تناوله بشكل واسع في الرواية والشعر والسينما، حيث تمثل هذه الفنون وسائل للتعبير عن المجتمع والهوية الوطنية والمعاناة السياسية والاجتماعية التي شهدتها الجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي وبعد استقلالها.
وأضاف فيدوح: “تناول فن السينما والرواية والشعر بعد استقلال الجزائر في عام 1962، فكرة الحرية التي افتقدها الشعب، ليصبح موضوعها وسيلة لاستكشاف تجارب الحرب والاستعمار، وللتعبير عن الهوية الوطنية الواعدة. وقد كان الفضل في البداية ـ على سبيل المثال ـ مع أحمد توفيق المدني في مذكرات “حياة كفاح”، ومولود معمري الذي اشتهر برواية “الأفيون والعصا”، التي تحولت إلى فيلم سينمائي، وهي تتحدث عن سنوات النضال في الجزائر، وكاتبات مثل آسيا جبار التي تناولت في روايتها دور المرأة في حرب الاستقلال الجزائرية ضد فرنسا، بخاصة برواية “أطفال العالم الجديد” التي نشرت عام 1962، وغيرهم كثير”.
الـــبـــاحـــث ســـيـــد عـــلـــي مـــســـعـــود لـ ”الـــشـــعــــب”:
تأمين الذّاكرة.. واجبٌ وطنيّ وصـــــــونٌ لوديعــــــــة الشهـــــداء
^ التاريــــــــــخ حقـــــــل تدافـــــــع.. والحقيقـــــــــة التاريخيــــــــة تنتصــــــــر فــــــــي الأخــــــــير..
^ الاهتمــــام بالذاكـــرة تجــــاوَز المناسباتيــــة.. هـــــــو ضمـــــــــن استراتيجيــــــة البنـــــــاء
^ نراهـــــن علـــــــى مواصلـــــــــة الديناميـــــــــة التـــــــــي تشهدهـــــــــا الكتابـــــــــة التاريخيــــــة
يؤكد أستاذ تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر بجامعة المسيلة، الدكتور أحمد سيد علي مسعود، في حوار لـ«الشعب”، أن مسألة تأمين ذاكراتنا تتطلب آليات جديدة تخضع لأطر تستبدل وفق ما يصلنا من الآخر، وأشار إلى أن الاهتمام بالذاكرة الوطنية اليوم لم يعد مناسباتيا..
حوار: سهام بوعموشة
^ ”الشعب”: تأمين الذاكرة ونقلها إلى الشباب، أكبر ضمانة لتحصين الأمة، مثلما قال رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.. في رأيكم، ما هي أهم الإنجازات المحققة في هذا المجال منذ استرجاع السيادة الوطنية؟.
^^ الأستاذ سيد أحمد بن مسعود: نهنئ الشعب الجزائري بالذكرى الـ62 لاسترجاع السيادة الوطنية، بالنسبة لمسألة التأمين، وكي نكون منصفين، نؤكد أن الدولة الجزائرية بذلت بعد الاستقلال جهودا جبارة في هذا المجال.. والعزم اليوم على حماية الذاكرة راسخ، والجزائر بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، فتحت الملف مع الطرف الفرنسي في مسألة استرجاع الأرشيف، واسترجاع جماجم زعماء المقاومات الشعبية، وغيرها من المسائل التي جعلت من “الذاكرة” أولوية، كمثل استحداث قناة الذاكرة، ولجان نخبة خاصة مختصة في ميدان التاريخ لمحاججة الطرف الفرنسي، وانتهت إلى التأسيس لخطوات عملية فتحت آفاقا واعدة لجزائر جديدة في إطار الحفاظ على ذاكرة الأمة وتأمينها في الشعور أو المخيال الجزائري أو ذاكرة المجتمع الجزائري التي كانت تخضع للتشويش على المستوى الخارجي فيما كان يصلنا من دراسات يعدها الطرف الآخر بقصد التهجم على الجزائر..
الاهتمام بالذاكرة الوطنية اليوم، لم يعد مناسباتيا، بل أصبح قائما على الاستمرارية تنفذه جل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تذوذ عن ثوابت الأمة، والتاريخ أحد هذه الثوابت، في هذا الإطار أعتقد أن مسألة تأمين الذاكرة تتطلب آليات جديدة تخضع لأطر يتمّ تحيينها وفق ما يصلنا من الآخر، هذا أقل شيء تقوم به المؤسسات الرسمية وغير الرسمية.
^ ما تقييمكم لعمل اللجنة المشتركة الجزائرية-الفرنسية لتسوية الملفات العالقة، باعتبارك باحثا مختصا في التاريخ؟
^^ لست الناطق الرسمي باسم اللجنة، فهذه لها رئيسها والأساتذة المختصون القائمون عليها، لكن أقول باعتبار تخصصي وتتبعي لهذا الملف، إن عمل اللجنة لحدّ الآن قائم على مراحل وهي مرحلة المقاومة الشعبية أي القرن الـ19، وبدأ يتقدم إلى مطلع القرن الـ20، مع ظهور الحركة الوطنية في شكلها الحديث أي ظهور الأحزاب ما بين الحربين العالميتين.
عمل اللجنة متواصل لأنه يخضع لتاريخ الجزائر بكل مراحله وله علاقة بالاستعمار الفرنسي أي منذ 1830 إلى غاية 1962، الملف الأول كان يركز كثيرا على الجرائم، أعتقد من غير الممكن تقييم عمل اللجنة الذي اشترك فيه جميع الأساتذة عبر جامعات الجزائر في ثوان، وبسرعة، العمل ما يزال مستمرا، وهو عمل جبار تقوم به اللجنة برفقة مؤسسات أخرى لها علاقة بالأرشيف.
أؤكد أنه من المبكر تقييم عمل اللجنة الخماسية المشتركة الجزائرية الفرنسية، ومن الضروري تجنيد كل الأليات من مراكز بحث وإعلاميين وغيرهم لتأمين تاريخنا وذاكرة أمتنا وتحصين هذا الجيل الذي سيستلم المشعل.
^ ما قولكم فيما أنجز في مجال كتابة تاريخ كفاح الجزائريين من منشورات ومقالات؟
^^ في هذا الإطار، على الدارس والإعلامي وغير المختص العودة إلى البنوك الرقمية الموجودة على مستوى الجامعات، مئات الأطاريح موجودة وخاضت في كثير من القضايا المتعلقة بالمقاومة الشعبية وجرائم الاستعمار والحركة الوطنية الجزائرية ومجازر الثامن ماي 1945 وإرهاصات اندلاع ثورة نوفمبر 1954 وقضايا الثورة من 1954 إلى 1962.
وبدون مجاملة، أقول إن هناك أطاريح خطت خطوات عملاقة في الفترة الأخيرة، لا أقول إنها حققت الكمال وتداركت السبق الذي حققته مدرسة التاريخ الفرنسية أي الاستعمارية التي اهتمت بتاريخ الجزائر منذ بداية الاحتلال، وظهور اللجنة الإفريقية أي منذ 1857.. المدرسة الاستعمارية حققت السبق في هذا الميدان؛ لأنها فرضت نفسها بقوة الحديد والنار، وكانت تمتلك آليات العمل، لأجل ذلك جندت علماءها مؤرخين وأنثربولوجيين وعلماء أجتماع وعلماء نفس، بل وحتى الأدباء والإعلاميين، لتكتب تاريخ الجزائر وفق أطرها ونظرتها إلى غاية 1962، فضلا عما كتب العسكريون والسياسيون إلى غاية اندحار القوة الكولونيالية، وانتصار الجزائر التي تصدّت بنخبها لهذه الكتابات.. مثلا، كتابات المرحوم مبارك الميلي، عبد الرحمن الجيلالي، ثم نخب الجيل الثاني من مدرسة التاريخ الوطنية بقيادة شيخ المؤرخين المرحوم أبو القاسم سعد الله، وغيره.. لكن للأسف، نحن أمة لا تقرأ كثيرا، هناك أطاريح خاضت في بعض القضايا وأخذت كثيرا من جهد الباحثين، ولم يتمّ الاطلاع عليها.. مثلا أنا أعددت عملا منحته زهرة شبابي من 1994 إلى 2005، كنت دائم التواجد في الأرشيف الوطني الجزائري.. وضحت الكثير من قضايا الثورة مثلما كان يدونها قادتها من محاضر وأرشيف..
الكتابات التاريخية التي أصدرها المؤرخون الجزائريون، أي مدرسة التاريخ الوطنية مؤخرا حققت أشواطا عملاقة، من أطاريح ومئات الكتب والمذكرات، بالموازنة مع التحديات التي نعيشها والوسائل المتوفرة للباحث الجزائري في ظل معركة الأرشيف المسلوب، يضاف إلى ذلك ما حقق المركز الوطني للدراسات والبحث في تاريخ المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 بالأبيار، حيث أعد بنك معلومات سجلت فيه شهادات كبرى لمجاهدين، والآن صار يسجل الدفاتر اليومية لمجاهدين ما يزالون على قيد الحياة.. وما أحوجنا إلى هذا العمل الجبار..
ما كتب إلى غاية اليوم بدأ يخطو خطوات عملاقة، ومؤخرا بدأ الاهتمام بالتاريخ المحلي، وعلينا الاهتمام بهذا التاريخ الذي يخدم التاريخ العام.. ننطلق من الجزء إلى الكلّ الشامل، حينما ندرس ولاية من الولايات وننفض الغبار عن عمل قامت به تلك الولايات، علينا قراءته في إطاره العام الذي خدم الثورة وحقق استرجاع السيادة الوطنية.
^ هل ترون بأن ما لدينا من منتج تاريخي كاف،أم أن هناك مسائل تتطلّب المزيد من البحث ونفض الغبار عن بعض الأحداث التاريخية؟
^^ لا يمكن لأي باحث أو عالم أن يقول إنه أبدع أحسن من الآخر.. العلم يقوم على التواضع والنسبية والتكامل، وبالتالي، ما أنجز إلى غاية الساعة مستحيل أن نقول إنه حقق الهدف ولن يحقق الهدف، المعركة مستمرة علميا، وكلما ظهرت وثيقة جديدة، فهي تستوجب المراجعة، وعلينا أن لا نتعقد من المراجعات، الأحسن أن نراجع الوثيقة من أن يراجعها الطرف الآخر وفق رؤيته أو أيديولوجته.. علينا إذن أن لا نبقى في مرحلة ردود الأفعال، علينا أن نجتهد أكثر.. وكأكاديمي متخصص أقول إن المؤرخ له معركة يخوضها، وإن التاريخ سلاح بالنسبة للأمم، يكفي متابعة ما يقوم به الطرف الآخر..
الدولة خصصت ملايير لإنتاج أفلام تاريخية وأشرطة وثائقية، حول أعلام الجزائر وشهدائها، أتمنى إعادة بث الأشرطة والحصص التاريخية، وتوزيعها على مستوى المؤسسات التربوية ليستفيد منها التلاميذ في كل الأطوار التعليمية، والشباب بمراكز التكوين، وهذا كله يدخل في باب تأمين الذاكرة الذي طرح في بداية سؤالك.
ما تحقق في الفترة الأخيرة، هو خطوات عملاقة جادّة، لعلّ الظروف ونظام المعلوماتية ساعد، لكن علينا أن نواصل المسيرة ومعركة إعادة كتابة التاريخ مستمرة، لتحرير التاريخ، مثلما قال المؤرخ والفيلسوف والثوري والمناضل شريف بن حبليس، في كتابه الشهير “تحرير التاريخ”.
علينا أن لا نبقى مكتوفي الأيدي، سنة 1961، قادة الثورة وهم مجتمعون طرحوا مثل هذه القضية بحضور رئيس الحكومة حينها، فرحات عباس الذي كان يريد إصدار كتابه “ليل الاستعمار”.
رغم نضالهم السياسي وظروف الحرب، إلا أنهم كانوا يدرسون قضية كتابة التاريخ؛ لأنهم كانوا يدركون أن المعركة متكاملة، فيها البندقية والعمل الدبلوماسي والدعائي والعمل الاجتماعي عبر الاهتمام باللاجئين، ولا يختلف عن ذلك الاهتمام بذاكرة الأمة وتدوينها.
^ شكّلت الدبلوماسية الجزائرية المرتكزة على مبادئ بيان آول نوفمبر، في دعم القضايا العادلة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، عودة قوية إلى الساحة الدولية من خلال المساهمة في حل الأزمات وإر ساء السلام.. المنطلق التاريخي واضح في تأسيس منهجية العمل..
^^ علينا أن ندرك أن الجزائر لم تكن تعيش منفصلة عن هذا العالم وظلت كبقية العالم والدول العربية على الخصوص مستهدفة منذ مطلع التسعينيات عندما كانت على رأس جبهة الصمود والتحدي، وحينما استضافت أحرار العالم على المستوى المغاربي والإفريقي بدءا بنيلسون مانديلا، وفي أمريكا اللاتنينة وغيرها بداية الستينيات ومطلع السبعينيات.
ما حقّقته الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، أعاد الجزائر إلى مركزها ومجالها كدولة قارة متوسطية محورية ودولة عربية اسلامية افريقية يحسب لها ألف حساب، وعلى الآخر أن لا يتلاعب بمصالحها إن أراد تحقيق الاستثمار والشراكة، لكن في إطار مواثيق دولية وآليات أسست لها منظمات عالمية.. نأمل أن تستمر سياستنا الخارجية في هذا الباب وتحافظ على هذه الدينامكية التي تفتح لها آفاقا وتفرض على الآخر احترام تقاليد وأعراف التعامل مع الدول في القرن الـ21.
مستقبل الدبلوماسية الجزائرية مرهون بما نقوم به، أي خطوة إلى الوراء تدفع بك إلى التراجع مئات الخطوات، السياسة الخارجية للجزائر اليوم مرتكز على تجربتها الرائدة ضمن حركة عدم الانحياز، هذا الموروث تستند عليه اليوم في دبلوماسيتها، كان قادة الثورة يمارسون دبلوماسية الوخز، أي أن يصيب هدفه ولا يكون متهورا.
الرهان اليوم هو الحفاظ على هذه السيرورة، بفضل المخزون الثوري المستمد من مبادئ أول نوفمبر 1954، لأن التحديات صعبة، وفي النهاية أقول مصير الوطن يحققه أبناؤه ونخبه وكل إطاراته.. هكذا كانت عبقرية الثورة في 1954، وقادتها ودبلوماسييها وعلى رأسهم محمد الصديق بن يحيي، لا أحد كان يعتقد أن ما قام به مجموعة الست سيحقق معجزة 5 جويلية 1962، لكن العزم والإيمان والروح الإنساني الذي ميّز الرؤية الجزائرية العادلة، حقق الأمل، وأشرقت أنوار الاستقلال..
المدير العام للبناء ووسائل الإنجاز بوزارة السّكن..رضا بوعريوة لـ “الشعب”:
هكــــذا كسبنـــا رهـــان السّكــــن بسواعـــــد جزائريــــــة
^ السّياســـــــــة السّكنيـــــــة للجزائـــــــر تتّجــــــه نحـــــو إنجـــــــاز أحيـــــــاء مندمجـــــــة مجهّــــــزة بكـــــــل المرافـــــــــق
^ السّكـــــــــــــــــن الجزائـــــــــــــــري 100 %..حقيقــــــــــــة بفضــــــــــــــل مؤسّســـــــــــــات الإنجـــــــــــــــــــاز الوطنيــــــــــــــــــة
^ تحقيــــــــــق الاكتفــــــــــاء الذّاتــــــــــــي فـــــــــــي كــــــــــــل مــــــــــــواد البنـــــــــاء..والرّهــــــــــــان علـــــــــــــى المطابقـــــــــــة
^ تعزيـــــز الرقابــــــــة..محاربـــــــــــة الغــــــــش وإضفــــــــــاء الشفافيــــــــــة لمنــــــــــح السكنـــــــــــــات لمستحقيـهــــــــــا
يرى المدير العام للبناء ووسائل الانجاز بوزارة السكن رضا بوعريوة، أن الوصول إلى سكن جزائري بإمكانات وطنية خالصة، تحقق بفضل تكييف دفاتر الشروط من خلال فرض إلزامية استخدام مواد البناء المصنعة محليا، وبفضل الإجراءات التي قامت بها السلطات العمومية في إطار خفض فواتير الاستيراد، وبالموازاة مع ذلك، توفير مناخ استثماري ملائم للمصنعين ومنتجي مواد البناء لتجسيد مشاريعهم والاستثمار بطريقة ذكية والانخراط في سيرورة النوعية.
سعاد بوعبوش
وأوضح بوعرّيوة في حديث مع “الشعب”، أن كل هذه الإجراءات ساهمت في تشجيع وحدات الإنتاج الوطنية لمواد البناء، وقيام المستثمرين الجزائريين بإنجاز استثمارات حقيقية، والبعض منهم أقام استثمارات بواسطة الشراكة، وهو ماساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، واليوم، أصبح العرض يتجاوز الطلب، بسبب تحقق الوفرة وفائض الإنتاج خاصة لبعض المواد البناء، ما يسمح بالقول إن: “طاقة الإنتاج الوطنية تلبي احتياجاتنا من مواد البناء”، مشيرا إلى أن الجزائر أصبحت تصدر الفائض من مادة الإسمنت نحو الخارج، حيث تنتج بلادنا 40 مليون طن، إلى جانب تحقيق وفرة في مادة حديد الخرسانة، بعدما كان الوصول إليها لا يتم إلا من خلال الاستيراد، الأمر نفس بالنسبة لما الإسفلت، حيث كانت طاقة الإنتاج لا تتجاوز 19 مليون طن سنويا، والاحتياجات كانت تقدر بـ 22 مليون طن، ما يعني أن الفارق كان خاضعا للاستيراد، وهو ما كلّف الخزينة العمومية موارد معتبرة.
وأكد المتحدّث أنه بعد تحقيق النوعية والكمية المطلوبة في تلبية الطلب العمومي، لم يعد المستثمر يهمه تسويق منتوجه بقدر ما يهمه السعي إلى مطابقة منتوجاته مع المعايير والمقاييس الدولية من خلال إصدار كل الاعتمادات اللازمة، وكل شهادات المطابقة، بقصد التسويق على المستوى المحلي أولا، وأشار إلى وجود آلية وطنية لمراقبة المطابقة عبر إخضاع المواد للتجارب والتحاليل اللازمة في المخابر، والتأكد من مدى مطابقتها.
