افتتحت فعاليات الطبعة الـ14 للمهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف لسيدي بلعباس مساء الاثنين بالمسرح الجهوي “عبد القادر علولة” لوهران بمشاركة ست فرق متنافسة وبحضور جمع غفير من محبي فن الخشبة.
أبرزت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي في كلمة لها قرأها نيابة عنها شداد بزيغ مدير تطوير الفنون وترقيتها بالوزارة “نحتفي بالفن والمسرح والمبدعين في حضرة ذاكرة قامات فنية سامقة لنشارك جميع الفنانين والمسرحيين عرسهم الإبداعي في المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف لسيدي بلعباس في دورته الـ14”.
وأضافت أنه “لا يخفى على الجميع وتطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لدعم الإبداع وتشجيعا للمبدعين فإننا ومن خلال بعث هذه التظاهرات نؤكد على حرصنا الشديد في تثمين المساعي الرامية إلى خدمة المسرح في الجزائر”.
وأردفت الوزيرة بالمناسبة قائلة “إننا في قطاع الثقافة والفنون ووفق رؤى جادة وأهداف محددة نعمل من اجل احتواء جميع الطاقات ومنح المسرحيين الجو الأنسب للبذل والعطاء ورفع المزيد من التحديات”.
وتأتي دورة 2024 لهذا المهرجان -تضيف السيدة مولوجي- “ونحن نستذكر ميلاد فنان من طينة الكبار ألا وهو عبد القادر علولة الذي منح الكثير للمسرح الجزائري ومن خلاله نعتز بمسرحيينا أيضا ممن غادرونا تاركين بصمة شاهقة ومنهم من على قيد الحياة لمواصلة المشوار”.
وأشارت في سياق متصل إلى أن مهرجان سيدي بلعباس يعتبر “قيمة مضافة ومكسب يحمل في جعبته جينات التألق من خلال برنامج ثري ، خاصة أن الدورة الـ14 تأتي على شرف قامة نقدية ومسرحية ألا وهو الاستاذ والناقد المسرحي كمال مصطفى بن ديمراد الذي يعتبر شيخ المسرحيين والنقاد”.
واستهلت مراسم انطلاق هذه الطبعة التي تنظم استثناء بوهران كون المسرح الجهوي لسيدي بلعباس يعرف عملية تهيئة، بتقديم عروض من نوع مسرح الشارع بالمدينة من توقيع تعاونية مسرح ” الديك ” وفرقة ” الحلقة ” من سيدي بلعباس و أخرى في طابع الحلقة من أداء الفنانين نبال عبد القادر وعباس سجراري وأمين ميسوم .
وتميزت السهرة الافتتاحية بعرض مسرحية “الذاكرة…” من أداء الفنانين فضيلة حشماوي وإبراهيم حشماوي و تونس آيت الحاج الذين قدموا مشاهد ووقفات تستحضر فيها بعض المسرحيين الذين صنعوا مجد الفن الرابع في الجزائر وسطع نجمهم في عدة تظاهرات داخل وخارج الوطن منهم الفنان الراحل عبد القادر علولة الذي صادف تاريخ ميلاده 8 يوليو 1939 مع تنظيم هذا المهرجان.
وبما أن هذه الطبعة تحتفي بالناقد المسرحي كمال مصطفى بن ديمراد فقد تم بث شريط وثائقي حول مسيرة هذا الناقد الذي لا يزال في أوج عطائه وتم بالمناسبة تكريمه نظير ما يقدمه في حقل النقد المسرحي إلى جانب أنه يعد قلما في مجال الإعلام الثقافي علما أنه كان صحفي بوكالة الأنباء الجزائرية إلى غاية إحالته على التقاعد.
وحظيت الفنانة فضيلة حشماوي بالتكريم و ذلك اعترافا لهذه الممثلة المخضرمة التي طالما أبدعت فوق الركح إلى جانب كبار المسرحيين الجزائريين منذ السبعينيات من القرن الماضي منهم الراحلين عبد القادر علولة و صراط بومدين وغيرهما إضافة إلى أنها أثبت جدارتها في أدوار أدتها في مسلسلات تلفزيونية.
وافتتحت سهرة اليوم بمسرحية ” فلوفوبيا “من تأليف وإخراج يحي بن حمو ومن إنتاج الجمعية الستينية الشبانية الثقافية لمدينة وهران غمار المنافسة والتي تعد من بين ستة مسرحيات مبرمجة في إطار المهرجان وهي “كملت” من تندوف و”باندورا” من البيض و”أسرار الليل” من غليزان و”ما قبل المسرح” و”هو وأنت وأنا” من مستغانم .
للإشارة تشرف على هذه المنافسة لجنة التحكيم ترأسها الفنانة فوزية آيت الحاج وتضم أسماء لامعة في الفن وهم سمير بوعناني مقررا وحكيم دكار وخالد بلحاج وجلاب بن عبد الله كأعضاء.
وتتضمن هذه التظاهرة التي تدوم أربعة أيام عدة نشاطات منها ندوة فكرية حول “النقد المسرحي” و”إضاءات في مسيرة مسرح النقد” و”اضاءات في حقل الذاكرة المسرحية” وجلسات البيع لكتاب في الفن الرابع وكذا إقامة ورشة لتكوين في فن التمثيل استحضارا لذكرى الفنان المسرحي الراحل بفضال سيدي محمد (1964-2024).