المقالات العدد 19515
الدولي
دمـــــــاء الفلسطينيــــــين تنـــــــــزف والعالم لا يبـــــــــالي
مـــــــن يكبــــــح جنـــــــون الإرهــــــاب الصهيـــــــوني؟
لا الأحكام التي أصدرتها “العدل الدولية” ولا النداءات التي أطلقتها المجموعة الدولية استطاعت أن تكبح جنون الإرهاب الصهيوني الذي يواصل إراقة دماء الفلسطينيين للشهر العاشر على التوالي، ويمعن في إبادة الحياة بقطاع غزّة، مستعملا كل وسائل الإجرام المتاحة من قصف وتدمير وتجويع وتهجير واعتقال وتعذيب.
فضيلة دفوس
في ظرف أربعة أيام فقط، ارتكب الجيش الصهيوني أربع مذابح مروّعة بقصفه مدارس تؤوي فلسطينيين اضطروا للنزوح من بيوتهم بسبب العدوان الغاشم الذي بدأ في أكتوبر الماضي.
وأدى القصف الصهيوني على المدارس الأربع إلى مجازر فظيعة، أسفرت عن استشهاد 73 فلسطينيا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وإصابة الكثير من الأشخاص.
وأولى هذه الهجمات، نفذت في 6 جويلية على مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم النصيرات وسط مدينة غزة والتي لجأ إليها حوالي ألفي نازح، وقد استشهد ما لا يقل عن 16 شخصا، معظمهم نساء وأطفال، وأصيب 50 آخرون.
وفي 7 جويلية، قصف جيش الاحتلال مدرسة “العائلة المقدسة” شمال غزة، واستشهد 4 فلسطينيين وأصيب عدد كبير منهم.
وفي 8 جويلية، تعرضت مدرسة تابعة لوكالة الأونروا في النصيرات هي الأخرى للقصف، مما أسفر عن إصابة العديد من الأشخاص.
وفي 9 جويلية، أضاف الجيش الصهيوني مجزرة جديدة إلى سجله الإجرامي، بقصف باب مدرسة “العودة” التي تؤوي نازحين فلسطينيين في بلدة عبسان شرقي محافظة خان يونس. وأدى الهجوم إلى استشهاد 53 فلسطينيا وإصابة العشرات من المدنيين، معظمهم أطفال ونساء.
الملاجئ باتت مصايد للموت
وكما سبق ولاحظنا، فإنّ جلّ الهجمات الصهيونية تستهدف مدارس “الأونروا” التي تحوّلت إلى أفخاخ للموت بعد أن وضعها الاحتلال على رأس أهدافه العسكرية، حتى لا يترك مجالا لنجاة الفلسطينيين من جهة، وحتى يتخلّص من هذه الوكالة الأممية التي تتعرّض لحرب صهيونية شرسة لإرغامها على وقف مهمّتها الإنسانية التي بدأتها لخدمة اللاجئين الفلسطينيين عام 1949.
وقد أورد مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليبي لازاريني، أمس، “ان جيش الاحتلال قصف ثلثي مدارس الوكالة منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، بعضها تم تفجيره بشكل كامل، والعديد منها لحقت بها أضرار بالغة”.
وأكد لازاريني، أن “المدارس تحولت من أماكن آمنة للتعليم والأمل للأطفال، إلى ملاجئ مكتظة، وغالبًا ما ينتهي بها الأمر إلى مكان للموت والبؤس”. وبيّـن أنه “بعد مرور تسعة أشهر من الحرب، وتحت أنظارنا، لاتزال عمليات القتل والدمار مستمرة بلا هوادة”.
وشدد على أن “غزة ليست مكانا آمنًا للأطفال”، مؤكدا أن “التجاهل الصارخ للقانون الإنساني الدولي لا يمكن أن يصبح الوضع الطبيعي الجديد”. وطالب بـ “وقف إطلاق النار فورا قبل أن نفقد ما تبقى من إنسانيتنا”.
ويبدو جليّا بأن مطاردة الكيان الغاصب لـ«الأونروا” ستشتدّ في قادم الأيام بعد أن صادقت اللجنة الخارجية والأمن في البرلمان الصهيوني” الكنيست”، أمس الأول الثلاثاء، على مشروع قانون لإعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “منظمة إرهابية”، وطبعا استهداف “الأونروا” هو استهداف للفلسطينيين الذين لا يجدون ملجأ أو دعما إلا في مراكزها.
إعدامـــات ميدانيـــة وجثث تنهشها الكلاب
في سياق متصل، تحدث عساكر صهاينة عن المجازر التي يرتكبها الجيش الصهيوني ضد المدنيين في غزة قائلين، “إن الجيش فتح النار على المدنيين بشكل عشوائي، ودمر المنازل بإشعال النار فيها، وكانت الشوارع مليئة بالجثث”.