دفاتــــــــــر شــــــــــــــروط مرنـــــــــة..وحلــــــول مبتكـــــــرة
إلى جانب الاستثمار في الأنماط الهيكلية للبناء، أشار بوعرّيوة إلى أن هناك تحدّ بالنسبة لمؤسسات الإنجاز المحلي، وهو استعمال وسائل جديدة في قوالب البناء خاصة منها الخفيفة الوزن التي لا تتطلب آليات ضخمة للرفع، ناهيك عن استعمال الحلول الجديدة من مواد مضافة إلى الخرسانة، تسمح لمؤسسة الانجاز بنزع القوالب بصفة مبكرة بسهولة، والمرور إلى انجاز الطوابق العلوية، وبفضل هذه التقنية الجديدة، يتم التحكم في آجال الإنجاز، بدلا من الوسائل التقليدية التي كانت تتطلب مدى زمنيا منصوصا عليه في التنظيم التقني، من أجل نزعها.
وأكد المتحدّث أن هناك في مؤسسات الإنجاز من قامت بطلبات اقتناء قوالب خفيفة من الألومينيوم قابلة للتركيب والتفكيك، والشروع في الاستثمار في هذا النوع من أجل التمكن من تسليم سكنات في ظرف قياسي جدا، بالإضافة إلى استعمال المواد المضافة أو المساعدة في الخرسانة، بحيث أن هذه التقنيات هي ما ساهم في التحكم في الآجال وفقا لما ينص عليه القانون، خاصة وأن دفاتر الشروط مرنة ومفتوحة؛ لأن القطاع يشجع كل ما هو جديد ومبتكر، وليس هناك قيود، بل على العكس، القطاع يطمح إلى جعل وسائل الإنجاز الوطنية أكثر تنافسية، لهذا هناك إلحاح على اقتناء هذه المعدات واستعمال الأساليب الحديثة من أجل تقليص آجال الإنجاز، واحترام مبادئ النوعية.
مكاتــــــب دراســـــــات وطنيــــــة ترافـــــــق المشاريــــــــــع
من جهة أخرى، يعتمد القطاع على مكاتب الدراسات الوطنية في كل ما يتعلق بالدراسات أو المسابقات، حيث يحصي أكثر 9500 مهندس معماري معتمد وأكثر من 2300 مهندس مدني معتمد، بالإضافة إلى مكاتب الدراسات العمومية الموضوعة تحت إشراف الدائرة الوزارية الوصية، وهي تحت مجمع الدراسات والهندسة الذي يحصي 12 فرعا عموميا أي 12 مكتب دراسات، ناهيك عن مكتب الدراسات “الكليك” وكذلك 07 فروع للوكالة الوطنية للتعمير المختصة في دراسة المخططات العمرانية..كل هذه الوسائل البشرية التي يحوز عليها القطاع، تمكنه من تلبية احتياجاته من مختلف الدراسات بما فيها الدراسات التقنية التي حث على التخصص فيها لتلبية الشروط المنصوص عليها في دفاتر الشروط.
وفيما يخص استدامة البنايات، تحدث بوعريوة عن وجود متدخلين عدة في عملية البناء وبمهام مختلفة، ولكن من بين الأهداف المنشودة والمرجوة في البناء أولا، الصلابة ومتانة البناية واستقرارها، وهي أمور مفصول فيها، فهناك حساب تصميمي هيكلي، بسمح بتأكيد مطابقة جميع الحسابات للوثائق التقنية التنظيمية، وهو الملف الذي يعده مكتب الدراسات بعد الانتهاء من ملف الهندسة المعمارية، حيث يقوم المهندس المدني بعملية الحساب للبنايات للتأكد من سلامتها وهذه أمور مفروغ منها.
يأتي بعدها دور الهيئة الوطنية لرقابة تقنية البناء الراعية والساهرة على احترام النوعية في البنايات، سواء على مستوى التصميم بفضل وضع تأشيرها على المخططات قبل تنفيذها، ومن خلال الرقابة المنتهجة لكل مراحل إنجاز المشروع، للتأكد من أن كل التدابير المؤشر عليها في المخططات تمت بطريقة سليمة، والتأكد من نوعية المواد المستعملة على مستوى الخرسانة أو الحديد المستعمل أو التركيبة الخاصة للخرسانة، وبالتالي فالمجال المتعلق بالصلابة واستقرار المباني مفروغ منه، خاصة وأن الجزائر تعمل بالنظام المضاد للزلازل، وهو إجباري التطبيق بحذافيره من طرف جميع المتدخلين وخاصة المهندسين المدنيين.
ومع الدراسات التقنية الخاصة بالهيكل، هناك دراسات تتعلق بالتصميم المعماري ودراسات الأجزاء التقنية والثانوية التي تدخل في العناصر الثانوية للبناية والتي تتعلق بالترصيص، التدفئة والكهرباء، وهي أجزاء تخضع إلى دراسة دقيقة، ويجب أن تكون مطابقة للمعايير، وحرصا على تنفيذ هذه الأجزاء وفقا لما هو معمول به، تم توسيع صلاحيات الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء، من خلال إجبارية إخضاع جميع الدراسات المتعلقة بالأجزاء الثانوية والأجزاء التقنية إلى رقابة الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء ومراقبتها قبل تنفيذها.
وفيما يخص الديمومة، أكّد المتحدّث أن هذه النقطة تراعى خلال عملية الدراسة، من خلال اختيار نوعية مواد البناء ومدخلاتها التي يجب أن تكون متكيّفة مع الوسط، فهي تختلف من وسط لآخر، فهناك تدابير خاصة بالنسبة للبناءات القريبة على البحر، أو بالمناطق الجبلية، بحيث يتم اختيار نوعية اسمنت مقاوم للظروف الطبيعية والمحيط الخارجي للبناء، وكذلك الأمر بالنسبة للتأكد من الأساسات في حال ما إذا كان هناك مياه، أو وجود عناصر كيميائية في التربة من شأنها أن تؤثر على الخرسانة باتخاذ تدابير خاصة، وبفضل كل هذه التدابير يتم إنجاز بناية مستدامة وقوية.
العـــــــــزل الحـــــراري لتحقيـــــق النّجاعـــــــــة الطّاقويــــــة
من جهة أخرى، يعمل القطاع على توفير شروط الرفاهية والراحة داخل البناية، من خلال عملية العزل الحراري للبنايات، وتقويتها وتعزيزها، إلى جانب إدخال تدابير النجاعة الطاقوية في البنايات تماشيا مع التوجهات العالمية للاقتصاد من الطاقة وتقليص انبعاث الغازات الحبيسة في اطار الجهود الدولية لمحاربة الآثار السلبية للتغيرات المناخية؛ وقطاع السكن جزء لا يتجزأ من هذه الإجراءات، وقد التزمت الجزائر – غداة اتفاق باريس – بخفض انبعاث الغازات الدافئة في إطار المساهمة الوطنية المحددة، بتقليصها إلى حدود 07 % في آفاق 2030.
وحسب المتحدّث، فإن السكن له حصة معتبرة في الاستهلاك الطاقوي؛ لهذا فإن النمط الحالي يراعى فيه العزل الحراري، من خلال عزل الأغلفة الخارجية للبنايات، وعزل الأسطح بفضل استعمال مادة عازلة، إلى جانب تقوية التهوية، وكذلك العزل بين الكهرباء والماء، مذكرا بتعليمة عام 2021 التي تحث جميع أصحاب المشاريع على عدم استعمال نجارة الخشب، وتعويضها بالألمنيوم لما له من نجاعة فيما يخص العزل، وبالفعل، يلاحظ في المشاريع المنجزة أن النجارة الخارجية من الألومنيوم.
من جهة أخرى، أشار المدير العام للبناء ووسائل الانجاز إلى مراعاة الدراسات لتوجه البناية، تقليل عدد الفتحات، تصميم عمارة مناخية حيوية، والاستعمال التدريجي للطاقات المتجددة وللألواح الشمسية، وكانت للقطاع تجربة – في هذا الخصوص – على مستوى المدن الجديدة سيدي عبد الله بوينان، حيث أن الإنارة الخارجية مزودة بالألواح الشمسية، إضافة إلى تشجيع المواطنين على اقتناء سخانات المياه بالألواح الشمسية خاصة في بعض المناطق الداخلية كالهضاب العليا التي كانت تعاني مشاكل الربط بالشبكات التقليدية.
وفيما يتعلق بالإشكاليات المطروحة بخصوص الأشغال الخارجية، أكد المسؤول أن الوزارة لا تتسامح مع أي إخلال قد يمس بنوعية السكنات، مشيرا إلى توجيه تعليمات بعدم انتظار الانتهاء من انجاز السكنات للانطلاق في عملية التهيئة، إذ بمجرد بلوغ نسبة الإنجاز 60 %، يتم الانطلاق، بالإضافة إلى وجود وثيقة تقنية تنظيمية متعلقة بالأشغال والطرقات والشبكات الخارجية الواجب احترامها، وتحيين دفاتر الشروط حسب ما توفره السوق الوطنية واستعمال مواد جديدة محليا، إلى جانب تعزيز الرقابة والمتابعة على مستوى الورشات.
وأكّد بوعريوة أن السكنات لا تسلم إلى أصحابها إلا بعد التأكد من توفرها على جميع الشروط، حتى يتمكن المواطن من سكناها بكل أريحية دون أي إشكال، سواء على مستوى السكنات أو على مستوى التهيئة الخارجية، خاصة وأنّ السياسة السكنية للجزائر، وفي إطار التخطيط الحضري، تتحدث عن أحياء مندمجة تتوفر على جميع وسائل الترفيه والمرافق العمومية من مساحات خضراء ومساحات للتنزه، وفضاءات اللعب، حيث أن كل هذه الأمور تؤخذ بعين الاعتبار بطريقة استباقية، وتنفذ بصفة فعلية على أرض الواقع.
البطاقيـــة الوطنيــة..10 ملايــــين مستفيـــد مسجّـــــــل
بخصوص البطاقية الوطنية، يؤكد المتحدث أن قوامها اليوم 10 ملايين مسجّل من الأشخاص الطبيعيين الذين استفادوا من سكنات عمومية أو إعانات موجهة للسكن أو عقود التعمير من أجل انجاز سكنات فردية، مشيرا إلى أن هذه البطاقية الوطنية مرقمنة 100 %، حيث تم إدخال ما يسمى بالرقم التعريفي الوطني الموحد في إطار التبادل البيني للمعلومات مع القطاعات الأخرى، كقطاع الداخلية، كما تم ربطها مع قاعدة المديرية العامة لأملاك الدولة في إطار تعزيز الرقابة ومحاربة الغش، وإضفاء الشفافية لمنح السكنات لمستحقيها، وهذا مبدأ ثابت.
وذكّر بوعريوة أن رئيس الجمهورية كان قد ألح كثيرا على محاربة كل الممارسات السلبية، وبفضل كل هذه الإجراءات، فإن السكنات لا تمنح إلا لمستحقيها، فقد أصبحت هذه البطاقية تشكل أداة فعالة بالنسبة للسلطات المكلفة بتوزيع السكنات من خلال الرقابة القبلية والبعدية، وكل القوائم تغربل بصفة آلية على مستوى البطاقية الوطنية للسكن.
أما فيما يخصّ الرقمنة، فقد أكد المدير العام للبناء ووسائل الانجاز أن عملية التقييم الأولية للعملية، تؤكّد تحقيق تقدم ملحوظ جدا فيها، سيما فيما يخص الخدمات العمومية الموجهة للمواطنين أو المتعاملين، فكل النشاطات المقننة والخاضعة للاعتماد كشهادة التأهيل المهني والتشريف المهني لمؤسسة الإنجاز، شهادة اعتماد المهندس المدني، اعتماد المرقي العقاري اعتماد الوكيل العقاري وغيرها من المعاملات والخدمات العمومية، أصبحت تقدم بصفة آلية عبر منصات رقمية طورت لهذا الغرض.
في سياق المنجز الرقمي، تحدّث بوعريوة عن استخراج رخصة البناء الرقمية، حيث تمّ وضع أربع ولايات نموذجية للقيام بالعملية كمرحلة أولى، في انتظار التعميم على جميع الولايات، مشيرا إلى أن منح رخصة البناء يستدعي انخراط جميع القطاعات؛ لأن هناك بعض المصالح التي تبدي رأيها.
وفيما يخص طلبات السكن على مستوى وكالة “عدل” مثلا، فهي منذ عدة سنوات قامت برقمنة جميع العملية من بداية الاكتتاب الى غاية تسليم العقود، وكذلك الأمر بالنسبة للمؤسسة الوطنية للترقية العقارية، ولا يختلف الطلب الترقوي الحر، حيث تتم كل هذه الطلبات عبر منصات رقمية صممت لهذا الغرض.
تأمــــــين شامـــــل للأرضيــــــة الرّقميــــــة للسّكــــــــــــن
في المقابل، هناك التطبيقات المهنية الخاصة بالهيئات الموضوعة تحت الوصاية، والمتعلقة بنشاطاتها، مثل الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية التي طورت تطبيقا بالذكاء الاصطناعي في اطار عملية تقييم البنايات ما بعد الكوارث وإسقاطها خرائطيا حسب درجة التقييم، وتكون مربوطة بشبكة على مستوى السلطات المحلية والمركزية، بحيث تعد أداة فعالة لأخذ القرار وتحديد التدابير الاستعجالية الواجب اتخاذها في حالة أي حادثة.
وبالنسبة للبنية التحتية والتجهيزات، تم القيام بتعزيز كل ما يتعلق بنظام الأمن للإعلام الآلي..طلبات أو تسخيرات الخادم، وذلك موازاة مع الخدمات المرقمنة بالقطاع، فيما تصبو الوصاية إلى تحقيق رقمنة شاملة في جميع المعاملات، كاشفا عن إنشاء فوج تقني فني متخصص على مستوى الوزارة، يتولى إعداد الاستراتيجية القطاعية للرقمنة وتحديد مخطّط عمل برزنامة محددة، وتطبيقها وتنفيذها الصارم، وهي مؤمنة بشكل جيد، حيث تم القيام بعملية التشخيص لما هو معمول به.
وحسب المتحدّث يتم حاليا السهر على التأمين من الهجمات السّيبرانية، حيث تمّ أخذ كل الاحتياطات من أجل ذلك، وتتولى المهمة كفاءات من القطاع إلى جانب العمل والتنسيق المستمر مع قطاعات أخرى فيما تعلق بتعزيز الأمن المعلوماتي، كاشفا على أنّ قطاع السكن سيكون من بين القطاعات الخمس الأولى التي سيتم توطين قواعد بياناتها على مستوى المركز الوطني للبيانات، وكذا العدد المعتبر لمنصاته، مشيرا إلى وجود ورشات تكوينية بهذا الخصوص مع المحافظة السامية للرقمنة.
في الذّكرى 62 لاسترجاع السّيادة الوطنية..رئيس مجلس الأمّة المجاهد صالح قوجيل يكتب لـ “الشعب”:
الجزائر الجديدة.. تجديد العهد لاستكمال الاستقلال السياسي باستقلال اقتصادي حقيقي
– الجزائر المستقلة لملمت جراحها بعزة وصبر، وبتقدير حكيم لأولويات مرحلة حرجة
– رئيـس الجمهوريـة أرسـى دعائم الجزائـر الجديـدة وفـق مبـادئ دستوريـة راسخـة
– تخليـد إرث الآبـاء والأجداد يعصمنـا من الوقـوع فـي الأذى..”اتهـلاو فـي الجزائر”
– الإرادة الشّعبيــة تشكـّل دومـا وأبـدا مصـدر التغيـير والتجديـد والإصــلاح والبنــاء
– إرادة الشّعـب تؤكّد حضورها بقوّة في الاستحقاق الرّئاسي إعلاءً لمصلحة الوطـن
اثنان وستون عاماً تمر على استقلال الجزائر واستعادة مجدها وحرية شعبها بعد 132 سنة كاملة تحت استعمار استيطاني شرس، استهدف الإنسان والأرض والتاريخ والثروة والهوية، وسعى بخبث ووحشية – لطالما ميزت الغزاة المحتلين في كل الأماكن والأزمنة – إلى إبادة الشعب الجزائري الأبيّ، واستبداله بشعب دخيل أوروبي، من أجل إفناء الأمة الجزائرية العريقة وانمحائها، واستئصال جذورها النابضة بالحياة، والتي تضخ الشجاعة والشموخ والعظمة في قلب البشرية منذ مئات السنين.
بقلم المجاهد صالح قوجيل
رئيس مجلس الأمة
إثنان وستون عاما مضت على أعظم الانتصارات التي خلّدها التاريخ المعاصر بماء الذهب، وحُفرت عميقا في الذاكرة الإنسانية العالمية، فكانت نورا تهتدي به الشعوب المستعمرة في طريقها نحو استعادة حقها المشروع في الحرية والسيادة وتقرير المصير، وإلهاما جديدا لإيديولوجيات مناهضة الاستعمار في العالم، يؤكد أن العزيمة تُروّض الزمن، وقوة الشرعية تعيد حتما ودوما عجلة التاريخ إلى مسارها الصحيح ولو بعد مائة عام.
إنّني أستحضر في كل ذكرى وطنية مآثر وبطولات ومواقف إنسانية مؤثرة عايشتها عن قرب رفقة إخواني الشهداء والمجاهدين رفاق السلاح في كل شبر من الجزائر إبان ثورة التحرير المجيدة، وخلال المحطات التي سبقتها في الحركة الوطنية، وعلى رأسها مجازر الثامن ماي 45..فيحثني هذا الماضي المشرف والأليم في آن واحد، على الاعتزاز بالحاضر الذي يؤكد بإنجازاته العظيمة منذ عام 1962 في الجمهورية الجزائرية الحرة المستقلة، أن دماء الشهداء وتضحيات المجاهدين لم تذهب سدى، وأن الإنجازات التي حققتها الجزائر بسواعد أبنائها بعد استرجاع سيادتها، ونهوضها من قلب الجحيم كطائر الفينيق ينبعث من رماده، لا يقل عظمة عن معجزة ثورتها وانتصارها على أعتى الامبراطوريات الاستعمارية في العالم آنذاك.
