ليلة بيضاء وأجواء خيالية صنعها جمهور فريق شباب بلوزداد، بعد التتويج بلقب كأس الجمهورية للمرة التاسعة في تاريخ الفريق، وبعد الصور التي صنعها أنصار الفريقين في المدرجات والتي أبهرت كل المتتبعين، انتقلت الفرحة إلى الشوارع التي صنعها عشاق شباب بلوزداد، رافعين الرايات التي تحمل اللونين الأبيض والأحمر مرددين الأغاني والهتافات التي تعكس مدى تعلقهم بفريقهم.
بداية الأفراح كانت منذ الوهلة الأولى التي أعلن فيها الحكم الدولي مصطفى غربال صافرة نهاية المواجهة، ليخرج الجميع إلى شوارع العاصمة، من كل الفئات العمرية ملتحفين ألوان فريقهم الذي كان في الموعد وأهدى لهم لقب السيدة الكأس التي كانت بطعم خاص، في أول داربي جمع بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد في تاريخ منافسة كأس الجزائر على مدار التاريخ، والذي تزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى 62 لعيدي الاستقلال والشباب، ما أعطى الاحتفالات طابعا تاريخيا مرصعا بقيم الأصالة ومرسخا للروح الوطنية بين شباب الوطن الواحد الذين ضحى أجدادهم بالنفس والنفيس لكي تحيا الجزائر حرة مستقلة.
الاحتفالات كانت غير عادية وسط أنصار فريق شباب بلوزداد، حيث يملكون تقليدا في السيدة الكأس والتي طبعتها الروح الرياضية العالية، في صور ستظل راسخة في ذهن هذا الجيل، الذي عاش ملحمة جديدة وتتويجا جديدا يضاف لخزائن النادي العاصمي، بعد ملحمة حقيقية شهدها ملعب 5 جويلية الأولمبي الذي يعتبر هو الآخر رمزا شاهدا على أهم الأحداث الرياضية التي عاشتها الجزائر وطنية ودولية، باحتضانه لأكبر عدد من نسخ نهائي السيدة الكأس آخرها التي جرت، أمس، والتي كانت عرسا حقيقيا بحضور رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.وسهرت العاصمة الجزائرية على وقع احتفالات مناصري شباب بلوزداد إلى غاية ساعات الفجر في ليلة بيضاء، مزجت بين الهتافات وأصوات الزغاريد التي علت في كل البيوت العاصمية، مع الألعاب النارية التي أعطت الصور أكثر جمالا وأكد من خلالها الأنصار أنهم الرجل الثاني عشر بمعنى الكلمة، لأنهم حضروا لهذا الموعد منذ الإعلان عن تاريخ إجراء النهائي، من خلال شراء الألبسة التي تحمل ألوان الفريق وكذا الرايات والقبعات والأوشحة.. ولكن ما ميز الاحتفالات الحضور القوي للراية الوطنية المصحوبة براية فلسطين المحتلة والتي تعتبر أمرا عاديا بالنسبة للجزائريين الذين دائما يهدون انتصاراتهم وأفراحهم للشعب الفلسطيني.