العدد 19513
المجتمع
\
شُيّد سنــــة 1940 بجبـــال تسالـــة سيــــدي بلعبــاس
فتـــح المخيــــم الصيفــي بجبــل العطــوش لفائـــــــــــدة العائــــــــــــــــلات.. قــــــــــريبًـا
كشف رئيس المجلس الشعبي لبلدية سيدي بلعباس، عن التجهيز لفتح المخيم الصيفي المتواجد بجبل العطوش بتسالة لفائدة العائلات الراغبة في الراحة والاستجمام.
نسرين ب.
المرفق التابع لبلدية سيدي بلعباس يقع على ارتفاع 1000 متر بجبال العطوش يعود تاريخ تشييده إلى سنة 1940، كان يستقبل الاطفال للتخييم منذ تلك الفترة الى ان تم غلقه لما يزيد عن عشريتين.
ولإعادة بعث نشاطه، باشرت المصالح البلدية أشغال ترميمه وتهيئته وتجهيزه لاستقبال العائلات، على ان تقوم بتسييره المؤسسة العمومية البلدية للتسيير الحضري.
هذه المنشأة ستتوفر على فضاءات تجارية وفضاءات لتنشيط تظاهرات ثقافية ومرافق اخرى، حتى يتمكن الزوار من التمتع والتنزه، وتحضر ذات المؤسسة لتحويل المركز الى مخيم صيفي بدءا من السنة المقبلة لاستقبال الأطفال المصطافين، كما كان عليه في الماضي، وذلك عن طريق ابرام اتفاقيات بين المؤسسة العمومية البلدية للتسيير الحضري والمديريات والهيئات العمومية لتسجيل الأطفال أبناء العمال للتخييم خلال العطلة الصيفية.
المخيم الصيفي يعتبر موروثا عقاريا ذو هوية تاريخية وثقافية وترفيهية، بامتياز سيمنح المتعة والراحة والسكينة لزائريه بعيدا عن ضوضاء المدينة والساحات العمومية وشواطئ البحر.
وكان من المقرر أيضا تحويله خلال السنوات الماضية الى مركز لتجمع النوادي الرياضية والاطفال المصطافين بعدما تنازلت عنه بلدية سيدي بلعباس لمديرية الشباب والرياضة، كما كان مقررا خلق مركز استقبال الأشخاص المسنين.
وتتميز جبال تسالة بالجاذبية لما تمتلكه من المناظر الخلابة وما تمنحه من الهواء النقي لزائريها، ما يثير اهتمام المستثمرين لتطوير السياحة الطبيعية والجبلية، حيث من المنتظر خلق منطقة للتوسع السياحي وإضفاء الحيوية على هذه المنطقة.
وتشكل هذه الجبال، التي يبلغ ارتفاعها 1061 مترًا، غطاءً غابيًا كثيفًا تعيش به انواع من الحيوانات ويحوي أنواعا من النباتات منها الطبية، وبها العديد من منابع المياه العذبة الصالحة للشرب، ينبع مصدرها من عين بنت سلطان بجنوب ولاية سيدي بلعباس.
وحتى على المستوى الصحي، كان المركز المتخصص للمرضى الذين يعانون من صعوبات التنفس يستقبل الأطفال المصابين بمرض الربو والحساسية، حيث كانوا يتلقون العلاج ويتعافون كليا من المرض، الى ان تم غلقه منذ سنوات لأسباب إدارية، بينما تم تحويله الى مديرية النشاط الاجتماعي لتهيئته لاستقبال الأشخاص الذين يعيشون ظروفا اجتماعية قاسية وايضا المرضى المصابين بالزهايمر والمسنين بدون معيل.
هي مرافق من شأنها خلق اماكن للراحة وبعث السياحة الجبلية وجلب المستثمرين ومن تم المساهمة في التنمية الاقتصادية المستدامة بالولاية.
تـــنـوّع ثقـــــــافي وتـــــراث إنســـــاني
تـــــــــــــوات قــــــــــــــورارة تيديكــــــــــلـــــت.. كنـــــوز بـــــين رمـــــــــــــــال الصحـــــــــــــــــــراء
ارتبط اسم حظيرة توات قورارة تيديكلت منذ تأسيسها بتنوع ثقافي وبيئي ثري، يعكس مدى غنى المنطقة بالتراث المادي واللامادي الذي شكّل عامل جذب سياحي قوّي للمنطقة. تتميز الحظيرة الثقافية لتوات قورارة تيديكلت بتنوع تراثها اللامادي في أقاليمها الثلاث التي تشغل إدارياً مناطق من ولايتي أدرار وتيميمون، ولعل أبرز هذا التراث، الأغاني الشعبية المحلية التي تعتبر فناً يحاكي حياة الفرد والمجتمع باللهجة العامية، الى جانب أغاني الفلكلور كالشلالي، أهليل، الصيفة، والأناشيد التي تشمل المدائح الدينية النبوية التي ترافقها حركات متمايلة وتصفيقات متجانسة يستعمل فيها البندير وأقلال.
علي عويش
تتنوّع الرقصات والإيقاعات في أقاليم الحظيرة الثقافية لتوات قورارة تيديكلت بين رقصة البارود والقرقابو والزمار، التي تنفرد كلٌ منها بإيقاعها الخاص ومناسبتها وجمهورها.
وتحتضن الحظيرة بين كثبانها وواحاتها الشاسعة أكثر من 300 قصر تاريخي، تقام على مستواها مناسبات سنوية تسمى بالزيارات، وهي مواسم ترتبط عادةً بمناسبة دينية أو وفاة ولي صالح تسمى باسمه، تتخلّلها أنشطة خاصة تستقطب السياح من داخل الوطن وخارجه.
تم إنشاء وتعيين حدود الحظيرة الثقافية لتوات قورارة تيديكلت بموجب المرسوم التنفيذي رقم 08-156 المؤرخ في 2008/05/28، وتضم الحظيرة أربع أقاليم هي توات، قورارة، تيديكلت وتادمايت المنتشرة عبر إقليم ولايتي أدرار وتيميمون.
بذلت السلطات العليا بالبلاد مجهودات جبارة من أجل حفظ وتثمين العديد من المواقع الأثرية والمناطق البيئية الواقعة في محيط الحظيرة، وقد تكلّلت هذه المجهودات بالنجاح وتم إدراج العديد من عناصر التراث المادي واللامادي ضمن قائمة التراث العالمي.
تضم حظيرة توات قورارة تيديكلت قصر تمنطيط، الذي يحتوي على أكثر من 11 قصبة، تم فتح دعوة لتصنيفه كمعلم تاريخي في 02 مارس 1992 بحسب الجريدة الرسمية رقم 22 الصادرة بتاريخ 22 مارس من نفس السنة، ليتم إدراجه كقطاع محفوظ سنة 2016.
الى جانب ذلك، تم تصنيف واحة أولاد سعيد وواحة تمنطيط كمناطق رطبة بحسب اتفاقية رامسار العالمية في 02 فيفري 2001، وإدراج تراث وموسيقى أهليل ضمن القائمة التمثيلية لتراث الإنسانية من طرف منظمة اليونسكو في 25 نوفمبر 2005 تحت رقم 43.
وتشتهر الحظيرة الثقافية لتوات قورارة تيديكلت بنظام الفُقّارة، وهو نظام سقي فريد من نوعه تحاول بعض الأطراف مؤخراً نسبه اليها كتراث وطني تحت مسمى آخر.
يُشرف على هذا النظام الذي يعتمد على حسابات رياضية وهندسية دقيق مجموعة من المختين الذين يسمّون بـ “كيالين الماء”، والذين توارثوا هذه الصنعة جيلاً عن جيل لقرون من الزمن.
«الكيّال”، وهو المشرف على عملية توزيع مياه الفقارة على الفلاحين، والتي تسمى بالكيلة، وهي طريقة حسابية فريدة تتم وفق معايير ووحدات قياسية محددة منها الحبة والقيراط.
تم تسجيل كيالين الماء ضمن القائمة التمثيلية لصون التراث الثقافي اللامادي من طرف منظمة اليونسكو بتاريخ 28 نوفمبر 2018 من أجل تطوير تدابير حمايته كمهارة وضمان ممارسته ونقله للأجيال كمعرفة مكتسبة.
ثراء إقليم حظيرة توات قورارة تيديكلت لم يقتصر على الموروث المادي واللامادي فحسب، بل يضم الاقليم مناطق رطبة ذات أهمية إيكولوجية بالغة نظراً لدورها الكبير في الحفاظ على التوازن البيئي والبيولوجي للمنطقة.
تم تصنيف منطقتين بإقليم الحظيرة الثقافية توات، قورارة تيديكلت ضمن المناطق الرطبة وفق اتفاقية رامسار التي تُعنى بحمايتها، وهما واحات أولاد سعيد المساحة البالغة مساحتها 25400 هكتار، وواحات تمنطيط وأولاد أحمد تيمي وسبختها الممتدة على مساحة 12.800 هكتار.
تحصي المنطقتان الرطبتان عدة من أنواع الطيور المائية القارة والمهاجرة منها بط أبو فروة، الزقزاق المطوق، دجاجة الماء والبلشون الأبيض الكبير.
الكنوز الثقافية والبيئية التي يحتضنها إقليم الحظيرة الثقافية لتوات قورارة تيديكلت بولايتي أدرار وتيميمون، تعتبر كنوزاً أثرية ومتحفاً مفتوحاً على الهواء الطلق، تحتاج الى اخراجه الى دائرة الضوء وتقديمه إعلامياً بالشكل الذي يليق به، واستغلاله في تنمية المنطقة لتكون عامل مهم في ترقية وتطوير السياحة الصحراوية ببلادنا.
الدولي
“ إيكــــــواس “ تحـــذّر مــــن “التّفكّـــــك”
الجيش الأمريكي يواصل سحب قوّاته من النيجر
استُكمِلت عملية مغادرة القوات الأمريكية من قاعدة نيامي في النيجر وسيعقبها في 15 سبتمبر المقبل خروج القوات المتمركزة في أغاديز شمالا، تنفيذا لمطالب النظام العسكري الحاكم.
أعلن الجيش الأمريكي أمس الأول سحب أفراده من القاعدة الجوية 101 في النيجر قرب المطار في العاصمة نيامي، ترقبا للانسحاب من قاعدة رئيسية للطائرات المسيرة قرب مدينة أغاديز الصحراوية في الأسابيع المقبلة.
وقالت وزارة الدفاع في النيجر ووزارة الدفاع الأمريكية في بيان مشترك: “بفضل التعاون والتواصل الفعال بين القوات المسلحة النيجيرية والأمريكية، تم الانتهاء من هذه العملية قبل الموعد المحدد، ودون أي تعقيدات”.
وقال الميجر جنرال في القوات الجوية الأمريكية “كينيث إيكمان”، يوم الجمعة: “إن التركيز سيتحول بعد ذلك إلى الانسحاب من قاعدة الطائرات المسيرة، التي تكلفت 100 مليون دولار بالقرب من أغاديز في وسط النيجر، التي قدمت معلومات مخابراتية مهمة عن الجماعات الإرهابية. وأضاف أن الانسحاب من تلك القاعدة، المعروفة باسم القاعدة الجوية 201، سيتم على الأرجح في أوت. وفي أفريل الماضي، طالب المجلس العسكري الحاكم في النيجر الولايات المتحدة بسحب نحو 1000 عسكري من البلاد، بعد انقلاب العام الماضي في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا. وأمهل المجلس العسكري الحاكم في النيجر الولايات المتحدة حتى منتصف سبتمبر لسحب قواتها من أراضيها.
” إيكــــواس” تحـــذّر مــــن “التّفكــــــّك”
وقّعت النيجر ومالي وبوركينا فاسو معاهدة اتحادية السبت، لتأسيس تحالف أوثق بين دول وسط منطقة الساحل الأفريقي التي تجتاحها أعمال إرهابية.
وقالت الدول الثلاث في بيان ختامي للقمة؛ إن رؤساءها العسكريين “قرروا عبور مرحلة إضافية نحو اندماج أكثر عمقا بين الدول الأعضاء”.
وأضاف البيان: “ولهذا الغرض، تبنوا معاهدة تؤسس كونفدرالية بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر، تحت مسمى كونفدرالية دول الساحل”.
وفي جانفي الماضي، خرجت الدول الثلاث من التجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي فرضت عقوبات اقتصادية على النيجر لعدة أشهر، متهمة المنظمة بأنها أداة تحركها دول غربية، وبأنها لا توفر لها دعما كافيا في مكافحة الإرهابيين. ويؤكّد إنشاء هذه الكونفدرالية هذه القطيعة.
وفي مستهل القمة، أكد رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر عبد الرحمن تياني أمام نظيريه في بوركينا الكابتن إبراهيم تراوري، وفي مالي العقيد أسيمي غويتا، أن شعوب دولهم الثلاث “أدارت ظهرها نهائيا للتكتل الاقتصادي لدول غرب أفريقيا”.
وتدهورت العلاقات بين التكتل والدول الثلاث المذكورة بشكل كبير؛ إثر انقلاب 26 جويلية 2023، الذي أوصل تياني إلى السلطة في النيجر.
وعلى الأثر، فرضت الجماعة الاقتصادية لغرب أفريقيا عقوبات اقتصادية على النيجر، متوعدة بالتدخل عسكريا لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم.
وتمّ رفع العقوبات في فيفري، لكن الفتور لا يزال يسود العلاقات بين الطرفين.
هذا، وقد حذّرت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، من أن المنطقة تواجه “التفكك” بعدما أعلن الحكام العسكريون في النيجر ومالي وبوركينا فاسو الانسحاب منها وتأسيس اتحاد جديد منافس.
وأتى هذا التحدي بينما تواجه إيكواس أيضا عنفا مسلحًا آخذا في التوسع ومشكلات مالية بالإضافة إلى مصاعب في حشد قوة إقليمية. ولم يكن واضحا بعد القمة في أبوجا كيف سيكون رد فعل التكتل حيال تبني النيجر ومالي وبوركينا فاسو معاهدة لتأسيس “اتحاد دول الساحل” في نيامي السبت، لكن رئيس مفوضية إيكواس عمر عليو توراي قال إن الدول الثلاث بانفصالها تخاطر بمواجهة “عزلة سياسية”، وخسارة استثمارات بملايين الدولارات. وأكّد توراي أن انفصال النيجر ومالي وبوركينا فاسو من شأنه أيضا أن يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن وإعاقة عمل القوة الإقليمية المقترح إنشاؤها منذ فترة طويلة، وحذّر من أن “منطقتنا تواجه خطر التفكك”.
لا محاسبـــــــــــة ولا عقــــــــــاب
نصـــــف المنتخبـــــين المغاربـــــــة متورّطـــــون فــــي قضايـــــا فســــاد
أكّد الكاتب والأستاذ الجامعي المغربي طارق ليساوي، أنّ أولوية الأولويات في مغرب اليوم يجب أن تكون محاسبة ناهبي المال العام وتطهير البلاد منهم وأخلقة الحياة العامة وفتح نقاش عمومي وشفاف عن الثروات المنهوبة وعن الفساد.
أوضح طارق ليساوي، في مقال له، أنّ “أولوية المرحلة والواجب في الوقت الحالي يقتضي أن يتم فتح نقاش عمومي وشفاف عن الثروات المنهوبة، وعن الفساد الذي أصبح يستشري في كل المؤسسات العمومية”.
كما ينبغي – يضيف – أن “تتجه الأصوات والأقلام والعدسات صوب فضيحة فاضحة وهي أن أكثر من نصف المنتخبين متورطون في قضايا الفساد ونهب المال العام”، موضحا أن “هذا العدد الضخم والذي ينبغي أن نضيف إليه فساد الموظفين السامين غير المنتخبين وموظفي الإدارات أو المؤسسات العمومية يدفعنا إلى ضرورة العمل على تخليق الحياة العامة وتطهير البلاد من لصوص المال العام وسراق الصناديق العمومية”.
وتابع يقول: “أولوية الأولويات في هذه المرحلة توجيه سهام النقد والمحاسبة للمشاريع الطفيلية التي يتم إنجازها في البلاد خدمة لسياسات تسويقية ضيقة الأفق لكنها سياسات تغرق البلاد في المديونية لـ 100 عام القادمة”.
ويرى ذات الكاتب أن “هذه المديونية ستقود البلاد إلى الإفلاس والتضخم وبيع أصول الدولة والمجتمع ورهن مستقبل البلاد والعباد للمؤسسات الدولية المانحة”، محذرا من الإقدام على قرار تعويم الدرهم.
وتحذّر العديد من الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية في المغرب من تفاقم الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في البلاد، في ظل اقتصاد الريع والاحتكار والرشوة وتركيز الثروة في يد المافيا المخزنية، التي تستغل السلطة السياسية لإطلاق يد الرأسماليين المحليين والأجانب، على رأسهم الصهاينة، للاستيلاء على القطاعات الإنتاجية والخدماتية.
إنــــزالات ومســــيرات احتجاجيــة تهـــزّ المملكـــــة
الأساتذة وطلبة الطب يدشّنون أسبوع الغضب
نظّم التنسيق الميداني للتعليم، أمس الأول، وقفة احتجاجية وطنية أمام مبنى البرلمان بالرباط، استنكارا لاستمرار توقيف الأساتذة على خلفية احتجاجاتهم ونضالهم من أجل مطالبهم.
الوقفة التي شاركت فيها عدة تنسيقيات تعليمية، طالبت بإرجاع الموقوفين والموقوفات بدون قيد أو شرط، وسحب كل العقوبات، وتسوية وضعياتهم المالية والإدارية، وحل كل الملفات العالقة العامة والفئوية وتنفيذ كافة الاتفاقات الموقعة.
وجدّد الأساتذة المحتجون مساندتهم ودعمهم لزملائهم الموقوفين، مستنكرين التعسف عليهم، وحرمانهم من أجورهم لسبعة أشهر، وأكدوا مواصلة الاحتجاج دعما للموقوفين إلى حين إنصافهم وإعادته لأقسامهم واسترجاع أجورهم.
ووجّه المحتجون انتقادات لاذعة للحكومة ووزارة التربية الوطنية بسبب سوء تدبيرها للقطاع ولمطالب شغيلته، بشكل يؤجّج الاحتقان. وندّدوا بإصرار الوزارة على التنكيل بالموقوفين ظلما وجورا والانتقام السافر منهم بأخذهم رهائن لمدة قاربت السبعة أشهر، وتمطيط ملفهم لغايات انتقامية ستكون لها لامحالة انعكاسات وخيمة على المدرسة العمومية. ودعا التنسيق الميداني للتعليم رئيس الحكومة إلى حل هذا الملف الحقوقي الذي يسيئ للمدرسة العمومية ولدولة الحق والقانون، ملوحا بمزيد من التصعيد في حال عدم التجاوب مع مطالب الأساتذة.
طلبــــــة الطـــــــب والصّيدلـــــــة غاضبـــــــــون
من جهتها، أعلنت اللّجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان عن تسطير برنامج نضالي على صعيد جميع كليات الطب والصيدلة بكافة أرجاء المغرب، يتضمّن إنزالات وأشكال احتجاجية محلية وجهوية ووطنية.وقالت اللجنة في بيان لها، إنّ إعلانها عن أسبوع غضب يأتي على خلفية التماطل الكبير في التجاوب مع مطالب الطلبة وهمومهم والتي فاقت 200 يوم، وهو ما يضع موضع تساؤل إرادة بعض المسؤولين في حل هذا الملف. كما يأتي أسبوع الغضب أمام استمرار مظاهر التضييق المتعددة من توقيفات تتراوح بين سنتين إلى الإقصاء النهائي من الجامعة، وحل للهيئات التمثيلية الطلابية، وهو ما يدل على توجه الوزارة نحو المواجهة والاصطدام مع الطلبة بدل احتضانهم والتعامل معهم كشباب واعي يحمل على عاتقه هم إصلاح منظومة التكوين الطبي والصيدلي.
الحــــــــــــــوار أو التصعيـــــــــــــــد
وبدأ أسبوع الغضب بالإنزال المحلي الذي شهدته العاصمة الرباط أمس الأول والإنزال الجهوي أمام كلية الطب والصيدلة بأكادير أمس، بينما ستجري غدا الأربعاء مسيرة جهوية بمدينة مراكش، مع الانخراط في إنزال الشغيلة الوطنية بالرباط.
كما يتضمّن البرنامج الاحتجاجي مسيرة محلية بطنجة بالموازاة مع إنزال محلي بالدار البيضاء، يوم الخميس، وإنزالا محليا بفاس، ومسيرة محلية بوجدة، مرفوقَيْنِ بإنزال محلي آخر بمراكش، يوم الجمعة القادم، ومسيرة وطنية حاشدة تحت عنوان “مسيرة الغضب” بالرباط أمام قبة البرلمان، يوم الثلاثاء 16 جويلية.وأعلن الطلبة عن تنظيم ندوة حقوقية يوم السبت 13 جويلية بغية تسليط الضوء على مختلف الخروقات والتجاوزات الحقوقية التي طالت مجمل العقوبات المنزلة عليهم والمضيقة على نضالهم.
وأكّدت لجنة الطلبة تشبّثها بالحق في ممارسة جميع الخطوات التصعيدية السلمية المناسبة، من اعتصامات محددة المدة ومفتوحة داخل كليات الطب والصيدلة، ما لم يتم التأسيس لحوار جدي متوّج بمحضر موقع.
وجدّد الطلبة النداء لكافة المسؤولين إلى تحضير العقل والحكمة في التعامل مع ملفهم المطلبي، الذي لا يحمل في طياته سوى مطالب تصب في مصلحة جودة تكوين طبيب وصيدلي الغد.
-*——-
احتقــــان اجتماعـــي بسبـــب تدهـــور القــــدرة الشّرائيـــة
المديــــــونيــــــة أفقــدت المغـــرب سيــادتــه ورهـــنــــــت مستقبلـــــــه
سجّلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمغاربة، وتدهور قدرتهم الشرائية.
نبّهت أكبر جمعية حقوقية في المغرب، إلى أن الارتفاع الكبير في الأسعار تجاوز القدرات الشرائية لملايين المواطنين، وضاعف من معاناتهم المعيشية إلى درجة أنه منعهم من اقتناء أضحية العيد.
واعتبر حقوقيو الجمعية أن تفاقم تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، سببه استمرار الارتفاع المهول والمتصاعد لأسعار جميع المواد الأساسية بسبب السياسات اللاشعبية التي تنهجها الدولة المغربية منذ عقود، في غياب تام لأية إجراءات ناجعة لمواجهة هذا الغلاء الفاحش وللحد من نسبة التضخم، حماية للقدرة الشرائية وتطبيقا لقانون محاربة الاحتكار.
للصّـــــــبر حــــــــــــدود
وحذّر ذات المصدر من أن صبر المغاربة لا يمكن أن يستمر طويلا على تحمل المزيد من التدهور المستمر لواقعهم المعيشي ومن الاستمرار في الإجهاز على قوتهم اليومي، ما يجعل الوضع ينذر، لامحالة، بتعمق الاحتقان الاجتماعي، في ظل اتساع رقعة الفقر والهشاشة وضعف الحماية الاجتماعية، وما يخلفه ذلك من فقدان للكرامة الإنسانية.
ودعت الجمعية الحقوقية السلطات العمومية إلى إعادة النظر في سياساتها العمومية بما يخدم مصلحة المواطنين المنحدرين من الفئات الفقيرة عبر الرفع من الأجور، وتخفيض الضريبة على الدخل، وإعفاء المواد الأساسية من الضريبة على القيمة المضافة ومن الضريبة الداخلية على الاستهلاك، وإخضاع كبار الفلاحين والمستثمرين للضريبة على الشركات، والضريبة على الدخل، مع العمل على وضع حد لاقتصاد الريع ومحاربة الفساد، وتفعيل مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب ووضع حد لسياسة الاحتكار.
سيــــادة مرهونـــة وأمـــن غذائـــي مهـــــدّد
كما طالبت الدولة بالتدخل العاجل لمحاربة تهريب الأموال، وإرجاع تلك المودعة في البنوك الخارجية، والكف عن رهن الاقتصاد بالخارج بدل توجيهه نحو الداخل، وفك الارتباط مع المؤسسات المالية العالمية والاعتماد على الاقتصاد الوطني لتمويل الخزينة العامة، عوض اللجوء إلى المديونية التي أفقدت المملكة سيادتها على ثرواتها وتهدد أمنها الغذائي.
وشدّدت الجمعية على ضرورة دعم فقراء العالم القروي من حيث الاهتمام بقضاياهم عبر توفير ظروف الحياة الكريمة لهم، من خلال توفير البنيات التحتية كالطرقات والمسالك وحفر الآبار وتسهيل الولوج الى القطاعات الاجتماعية وخاصة التعليم والصحة، وتوفير الأعلاف والأسمدة وكل المواد الأولية بأسعار مناسبة، مع العمل على محاربة الاحتكار والمضاربات والوساطات التي تستغل الطبقات الضعيفة من الفلاحين.