بين فظاعة الأمس..فسحة اليوم وإشراقة الغد
لقد رفعت الجزائر تحديات السنوات الأولى من الاستقلال بكل تعقيداتها في ظل غياب تام للوسائل والخبرات والموارد، ونجحت في رهاناتها بفضل وحدة شعبها، وحافظت بعد استقلالها على وحدة ترابها بفضل بسالة جيشها الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني بحق وجدارة..الجزائر المستقلة أرست مؤسساتها ومارست سيادتها على ثرواتها وعززت بدبلوماسيتها دعمها اللامشروط لقضايا التحرر في كل أصقاع العالم، بعد أن مكنت الشعب من حقوقه الأساسية في الصحة والسكن والتعليم وغيرها، وتجاوزت بجهود جبارة تراكمات خطيرة ومخلفات اقتصادية واجتماعية كارثية، تحفّها مؤامرات ودسائس تحاك مكرا بدولة الثوار الفتية.
الجزائر المستقلة لملمت جراحها بعزة وصبر وبتقدير حكيم لأولويات مرحلة حرجة وقفت فيها بشموخ على كتل من الخراب، إذ باشرت بإقامة المؤسسات – فهي دوما وأبدا الخطوة الجوهرية الأولى حين تنزلق الدولة نحو الانهيار أو تكاد – وبدأت بالسلطة التشريعية ممثلة في الجمعية الوطنية التأسيسية التي أقرها استفتاء سبتمبر 1962 تكريسا للسيادة الشعبية وإرساءً لمبادئ الديمقراطية التشاركية، ثم إعداد تنظيم إداري جديد لتسيير الدولة..تُوّج بدستور وميثاق 1976، كان مسبوقاً بقانون وميثاق البلدية عام 1967 وقانون وميثاق الولاية العام 1969.
كما تبنّت الدولة الجزائرية ديمقراطية التعليم ومجانيته باعتباره خيارا يتماشى وطابعها الاجتماعي الذي نص عليه بيان أول نوفمبر 1954، فالتحق آلاف الأطفال بمقاعد الدراسة رغم العجز الكبير في الوسائل البيداغوجية إذّاك، وهم اليوم يناهزون 11 مليون متمدرس في مختلف الأطوار الدراسية..كما استعادت الجزائر سيادتها الكاملة على نظامها المصرفي لتمويل انطلاقتها التنموية، وذلك عبر تأميم البنوك الأجنبية عام 1966..وكذا، على ثرواتها الباطنية لوضع حد لكل أشكال الاستغلال والتبعية، والمضي قدما نحو تحريك عجلة الاقتصاد لفائدة الجزائريين وليس سواهم.. فأمّمت المحروقات سنة 1971 لتصطفّ في قائمة الدول الأساسية في السوق النفطية العالمية، وهي الآن بصدد تجاوز هذه المرحلة نحو خيارات أوسع وآفاق أرحب في كنف اقتصاد المعرفة والبدائل الاقتصادية الجديدة.
وفي سنتها الثانية والستين بعد الاستقلال، ها هي الجزائر اليوم ترفع تحديات وطنية وإقليمية ودولية جديدة في ظروف عالمية استثنائية، وتنهل من مآثر ذاكرتنا الوطنية لتستلهم نهجا جديدا من عهد نوفمبر 54 قائم على 54 عهدا نوفمبريا، يؤسس لبناء الجزائر الجديدة التي يرسي دعائمها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وفق مبادئ دستورية راسخة وممارسة ديمقراطية حقيقية تعبر عن الإرادة الحرة للشعب الجزائري..
هذه الإرادة الشعبية التي تشكّل دوما وأبدا مصدر التغيير والتجديد والإصلاح والبناء، بدءا من حرب التحرير المظفّرة، حيث حافظت هذه الإرادة على الجزائر من الزوال، مرورا بالحراك الشعبي المبارك الذي أنقذ الدولة من “الانصهار” وصولا إلى الاستفتاء الشعبي على دستور الفاتح نوفمبر 2020، والذي انتشل البلاد من التوهان وهيمنة الفساد، وأعاد ضبط بوصلتها ووجهتها الصحيحة نحو بناء دولة المؤسسات والحريات والعدالة الاجتماعية، مرتكزاً في ذلك على وثيقة نوفمبر الخالدة…
لذلك، من الواجب التأسي بالماضي وبتاريخ الجزائر العريق وبكل ما جسدته الثورة التحريرية، من أجل استخلاص العبر والدروس في تحلي كل مناضلي ومناضلات الحركة الوطنية من عهد المقاومة الى زمن الثورة التحريرية ،بقيم الوحدة والتضحية والتضامن والتجرد من كل الاعتبارات الشخصية والمادية والحزبية في سبيل تحرير الوطن…لقد شكلت تلك المصفوفة القيمية الأساس الذي تحقق بموجبه الاستقلال السياسي للجزائر، ونحن اليوم جميعا وبصفة أخص جيل الاستقلال ،بحاجة للاستدلال بهذه القيم، بل أقول من الضروري التحلي بها، متزودين أيضا في ذلك بالعلم والمعرفة والتكنولوجيات الحديثة، لاستكمال المسار التحرري الوطني باستقلال اقتصادي حقيقي والنهوض بالجزائر الجديدة لفائدة جيل الحاضر والمستقبل.
بعد اثنين وستين عاما من الاستقلال، تبقى هذه القيم والإرادة الشعبية الحرة ونار الوجود مستعرة في مُهج الشعب الجزائري الثائر، حجر الأساس في كل المراحل التاريخية التي تشهدها الجزائر وتحياها، وهي على موعد جديد لأداء دورها الحاسم – كما كل مرة – من أجل تأكيد استحقاق الشعب الجزائري لحصاد الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي خاضتها بلادنا بنجاح لافت، رغم جسامة التحديات وصعوبة الرهانات واستمرار الدسائس التي لا تزال تكيد مكرا بالدولة الأبية..سيتم ذلك – بحول الله – عبر المشاركة الواسعة في الاستحقاق الرئاسي المقرر تنظيمه في السابع من سبتمبر 2024، والعمل بكل وعي ومسؤولية على إنجاح هذا الحدث الوطني الهام، وتحصينه بتقوية اللحمة الوطنية، وتمتين الجبهة الداخلية وتغليب روح المواطنة على محاولات التضليل المشبوهة..ستسجل إرادة الشعب حضورها بقوة كما عهدناها في كل المراحل المفصلية، إعلاءً لمصلحة الوطن، ووفاءً لخارطة الطريق التي رسمها بيان أول نوفمبر 54، وتجسيدا للوصية المنقوشة في وجداننا والتي حملها جيل الثورة عن الشهداء وستتناقلها الأجيال القادمة جيلا بعد جيل وتعمل لأجل صون وتخليد إرث الآباء والأجداد يعصمنا من الوقوع في الأذى: “اتهلاو في الجزائر”.
المهنـــدس المعمـــاري عمـــري عبـــد اللـــه لـ “الشعــب”:
الجزائر الجديدة.. خطوات عملاقة في ميدان العمران
ثمّن المهندس المعماري المعتمد والخبير العقاري عبد الله عمري، الخطوة العملاقة التي سجلتها الجزائر في ميدان السكن والتعمير، وما أنجز من أقطاب سكنية وبناءات ومدن، تتوفر فيها كثير من التقنيات الحديثة، تهدف إلى كسب رهان مدن عصرية في مصاف الأقطاب الحضرية العالمية.
حبيبة غريب
اعتبر عبد الله عمري في تصريح لـ “الشعب”، أن تطور قطاع السكن والعمران والتجهيزات الذي عرفته الجزائر خلال السنوات الأخيرة، يمثل قفزة نوعية، حيث تمكّنت بفضل استراتيجية فعالة من القضاء على أزمة السكن، والبنايات الهشة بنسبة عالية، كما تمكنت من تلبية طلبات كل فئات المجتمع دون إقصاء أو تهميش، إلى جانب توسيع وإعادة تأهيل حظيرة السكن”.
وخصّصت البرامج السكنية حصصا لكل فئات المجتمع بداية من السكن الاجتماعي وسكن البيع بالإيجار، إضافة إلى السكن الترقوي وغيرها من الصيغ، مسجلا نقلة نوعية أيضا في مجال التجهيزات المرافقة للسكنات مثل المدارس والثانويات والوحدات الاستشفائية والمؤسسات الثقافية والرياضية وكل المرافق العمومية الضرورية التي تضمن حق المواطن في العيش الكريم.
ونوّه محدثنا بحرص الدولة الجزائرية على الحفاظ على المقومات الحضرية والجمالية للسكن، مع إدخال أحدث وأرقى التقنيات الحديثة، مشيرا إلى أن تدخل المهندسين واجتهادهم أضفى اللمسة الجزائرية على هذه الإنجازات، فقد استعانت الجزائر باليد العاملة والكفاءات الأجنبية من قبل، وكانت فرصة لاستيراد التكنولوجيا والخبرة ونعلم اليوم – يقول عمري – أن الأمور تغيرت وتطورت وأضحت جل الانجازات والمشاريع في مجال السكن والتعمير من تصميم وإنجاز مهندسين معماريين جزائريين..هذه الكفاءات التي صقلت خبرتها وتحكمت في كل تقنيات البناء والتشييد وفق المعايير المعتمدة دوليا.
وأضاف الخبير العقاري يقول: “المهندسون المعماريون شريك فعال في معركة البناء والسكن فهم معنيون بالدرجة الأولى بعمليات الإنجاز وتطور المدن وعصرنة القطاع”، مؤكدا أن ما أنجزته الجزائر اليوم في هذا المجال هو وفق الأطر والمعايير التي يتفق عليها المهندسون المعماريون في كل أنحاء العالم، ومفادها أن مستقبل الإعمار يكمن في السكن الجماعي، وهذا ما يسمح بتوفير العقار وتسهيل عمليات التسيير وضبطه وتجميل المدينة، وهذا ما نلمسه في كل الانجازات المسجلة.
وفي شأن آخر، يرى عمري أنه لا بد “من تثمين ما أنجز في مجال التعمير والسكن والحفاظ عليه من خلال برمجة عمليات الصيانة للحظائر السكنية وفق التشريعات القانونية السارية، مع دعوة المهندسين المعماريين الى التفكير في عينة أو صورة نمطية جزائرية للسكن وتوظيف حسهم الإبداعي ومجهوداتهم في ذلك، استجابة للثقة الكبيرة التي أولتهم بها السلطات العليا للبلاد”.
رئيس الجمهورية جعل مصلحة المواطن أولوية الأولويات
السكن.. استراتيجية استشرافية ورؤية حكيمة
حـــــي 13300 مسكـــــن سيــــدي عبد اللــــــه..قطـــب مدمـــــــج مجهـــــز بجميـــــع المستلزمــــــات وبتخطيـــــط حضـــــــري
خاضت الجزائر الجديدة معركة بناء السكنات بنهج فريد ومتميز، وإرادة وثبات وحرص شديد من القاضي الأول للبلاد على ضمان العيش الكريم للمواطنين، حيث عملت منذ بناء مؤسسات دستورية جديدة منذ 2020، على القيام بإصلاحات جذرية شاملة في جميع القطاعات، ومنها قطاع السكن، وفق ما تضمنته التزامات رئيس الجمهورية بضمان إنجاز مليون وحدة سكنية، وتوزيع أكثر من ربع مليون وحدة سكنية بمختلف الصيغ، بينها أكثر من 67 ألف وحدة سكنية من صيغة البيع بالإيجار “عدل 2” في 5 جويلية الجاري، وإطلاق برنامج جديد واعد لم تقيد حصته، بل تركت مفتوحة لتلبية جميع طلبات المهتمين بهذه الصيغة.
زهراء – ب
إنجازات الجزائر الجديدة في قطاع السكن الذي تتأهب لتسليم حصة هامة منه في عيدي الاستقلال والشباب، جاءت نتيجة اعتماد مسار إنجاز رفعت فيه المقاولات الجزائرية الرهان، وفق رؤية تنبثق – كما قال وزير السكن – من حكم راشد يحرص على الوفاء بالعهد والحفاظ على المكتسبات الاجتماعية والتوجيه الجيد، إذ عكف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون على العناية بمصالح المواطن، من خلال توفير السكن اللائق بالتكلفة المتاحة.
ونجحت أكثر من 19 ألف مقاولة وطنية في إنجاز مشاريع سكنات بوسائل جزائرية خالصة، جمعت بين التكلفة المعقولة، الجودة العالية، والالتزام بالآجال، فتم تسليم 60 ألف وحدة سكنية بين سنة 2020 و2023، وها هي الجزائر اليوم تستعد لطي ملف عدل 2، وتسليم أزيد من 67 ألف وحدة سكنية مبرمجة للتوزيع في 5 جويلية سنة 2024، وإضافة إلى مئات السكنات الاجتماعية والريفية التي حظيت بدعم مضاعف من رئيس الجمهورية.
ولعل اللافت في السكنات التي ستوزع في عيدي الاستقلال والشباب، أنها لم تنجز في شكل أحياء تشبه “المراقد”، بل هي أقطاب حضرية كبرى، أو أحياء مدمجة على شاكلة حي 13300 مسكن سيدي عبد الله، القطب المدمج المجهز بجميع المستلزمات، وبتخطيط حضري وتهيئة خارجية للفضاءات، ومثله موقع حوش الريح بالبليدة، الموجه لسكان العاصمة، وأقطاب سابقة كموقع ذراع الريش بقسنطينة، وأحمد زبانة بوهران، وهي تمثل لبنات مدن مستقبلية، تعمل وزارة السكن على تعميم فكرتها عبر كامل التراب الوطني.
ووفق رؤية جديدة في التشييد والإنجاز، والاعتماد عن نظام العمل بالتناوب 3/8 والعمل بوتيرة أسرع مع الانطلاق في جميع الأشغال في وقت واحد، لاسيما تلك المتعلقة بالمرافق العمومية، عبدت وزارة السكن الطريق للشروع في إنجاز “برنامج عدل 3” الذي ينطلق الاكتتاب فيه يوم غد الخامس جويلية، بداية من الساعة التاسعة ليلا، حيث عملت على توطين المشاريع بعدة ولايات بعد تخصيص الأوعية العقارية الخاصة بها في سابقة أولى، لنجاح هذا المشروع، وتحيين المرسوم الخاص بكيفية الاستفادة من هذا النوع من السكنات الممولة بأموال عمومية، كما قررت مواصلة مسار الإنجاز نفسه مع الصيغ الأخرى، وتحسين نوعيتها، مع الحرص على تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية عن طريق إضفاء الشفافية في توزيع السكنات، وعلى هذا الأساس، تم تطهير وعصرنة البطاقية الوطنية للسكن التي تحصي 9.8 مليون مسجل، حيث تبقى الأداة الفعالة التي تضمن عدالة عملية التوزيع.
المدير العام لفرع التسيير العقاري للوكالة جلال الدين دحماني لـ “الشعب”:
أحياء “عدل”.. “ثورة” في آليات التسيير والخدمات الراقية
^ تعميم أجهزة الدفع علــــى أحيـــاء البيــــــــع بالإيجــــــار بلــــــغ نسبـــــــة 99 بالمائــــــة
^ نريد من المواطن أن يكون شريكا لـ “جاست ايمو” في التسيير لتفادي الفوضــــى
اعتمد فرع التسيير العقاري لوكالة عدل “جاست إيمو” آليات تسيير حديثة تسمح بتقديم خدمات راقية، على مستوى أحياء عدل المسلمة على مستوى التراب الوطني، فهذه الوكالة لا يقتصر عملها على خدمات النظافة داخل الأجزاء المشتركة، بل تؤدي مهام إدارية وتجارية وتقنية ومن أجل تحسين تلك الخدمات..في الثلاث سنوات الأخيرة قام الفرع الخدماتي لـ “عدل” بعملية استثمار مادي وبشري كبيرة.
زهراء – ب
تصوير: عدلان سنواني
في ذكرى عيدي الاستقلال والشباب، عرض المدير العام لفرع التسيير العقاري التابع لمجمّع “عدل” جلال الدين دحماني، تجربة “جاست ايمو”، وقال في حديث لـ “الشعب” “إن فرع عدل للتسيير العقاري هي تجربة فتية جديدة، متواجدة على مستوى أحياء عدل منذ 2009، تقوم بعدة أعمال منها صيانة الأجزاء المشتركة”، مؤكدا أن مهام “جاست ايمو” لا تقتصر اليوم – كما يعتقد المواطن – على ضمان النظافة بالأجزاء المشتركة وداخل العمارات، مثلما ذكر “بل تقوم بمجموعة من المهام والخدمات التجارية والإدارية وكذا التقنية، تلبية لانشغالات المواطن، منها عمليات التنظيف الداخلي، التنظيف الخارجي، تنقية الأقبية، وصيانة المصاعد”، وهي عمليات أوضح أنها تتم دوريا، بالإضافة إلى العمليات الكبرى كالمساكة أو ما يعرف بـ “l’étanchéité”، وإعادة تزيين واجهات العمارات.
وأحدثت “جاست ايمو” في الثلاث سنوات الأخيرة، ثورة في آليات التسيير الحديث، حيث أطلقت – يقول دحماني – عملية استثمار مادي وبشري داخل المؤسسة، وأصبحت تعتمد على ما يعرف بالمحاسبة التحليلية.
من ناحية الإمكانات المادية، تدعمت المؤسسة بأكثر من 60 مركبة، منها شاحنات تشفيط، شاحنات نقل القمامة، وكذا السيارات التقنية، واعترف دحماني أن “جاست ايمو” كانت تعاني في السنوات الماضية من نقص الإمكانات، ولكن تم تدارك هذا الأمر.
أما في مجال الرقمنة، فقد خاضت “جاست إيمو” – يقول دحماني – “بكل فخر واعتزاز وواقعية” شوطا كبيرا في هذا الميدان، بداية من تنصيب أجهزة الدفع داخل الأحياء، وهي اليوم معممة على جميع الأحياء بنسبة 99 بالمائة، لا استثناء إلا لبعض المواقع التي لا تتوفر على شبكة التغطية بالهاتف، في حين، تعرف عملية الدفع عبر أنترنيت تطورا ملحوظا، إذ يمكن اليوم دفع فاتورة الإيجار والأعباء المشتركة عبر تطبيق إلكتروني، وبداية من 31 ديسمبر القادم على أقصى تقدير، يصبح في إمكان كل مستفيد من سكنات عدل، دفع تكلفة الإيجار دون تسليم فاتورة التسديد إلى المؤسسة، أي أن العملية ستصبح بصفر ورق، كما تم إطلاق تطبيق حديث، يمكن المواطن من تقديم انشغالاته واحتياجاته للدراسة على مستوى مكاتب المؤسسة، ليكون التدخل بعدها مباشرة، وتصبح تلبية الانشغالات المواطن سلسلة لا تحتاج التنقل إلى مكاتب “جاست ايمو”.