وأضافوا، بأن “قوات الاحتلال تقوم بشكل روتيني بإعدام المدنيين الفلسطينيين بسبب دخولهم المناطق التي يعتبرها مناطق محظورة”، وبأن “جثث المدنيين القتلى تُركت لتتعفن وتأكلها الحيوانات الضالة”، وأشاروا إلى أن الجيش أخفى هذه الجثث قبل وصول قوافل المساعدات الدولية.
وذكر إثنان من العساكر، أنهما شاهدا “إحراق منازل الفلسطينيين بشكل منهجي بعد احتلالها”. وأوضحا كيفية استهداف المدنيين الفلسطينيين قائلين: “حتى أي شخص ينظر إلى قوات الاحتلال من النافذة كان يُعتبر مشتبها فيه ويتم إطلاق النار عليه”.
استمتاع بالقتـــــل والتدمـــــير
والمثير للصدمة والغثيان، ليس حدّة الإجرام الذي يسكن الجيش الصهيوني والذي يجعله أكثر جيش دموي في العالم، بل جرأته على تجاوز كل قوانين الحرب والاشتباك والجهر والافتخار بالمجازر التي يرتكبها والتي قد تكون دوافعها مجرّد إحساس بالملل. وبالخصوص كشف بعض العساكر الصهاينة عن إعدامهم لفلسطينيين دون سبب واضح، فقط لأنهم يشعرون بالملل.
كما أكّدوا بأنّهم يستمتعون بتدمير المباني من مساكن ومستشفيات وعيادات ومدارس ومؤسسات دينية ومباني منظمات دولية دون تفويض أعلى.
ولا يكتفي الجيش الصهيوني بالقتل والتدمير، بل يصرّ في كلّ مرّة على الاحتفال بمجازره، فعندما تبثّ الطائرات المسيّرة لقطات حيّة لهجماته في غزة، “كان هناك هتافات فرح في غرفة العمليات”، وذلك بحسب ما قاله ضباط صهاينة.
الأســــرى الفلسطينيــــون مأســـاة مروّعـــــة
إن الحديث عن واقع الأسرى الفلسطينيين وما يتكبّدونه على أيدي السفّاح الصهيوني أمر مروّع ويستدعي تحرّكا دوليا مستعجلا لوقف عمليات التعذيب التي تطال المعتقلين من قطاع غزّة، والذين استشهد الكثير منهم في المعتقلات، بينما يعاني الباقون الويلات حيث فقدوا أوزانهم بسبب التجويع وأصيبوا بأمراض جسدية ونفسية لا علاج لها.
ويجسّد المعتقل الفلسطيني معزز عبيات، الذي أفرج عنه الاحتلال بعد قضاء 9 أشهر في الاعتقال الإداري، صورة حيّة للانتهاكات التي تطال الأسرى الفلسطينيين، حيث ظهر في حالة صحية مزرية تعكس المعاناة التي عاشها خلال فترة احتجازه.
ووثق مقطع فيديو لحظة الإفراج عن الأسير عبيات، حيث يظهر في المشهد وهو في حالة مزرية جدا، وعدم قدرته على السير بشكل سليم، وتأكيده أن وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير رقص على جسده بعد تعذيبه بشدة.
وأفاد نادي الأسير في بيان، أن عبيات (37 عاماً) أُفرج عنه من سجن النقب، موضحا أنه تعرض للضرب المبرح أثناء عملية اعتقاله في أواخر شهر أكتوبر 2023، وخاصة على قدميه.
وأوضح النادي، أن عبيات واجه سلسلة من الاعتداءات بالضرب والتعذيب خلال فترة اعتقاله، بالإضافة إلى التجويع والجرائم الطبية التي ساهمت في تدهور حالته الصحية.
وأكد البيان، أن “الكلمات الأولى للمعتقل عبيات بعد الإفراج عنه كانت أنه تعرض لمحاولة قتل أكثر من مرة”.
وحمل نادي الأسير “سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الوضع الذي خرج به المعتقل معزز”، مطالبا المؤسسات الحقوقية الدولية بتحمل مسؤولياتها.
ولا يكتفي الاحتلال بتعذيب الأسرى الفلسطينيين، بل لجأ مؤخّرا الى اغتيالهم بعد الإفراج عنهم.
وقد أدان نادي الأسير، جريمة الإعدام الميداني التي نفذها جيش الاحتلال بحق أربعة أسرى من غزة. وقال في بيان صدر عنه، يوم الأحد، إنه بحسب المعلومات المتوفرة، فإن “الأسرى الأربعة هم من العاملين في تأمين المساعدات في غزة، وقد استهدفهم الاحتلال فور الإفراج عنهم عند معبر (كرم أبو سالم)، حيث جرى انتشال جثمان أحدهم يوم أمس الأول، وثلاثة صباح أمس، وتوضح صور عملية انتشالهم ونقلهم، وجود القيود على أيديهم، إضافة إلى آثار التعذيب”.