ثقــــــــة الأســـــــر تتراجـــــــــع
في السياق، أفادت المندوبية السامية للتخطيط في تقريرها الأخير، بأنه بالموازاة مع ارتفاع معدل التضخم في المغرب واصل مؤشر ثقة الأسر تراجعه، حيث توقعت 76.3 % من الأسر ارتفاع أسعار السلع الغذائية خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، وهي أسعار كانت حاسمة في زيادة التضخم أو انخفاضه. وتتوقع 56.9 % من الأسر، حسب بحث المندوبية، تدهور مستوى معيشتها، وصرّحت حوالي 56 % من الأسر المستطلعة آراؤها من قبل المندوبية السامية للتخطيط، بأنّ إيراداتها تغطي إنفاقها، فيما استنفدت 42.4 % من الأسر مدخراتها أو لجأت إلى الاقتراض.
وقد لاحظت المندوبية السامية للتخطيط في تقرير صادر عنها مؤخرا، حول تطور مستوى المعيشة، أنّ تداعيات التضخم وسنوات الجفاف المتكررة على الرفاه الاجتماعي أدت إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية في المغرب. وأكّدت أنّ مستوى معيشة الفرد، بالأسعار الثابتة، في الفترة ما بين سنتي 2019 و2022 سجل تدهوراً كبيراً، حيث كان له تأثير واضح في الفئات المعوزة.
الكيــان يحاصرهـــم حتـــى المــوت
26 ألف مصاب ومريض بلا علاج بسبب إغلاق المعابر
قال المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان؛ إن أكثر من 26 ألف مصاب ومريض في غزة بحاجة إلى تحويل خارجي عاجل لإنقاذ حياتهم، وإلا فإنهم معرضون لخطر الموت بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع وتدمير المنشآت الصحية.
هناك آلاف المرضى بحاجة للسفر من أجل استكمال علاج، أو تلقي خدمات صحية ضرورية وتأهيلية غير متوفرة في قطاع غزة.
وطالب المرصد في بيان، المجتمع الدولي بـ«الضغط الفعال على الكيان الصهيوني لضمان فتح المعابر، والسماح بسفر آلاف المصابين والمرضى في قطاع غزة، لإنقاذ حياتهم من موت محقق ينتظرهم مع استمرار منعهم من السفر، وعدم توفر إمكانية علاجهم داخل القطاع”.
وذكر المرصد، أن “الاستهداف الصهيوني المنهجي للقطاع الصحي في غزة، تسبب بتدميره، وأخرج غالبية مكوناته عن الخدمة”.وأوضح، أن “سلطات الاحتلال تواصل حصار جرحى ومرضى غزة، وتمنعهم من السفر لتلقي العلاج بعدما دمرت أو أخرجت غالبية المستشفيات في قطاع غزة عن العمل”.وبين “الأورومتوسطي”، أنه “منذ سيطرة الجيش الصهيوني على معبر رفح في 7 ماي الماضي وإغلاقه، توقفت حركة سفر الفلسطينيين، بما في ذلك سفر المصابين والمرضى للعلاج في الخارج وفق الآلية المتبعة، التي كانت تسمح بمرور أعداد قليلة منهم للسفر، بعد إخضاع أسمائهم للفحص الأمني التعسفي”.
وفــــــــــاة 436 مصابـــــــــــا بالسرطـــــــــــان
كما أن الاحتلال طوال الفترة الماضية، لم يسمح لأي من المصابين أو المرضى بالسفر خارج غزة، رغم انهيار المنظومة الطبية في قطاع غزة، وإخراج 34 مستشفى من أصل 36 عن الخدمة في قطاع غزة نتيجة الاستهداف الصهيوني الممنهج، حيث يعمل حاليا عدد قليل من المستشفيات بشكل جزئي، دون توفر أجهزة طبية وأدوية، ومع حالة إنهاك شديد للطواقم الطبية التي بقيت تعمل منذ تسعة أشهر دون راحة.
وأشار إلى أن “سلطات الاحتلال سمحت بسفر 21 مريضا مع عدد من ذويهم في 27 جوان الماضي، عبر معبر كرم أبو سالم بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، في حين بقي أكثر من 12 ألف جريح بحاجة للسفر لإنقاذ حياتهم، إضافة إلى 14 ألف مريض، منهم نحو 10 آلاف مريض سرطان، والبقية أمراض أخرى خطيرة، وهم مهددون بالموت المحدق حال لم يسافروا للعلاج”.
وأفاد مصدر طبي بوفاة 436 مريضا مصابا بالسرطان نتيجة الحصار وعدم توفر العلاج منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
جرائم حرب ضد المرضى والمصابين
وأكد المرصد الحقوقي، أن “ما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم ضد المستشفيات والأشخاص المحميين في قطاع غزة، تشكل جرائم حرب مكتملة الأركان، بالإضافة إلى كونها جرائم ضد الإنسانية، تنفذ في إطار الهجوم العسكري الصهيوني المنهجي والواسع النطاق ضد السكان المدنيين في قطاع غزة”.
وأشار إلى أن “الجيش الصهيوني ينفذ جرائمه ضد مستشفيات القطاع، دون أدنى احترام لقواعد القانون الدولي، وبخاصة القانون الدولي الإنساني، وفي انتهاك صارخ لمبادئ التمييز والتناسبية والضرورة العسكرية وأخذ الاحتياطات اللازمة، وكذلك انتهاك جسيم للحماية الخاصة التي تتمتع بها المستشفيات المدنية والطواقم الطبية، والحماية التي يتمتع بها المدنيون سواء بصفتهم هذه أو كونهم غير مشاركين بشكل مباشر بالأعمال الحربية، وكذلك انتهاك للحماية التي يتمتع بها الجرحى والمرضى، وحظر استهدافهم، حتى لو كانوا من العسكريين”.
نقابــــة الصحافيــــين الفلسطينـــــيين
إعداد الملفات القانونية لمقاضاة الاحتلال
أكدت نقابة الصحافيين الفلسطينيين أن سلطات الاحتلال الصهيوني لا تزال مستمرة في الانتهاكات ضد الصحافيين، بما في ذلك الاستهداف المباشر لهم بالصواريخ في قطاع غزة، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 152 صحافي، منذ بدء الحرب، وقالت إنها أتمت إعداد كامل الملفات القانونية، لمقاضاة قادة الاحتلال.
ذكرت النقابة في بيان أصدرته، أنها وبالتنسيق مع الاتحاد الدولي للصحافيين، تواصل سعيها لمقاضاة الاحتلال ومجرمي الحرب الصهاينة في المحاكم الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، مؤكدة أنها أتمت إعداد كامل الملفات القانونية التي تدين قادة الاحتلال وتكشف حقيقة هذا الاحتلال الإرهابي.
وطالبت بإعلاء الصوت العالمي ضد هذا الإجرام الصهيوني وفضح ما يقوم به بحق الصحافيين واستهدافهم.
ونددت في ذات الوقت باستمرار الاحتلال بارتكاب مجازره بحق الصحافيين الفلسطينيين، والتي كان آخرها المجزرة التي ارتكبها يومي الجمعة والسبت والتي ارتقى خلالها 4 صحافيين. وذكرت أنه بسبب استمرار العدوان والحرب استشهد 152 صحافيا وعاملا في قطاع الاعلام، من بينهم 20 زميلة صحافية، كما اعتقل الاحتلال أكثر من 100 صحافي أوقف منهم 85 صحافيا في محافظات الضفة والقدس وقطاع غزة.وأوضح البيان أنه لا زال هناك 52 منهم رهن الاعتقال، إضافة إلى إصابة عشرات الصحافيين بصواريخ ورصاص الاحتلال.
وأشار إلى استشهاد المئات من عائلات الصحافيين في قطاع غزة، نتيجة القصف الصهيوني لمنازلهم، إضافة لتدمير الاحتلال وإغلاقه لـ86 مؤسسة صحافية وإعلامية في عموم الأراضي الفلسطينية.
وفي تفاصيل الاعتداءات الأخيرة ضد الصحافيين، ذكرت النقابة أن 6 صحافيين استشهدوا في قطاع غزة خلال شهر جوان الماضي.
وأكد التقرير أن هناك تصاعدا في وتيرة استهداف الصحافيين في قطاع غزة والضفة الغربية من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين عبر 127 انتهاكا.
وأشار إلى أن ستة منازل للصحافيين تعرضت للقصف في قطاع غزة، إذ استشهد فيها 5 من أقاربهم.
أعداد المقاومين وتعدد نقاط الهجوم كان سبب الصدمة
تحقيــــــــــق جديــــــــــــد يؤكــــــــــد فشـــــــل الاحتـــــــــــلال فـــــــــــــي التصــــــــــــــــدي لطوفـــــــــــــــــان الأقصــــــــــــــــــــى
قالت مصادر إعلامية صهيونية إن تحقيقا بشأن المعارك التي دارت في مستوطنة “بئيري” أثناء عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023 قدم امس الاثنين لرئيس هيئة أركان جيش الاحتلال.
أوضحت مصادر أن التحقيق يشير إلى أن الجيش الصهيوني فشل في مهمته، ولم ينجح في منع تسلل عناصر حماس إلى الكيبوتس. كما خلص إلى أن الجيش الصهيوني أخفق بسبب كثرة مقاتلي حماس وفتح جبهات في نقاط مختلفة.
ونقلت المصادر الإعلامية عن الجيش قوله إن هذا التحقيق هو جزء من التحقيقات حول تلك الأحداث.
وكان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أعلن مسؤوليته عما حدث في 7 أكتوبر الماضي، وقرر في فيفري المنصرم بدء تحقيقات داخلية في كافة وحدات الجيش.
وفي الأشهر الماضية، قال عديد من المسؤولين الأمنيين والسياسيين الصهاينة، إن ما جرى في ذلك اليوم بمثابة إخفاق أمني وعسكري واستخباري وسياسي صهيوني.
قــــوات الاحتـــلال تتوغـــل جنـــوب غـــزة وتهجّــر آلاف السكــــان
الحصيلـــــة الحقيقيــــة لشهـــــداء غــزة قـــــــد تتجــــــــــاوز 186 ألـــــف شخــــص
بشكل مفاجئ، توغلت قوات الاحتلال الصهيوني فجر أمس في محيط منطقتي الجامعات والصناعة جنوب حي تل الهوى جنوب مدينة غزة، مما أدى إلى حركة نزوح كبيرة. في الأثناء، خلّف قصف الاحتلال على شمال ووسط قطاع غزة شهداء وجرحى ومفقودين. وفي وقت سابق، أكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام أن قدرة المقاومة على القتال والمواجهة باتت أقوى أمام جرائم الكيان، قائلا “كل كتائبنا الـ24 مع كل فصائل المقاومة قاتلت العدو وكسرته بمختلف أرجاء القطاع”.
توغلت القوات الصهيونية فجر أمس الاثنين، بشكل مفاجئ في مناطق واسعة جنوب غربي مدينة غزة تحت غطاء ناري كثيف استهدف طرقات ومنازل ومبان سكنية لأول مرة منذ أكثر من 3 شهور، ما أدى إلى حركة نزوح واسعة لآلاف الفلسطينيين من تلك المناطق باتجاه الأحياء الشمالية الغربية بالمدينة.
وتوغلت آليات عسكرية صهيونية بشكل مفاجئ في حي تل الهوى ومنطقة الصناعة والجامعات والأطراف الجنوبية لحي الرمال بالتزامن مع غطاء ناري كثيف نفذته الطائرات الصهيونية والآليات المدفعية على هذه المناطق ومحيطها.
قصــــف عنيــــف وشهـــــداء كـــثر
وذكر شهود عيان، بأن انفجارات ضخمة وقصف من الطيران الحربي والمدفعية الصهيونية الثقيلة استهدف على مدار ساعات ليل الأحد إلى الاثنين مناطق شرقي ووسط وغربي مدينة غزة وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 3 شهور عندما نفذ جيش الاحتلال عملية عسكرية في مستشفى الشفاء ومحيطها نهاية مارس الماضي.
وحسب مصادر طبية فلسطينية، فإن الغارات الصهيونية استهدفت مبان سكنية وطرقات وشققا سكنية وأسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى في مناطق متفرقة من مدينة غزة، فيما لم تستطع أطقم الإنقاذ والإسعاف التحرك بالمدينة لإنقاذ المصابين وانتشال الشهداء بسبب شدة القصف.
كما استهدفت القوات الصهيونية مناطق متفرقة من مدينة غزة خاصة في محور التوغل الجديد بقنابل دخانية وغازية بشكل كثيف، وفق شهود عيان.
وقال الشهود، إن آلاف الفلسطينيين نزحوا من مناطق جنوب غربي المدينة باتجاه الشمال الغربي وقضوا ليلتهم في الطرقات بدون مأوى.
وتأتي العملية العسكرية الصهيونية غربي مدينة غزة بعد ساعات من طلب جيش الاحتلال من الفلسطينيين بأحياء الشجاعية والتفاح والدرج شرقي مدينة غزة النزوح نحو المناطق الغربية.
نــــــــزوح لا يتوقــــــــــف
ومساء الأحد، أصدر الجيش الصهيوني، أمرا يجبر فيه السكان والنازحين في مناطق بأحياء التفاح والدرج والبلدة القديمة، شرقي مدينة غزة، على إخلاء تلك المناطق والتوجه إلى ما وصفها “المآوي المعروفة” غربي المدينة.
ولم يُذكر بيان الجيش تفاصيل أخرى، ولكنه يُجري اجتياحا بريا في حي الشجاعية، الذي يقع بالقرب من مناطق التفاح والدرج والبلدة القديمة، منذ 27 جوان الماضي، وبدأه بقصف عنيف ومفاجئ استهدف منازل وسكانًا مدنيين، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، بحسب شهود عيان.
استهـــداف متكـــرر لمقــــــرات “أونروا”
في السياق، أعلن الجيش الصهيوني، أمس الاثنين، أنه بدأ هجوما بريا على مدينة غزة، بما في ذلك على مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وقال في بيان: “باشرت قوات الجيش الصهيوني وجهاز الأمن العام (الشاباك) تحت قيادة الفرقة 99، الليلة الماضية، حملة في مدينة غزة بما فيها في مقر الأونروا الذي يقع في المنطقة”.
وزعم الجيش الصهيوني أنه أطلق العملية “نظرًا لورود معلومات استخبارية عن وجود بنى معادية وعناصر من حماس والجهاد الإسلامي”.
حصيلــــــــــــة صادمـــــــــــــة
ذكر خبراء أن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء الحرب الصهيونية المدمرة على قطاع غزة بشكل مباشر أو غير مباشر، قد يفوق 186 ألف شخص.
جاء ذلك في مقال بعنوان “إحصاء الموت في غزة: صعب لكنه ضروري”، نشرته الاثنين مجلة “ دي لانست” إحدى أقدم المجلات الطبية ومقرها في بريطانيا.
المقال حمل توقيع كلّ من رشا الخطيب ومارتن ماكي وسليم يوسف، وأشار إلى أن الرقم المعلن لشهداء غزة بحلول 19 جوان الفائت، هو 37 ألف و396 شخص.
وأضاف أن وزارة الصحة الفلسطينية تواجه صعوبات كبيرة في جمع البيانات بالقطاع، جراء حجم الدمار في المنطقة.
وأوضح أن قرابة 30 بالمائة من الشهداء المعلنين في غزة لم تحدد هوياتهم، لافتا إلى وزارة الصحة الفلسطينية تعلن أعداد الشهداء بشكل مستقل.
وبحسب المقال، فإن 35 بالمائة من مباني غزة تدمرت جراء القصف، وأن أكثر من 10 آلاف شخص لا يزالون تحت الأنقاض.
وتطرق إلى من فقدوا أرواحهم بشكل غير مباشر جراء الهجمات على غزة، مبينا أن أعدادهم كبيرة جدا جراء غياب الإمكانات الطبية والصحية والخدمية والأمنية، فضلا عن شح المياه والطعام.
واستنتج المقال بأن عدد من فقدوا أرواحهم بشكل غير مباشر، يبلغ 3 إلى 15 ضعف من استشهدوا مباشرةً جراء الهجمات الصهيونية.
وشدد على أنه في ضوء هذه المعطيات والظروف السائدة بالقطاع، فإن العدد الحقيقي للشهداء يفوق حتى الآن 186 ألف شخص. ووفقا لهذا، فإن العدد الحقيقي للشهداء، يشكل 7.9 بالمائة من إجمالي سكان غزة البالغ عددهم مليونين و375 ألف و259 نسمة عام 2022، بحسب المقال.
إصابـــــــات واعتقـــــــالات بالضفــــــــة
من ناحية ثانية، شنت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر وصباح أمس الإثنين، حملة اعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وقال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان مشترك أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا)، إن عمليات الاعتقال مست 30 فلسطينيا بينهم أطفال وأسرى سابقون، وتركزت في محافظات رام الله، وجنين، والخليل، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات قلقيلية، وبيت لحم، ونابلس، وأريحا، وطوباس.
المقاومــــــــــــــة بخــــــــير
هذا، وأكد أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن القدرات البشرية للقسام “بخير كبير”، مضيفاً أن المقاومة تمكّنت خلال الحرب الصهيونية على غزة من تجنيد آلاف العناصر الجدد “من صفوف الإسناد، وهناك آلاف آخرون مستعدون وبدافع كبير للالتحاق متى لزم الأمر”.
وقال أبو عبيدة، في كلمة مصورة: “ما زلنا نقاتل في غزة بلا دعم ولا إمداد خارجي بالسلاح والعتاد، وما زال شعبنا يصمد بلا غذاء ولا ماء ولا دواء، وتحت حرب إبادة مجرمة ظالمة”.
ثقافة
اللقاء الوطني السادس للفنون التشكيلية
إجـــــمــــاع عــــلـــــى تـــثـــمــــين مـــــبـــــادرات تــــرقــــــــــيـــــة
الــــفــــن التــــــــشــــكــــيــــلــــي الـــشــــبــــاني
ثمّن فنانون شباب مشاركون في الطبعة السادسة للقاء الوطني للفنون التشكيلية، التي احتضن فعالياتها مركز الترفيه العلمي “رويعي محمد” التابع للقطب الرياضي “الشهيد جبار محمد” لمعسكر، المبادرات الرامية إلى ترقية الفن التشكيلي الشباني.
وفي هذا الصدد أبرز الفنان التشكيلي المنخرط بدار الشباب لبلدية الحراش (الجزائر العاصمة) محمد عثماني في تصريح لـ(وأج) أنه يسجل بارتياح كبير “الاهتمام البالغ الذي يوليه قطاع الشباب والرياضة لمجال الفن التشكيلي، وذلك من خلال تنظيم عديد المعارض والصالونات عبر مختلف ولايات الوطن”، والتي أتاحت له المشاركة فيها، الفرصة للتعريف بإبداعاته الفنية.
وثمّن الفنان مبادرات وزارة الشباب والرياضة المتضمنة استحداث ورشات للتكوين في مجال الفنون التشكيلية بالمرافق الشبانية، وكذا دعم مشاركتهم في تظاهرات وطنية ودولية، ما من شأنه النهوض بالفن التشكيلي الشباني.
ومن جهته، لاحظ الفنان طالم حميد المنخرط بدار الشباب لبلدية الأزهرية (تيسمسيلت) “تحسنا كبيرا” خلال السنوات القليلة الأخيرة، من خلال بروز فنانين تشكيليين موهوبين منخرطين بجمعيات شبانية ودور شباب، وذلك بالنظر للعمل الكبير الذي قام به قطاع الشباب والرياضة في مجال تنظيم المعارض بعديد ولايات الوطن.
كما ثمّن الفنان هامل عبد المحسن من جمعية صناع الإبداع الثقافي لولاية عنابة، مبادرة قطاع الشباب والرياضة، ممثلا بدور الشباب المتمثلة في تسخير فضاءات للفنانين التشكيليين الشباب المبتدئين، لممارسة نشاطهم الإبداعي بمرافقة من فنانين محترفين.
وللإشارة، تميز اليوم الختامي لهذا اللقاء الوطني الذي نظّم تحت شعار “بالفن نرتقي وبتاريخنا نفتخر” بتكريم الفنانين الشباب المشاركين والمساهمين في إنجاح هذا الحدث الثقافي.
وعرفت التظاهرة المنظمة بمبادرة من مديرية الشباب والرياضة بالتنسيق مع الرابطة الولائية للنشاطات الثقافية والعلمية للشباب، مشاركة 81 فنانا شابا منخرطين في دور الشباب وجمعيات شبانية من 27 ولاية.
أسبوع الذاكرة الوطنية ببسكرة
مـــلـــتـــقـــيـــات حـــول المـــســـرح والــطــفــل
والإعــــلام الـــثـــقـــــــافي
تضمّن أسبوع الذاكرة الوطنية الذي أطلقته أكاديمية العلوم والدراسات الاستشرافية، بالشراكة مع مؤسسات قطاع الثقافة والفنون لولاية بسكرة تحت شعار “وطن يحبه ويحميه الجميع.. وطن لا يُستعبد ولا يَضيع”، تنظيم عدة ملتقيات علمية أطرها أساتذة وأكاديميون من مختلف الجامعات عبر الوطن.
إيمان كافي
كشفت رئيسة أكاديمية العلوم والدراسات الاستشرافية البروفيسور نعيمة سعدية من جامعة بسكرة، أن هذه الفعاليات تطرّق من خلالها المتباحثون إلى مسائل مختلفة، ذات صلة بموضوع الحفاظ على الذاكرة الوطنية، حيث عالج المتدخلون موضوعات حول الاتصال بالمجتمع وتشكل القوة في عملية الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وتمثلت في رقمنة التراث الثقافي الجزائري.. واقع وتحديات”، وناقش المشاركون من خلال مداخلاتهم أهمية الذاكرة الوطنية، ودورها في بناء حاضر الأمة ومستقبلها، حيث أجمعوا على ضرورة حماية الذاكرة من الأخطار المحدقة به، من خلال تكوين الباحثين في مجال الرقمنة، والتعاون بين كل الهيئات المختصة، ومن له اطلاع على التراث خاصة اللامادي منه.
كما نظّم بالمناسبة ملتقى حول “أعلام الزيبان بين التحقيق والتدقيق”، بدار الثقافة أحمد رضا حوحو، وملتقى آخر حول “المسرح ودوره في صناعة الوعي بالثورة وتعزيز مقومات الوحدة الوطنية”، تمركزت المداخلات فيه حول تسليط الضوء على المسرح الجزائري والحس الثوري فيه، من أجل تعزيز الهوية الوطنية حفاظا على الذاكرة.
وركز الملتقى الرابع على واقع الإعلام الثقافي الجزائري وتحدياته، وأبرز دور الإعلام السلطة الرابعة في الترويج للهوية ومقومات الأمة حفاظا على الذاكرة الوطنية كذلك، بالإضافة إلى ذلك شكل ملتقى حول أدب الطفل ودوره في الحفاظ على الذاكرة الوطنية – تجارب ونماذج، فرصة مهمة لإبراز أهمية دور الطفل في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، باعتبار أن طفل اليوم هو رجل المستقبل من أجل تحسيسه بحجم المسؤولية، وتوريثه مقومات الذاكرة: الأحداث – الشخصيات ـ العادات والتقاليد وكل ما يرمز للذاكرة، لأن الحفاظ عليها هو مسؤولية الجميع، كما يتطلّب تكاتف الجهود لتحقيق هذا الهدف السامي، كما أكدت البروفيسور نعيمة سعدية.
في عرض بفضاء محمد بن قطاف.. ولد لعروسي يدعو
اســـتـــغـــلال الأرشـــيـــف الـــفـــرنـــــسي المـــتـــعـــلــــق بـــســــــير المـــبـــدعـــــين الجــــزائــــريــــين..
عرض الباحث الطيب ولد العروسي أول أمس بفضاء “محمد بن قطاف” بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، ضمن الندوة التاريخية “مبدعون جزائريون في الأرشيف الفرنسي” شهادات ووثائق لم يدونها التاريخ من قبل، حول محي الدين بشطارزي، مصطفى كاتب، رشيد القسنطيني، والموسيقار إيقربوشن.
فاطمة الوحش
سعى ولد لعروسي خلال مداخلته، إلى تقديم أربع شخصيات من خلال الأرشيف الفرنسي، وهم محي الدين بشطارزي ورشيد قسنطيني ومصطفى كاتب، وأنهى مداخلته بالتطرّق إلى محند ايغيىبوشن، وذلك بعد أن تكلم على مراكز الأرشيف الفرنسي، التي تتوفر على أرشيف خاص بالجزائر.
تناول ولد لعروسي، مصطفى كاتب وبشطارزي من خلال وثائق موجودة في مركز ما وراء البحار في “ايكسون بروفانس” بالقرب من مرسيليا، كما قدّم وثيقة صادرة عن الخدمة العسكرية بتاريخ 1917، مفادها أن بشطارزي لم يؤد الخدمة العسكرية لأن قامته لا تسمح له بذلك، وقد تم تعويضه بشخص آخر.
وتقدم الوثيقة التي عرضها الباحث، نبذة عن حياته وعن ثقافته واهتمامه بالمسرح بعد أن تربى في حي سمح له بالاقتراب من المسجد وكان مقرئا رائعا.
وحسب ولد لعروسي، فإن الوثائق الثلاثة التي قدمها حول مصطفى كاتب فهي من جهات أمنية مختلفة تحت خانة “سري جدا”، تتبع حركات مصطفى كاتب، وميولاته السياسية وثقافته العالية.