وذكر دحماني أن “جاست ايمو” قطعت شوطا كبيرا في مجال تحسين الخدمة العمومية، فقد تمت تسوية كثير من المشاكل العالقة، مثل قضية الدفع المزدوج للقسط، ولكن عندما يكتشف الأمر يتم إرجاع المبلغ الزائد للمستفيد.
وكشف دحماني عن طرح استمارة بالموقع الإلكتروني للمؤسسة، لإعادة النظر في طريقة تسيير أحياء عدل، وأكد: “نقول للمستفيد تعال وساعدنا في التسيير للحفاظ على الطابع العمراني لسكنات عدل، فالمواطن ليس مالكا للسكن، هو مكتتب، وما دام لم يتملك السكن، فهو لا يخضع لقوانين الملكية المشتركة”.
وأضاف: “نريد من المواطن أن يكون شريكا لـ “جاست ايمو” في التسيير لتفادي الفوضى”، ونوّه بدور المستفيدين على مستوى أحياء بالعاصمة، في التبليغ عن غياب أعوان الأمن، والتعدي على الملكية المشتركة، وهو ما سهل عمل المؤسسة في المتابعة والتفتيش، وتدارك العديد من النقائص.
وعن المشاريع الجديدة التي أطلقها الفرع، قال دحماني: “شرع مؤخرا في برنامج إعادة طلاء واجهة المباني السكنية، منها 7 أحياء في العاصمة، 6 أحياء بين سكيكدة وعنابة، أحياء في تيارت، تبسة، وهران، تيبازة، تيزي وزو، وقد تمّ رصد مبالغ معتبرة من أجل إنجاز هذه العمليات، إذ يكلف حي من 400 مسكن أكثر من 10 ملايير سنتيم، ما بين إعادة الواجهة والسماكة، أما الأحياء الجديدة، فسيتم استغلال أموال الحساب الخاص بالأشغال الكبرى لتسييرها”.
وأحصى دحماني أكثر من 900 مؤسسة خاصة بتسيير المصالح المشتركة وفضاءات التسلية، التنظيف، الحراسة، وهي قابلة للارتفاع، في إطار تشجيع إدماج المؤسسات الناشئة في الدورة الاقتصادية.
في ذكرى عيد الاستقلال وتنفيذا لرؤية رئيس الجمهورية
إسكـــــــــان الجزائريــــــــــين.. مهمّــــــــة مكتملــــــــة
الجزائر الجديدة..المواطن أولوية قصوى
غلق ملف “عدل 2” والاكتتاب في “عدل 3”..غدا الخامس جويلية
مشروع عدل 3..طريق ممهّدة والمشاريــع الأولى تنطلـــق
احـــترام الآجــال والنّوعيــة..19 ألــف مقاولــة وطنيــة كسبـت الرّهـــان
الأقطـــاب الحضريــة الكـبرى..مــــدن جديــدة فـــي الأفــق
تحيي الجزائر الذكرى 62 للذكرى المزدوجة للاستقلال والشباب، وهي تقطف ثمار سياسة تنموية رشيدة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أحدثت نهضة شاملة في جميع القطاعات، وبشكل لافت في قطاع السكن الذي يتأهب لتسليم أقطاب حضرية جديدة ومستدامة تستجيب للمقاييس العمرانية، تعد أسسا لمدن جديدة تضمن توازنا وانسجاما حضريا دائما، من بينها القطب الحضري سيدي عبد الله 13300، وحوش الريح، وغيرها من الأقطاب الحضرية التي تم إنجازها بمواد وسواعد جزائرية خالصة، وفي ظرف قياسي، رفعت فيه المقاولات رهان احترام الآجال والنوعية، وعبّدت الطريق لإنجاز برنامج جديد من سكنات البيع بالإيجار “عدل 3”، وصيغ أخرى منوعة تكرس تمسك السلطات العليا للبلاد بالطابع الاجتماعي للدولة، وضمان حق المواطن في امتلاك سكن لائق، صيانة لكرامته وضمان رفاهيته.
مشاركون في ندوة علمية لجامع الجزائر:
دور هام للمؤسسات الروحية في تحرير الوطن من الاستعمار
نظمت عمادة جامع الجزائر أمس الأربعاء، ندوة علمية حول المؤسسات الروحية ودورها في تحرير الوطن تطرق إثرها المشاركون إلى دور الزوايا والمدارس القرآنية في الجزائر في ترسيخ قيم ذات أبعاد روحية وتربوية واجتماعية وجهادية خلال المقاومة الشعبية والثورة التحريرية.
خلال ندوة علمية احتضنها المركز الثقافي لجامع الجزائر، بمناسبة الاحتفاء بالسنة الهجرية الجديدة 1446 والذكرى الـ 62 لعيد الاستقلال، أكد عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، بأن المقاومة الروحية في الجزائر شكلت «قوة رائدة» من أجل الدفاع عن الوطن وحماية الإسلام.
واضاف أن هذه المقاومة، كانت معاقلها «منارات علمية وجهادية واجتماعية للإسلام والوطنية (…) استمرت في أداء وظائفها الروحية والوطنية إلى اندلاع ثورة التحرير، التي شاركت فيها بطلبتها وأتباعها ومريديها وكان بعضها ملجأ للمجاهدين، ومراكز للدعم والتموين والتسليح».
واعتبر، في السياق ذاته، بأن هذه المؤسسات هي «المعاقل الحضارية، والقلاع الحصينة التي حفظت لشعبنا هويته الوطنية، ومقومات شخصيته الأساسية ولقد حمت شعبنا من مخاطر التنصير والتغريب، وحصنت الأجيال من عوامل المسخ والذوبان، ووقفت سدا منيعا في وجه مخططات الاحتلال».
وأوضح عميد جامع الجزائر، أن تاريخ الجزائر ارتبط بهذه المعاقل «ارتباطا وثيقا»، من خلال تاريخها العلمي والثقافي والوطني الجهادي ومازالت تحتل «مكانة متميزة في نفوس الجزائريين وتمثل جزءا من وجدانهم».
وفي سياق حديثه عن الدور الذي لعبته المؤسسات الروحية في الجزائر في الماضي، في مجال الإصلاح الاجتماعي ومقاومة الاستيلاب والاغتراب الثقافي، قال الشيخ القاسمي، إن «الآمال معقودة اليوم على هذه المؤسسات لتستمر في العمل وتجعل في طليعة أهدافها حماية مرجعيتنا الدينية الوطنية، فتحفظ مجتمعنا من المخاطر التي تهدد انسجامه وتماسكه، بالدعوة إلى نبذ الغلو والتعصب، وانتهاج سبيل الوسطية والاعتدال، والعمل لنشر قيم التسامح، وإشاعة روح التعاون والتكافل، لكي تكون الأخوة بين أبناء الجزائر هي الرابطة الوثقى».
وبدوره، أكد مدير المركز الثقافي بجامع الجزائر، السيد ياسين بن عبيد، بأن الزوايا والمدارس القرآنية شكلت «الخزان الحقيقي للوطنية»، وان روادها «لم ينفصلوا يوما عن كل ما هو فكري وتربوي وتكويني مرتبط بالتيار الوطني»، محذرا في هذا السياق من «القراءات المقلوبة التي تخالف حقيقة الفعل الصوفي ووجوده في الجزائر وهي آتية من مدونات غربية، إما أنها تجهل حقيقة الإسلام والتصوف الروحي وإما أنها مغرضة وهذا هو الغالب».
وأكد الأستاذين الغالي غربي من جامعة المدية ومحمد زقوق من جامعة خميس مليانة، أن المؤسسات الروحية في الجزائر بحاجة إلى تعميق البحث في روادها وإنجازاتها وإبراز شخصيات ورواد معروفين مثل سيدي عبد الرحمن الثعالبي ممن واجهوا كل محاولات الاعتداء على الجزائر واحتلالها ودعوا الشعب إلى تنظيم الصفوف واليقظة والحذر من كل أشكال الغزو وكان ذلك قبل 1830 وزاد إحساسهم بالمسؤولية بعد دخول الاستعمار الفرنسي وانضموا إلى لواء الجهاد والمقاومة.
رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني.. نور الدين بن براهم:
عيد الاستقلال مناسبة هامة لتعزيز الانتماء الوطني
أكد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، من برج باجي مختار، أن عيد الاستقلال يعد مناسبة هامة لتعزيز الانتماء الوطني بكل أبعاده.
في كلمة له خلال تجمع شعبي نظم مساء الاثنين ببلدية تيمياوين بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ62 لعيد الاستقلال والشباب، أوضح بن براهم أن عيد الاستقلال يعد «مناسبة هامة لتعزيز الانتماء الوطني بكل أبعاده، لاسيما التاريخية منها والجغرافية والهوية الوطنية لدى جميع مكونات المجتمع الجزائري».
وأشار الى أن اختيار ولاية برج باجي مختار لاحتضان هذه الاحتفالية يعود بالأساس الى «موقعها الاستراتيجي الذي يساهم في التشجيع على ازدهار المنطقة من خلال تعزيز المكتسبات وتنفيذ برامج ومشاريع خلاقة للثروة تسمح لشبابها بتحصيل مناصب شغل والمساهمة في الحركية التنموية بالمنطقة».
وبالمناسبة، حث بن براهم مختلف الفاعلين في الميدان على «المشاركة في رفع تحدي التنمية بالمناطق النائية والحدودية من خلال تعزيز التواصل المجتمعي»، مذكرا بأن التنمية هي «أكبر تحد يجب تحقيقه بعد تحدي الأمن الذي تحقق بفضل المجهودات الجبارة للجيش الوطني الشعبي».
وفي السياق ذاته، تطرق رئيس المرصد إلى انشغالات سكان المناطق الحدودية، حيث ذكر أنها توجد في «صلب اهتمام السلطات العليا للبلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون من خلال الآليات التي أقرتها لتسهيل نقل انشغالاتهم، لاسيما عن طريق المجتمع المدني»، مشددا على أهمية «الوقوف صفا واحدا ضد المحاولات الرامية الى ضرب الوعي المجتمعي الوطني والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد البلاد».
وعلى هامش زيارته لمعرض للصناعات التقليدية بمركز التكوين المهني والتمهين «الشهيد عبد القادر النوني» بذات البلدية، أكد السيد بن براهم على ضرورة «إيجاد بدائل جديدة لتسويق منتجات الحرفيين والاستفادة من مختلف أجهزة الدعم التي تقدمها الدولة في هذا الإطار».
كما أشرف، رفقة السلطات المحلية، على افتتاح ملتقى وطني حول «دور المناطق الجنوبية في الثورة التحريرية وصون السيادة الوطنية» وتكريم عائلة المجاهد الراحل الحاج مختار كبير.
مشاركون في ندوة نظمتها مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية
الجزائر استرجعت سيادتها عبر كامل ترابها بقوة السلاح
أجمع أساتذة جامعيون مختصون في التاريخ في ندوة تاريخية نظمت أمس الأربعاء بالبليدة أن الجزائر تمكنت من افتكاك استقلالها واسترجاع سيادتها عبر كل شبر من أراضيها بقوة السلاح الذي أجبر فرنسا الاستعمارية على الجلوس على طاولة المفاوضات.
أوضح أستاذ التاريخ بجامعة «علي لونيسي» بالعفرون، البروفيسور يوسف تلمساني، في مداخلته التي افتتحت أشغال الندوة التاريخية التي نظمتها مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية بمناسبة الذكرى الـ 62 لعيدي الاستقلال والشباب، أن الجزائر افتكت استقلالها بقوة السلاح حيث أصر المجاهدون على رفض طلبات فرنسا القاضية بوقف إطلاق النار إلى غاية اعترافها بسيادة الجزائر.
وقال ذات المتحدث إن قوة جيش التحرير الوطني وإيمانه بقضيته العادلة والتفاف الشعب حوله «أجبر فرنسا على الركوع والجلوس على طاولة المفاوضات التي أفضت إلى إعلان وقف إطلاق النار يوم 19 مارس 1962». وأضاف ذات الأستاذ الجامعي أن بيان أول نوفمبر كان المرجعية وخارطة الطريق التي اعتمد عليها المجاهدون طيلة فترة المفاوضات مع المستعمر الفرنسي الذي حاول بكل الطرق إجبارهم على وقف إطلاق النار قبل بدء هذه المفاوضات، إلا أنه (المستعمر) استسلم في نهاية المطاف بسبب خسائره الكبيرة التي تكبدها. بدوره، أشار أستاذ التاريخ بجامعة «جيلالي بونعامة» بخميس مليانة (عين الدفلى)، أحمد قوادري، إلى أن «المجاهدين كانوا حريصين على اختيار تاريخ 5 جويلية 1962 للإعلان عن استقلال الجزائر لمحو ذكرى احتلال الجزائر في نفس التاريخ من سنة 1830». وفي هذا الصدد، أكد على «أهمية تدوين تاريخ ثورتنا منذ بداية المقاومات التي انطلقت في اللحظة التي احتل فيها المستعمر بلادنا وعدم التركيز فقط على فترة الثورة التحريرية من خلال الاعتماد على أسس علمية وأكاديمية والعمل أيضا على ترجمة هذه البطولات والتضحيات إلى أعمال فنية».
من جهته، أوضح أستاذ التاريخ بجامعة «جيلالي بونعامة»، عبد العزيز وابل، في مداخلته أن تاريخ 1962، هو «بمثابة تتويج لنضال وتضحيات شعب آمن باستقلال بلاده وقاوم منذ اليوم الأول الذي وطئت فيه أقدام المستعمر الفرنسي أرض الجزائر بجميع الوسائل المتاحة عبر كامل مناطق الوطن».
وذكر أن «المجاهدين كانوا يفاوضون فرنسا والبندقية على أكتافهم لأن فرنسا لطالما نكثت بعهودها وتراجعت عن التزاماتها تجاه الجزائريين الذين تعلموا الدرس من تجاربهم السابقة». وفي نهاية هذه الندوة التاريخية المندرجة في إطار الاحتفالات بالذكرى الـ 62 لاسترجاع السيادة الوطنية والتي عرفت حضور كبير للأسرة الثورية، تم تكريم عدد من المجاهدين على رأسهم أرملة، المرحوم العقيد يوسف الخطيب، قائد الولاية الرابعة التاريخية المجاهدة خيرة زوبيري.
تسليم أعمال سمعية بصرية للمؤسسات الإعلاميــــــة.. ربيقــــــة:
التوثيق السينمائي.. تجسيـــد إبداعــــــي للوقائع التاريخيــــــة
^ لعقاب: الإعلام بحاجة ماســـــــــــــة لمثل هذه المـــــــواد الإعلاميــــــة
أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة رفقة وزير الاتصال، محمد لعقاب، مساء الثلاثاء، على تسليم الأعمال السمعية البصرية التاريخية المنجزة من طرف قطاع المجاهدين للمؤسسات الإعلامية والقنوات التلفزيونية الوطنية والأجنبية.
يتعلق الأمر بـ 46 شريطا وثائقيا و12 فيلما طويلا ورواية على شكل أقراص صلبة خارجية، تم انجازها سابقا أو في إطار ستينية عيد الاستقلال وذلك ضمن إستراتيجية الحفاظ على الذاكرة الوطنية وترسيخ روح الوطنية والانتماء لدى الأجيال الصاعدة.
وحضر حفل التسليم وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي وعدد من ممثلي منظمات الأسرة الثورية والمجتمع المدني إضافة الى شخصيات تاريخية وأفراد عائلات بعض الشهداء والمجاهدين.
وبالمناسبة، وصف وزير الاتصال الأعمال المسلمة بالمادة التاريخية «الثمينة والمميزة»، داعيا مختلف المؤسسات الإعلامية الى استغلالها خلال مختلف المناسبات الوطنية.
وأكد لعقاب أن الإعلام الجزائري بـ «بحاجة ماسة» لمثل هذه المواد الإعلامية.
ومن جهته، أكد وزير المجاهدين أن هذا النشاط «يأتي في إطار العمل الحكومي التنسيقي المشترك بين وزارة المجاهدين وذوي الحقوق ووزارة الاتصال، من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في مخطط عمل الحكومة لتجسيد برنامج السيد رئيس الجمهورية والتزاماته الأربعة والخمسين، في مجال الذاكرة والتاريخ والتي جعلها من الأولويات الاستراتيجية للدولة في الحفاظ على أمن الذاكرة».
وتابع ربيقة بأن هذه الأعمال ستعمل على تعزيز هذا التوجه «وفق رؤية شبابية من أجل تبليغ الرسالة التاريخية، في إطار الأعمال التي سينجزها القطاع بمناسبة الذكرى السبعين لعيد الثورة التحريرية».
وذكر بأن رئيس الجمهورية «جاء في برنامجه بنظرة إستراتيجية جديدة للصناعة السينماتوغرافية لاسيما التاريخية منها والتي تغتنم الزخم التاريخي الكبير للجزائر ورموزها للترويج له في قوالب سينمائية عبر الأفلام التاريخية والوثائقية».
و بعد أن أبرز مجهودات قطاعه في التوثيق السمعي البصري للحفاظ على الذاكرة ونشر الثقافة التاريخية، شدد ذات المسؤول على أن التوثيق السينمائي والسمعي البصري التاريخي «هو في حد ذاته تجسيد ابداعي وفني للوقائع التاريخية وللرموز الوطنية بما تتضمنه مقتضيات مثل هذه الأعمال».
عرض الوثائقي «العربي التبسي.. شهيد بلا قبر»
أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة الثلاثاء بالجزائر العاصمة، على أهمية الأعمال السمعية-البصرية في التوثيق التاريخي لثورة التحرير الوطني ورموزها.
أوضح الوزير، خلال كلمة ألقاها عقب عرض الفيلم الوثائقي «العربي التبسي، شهيد بلا قبر (1891- 1957)» بسينماتيك الجزائر العاصمة، بمناسبة إحياء الذكرى الـ 62 لعيدي الإستقلال والشباب التي تقام تحت شعار «عيد مجيد وعهد مع التجديد»، أن قطاعه «يولي أهمية استراتيجية للتوثيق السمعي-البصري، الذي يعتبر محورا هاما ومن مصادر التعريف بتاريخ ثورتنا المجيدة الحافل بالبطولات ورموزه ولتبليغ رسالة شهداء ثورة الفاتح من نوفمبر 1954».
