أبرز متدخلون في منتدى الذاكرة، الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد، اليوم الأربعاء، التحديات، التي واجهتها الجزائر بعد استرجاع السيادة الوطنية للنهوض بمختلف القطاعات وبناء البنى التحتية، التي دمرها الإستعمار الفرنسي.
قال البروفيسور إدريس عطية، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في هذا المنتدى بعنوان “من الإستفتاء على استرجاع السيادة الوطنية إلى بناء مؤسسات الدولة الجزائرية المستقلة”، أنه “بعد سنوات من النضال ضد الاستعمار الفرنسي، سرعان ما اضطرت الجزائر إلى مواجهة سلسلة من المشاكل المعقدة، من إعادة الإعمار الوطني إلى تعزيز هويتها الوطنية وبناء المؤسسات الديمقراطية، وارساء أسس إقتصاد متين وتأكيد هوية وطنية موحدة.”
وفي هذا الصدد، ذكر الأستاذ عطية، بأول انتخابات تشريعية اجريت في الجزائر في 20 سبتمبر 1962 ، بعد بضعة أشهر فقط من الاستقلال، حيث كان الهدف من الجمعية المنتخبة لمدة عام واحد هو إصدار القانون الأساسي للبلاد، الذي أدى إلى ولادة دستور 10 سبتمبر 1963 ، الذي كرس مبدأ المجلس الواحد للبرلمان الجزائري.
وأوضح الأكاديمي، أن ولاية هذه الجمعية الوطنية تمدد لمدة سنة واحدة وفقا للمادة 77. وكان لجوء رئيس الجمهورية، في 3 أكتوبر 1963، إلى ممارسة الصلاحيات الكاملة، وفقا للمادة 59 من الدستور، إلى تجميد أنشطة هذه الجمعية الوطنية، حسب ما أوضحه متدخلون.
وأشار المحاضر، إلى “أنه في الفترة من 1965 إلى 1976، أنشئ مجلس للثورة على رأس الدولة الجزائرية، و للسلطة السيادية (مرسوم 10 يوليو 1965). في 22 نوفمبر 1976، وفي إطار استكمال مؤسسات الدولة الجزائرية، صدر دستور جديد أنشأ (المادة 126) مجلسا واحدا يسمى المجلس الشعبي الوطني، مسؤولا عن ممارسة السلطة التشريعية، انتخب في 25 فبراير 1977 لمدة خمس سنوات، وبصورة منتظمة.”
وأضاف البروفيسور أنه، “من الناحية الاقتصادية، كانت مهمة تنويع الاقتصاد وخلق فرص العمل لسكان شباب ومتزايدين هائلة، وقد بذلت جهود كبيرة لتصنيع البلد وتطوير البنية التحتية اللازمة، ولكن هذه المبادرات كثيرا ما أعيقت بسبب التحديات الجديدة.”
وأكد استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أنه “حتى اليوم، لا تزال الجزائر تواجه تحديات كبيرة في تعزيز مؤسساتها، و إن الحاجة إلى مواصلة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية لتلبية تطلعات السكان الشباب والمتعلمين أمر بالغ الأهمية، ولا تزال الإدارة الشفافة للموارد ومكافحة الفساد من الأولويات.
وقال: “لقد تغلبت الجزائر على العديد من التحديات منذ استقلالها، لكن الطريق إلى دولة مستقرة ومزدهرة لا يزال محفوفا بالتحديات، ولن يتطلب حل هذه التحديات إرادة سياسية قوية فحسب، بل يتطلب أيضا التزام المجتمع بأسره بالعمل معا من أجل مستقبل أفضل وأكثر إشراقا.”
وأضاف: ” كان بناء مؤسسات الجزائر المستقلة عملية معقدة ومضطربة في بعض الأحيان. وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها، أحرزت البلاد تقدما في تعزيز سيادتها وبناء دولة حديثة.”