أما النموذج الثالث الذي قدمه ولد لعروسي حول رشيد القسنطيني، فهو مقال صدر في جريدة الجزائر الجمهورية عام 1944، أي سنة بعد وفاته، حيث قدّم الكاتب قراءة متميزة حول مسار قسنطيني يصفه فيها بالمبدع المتميز وبالفيلسوف والحكيم.
كما قدّم الباحث في النموذج الرابع، ثلاثة وثائق حول ايقربوشن، وعلاقته بالوصف الفني العالمي، وهي وثائق تصفه بالموسيقي العالمي، وقد أكدت على الاحترام الذي كان يحظى به ضمن كبار الممثلين والمبدعين، وعلى رأسهم “جان غابان” الممثل الفرنسي الشهير.
تناول دراسات علمية وطنية ودولية
عدد جديد من مجلة المجمع الجزائري للغة العربية
أصدر المجمع الجزائري للغة العربية عددا جديدا من مجلته الدولية المحكمة. وتناول هذا العدد جملة من المواضيع، من الشفاهي والكتابي في اللغة العربية، إلى الكتابة والتواصل. وسجّل الشعر حضوره بمقالين دوليين، كما تضمنت المجلة نظرة على راهن معاجم الرياضيات في العالم العربي، ومحاولة لتفسير الظواهر النطقية للحروف المفخمة العربية، عن طريق التحليل الفيزيائي للكلام باستغلال وسائل التكنولوجيا الحديثة والبرمجية الحاسوبية.
أسامة إفراح
صدر مؤخرا العدد السابع والثلاثون من مجلة المجمع الجزائري للغة العربية. وتضمن هذا العدد الجديد، الذي جاء في أكثر من 140 صفحة، ست مقالات أكاديمية، تراوحت مواضيعها بين اللسانيات، والتأويل، واستعمال البرامج الحاسوبية، ودراسة الأسلوب وجماليات البنية اللغوية.
جاء المقال الأول في المجلة تحت عنوان “اللغة العربية الفصحى بين المشافهة والكتابة” لمؤلفه عبد الرزاق عبيد (جامعة الجزائر 2)، ويرى هذا الأخير أن اللغة العربية الفصحى، شأنها شأن جميع اللغات البشرية الطبيعية الأخرى، كانت تتشكّل من لهجات عديدة متقاربة لا تحول دون التبليغ بين أفراد المتحدثين بها مشافهة، ومع مرّ الزمن أخذت تتقلص شفاهيا وتتوسّع كتابيا تاركة المجال للغة عامية هجينة.
وعليه، يواصل عبيد، يتميز المستوى الكتابي بجملة من الخصائص، كما يتميز المستوى الشفاهي بجملة من الخصائص الأخرى، وهو ما أدى إلى قيام كل واحد منهما بوظائف دقيقة في الممارسات التعبيرية. ويستوجب ذلك التنبيه على ضرورة العمل العلمي الدائم لجعل اللغة العربية تتصدّر جميع الوظائف، وتصبح بذلك لغة حيوية تداولية بين جميع أفراد المجموعة اللسانية الناطقة بها.
من جهته، يرى بوجملين لبوخ (جامعة باتنة) في مقاله “الكتابة والتواصل، من دلالة الوضع إلى دلالة الإيحاء”، أن كل تواصل لساني هو محاولة لتأسيس مبدأ إنساني معلّل يسعى إلى إخراج الفرد من عزلته، ودمجه قسرا في شبكة العلاقات الاجتماعية القائمة على الوعي بضرورة الحوار والتعايش.
ومن هذا المنطلق، تبدأ اللغة في ممارسة سلطتها المطلقة في تحديد طبيعة هذا التواصل وتمثلاته حينما تتكفل بتحويل العالم إلى أنساق من المفاهيم، فتنشأ بذلك مراتب المعرفة، وتتبلور الأفكار، وتتحوّل حواراتنا الرتيبة الجافة بفعل النزعة البراغماتية إلى إبداع وفن وثقافة. وعكس تصوراتنا الساذجة لواقع الحياة، فإن علاقاتنا الحقيقية لا يمكنها أن تستمر إلا وفق ما تمليه سلطة الفهم التي تنشأ تبعا لإملاءات مرهونة بالفعل الثقافي المهيمن.
ويلاحظ الباحث أن الألفة الواقعة بين الراهن والمستقبل، ترصعها ثلاثية: الهوية/ اللغة/ الثقافة التي تتجلى بالكتابة، وعليه فالكتابة ليست مسألة صياغة لغوية فحسب، بل طريقة في التفكير والتحليل والوجود، النصي منه على الأقل، إنها شكل حضور الذات في اللغة والفكر، حضور يقوم على التأسيس لتأويل يعتمد الحرية الذاتية للقارئ في بناء النص.
الــــعــــلوم الــــدقــــيــــقــــة في خـــدمــــة الــــلــــغــــة الــــعــــربــــيــــــة
وينقلنا كمال فرات (مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية) إلى مجال آخر في مقاله “تفسير الظواهر النطقية للحروف المفخمة العربية عن طريق التحليل الفيزيائي بالبرمجية الحاسوبية (praat)”، حيث قام الباحث في هذه الدراسة بمحاولة تفسير الظواهر النطقية للحروف المفخمة العربية، عن طريق التحليل الفيزيائي للكلام باستغلال وسائل التكنولوجيا الحديثة والبرمجية الحاسوبية (Praat)، بغية الوصول إلى رأي حول الظاهرة في ضوء الخلافات المتعددة التي تتعلق بالأوضاع والحركات التي تأخذها الأعضاء النطقية أثناء النطق بالحروف المفخمة، فضلاً عن التأثير الصوتي الفيزيائي أو الأكوستيكي الناتج.
ويرى الباحث أن التحليل الفيزيائي للكلام مجال مهم يساعد كثيرا في دراسة وتفسير موضوعي وملموس للظواهر النطقية الخاصة باللغة العربية مثل التفخيم، التشديد، مخارج وصفات الحروف، وغيرها. ويمكن استغلال البرمجيات الحاسوبية في دراسة وتفسير ظواهر التفخيم وغيرها في اللغة العربية، وما ينتج منها من حركات فيزيولوجية أثناء النطق، وقد تساهم بشكل فعّال في موضوعية الدراسات المتعلقة بالصوتيات بتزويد الأخصائيين في الميدان بالعديد من المعطيات الملموسة والدقيقة، على شكل منحنيات طيفية وبيانات رقمية تخرجنا من دائرة التفسيرات النظرية المبنية على الوصف، إلى التفسير الموضوعي المبني على الدليل الملاحظ والتدقيق.
أما أبو بكر خالد سعد الله (المدرسة العليا للأساتذة، القبة) فيتناول في مقاله “الوضع الراهن لـمعاجم الرياضيات في العالم العربي” عرضا لجهود عدد من المجامع العلمية اللغوية، والمؤسسات العربية، وحتى بعض الجهود الفردية، التي رافقت عملية التأليف بالعربية في ميدان الرياضيات لقطاع التعليم العالي في الوطن العربي، واشتغلت على توفير منظومة من المصطلحات في ذلك.
وعرض الباحث أهم ما تميزت به من الخصائص الإيجابية ومن النقائص، معرّجا على أهم الصعوبات التي اعترضت تلك المشاريع، ومحاولا تقديم جملة من اقتراحات الحلول الناجعة لتجاوز هذه الصعوبات.
الــــشــــعــــر.. الحـــاضـــر دومــــــا
إلى الشعر العربي، يأخذنا مقال “أسلوب الإنشاء في مطالع قصائد المعلّقات” للباحث أحمد الأعرج (جامعة دمشق). وتهدف هذه الدراسة إلى تفسير مجيء جملة من الأساليب الطلبية في مطلع المعلقات، وقد عنيت أيضا ببيان أثر هذه الأساليب في ذهن المتلقي، ومدى الاستجابة الحاصلة منه، فعمدت الدراسة إلى تعريف الأساليب الطلبية التي انحصرت في الأمر، والاستفهام، والنداء، وحاولت التماس ما وراء ذلك وتعليله، بتعريف هذه الأساليب الثلاثة وتبيان أهميتها، مع السعي إلى التماس الأسباب التي دعت هؤلاء الشعراء إليها، ومحاولة إيضاح الأغراض البلاغية الناتجة عنها.
ووصلت هذه الدراسة إلى أن لهذه الأساليب أثرها وقوّتها في التأثير بالمتلقي، وشدّ انتباهه، وتشنيف أسماعه، وإثارة خياله.
واختتمت المجلة مقالاتها بمقال “جماليات البنية اللغوية في شعر هند المطيري، دراسة نصية في نماذج مختارة” للباحث باجابر نوير (جامعة أم القرى، مكة المكرمة)، الذي يرى أن الدراسات النقدية العربية قد شهدت، في الثلث الأخير من القرن العشرين، تطورا لافتا على الصعيدين النظري والتطبيقي، بفضل توظيف مناهج نقدية ولغوية غربية، أفاد استثمارها في انفتاح النقد الأدبي على مستويات نصية، وزوايا جمالية لم تكن مكتشفة من قبل، بسبب هيمنة النقد الانطباعي والقراءات التاريخية للنص الأدبي، والنظرة التجزيئية للقصيدة. ولعل توظيف التحليل البنيوي للنص الشعري، والنظر إلى القصيدة بوصفها كلا متكاملا من البنى والأغراض والدلالات أسهم في استكشاف جمالية القصيدة العربية.
وانطلاقا من هذه الرؤية، سعى الباحث من دراسته هذه إلى تحليل نص شعري عربي سعودي بوصفه مثالا للخطاب الأدبي من زاوية جمالية بنيوية، تركز على سماته الأسلوبية وملامح الانسجام النصي متعدّد المستويات.
للتذكير، فإن مجلة المجمع الجزائري للغة العربية مجلة علمية دولية تصدر منذ 2005، ذات وصول مفتوح، وخاضعة لعملية مراجعة النظراء، وهي نصف سنوية تصدر في شهري جوان وديسمبر من كل سنة. وهدف المجلة الرئيس الإسهام في بناء مجتمع المعرفة من خلال توفير منصة للباحثين الوطنيين والدوليين.
الرياضة
الاتحاديــــــة الجزائريـــــــة لكـــــــرة القــــــدم
وهران تستضيف الكأس الوطنية للمواهب الشابة
انطلقت الاثنين بوهران (00 : 19 سا) الطبعة الأولى للكأس الوطنية للمواهب الشابة (مواليد 2010) في كرة القدم، بمشاركة ما لا يقل عن 20 فريقا من 16 ولاية، وفق ما علم لدى المنظمين.
تقام المباراة الافتتاحية لهذه الدورة، المنظمة من طرف المديرية الفنية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بملعب 40 ألف مقعد للمركب الرياضي «ميلود هدفي»، وهو نفس الملعب الذي سيستضيف أيضا المباراة النهائية لهذه التظاهرة المبرمجة يوم الجمعة المقبل، حسب البرنامج الذي أعده المنظمون.
وتمّ توزيع الفرق المشاركة في هذه الدورة، التي تهدف إلى اكتشاف أفضل المواهب الشابة والتي تأتي بعد أسبوعين من دورة مماثلة أقيمت بوهران أيضا وخصصت للمنتخبات أقل من 17 عاما، على أربع مجموعات تضم كل منها خمسة منتخبات.
وتقام مباريات هذه الكأس، وعددها 47 مقابلة، على مستوى خمسة ميادين، وهي ملعب 40 ألف مقعد والميدان الملحق للمركب الرياضي «ميلود هدفي» 1 و2 وميدان القرية المتوسطية وملعب «أحمد زبانة»، كما أشير إليه.
ألعاب القوى – ذوو الاحتياجات الخاصة
أنديــــــة النّخبــــــة وفيّــــــة لتقاليــــــدها
كانت أندية مولودية الجزائر، أوراس تحدي باتنة ومشعل أبطال بئر مراد رايس، مرة أخرى وفية لتقاليدها باستحواذها على المراتب الثلاث الأولى لبطولة الجزائر لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة للموسم 2023-2024، التي احتضنها ملعب المركب الرياضي «ميلود هدفي» بوهران.
أحرزت مولودية الجزائر التي تسيطر، منذ سنوات، على اللقب الوطني بحصولها على 103 ميدالية منها (59 ذهبية و12 فضية)، متقدمة على أوراس تحدي باتنة (53 ميدالية منها 38 ذهبية و8 فضية)، فيما عادت المرتبة الثالثة لمشعل أبطال بئر مراد رايس (31 ميدالية منها 22 ذهبية و6 فضية).
بملعب «ميلود هدفي»، المرفق الرياضي بمواصفاته العالمية، فرضت عناصر المولودية التي تضم عدة دوليين وأبطال عالميين وبارالمبيين، سيطرة مطلقة على المنافسة الوطنية التي سجلت مشاركة 500 رياضي ورياضية يمثلون 72 ناديا.
وبرزت بعض المواهب الشابة على غرار رياضيين نادي بجاية لذوي الاحتياجات الخاصة الذي احتل المركز الرابع برصيد 37 ميدالية منها (19 ذهبية و10 فضيات).
وعن الحدث، أوضح المدرب طاهر صالحي قائلا: «نحن فخورون بإنجازات رياضيينا وباللقب الوطني الذي فزنا به مرة أخرى، لكن حلاوة التتويج هذه السنة لها طعم خاص»، مشيدا بشكل خاص بالمدير الرياضي والمسئول عن فرع رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة في المولوية، الهادي ميهاني، والذي يعود له كل الفضل في تحقيق هذه الانجازات.
واختتمت البطولة الوطنية لوهران لموسم ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة بعد عدة تجمعات وطنية التي كانت بمثابة محطات تحضيرية وتأهيلية للعدائين وحتى الدوليين منهم للبطولة الوطنية.
وتأسّف مدرب فريق باتنة شريف بن موسى عن مردود بعض الحكام الذين لم يستوعبوا بعد، بعض القوانين المسيرة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث اقترح تنظيم يوم تحسيسي وتطبيقي حول قوانين التحكيم المتعلقة بذوي الاحتياجات، قبل إجراء المنافسات القادمة، وقبل كل حدث بارز».
من جهته، أشاد مدير التنظيم الرياضي، آيت سعيد منصور «بالتنظيم اللولجستيكي والفني للبطولة الوطنية بملعب ميلود هدفي، وهو ما شكّل سابقة أولى لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة. وما ميز أيضا الموعد هو حضور مندوب اللجنة البارالمبية الدولية من أجل اعتماد نتائج الرياضيين الذين يتوفرون على إجازة دولية، حيث غادر الوطن بانطباعات مميزة».
نهائــــــــي كــــــــأس رابطـــــــــة كـــــــــــرة القــــــــــدم النّسويــــــــة
أولمبيــــــــــــــــــك أقبـــــــــــــــــــــــو يطيـــــــــح بشبـــــــــــاب بلـــــــــــوزداد ويتـــــــــــوّج باللّقــــــــــــب
توّج فريق أولمبيك أقبو بكأس رابطة كرة القدم النسوية (أكابر)، عقب فوزه أمام شباب بلوزداد بنتيجة 4-2 (الشوط الأول: 4-1)، في النهائي الذي جرى بملعب سالم مبروكي بالرويبة.
سجّلت لأولمبيك أقبو كل من وسيلة علوش (د30 ود45+2)، نادية إيوانوغن (د45) وجميلة بن عيسى (د45 عبر ضربة جزاء)، بينما جاءت ثنائية شباب بلوزداد عبر اللاعبة مونيا حوحاش (د5 ود66 عبر ضربة جزاء).
وكان أولمبيك أقبو قد تأهل للنهائي على حساب نادي الخروب (3-0)، بينما تأهل شباب بلوزداد عقب فوزه أمام نادي الجزائر الوسطى (2-0).
وبفضل هذا اللقب، يكون أولمبيك أقبو قد حقق الثلاثية هذا الموسم، عقب تتويجه بلقب البطولة المحلية ثم كأس الجزائر أمام شباب قسنطينة (0-0 / 5-4 بركلات الترجيح).
ومعلوم أن لاعبات المدرب ندير معدسي قد انهزمن هذا الموسم في مقابلة واحدة فقط في كل المنافسات.
وسيمثل نادي أقبو، الجزائر في الدورة التأهيلية (المنطقة الأولى) لرابطة أبطال افريقيا النسوية، المقررة من 22 إلى 31 أوت المقبل بالجزائر، بالإضافة إلى أولمبيك أقبو، ستعرف هذه الدورة مشاركة كل من جمعية سوسة (تونس)، نادي توت عنخ آمون (مصر) ونادي فار (المغرب).
البطولة العربية لألعاب القوى لأقل من 23 سنة بمصر
ثلاثــــــــــــــــة ميداليــــــــــــــات ذهبيــــــــــــة فــــــي اليــــــــوم الأوّل مــــــن المنافســـــة
نالت الجزائر 03 ميداليات ذهبية خلال اليوم الثاني من البطولة العربية لألعاب القوى لفئة أقل من 23 سنة المقامة حاليا بمصر.
أهدى العداء إسماعيل بن حمودة الجزائر، الميدالية الذهبية الأولى في البطولة العربية لأقل من 23 سنة الجارية حاليا بالإسماعيلية (مصر)، عقب فوزه بسباق 10.000 م/ مشي بملعب قناة السويس في افتتاح اليوم الثاني من المنافسة.واكتفى زميله عبد النور عامر في نفس السباق بالمرتبة الرابعة.
وأهدت العداءة الجزائرية هامل رحيل، الميدالية الذهبية الثانية للجزائر خلال البطولة العربية عقب فوزها بسباق 100م/حواجز (سيدات)، وأحرز مختص المسافات نصف الطويلة، هيثم شنيتف في سباق 1500 م ذهبية السباق.
وبالإضافة إلى ذلك، نالت الجزائر ميداليتين برونزيتين، من نصيب ملاك فرتوني في سباق 400م (سيدات) وغنية رزيق في سباق 1500م ( سيدات).
وحصدت الجزائر مؤقتا، ما مجموعه ثماني ميداليات: ثلاث ذهبيات وخمس برونزيات، نصفها حققت خلال اليوم الأول من المنافسات بدء بالعداءة مليسة تولوم في مسابقة 10 آلاف م / مشي، وسام سويسي وأمين محيون، تواليا في رمي الرمح (سيدات) والوثب العالي (رجال)، في الوقت الذي تأهل فيه العداء آدم بن يعيش إلى نهائي 100م ( رجال)، بعد فوزه في السباق بتوقيت 10ثا و50 ج.م.
ويشارك 22 رياضيا جزائريا في البطولة العربية لأقل من 23 سنة، بهدف تحقيق أحسن تمثيل لبلدهم والسعي لجمع اكبر عدد من الميداليات.والمشاركون الجزائريون المتبقون في موعد مصر هم: ليما ماريا ( 4 مرات 400م)، لينا بن نيبوش (رمي الجلة)، رقية مويسي (800م و1500م)، ملاك بلهادي (100/ حواجز)، دارين هديل رزيق ( القفز العالي )، وصال حركاس ( الوثب الثلاثي) عند السيدات.
وعند الذكور، أنس جايحي (3000 م موانع)،محمد اسكندر بحبوح ( القرص)، لؤي العمراوي (الوثب الطويل)، محمد سيف الدين حفصي (800م)، عبد الرحمان جابر (القفز العالي) واحمد أيوب بن نعجة (الوثب الثلاثي)، لدى الرجال.
الدور ربع النّهائي لكأس الجزائر 2024 لكرة اليد (رجال)
شبيبــــــــــــــــــة سكيكـــــــــــــــــــدة آخـــر متأهّـــل للمربّــع الذّهبــي
كان نادي شبيبة سكيكدة آخر متأهل للدور نصف النهائي لكأس الجزائر لكرة اليد (رجال) بعد فوزه على شباب برج بوعريريج، بنتيجة (38-35 بعد الوقت الإضافي)، الوقت الرسمي (29-29 الشوط الأول: 14-18) في مباراة مؤجلة عن الدور ربع النهائي جمعت بينهما بقاعة شلغوم العيد.
يلتحق نادي شباب سكيكدة في الدور ما قبل النهائي، بأندية: م.برج بوعريريج، اتحاد ورقلة وأولمبي الوادي. وسيجري الدور نصف النهائي يوم الأربعاء 10 جويلية بينما برمجت المباراة النهائية يوم السبت 13 جويلية.
تسوية الدور ربع النهائي:
شبيبة سكيكدة – شباب برج بوعريريج (38-35 بعد الوقت الإضافي)
مباريات لعبت:
م – برج بوعريريج – م. أولاد تليلات 28-23
اتحاد ورقلة – جمعية بئر مراد رايس 31-30
أولمبي الوادي – أمل بريكة 35-29
الدور نصف النهائي / الأربعاء 10 جويلية:
شبيبة سكيكدة – أولمبي الوادي
م – برج بوعريريج – اتحاد ورقلة
الدور النهائي/ يوم السبت 13 جويلية.
جدّد عقده مع مولودية الجزائر إلى غاية عام 2025
بوميل: كانت إرادتي وإرادة المسيّرين وعلينا مواصلة التألق محليّا وقاريّا
جدّدت إدارة فريق مولودية الجزائر رسميا عقد مدربها الفرنسي أمير بوميل لموسم إضافي حتى عام 2025 بعد نجاحه في قيادة الفريق للتتويج بلقب الرابطة المحترفة وتنشيط نهائي كأس الجزائر أمام شباب بلوزداد، الذي خسره الفريق بنتيجة هدف دون رد.
عزيز – ب
قال المدرب الفرنسي في تصريح لموقع النادي العاصمي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»: «أنا جد سعيد بهذا التجديد، كانت إرادتي الشخصية وإرادة المسيرين أنا هنا للموسم الثالث على التوالي، حققنا سنة مميزة للغاية بالتتويج بلقب البطولة بعد 14 سنة من الغياب، علينا التطور ومواصلة المغامرة والتألق مرة أخرى، الموسم الأول لم يكن موفقا، حيث احتلينا المركز الثالث، الموسم الثاني كان جيدا بالتتويج بلقب البطولة، وبلوغ نهائي كأس الجمهورية وهذا ليس أمرا سهلا».
علينــــــــــــــــا تفـــــــــــــــادي الغـــــــــــــــرور
ومواصلــــة العمـــل بكــــل احترافيـــة
وأضاف المدرب السابق للمنتخب الإيفواري في كان 2021: «موسم 2024-2025 سيكون مميزا للغاية، سنلعب على 4 أهداف رئيسية، الدفاع عن لقب البطولة، الذهاب بعيدا في الكأس، نهائي الكأس الممتازة وكذا رابطة أبطال إفريقيا، علينا أن ننضج كمجموعة ونظهر جيدا وأن نكون طموحين، أدينا موسما مميزا ورائعا، لعبنا مباراة بمباراة، شيء مميز إنهاء الموسم بطلا، وذلك قبل شهر كامل من نهاية البطولة لا يجب أن ننسى ذلك، علينا تفادي الغرور ووضع الأرجل على الأرض، ومواصلة العمل بانسجام، هذا محفز، والأرقام كانت كلها في صالحنا، أحسن هجوم، أحسن دفاع، أحسن هداف، أحسن ممرر، لقد أدينا المهمة إن صح التعبير».
منافسة رابطة أبطال إفريقيا لن تكون سهلة
وعن تجديد العهد مع رابطة أبطال إفريقيا، أشار ذات المتحدث: «من حق أنصار المولودية البحث عن التألق قاريا، أعرف جيدا المنافسة وكذا القارة علينا التطور والتحضير جيدا لها لن تكون الأمور سهلة بتاتا، سيما من ناحية التنقلات، الأجواء المناخية من حرارة ورطوبة وعلينا التركيز على العمل اللوجستيكي، قبل التنقل، وهو ما أصر عليه لنكون في أتم الاستعداد، لدينا ملعب رائع ووسائل العمل والكرة في مرمى الطاقم الفني وكذا اللاعبين».
ملعــــــــــب علـــــــي لابوانــــــــت تحفــــــــــة
وبخصوص الملعب الجديد علي لابوانت بالدويرة والذي دشنه مؤخرا رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أوضح بوميل: «المشروع رائع والملعب تحفة سيساعدنا كثيرا على احترافية النادي، والتتويج بالبطولة هو ثمرة البداية وأمنيتي أن نكون من بين أكبر النوادي في القارة السمراء على غرار نادي الأهلي المصري، نادي القرن بالنظر للألقاب الإفريقية الكثيرة التي توج بها في المواسم الأخيرة، فالاستقرار والإستمرارية مهمان في نجاح أي مشروع».
ووجّه مدرب العميد في الأخير كلمة شكر للأنصار، قال فيها: «التيار يمر جيدا بيننا وبين الأنصار، ما فعلوه في المدرجات كان شيئا رائعا للغاية، وهي من نقاط قوة مولودية الجزائر هذا الموسم، وسنحاول مواصلة التألق بدعمهم سواء محليا أو قاريا».