وأضاف ربيقة، الذي تابع عرض الوثائقي بحضور عدد من أعضاء الحكومة، أن دائرته الوزارية «عكفت منذ فترة على إنجاز مجموعة ثرية من الأعمال التاريخية السمعية-البصرية، على غرار أفلام روائية طويلة وأفلام وثائقية، تستحضر ذاكرة رموز الثورة التحريرية للحفاظ على الهوية الوطنية».
وقال الوزير إن فيلم «العربي التبسي، شهيد بلا قبر» لمخرجه محمد والي هو «عمل توثيقي هام، يرصد أهم محطات وسيرة الشهيد العربي التبسي الشهيد بلا قبر»، مشددا على «توثيق السير الذاتية لرموزنا الوطنية حفاظا على الذاكرة الوطنية، وهذا التوجه ندرجه في سياق تجسيد مخطط عمل الحكومة المجسد لتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المستقاة من التزاماته الـ 54، لاسيما الجانب المتصل بالذاكرة والتاريخ».
وأشار إلى أن «الشهداء بلا قبر ملف كبير في الذاكرة الجماعية خلال مرحلة الثورة التحريرية، ومن ملاحم كفاح الشعب الجزائري، حيث نسعى دائما لرفع الغطاء عن الكثير من الحقائق الخاصة بفترة الثورة التحريرية 1954- 1962».
وأعلن ربيقة إلى أن قطاعه الوزاري «بصدد إنجاز أعمال سمعية بصرية أخرى بمناسبة إحياء الذكرى الـ 62 لعيدي الإستقلال والشباب، إلى جانب برمجة أعمال أخرى لإحياء الذكرى الـ 70 لاندلاع الثورة التحريرية»، حيث سيتم العمل على «إخراجها إخراجا لائقا اعتمادا على الطاقات الشبابية بهدف التوثيق لكل ما يتصل بالتاريخ الوطني».
ومن جهة ثانية، أفاد الوزير أنه سيتم توزيع الأعمال السمعية البصرية التي انجزتها الوزارة «من أفلام روائية طويلة وأفلام وثائقية، على القنوات العمومية والخاصة بالجزائر وكذا القنوات الأجنبية المعتمدة بالجزائر، بهدف الترويج لتاريخنا الوطني والتعريف برموزنا التاريخية وتراثنا التاريخي».
ويروي وثائقي «العربي التبسي، شهيد بلا قبر»، الذي أنتج بدعم من وزارة المجاهدين وذوي الحقوق ومدته 50 دقيقة، جوانب من المسار الفكري والثوري للشهيد العربي التبسي من خلال شهادات حية لمجاهدين وعائلة الشهيد وكذا حقوقيين وباحثين في التاريخ اعتبرت التبسي عالما نادرا ورجلا ثوريا لخص قصة شعب مكافح وأيضا صاحب فكر إصلاحي شامل. كما يطرح الفيلم مسألة جرائم الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين ويبرز أهمية التوثيق للجرائم اللاإنسانية التي تحاول فرنسا إلى اليوم طمسها من خلال إخفاء الأرشيف الاستعماري، خاصة فيما يتعلق بملف المفقودين بما فيهم الشهيد العربي التبسي الذي اختطف في ليلة 4 أفريل 1957 ولم يعرف مصير جثمانه إلى يومنا هذا.
صــــوت المظلومـــــــين والقضايــــــا العادلــــــــــــة فــــــــــي العالم
الدبلـــومـــــــاسيــــــــــــــــة الجزائــــــــريـــــــة تستعيـــــــــــد وهجهـــــــــا
يتزامن احتفال الجزائر بذكرى استرجاع السيادة الوطنية الثانية والستين، وعودة وهج دبلوماسيتها، إذ بقيت الجزائر وفية لمبادئ سياستها الخارجية، التي دونها بيان أول نوفمبر، وهي تصدح في المنابر الدولية بصوت الحق نصرة للقضية الأم القضية الفلسطينية، وباقي القضايا العادلة التي مازالت لم تأخذ حقها في الحرية والاستقلال. كما عزّزت الجزائر الإجماع الدولي في المنظمة الأممية خاصة من الدول الصديقة من مجموعة عدم الانحياز، التي كانت تصطف خلف المواقف الجزائرية في الدفاع عن القضايا المشتركة أيام الحرب الباردة.
آسيا قبلي
تعيش الدبلوماسية الجزائرية خلال السنوات الخمس الأخيرة سطوعا دبلوماسيا من جديد، رافقه استقرار داخلي وإصلاحات عميقة تضمنها الدستور الجديد للعام 2020، بما يضمن حقوق المواطن أمام مؤسسات الدولة والتي ستتدعم أكثر في قادم السنوات، وبالتالي استرجاع الثقة داخليا، وهو ما يكسب مواقف الجزائر خارجيا سندا وصلابة إضافية.
قرارات سيادية
وإضافة إلى كونها دبلوماسية خطية واضحة المواقف ولا تحيد عن مبادئها، في مساندة القضايا العادلة ونصرة المظلوم ودعم حق تقرير المصير، فإن الجزائر من الدول القليلة جدا التي تتمتع باستقلالية مالية وليست لديها ديون خارجية، وهي بذلك سيدة في قراراتها ومواقفها، لا تخضع لابتزازات، أو ضغوطات ولا لإملاءات أية مؤسسة دولية، وترفع صوتها عاليا دفاعا عن قناعاتها التي لم تحد عنها مذ نالت استقلالها، وبرهنت على ذلك عندما وقفت ضد الفيتو الأمريكي فيما تعلق بوقف الإبادة الجماعية في غزة، وتمكنت بإصرارها من تمرير مشروعها عندما أعرضت أمريكا عن استعمال حق النقض.
ثقة أممية
وعلى الصعيد العملي انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثر من ثلثي الأعضاء الجزائر لعضوية مجلس الأمن الدولي، لمدة عامين بداية من الأول من جانفي 2024 حيث حصلت على دعم 96 بالمائة من مجموع المصوتين البالغ عددهم 193 دولة.
ولم يأت هذا الانتخاب من فراغ، ولكن ثقة من الدول المصوتة في وضوح الجزائر وحسن نواياها في خدمة القضايا العادلة ونصرة الحق، وهو ما دأبت عليه منذ السنوات الأولى لاستقلالها.
القضية الفلسطينية
وتعهدت الجزائر بمناسبة انتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي «بإسماع صوت الدول العربية والإفريقية والدفاع عن المصالح الإستراتيجية المشتركة في مختلف القضايا التي تندرج ضمن اختصاصات مجلس الأمن وعزمها الثابت والهادف على الدفاع عن القضايا العادلة لفضاءات انتمائها وإلى ترقية جميع تطلعاتها وآمالها داخل مجلس الأمن».
وتجسيدا لتعهدها ذاك، وبمجرد توليها العضوية غير الدائمة، لم تتوان الجزائر في رفع صوت القضية الفلسطينية عاليا، ليس فقط لأنها قضية مركزية بالنسبة للجزائر، ولكن لأنها أيضا انتهاك صارخ للقانون الدولي، وتشجيع على التمرد والفوضى وعدم تطبيق القانون على كيان مارق صار يشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين، ويضرب الضمير الإنساني في العمق.
إجماع دولي
وتوّج النشاط الدبلوماسي للجزائر على مستوى مجلس الأمن الدولي، بالتفاف 143 بلد حول مشروع قراٍر طرحته الجزائر على مستواه، لمنح فلسطين العضوية الكاملة في هيئة الأمم المتحدة.
وأما إقليميا فقد عملت الجزائر على أسماع صوت الدول الغربية من خلال الجامعة العربية والتمسك بمواقفها في توطيد العلاقات البينية العربية وتخفيف حدة العلاقات بين الدول الشقيقة، ونصرة القضية الصحراوية ضد الاحتلال المغربي الذي يمعن قهر الشعب الصحراوي، ومطالبتها الدائمة بتطبيق الشرعية الدولية من أجل تصفية آخر بؤرة استعمار في القارة الأفريقية وأقدمها.
دبلوماسية فعّالة
الى جانب تفعيل الدبلوماسية البرلمانية، من خلال ترؤس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، حيث شهدت رئاسة الجزائر لهذا الاتحاد نشاطا مكثفا توّج بعقد اجتماع للجنة التنفيذية مع اللجنة الاقتصادية للاتحاد واستضافة المؤتمر الـ 36 للاتحاد البرلماني العربي بمشاركة قياسية بلغت 19 برلمانا عربيا من مجموع 20 برلمانا. ناهيك عن مشاركات الوفود البرلمانية الجزائرية، وإنزال برلماني لوفود هامة من إفريقيا وآسيا وأمريكا، وهو ما يعكس الأهمية التي أضحت تحتلها الجزائر في مختلف الفضاءات.
دبلوماسية الجزائر ليست دبلوماسية مواقف آنية ولا دبلوماسية مصالح على حساب آلام الغير، بل دبلوماسية مبادئ راسخة، مبادئ تتناغم وقيم السلم والأمن العالمية.
الذكــــــــــرى الـ62 لعيـــــــــدي الاستقــــــلال والشبــــــــاب
جزائــــــر الشهـــــــداء.. إلى مصّاف أقـــــــوى الأمم
^ خطوة تلو أخــــــرى لتحقيق 400 مليـــــار كناتج داخلــــــــــي إجمالــــــــــي
تُحيي الجزائر الذكرى الـ62 للاستقلال، في سياق وطني اكتملت ملامح تحقيق الاستقلال الاقتصادي، وفي سياق دولي مضطرب، استرجعت فيه الدبلوماسية الجزائرية مكانتها وتقدّمت طليعة الدول المدافعة عن القضايا العادلة والحاملة لصوت إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي، وتستعد لموعد انتخابي رئاسي هام سيعزّز خيارات الإصلاح العميق.
حمزة م.
يقترن الاحتفال بعيدي استرجاع السيادة الوطنية والشباب، هذه السنة، مع الوضوح التام للمشروع السياسي والاقتصادي للبلاد، القائم على تنفيذ كافة مقوّمات التنمية الشاملة والرفع من مؤشرات التطوّر.
وضمن هذا الزخم، انتشرت الدعوات، لجعل يوم غد الجمعة المصادف لـ 5 جويلية، مناسبة لرفع العلم الوطني فوق المنازل وإظهار الرايات من على الشرفات، مع شعار «لن ننسى» الذي يخلد تضحيات الشهداء والمجاهدين، الذين كافحوا بالسلاح والدم ضد الاستعمار الفرنسي.
ويتزامن الطموح الاقتصادي المتصاعد، مع تنامي مظاهر اعتزاز الجزائريين بتاريخ دولتهم، وتصدرهم واجهة مختلف منصّات التواصل الاجتماعي، لتعزيز السمعة الخارجية للبلاد والدفاع عن مقوّماتها، والرّد بكل قوّة على الهجمات والحملات الالكترونية التي تستهدفها بشكل منتظم.
وما تعيشه الجزائر، خلال هذه المرحلة وبالتقاء مختلف السياقات، يمكن وصفه بـحالة «الدفع نحو الأمام»، لأن الجميع يريد تقدّم البلاد واستغلال إمكاناتها الهائلة سواء البشرية أو المادية، بما ينسجم مع تطلعات الشعب الجزائري في التنمية والتطوّر.
رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أخذ على عاتقه وضع المشروع الوطني وقيادته، عبر 54 التزاما تشمل مختلف الجوانب السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية والأمن والدفاع والسياسة الخارجية.
وعند انطلاق هذا المشروع، كان هدفه المرحلي الأول، هو استعادة المكانة القارية، أي بإعادة البلاد لدوره الطبيعي كفاعل ومؤثر وحامل للواء إفريقيا في الحافل الدولية، وأيضا استعادة الجزائر لمقومات شخصيتها الدولية المرموقة كمدرسة للنضال والفكر التحرري وكصوت قوي مدافع على نظام دولي عادل.
ووفق الأرقام والأحداث، فقد ختمت الجزائر سنة 2023 كثاني أقوى اقتصاد في القارة الإفريقية، بناتج داخلي إجمالي خام فاق الـ 270 مليار دولار وبنسبة نمو قدرها 4.1 بالمئة، ودخلت 2024 بوتيرة أقوى، قاطعة الخطوة تلو أخرى لتحقيق 400 مليار كناتج داخلي إجمالي خام في آفاق 2027.
مشاريع ضخمة
الجزائر أكبر دول القارة الإفريقية، تصنع الاستثناء بإطلاق كبرى المشاريع قاريا وإقليميا، في وقت لازالت عديد البلدان تكافح تبعات الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد-19 وانعكاساتها المدمرة على الاقتصاد العالمي. وقبل يومين، صنعت الجزائر الحدث على مختلف الوسائط، بصور وفيديوهات لآليات عملاقة، تحركت في شكل أساطيل باتجاه بشار وتندوف، لتعزيز مشروع ربط الولايتين بخط السكة الحديدية على مسافة تفوق الـ 800 كلم، والذي سيسمح باستغلال منجم الحديد غار جبيلات. وقبل ذلك، أثارت صور الشاحنات العملاقة، وهي تستعد لرفع أطنان الحبوب من ولايات الجنوب الكبير، تفاعلات بالملايين، فأبهجت الجزائريين وأغضبت الأطراف الحاقدة والمعادية، وكانت النتيجة توفير 1.2 مليار دولار للخزينة العمومية، بفضل انتاج كميات معتبرة من القمح الصلب.
وباشرت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، القاضية برفع المساحات المخصصة لإنتاج الحبوب إلى 500 ألف هكتار، ويتوقع أن تنجز المهمة في غضون 03 سنوات، بمساهمة الشراكات الأجنبية النوعية خاصة مع دولتي قطر وإيطاليا.
ووقعت الجزائر وقطر على اتفاق لإنجاز أكبر مشروع في العالم لإنتاج بودرة الحليب واللحوم وعلى الأعلاف على مساحة 117 ألف هكتار بثلاث ولايات، كما وقعت على اتفاق استراتيجي لإنتاج الحبوب مع إيطاليا على مساحة 36000 هكتار بولاية تيميمون.
ما يحدث في صحراء الجزائر، هو نهضة غير مسبوقة، فالورشات الكبرى في كل مكان وفي جميع القطاعات، في الفلاحة، في الزراعات الإستراتيجية، في النفط والغاز، في المناجم وفي مشاريع التنمية المحلية.
ويصّر الرئيس تبون، على وضع قاعدة لوجيستية لكل هذه المشاريع الهيكلية، عبر مد خطوط السكة الحديدية إلى أدرار وإلى تمنراست، موجها بسرعة الإنجاز واعتماد الحد الأدنى من المعايير الدولي بـبناء 2 كلم في اليوم الواحد على الأقل.
على صعيد آخر، تحصي الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار 6000 مشروع مسجل، وضعت لها أرضيات رقمية لدراسة الملفات وتحديد الأوعية العقارية. وفي حالة تجسيد 50 بالمائة على الأقل من هذه المشاريع فإنها ستساهم في تعزيز التحول العميق للاقتصاد الوطني نحو الإنتاج ورفع الصادرات خارج المحروقات.
السيادة الوطنية
من الأدوية إلى المواد الواسعة الاستهلاك، يلاحظ وفرة المنتجات الوطنية في السوق الجزائرية، وبدأت بدخول الأسواق الدولية انطلاقا من بلدان إفريقيا وحتى أوروبا ودول الخليج.
وقد جدّد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، لدى إشرافه على تدشين حي المجاهد عثمان بلوزداد بسعة 13300 مسكن بصيغة البيع بالإيجار بسيدي عبد الله بالعاصمة، التأكد على أن قطاع السكن أصبح جزائري 100 بالمائة، بحيث أن كافة المواد المتدخلة في عملية البناء جزائرية، ما يحقق حركية اقتصادية معتبرة.
هذا الوضع، لم يعجب جهات اعتادت على الجزائر، كسوق حصرية لتفريغ منتجاتها وقبض الثمن بالعملة الصعبة مع عمليات الغش وتضخيم الفواتير، مثلما هو حال الاتحاد الأوروبي، الذي يراهن على اتفاق شراكة مختل يقوم على قاعدة «رابح-خاسر».
وفي ظل هذه الحركية الاقتصادية، طوّرت الجزائر مفهوم السيادة، ليشمل حماية المنتوج الوطني، ومن ورائه الاقتصاد الوطني وأموال الخزينة العمومية من خلال إعادة ضبط عمليات الاستيراد وتكييفها وفق الاحتياجات الوطنية.
ومع بروز مؤشرات الاكتفاء الذاتي في المواد الاستراتيجية، وتحقيق الأمن الغذائي في غضون سنوات قليلة، فإن الجزائر تقف على عتبة الاستقلال الاقتصادي التام، بما يؤكد صحة خيار الرئيس تبون بعدم اللجوء إلى الاستدانة الخارجية، في أحلك الظروف الاقتصادية التي وجد عليها البلاد سنة 2020.
آفاق واعدة
ربط السيادة الاقتصادية بالسيادة الوطنية، تماشيا ومقولة رئيس الجمهورية «جيش قوي واقتصاد متطور»، بات الطريق تسلكه الجزائر في هذه المرحلة، ما يفتح آفاق واعدة في غضون سنوات قليلة.
بلوغ الجزائر مكانة الدولة السائرة على طريق النمو، لم يعد هدفا بعيدا، خاصة مع توفر الزخم والدعم الشعبي وكذا الوعي بالأولويات الوطنية التي باتت محدد حصري للسياسة العمومية في الداخل والسياسية الخارجية.
وبينما تقف البلاد على عتبة الاستقلال الاقتصادي والتوهج الدبلوماسي، تستعد للاستحقاقات الرئاسية المسبقة في 07 سبتمبر المقبل، والتي ستكون موعدا مع الإرادة الشعبية واختيار المشروع الوطني الذي يدفع بالبلاد نحو الأعلى.
هذه الانتخابات، ستجرى في كنف استقرار سياسي وطموح اقتصادي مرتفع، وتحكم في إدارة السياسية الخارجية وفق ما يخدم المصلحة الوطنية، ويدعم القضايا العادلة، ويقوي مكانة البلاد كشريك إقليمي موثوق.
الوطني
رئاسيات 7 سبتمبر
آخر آجال إيداع التصريح بالترشح يوم 18 جويلية
ذكرت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، أمس الأربعاء، في بيان لها، بأن آخر آجال لإيداع التصريح بالترشح، تحسبا للانتخابات الرئاسية المسبقة المقررة يوم 7 سبتمبر المقبل، سيكون يوم 18 جويلية الجاري.
جاء في البيان، أن «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، وتحسبا للانتخابات الرئاسية المسبقة المقررة يوم 7 سبتمبر المقبل، تعلم الراغبين في الترشح أن آخر آجال لإيداع التصريح بالترشح لدى رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، سيكون يوم الخميس 18 جويلية 2024، منتصف الليل».
ويمكن «للراغبين في الترشح إلى هذا الموعد الانتخابي عبر الرابط: https://ina-electiond.dz//
الاطلاع على قائمة الوثائق المطلوبة لإيداع التصريح بالترشح»، وفقا لذات المصدر.
تجدر الإشارة، إلى أن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أحصت 32 راغبا في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، قاموا بسحب استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية.
استقبله حشيشي.. نائب رئيس البنك:
مهتمون بدور سوناطراك في ميدان الانتقال الطاقوي
استقبل الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، أمس الأربعاء، بالجزائر العاصمة، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (مينا)، أوسمان ديون، والوفد المرافق له، حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون، حسبما جاء في بيان للمجمع العمومي.
تطرق حشيشي خلال هذا اللقاء، الذي جرى بمقر المديرية العامة للمجمع، إلى «أنشطة سوناطراك ودورها الرائد في صناعة الغاز، وكذا المشاريع الكبرى ذات القيمة المضافة في البتروكيمياء، بالإضافة إلى المشاريع الحيوية التي أنجزتها سوناطراك في مجال تحلية مياه البحر»، يضيف البيان.
من جانبه، أبدى ديون، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر، اهتمامه بدور سوناطراك في ميدان الانتقال الطاقوي، مشيدا بـ «أدائها المتميز ودورها الرائد في تطوير وتعزيز الاقتصاد الجزائري»، كما أعرب عن استعداد البنك الدولي لدعم تطوير المشاريع الاستراتيجية والهيكلية لسوناطراك.
كما تم الاتفاق في هذا الصدد، حسب البيان، على تحديد موعد لاجتماع فريق عمل يجمع بين ممثلي البنك الدولي وسوناطراك لدراسة أفضل السبل لتعزيز التعاون.
توجت بجائزة أوروبية
المؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار.. أفضل ريادة للجودة
توجت المؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار، شركة فرعية تابعة لمجمع سوناطراك، بـ ‘’جائزة أفضل ريادة للجودة لعام 2024» في الفئة الذهبية التي تمنحها الهيئة الأوروبية لأبحاث الجودة، حسبما أفاد، الثلاثاء، بيان للمجمع.
تم تكريم المؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار، وهي فرع 100٪ لمجمع سوناطراك، بهذه الجائزة بتاريخ 30 جوان الفارط، تسلمها الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار، عبد الغفور غلاب، خلال مراسم حفل نظم بمسرح فندق ‘’بلازا’’ ببروكسل، بحضور سفير الجزائر ببلجيكا، محمد الأمين بن شريف، يضيف نفس المصدر.
عطاف يستقبل نوابا منتخبين عن الجالية الوطنية
عصرنة الخدمات القنصلية وتمكين المغتربين من الإسهام في النهضة الاقتصادية
استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أمس الأربعاء، بمقر الوزارة، نواب المجلس الشعبي الوطني المنتخبين عن الجالية الوطنية بالخارج، وفق ما أفاد بيان للوزارة.
وبحسب البيان، خصص هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار تقاليد التشاور والتنسيق بين وزارة الشؤون الخارجية وممثلي الجالية بالبرلمان، «لاستعراض أوضاع المواطنين الجزائريين بالمهجر من كافة جوانبها وبحث السبل الأمثل للتكفل بمختلف انشغالاتها، تنفيذا للتدابير الهامة التي مافتئ يتخذها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لفائدة أبناء الجزائر المقيمين خارج الوطن». كما سمح التفاعل بين الوزير ونواب البرلمان بـ «مناقشة عدد من المسائل والملفات المرتبطة بعصرنة الخدمات القنصلية وهيكلة الجالية الوطنية وتمكين أفرادها من الإسهام الفعال في النهضة الاقتصادية التي تشهدها الجزائر على مختلف المستويات والأصعدة»، يضيف ذات المصدر.
نحو مزيد من الفعالية على مختلف المستويات.. فاعلون:
الدبلوماسية الجزائرية.. «ضمير» مجلس الأمن للدفاع عن القضايا العادلة
أكد مشاركون في ندوة حول الدبلوماسية الجزائرية، أمس الأربعاء، بالجزائر العاصمة، أن الدبلوماسية الجزائرية حققت خلال السنوات الخمس الأخيرة «تحولا ملحوظا» نحو مزيد من الفعالية على مختلف المستويات، فأصبحت «ضمير» مجلس الأمن الأممي للدفاع عن القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
جاء التأكيد خلال ندوة نظمتها مؤسسة النخبة الجزائرية للدبلوماسية، بالتعاون مع جمعية الدبلوماسيين الجزائريين المتقاعدين، موسومة «الدبلوماسية الجزائرية حصيلة ومسار في عهد الجزائر الجديدة 2019/ 2024»، وذلك بمناسبة الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب وتزامنا مع الذكرى الرابعة لاسترجاع رفات شهداء المقاومة الجزائرية وكذا بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيس مؤسسة النخبة الجزائرية للدبلوماسية.
وفي كلمته، أكد غومة البكري، أمين العقال والطوارق طاسيلي ازجار، أن الجزائر «تحاول من خلال حنكتها الدبلوماسية الحفاظ على السلم والأمن القوميين من خلال فك النزاعات بين الدول من خلال مفاوضات بناءة ومتعددة ما جعل منها وسيطا وشريكا لا يستغنى عنه في محيطها».
وأضاف غومة البكري، بأن الجزائر «عرفت على الدوام برفضها لمنطق المساومة وللمؤامرات من أجل تسوية الخلافات»، مذكرا بـ»الدور الحكيم الذي لعبه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في توجيه وقيادة البلاد نحو الريادة».
من جهتها، أبرزت رئيسة مؤسسة النخبة الجزائرية الدبلوماسية، رندة همال، أن المكانة التي تبوأتها الجزائر اليوم «ما هي إلا اعتراف عالمي بدورها الريادي في العديد من الملفات، كما أنها مسؤولية تاريخية حملتها الجزائر منذ الاستقلال».
ولفتت همال إلى أن رئيس الجمهورية «استطاع اليوم أن يعطي للجزائر أدوارا في فضاءاتها العربية والإفريقية والمتوسطية، من خلال سعيه للم الشمل العربي في القمة العربية وقبلها لمّ شمل الفصائل الفلسطينية، الى جانب دعمها الأشقاء في ليبيا ومالي والنيجر ودعوتها في كل مرة الى الحوار الفعلي والجاد بين كل الأطراف والمكونات، بعيدا عن أي تدخل خارجي».
واليوم، كما أضافت، «تكافح الجزائر في أروقة مجلس الأمن الدولي ضد الهمجية الاستعمارية التي تمارس على الشعوب المضطهدة وعلى رأسها قضيتا الشعبين الفلسطيني والصحراوي»، في حين عدد رئيس جمعية الدبلوماسيين الجزائريين المتقاعدين، عامر بثنة، المقومات التي لابد أن تتوفر لدى الدبلوماسي الناجح، على رأسها حب الوطن والتضحية والصبر والشجاعة، إلى جانب اللباقة والإبداع واحترام مؤسسات القانون الدولي.
وركز بدوره عميد الدبلوماسيين الجزائريين، المجاهد نورالدين جودي، على دور الدبلوماسية خلال حرب التحرير ومرحلة ما بعد الاستقلال، مؤكدا أن «الثورة الجزائرية كان لها طابع خاص، لا تضاهيها أي ثورة أخرى في العالم، فلم تكن مجرد ثورة مسلحة، وإنما شملت أبعادا أخرى بنيت على مبادئ الإنسانية والالتزام بحق الشعوب في العيش الكريم والاستقلال».
وأوضح جودي، بأن الثورة الجزائرية لم تعتمد فقط على قوة السلاح وحشد الشعب في مختلف ربوع البلاد، بل استندت أيضا على الدبلوماسية إيمانا منها بالدور الكبير الذي تلعبه في التعريف بعدالة القضية الوطنية لدى الرأي العام الدولي وفك العزلة على الجزائر.
من جهته، أكد الوزير السابق، محي الدين عميمور، على أهمية «الدبلوماسية الشعبية» التي تشمل العديد من المجالات الفنية والرياضية التي اعتمدتها الجزائر إبان الثورة التحريرية.
محمد عمرون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الجزائرية بالخارج، بمجلس الأمة، وخلال تطرقه إلى دور الدبلوماسية البرلمانية، أكد أنها «أحد روافد الدبلوماسية الرسمية»، مبرزا أن «التطورات التي يشهدها النظام الدولي الجديد تفرض علينا جميعا أن نكون دبلوماسيين وسفراء لبلداننا في الخارج».
الحكومة تدرس مشاريع قوانين تنفيذا لتعليمات الرئيس
عصرنة الدفع الإلكترونـــــي.. وتسهيــــــل العمليــــات الماليـــــــة والتجاريــــــــة
تدابير تسهيلية لاستقبال أفراد الجالية الوطنية بالخارج
تطوير النظام الوطني للابتكار وتحسين آليات مرافقة المؤسسات الناشئة
درست الحكومة، خلال اجتماعها، أمس الأربعاء، برئاسة الوزير الأول نذير العرباوي، عروضا ومشاريع قوانين تتعلق بقطاعات اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، عصرنة أنظمة الدفع الإلكتروني، تدابير استقبال أعضاء الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، وكذا مهام مصلحة المراقبة الصحية على الحدود، حسبما جاء في بيان لمصالح الوزير الأول، هذا نصه الكامل:
«ترأس الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، يوم الأربعاء 03 جويلية 2024، اجتماعا للحكومة، خصص لدراسة المشروع التمهيدي للقانون المتعلق باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة الذي يهدف إلى تحديد المبادئ الأساسية والقواعد المتعلقة بهذا القطاع وتطوير النظام البيئي الوطني للابتكار، وتحسين آليات مرافقة المؤسسات الناشئة والمبتكرة، فضلا عن تشجيع البحث والتطوير وترقية أطر التعاون بين مختلف المتدخلين بما فيها مراكز البحث والجامعات والمؤسسات الاقتصادية. وبالإضافة إلى متابعة تنفيذ المشاريع التنموية، استمعت الحكومة إلى عرض حول تنفيذ خارطة الطريق المتعلقة بعصرنة أنظمة الدفع الإلكتروني وتطويره، تنفيذا لتعليمات السيد رئيس الجمهورية الصادرة خلال اجتماع مجلس الوزراء بشأن عصرنة أنظمة الدفع الإلكتروني والتي تتضمن عددا من الإجراءات العملية الهادفة إلى ضمان التنسيق بين مختلف القطاعات والمؤسسات المعنية بتشجيع وتعزيز استخدام الدفع الإلكتروني وتسهيل العمليات المالية والتجارية. من جهة أخرى، وفي إطار متابعة تنفيذ تعليمات السيد رئيس الجمهورية، استمعت الحكومة إلى عرض يتعلق باستقبال أعضاء الجالية الوطنية المقيمة بالخارج على مستوى مختلف المراكز الحدودية خلال موسم الاصطياف، حيث تم استعراض مختلف التدابير التي تم اتخاذها لهذا الغرض على مستوى المنافذ الحدودية البرية والجوية والبحرية، والتي تضاف إلى التسهيلات التي أقرها السيد رئيس الجمهورية لفائدة أعضاء الجالية الوطنية المقيمة بالخارج عند الولوج إلى التراب الوطني. كما درست الحكومة مشروع مرسوم تنفيذي يحدد مهام مصلحة المراقبة الصحية على الحدود وتنظيمها وسيرها، والذي يرمي إلى وضع نظام فعال للمراقبة والإنذار المبكر على مستوى نقاط الدخول إلى التراب الوطني، وذلك قصد تعزيز تدابير الوقاية ضد انتشار الأمراض والأوبئة».
إثر وفاة سفير روسيا بالجزائر
الرئيس تبون يوجه رسالة تعزية إلى نظيره الروسي
وجه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، رسالة تعزية الى الرئيس الروسي السيد فلاديمير بوتين، إثر وفاة سفير فدرالية روسيا بالجزائر فالوريان شوفاياف.
جاء في رسالة التعزية: «فخامة الرئيس، تلقينا ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة سعادة سفير فدرالية روسيا بالجزائر، السيد فالوريان شوفاياف، الذي مثل بلاده أحسن تمثيل وساهم أيما مساهمة في تعزيز وتوطيد علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا الصديقين».
وعلى إثر هذه الفاجعة، يضيف الرئيس في الرسالة: «أتقدم باسمي الشخصي وباسم الجزائر شعبا وحكومة، بخالص التعازي للحكومة ولشعب فيدرالية روسيا الصديقة ومن خلالكم لعائلة الفقيد المكلومة، معربين لكم عن أصدق مشاعر التعاطف والمواساة».
وأضاف رئيس الجمهورية في رسالته: «وإذ نجدد لكم تعازينا الخالصة، تقبلوا، فخامة الرئيس، أسمى عبارات التقدير والاحترام».
وزير الخارجية يعزي نظيره الروسي
وجه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أمس الأربعاء، رسالة تعزية إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف، على إثر وفاة سفير فدرالية روسيا بالجزائر، الفقيد فاليريان شوفاييف، وفق ما أفاد بيان للوزارة.
وأعرب عطاف، بهذه المناسبة الأليمة، «عن خالص التعازي وعميق المواساة لزملاء الفقيد بالسفارة الروسية بالجزائر ووزارة الخارجية الروسية، مؤكدا مشاطرة الجزائر لأحزانهم ولخسارتهم لدبلوماسي كبير كرس حياته لخدمة بلاده وأسهم بشكل لافت في توطيد العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والجزائر»، يضيف البيان.
عطاف يستقبل مبعوث الحكومة الصينية
استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أمس الأربعاء، بمقر الوزارة، مبعوث الحكومة الصينية الخاص بشؤون الشرق الأوسط، السيد تشاي جيون، حسب ما أفاد بيان للوزارة.
وسمح اللقاء، وفقا لذات البيان، بـ»استعراض علاقات الشراكة والصداقة المتميزة التي تجمع بين البلدين وبحث آفاق تعزيزها، لاسيما في الميادين الاقتصادية، وذلك في إطار تجسيد النتائج الهامة التي تمخضت عن زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلى جمهورية الصين الشعبية شهر جويلية 2023».
كما «ناقش الوزير عطاف مع المبعوث الخاص الصيني الاستحقاقات متعددة الأطراف المقبلة التي تجمع الصين بكل من القارة الإفريقية والعالم العربي»، يضيف البيان.
وفي الختام، «أشاد الطرفان بالتنسيق الوثيق بين البلدين في المحافل الدولية، لاسيما على مستوى مجلس الأمن الأممي، خدمة للسلم والأمن الدوليين ونصرة للقضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية»، استنادا الى ذات البيان.
«نخب جديرة بمواصلة المسيرة» في وثائقي خاص.. الرئيس تبون:
خطوات عملاقة في البحث العلمي.. ومجهودات الجيش تعطي للجزائر مناعة أكبر
^ أكاديمية شرشال.. قلعة تكوينية عريقة تضطلع بتخريج إطارات متسلحين بالعلوم ومتشبعين بالقيم الوطنية
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أن الجزائر حققت خطوات عملاقة في مجال البحث العلمي، مشيدا بالمجهودات التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي، لاسيما ما تعلق بالبحث عن وسائل علمية جديدة.
ثمن رئيس الجمهورية، في كلمة له تضمنها وثائقي بثه التلفزيون الجزائري، مساء الثلاثاء، بعنوان «نخب جديرة بمواصلة المسيرة»، من إنتاج مديرية الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي، «المجهودات التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي، لاسيما ما تعلق بالبحث عن وسائل علمية جديدة تعطي للجزائر مناعة أكبر’’. وذكر رئيس الجمهورية، أنه سبق له أن أكد على أهمية البحث العلمي خلال تدشينه المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي، معتبرا أن «ما يقوم به الجيش الوطني الشعبي في كل الجوانب وتحديدا في مجال البحث العلمي، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مكن الجزائر من أن تخطو خطوات عملاقة بهذا الخصوص».
وعاد الوثائقي إلى إشراف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني السيد عبد المجيد تبون بالأكاديمية العسكرية لشرشال «الرئيس الراحل هواري بومدين»، على مراسم تخرج الدفعة 55 من التكوين الأساسي والدفعة 17 من التكوين العسكري القاعدي المشترك والدفعة الثامنة لضباط دورة الماستر في هذه القلعة التكوينية العريقة التي تضطلع بتخريج إطارات متسلحين بمختلف أنواع العلوم ومتشبعين بالقيم الوطنية والجمهورية ومدركين لكافة السياقات والتحولات التي يعرفها عالم اليوم.
ونقل الوثائقي انطباعات بعض المتفوقين المكرمين وذويهم، والتي جاءت لتؤكد عزم النخبة العسكرية على أداء مهامها كما يجب، التزاما بقسم الوفاء وحمل لواء الأسلاف للذود عن الجزائر وحماية سيادتها الوطنية.
كما تم التطرق أيضا الى الزيارة التي قام بها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، الى الأكاديمية العسكرية بشرشال، عشية الحفل السنوي لتخرج الدفعات، حيث ترأس لقاء توجيهيا أكد فيه على الأهمية التي تكتسيها منظومة التكوين في الجيش الوطني الشعبي من خلال مراعاة «التحصيل العلمي والمعرفي والمحك العملي والميداني للضابط المتخرج».
الرئيس هنأ جميع المواطنين المستفيدين
إعطاء إشارة انطلاق توزيع 251.890 مسكن عبر الوطن
أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، على إعطاء إشارة انطلاق عملية توزيع 251.890 وحدة سكنية بكل الصيغ على المستوى الوطني.
وكانت الانطلاقة بتدشين حي المجاهد الراحل عثمان بلوزداد الذي يضم 13300 وحدة سكنية بحضور نجلي المجاهد الرمز.