عبـــد الرؤوف بــــن غيــــث (لاعـــــب شبـــــاب بلــــوزداد) لــــ «الشعـــب»:
التّتويج بالكأس سيعـــــزّز ثقتنــــا للظّهـــــــور بشكل أفضل في المنافسة القارية
كشف عبد الرؤوف بن غيث لاعب شباب بلوزداد في تصريح لـ «الشعب»، أنّ التتويج بلقب كأس الجمهورية على حساب مولودية الجزائر، سيفتح شهية الفريق من أجل الدخول الجيد في منافسة رابطة أبطال إفريقيا التي سيشارك فيها النادي بحكم أنه أنهى الموسم في الوصافة.
عمار حميسي
تصوير: محمد آيت قاسي
أثنى بن غيث على مردود زملائه خلال المباراة النهائية، التي وصفها بأنها كانت صعبة بسبب مواجهة فريق قوي نجح في الفوز بالبطولة، عن جدارة واستحقاق، وهو الأمر الذي جعل من المواجهة صعبة، إلا أن الفريق حسبه كان حاضرا من كل النواحي ونجح في رفع الرهان من خلال الفوز.
بن غيث أهدى الانتصار إلى مناصري الفريق الذين ساندوا النادي طيلة الموسم، وهو الأمر الذي يجعل من الضروري حسبه شكر المناصرين، كما أكد أن الفريق سيظهر بمستوى أفضل بكثير خلال الموسم المقبل وسيكون حاضرا بقوة في المنافسات التي سيشارك فيها.
يسعى نادي شباب بلوزداد لتحقيق حلم الأنصار، من خلال المنافسة بقوة على اللقب القاري خلال الموسم المقبل، وهو الأمر الذي أكده بن غيث قائلا: «طموح الأنصار برغبتهم في رؤية الفريق ينافس على المنافسة القارية مشروع، ولكنه لن يكون بالصدفة ويتطلب عملا كبيرا، ومن جهتنا كلاعبين سنحتفل باللقب وبعدها نذهب في عطلة، إلا أن إدارة الفريق ستستمر في العمل من خلال تدعيم التشكيلة بلاعبين قادرين على منح الإضافة ورفع مستوى المنافسة، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا على مستوى الفريق وبالتالي مع التحضير الجيد، يمكننا تحقيق نتائج أفضل من التي حققناها على مستوى المنافسة القارية خلال الموسم المقبل».
المواجهة النهائية لم تكن سهلة حسب بن غيث، الذي قال «كنا ندرك أن المباراة النهائية لن تكون سهلة لعدة اعتبارات، أهمها قوة المنافس فلا يخفى على أنه نجح في الفوز بلقب البطولة، بعد فترة طويلة، وهذا التتويج جاء عن جدارة واستحقاق وبعد سلسلة من النتائج الإيجابية والاستقرار، وبداية المباراة كانت صعبة بالنسبة لنا خاصة أن المنافس لعب متقدما وهو ما صعب من المأمورية، إلا أن الأمور تحسنت رويدا رويدا بفضل دعم الأنصار وزاد الهدف الذي سجلناه من ثقتنا في أنفسنا، وجعلنا نتيقن أن التتويج اقترب أكثر من أي وقت مضى ونجحنا فيما بعد في الحفاظ على النتيجة إلى النهاية».
بن غيث وجّه رسالة خاصة للأنصار حيث قال «الفريق سيكون أقوى بكثير خلال الموسم المقبل، وهو الأمر الذي سيلاحظه الأنصار بفضل التدعيمات التي ستقوم بها الإدارة خلال فترة الانتقالات الصيفية، إضافة إلى فترة التحضير التي ستكون في المستوى حيث سنعمل على الظهور بمستوى أفضل بكثير من الذي ظهرنا به هذا الموسم، الذي كان متقلبا ومستوى الفريق لم يكن ثابتا، واختلف من صعود تارة وهبوط تارة أخرى، إلا أن الأكيد أن الموسم المقبل ستكون الأمور مختلفة، وكلاعبين سنعمل على التحضير الجيد لتصحيح أخطاء هذا الموسم خاصة على مستوى البطولة، حيث لم نظهر بالشكل الجيد خلال مرحلة الذهاب، وتغيرت الأمور خلال مرحلة العودة والفريق نجح في رفع التحدي وإنهاء الموسم في الوصافة».
ملتقــى السّلسلــة الذّهبيـــة بهولنـــدا لألعـــاب القـــوى
ياســــــــر تريكـــــــــي يفتك الفضية في الوثب الثلاثي
حقّق الجزائري ياسر محمد طاهر تريكي الميدالية الفضية في اختصاص الوثب الثلاثي الأحد، ضمن ملتقى السلسلة الذهبية بمدينة هانغيلو الهولندية.
حقق عداء فريق شباب بلوزداد وثبة تقدر بـ 17 مترا و7 سنتمترات، وراء بطل العالم البوركينابي فابريس هوغ زونغو، الفائز بالمسابقة بـ 17 مترا و57 سنتمترا، في الوقت الذي جاء فيه الألماني ماكس هيس ثالثا بوثبة تقدر بـ 17 مترا و3 سنتمترات.
وتدخل هذه المنافسة ضمن برنامج تحضيرات تريكي تحسبا للألعاب الاولمبية الصيفية، المقررة من 26 جويلية إلى غاية 11 أوت بباريس الفرنسية.
الــــــــــــــدّوري الماســـــــــــي جولــــــــــة باريــــــــــــس 2024
سجاتي يحقّق ثالث أفضل توقيت في تاريخ سباقات 800 متر
حقّق جمال سجاتي أفضل توقيت عالمي في هذه السنة، وثالث أفضل توقيت في تاريخ سباقات 800 متر، جاء ذلك بعدما قطع المسافة في توقيت 1:41:56 دقيقة ضمن الدوري الماسي مرحلة باريس، وتفوق على منافسه المباشر الكيني وانيوني بفارق 2 جزء من المائة، ليكتب بذلك العداء الجزائري اسمه بأحرف من ذهب في قائمة أفضل الأسماء العالمية في هذا الاختصاص قبل أيام قليلة عن الحدث الأولمبي.
نبيلة بوقرين
سجاتي حقق توقيتا قياسيا وطنيا جديدا بعدما كان أفضل توقيت وطني بحوزة توفيق مخلوفي بـ 1:42:61 دقيقة، أما بالنسبة للصعيد العالمي يتواجد ابن الجزائر في المرتبة الثالثة بأفضل توقيت خلف كل من الكيني روديشا بـ 1:40:91 دقيقة، والدانماركي بـ 1:41:11 دقيقة، ما يجعل طموحات العداء الجزائري ترتفع أكثر لتحقيق الهدف المباشر له خلال السنة الحالية، والمتمثل في الظفر بميدالية أولمبية بباريس التي ستكون من 26 جويلية إلى 11 أوت 2024.
الجولة الثامنة لملتقيات الدوري الماسي التي جرت بباريس كانت محطة تجريبية تسبق الألعاب الأولمبية، حيث تنافس العداءين على نفس المضمار الذي سيشهد على تتويج أسماء جديدة باللقب الأولمبي، بدليل مشاركة أفضل العدائين المرشحين لتنشيط النهائي الأولمبي أبرزهم الكيني وانيوني، حيث استغل سجاتي الفرصة وكان في الموعد من خلال تسيير السباق كما يجب، وخرج في الوقت المناسب من بين الجميع لينصب نفسه بطلا بعد تحقيق أفضل توقيت للسنة الحالية في انتظار تكرار النتيجة في الحدث الأولمبي.سجاتي الذي يحضّر بجدية للألعاب الأولمبية باريس رفقة مدربه عمار بنيدة هذا الأخير يملك الخبرة اللازمة من أجل بلوغ الهدف الأساسي، حيث سيكون التركيز على الاسترجاع لانه جد مهم في هذه الفترة لتفادي الإصابات، وفي نفس الوقت التحضير النفسي الذي يعتبر أفضل عامل للدخول بقوة في جو المنافسة الأولمبية، لأنّ سجاتي ضمن القائمة المعول عليها للصعود لمنصة التتويج وإعلاء الراية الوطنية في سماء باريس، خاصة أن العداء الجزائري سيكون على موعد مع آخر مرحلة من منافسات الدوري الماسي بموناكو يوم 11 جويلية الجاري، والتي يطمح خلالها تحقيق نتيجة افضل ستكون بمثابة دافع معنوي كبير.سيعمل سجاتي على تفادي الاحتكاك في مرحلة موناكو، حيث سيسير السباق بذكاء لتفادي الإصابة، خاصة أنه لم يبق يفصلنا عن الأولمبياد سوى أيام معدودة، ولهذا فإن الحذر مطلوب لأن سجاتي عرف مساره منحى تصاعديا منذ شهر ماي الماضي، ولهذا فهو ليس بحاجة لإثبات امكانيته، وعليه التركيز فقط على لياقته، بدليل أنه حقق في محطة ستوكهولم توقيت 1:43:23، وحاليا هو يملك رقم 1:41:56.
صوت الأسير
تــــــــآكـــــــل الــــــــــردع
بقلم: الكاتب والباحث:
محمود النادي
منذ بداية الآلفية الثانية، خاض العدو عدة حروب ضد المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان، وأثبت تكرارها وازدياد حدتها ووحشيتها. أن العدو كان يفشل في كل مرة، فلو أنه انتصر في الحرب الأولى أو حتى حقق جزءًا استراتيجيًا من أهدافه لما أعاد عملياته في نفس المناطق بوتيرة أعلى وبحدة متصاعدة.
اليوم سأستعين بأمثلة من الواقع لتبين أن الردع تآكل وازداد في التآكل في كل حرب خاضها العدو ضد المقاومة في أي مكان، وأنه بغض النظر عن الخسائر المادية والبشرية الكبيرة التي تكبدها شعبنا دائماً، خرجت المقاومة في كل مرة أكثر إصرارًا وقوة من سابقاتها، وبذلك كانت تبطل كل تأثيرات هذه الحروب وتجعلها لحظية تصلح للاستهلاك الداخلي عند العدو، وليٌصدر كل رئيس حكومة نفسه على أنه المنقذ وأبو الردع، ليظهر مع الوقت عكس ذلك تمامًا. لنبدأ بمخيم جنين، مخيم صغير في الضفة الغربية المتحكم بها من قبل العدو. هذه المنطقة المقسمة لكانتونات، والتي يصول العدو ويجول بها بفضل اتفاقيات وتنسيقات تعطيه كل الأريحية ليعربد دون مسائلة. شنّ العدو عليه حملة جنونية في بداية الألفية الثانية، ودمر وقتل عددًا من القادة والمقاتلين الموجودين في المخيم، ظنًا منه أن هذا المخيم الصغير لن يعود إلى الواجهة مجددًا. لكنه اضطر بعد قرابة 21 عامًا ليعود إلى نقطة البداية، بعد أن ساهم تطرفه في إنتاج جيل أكثر حبًا للثأر وأكثر خطرًا وتنظيمًا من سلفه. حتى بعد هذه العملية الثانية التي دمرت أجزاء كبيرة من المخيم الصغير، أصبحت المقاومة أقوى وأكثر نجاعة. والعملية الأخيرة التي أسفرت عن قتل وجرح ما يقارب 18 جنديًا، استٌخدمت بها طرقًا جديدة ومبتكرة، تثبت أن أي من أهداف العدو لن يتحقق بالقوة، بل أن المقاومة ستنهض مجددًا بغضون أسابيع بعد انسحاب العدو من أي منطقة، ولتعود لما اعتادت عليه من عمليات واستهدافات لجنود العدو.
وفي جنوب لبنان نرى أنموذجًا مشابهًا، رغم تفاوت موازين القوى بين فلسطين المحتلة المحاصرة وبين جنوب لبنان والمقاومة اللبنانية التي تملك كل الأريحية لتطوير قدراتها، من خلال امتلاكها منافذ بحرية وبرية تتيح لها استقبال كل صنوف الدعم. إلا أن العدو أمعن في التدمير في حرب تموز، وقتل الآلاف ودمر نصف لبنان من أجل جنديين تمّ اختطافهم، ليرسخ عقيدة الخوف في قلوب اللبنانيين، ويعيد الردع بمبدأ مالا يسترد بالقوة، يسترد بمزيد من القوة. إلا أن المقاومة خرجت أقوى من الحرب، وها هو العدو بعد 17 عامًا من تموز 2006، يواجه خطرًا وجوديًا في الشمال منذ 9 أشهر، وليس لديه الجرأة لاتخاذ قرار الحرب، رغم أن الجليل الأعلى تحول إلى هدف يومي للمقاومة، ومدنًا كـ«كريات شمونة” أصبحت تشعر أنها خارج حسابات نتنياهو السياسية، حيث يتركها لمصيرها تحت ضربات المقاومة، التي خاضت حرب عقول قبل أن تكون حرب عسكرية، من خلال الاستنزاف التدريجي للعدو، وتدميرها لكل عيون الرصد على طول الحدود، من أبراج وكاميرات مراقبة، وصولًا إلى قاعدة “ميرون” التي باتت وجهة مفضلة للطائرات المسيرة، التي تأتيها من كل حدب وصوب، وتٌدمر ما تٌدمر، وسط صمت وتعتيم مطبق من طرف العدو. وكل ما حاول العدو التهديد، أسكتته المقاومة بأسلوبها، ولعل فيديو “الهدهد” الذي قدم للعالم جزءًا من ما تخبأه المقاومة للعدو، أكبر تهديد وتطور في مسار الحرب طيلة العشر شهور الماضية. فالفيديو أظهر حيفا كاملة، بما يشمل خليجها ومناطق حيوية في الكريوت، ومواقع عسكرية بتفاصيل دقيقة، لا يبدو أنها نتيجة طلعة واحدة، بل عدة طلعات نتج عنها تسجيلات طويلة، اقتُصَّ منها هذه المقدمة التي تم نشرها، والتي تزيد من مخاوف الجبهة الداخلية والفشل الاستخباري. كما أن تصريحات الأمين العام حملت نبرة جديدة من التصعيد، كان ملخصها أن المعادلة تغيرت، صحيح أن العدو قادر على تدمير جنوب لبنان، لكننا لسنا في عام 2006، كما سيدمرون سندمر، ولعلّ المناطق التي ظهرت في الفيديو بعضًا من بنك أهداف المقاومة المحتملة في حال التصعيد المفتوح. ولم يكتفِ بذلك، بل طالت التهديدات قبرص، التي تبعد 200 ميلاً عن لبنان، في حالة التواطؤ مع العدو. والقيادة العسكرية للعدو حذرت من عملية واسعة في لبنان كونها ستجر الويلات للصهاينة وباتت عودة المقاومة خلف الليطاني حلم بعد ماكان العدو يصول ويجول في هذه المنطقة قبل 16 عاما فقط، ولكنهم يدركون أن المعادلة تغيرت وأن السهل الساحلي الذي يتمركز فيه معظم سكان الكيان سيكون تحت النار ومن دون أسقف، ما سيشل دولة الكيان تماماً في أي مواجهة.
وأخيراً، غزة وحروبها المتكررة، التي يميزها أن كل حرب كانت أسوأ من سابقاتها، واستخدم فيها العدو أسلحة أكثر، ومدتها ازدادت، ولكنها لم تحقق أي هدف. فالحروب المتكررة في 2006، 2008، 2012، 2014، 2018، 2021، وطوفان الأقصى، كانت شاهدة على إجرام العدو ووحشيته في غزة، إلا أنها لم تغير الوضع قيد أنملة، وإلا لم يكونوا ليخفقوا في 7 أكتوبر. بعد تبيين كل هذا، يحق للفلسطيني الأمل المنطقي بالتحرير، رغم الخسائر الفادحة، لأن العدو كل مرة يخوض حربًا أعتى من سابقاتها، ويستخدم فيها قوة أكبر، لمدة أطول، بخسائر أكبر، ما يضع ضغطًا مهولًا على قياداته العسكرية والسياسية. فعسكريًا، الخسارة بعد أسبوع من استخدام لواء أقل وطأة من أختها بعد 9 أشهر، وباستخدام 9 فرق عسكرية، وقس على ذلك كافة الجوانب، من اقتصادية ومادية وبشرية.
واليوم في طوفان الأقصى، يصنع العدو جيلًا أقسى وأصلب من كل الأجيال السابقة. فإيقان الفلسطيني بحقيقة أنه مستهدف في كل الحالات، بل أكثر، إن كان أعزل سيدفعه لخيار المقاومة بشكل أكبر، ويزيد من إيمانه بفكرتها. إذاً، الفلسطيني يتحمل هذه الضغوطات ليدافع عن عرضه وأهله، ويطالب بالثأر بشدة أكبر. أما بخصوص المقاومة، فقد حققت إنجازات كبيرة بالرغم من قلة الموارد، وفاجأت الصديق قبل العدو، مما جعلها طرفاً استراتيجياً في المنطقة وزاد ثقلها ودورها، وزادت ثقة حلفائها بها بعد هذه البسالة والإنجازات. وما يجوب الأوساط الأدبية من حالة وهن، فهي نتيجة للخسائر البشرية والمادية الكبيرة، التي لا يمكن إغفالها أبدًا. ولكن اليوم، ولأول مرة، تقدم هذه الخسائر في سبيل شيء ملموس. فالاعتراف الدولي المتسارع بفلسطين، والقرارات الأممية، والتصعيد العالمي، تثبت أن الفلسطيني أعاد تصدير قضيته وأوصل رسالته بشكل واضح للقريب قبل البعيد. إنه حقيقة لا يمكن القفز فوقها، لا بالتطبيع ولا بغيره، وأنه لا يمكن الوصول إلى أي شيء دون أن تكون كلمة الفصل له. فالفلسطيني بتضحياته وخبرته واستبساله، ينسج مستقبله ووطنه، الذي ضاع بسبب التخاذل وغيره.
ضــــرب وعـــزل وتــقــيــيــد وتــنــكــيــــل ..
الأســـــــيرات في “ســــجــــن الــــدامـــــــون”.. حياة مأساوية
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير لها، ان المعتقلات في سجن “الدامون” يواجهن ظروفا صعبة، جراء تعرضهن لتنكيل وتعذيب ممنهج.
أوضحت الهيئة ووفقا لزيارة محاميتها، أن الأسيرات يعشن في حالة عزلة وتفرد، إذ يتعرضن لأقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي اضافة إلى عزلهن عن العالم الخارجي بسبب سحب أجهزة التلفاز والراديو ومنع الصحف بكافة أنواعها من الدخول إليهن. وبينت الهيئة، أن العقوبات التي فُرضت على المعتقلين منذ بدء العدوان على قطاع غزة، طالت الأسيرات بكل تفاصيلها ووحشيتها، ومن أبرزها تقليل كميات الطعام إلى أقل من الحد الأدنى، وإغلاق الكانتينا، ومنع زيارات الأهل، والنقص في الملابس والأغطية، ومواد التنظيف، إضافة الى تحديد ساعات الفورة والاستحمام. وأشارت الهيئة في بيانها، إلى أن إدارة سجون الاحتلال مارست الضرب والتعذيب بحق أسيرات الدامون، وتتعمد تقييد أيديهن وأرجلهن وتعصيب أعينهن بشكل وحشي خلال استجوابهن أو خروجهن إلى العيادة أو لزيارة المحامي. وندّدت الهيئة في خطورة هذه الممارسات كما دعت المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية للقيام بواجبها على أكمل وجه من أجل إنقاذ حياة الأسيرات وعدم تركهن فريسة لهذا الإجرام المنظم والذي يتصاعد يوماً بعد يوم دون حسيب أو رقيب.
من يُنقذ الأسير الفلسطيني؟
بقلم : عبد الله توفيق كنعان
فطرت النفس البشرية على احترام الكرامة الانسانية وعدم تعرضها للأذى، من هنا جاءت الشرائع الدينية والتشريعات الوضعية ترفض بل تجرم التعذيب، وقد عرفته المحكمة الجنائية الدولية بأنه: “تعمّد إلحاق الألم الشديد أو المعاناة الشديدة، جسدياً أو عقلياً، فعلاً أو إهمالاً، من أجل الحصول على معلومات أو اعترافات، أو كعقوبة، أو ترويع، وإكراه للضحية أو لشخص آخر، أو كتمييز ضد الضحية أو شخص آخر، وعلى أي أساس كان”.
نصت القاعدة (90) من القانون الدولي الانساني: “يحظر التعذيب، والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية، والاعتداء على الكرامة الشخصية، وعلى الأخص المعاملة المهينة والحاطّة بالكرامة”. من هنا جاءت صياغة الكثير من القرارات الدولية الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة في العديد من القضايا والنزاعات الدولية ترفض قطعياً أي إجراءات أو ممارسات تنطوي على التعذيب، وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم (149/52) عام 1997م، القاضي بإعلان تاريخ 26 حزيران من كل عام (اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب)، بهدف القضاء على التعذيب والمضي قدماً بتطبيق دولي شامل لاتفاقية مناهضة التعذيب المعتمدة من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1984م والجاري تنفيذها لاحقاً ابتداء من عام 1987م. والسؤال المشروع اليوم وفي ظلّ ما نشاهده يومياً في وسائل الإعلام ومنذ عقود من جرائم بشعة يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، من ينقذ المعتقل والأسير والمدني الأعزل الفلسطيني من التعذيب؟، كيف للعالم اليوم الصمت أمام مشاهد بثها الإعلام مؤخراً من إطلاق كلب بوليسي متوحش على مسنّة فلسطينية في مخيم جباليا؟، ومن الطفل الفلسطيني المقدسي أحمد مناصرة الذي بدت على وجهه الشاحب معاناة وقسوة التعذيب؟
تشير إحصائيات المؤسسات القانونية المعنية بالأسرى الفلسطينيين ومنها مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية شهر نيسان عام 2024م حوالي 9300 أسير فلسطيني، بمن فيهم أسرى مدينة القدس، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم إفصاح الاحتلال الصهيوني عن أعداد كبيرة من المعتقلين في قطاع غزة المحتل والضفة الغربية بعد السابع من اكتوبر لعام 2023م ( طوفان الأقصى)، حيث تبدأ معاناة الأسرى باعتقالهم الشرس المترافق مع الضرب والشتائم والإهانات ومنع الاتصال بالأهل أو المحامي (فترة 60 يوماً من لحظة الاعتقال وتجدد لاحقاً)، والحبس الانفرادي وما يعرف بالشبح وهو تكبيل يدي المعتقل خلف ظهره على كرسي وتثبيت رجليه بالأرض ووضعيات أخرى عديدة يتفنن السجّان الصهيوني بابتكارها، إلى جانب الحرمان من الطعام والنوم والنظافة وصولاً للتهديد بالقتل وتمديد فترات السجن والاعتقال دون وجود أدلة تثبت التهم المزعومة غالباً. إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب تذكر العالم ومنظماته الحقوقية بواقع الأسرى الفلسطينيين وما يتعرضون له من معاملة قاسية، تعرض الكثير منهم بل معظمهم للخطر والاستشهاد، خاصة في ظلّ حكومة اليمين الصهيوني المتطرفة التي أعلن وزراؤها بمن فيهم وزير ما يسمى الأمن القومي بن غفير استهدافه للأسرى بالتضييق عليهم وزيادة معاناتهم، ومن ذلك إلغاء قانون يتيح الإفراج عن الأسير أو المعتقل الفلسطيني قبل موعد انتهاء محكوميته، إضافة إلى القيام بتقليل حصة الأسير من الغذاء ومنع حقوقه بزيارة الطبيب داخل السجن، علماً بتراجع وتدهور هذه الخدمة أساساً في سجون الاحتلال، والأخطر سعي بن غفير إلى إقرار قانون إعدام الأسرى. وهنا يجب الاشارة أيضاً إلى أن سياسة الاحتلال بحجز جثامين الشهداء الأسرى والتي بلغت عام 2024م حوالي 26 جثمانا لشهيد فلسطيني، علماً بأن عدد الشهداء من الأسرى في سجون الاحتلال منذ عام 1967م بلغ حوالي 252 شهيداً.
إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وفي إطار ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من حرب إبادة وتطهير عرقي ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وإنكار لجميع الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، تدعو العالم ومنظماته الشرعية إلى سرعة انهاء الاحتلال ووقف حرب الابادة والعدوان التي تنكل بها آلة الاحتلال الصهيوني وأمام نظر العالم بالمدنيين العزل في فلسطين، احتلال وحشي يضرب بعرض الحائط الشرعية الدولية والأخلاق والفطرة الانسانية التي تحفظ للإنسان كرامته وحقوقه. واليوم العالمي لمساندة الأسرى مناسبة للضمير والإرادة الدولية بمراجعة مواقفها والتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين والدعم الظالم وعلى كافة الأصعدة للصهاينة في حربهم ضد الشعب الفلسطيني المستعمر منذ عقود. وسيبقى الأردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الداعم لأهلنا في فلسطين والقدس، بما في ذلك جهود الاعلام في فضح ممارسات الاحتلال وتذكير العالم في كل المناسبات الدولية بحجم المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والتي لا يقبلها حر في العالم، ومع ذلك كله يستمر الظلم والقهر، وفي نفس الوقت الصمود والرباط الفلسطيني في وجه أبشع احتلال عرف في العصر الحديث.