ويتربع هذا القطب الحضري على مساحة 107 هكتار ويضم 343 عمارة ذات 9 طوابق، إلى جانب المرافق المدمجة. وخلال عرض قدمه حول برنامج توزيع السكنات المقرر بمناسبة عيد الاستقلال والشباب، كشف وزير السكن والعمران والمدينة، محمد طارق بلعريبي، أن البرنامج يضم 67.370 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار، 46.308 بصيغة العمومي الإيجاري، 94.305 إعانة في إطار البناء الريفي، 27.185 إعانة في إطار البناء الذاتي في التجزئات الاجتماعية، 14.146 وحدة بصيغة الترقوي المدعم و 2.576 وحدة بصيغة الترقوي الحر. وقد أشرف رئيس الجمهورية على تدشين هذا القطب الحضري بحضور كل من رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ابراهيم مراد، وزير السكن والعمران والمدينة، محمد طارق بلعريبي، ووالي ولاية الجزائر، محمد عبد النور رابحي.
داعيا المواطنـــــــــــــين إلى الإشادة بإنجـــــــازات وطنهم الحر.. الرئيس تبـــــــون:
مجهـــــــــــــودات الجزائــــــــــــر فـــــــي السكـــــــــــــن أثارت غيرة وقهر أعـــــــدائهــــــــــــــا
^ منطقة سيدي عبد الله كانت قبل عشر سنوات أرضا جرداء توزع على أشخاص
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمس الأربعاء بالعاصمة أن السكن هو الأساس الحقيقي لبناء اقتصاد قوي، مشيرا إلى أن مجهودات الجزائر في هذا المجال «أثارت غيرة وقهر أعدائها».
وبعين المكان، تابع رئيس الجمهورية عرضا حول واقع السكن والحصيلة الوطنية لتوزيع السكنات من 5 جويلية 2020 إلى 5 جويلية 2024 قدمه وزير السكن والعمران والمدينة، محمد طارق بلعريبي، حيث أعرب عن فخره لكون هذه السكنات «100 بالمائة جزائرية».
وتابع الرئيس مذكرا في هذا الصدد بأن منطقة سيدي عبد الله كانت قبل عشر سنوات أرضا جرداء توزع على أشخاص، «حيث قمنا بإلغاء ذلك وأنشأنا بها مدينة جديدة».
وبالمناسبة، قدم رئيس الجمهورية تهانيه الى الجزائريات والجزائريين بسكناتهم الجديدة، داعيا إياهم إلى «الإشادة بإنجازات وطنهم الحر الذي ضحى من أجله ملايين الشهداء».
وقال بهذا الخصوص: «الجزائر بلد عملاق أسسه وضحى من أجله عمالقة، على غرار المجاهد الراحل عثمان بلوزداد» الذي يحمل أحد أحياء مدينة سيدي عبد الله اسمه.
وخلص رئيس الجمهورية إلى التأكيد على أن الدولة ستواصل على هذا المنوال لتلبية احتياجات المواطنين من السكن.
هدية من رئيس الجمهورية بمناسبة مئوية العميد
ملعب الدويرة .. تحفة معمارية في خدمة الرياضة
^ 40 ألف منتفرج.. 6 مداخل ومهبط خاص بالحوامات وحظيرة للسيارات
أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمس الأربعاء بالدويرة بالعاصمة على تدشين ملعب الشهيد علي عمار المدعو «علي لابوانت».
جاء تدشين المرفق الرياضي العصري في إطار زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها رئيس الجمهورية إلى ولاية الجزائر.
وبالمناسبة، قام رئيس الجمهورية بتبادل أطراف الحديث مع مسيري فريق مولودية الجزائر وسلمهم المرسوم الرئاسي الذي يقضي بتخصيص ملعب الشهيد «علي لابوانت» لهذا الفريق العريق.
كما طاف رئيس الجمهورية بمختلف أجنحة ومرافق هذه المنشأة الرياضية التي تتسع لـ 40 ألف متفرج وملعبين للتدريبات قبل أن يقوم بإطلالة من المقصورة الرئاسية للملعب.
للإشارة، شيد ملعب الشهيد «علي لابوانت» وفق المقاييس والمعايير الدولية، حيث يتوفر على 4 غرف لتغيير الملابس وقاعات للعلاج والتدليك، بالإضافة إلى قاعة لاستقبال كبار الشخصيات.
وتتوفر هذه المنشأة الرياضية على ستة مداخل ومهبط خاص بالحوامات وحظيرة للسيارات.
واستفادت الجزائر العاصمة من تحفة معمارية جديدة لخدمة الرياضة والشبيبة متمثلة في ملعب «الشهيد علي عمار» -المدعو علي لابوانت- بالدويرة، الذي تم تدشينه اليوم الأربعاء من طرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، عشية الاحتفالات بالذكرى الـ62 لعيدي الاستقلال والشباب المصادف لـ 5 يوليو.
ملعب الدويرة (40.000 مقعد) يتربع على مساحة إجمالية تقدر ب 38.3 هكتارا حيث يتوفر على موقف كبير للسيارات ومدرج خاص لهبوط مروحيات تستعمل للطوارئ والوفود الرسمية.
ويضم هذا المرفق الرياضي خمسة طوابق متخصصة، حيث يشمل الطابق الأرضي الجناح الرئاسي والجناح الخاص بالصحافة والشخصيات الهامة، بينما خصص الطابقان الثاني والثالث للمكاتب الإدارية وإقامة اللاعبين، بالإضافة إلى قاعة المحاضرات مجهزة بأحدث التجهيزات والتقنيات، والجناح المخصص لغرف اللاعبين والمنطقة المسماة «المنطقة المختلطة»، في حين يضم الطابق الأخير غرف المراقبة التي تعتبر القلب النابض للمركز وتتحكم في كل الملعب. أما المدخل الرئيسي للملعب فزين بشاشة عملاقة كفيلة بزيادة من الواجهة الرئيسية للملعب جمالا.
وبعد إطلاق عرض مناقصة مطلع سنة 2008، تم منح مشروع انجاز ملعب الدويرة إلى المؤسسة الصينية ZCIGC . وبعد توقف بين سنتي 2012 و2016، تم الانتهاء من الاشغال بعد الاوامر التي أسداها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 22 سبتمبر 2021 والقاضية بتحويل كل ملفات مشاريع إنجاز الهياكل الرياضية الكبرى إلى وزارة السكن والعمران والمدينة، من أجل ضمان متابعة دائمة و فعالة لإنجازها.
يوم 8 أغسطس 2021، قرر رئيس الجمهورية، منح مسؤولية استغلال وتسيير ملعب الدويرة إلى مولودية الجزائر بمناسبة احتفال النادي العاصمي بمئوية تأسيسه.
وقال رئيس الجمهورية في لقائه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية: «قررت منح تسيير ملعب الدويرة تحت تصرف إدارة نادي مولودية الجزائر حتى لا يبقى الفريق من دون ملعب رسمي خاص به».
وتمت تسمية الملعب باسم الشهيد علي عمار، المدعو «علي لابوانت»، حسب المرسوم الرئاسي الصادر في 30 أكتوبر2023 في الجريدة الرسمية.
و ينص هذا المرسوم ايضا على منح استغلال هذا المرفق الرياضي لفريق مولودية الجزائر الناشط في بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم.
ويأتي منح استغلال ملعب الدويرة بولاية الجزائر، والفضاءات والهياكل والوحدات والتجهيزات والمباني الملحقة به لفريق مولودية الجزائر، نظرا لنضاله « التاريخي من خلال مشاركته الفعالة في ثورة التحرير الوطني المجيدة، ومساهمته في تطوير وإشعاع الرياضة الوطنية وتكوين المواهب الرياضية الشابة ورياضيي النخبة لمدة تفوق مائة (100) سنة. يضاف إلى ذلك مساره الرياضي الحافل بالتتويجات والألقاب وإعلائه الراية الوطنية في المحافل الرياضية القارية»، يضيف نفس المصدر.
واستقبل ملعب الدويرة أول لقاء تجريبي يوم الجمعة 14 يونيو، جمع رديف مولوية الجزائر ونظيره من مولودية وهران (1-0) بمناسبة إجراء الجولة الـ 30 والأخيرة من البطولة الوطنية للفئة.
ويضاف الملعب إلى قائمة ثرية من الملاعب تم تدشينها في وقت سابق على غرار ملعب نيلسون مانديلا ببراقي وملعب ميلود هادفي بوهران، ما يسمح للجزائر بتحقيق قفزة نوعية فيما يتعلق بالمنشآت الرياضية، الأمر الذي يسمح لها بتنظيم أكبر المواعيد الرياضية القارية والدولية.
ويتلقى رسالة تهنئة من نظيره الإندونيسي
فاتحة لعهد جديد من التطور والتناغم
تلقى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، رسالة تهنئة من نظيره الإندونيسي، السيد جوكو ويدودو، بمناسبة عيد الاستقلال.
وجاء في رسالة الرئيس الاندونيسي : «يطيب لي أن أتقدم بأحر التهاني إلى فخامتكم وإلى الجزائر، حكومة وشعبا، بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعيد استقلال الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، آملا أن يكون هذا اليوم تخليدا لتاريخ الجزائر المجيد بل وفاتحة لعهد جديد من التطور والتناغم».
وأضاف الرئيس الإندونيسي قائلا :»لقد طورت إندونيسيا والجزائر علاقة قوية وودية متبادلة المنفعة طيلة 61 سنة منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية سنة 1963. اسمحوا لي أن أؤكد مجددا على التزامنا بتعزيز التعاون الثنائي بما يضمن مستقبلا من الازدهار المشترك والسلام الدائم لبلدينا». «تفضلوا فخامة الرئيس بقبول أسمى عبارات التقدير وأطيب الأماني لكم بوافر الصحة والسعادة ودوام النجاح والرفاه للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية».
هنأ رئيس الجمهورية بعيد الاستقلال.. الرئيس الأمريكي:
الجزائـــــر والولايــــــات المتحـــــدة ستـــــــــواصــــــــــلان دفـــع رؤيتهــمـــــــا لعالم يســـــوده الســـــلام والازدهار
^ ننسق جهودنا لوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الصراعات بالسودان وتعزيز الأمن والحوكمة في منطقة الساحل
تلقى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، رسالة تهنئة من نظيره الأمريكي، السيد جوزيف بايدن، بمناسبة عيد الاستقلال الوطني.
وجاء في رسالة الرئيس بايدن: «إذ تحتفلون بالذكرى الـ 62 لاستقلال بلدكم، يوم الخامس جويلية، أتقدم إليكم وإلى الشعب الجزائري بأطيب التهاني، باسم شعب الولايات المتحدة الأمريكية».
وأضاف الرئيس الأمريكي «إن الشراكة طويلة الأمد القائمة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية تكتسي اليوم أهمية أكثر من أي وقت مضى. سويا، ننسق جهودنا من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الصراعات في السودان وتعزيز الأمن والحوكمة في جميع أنحاء منطقة الساحل».
«علاقاتنا الاقتصادية والتجارية تستمر هي الأخرى في التطور. لقد لعبت الريادة الإقليمية للجزائر دورا حاسما في حل أشد المشاكل إلحاحا في العالم على غرار الجريمة العابرة للحدود والتطرف وعدم الاستقرار والنزاعات. كما أتطلع خلال العام المقبل إلى تعميق العلاقات بين بلدينا واقتصاداتنا وشعوبنا بشكل أكبر، لاسيما عن طريق التبادلات في مجالي التعليم والتجارة»، أردف الرئيس بايدن.
وختم الرئيس الأمريكي رسالته بالقول «ومن خلال العمل في إطار التعاون الوثيق، أنا واثق من أن الجزائر والولايات المتحدة ستواصلان دفع رؤيتهما المشتركة لعالم يسوده السلام والازدهار. وأتمنى لكم وللشعب الجزائري عيد استقلال سعيد».
بلد عملاق أسسه وضحى من أجله عمالقة.. رئيس الجمهورية:
لا دولة في العالم تنافس الجزائر في أرقام السكن
تدشين حي المجاهد الراحل عثمان بلوزداد وملعب الشهيد «علي لابوانت»
السكن يعد الأساس الحقيقي لبناء اقتصاد قوي
المدن الجديدة المنجزة لم تأخذ حقها في الإعلام ضمن جهود التنمية
المدينة الجديدة سيدي عبد الله «الصرح المعجزة»
بــــــلادنا ستكــــــــــون قطبـــــــــــــا رياضيــــــا عالميــــــا بالنظر إلى وتـــــــيرة إنجــــاز العــديـــــد مـــــــــــن المــــــــلاعب
أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال زيارة العمل والتفقد التي قام بها أمس الأربعاء إلى ولاية الجزائر، على إعطاء إشارة انطلاق عملية توزيع السكنات عبر كامل التراب الوطني وتدشين ملعب الشهيد علي عمار المدعو «علي لابوانت».
أعطى رئيس الجمهورية بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله إشارة انطلاق عملية توزيع 890 251 سكن بمختلف الصيغ على المستوى الوطني، كما قام بتدشين حي المجاهد الراحل عثمان بلوزداد ومعاينة مشروع انجاز 10.507 وحدة سكنية.
وعقب عرض قدمه وزير السكن والعمران والمدينة، محمد طارق بلعريبي، حول قطاع السكن والحصيلة الوطنية لتوزيع السكنات من 5 جويلية 2020 إلى 5 جويلية 2024، أكد رئيس الجمهورية أن السكن يعد «الأساس الحقيقي لبناء اقتصاد قوي»، بالنظر إلى الحركية التي خلقها القطاع، مما ساهم في «خلق مناصب شغل وحركية اقتصادية قوية».
وشدد رئيس الجمهورية على أنه «لا توجد أي دولة في العالم يمكنها أن تنافس الجزائر في الأرقام المتعلقة بمجال السكن»، لافتا إلى أن مجهوداتها «أثارت غيرة وقهر أعدائها»، رغم أن المدن الجديدة التي تم إنجازها لم تأخذ «حقها في الإعلام ضمن جهود التنمية».
وبالمناسبة، هنأ رئيس الجمهورية الجزائريات والجزائريين بسكناتهم الجديدة، داعيا إياهم إلى «الإشادة بإنجازات وطنهم الحر الذي ضحى من أجله ملايين الشهداء».
وقال بهذا الخصوص: «الجزائر بلد عملاق أسسه وضحى من أجله عمالقة، على غرار المجاهد الراحل عثمان بلوزداد» الذي يحمل أحد المجمعات السكنية بمدينة سيدي عبد الله اسمه.
وتوجه في هذا الإطار بالشكر إلى كل من ساهم في تشييد المدينة الجديدة سيدي عبد الله التي وصفها بـ»الصرح المعجزة»، داعيا المسؤولين المحليين إلى تنظيم حملة لتشجير أحياء هذه المدينة للمساهمة في رفاهية ساكنتها.وأكد أن الدولة ستواصل على هذا المنوال لتلبية احتياجات المواطنين من السكن.
«المولــــــــوديـــــــة» تستلـــــــم مفتــــــــــاح ومرسوم ملعب «لابوانت» بالدويرة
وبالدويرة، أشرف رئيس الجمهورية على تدشين ملعب الشهيد علي عمار المدعو «علي لابوانت»، حيث تبادل أطراف الحديث مع مسيري فريق مولودية الجزائر الذين سلمهم المرسوم الرئاسي الذي يقضي بتخصيص هذه المنشأة الرياضية لهذا الفريق العريق.
كما طاف بمختلف أجنحة ومرافق الملعب الذي يتسع لـ 40 ألف متفرج قبل أن يقوم بإطلالة من المقصورة الرئاسية للملعب.
وتجدر الإشارة إلى أن ملعب الشهيد «علي لابوانت» تم إنجازه وفق المقاييس والمعايير الدولية، حيث يتوفر على 4 غرف لتغيير الملابس وقاعات للعلاج والتدليك، بالإضافة إلى قاعة لاستقبال كبار الشخصيات.
وتتوفر هذه المنشأة الرياضية أيضا على ستة مداخل ومهبط خاص بالحوامات وحظيرة للسيارات.
وحرص رئيس الجمهورية على توجيه شكره الى وزارة السكن لـ»إنقاذها لهذا المشروع»، مؤكدا على أن الجزائر «ستكون قطبا رياضيا عالميا بالنظر إلى الوتيرة التي عرفتها عملية إنجاز العديد من الملاعب».
وأشار، في سياق ذي صلة، إلى أن «الدراسات قد انتهت لإنجاز ملعب بذات المقاييس بكل من ورقلة وبشار حتى تأخذ كل مناطق الوطن حقها من هذه المنشآت الكبرى».
تنوير
نــــحــــو عــــلــــم اجـــتـــمــــاع حــــــواري..
الــلّـــبــــيرالــيــــة الـــغـــربـــيـــــة.. من العدالة إلى تسليع الحياة..(1)
«كان زمانًا من أحسن الأزمنة، وكان زمانًا من أسوأ الأزمنة، كان كذلك هو عصر الحكمة، وكان ذلك هو عصر الحماقة. كان ذلك هو عهد الإيمان واليقين، وكان ذلك فصل النور وكان ذلك هو فصل الظلمات. كان ربيع الأمل، وكان ذلك شتاء اليأس. كان أمامنا كل شيء وكان أمامنا لا شيء”. بهذه المشاعر افتتح تشارلز ديكنز Charles Dickens روايته التاريخية قصة مدينتين، وهي المشاعر المتناقضة نفسها والأحكام المختلطة التي يمكن أن تنتاب المرء إزاء الوضع الحالي للحداثة المتأخرة، والتي تشكو من أمراض في عدة مجالات.
د.ساري حنفي
أستاذ علم الاجتماع
الجامعة الأمريكية – بيروت
نشهد في المجال السياسي ظهوراً متزامنا للاستبداد والشعبوية اليمينية، وكلاهما اكتسبا حيزًا مهما في العقدين الأخيرين. ويأخذ هذا الاتجاه أشكالاً متعددة حيث إن الأحزاب المحافظة أصبحت أكثر ميولاً إلى الليبرالية الاجتماعية، في حين أصبحت الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية أكثر ميولاً إلى اقتصاد السوق، وازداد عدد أحزاب اليمين واليسار، بينما تقلصت القواعد الانتخابية للأحزاب السياسية القائمة على يمين الساحة السياسية ويسارها. وعلى الرغم من هذه التطورات، فإن الأحزاب الشعبوية اليمينية تستحق اهتماما خاصا؛ إذ يبين يان إيريك غريندهايم في دراسة مقارنة، تزايد شعبية تلك الأحزاب بين عامي 2003 و2018 في ثماني دول أوروبية ديمقراطية، باستثناء النرويج.