الوطني
في إطار مكافحــة الإرهـــــاب وإثر عملية بحث وتمشيـط
القضاء على إرهابيـــــــين واسترجـــاع مسدســــــين رشــــــــاشين بخنشلـــــــــــة
تمكنت مفرزة للجيش الوطني الشعبي، الأحد، من القضاء على إرهابيين (2) واسترجاع مسدسين رشاشين من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة بولاية خنشلة، بحسب ما أفاد، أمس الاثنين، بيان لوزارة الدفاع الوطني.
أوضح المصدر، أنه «في إطار مكافحة الإرهاب وإثر عملية بحث وتمشيط بإقليم القطاع العسكري خنشلة بالناحية العسكرية الخامسة، تمكنت يوم 7 جويلية 2024، مفرزة من الجيش الوطني الشعبي من القضاء على إرهابيين (2)، حيث تم تحديد هوية أحدهما، ويتعلق الأمر بالإرهابي بوغرارة مراد، الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2010، فيما تتواصل عملية تحديد هوية الإرهابي الثاني».
وقد مكنت العملية أيضا من «استرجاع مسدسين(2) رشاشين من نوع كلاشنيكوف، بالإضافة إلى كمية من الذخيرة وأغراض أخرى».
وتأتي هذه العملية -يضيف البيان- «لتؤكد مرة أخرى يقظة وعزم وحدات الجيش الوطني الشعبي على تعقب هؤلاء المجرمين عبر كامل التراب الوطني حتى القضاء النهائي عليهم».
(وأج)
الطبعة الأولى لمهرجان الموروث الثقافي بلاهاي
الجزائر تُبرز تراثها العريق في عيد استقلالها
نظمت سفارة الجزائر بلاهاي، في إطار إحياء الذكرى 62 لعيدي الاستقلال والشباب، الطبعة الأولى لمهرجان الجزائر للموروث الثقافي، تحت شعار «إبراز تراث الجزائر في عيد استقلالها»، بحضور أعضاء الجالية الجزائرية في هولندا وأصدقاء الثورة الجزائرية، إضافة إلى عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في هولندا.
تخلل المهرجان الذي احتضنه مقر السفارة يومي 6 و7 جويلية، معرضا للأطباق التقليدية الوطنية ومعرضا للمنتجات الجزائرية والصناعة التقليدية الوطنية من ملابس وتمور وخزف، إضافة لعرض أفلام ثورية جزائرية، بهدف إبراز التراث الثقافي والتاريخي الذي تزخر به الجزائر.
وبالمناسبة، ألقت سفيرة الجزائر بهولندا، سليمة عبد الحق، كلمة أبرزت فيها الأهمية التاريخية ليوم الاستقلال والشباب وأشادت بالشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حرية الجزائر.
كما سلطت الضوء في كلمتها على تقدم الجزائر منذ الاستقلال، قائلة: «بعد الاستقلال، شرعت الجزائر فورا في مسار التنمية ولاتزال تتجدد حتى اليوم، محققة العديد من الإنجازات التي حسنت البلاد بشكل كبير على جميع المستويات». مضيفة، أن الجزائر شهدت تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، «ديناميكية سريعة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المختلفة، بهدف تعزيز النمو الاقتصادي من خلال تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتطوير البنية التحتية، ودعم القطاعات الحيوية مثل الصناعة والزراعة والطاقة».
كما حرصت على التأكيد على أهمية الممارسات الديمقراطية، بقولها: «يعد بناء دولة المؤسسات وترسيخ الممارسات الديمقراطية أحد الأهداف التي تسعى الدولة الجزائرية إلى تحقيقها، استنادا إلى مبادئ بيان أول نوفمبر، الذي يدعو إلى إقامة نظام حكم يعتمد على السيادة الوطنية والمشاركة الشعبية، يشمل ذلك تنظيم انتخابات دورية حرة ونزيهة على المستويات الرئاسية والبرلمانية والمحلية، مما يتيح لجميع شرائح المجتمع المشاركة في اتخاذ القرارات المهمة وتوجيه مستقبل البلاد».
في هذا الصدد، ذكرت بأهمية الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم السبت 7 سبتمبر سنة 2024، داعية أعضاء الجالية للمشاركة في ذات الاستحقاق للإسهام في بناء صرح الديمقراطية في الجزائر.
كما نوهت عبد الحق، بدور الشباب، مبرزة أن «سياسات الدولة تركز على تقديم الدعم لهم وخلق الفرص المناسبة لتحقيق طموحاتهم، من خلال خلق بيئة داعمة تساعدهم على استكشاف قدراتهم وتطوير مهاراتهم لتحمل شعلة المسؤوليات في المستقبل».
وشكل مهرجان الجزائر في السفارة، فرصة لتبادل ودي بين الجالية الجزائرية والمواطنين الهولنديين على مدار يومين، احتفالا بعيدي الاستقلال والشباب من خلال عرض الحرف اليدوية والأطعمة التقليدية، مما أبرز الثقافة النابضة بالحياة في الجزائر وترك انطباعا إيجابيا لدى جميع الحضور.
-*——–
بطاقــــــــــة استيعـــــــــاب تعـــــــادل أو تزيــــــــد عـــــــــــن 500 سريــــــــــر
جيجـــــــــــــــــــــــل..دخــــــــــــــــــــــول ثلاثـــــــــــــــــــــة فنـــــــــــــــــــادق حيـّـــــــــــــــــــز الخدمـــــــــــــــــــــــــة
تعزّزت الحظيرة الفندقية بولاية جيجل بـ 367 غرفة جديدة بعد دخول ثلاث منشآت حيز الخدمة بداية الأسبوع الجاري بعاصمة الولاية، حسبما علم يوم الأحد من مصالح الولاية.
أوضح المصدر أنّ “الأمر يتعلق بفندقين جديدين بشاطئ كتامة، وفندق أعيد تأهيله وسط المدينة”، مبرزا بأنّ “طاقة استيعاب هذه الهياكل الفندقية تعادل أو تزيد عن 500 سرير”.
وأضاف أنّ “هذه المرافق ستسمح بتخفيف الضغط عن الفنادق الموجودة، وكذا إتاحة خيارات إضافية للمصطافين وزوار الولاية بغية قضاء عطلتهم”، لافتا إلى أنه سيتم “خلال الأيام القليلة المقبلة افتتاح فندقين جديدين، على أن يشرع في تشييد هياكل فندقية جديدة قبل نهاية السنة الجارية، وهو ما سيسمح بتعزيز هياكل الاستقبال محليا”.
من جهته، صرّح لـ “وأج” بلوادي بوعبد الله، مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية جيجل، أنّ “الطاقة الاستيعابية للفنادق بولاية جيجل وصلت إلى 3.000 سرير، على أن يرتفع العدد في الأيام القادمة بعد استلام عديد المنشآت التي هي قيد الإنجاز”.
وأشار إلى أنّ الفنادق المستلمة تم إنجازها في إطار الاستثمار الخاص (واحد مصنف 4 نجوم واثنان بـ 3 نجوم)، وساهمت في توفير نحو 100 منصب عمل لفائدة شباب المنطقة.
جامعـــــــــــة التّكويـــــــــــن المتواصــــــــــــل
تخـــــــرّج أوّل دفعــــــة “ليسانــــــس أكاديمــــــي عــــــن بعـــــد”
نظّمت جامعة التكوين المتواصل بالجزائر العاصمة، حفلا ختاميا بمناسبة نهاية الموسم الجامعي 2023-2024، والذي تزامن مع تخرّج أول دفعة ليسانس أكاديمي عن بعد بمختلف التخصصات.
في كلمة له خلال فعاليات هذا الاحتفال، والذي تزامن أيضا مع احتفالات الذكرى 62 لعيدي الاستقلال والشباب، أوضح مدير جامعة التكوين المتواصل، السيد يحيى جعفري، أنّ هذه الدفعة الأولى “ليسانس أكاديمي عن بعد”، تتشكل من 4400 طالب على المستوى الوطني، درسوا وفق النظام الجديد لجامعة التكوين المتواصل في تخصصات الحقوق والإعلام والاتصال والعلوم الاقتصادية وغيرها من التخصصات.
وأضاف أنّ عدد المسجلين في جامعة التكوين المتواصل في مختلف التخصصات، بلغ هذه السنة حوالي 70 ألف طالب على المستوى الوطني.
وبالمناسبة، ثمّن مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، سعيد صغور، تسمية هذه الدفعة باسم الشهيد البطل “ديدوش مراد”، معدّدا مناقبه ومستذكرا مساره النضالي.
وتمّ خلال هذا الحفل الختامي تكريم عشرة من الطلبة المتفوقين من هذه الدفعة. وكذا خمسة طلبة آخرين يحملون وصف “طلبة خمسة نجوم” نظرا لتفوقهم الكبير في تخصصاتهم، فيما تم تكريم كذلك الطلبة الرياضيين و54 مؤسسة ناشئة مع تنظيم معرض للمؤسسات الناشئة التابعة للجامعة، وكذا معرض لمنتجات السمعي البصري ومعرض خاص بديوان المطبوعات الجامعية ومركز الوطني لبحث الاقتصاد التطبيقي.
المكتتبــــــون يتلقّـــــون رسائـــــل نصيـــــــة لتأكيــــــد التّسجيـــــــل
برنامج “عدل 3”..وكالة تحسين السّكن وتطويره تُطمئن
أعلمت الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره “عدل”، الأحد، في بيان لها جميع المكتتبين الذين تمكنوا من التسجيل في برنامج “عدل 3”، والمقدر عددهم حتى مساء أمس الإثنين بـأكثر من ٧٢٠ ألف مسجل، أنّ رسائل نصية ستصلهم على هواتفهم النقالة لتؤكد عملية التسجيل.
جاء في بيان سابق لوزارة السكن والعمران والمدينة، أن عدد المسجلين عبر منصة التسجيل الرقمية المخصصة لبرنامج البيع بالإيجار لسنة 2024 “عدل 3”، بلغ 510817 مكتتب، عبر كامل التراب الوطني، خلال اليوم الثالث على التوالي منذ فتح المنصة سهرة الجمعة الماضي.
وجاء في البيان أنّه تمّ “فتح منصة التسجيل في برنامج “عدل 3” لليوم الثالث على التوالي من الساعة الثامنة صباحا (08:00) إلى غاية السادسة مساء (18:00)”، حيث “بلغ عدد المسجلين 510.817 مكتتب عبر كامل التراب الوطني إلى غاية الساعة السادسة (18:00) من مساء يوم الأحد، 07 جويلية 2024”.
وأعلمت الوزارة المواطنين أنّ عملية التسجيل “ستتواصل في المنصة الرقمية الخاصة بالتسجيل ببرنامج عدل 3 اليوم الاثنين، 08 جويلية 2024 ابتداء من الساعة (08:00) صباحا إلى غاية السادسة (18:00) مساء، وتستمر العملية كل يوم حتى يتسنى لكل مواطن التسجيل”.
وتتطلّع شريحة واسعة من الجزائريين للتسجيل في برنامج “عدل 3”، الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في أكتوبر 2023 قبل أن يعلن في مايو الماضي عن فتح التسجيل في هذا البرنامج السكني بداية من 5 يوليو.
الباحـــــث والمتابـــــع للشّـــــؤون الوطنيــــة والدوليـــــة..عبـــــد الرحمــــان بوثلجــــة:
لا بديل عن الاستثمار في الجامعات لتعميـــق التنميــة الاقتصاديـــة
^ تشجيـع الإنتاج المحلـي مـن أجـل الوصـول إلى الاكتفـاء الذّاتـي
تولي الجامعة الجزائرية بالغ الاهتمام للشباب الجامعي، الذي أبدى استعداده من أجل الدخول في مشاريع استثمارية تساعد في تحقيق أهدافه وإثبات ذاته، كما تساهم في التنمية وتحقيق قيمة مضافة خارج قطاع المحروقات.
خالدة بن تركي
تحدّث الباحث المتابع للشؤون الوطنية والدولية عبد الرحمان بوثلجة في تصريح لـ “الشعب”، عن حقيقتين أساسيتين تؤكّدهما الإحصاءات الرسمية للدولة، أولهما أن الجامعة الجزائرية كوّنت منذ الاستقلال إلى اليوم ملايين من حملة الشهادات العليا بمختلف درجاتها وتسمياتها، والحقيقة الثانية أن الاقتصاد الجزائري يعتمد في مجمله على تصدير المحروقات، إلاّ أنّ النسبة تختلف من مرحلة إلى أخرى.
وأضاف بوثلجة، بالفعل عملت الدولة في السنوات الماضية على محاولة تقليص هذه النسبة من خلال تشجيع الإنتاج المحلي من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي والتصدير بالنسبة لبعض السلع.
وبالموازاة عملت على تنظيم الاستيراد من أجل التحكم أكثر في السوق الوطنية، ومن بين المجالات التي عملت عليها في السنوات الأخيرة، ويمكن أن تقلص نسبة الاعتماد على عائدات المحروقات، مجال المقاولاتية الابتكارية، الذي يعتمد في الأساس على أفكار إبداعية واختراعات وابتكارات في مختلف المجالات، واستطرد قائلا: “كان للجامعة نصيب كبير من هذا الاهتمام، حيث تم فتح دور للمقاولاتية وحاضنات للأعمال في كل المؤسسات الجامعية تقريبا، بالإضافة إلى دور للذكاء الاصطناعي، على أساس أنه تكنولوجيا العصر، بالإضافة إلى مكاتب للربط بين الجامعة والمحيط الاقتصادي، والهدف هو تحقيق شراكة حقيقية بينهما مبنية على مبدا رابح ـ رابح، وقامت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتجنيد إمكانيات مادية وبشرية هائلة لتحقيق هذا الغرض، لاسيما في جوانب التحسيس والتكوين في المقاولاتية، لتكون النتائج أكبر.
أفاد في ذات السياق، المساهمة الملموسة لقطاع المؤسسات الناشئة والمصغّرة المنشأة على أساس اختراعات وأفكار إبداعية في الاقتصاد الوطني، يعتمد على الكثير من العوامل الرئيسية، غير تهيئة البيئة الحاضنة التي عمل عليها في السنوات الماضية، أهمها إيمان الأسرة العلمية في الجامعات ومراكز البحث من طلبة وباحثين وأساتذة بهذا المشروع وسعيهم الدائم لتحقيقه، وهذا يستلزم ـ حسبه ـ توفير بيئة ملائمة في المؤسسات الجامعية والبحثية من طرف المسؤولين المحليين خاصة، من شأنها أن تبعث روح المنافسة وسط الأسرة العلمية، وتجعل الامتياز مرادف للمجهودات الاستثنائية وذات القيمة المعترف بها عالميا، سواء على شكل اختراعات أو بحوث علمية مفيدة.
وفي الحقيقة ميدان المقاولاتية وريادة الأعمال جذاب بطبعه – يضيف المتحدّث – وهناك الكثير يرغب في الانضمام إليه، لكن اختيار الأفضل والأهم والأولى يتم من خلال البيئة المنظمة ومن مسؤولية المسؤولين المحليين، الذين عليهم بذل جهود من أجل اكتشاف الكفاءات الحقيقة ومرافقتها من أجل تحقيق الهدف، وحتى لا يضطرون إلى إشراك أفكار مشاريع أقل أهمية باعتبارهم مسؤولين أمام الوزارة وعليهم تقديم حصيلة في كل مرحلة.
كما أنّ التّوجّه نحو العلوم الدقيقة والتكنولوجية – يضيف الاستاذ – يعتبر ذا أهمية بالغة، وهذا ما أكد عليه رئيس الجمهورية من قبل، لأن هذه التخصصات، المقصود بها العلوم الدقيقة والتكنولوجية وعلوم الطبيعة والحياة، قد تخدم قطاعات مهمة واستراتيجية مثل الطاقة، الصناعة، الفلاحة وتوفير المياه الصالحة للشرب وتربية الحيوانات والصيد البحري وغيرها.
وما يضاعف من حظوظ التعويل على الجامعة – يقول المتحدث – في المساهمة على خلق الثروة استنساخ فكرة المدارس العليا المنشأة في السنوات الاخيرة، الرياضيات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو في الجامعات الجزائرية، أي أن التكوين وحتى البحث يكون حسب الحاجة وحسب طلبات سوق العمل، هذا في التخصصات التطبيقية على الأقل، وصحيح رغم المجهودات المبذولة قد لا تكون النتائج مماثلة لسقف عال من الطموح، باعتبار أن الجامعات تعودت على التكوين النظري وتقديم الشهادات، وباعتبار الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية، التي لا تجعل من الجامعة مؤسسة اقتصادية تخضع لمبدأ الربح والخسارة فقط، بل هناك عوامل أخرى، لذلك نجد مقاومة للتغيير أحيانا لبعض الاصلاحات التي تسعى إليها الوزارة وأحيانا أخرى بطئا في التكيف.وعليه، يؤكّد الأستاذ عبد الرحمان بوثلجة في الختام، أنّ البناء على قواعد صلبة هو الأساس، وكلّما كانت الاصلاحات بهذا المفهوم سريعة كلما ظهرت النتائج أسرع، وتحققّت مساعي الدولة في تكوين شباب طموح في مجال ريادة الأعمال والمقاولاتية.
سيتم تجسيدها في إطار تعاون مع كوريا الجنوبية..دحلب:
انتقــــــــــــاء مواقـــــــــــــع لإنجــــــاز 4 محطّــــــات لمراقبـــــة نوعيــــــة الهـــــواء
^ بنــــــــــــــــــــــــك معطيــــــــــــــــات حــــــــــــــــــول تطــــــــــــــــــــوّر المحطّــــــــــــــــــات المستقبليــــــــــــــــة
أعلنت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فازية دحلب، أمس الاثنين، بالجزائر العاصمة، عن انتقاء مواقع لإنشاء محطات لمراقبة نوعية الهواء بالعاصمة تحسّبا لتجسيد هذا المشروع.
خلال لقاء صحفي نظّم عقب اختتام أشغال يوم تقييمي للمكتسبات المحققة عقب بعض الدورات التكوينية التي نظمت لفائدة إطارات القطاع، أكّدت دحلب أن وزارتها “اختارت المواقع لإنشاء 4 محطات لمراقبة نوعية الهواء، والتي سيتم تجسيدها في إطار تعاون مع كوريا الجنوبية”.
وموازاة مع اختيار مواقع هذه المحطات، تم إرسال مجموعة من إطارات القطاع التي ستشرف على تسيير هذه المحطات إلى كوريا الجنوبية لتلقي تكوين، حسب الوزيرة.
كما أشارت إلى أن شاحنة متنقلة لمراقبة نوعية الهواء تعمل حاليا بالعاصمة بهدف إنشاء بنك معطيات حول تطور نوعية الهواء للمحطات المستقبلية.
في ذات السياق، أكّدت دحلب أنّه بموجب مذكرة تفاهم تمّ التوقيع عليها بين وزارتها وكوريا الجنوبية، تم منح دعم مالي كوري لقطاعها بقيمة تفوق 5 مليون دولار لإنجاز هذه المحطات، مشيرة إلى أن المشروع سيتم توسيعه ليشمل مدنا أخرى من البلاد.
وفي معرض حديثها عن مجال التكوين في قطاعها، أبرزت الوزيرة أنه تم إطلاق مجموعة من الدورات التكوينية الوطنية والدولية في التخصصات التقنية والإدارية لفائدة إطاراتها، قصد الرفع من مردودية القطاع وتنمية معارف اطاراتها، تماشيا مع المعايير الدولية في مختلف المجالات المتعلقة بالبيئة.
وفي هذا الصدد، أكّدت الوزيرة أن “هذه الجهود تندرج في اطار تحسين البيئة المعيشية للمواطنين، وهو الالتزام 33 لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي أكد من خلاله على ضرورة العمل على توفير اطار معيشي نوعي، وهو الأمر الذي يتطلب تنمية مستدامة، والحفاظ على البيئة وحماية الثروات التي تزخر بها بلادنا”.
وقالت دحلب، إنه من مجموع 274 اطار مراقب للمؤسسات المصنفة، استفاد 125 منهم من تكوين في مجال التقنيات المطلوبة في هذا المجال، من ضمنهم 20 إطارا مكونا، مكلفون بتنظيم دورات تكوينية داخلية.
وفي مجال تسيير النفايات، استفاد 26 إطارا مركزيا ومحليا من دورة تكوينية بالصين واليابان وكوريا الجنوبية، فضلا عن تنظيم دورات تكوينية محليا بالشراكة مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي.
ملف
الخبــــــــــــــــير الإقتصـــــــــــــــادي مـــــــــــراد كواشـــــــــــي لــــــــ “الشعــــــــــــــب”:
الجزائـــــــــر أدّت دورا محوريـــــــا فـــــي تجسيــــد مشـــــروع “نيغــــــــال”
^ دعــــــــــــــــــــــــم المكانــــــــــــــــــــة الطّاقويـــــــــــــــــــــــــة للجزائــــــــــــــــــــر وتعميـــــــــــــــق التعــــــــــــــــــــــــاون جنــــــــــــــــوب – جنــــــــــــــــــوب
قدّم الخبير الاقتصادي، البروفيسور مراد كواشي، تصورا واضحا ومطمئنا حول الاقتراب من تجسيد المنشآت اللازمة لمشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري “نيغال”، وتناول سلسلة من المعطيات الرئيسية والأبعاد المحورية، وقال إن المشروع سيكون ركيزة تنموية للعديد من الدول الإفريقية، ويرى أنّ دور الجزائر كان رياديا وحاسما، جعل التخطيط سليما والأهداف المسطرة موثوقة.
فضيلة بودريش
وقف الخبير مراد كواشي في البداية على البعد الاستراتيجي لمشروع غازي ضخم ومهم، وسلّط الضوء على قيمته المالية وربحيته الوفيرة، مؤكّدا أنّ المشروع وصل إلى مراحل متقدمة من الانجاز والتجسيد على أرض الواقع، على اعتبار أنه تمّ إنجاز ما لا يقل عن 70 بالمائة من البنية التحتية الخاصة، خاصة أن نيجيريا أنجزت نحو 1000 كيلومتر، والجزائر بدورها أنجزت 700 كيلومتر، وما زال أمامها استكمال نسبة متبقية في الصحراء، وبالنسبة إلى النيجر تعطلت نوعا ما عملية الإنجاز بسبب بعض الاضطرابات، ولكنه استدرك قائلا: “مادام إنجاز الشطر النيجيري والجزائري تم بنسبة عالية، أتوقّع أن تساعد كل من الجزائر ونيجيريا في تسريع وتيرة تجسيد الشق المتعلق بالنيجر”، وأضاف: “قد يكون التأخر المسجل في شطر النيجر مرده إلى قلة الموارد المالية”، غير أنه أشار إلى إمكانية اللجوء للاقتراض من بنوك من أجل إتمام هذا المشروع.
خطــــــــــــــــــــــــى واثقـــــــــــــــــــــــة
وفي ضوء المؤشرات المطمئنة، اعتبر كواشي أن المشروع يسير حاليا بخطوات ثابتة، مستشهدا بتصريح وزير الطاقة محمد عرقاب في ختام قمة الغاز المنعقدة بالجزائر مارس الماضي، وعلى خلفية الاتفاق المسجل بين وزراء الطاقة للبلدان الثلاثة على إنهاء المشروع في غضون سنتين أو ثلاث سنوات كأقصى تقدير، في ظرف حساس يسجل زيادة معتبرة في الطلب الأوروبي على الطاقة، وما يصاحبه من اتساع الحاجة الماسة إلى الغاز في الأسواق العالمية.
وفي حديث عن تكلفة وقيمة المشروع الطاقوي التنموي الضخم والاستراتيجي، أوضح البروفيسور كواشي أنها تتراوح من 10 إلى 12 مليار دولار بالنسبة لخط الأنابيب، و3 ملايير دولار لمراكز التجميع، ويرى كواشي أنه بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي تحوزها الجزائر خاصة شركة سونطراك، بحكم أنها العملاق الطاقوي الإقليمي والعالمي، فإن هذه التكلفة يمكن السيطرة عليها بكل أريحية، والمشروع سيرى النور قريبا.
تمكين الأفارقة من استغلال مواردهم الطّبيعية
وبما أن الجزائر أدّت دورا محوريا وحاسما – يقول كواشي – وكانت تقوم في مختلف المراحل – وما زالت – بدور أساسي سواء في تصميم أو عملية تجسيد المشروع والتنسيق مع مختلف الشركاء، فإن الفضل يرجع إلى أكبر دولة في إفريقيا، بعد تقديمها لهندسة ذكية. وبالموازاة مع ذلك، سعت الجزائر بشكل دؤوب إلى تطوير العمل الإفريقي المشترك وتدعيم التعاون بين الدول الإفريقية، ويندرج هذا الرهان في سعي الجزائر إلى تمكين الدول الإفريقية من استغلال ثرواتها، وكذا عملها الحثيث من أجل تثمين الموارد الطبيعية داخل القارة الإفريقية، وخير دليل على ذلك أنها تمكنت من تحقيق حلم تجسيد هذا المشروع الاستراتيجي، وتحويله من فكرة مدهشة على الورق، إلى مورد طاقوي ومورد مالي تستفيد منه العديد من الدول في العالم، بداية من الدول المنتجة والمحتضنة للأنبوب إلى الدول المستهلكة.