وفي حين تسببت الهجرة إلى بعض الدول المستقبلة أحيانًا في ظهور شعبوية يمينية، فإن ذلك يبدو غير كاف لشرح هذا التحوّل الأيديولوجي الجوهري. نلاحظ ظاهرة انضمام الناخبين اليساريين التقليديين إلى اليمين أو الديمقراطيين في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الجمهوريين أو الماركسيين إلى الإسلاميين، لكن ذلك لا يقتصر على الديمقراطيات البرلمانية. وإن كانت المطالبة بمزيد من المشاركة في صنع القرار إشارة إيجابية، فإنها تنذر باهتراء شرعية الأنظمة الديمقراطية التمثيلية.
نشهد في المجال الاقتصادي والاجتماعي كذلك، تزايد اللامساواة والهشاشة والإقصاء؛ ما أدى إلى تدهور الأنظمة السياسية مع شعور متزايد بعدم الاستقرار. والجدير بالذكر أن هذا التفاوت المتزايد أثر سلبيا في شرائح مجتمعية كانت سابقا تنتمي إلى الطبقات الوسطى الصاعدة التي أصبح لديها شعور بالإقصاء الاقتصادي، وأن ما يتركه المرء لأبنائه أقل كثيرًا مما تركه له أبوه. فاحترام القانون والتمتع بمرتب لا يضمنان للمواطن حياة كريمة؛ وهذا ما يولد لديه شعورًا بالسخط والغضب. وهناك العديد من الأمثلة التي ظهرت في فرنسا، خلال أيام السترات الصفراء في نوفمبر 2018، والاعتراض على إصلاحات نظام التقاعد في مارس وأفريل 2023، والاحتجاج ضد العنف البوليسي في جويلية 2023.
أما في المجال الثقافي، فيوجد استقطاب في مختلف المجتمعات يتجسد في اتساع الهوة بين مختلف النخب، ويمكن – على سبيل المثال – ذكر خسارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في انتخابات الولايات المتحدة، ونتائج الانتخابات البرلمانية في الكيان الصهيوني عام 2022، والانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية في ماي 2023.
تكمن ثلاث قوى وراء التطورات المذكورة؛ هي النيوليبرالية والرأسمالية العاطفية Emotional Capitalism، وأزمة الديمقراطية الليبرالية. وتتناول الدراسة بإيجاز النقطتين الأوليين، وستخصص لاحقا مساحة أوسع لنقاش النقطة الأخيرة.
الــنــيــولــيبرالــية والرأســمــاليــة الــعــاطفيـــة
تعني النيوليبرالية هنا انكفاء الدولة عن توجيه الاقتصاد وتنظيمه، وتقليص الدور المتنامي للقطاع المالي في الاقتصاد. جرت على الصعيد العالمي إزالة الحواجز أمام حركة رأس المال والسلع والخدمات (فضلاً عن الأشخاص). لقد أدت خصخصة الصحة والتعليم وجميع الخدمات العامة، ولا سيما في دول الرفاه في أوائل ثمانينيات القرن العشرين إلى الاستغلال التجاري / السوقنة الذي أصاب الخدمات على الصعيد العالمي، إضافة إلى تسليع حياة المواطنين الخاصة.
اتسم هذا المسار بتناقض شديد ونتج منه تفكك الفضاءات السياسية والثقافية والأسرية والخاصة. وأصبح الاستهلاك والنيوليبرالية الفردية المقياسين الوحيدين للنجاح الاقتصادي الاجتماعي والإنجاز الثقافي؛ ما حوّل مسؤولية الفشل من الدولة إلى الفرد.
لقد أثر التشظي الحاصل من هذا التسويق النيوليبرالي في الأشكال الاجتماعية والسياسية للفعل الجماعي. على سبيل المثال أصبح ينظر إلى النقابات والأحزاب السياسية بوصفها كيانات تنتمي إلى الماضي، ولم تعد التنشئة الاجتماعية تجري في إطار هيئات جماعية واسعة، بل من خلال صناعة الرأي واتخاذ المواقف بدلاً من الحوار وتزايد النقاش بين الأفراد الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، أي لا يمثلون هيئات جمعية. ورسخ عالم الويب والإنترنت بطابعه الفردي هذا التشظي.
أما الرأسمالية العاطفية، فهي الاستغلال التجاري للعواطف، وإقحام الرأسمالية في الفضاء الخاص. وقد عبرت إيفا إيلوز عن ذلك ببلاغة حين قالت: “عدم اليقين العاطفي في الحب والرومانسية، هو نتيجة سوسيولوجية مباشرة لكيفية جمع وترسيخ السوق الاستهلاكية وصناعة الأدوية وتكنولوجيا الإنترنت بوساطة أيديولوجية الاختيار الفردي التي أصبحت الإطار الأساسي الذي ينظم الحرية الفردية. ساهم علم الاجتماع مساهمة كبيرة في التأكيد على أن التجارب النفسية من احتياجات وإكراهات وصراعات داخلية ورغبات وتوتر تصوغ مسرحية الحياة الجماعية وتعيد صياغتها، فهي في الواقع ملموسة ومجسدة وبنى حية، وإن تجربتنا الذاتية هي انعكاس لهذه البنى الاجتماعية”.
حاول البعض إيجاد إطار نظري للشرعنة الثقافية للخيارات المختلفة، باستعمال حجج مبنية على أسس عواطف ذاتية بحتة (هيدوني)، ولكن أهذه الخيارات أمر فردي، أم ذاتي؟ صاغ ريموند ويليامز Raymond Williams، وهو كاتب اشتراكي بريطاني وأكاديمي وروائي، مصطلح “بنية الشعور” للإشارة إلى فهم تاريخي للعناصر العاطفية للوعي والعلاقات، وإلى الحاجة إلى فهم المشاعر والمزاجيات والأجواء بصفتها ظواهر تاريخية واجتماعية، وأصبحت هذه الدينامية أكثر حدة مع انتشار الشبكات الاجتماعية والذكاء الاصطناعي ووسائل الإعلام الواسعة الانتشار التي تتخللها ثقافة الاستغلال التجاري والإشهار.
بعد المناقشة الموجزة للقوتين الأساسيتين اللتين تكمنان في تلك التطورات، والتي هي النيوليبرالية والرأسمالية العاطفية، نتناول أساسًا أزمة الديمقراطية الليبرالية، أو المشروع الليبرالي الرمزي. السؤال الملح إذن، هو: كيف تفاعل علم الاجتماع مع “أمراض” الحداثة المتأخرة التي تعرضنا لها؟
الــتــعــصـــّب في الحـــــــــــوار
نجد اليوم استقطابا هرميًا للمجتمعات الغربية في كل مكان، بما ذلك الحرم الجامعي ووسائل الإعلام. ويتجلى ذلك من خلال درجات عالية من التعصب، ظهرت في الحوار حول المسائل السياسية والثقافية والاجتماعية، الذي ساد خلاله الانحياز إلى طرف معين وتبني المواقف، بدلا من استعمال حجج قوية ومقنعة. إن هذا التعصب يصدر من اليسار واليمين، ويتجلى بما يعرف بـ«ثقافة الإلغاء” لدى الطرفين. وبلغت هذه الظاهرة درجة غير معهودة؛ ما أثار قلق كثير من الباحثين، وأدى إلى توقيع عدد منهم على رسالة “عن العدالة والحوار المفتوح”. وتعرف الأطراف الموقعة ثقافة الإقصاء بـ«عدم التسامح مع الآراء المختلفة والتشهير والنبذ الاجتماعي والسعي نحو حسم المسائل السياسية المعقدة من منظور أخلاقي كلياني. كما يجري اللجوء إلى تعبيرات لتشويه وشيطنة مفرطة، ضد كل من يخالف الرأي (مثل الفيروس والمرض والجائحة.. إلخ)؛ ما أثار حفيظة الأكاديميين والفنانين والصحافيين خوفا على مصدر رزقهم، إذا حادوا عن الإجماع الظاهري داخل معسكرهم، أو لم يبدوا حماسًا كافيًا للخطاب المهيمن. وقد أشار كل من ليتيسيا أتلاني ديو وستيفان ديفوا إلى أن زيادة الدعاوى القضائية لمقاضاة الباحثين بتهمة التشهير أثرت في استقلالية الأكاديميين، وجعلت الباحثين الذين يعملون على مواضيع حساسة في موضع خطر؛ ما أثر سلبا في حرية التعبير والكلمة اللذين هما أمران ضروريان للجامعات لتمكين الطلبة من تكوين متفتح.
نتج من انتشار ثقافة الإفراط بالسلامة بين المسؤولين الإداريين اتخاذ قرارات متسرعة، وعقوبات غير مناسبة، ضد بعض الأساتذة الجامعيين لمجرد استخدام بعض المراجع في الصف أو عدم تنبيه مسبق للطلاب عنها في ظل مناخ يسوده الخوف. وسأكتفي بمثالين من بلدين ديمقراطيين ليبراليين هما الولايات المتحدة وفرنسا، لأبين مدى انتشار “ثقافة الإقصاء” في بلدان تتفاخر بالحريات الأكاديمية.
بالنسبة إلى الولايات المتحدة، بينت الإحصائيات التي قدمتها مؤسسة الحقوق الفردية وحرية التعبير FIRE أن 149 من الأساتذة الجامعيين جرى استهدافهم بسبب التعبير عن آرائهم سنة 2022 (مقابل أكثر من 30 في سنة 2015)، فقد تعرضوا للتنبيه والتحقيق والإيقاف عن العمل والعزل؛ بسبب قضايا ساخنة مثل التحزب السياسي (25 في المئة من الحوادث)، والجندر 23 في المئة، والإدلاء بآرائهم في السياسات المؤسساتية (25 في المئة). ووفقا لمؤسسة الحقوق الفردية وحرية التعبير، فإن ثلثي هذه العقوبات تأتي من محتجين أكثر يسارية ممن هو مستهدف من العقوبة. وجرى أيضًا إلغاء الحوار حول الصراع الفلسطيني – الصهيوني في جامعات أمريكية، بحجة حماية “حساسيات” بعض الطلبة عند تناول بعض المسائل من دون ذكر هوية المحتجين؛ ومن ثم فهم يتجاهلون كثيرين آخرين لم تتأذ مشاعرهم.
أما بالنسبة إلى فرنسا، فأود أن أشير إلى التعصّب الذي يظهر تجاه مسار التحرر من الاستعمار في العلوم الاجتماعية. نحن نعرف أن أدبيات كثيرة تناولت استمرارية الإرث الاستعماري في التعليم والأبحاث، ولكنها قوبلت باتخاذ مواقف متعصبة، كنعت هذه الدراسات بالعلوم الزائفة بدلا من تناولها بطريقة نقدية وموضوعية. لم يحصل الكثير من جدل، بل كان هناك اتخاذ للمواقف. وقد جرى توقيع عريضة ضمت 76 أكاديميا وكاتبا وصحافيًا ضد الديكولونيالية، وجرى تأسيس مرصد الديكولونيالية سنة 2023 وأصبح اسمه مرصد أيديولوجيات الهوية).
وفي 7-8 جانفي 2022، انعقدت ورشة عمل بعنوان “ما بعد التفكيك: إعادة بناء العلوم والثقافة”، نظمها معهد الفلسفة بالسوربون ومرصد الديكولونيالية ولجنة العلمانية الجمهورية، وافتتحها وزير التربية الفرنسي جان ميشال بلانكيه.
قبل بضعة أشهر، وقع المشاركون أنفسهم في هذه الورشة عريضة، وصفوا فيها تقرير منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وبعض الباحثين الفرنسيين بأنه معاد للسامية؛ لأن التقرير اعتبر الممارسات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية تمييزا عنصريا. وفي وقت لاحق، جرى نعتهم بأنهم يسار موصوم بأنه إسلامي”، وتعرضوا لحملات عنيفة شنتها الحكومة ووسائل الإعلام الرئيسة، مستخدمة في ذلك أكاديميين، مثل جيل كيبيل Gilles Kepel وفلورنس برجو بلاكلير Florence Bergeaud-Blackler، وقد حاولت المملكة المتحدة وألمانيا وبلجيكا، ودول أوروبية أخرى، تقليد فرنسا بطريقة أقل فظاظة، وبلا فعالية وضمن هذه الحملة نلاحظ تنامي نشاط الليبراليين الكلاسيكيين، ولكنهم غير ليبراليين سياسيًا، أي ما أسميه في هذه الدراسة ليبراليين رمزيين.
تحــديــد الــلــيــــبرالــيــــة الـــرمــــزيـــــة
تحديد معنى الليبرالية الرمزية، يحتاج توضيحا للليبرالية الكلاسيكية والليبرالية السياسية، فقد اهتمت الليبرالية الكلاسيكية، منذ جون لوك، بقيم مثل الحرية الفردية والحقوق الاقتصادية الأساسية، وأقرت بسلطة الدولة التنظيمية للاقتصاد. وتعتبر الليبرالية الكلاسيكية حقوق الإنسان أساسية وعالمية، وهي تركز على الحرية المدنية والفردية، مثل حرية المعتقد والتعبير والصحافة والتجمع، وكذلك قيمة احترام الذات. وفي مرحلة لاحقة، دافع الليبراليون عن حقوق الجماعات والأقليات؛ ومن ثمّ يمكننا القول إن الليبرالية الكلاسيكية ركزت أساسا على الجانب الاجتماعي أكثر من الجانب الاقتصادي على خلاف ما يتبادر إلى أذهان كثير من الباحثين الفرنسيين والفرنكفونيين العرب. وهي ليست عقيدة ضد الدين، كما تتصور بعض الأوساط الدينية في العالم العربي.
لا تحتفي الليبرالية الكلاسيكية بالحريات المدنية والفردية فحسب، بل تعزز أيضًا مفهوم العدل في المجتمع. ولقد دافع الفيلسوف الأمركي جون رولز في كتابه نظرية في العدالة، عن موضوعية العقل العملي (حجاب الجهل) ومدى أهمية الإنصاف لتحقيق العدل. وبإحداث توازن بين الحرية الأساسية والمساواة، قدم رولز مبدأين التوزيع العادل للخيرات الاجتماعية الأصلية بين أفراد المجتمع (مبدأ المساواة الصارم)، وإسناد الخيرات الأساسية للفئات الأسوأ حالاً في المجتمع (مبدأ الفرق أو الاختلاف). ويتميز مفهوم رولز للعدالة بسمات أساسية. أولاً، الإصرار على “المساواة العادلة في الفرص”، التي تغني الاشتغال العلمي حول عدم المساواة. ثانيا، الحاجة إلى الاهتمام الخاص بالناس الأكثر فقرًا وتهميشا. وأخيرًا، الطريقة التي يجري بها تصوّر الخيرات الأساسية، والتي تمنح الناس فرصة لفعل ما يرغبون في حياتهم الخاصة (مفهوم الخير).
لنوضح معنى تصور الخير Conception of the Good، فهو عبارة عن مجموعة من الأهداف التي تحدد تصور الشخص لما هو ذو قيمة في حياة الإنسان، أو لما يعتبره حياة جديرة بالعيش. يشمل هذا التصور خيارات الشخص ورغباته فيما يتعلق باللباس والأكل واستخدام أوقات الفراغ والمثل الشخصية والصداقة والعائلة وما إلى ذلك.
باختصار، تؤكد الليبرالية الكلاسيكية على حقوق الإنسان الفردي بالمعنى الكوني، مع دور صغير للعنصر الثقافي، وأكثر من تأكيدها على العدالة الاجتماعية.
أما الليبرالية السياسية، فهي منتج ما قام به العديد من الكتاب من تطوير للنظرية الليبرالية الكلاسيكية، وفي مقدمتهم رولز الذي طور ما سماه الليبرالية السياسية مع مراجعة تصوره الأصلي للعدل. فمنذ أواسط ثمانينيات القرن العشرين، بيّن رولز أن الخيرات الأساسية (الصحة والتعليم وحقوق الإنسان) لا تمثل إلا جزءًا من الخيرات، وأنه وجب على المجتمع الحفاظ على تنوع وتعدد التصورات للخير، مع ضمان التناغم. وغالبا ما تعتمد هذه التصورات على مذاهب شاملة كالمبادئ الدينية والفلسفية والأخلاقية. يكون المذهب شاملاً، إذا احتوى بصفة منتظمة كل القيم والفضائل المعترف بها. ويؤكد رولز أن الأشخاص ما زالوا يتشاركون على الرغم من وجود العديد من المذاهب الشاملة في المجتمع لأنهم يتفقون على المفاهيم السياسية التي تستند إلى القواعد الدستورية.
على سبيل المثال، قد يتفق الأشخاص على الرغم من اختلاف معتقداتهم واختلاف تصورهم للأخلاق، على أخلاقية دفع الأموال للفقراء. وقد يكون مصدر ذلك روح التضامن والأخوة (تصور جمهوري) أو واجب عقيدي (تصور ديني)، أو للحد من ظاهرة السرقة بسبب مجاعة الفقراء (تصور نفعي). ولتجاوز التصرفات الفردية، يحتاج الجميع إلى صوغ مفهوم أخلاقي وإدماجه في تصور سياسي يكون في متناول جميع المواطنين، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية أو ثقافتهم، مع إمكانية التحاور بشأن هذا التصور في المجال العام. ويُطلق على هذا النوع من التبريرات العقل العمومي”. ويمكن التوصل إلى إجماع متداخل بهذه الطريقة، حيث يتبنى الجميع تصورا سياسيا من وجهة نظرهم.
يعترف رولز، على غرار العديد من الليبراليين، بأن الحوار العام هو مجموعة من التبريرات المتضاربة التي تؤدي إلى قرارات معقولة وليس بالضرورة عقلانية. ومع ذلك، فإن مجرد الجدل يعيد بناء القوى الأخلاقية للأشخاص. ويرتبط ذلك بمدى استجابتهم لـ«حس العدالة” و«تصور الخير”. وهكذا، تضمن الدولة الليبرالية تبني المجتمع لتصور موحد للعدل، ولكنها تكون محايدة إزاء تصورات الأشخاص للخير. ومن خلال هذا التبني، تُعدّ الثقافة والثقافات الفرعية للأفراد مهمة لوضع تصور العدالة في سياقه، على الرغم من محاولة النيوليبرالية والرأسمالية العاطفية تقويض بعض مراحل سيرورة الليبرالية السياسية.