واغتنم الخبير كواشي الفرصة ليتحدّث عن عدم ادخار الجزائر لأي جهد من أجل تنمية ورفاهية الشعوب الإفريقية، إذ رافعت من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا، وهذا من خلال الدعوة إلى تمكين الأفارقة من استغلال مواردهم الطبيعية، والشراكات الرابحة بين الدول الإفريقية، والتي تعود بالنفع على الشعوب والدول الإفريقية. وبدا الخبير مقتنعا أنّ هذا المشروع لا يعتبر الأول، بل هناك عديد المشاريع يعود الفضل في إنجازها وتقديمها للجزائر، وذكر كواشي منها مشروع طريق الوحدة الإفريقية، إلى جانب مشروع الألياف البصرية وطرق كثيرة نحو إفريقيا، وكل ذلك – أوضح الخبير – يدخل في إطار إستراتجية الدولة الجزائرية في تدعيم التعاون بين الدول الإفريقية والتنمية الاقتصادية داخل القارة السمراء.
وفي وقت ينتظر من هذا المشروع أن يقدّم قيمة مضافة، وتغييرا كبيرا في البنى التحتية والإنشاءات، يعتقد الخبير كواشي أن المشروع يحمل أبعادا تنموية للعديد من الدول الإفريقية خاصة الثلاثي المتمثل في الجزائر ونيجيريا والنيجر، وقال بيقين إنّ المرتقب أن يعطي المشروع مردودية واعدة، لأنّه مصنف من أكبر المشاريع داخل القارة، وسيفتح بوابات للنيجر التي ليس لديها منفذ للبحر، بهدف تصدير احتياطاتها الغازية، وتوقع الخبير أن يوطد المشروع العلاقات ويعمق رهان التعاون جنوب – جنوب، وكذلك بين مختلف الدول الإفريقية.
ولا يستثنى من نتائج هذا المشروع الإيجابية – حسب تقدير كواشي – دعم المكانة الطاقوية للجزائر، خاصة بعد أن تعاظمت في السنوات الأخيرة، وفوق ذلك سيزيد من رفعة مكانة الجزائر المرموقة كأهم مورد للغاز في منطقة البحر المتوسط، وتعزيز ثقلها الجيواستراتجي باعتبارها بوابة لإفريقيا عبر اتجاهين من إفريقيا للأسواق الأوروبية والعكس.
عميـــــــد كليـــــــة المحروقــــــات والكيميـــــــاء ببومــــــــرداس..بوجمعـــــة حمــــــــادة لـــــــ “الشعـــــــب”:
”نيغال”..تجسيد واقعي لتوافق إقليمي وتحالف طاقوي
^ الدّبلوماسيــة الطّاقويــة الجزائريــة..أبعــاد استراتيجيــة لمستقبــل إفريقيا
^ 05% حصّة الجزائر مقابل استغلال نيجيريا والنيجر للأنبوب عبر أراضيها
^ تكلفة ناقلات الغاز 60 ألف دولار / اليوم..الأنابيب حلّ جيو-استراتيجي واقتصادي
بعد إبرام معاهدة “نيباد” التي جمعت الدول الإفريقية، واتفاقية منطقة التبادل الحر “زليكاف” التي دخلت حيز التنفيذ أول جويلية 2022، ومشروع الطريق السيار العابر للصحراء، يأتي مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء ليدعم شبكة أنابيب الغاز التي تمتلكها شركة سوناطراك، كمؤشر مهم لتعزيز فرص استقطاب إفريقيا لكبرى الاقتصادات العالمية التي باتت بحاجة إلى مصادر طاقوية وشراكات مستدامة مع بلدان إفريقية ذات وتيرة نمو قوية، ضالة تستجيب لها المعطيات الطبيعية والاقتصادية الإفريقية خلال الثلاثين سنة القادمة.
فايزة بلعريبي
يعد المشروع، إضافة إلى كونه رابطا استثماريا قويا ذي بعد إقليمي يجمع الشركاء الثلاث، معبرا طاقويا يربط المورد الإفريقي بالمستورد الأوروبي، في ظل محدودية الإمدادات العالمية من الغاز الطبيعي، وتزايد الطلب عليه، تزامنا وعودة الاقتصاد العالمي إلى النشاط بعد جائحة كورونا، وموجة التسابق نحو التصنيع التي تشهدها دول العالم.
في السياق، وصف عميد كلية المحروقات والكيمياء ببومرداس، الدكتور حمادة بوجمعة، أنبوب الغاز العابر للصحراء، نيجيريا-النيجر-الجزائر، بأنه يربط الدول الثلاث بطول إجمالي قدّر بـ 4128 كلم، 1037 كل منها داخل الأراضي النيجيرية و841 كلم في النيجر و2310 كلم في الجزائر، وقال إنه المشروع الجديد القديم الذي تحول بفضل الجهود الدبلوماسية للدول الإفريقية الثلاثة وقناعتها بحتمية التعاون جنوب-جنوب من أجل استغلال فرصة الحاجة الأوروبية القوية للخامات الإفريقية، بما فيها الطاقوية، وقد بلغ المشروع مرحلة جد متقدمة من التجسيد، لم يتبق سوى 1850 كلم مقسمة إلى 750 كلم متبقية بنيجيريا، 100 كلم بالنيجر و980 كلم بالنسبة إلى الجزائر، حيث سيتم ربطه في محطته الأخيرة في حاسي الرمل، بشبكة أنابيب الغاز المتفرعة نحو القارة الأوربية تحديدا نحو إيطاليا وإسبانيا.
رابــــــــــــــــط اقتصـــــــــــــــادي بينـــــــــــــــــي
وقدّم الدكتور بوجمعة كرونولوجيا مختلف محطات المشروع، حيث تم بداية الإعلان في 18 فيفري 2022، عن الموافقة على خريطة طريق لأنبوب الغاز الجزائري النيجيري من قبل ممثلي الدول الثلاثة التي سيمر عبرها الأنبوب ليتدفق الغاز إلى أوروبا، تحديدا من مدينة واري في جنوب نيجيريا عبر النيجر إلى مركز توزيع الغاز بمنطقة حاسي الرمل في الجزائر، ليتم توقيع في جويلية 2022، على مذكرة تفاهم بين الجزائر، نيجيريا والنيجر لإنجاز دراسة الجدوى وتعميق الدراسات لإنجاز مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري.
وبالنسبة للنجاعة الاقتصادية لمشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي بلغت تكلفته الإجمالية 13 مليار دولار، مقسمة بين نيجيريا بـ5 ملايير دولار، الجزائر بـ5 مليار دولار، في حين تتكفل النيجر بـ3 مليار دولار، يرى الدكتور بوجمعة أنه، إضافة إلى دوره في تقوية الروابط الاقتصادية البينية الإفريقية، وتدعيم البعد الإفريقي، والأمن الطاقوي على مستوى القارة السمراء، ستستفيد الجزائر بما قيمته 5 % من حجم الكمية المتدفقة عبر الأنبوب، الذي يبلغ حجمه الطاقوي 30 مليار متر مكعب/السنة، أي ما يعادل مليار و500 مليون متر مكعب، سواء من طرف نيجيريا أو النيجر، كمقابل لاستغلالهما للجزء المار عبر الأراضي الجزائرية.
من جهة أخرى، وفيما يتعلق بالأبعاد التنموية للمشروع – يقول المتحدث – هو فرصة يجب استغلالهاجيدا – خاصة بالنسبة للنيجر التي تعاني نقصا تنمويا – من أجل تنمية الاقتصاد وتعميم استعمالات الطاقة في المجالات الزراعية والصناعية، وفك العزلة الطاقوية عن المدن. أما بالنسبة للطرف الأوروبي، فهو يعتبر المشروع فرصة إستراتيجية لتحقيق أمنه الطاقوي، حيث أن دخول هذا المشروع حيز الاستغلال الفعلي، سيسمح له بتنويع مصادره من الموردين الطاقويين، إلى جانب كل من روسيا وأمريكا.
ثقــــــــــــــل جيــــــــــــــو-استراتيجـــــــــــي
أما الشق الجيو-استراتيجي للجزائر، فقد أكد الدكتور بوجمعة أن دخول المشروع حيز الاستغلال الفعلي، سيكون فرصة لتعزيز مكانة الجزائر الطاقوية، لتحافظ بذلك على مرتبتها الرابعة عالميا والأولى إفريقيا، على مستوى سوق الغاز العالمية، مؤكدا أن الوزن الطاقوي للجزائري، كان وسيظل دائما ضمانا لسيادتها الطاقوية، وحرية قراراتها الإستراتيجية في ظل التهافت الكبير للطلب الأوروبي على الغاز الإفريقي، بهدف تنويع الامدادات الغازية بعد الشح الطاقوي الذي تمخّض عن الحرب الروسية الأوكرانية.
وبالعودة إلى الحديث عن أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي بلغت نسبة تقدم الأشغال به 70 %، أشار محدثنا إلى الإمكانات القاعدية الكبرى التي تتوفر عليها الجزائر، وفائض أنابيب الغاز المكونة لشبكتها الطاقوية القاعدية، حيث أنّ مرور الغاز النيجيري عبر منشآتها سيمكنها من تحقيق نجاعة اقتصادية كبرى ستجنيها من وراء حصتها مقابل استغلال أنابيبها. كما ستستفيد أوروبا – بالمقابل – من تقليص تكلفة استيراد الغاز الطبيعي، خاصة وأن نقل الغاز نحو أوربا عبر ناقلات الغاز، التي تمتلك الجزائر منها حاليا 8 ناقلات، حسب ما أفاد به المتحدث، يتعرض أحيانا إلى بعض العراقيل التقنية إضافة إلى كون تكلفة الناقلة الواحدة تعادل 60 ألف دولار/يوميا بالنسبة للطرف الأوروبي، ما يجعل أنبوب الغاز، أحد الحلول الناجعة بالنسبة للطرفين، المورد الإفريقي والمستورد الأوروبي.
وعرج عميد كلية المحروقات والكيمياء ببومرداس، على واردات أوروبا من الغاز الطبيعي عبر الأنابيب، إلى بعض الإحصائيات التي تفيد أن هذه الأخيرة قد ارتفعت بنسبة 3 % خلال أول 4 أشهر من العام الجاري، ما يجعلها تراوح حدود 53 مليار متر مكعب، خلال نفس الفترة. ورغم ذلك، تظل واردات الغاز الأوروبية عبر الأنابيب، أقل من متوسطها خلال نفس المدة من السنوات الثلاثة الماضية، لتعود للارتفاع خلال مارس الماضي لأعلى مستوى شهري منذ ديسمبر 2022، بنسبة 4 %. شهدت خلالها إمدادات الجزائر من الغاز الطبيعي نحو أوروبا – وفق المتحدث – زيادة ملحوظة طوال عام 2024، استحوذت إيطاليا وحدها على 73 % منها.
الخــــــبير الطّاقـــــــــوي مهمـــــــاه بوزيــــــــــان لـ “الشعب”:
الغاز العابر للصّحراء يحرّك عجلة النّمو بإفريقيا
تحالف اقتصادي قوي حول الغاز الطّبيعي..وآفاق اقتصادية واعدة
الجزائر الشّريك الأساسي الأكثر استقرارا والأدق إستراتيجية
أبرز الخبير في مجال الطاقة، مهماه بوزيان، أن خط أنابيب الغاز الجزائري النيجيري العابر للصحراء، والمعروف اختصارا بـ«نيغال أو (TSGP)”، يُعدّ من المشاريع الإستراتيجية في إفريقيا، فهو يحظى بالدعم السياسي للإتحاد الإفريقي، باعتباره مشروعا للمبادرة الرئاسية لريادة البنية التحتية الإفريقية (PICI)، ومبرمج في إطار برنامج تطوير البنية التحتية في إفريقيا (PIDA) المعتمد من قبل رؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي.
هيام لعيون
أكّد البروفيسور بوزيان أنّ هذا المشروع الاستراتيجي سيعزز من قدرات الجزائر في ممارسة دبلوماسية الأنابيب والغاز الطبيعي المسال بكل اقتدار، فلطالما عرف تاريخ الغاز والنفط في شمال إفريقيا والشرق الأوسط خطوط الأنابيب العابرة البحر الأبيض المتوسط كمحركات حقيقية للتقارب الدبلوماسي.
يأتي هذا في وقت أعلنت نيجيريا، على لسان الرئيس المدير العام للشركة البترولية الوطنية ميلي كياري، عن قرب استلام أحد أهم أجزاء أنبوب الغاز العابر للصحراء “نيغال”، والمتعلق بشطر “أجاكوتا وكادونا وكانو” أو ما يعرف تحت التسمية المختصرة “أي.كا.كا (AKK)”، في الثلاثي الأول من السنة القادمة 2025، والذي اكتملت أشغاله بنسبة (90 %)، هذا الشطر ممتد على طول 614 كلم ويصل إلى الحدود بين نيجيريا والنيجر، بسعة تدفق أولية تُقدر بـ 56 مليون متر مكعب يوميا من الغاز الطبيعي (تدفق 20 مليار متر مكعب في السنة)، والذي قدّرت كلفة إنجازه بـ 2.8 مليار دولار، حسب الخبير الطاقوي مهماه.
تعزيز فرص النّمو الاقتصادي
بالمقابل، أشار بوزيان مهماه إلى أنّ “مشروع “نيغال (TSGP)” سيستفيد من البنى التحتية للغاز الطبيعي الموجودة فعليا بالجزائر، والتي تسهل وصول الغاز إلى جنوب أوروبا، كما أنه سيغترف من الفرص المتاحة للجزائر في مجال تسويق الغاز وإسالته وتحويله في منشآت البتروكيماويات، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي للمنشآت الجزائرية بالقرب من أسواق الغاز”.
كما سيمكّن هذا المشروع ـ يقول محدّثنا ـ من تعزيز فرص النمو الاقتصادي في المنطقة والمساعدة في مكافحة عوز الطاقة، ودمج اقتصادات المنطقة بما يتماشى مع أهداف الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا، وتعزيز النمو والتخفيف من حدّة الفقر في جزء هام من منطقة الساحل الإفريقي من خلال الانفتاح والتبادل وبناء تكامل الاقتصادات وتعزيز التعاون الإقليمي، وفي أبسط صور ذلك، سيمكن من تعزيز إمدادات الغاز المنزلي في كل المناطق التي سيمر بها، وسيبعث التنمية في هذه المناطق من خلال إمدادات الغاز المستدامة والموثوقة.
وسيساهم مشروع خط أنابيب الغاز الجزائري-النيجيري “نيغال (TSGP)” – يواصل محدثنا – في التخلص من حرق الغاز الطبيعي في نيجيريا، هذا الغاز المحترق الذي يمثل حاليا خسارة في الطاقة تعادل (220 ألف برميل يوميًا) مع ما يصاحب ذلك من انبعاثات وعواقب وخيمة على البيئة، وبالتالي، سيكون تصريف هذا الغاز في خطوط الأنابيب ربحا صافيا حيث ستتزود به مناطق شمال نيجيريا والنيجر وجنوب الجزائر، وكذلك بوركينا فاسو وجنوب مالي. وفق تحليلات المختص الطاقوي.
تحالف اقتصادي قوي في الأفق
وعن أهمية التحالف الطاقوي بين (الجزائر، نيجيريا والنيجر)، حول مشروع أنبوب الغاز “نيغال”، يرى البروفيسور مهماه أنه سيمكن من بروز تحالف اقتصادي قوي حول الغاز الطبيعي لتجمع سكاني سيمثل، بعد 40 سنة من اليوم، ثالث كتلة سكانية في العالم، بعد كل من الهند والصين، بـ 600 مليون نسمة، حيث سيقفز تعداد سكان النيجر من (27 مليون نسمة الآن) إلى سقف قرابة 100 مليون نسمة، كما سيتخطى سكان الجزائر تعداد 65 مليون نسمة، بما يستوجب التمكين للتنمية في النيجر خصوصا، ومع توافر مورد الغاز عبر امتداد دولة النيجر من الجنوب إلى الشمال، يمكن تحقيق التمكين التنموي، وهو هدف جوهري سيساعد السكان على تحقيق رغباتهم في الاستقرار ويمنع من حدوث تسونامي هجرات السكان من منطقة الساحل وما وراءه زحفا نحو الشمال.
تجسيد التّكامل الإفريقي
في هذا الإطار، عاد مهماه إلى الحديث بالتفصيل عن “مشروع خط أنابيب الغاز الجزائري النيجيري العابر للصحراء”، وقال إنّه مدون في الصفحات 17 و18 و19 من وثيقة “الـ 16 مشروعا للبنية التحتية من أجل التكامل الإفريقي” التي أصدرتها في سنة 2016 وكالة “نيباد” بالتعاون مع الأمم المتحدة، كرابع مشروع مُهَيْكَل ومُهيْكِل من بين المشاريع 16 الكبرى للإتحاد الإفريقي، حيث جاء وصف هذا المشروع في الصفحة الثالثة من الوثيقة، تحت بند تمكين إفريقيا طاقويا، بأنه يُعد من بين مشاريع البنى التحتية الواقعية وإدارة الدعم الفعلي والعملي الستة عشر”.
وجاء في الوثيقة – يواصل مهماه – “هناك مشروعان للطاقة الكهرومائية في شرق وغرب إفريقيا، ومشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والجزائر في مرحلة متقدمة من اكتمال التمويل المالي، وكل ذلك سيمكّن إفريقيا من زيادة الوصول إلى الطاقة”.
وأبرز الخبير أنّ “القارة تحتاج إلى التركيز على تطوير مشاريع الطاقة القابلة للحياة، والتي يمكن أن تجتذب الأموال الكافية لتكون ناجحة، ولها تأثير كبير وطويل الأجل على قطاع الطاقة الإفريقي، ولأنّ المفتاح لإطلاق العنان لإمكانات إفريقيا هو تحديد الفرص المتاحة لمشاريع البنية التحتية بأسعار معقولة، والتي يمكنها الاستفادة من موارد الطاقة الوطنية والإقليمية على النحو الذي يعود بالنفع على القارة”.
وفي بند “تشبيك البنى التحتية لإفريقيا”، ذكّر مهماه بأنه ضمن المشاريع الرئيسية الثلاث المُدرجة في إطار المبادرة الرئاسية لدعم البنى التحتية للشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (PICI)، نجد مشروع “خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والجزائر”، حيث يمتد على طول 4188 كيلومتر، يبدأ من محطة كوا إيبوم المتواجدة بـ “كالابار” وهي عاصمة ولاية كروس ريفر ليمتد على مسافة 1037 كلم في نيجيريا، ليمر عبر النيجر على طول 841 كلم، وصولا إلى حاسي الرمل في الجزائر عبر الشطر الجزائري الذي يبلغ طوله 2310 كلم بالجزائر.
وأشار محدثنا إلى أن هذا المشروع الذي تتراوح كلفة إنجازه الإجمالية بين 10 و12 مليار دولار لخط الأنابيب، وثلاثة مليارات لمراكز التجميع، والذي سيسمح بتدفق للغاز عبره بسعة تتراوح بين 20 إلى 30 مليار متر مكعب، سجّل في الوقت الحالي تقدما معتبرا، فقد أُنجِز منه قرابة 61 %.
الجزائر ..مفتاح “خطّة ماتي”
من جهة أخرى، ركّز المختص الطاقوي على تصريحات روما بشأن الجزائر في هذا المجال، عندما عبّرت علنا بأن الجزائر تعد المفتاح والبوابة الأساسية لتنفيذ “خطة ماتي” لتطوير التعاون بين إيطاليا وإفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط، علما أن الجزائر تعد الشريك التجاري الأول لإيطاليا في القارة الإفريقية، و«الشريك الأساسي والأكثر استقرارا والأكثر إستراتيجية”.
وأضاف: “بالتعاون الوثيق مع الجزائر، بإمكان إيطاليا أن تصبح “مركزًا للطاقة لأوروبا”، وهو ما عبّرت عنه رئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني، وأنه في مواجهة أزمة الطاقة الكبيرة التي تمر بها أوروبا على وجه الخصوص، يمكن للجزائر أن تصبح رائدة في الإنتاج، إفريقيّا بالتأكيد، ولم لا عالميا؟! وإيطاليا هي حتماً البوابة إلى نمو وتدفق هذه الطاقة وإلى إمداد أوروبا بها، وكان هذا تصريحا تاريخيا لرئيسة وزراء إيطاليا خلال مؤتمر صحفي مشترك عقدته مع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، جانفي 2023.
وخلال تلك المناسبة، كان الرئيس عبد المجيد تبون، قد تحدّث عن التوقيع على اتفاق لدراسة وإنشاء خط أنابيب جديد للغاز “سينقل الغاز والهيدروجين والأمونيا وحتى الكهرباء”، وأنّ هذا المشروع “سيجعل من إيطاليا مركزا للطاقة في أوروبا”.
المشروع القاري الضّخم..في أرقام
أكّد مهماه أنّ “الجزائر أنجزت الجزء العابر لأراضيها حتى منطقة أهنات، ويتبقّى منه أقل من 700 كلم، وهي المسافة التي تفصل الجزء المنجز عن حدود النيجر، أما باقي المشروع فيتبقى منه 100 كلم في نيجيريا، بالإضافة إلى 841 كلم التي تمثّل الشريط العابر لدولة النيجر، ومع استكمال هذا الجزء الإجمالي المتبقي والبالغ طوله 1641 كلم سيكتمل المشروع ككل، ويندمج مع شبكة الغاز الجزائرية القائمة والتي يبلغ طول جزئها الجزائري المندمج مع الشبكة الإيطالية وصولا إلى الحدود السلوفينية 2491 كلم بدءاً من حقل حاسي الرمل الجزائري”.
ومن هذا المنطلق، أوضح الخبير أنّ “خط أنابيب الغاز المترابطة على طول 6680 كلم، تجعل منه ثاني أطول خطوط الأنابيب في العالم بعد خط أنابيب الغاز “الصين-آسيا الوسطى (WEPP)”، الذي سيبلغ طوله الإجمالي 8704 كلم عند اكتماله، ليأتي بعدهما خط أنابيب توزيع الغاز “يمال-أوروپا” الذي يمر عبر روسيا، بلاروس، پولندا، وألمانيا ويصل طوله 4107 كلم. كما أن اندماج خط أنابيب “نيغال” الجزائري النيجيري مع “خط أنابيب غاز تاورن: إيطاليا-النمسا-ألمانيا” سيجعل امتداد طوله يصل 6970 كلم، وحين الاندماج في سنة 2026 مع “خط أنابيب الغاز الطبيعي للربط البيني بين إيطاليا–سلوفينيا–المجر” سيصيح طوله 7066 كلم”. بالمقابل، قال الخبير إن الشطر الخاص بالنيجر يحظى بدعم واستعداد تام من الجزائر لمرافقة تجسيده.
مركز التّنمية بالساحل
وبخصوص شطر “أجاكوتا وكادونا وكانو”، قال مهماه إنه “يمثل مشروعا رئيسيا في نيجيريا، وتمت المراهنة عليه كثيرا، باعتباره نقطة ارتكاز للتنمية في شمال نيجيريا وخطوة مهمة لإطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية الهائلة فيها، حيث سيقوم بنقل الغاز عبر عدة ولايات ومراكز حضرية في شمال نيجيريا، الأمر الذي سيوفر الطاقة التي تشتد الحاجة إليها في المنازل والشركات وللصناعات، وسيكون متاحًا أيضًا لتمكين النقل وخفض تكلفته.
وأشار محدثنا – في السياق – إلى أن نيجيريا تعتبر “استمرار وتسريع إنجاز هذا المشروع”، كأكبر مشروع خط أنابيب غاز محلي في البلاد حتى الآن، وبأنه التزام رئاسي بالتصنيع والازدهار الاقتصادي في شمال نيجيريا، كما يجري وصف المشروع بأنه عنصر حاسم في أجندة التصنيع والازدهار الاقتصادي في نيجيريا في عهد الرئيس النيجيري الحالي، ويُنظر إليه كمشروع له القدرة على تعزيز سلسلة القيمة الزراعية بشكل كبير، ولأهميته أيضا لتشغيل المشاريع الحيوية للبنية التحتية في دلتا النيجر.
أنبـــــــــــوب الغــــــــــاز بــــــــــين الجزائـــــــــر ونيجيريـــــــا
“نيغـال”.. مـورد الطاقة الأضخم في تاريخ إفريقيـا
^ المشـــــــــــــروع يقــــــــــترب بخطــــــــــــى واثقــــــــــة مـــــــــن دخـــــــــــــول مرحلــــــــــــــــــة الاستغـــــــــــــلال
سيكون عصب الطاقة الأهم والأضخم إقليميا..إنه مشروع أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر ونيجيريا..كان يبدو حلما بعيدا غير قابل للتنفيذ، وتحول اليوم إلى حقيقة ماثلة للعيان، وهو يقترب من دخول مرحلة الاستغلال، ليقفز إلى مرحلة الدفع القوي لعجلة التنمية في إفريقيا الثرية بالموارد والطاقات..طاقات تحتاج التحول إلى موارد مالية، بكفاءة عالية في الإنتاج والأداء.
سيكون لإفريقيا – بقيادة الجزائر – موضع قدم راسخ في سوق الطاقة خلال العقود المقبلة، لأن الغاز مرشّح اأن يكون الخيار المستقبلي الأنسب، وصناعته ستبقى في تصاعد وتطور ونمو كبير، ودون شك فإن أنبوب الغاز “نيغال” سيكون في الموعد ليحسم في مسار توريد الطاقة للقارة الأوروبية..السوق المفتوحة على إمدادات الغاز الإفريقي المستدامة والموثوقة، بفضل خبرة وتجربة الجزائر في مجال تأمين الإنتاج عبر الضخ والتسويق ومواصلة الاستكشاف بنجاح باهر، بفضل قدراتها المحلية، وحرصها على تنويع الاستثمارات.
الجزائر ونيجيريا ستحدثان – بفضل هذا الأنبوب الاستراتيجي – طفرة على عدة أصعدة، انطلاقا من تعزيز تمويل السوق بالمزيد من تدفقات الطاقة، مرورا بفتح آفاق تنموية لعدة بلدان من القارة السمراء، فالجزائر لم تدّخر جهدا، وكانت سباقة في التفكير في هذا المشروع الإفريقي المشترك ليكون ذا أبعاد اقتصادية واجتماعية وأمنية، كونه يكرس الاستقرار المنشود.
المكاسب كثيرة ومهمة، وستكون طاقوية واقتصادية بالدرجة الأولى، لكنها من جهة أخرى ستعمق بناء الشراكات بين دول القارة الواحدة، وسيكون هذا المشروع مربحا ومنتجا ودافعا قويا لعجلة النمو في البلدان المتطلعة إلى تحقيق كثير من المكاسب عبر تثمين واستغلال ثروة الغاز.
@ فضيلة بودريش
الوطني
رئيس حركة مجتمع السلم:
الرئاسيات.. فرصة للعمل على ترقية الممارسة السياسية
اعتبرت حركة مجتمع السلم، الأحد، بالجزائر العاصمة، على لسان رئيسها عبد العالي حساني شريف، أن الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 7 سبتمبر المقبل تعد فرصة للعمل من أجل ترقية الممارسة السياسية ومحاربة كل الأساليب الرامية الى زرع اليأس في أوساط المجتمع.
في كلمة له خلال لقاء خصص للإعلان عن ترشحه لرئاسيات 7 سبتمبر، قال حساني شريف إن مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة تعد «واجبا ومسؤولية وطنية»، معتبرا أن الانتخابات الرئاسية المقبلة تشكل فرصة لتشكيلته السياسية للعمل من أجل «ترقية الممارسة السياسية وتقديم برنامج يراعي البعد الوطني ويعمل على تكريس إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية».
وأضاف المتحدث، أن برنامجه الانتخابي سيعتمد على شعار «الانتخابات الرئاسية فرصة للتغيير والإصلاح والإقلاع» والعمل على «محاربة كل الأساليب الرامية لزرع اليأس في أوساط المجتمع»، علاوة على «حماية الجبهة الاجتماعية وتأكيد موقف الجزائر إزاء قضيتها المركزية ألا وهي القضية الفلسطينية».
تدعيم الطاقة الإنتاجية الوطنية بـ450 ميغاواط
انطلاق التشغيل الجزئي لأكبر محطة لإنتاج الكهرباء
أعلنت سونلغاز في بيان لها، أمس الاثنين، عن الانطلاق في عملية التشغيل الجزئي لأكبر محطة لإنتاج الكهرباء في الجزائر والمتواجدة بولاية مستغانم، وهو ما سيسمح بتدعيم الطاقة الإنتاجية الوطنية بـ450 ميغاواط كمرحلة أولى.
وفقا للبيان، «قامت سونلغاز عبر شركتها الفرعية سونلغاز- إنتاج الكهرباء، ابتداء من يوم الخميس 4 جويلية 2024، بالتشغيل الجزئي للمحطة الهجينة لإنتاج الكهرباء بمستغانم، وذلك من خلال دخول التوربينات الغازية الأولى حيز الخدمة»، مشيرا إلى أن «هذه العملية تأتي لتدعيم الطاقة الإنتاجية الوطنية بـ450 ميغاواط كمرحلة أولى».
وأضاف المجمع العمومي، أن هذه المحطة تندرج في إطار تنفيذ البرنامج التنموي لولاية مستغانم، تعزيز تموين الشبكة الوطنية بالطاقة الكهربائية وتحسين مستوى الخدمة العمومية في هذه الولاية الساحلية ذات الطابع السياحي والصناعي الهام بصفة خاصة وكل ولايات الوطن.
ولفت البيان، إلى أن «هذه المنشأة الطاقوية الكبرى تضاف إلى جملة المشاريع الطاقوية الهامة التي نجحت سونلغاز في إدخالها حيز الخدمة خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي من شأنها تعزيز الحظيرة الإنتاجية لسونلغاز ودعم قدرتها الوطنية في تعزيز تموين المواطنين بالطاقة».
تأسيس جمعية الجزائريين المقيمين بتونس تحت شعار «الجزائر الجديدة»
إطار مُستـــــــدام وفعّال للحفـــــاظ علـــــــى الروابــط مــــــــــــــــــع الوطن
تم تأسيس جمعية الجزائريين المقيمين في تونس تحت شعار «الجزائر الجديدة»، التي جاءت فكرة إنشائها عقب اللقاء الذي جمع أفراد الجالية الوطنية برئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال زيارة الدولة التي أجراها سنة 2021 لتونس. وتم نشر الاعتماد الخاص بهذه الجمعية في الجريدة الرسمية للجمهورية التونسية.
تعتبر الجمعية إطارا مستداما وفعالا وموثوقا وشاملا، يمثل جميع الفئات العمرية الاجتماعية والمهنية وكل مناطق إقامة الرعايا الجزائريين في تونس.
كما هو منصوص عليه في لوائحها، تسعى الجمعية للاستجابة لأهداف تماسك الجالية والحفاظ على الروابط مع الوطن، كما ترمي إلى المبادرة بنشاطات ذات طابع ثقافي واجتماعي وأعمال تضامنية، بالإضافة إلى ندوات ونشاطات فنية ورياضية. ويتزامن ميلاد هذه الجمعية مع الاحتفال بالذكرى 62 للاستقلال والشباب وهو الحدث الذي تعيشه الجالية الجزائرية بتونس بكل فخر واعتزاز.
وخلال زيارته لتونس في ديسمبر 2021 كان رئيس الجمهورية قد حث ممثلي الجالية الجزائرية على التنظيم وتأسيس إطار جمعوي موحد.
9 أيام لإيداع الملفات لدى السلطة المستقلة للانتخابات
إيداع التصاريح بالترشح للرئاسيات المسبقة.. العد التنازلي
^ تقديم 600 توقيع لمنتخبين.. أو 50 ألف توقيع فردي عبر 29 ولاية على الأقل
تبقت أمام الراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية المسبقة، 9 أيام لإيداع ملفات ترشحهم لدى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، ليبدأ بعدها إجراء ضبط القوائم النهائية وتأكيدها من قبل المحكمة الدستورية، في وقت يطبع الهدوء والأخلاق السياسية عملية جمع استمارات الاكتتاب الفردي على صعوبتها.
حمزة.م
تنتهي الآجال القانونية لإيداع ملفات الترشح لرئاسيات 7 سبتمبر المقبل، منتصف ليلة الخميس المصادف لـ18 جويلية الجاري، وعليه فإن أقل من 10 أيام تفصل الذين قاموا بسحب استمارات الترشح من مقر السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، رغبة منهم في دخول السباق الرئاسي.
ويحدد القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات، مهلة بـ40 يوما الموالية لصدور المرسوم الرئاسي المتضمن استدعاء الهيئة الناخبة من قبل رئيس الجمهورية، لاستكمال ملف الترشح وإيداعه وفق الشروط والإجراءات القانونية.
ومن أهم الشروط، تلك المنصوص عليها في المادة 253 من قانون الانتخابات التي تنص على تقديم المترشح «إما قائمة تتضمن 600 توقيع فردي لأعضاء منتخبين في مجالس بلدية أو ولائية أو برلمانية، على الأقل موزعة على 29 ولاية على الأقل».
وفي الخيار الثاني، ينبغي على المترشح تقديم «قائمة تتضمن 50.000 توقيع فردي على الأقل، لناخبين مسجلين في قائمة انتخابية، على أن تجمع عبر 29 ولاية على الأقل، وألا يقل العدد الأدنى للتوقيعات المطلوبة في كل ولاية من الولايات 1200 توقيع فردي».
ويعتبر هذا الشرط اختبارا حقيقيا لكل الراغبين في الترشح، بحيث يكشف عن مدى الحضور والدعم الرمزي الذي يحظى به، قبل دخوله المنافسة الانتخابية، في حالة استيفائه لبقية الشروط القانونية.
وبعد الشكاوى التي وصلها بشأن وجود مشاكل فنية تعيق عمليات الإمضاء على مستوى نقاط التصديق والبالغ عددها 4903 نقطة عبر كامل التراب الوطني، أعلنت السلطة الوطنية للانتخابات، عن بعض التدابير التي من شأنها ضمان سلاسة جمع التوقيعات.
ومن ضمن هذه الإجراءات، إبقاء خلايا التصديق في حالة تعبئة يومية بما في ذلك أيام الجمعة وأيام العطل من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية العاشرة ليلا، وأكدت استعمال بطاقة التعريف الوطني الكلاسيكية في عملية التصديق، دون الاعتماد على رقم التعريف الوطني كشرط نهائي.
وأفادت السلطة بإمكانية أن تحل شهادة التسجيل في القوائم الانتخابية، محل بطاقة الناخب أثناء توقيع استمارة الاكتتاب لصالح المترشح، ومن شأن هذه التسهيلات أن تعطي دفعا لبعض المترشحين الذين يملكون قاعدة نضالية.
ومع انتهاء الآجال المحددة لإيداع ملفات الترشح بعد نحو 9 أيام، تفصل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، في صحة الترشيحات في غضون 7 أيام من تاريخ إيداع التصريح بالترشح، ويحق لمن رفض ملفه الطعن لدى المحكمة الدستورية خلال 48 ساعة.
وإجمالا، ستعلن سلطة الانتخابات عن القائمة النهائية للمترشحين في 27 جويلية الجاري، لتقوم بإرسالها مرفقة بالملفات للمحكمة الدستورية التي تعتمد قرار القائمة النهائية في آجال زمنية لا تتجاوز 7 أيام من آخر قرار لسلطة الانتخابات.
وقدمت أحزاب العمال، جبهة القوى الاشتراكية وحركة مجتمع السلم، مرشحيها لهذه الانتخابات الرئاسية، وتعكف على استكمال عملية جمع التوقيعات قبل إيداع التصاريح بالترشح.
بينما اختارت أحزاب أخرى على مستوى المجلس الشعبي الوطني، مناشدة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الترشح لعهدة رئاسية ثانية.
وجهها الرئيس تبــــــــــون في عيد الشباب والاستقــــلال
رســـائـــــــــــــــــــل الفخـــــــــــــر فـــــــــي ذكـــــــــــرى النصـــــــــــــــــــــــر..
^ تعزيز اللُّحمة بين الجزائريين وإعادة الثقة بالمستقبل
حملت رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعيد استقلال الجزائر، دلالات عميقة وأبعادًا وطنية تستحق الوقوف عندها، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي.
علي مجالدي
تأتي الرسالة لتسلط الضوء على أهمية هذه المناسبة الوطنية في تعزيز اللحمة الوطنية بين الجزائريين وإعادة الثقة بالمستقبل. حيث يؤكد الرئيس تبون في رسالته، على أهمية الاستقلال كرمز للكرامة والصمود والتضحية، حيث استطاعت الجزائر بفضل التسيير الراشد للرئيس تبون من تجاوز مختلف الأزمات وتحقيق العديد من النجاحات على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في هذا الإطار، يوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور مصطفى بوحاتم، في تصريح لـ»الشعب»، أن الجزائر واجهت خلال عهد الرئيس تبون تحديات كبيرة وغير مسبوقة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، بداية من جائحة كورونا، بالإضافة إلى التحديات الإقليمية والدولية المتصاعدة والتي عصفت بالعديد من الدول.
ومع ذلك، فقد انتصرت الجزائر في معظم هذه المعارك بفضل صدق النوايا وعزيمة الرجال، بالرغم من النقائص المسجلة في بعض الأحيان وهذا أمر وارد ويحدث حتى في الدول المتقدمة.
ويضيف بوحاتم، الجزائر حققت تقدماً ملموساً في العديد من المجالات، مثل الاقتصاد والأرقام وحدها تتكلم وبشهادة المنظمات الدولية وتحقق الجزائر معدلات نمو سنوية غير مسبوقة، كما أن عيد الاستقلال هو فرصة لترسيخ تماسك اللحمة الوطنية، وتحسين صورة البلاد على المستويين الإقليمي والدولي.
علاوة على ذلك، أشاد الرئيس بجهود الجزائر في الدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة، مثل قضية فلسطين، حيث تعد الجزائر أحد أكبر داعميها منذ عقود، والجهود التي بذلتها ومازالت تبذلها الجزائر في مجلس الأمن خير دليل على ذلك.
وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الجزائر على الصعيدين الداخلي والخارجي، تستمر ذكرى الاستقلال وبيان الفاتح من نوفمبر في تقديم الدروس والعبر. حيث يعلم الجزائريون أن الاتحاد والتضامن الذي أبدوه في ثورتهم ضد الاستعمار هو نفسه السبيل لتجاوز الأزمات الحالية، سواء كانت هذه التحديات اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، فإن العودة إلى المبادئ النوفمبرية تعتبر دائمًا نقطة انطلاق لإيجاد الحلول وبناء مستقبل أفضل.
وذَكَّر رئيس الجمهورية في رسالته، بالتضحيات التي قدمها الأجداد طيلة قرن وربع القرن من الزمن، سواء الثورات الشعبية أو ثورة نوفمبر المجيدة في سبيل الحرية وبناء جزائر حرة مستقلة وتقديم أكثر من مليون ونصف المليون من الشهداء، مبرزا أن الاستقلال الذي ننعم به اليوم هو نتاج مقدس لأنهار من الدماء الزكية وقوافل متكاتفة لرموز قدّموا أرواحهم على مذبح الحرية، وإننا سنظلّ واقفين مجنَّدين على حِمى هذه التضحيات، نصون وديعة الشهداء ونحمي حياض الوطن من أجل مواصلة وضع لبنات أخرى لتشييد صرح الجزائر التي حلم بها الشهداء الأبرار.
بواقع 25.5 مليون طن سنويا
الجزائر السابعة عالميا في إنتاج الغاز الطبيعي المسال
حلت الجزائر في المرتبة السابعة عالميا من حيث الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال، بواقع 25.5 مليون طن سنويا حتى نهاية فبراير الماضي، كأول دولة إفريقية في الترتيب.
وحسب تقرير للاتحاد الدولي للغاز IGU، جاءت الجزائر في المركز السابع متقدمة، إفريقيا، على نيجيريا، التي حلت ثامنة بقدرة إنتاجية بنحو 22.2 مليون طن سنويا، ومصر التي جاءت في المرتبة العاشرة بـ12.2 مليون طن سنويا. تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول ذات الطاقة الإنتاجية الأكبر للغاز المسال، بواقع 91.4 مليون طن سنويا، متبوعة بأستراليا بـ87.6 مليون طن سنويا، ثم قطر بـ77.1 مليون طن سنويا، وهي الدول الثلاث التي تستحوذ مجتمعة على أكثر من نصف الطاقة الإنتاجية العالمية. وحلت ماليزيا في المركز الرابع، بطاقة إنتاجية بلغت 32 مليون طن سنويا، متفوقة على إندونيسيا التي حلت خامسة بقدرة إنتاجية ناهزت 30.3 مليون طن سنويا، ثم روسيا بـ29.1 مليون طن سنويا، ثم الجزائر ونيجيريا، تليهما ترينيداد وتوباغوفي المرتبة التاسعة بـ14.8 مليون طن سنويا، متبوعة بمصر في المركز العاشر.
وعرفت الطاقة الإنتاجية للغاز المسال في العالم ارتفاعا إلى 483.1 مليون طن سنويا حتى نهاية فبراير الماضي، بينما بلغ متوسط استعمال قدرة الطاقة الإنتاجية المستغلة قرابة 88,7٪ خلال العام الماضي، بانخفاض طفيف عن متوسطها البالغ 89٪ في عام 2022.
من جهة أخرى، أحرزت الجزائر، حسب التقرير، ارتفاعا في حجم صادراتها من الغاز المسال بنهاية سنة 2023، بتسجيلها 2.88 مليون طن إضافية مقارنة بسنة 2022، مما رفع إجمالي صادراتها إلى 13 مليون طن، بحصة سوقية تقدر بـ3٪ من السوق العالمي، وهو ما يضعها في المركز السابع عالميا.
وتطرق التقرير إلى أهم مسارات تدفق تجارة الغاز المسال بين الأقاليم خلال سنة 2023، مصنفا المبادلات بين الجزائر وتركيا (4,29 مليون طن) ومن الجزائر إلى فرنسا (3,20 مليون طن) كأول وثالت أكبر مبادلات للغاز المسال بين إفريقيا وأوروبا على التوالي.
الوزير الأول يستقبل سفيرة المملكة
الجزائر- هولندا.. تباحث العلاقات الثنائية وآفاق تطويرها
استقبل الوزير الأول نذير العرباوي، أمس الأثنين، بقصر الحكومة، سفيرة مملكة هولندا بالجزائر جانا فان دير فيلد، على إثر انتهاء مهامها في الجزائر، حسب ما أفاد بيان لمصالح الوزير الأول.
تناولت المحادثات «واقع العلاقات الثنائية وآفاق تطويرها في شتى المجالات مع تأكيد الإرادة المشتركة لتكثيف الحوار السياسي حول القضايا الدولية والإقليمية الراهنة وترقية الشراكة الجزائرية الهولندية، لاسيما في المجالات الاقتصادية والاجتماعية».
من قادة دول شقيقة وصديقة
ملوك ورؤساء يهنئون رئيس الجمهورية بعيد الاستقلال
تلقى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، رسائل تهان من ملوك ورؤساء وقادة دول شقيقة وصديقة، وهذا بمناسبة الذكرى 62 لعيد الاستقلال، حسب ما أورده، أمس الاثنين، بيان لرئاسة الجمهورية.
جاء في البيان: «بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال، تلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون رسائل تهان من ملوك ورؤساء وقادة دول شقيقة وصديقة وهم:
– خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. – ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان. – ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. – رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد. – رئيس دولة فلسطين محمود عباس. – رئيس جمهورية تشاد محمد إدريس ديبي. – ملك إسبانيا فيليب السادس. – رئيس جمهورية كوت ديفوار الحسن واتارا. – رئيسة جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية سهلورق زودي. – رئيس جمهورية نيكاراغوا دانييل أورتيغا. – نائبة رئيس جمهورية نيكاراغوا روزا ريوموريلو».
اتفاق تاريخـــــــــــي بين الجزائـــــــر وإيطالـيـــــا
تعزيـــــــــز الأمـــــــن الغذائــــــــي وتحفيز النمـــــــو الاقتصــــــــادي
في إطار السعي الحثيث نحو تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب والبقوليات، أبرمت الجزائر وإيطاليا اتفاقية ضخمة لإنتاج الحبوب والبقوليات في منطقة تيميمون بالجنوب الجزائري. حيث تمتاز هذه المنطقة بمساحات زراعية شاسعة وموارد مائية جوفية تعد الأكبر في العالم بأكثر من 50 ألف مليار متر مكعب، ما يجعلها بيئة مثالية لجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاع الزراعي. ويهدف هذا المشروع الطموح إلى استقطاب الخبرات والتكنولوجيا الحديثة، وخلق فرص عمل جديدة.
علي مجالدي
وقعت الجزائر وإيطاليا اتفاقية- إطار لتنفيذ مشروع إنتاج الحبوب والبقوليات بقيمة 420 مليون يورو، وسيتم تنفيذ المشروع على مساحة 36 ألف هكتار في ولاية تيميمون على مدار ثلاث سنوات، مع بدء عمليات الحرث والبذر في خريف 2024.
يهدف المشروع الضخم إلى إنتاج 170 ألف طن من القمح الصلب سنويا، و11 ألف طن من الحمص، و6 آلاف طن من العدس. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع إنشاء قطب صناعي لتحويل المنتجات الزراعية، ومنشآت للتخزين، ومرافق لإنتاج العجائن الغذائية. ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز البنية التحتية الزراعية والصناعية في المنطقة بشكل كبير.
وبحسب العديد من الخبراء، يعد هذا المشروع المتكامل بداية حقيقية للاستثمار الأجنبي في الصحراء الجزائرية، بعد مشروع إنتاج بودرة الحليب بشراكة جزائرية قطرية بقيمة تتجاوز 3 ملايير دولار.
ومن المتوقع أن يساهم المشروع الجزائري- الإيطالي في خلق 6700 فرصة عمل جديدة، مما يساهم في تقليل معدلات البطالة بالمنطقة وتعزيز التنمية المحلية. كما يسعى المشروع إلى زيادة الصادرات الجزائرية من المنتجات الزراعية، مما سيسهم في تحسين ميزان المدفوعات وزيادة الإيرادات الوطنية ضمن المشروع الاقتصادي الوطني الهادف إلى تنويع مصادر الدخل بعيدا عن قطاع المحروقات.
وتهدف الجزائر من خلال هذا المشروع، إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب، لاسيما وأنه بلغ نسبة 80٪ هذا العام، مع توفير أكثر من مليار دولار من العملة الصعبة، وتسعى لبلوغ نسبة 100٪ من خلال زيادة مساحات الإنتاج إلى 500 ألف هكتار في الجنوب.
كما تسعى إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في المجال الفلاحي للاستفادة من الخبرات والتكنولوجيا الحديثة، ما يعزز من قدرتها على تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، لاسيما وأن الجزائر تعتبر الأفضل قاريا في هذا المجال.
ويمثل توقيع الاتفاقية بين الجزائر وإيطاليا خطوة استراتيجية نحو تعزيز الأمن الغذائي في قطاع الحبوب والبقوليات وتقليل اعتماد البلاد على الواردات، ممّا يُقلّل من مخاطر نقص الغذاء والتقلب الحاصل في الأسواق الدولية، كما يعكس المشروع مستوى التعاون الإقليمي المثمر في حوض المتوسط، واستغلال الموارد الطبيعية الوفيرة في الجنوب الجزائري.
ومن المتوقع أن يسهم المشروع في تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة للجزائر، مما يعزز من مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية في المجال الفلاحي.
عقد الشراكة مع إيطاليا لإنتاج الحبوب
استثمــــــــار ناجح.. وفــــق قاعـــــــــــــــدة رابح- رابح
^ تقليص فاتورة الاستيراد وتوفير مداخيل كانت موجهة لاستيراد الحبوب
^ المشـــــروع سيجعل بلادنـــــــــــا مــــــــــــوردا زراعيـــــــــــا لايطاليــــــــــــا مستقبــــــلا
يعد عقد الشراكة الجزائري- الإيطالي في مجال الزراعة، الذي وقع قبل أيام، مشروعا واعدا، حيث أنه يؤسس لزراعة مستدامة، كما أنه سيسمح بنقل تكنولوجيا الصناعات التحويلية الغذائية للجزائر من كبرى الشركات الإيطالية الرائدة في المجال، إلى جانب أنه أكبر مشروع استثماري إيطالي في الجزائر، أساسه الربح المتبادل وفق قاعدة «رابح- رابح».
آسيا قبلي
يتوقع أن يقلص عقد الشراكة بين الجزائر وإيطاليا، فاتورة الاستيراد ويوفر للجزائر مداخيل كانت موجهة لاستيراد الحبوب المقرر إنتاجها في إطار هذا المشروع، كما سيجعل الجزائر موردا زراعيا لإيطاليا مستقبلا، بفعل تأثر سلاسل التوريد من شرق أوروبا، وهي التي كان يعول الإيطاليون واردات القمح، خاصة وأن إيطاليا تشتهر بإنتاح العجائن.
يأتي هذا التوقع من التجربة السابقة في مجال الغاز، إلى جانب ذلك يمكن لهذا المشروع أن يجلب منقبين عن الغاز الذي مازال باطن الجزائر يكشف عن المزيد منه، وبالتالي دخول شركات عالمية ورؤوس أموال؛ بمعنى البحث عن آبار غاز ويقابله رؤوس أموال للاستثمار في الزراعة.
عوامل جذب
تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تتوفر على عوامل جذب واستقطاب قوية، وتحظى بفواعل اقتصادية تشكل فائدة كبيرة للصناعات التي تتطلب مدخلات محلية، وبالتالي تقليل التكاليف المرتبطة بالمشتريات والخدمات اللوجستية. إلى جانب تحفيزات هامة، على غرار الإعفاءات الضريبية وتخفيضات التعريفات الجمركية، كما تتوفر على دوافع استثمار أخرى تتعلق بموقعها الجغرافي الملائم، فهي بوابة إفريقيا، وهمزة وصل بين ضفتي المتوسط، مما يحفز التجارة عبر الحدود وتقليل تكاليف النقل.
فرص واعدة
وكانت الجزائر وإيطاليا أعلنتا عن توقيع شراكة بقيمة 420 مليون أورو في 6 جويلية 2024 لمشروع استثماري إيطالي جنوب الجزائر، وتحديدا بولاية تيميون، بهدف إنتاج القمح.
ويتولى تنفيذ المشروع مجموعة Bonifiche Ferraresi الإيطالية والصندوق الوطني للاستثمار لإنتاج الحبوب والبقوليات، على مساحة تقدر بـ36 ألف هكتار بولاية تيميمون. وسيخصص المشروع لإنتاج القمح والعدس والفاصوليا المجففة والحمص، بالإضافة إلى إنشاء وحدات معالجة لصناعة المعكرونة وصوامع التخزين. وسيتم إطلاقه خلال سنة 2024 وسيعمل على زيادة الصادرات وخلق أزيد من 6700 منصب شغل، بحسب المصدر نفسه.
أهداف الشراكة
وتهدف الجزائر من خلال تنفيذ هذه الخطة، إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب، وذلك بزيادة مساحات الإنتاج إلى 500 ألف هكتار بالجنوب. وأوضح وزير الفلاحة يوسف شرفة، أن الجزائر حددت مهلة ثلاث سنوات لتحويل هذه 500 ألف هكتار التي ستخصص للمحاصيل الاستراتيجية من أجل ضمان الأمن الغذائي للبلاد، وتقليل اعتمادها الكبير على الواردات. وأضاف، أنه بالموازاة مع هذه الاتفاقية مع إيطاليا، سيتم تطوير الأراضي في الصحراء الجزائرية، بشراكة مع شركات عالمية، من بينها شركات قطرية. وتندرج الاتفاقية الجزائرية الإيطالية الموقعة، السبت، في إطار «خطة ماتي» التي تحمل اسم أنريكو ماتي مؤسس شركة إيني (عملاق الطاقة العمومية الإيطالية) الذي دعا في الخمسينيات من القرن الماضي إلى إقامة علاقات تعاون مع الدول الإفريقية.
الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني لـ «الشعب»:
«تيميمون».. شراكة نموذجية ورهان على الزراعة الذكية
^ترجمة للعلاقات المتميزة اقتصاديا ومكسب للجزائر على مســـار الأمن الغذائـــــــي
^ نموذج ناجح للشراكات الثنائية ضمن نظرة تشاركية قائمة على التعاون والتكامل
أوضح المستشار العام والناطق الرسمي للاتحاد الجزائري للاقتصاد والاستثمار عبد القادر سليماني، أن العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإيطاليا استراتيجية مبنية وفق مبدإ رابح- رابح، معتبرا الاتفاقية الموقعة، السبت، بين البلدين لإنشاء مشروع ضخم لإنتاج القمح والبقوليات الجافة والبذور في تيميمون، ترجمة للعلاقات المتميزة في المجال الاقتصادي، كما يعدّ مكسبا للجزائر، على مسار تحقيق الأمن الغذائي.
خالدة بن تركي
قال الخبير عبد القادر سليماني، في تصريح لـ»الشعب»، إن مشروع تيميمون يعكس العلاقات القوية بين البلدين، خاصة في المجال الفلاحي وإن الجزائر تسعى إلى تحقيق الأمن الغذائي في مجال الحبوب الذي يكلف الخزينة العمومية مليارات الدولارات سنويا، على اعتبار أن بلادنا تستهلك سنويا 9 ملايين طن، مقابل طاقة إنتاجية تقدر بـ80٪ من الإنتاج الوطني
وأكد المتحدث، أن التعاون والشراكة بين البلدين والاستثمار في القطاع الفلاحي، يأتي في إطار الرفع من القدرات الإنتاجية لمادة القمح الصلب بـ170 ألف طن سنويا، وخصوصا البقوليات، في حين سيتم إنتاج 11 ألف طن و6 آلاف طن في العدس والفاصوليا لتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المواد.
ويعتبر التعاون الثنائي مشروعا استراتيجيا وعاملا مهمّا للطرف الجزائري لزيادة الإنتاج من الحبوب، وتغطية احتياجات السوق الوطنية كمرحلة أولى، والوصول إلى التصدير في المرحلة الثانية، كما أنه يوفر أكثر من 6700 منصب شغل مباشر، والآلاف من المناصب غير المباشرة. كما أن العملية تندرج فيما يسمى «الإنتاج المدمج» من البذور إلى غاية الصناعات التحويلية والتحكم في التخزين وأساليب السقي الذكي.
وأشار الخبير إلى المؤهلات الكبيرة للجانب الإيطالي في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفلاحية، والصناعات الغذائية والتحويلية، وهو ما يشكلّ أمرا مهما للجزائر لتحقيق الاكتفاء الذاتي، موضحا بخصوص المشروع الذي يستمر على مدار ثلاث سنوات، أنه يسمح بالوصول إلى الإنتاج بأقصى طاقاته، سيما وأن الشراكة ستكون بـ51٪ للجانب الإيطالي و49٪ للجزائر في الصندوق الوطني للاستثمار.
وقال سليماني، إن هذا التعاون نموذج ناجح للشراكات الثنائية بين الجزائر وإيطاليا، وفي إطار نظرة تشاركية قائمة على التعاون والتكامل في مختلف المجالات: نقل التكنولوجيا، رؤوس الأموال والخبرات، المعرفة، وكذا نقل الأسواق؛ لأن إيطاليا تسعى للدخول إلى إفريقيا عبر بوابة الجزائر، خاصة وأننا نشهد استحداث نسيج اقتصادي صناعي في ولاية تيميمون وما جاورها، يضيف المتحدث.
يشمل هذا النسيج، بحسب سليماني، الصناعات الغذائية والتحويلية، وسيتم تصدير هذه المنتجات إلى إفريقيا والدول العربية لتنويع الصادرات خارج المحروقات وبلوغ 25 مليار دولار، وستكون الصناعة الغذائية من أهم الشعب التي سيتم تصديرها إلى جانب الموارد الطاقوية ومختلف الصناعات الميكانيكية والتحويلية.
وأكد الخبير، أن المشروع ثمرة عمل رئيس الجمهورية، خصوصا في قمة السبعة الكبار التي التأمت في إيطاليا، وكان حضور الجزائر مميزا، كما يدخل التعاون في إطار «خطة ماتي» لتنمية إفريقيا التي سيتم الاستثمار فيها بما يفوق 6 ملايير دولار في دول إفريقيا، فالجزائر تعتبر ركيزة أساسية لخطة ماتي في إفريقيا، وإيطاليا تعول على الشريك الجزائري لدخول إفريقيا، كونها تتوفر على مناطق حرة، اللوجيستيك، النقل وبيئة اقتصادية ومناخ أعمال يتيح للشركات الإيطالية الاستثمار في الجزائر، على غرار صناعة السيارات، الصناعة التحويلية، الفلاحة أو الخدمات.
وأفاد المحلل الاقتصادي، أن التعاون الثنائي المشترك بين البلدين يسمح بالوصول إلى السيادة الاقتصادية والأمن الغذائي، وهذا من خلال تكوين نسيج من الشركات الناشئة والمصغرة ناشطة في مجال الزراعات الاستراتيجية والصحراوية للرقي بالاقتصاد الوطني إلى مصاف الاقتصاديات المتطورة في العالم.
وأضاف سليماني قائلا: «إلى جانب الاتفاقيات المبرمة في هذا المجال، يجب تكثيف الجهود لترقية الزراعات الاستراتيجية بالمناطق الصحراوية لضمان الأمن الغذائي». وأكد أن تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي مسؤولية الجميع، وهذا من خلال الاستغلال الأمثل للقدرات لإنتاجية، خاصة الأراضي الخصبة، في رفع المردودية.
الماكنة الإيطالية، التكنولوجيا والمؤسسات الناشئة، ستكون – يضيف سليماني – بموافقة الشركات الجزائرية، شراكة مربحة تحت قاعدة رابح-رابح، والبراغماتية والمصالح المشتركة.. هذا ما تريده الجزائر.. الثنائيات الاقتصادية الرابحة، ونرى اليوم النموذج الإيطالي وقبله القطري في أدرار، يمثلان نماذج رائدة، وهذه هي المشاريع التي تريدها الجزائر، بالإضافة إلى مشاريع أخرى مع الشركاء الصينيين والأتراك.
وعليه، يقول سليماني، المشاريع ستحرك العجلة الاقتصادية، وتوفر مناصب الشغل، كما أنها تساهم في خلق نسيج اقتصادي، خاصة في مجال النقل، اللوجيستيك والصناعات التحويلية والمناولاتية والشركات الناشئة والمصغرة، وبالتالي تحقيق دورة اقتصادية متكاملة تنتج عن هذه الشراكات الحقيقية بين وزارة الفلاحة والمتعامل الإيطالي.
مشروع إنتاج الحبوب والبقوليات بتيميمون
الجزائر- إيطاليا.. شراكة وثيقة وآفاق واعدة
^ وحدات تحويلية لتصنيع العجائن الغذائية وصوامع للتخزين وهياكل حيوية أخرى
تم التوقيع على اتفاقية- إطار بين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والشركة الإيطالية «بونيفيشي فيراريزي» (Bonifiche Ferraresi-BF)، السبت، بالجزائر العاصمة، لإنجاز مشروع متكامل لإنتاج الحبوب والبقوليات والعجائن الغذائية في ولاية تيميمون. وسيتم بموجب هذه الاتفاقية، إنجاز مشروع متكامل، بالشراكة بين المجموعة الإيطالية (بي.أف-BF) والصندوق الوطني للاستثمار.
يتربع هذا المشروع، على مساحة 36 ألف هكتار بولاية تيميمون (محيط الكبير 01)، ستخصص لإنتاج القمح، العدس، الفاصولياء المجففة والحمص، بالإضافة إلى تشييد وحدات تحويلية للعجائن الغذائية، صوامع للتخزين وهياكل حيوية أخرى، بحسب الشروحات المقدمة خلال مراسم التوقيع. وعلاوة على زراعة الحبوب والبقوليات، سيتم إدراج محاصيل زراعية أخرى استراتيجية ضمن الدورة الزراعية، خاصة النباتات الزيتية مثل الصويا. وسيساهم هذا المشروع في تعزيز الإنتاج الوطني من الحبوب والبقول الجافة وزيادة الصادرات خارج المحروقات من خلال تصدير العجائن الغذائية، وكذا خلق أكثر من 6700 منصب شغل (1600 منصب دائم وحوالي 5100 منصب غير دائم).
محلي
على مستوى بلدية عين الكرمة
وهـــران.. مـــطـــالـــب بــتـــوفـــير الـــغـــاز الــطـــبــيــعــي بــالـــبرج الأبـــيـــض
جدّد سكان قرية البرج الأبيض، الواقعة ببلدية عين الكرمة بوهران مطلبهم، المتعلق بربط منطقتهم بالغاز الطبيعي، الذي يصنف ضمن الأولويات القصوى للارتقاء بجودة الحياة وتحسين مستوى المعيشة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، باعتبارها منطقة فلاحية وسياحية بامتياز.
وهران: براهيمية مسعودة
وفقا لمعطيات المجلس الشعبي لبلدية عين الكرمة، التابعة لدائرة بوتليليس، فإن منطقة البرج الأبيض، لم تستفد بعد من أية مشروع للربط بشبكة الغاز؛ وهي تعتبر من أكبر التجمعات السكانية بالبلدية، بعد عين تاسة وعين الكرمة، وذلك بتعداد، يقدر بـ 2500 نسمة.
وبالمقابل، فإن الإنجازات المحققة، خلال السنوات الأخيرة، ببلدية عين الكرمة، لا ينكر إلا جاحد؛ حيث استفادت من عدة مشاريع تنموية في إطار تنمية مناطق الظل التي خصّصت لها السلطات، اهتماما بالغا، ولعلّ أبرزها ربط القرى المبعثرة بشبكة الطرق الرئيسية، من خلال تعبيد مجموعة من الطرقات وفتح مسالك تؤدي إليها، على غرار قرى سيدي بختي والبواشخة وعين تاسة والتجمعات السكانية التابعة لهم، ناهيك عن ربطها بقنوات الصرف الصحي وشبكة الإنارة العمومية.
وكما هو معروف، أن سيدي بختي وعين الكرمة، تمّ ربطهما بشبكة الغاز الطبيعي؛ حبي تمّ تدشين أول عملية استفادة على مستوى بلدية عين الكرمة (مركز) في فيفري 2024، فيما بلغت العملية على مستوى قرية سيدي بختي، مرحلتها الأخيرة ليستفيد المواطنين من هذه المادة الحيوية، كما تسعى مديرية الطاقة جاهدة لإكمال الأشغال على مستوى قرية عين تاسة وحي بقوق.
في إطـــــار تـــنـــشــيـــط مـــوســــم الاصـــطـــيـــاف وتـــنــفــيـــذا لــلــمــخــطــط الأزرق
أم الــبــواقــي.. إطــلاق قــطــار الــبــحــر رفــقــة ولايـــة خــنــشــلــــة
في إطار تنشيط موسم الاصطياف وتسهيل حركة تنقل الأشخاص من وإلى المدن الساحلية، أطلقت المديرية الجهوية للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ناحية قسنطينة، قطار البحر كل يوم اثنين ابتداء من شهر جويلية الجاري لفائدة سكان ولايتي خنشلة وأم البواقي حسب ما أعلنته مديرية النقل لولاية أم البواقي.
أم البواقي: اسكندر لحجازي
ستكون الرحلة بين ولايتي خنشلة وسكيكدة حسب ذات المصدر، كل يوم اثنين انطلاقا من الساعة 03 و50 دقيقة صباحا والعودة في نفس اليوم على الساعة 17 و20 دقيقة مساء على أن يتوقف القطار في محطات بغاي، متوسة، فكيرينة، عين البيضاء، أم البواقي، عين فكرون، عين مليلة، القرزي، أولاد رحمون لخروب، سيدي مبروك، قسنطينة ورمضان جمال، بما يسمح لسكان هذه البلديات من استغلال هذا الخط اتجاه البحر وضمان العودة في نفس اليوم.
واستحسن سكان ولايتة خنشلة إطلاق قطار البحر تزامنا وارتفاع درجة الحرارة بما يسمح للكثيرين من التنقل من وإلى ولاية سكيكدة لأخذ قسط من الراحة الاستجمام على شواطئها دون تكاليف كبيرة وهي أول رحلة تاريخيا من نوعها يستفيد منها سكان ولايتي خنشلة وأم البواقي في إطار تنشيط المخطط الأزرق لهذا الموسم.
ويندرج إحداث قطار البحر ضمن مساعي السلطات الرامية إلى صنع الفرجة والاستجمام وإحداث نوع من التوازن لفائدة المدن الداخلية في مجال السياحة الصيفية والسماح للعائلات والأطفال بقضاء أوقات على شاطئ البحر والتمتع بالسباحة خاصة لفئتي الأطفال والشباب.
من أجل تسهيل عملية الحفظ والتخزين
بـــســـكــرة.. مـــشــاريــع لإنجــاز ثـمــانــيــة مــراكــز لـــتــخــزيــن الحـــبــــوب
ينتظر أن تنطلق في الأيام القادمة عمليات انجاز ثمانية مراكز جوارية لتخزين الحبوب، وتهدف هذه المشروعات إلى تسهيل حفظ وتخزين الحبوب خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإنتاج التي أسفرت عنها عملية الحصاد للموسم الحالي، والتي قدرتها مديرية المصالح الفلاحية بما يفوق المليون قنطار من مختلف أصناف الحبوب.
بسكرة: عمر بن سعيد
مشاريع مراكز التوزيع توزعت على بلدية اوماش بـ07 مخازن، أربعة منها تمّ توطينها بمنطقة علب الطويل ومخزنين بمنطقة النشاطات قرب مفر وصوامع الديوان الوطني للحبوب وحدة اوماش، الأمر الذي سيسهل عملية الاستغلال والتوزيع على المطاحن عبر تراب الولاية، إضافة إلى مخزنين الأول بمنطقة الشقة طريق السعدة والأخير ببلدية القنطرة أين يوجد مقر مطاحن الزيبان العمومية.
هذه المشاريع التي تأتي ضمن برنامج وطني لدعم هياكل تخزين المحاصيل الإستراتيجية، سيتمّ استلامها ودخولها حيز الخدمة في اقل من سنة، وستمكن ديوان الحبوب من التخلص من أعباء تأجير مخازن من لدن الخواص.
للتذكير، فإن ولاية بسكرة قد شهدت توسعا في المساحات المخصصة لزراعة المحاصيل الإستراتيجية خاصة بالمنطقة الشرقية من الولاية، حيث ارتفعت رقعة المساحات المزروعة إلى أكثر من 30 ألف هكتار مقابل مايقار بـ26 ألف هكتار في الموسم 2023/2022، تتقدمها منطقة الزاب الشرقي بـ14.491هكتار ببلديات دائرة زريبة الوادي و10.611هكتار ببلديات دائرة سيدي عقبة، وينتظر أن يفتح محيط السارق التواجد بدائرة اورلال خلال المواسم القادمة آفاقا واعدة في زراعة الحبوب.
ارتفاع في نسبة النمو وريادة في بذور الحبوب
ســكــيــكــدة.. إنـــتــــاج أكـــثر مــن 900 ألـــف قــنــطـــار مـــن الـــقـــمــــح
احتلت ولاية سكيكدة خلال السنوات الأخيرة مركز الريادة فيما يخصّ إنتاج بذور القمح الممتاز، في الوقت الذي عرف فيه قطاع الفلاحة بولاية سكيكدة، ارتفاعا في نسبة النمو، حيث أصبحت ولاية سكيكدة منذ بداية الألفية الحالية الممون الرئيسي لـ13 ولاية بشرق البلاد لبذور القمح الممتاز.
سكيكدة: خالد العيفة
ينتظر أن تحقق ولاية سكيكدة، ما يزيد عن 900 ألف قنطار من الحبوب بمختلف أصنافها، على مساحة قدرت بـ34175 هكتار، خلال الموسم الفلاحي الجاري، وذلك من خلال جهود الفلاحين وتوفير العتاد الضروري الذي يشمل 147 حاصدة، 4220 جرار،1638 صهريج، 1142 شاحنة، 2814 مقطورة، 662 آلة شحن، 457 آلة جمع وربط التبن، وتوفير 10 آلاف كيس تجميع الحبوب “من 10 الى 15 قنطار للكيس”.
وأوضح الربيع حمزاوي، مدير المصالح الفلاحية لسكيكدة، أن المساحة التي تمّ زراعتها تجاوزت 34 ألف هكتار، بتوقع إنتاج ما يناهز 900 ألف قنطار، منها 686700 قنطار من القمح الصلب على مساحة 24525 هكتار، وبمتوسط مردود 28 قنطار في الهكتار، 84 ألف قنطار من القمح اللين على مساحة 3500، وبمردود يصل إلى 24 قنطار في الهكتار، إضافة إلى توقع إنتاج 116600 قنطار، على مساحة تقدر بـ 5300 هكتار، وبمردود يصل إلى 22 قنطار في الهكتار، و12700 قنطار من الخرطال، على مساحة مزروعة وصلت إلى 850 هكتار، وبمردود 15 قنطار في الهكتار.
وقال مدير التعاونية للحبوب والبقول الجافة بالولاية، حسين بوفنش، إن الوحدات التابعة للتعاونية، تتوفر على طاقة تخزين تقدر بأكثر من 600 ألف قنطار، مع تخصيص 08 نقاط لتجميع المحصول على مستوى 06 بلديات بالولاية.
وساهمت تعاونية الحبوب والبقول الجافة حسب مديرها، بكامل إمكانياتها المادية والبشرية، لإنجاح عملية الحصاد والدرس بالولاية، والتي مسّت حتى المناطق المعزولة والصعبة التضاريس، بغرض تحصيل كافة المنتوج، واستلامه من قبل التعاونية.
تخزين الحبوب بسعة 10 آلاف طن
وبهدف، تعزيز قدرات تخزين الحبوب على مستوى 52 ولاية، أشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة، خلال زيارته لولاية سكيكدة مؤخرا، على وضع حجر أساس لمشروع انجاز مركزين جواريين لتخزين الحبوب ببلدية بني وألبان، على مساحة 2.5 هكتار بسعة 5000 طن للمركز الواحد، ما سيرفع قدرات التخزين بالولاية.
وأكدت الشركة المكلفة بالإنجاز المجمع الصناعي لإسمنت الجزائر جيكا، على أهمية هذا المشروع الاستراتيجي الذي يستوجب فيه احترام الآجال التعاقدية للإنجاز المحددة بـ03 أشهر ونصف من خلال تدعيم الورشة بكافة الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة مع مراعاة نوعية وجودة الأشغال بهدف تحقيق الأثر المباشر على فلاحي الولاية من خلال تقريب هذه المنشأة إلى أماكن الإنتاج ما يساهم في التقليل من تكاليف النقل ناهيك عن خلق مناصب للشغل.
واستبشروا الفلاحون خيرا، في هذا المشروع لما يقدمه من إضافة نوعية يعزّز نشاطهم ويضمن تخزين منتوجاتهم من الحبوب، برفع قدرات الولاية في التخزين إلى 110 ألف طن، إضافة الى مشروع مركز جواري لتخزين الحبوب بسعة 50000 قنطار بقرية دقيش ببلدية انجاز الدشيش على مساحة 2.5 هكتار بغلاف مالي قدر بـ 000 000 253 دج، ومشروع آخر وضع حجر أساس انجازه ببلدية رمضان جمال، الموسم الماضي ويتعلق بصومعة لتخزين الحبوب بسعة 1 مليون قنطار، على مساحة حوالي 05 هكتار بالمستثمرة الفلاحية الجماعية خزري مولود رقم 01.
وثمّن الفلاحون جهود الدعم والمرافقة التي تضمنها وتوفرها الدولة من أجل تعزيز وتأمين أنتاج الحبوب وتوسيع قدرات التخزين مؤكدين على مواصلة الجهود من أجل المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي الوطني وذلك من خلال استعداد وتجنيد كل الفلاحين والفاعلين ذات الصلة بقطاع الفلاحة لبذل كل الجهود من أجل انجاز هذه المشاريع الإستراتيجية لولاية سكيكدة التي تعد قطبا فلاحيا بامتياز لما لها من مقومات ومؤهلات يمكنها من تسجيل أحسن النتائج في المنتوجات الفلاحية والحبوب بصفة خاصة وكذا خلق مناصب شغل لشباب الولاية ومنه تطوير الاقتصاد المحلي.
إطلاق برنامج لإنتاج فئة البذور ما قبل القاعدية
وأطلق، بسكيكدة، أوّل برنامج على المستوى الوطني من نوعه، يتعلّق بإنتاج فئة البذور ما قبل القاعدية، بالاشتراك مع الديوان الجزائري المهني للحبوب، موجّه لإنتاج فئة البذور ما قبل القاعدية، ويشمل في المرحلة الأولى تكثير ما يزيد عن 20 صنفا من محاصيل الحبوب والبقول الجافة الغذائية، بمختلف أنواعها من قمح صلب، قمح لين، شعير وحمص.
ويهدف هذا الأخير إلى تأمين الدورة الكاملة لعملية إنتاج كلّ أجيال بذور الحبوب والبقول الجافة الغذائية، عن طريق إعادة تأهيل معظم الأصناف الجزائرية المعروفة بجودتها، وقدرتها العالية على التأقلم مع الظروف الزراعية المحلية من تربة ومناخ، والتي لوحظ اختفائها، من مستوى الحقول خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى بعض الأصناف الأخرى ذات القدرة العالية الإنتاج وذلك من أجل تلبية احتياجات الفلاحين بما يناسب رغباتهم واختياراتهم.
واستفادت، ولاية سكيكدة، من الاعتماد الخاص بإنتاج فئة البذور ما قبل القاعدية على ضوء النتائج المسجلة خلال السنوات الأخيرة في مجال إنتاج بذور محاصيل الحبوب والبقول الجافة الغذائية من طرف تعاونية الحبوب والبقول الجافة للولاية، ومساهمتها الفعّالة في توفير على مستوى السوق الوطنية لهذا النوع من البذور، بضمان تغطية الاحتياجات المحلية للولاية بصفة منتظمة، وتوفير فائض لتزويد احتياجات العديد من الولايات الأخرى على المستوى الوطني.
وتجدر الإشارة، إلى أن المقومات الفلاحية التي تزخر بها الولاية بمساحة فلاحية إجمالية تقدر بـ023 193 هكتار أي ما يعادل 47 بالمائة من المساحة الكلية، منها 829 131 هكتار مساحة صالحة للزراعة 563 25 هكتار منها زراعات مسقية حيث تعد المحاصيل الكبرى الزراعة السائدة في الولاية فيما تتمثل الثروة الحيوانية السائدة في تربية الأبقار تليها كل من تربية الأغنام، الماعز، الخيليات، الدواجن وتربية النحل فيما يبلغ حجم اليد العاملة في القطاع بالولاية 793 87 عامل من دائمين، موسميين والمرأة ريفية.