وأوضح، أن المعطيات الأولية المتوفرة حول هذه الجريمة، وبحسب إفادة أولية لأحد الناجين من بينهم، أن قوات الاحتلال اعتقلت ما يقارب 15 شخصا من بينهم مجموعة من العاملين في تأمين المساعدات، إذ استمر جيش الاحتلال في اعتقالهم لمدة أربعة أيام، وخلالها تعرضوا لعمليات تعذيب، وضرب وإذلال، إلى جانب احتجازهم في ظروف قاسية، وحاطّة من الكرامة الإنسانية.
مــــن لم يرتـــق في السجـــن يغــتال خارجــــه
وتابع نادي الأسير، أن الاحتلال قتل العشرات من معتقلي غزة، سواء في السجون والمعسكرات، أو بإعدامهم ميدانيا، لافتا إلى أن ستة من معتقلي غزة تسنى للمؤسسات الإعلان عن هوياتهم وهم من بين (18) شهيدا من بين الأسرى المعتقلين الذين ارتقوا في السجون منذ بدء حرب الإبادة وتم الإعلان عنهم، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من معتقلي غزة الذين ارتقوا في السجون والمعسكرات، كجزء من جريمة الإخفاء القسري التي يتعرض لها معتقلو غزة.
وأكد نادي الأسير، أن شهادات المعتقلين والأسرى لاتزال تعكس مستوى غير مسبوق من تاريخ سياسة التعذيب التي انتهجها الاحتلال على مدار عقود طويلة بحق الأسرى والمعتقلين في سجونه ومعسكراته، ورغم مرور 279 يوما على الإبادة، إلا أن شهادات المعتقلين والأسرى لاتزال في مستوى الشهادات نفسها التي تلقيناها في بداية الحرب، علما أن سياسة التعذيب هي جزء من سلسلة من السياسات والجرائم الممنهجة التي فرضتها منظومة الاحتلال على الأسرى منذ بداية العدوان، والتي من أبرزها: جريمة التجويع، والجرائم الطبية، التي أدت في مجملها، إلى استشهاد العشرات من الأسرى والمعتقلين، إذ سُجل أعلى عدد من الشهداء بين صفوفهم في تاريخ الحركة الأسيرة.
المنظمـــات الدوليـــة لا تحــرّك ساكنــــا
وأضاف نادي الأسير، أن الاحتلال لا يكتفي حتى اليوم بما ارتكبه من جرائم أمام مرأى من العالم وأمام عدسات الكاميرا، بل يواصل التحريض على قتل الأسرى والمعتقلين كوجه من أوجه الإبادة، ويواصل الوزير المتطرف بن غفير بشكل خاص حملته التحريضية على قتل الأسرى وتعذيبهم وتجويعهم، وقد شكل معسكر (سديه تيمان) العنوان الأبرز لهذه الجرائم، إلى جانب عدة سجون أخرى منها سجنا (عوفر، والنقب)، ويرجح أن يكون هناك سجون سرية يحتجز فيها الاحتلال معتقلين من غزة.
وجدد نادي الأسير نداءاته ومطالباته إلى هيئة الأمم المتحدة بضرورة فتح تحقيق دولي محايد، في الجرائم المستمرة بحق المعتقلين والأسرى، وجرائم الإعدام الميداني، مطالبا المنظومة الحقوقية الدولية، بتحمل مسؤولياتها اللازمة أمام كثافة هذه الجرائم، وإنهاء حالة العجز التي تلف دورها، واتخاذ إجراءات واضحة في سبيل محاسبة الاحتلال، الذي يواصل ممارسة جرائمه بضوء أخضر من قوى دولية واضحة عملت على دعمه على مدار عقود، وقد ساهمت حالة الصمت، وغياب المحاسبة في استمرار هذه الجرائم التي تستهدف الوجود الفلسطيني، وحقه في تقرير المصير.
التجويـــــع وسيلـــة للإبــــــادة
القصف والغارات، ليست الوسيلة الوحيدة التي يستعملها الكيان الصهيوني للإجهاز على الفلسطينيين، بل إنّه يراهن كثيرا في حربه الدموية على استخدام سلاح التجويع الذي حوّل آلاف الأبرياء إلى أشباح تمشي على الأرض.
وبالخصوص، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، أمس الأربعاء، إن جميع أنحاء قطاع غزة تشهد مجاعة ناتجة عن “التجويع الصهيوني المتعمد ضد الفلسطينيين”.
وأفادت ألبانيز على منصة “إكس”، بأن “هناك مجاعة في جميع أنحاء غزة”.
وأوضحت أن المجاعة جاءت “نتيجة للتجويع المتعمد الذي يمارسه الكيان ويستخدمه كجزء من حملة الإبادة الجماعية التي تشنها ضد الفلسطينيين”.
وجراء العدوان وقيود الاحتلال، بات سكان غزة ولاسيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره قوات الاحتلال منذ 17 عاما.
بعد كل الحقائق المروّعة التي تمّت الإشارة إليها، نذكّر في الأخير، بأنه منذ 7 أكتوبر الماضي، خلفت حرب الإبادة الصهيونية أكثر من 126 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال. ورغم هذه الأرقام الرهيبة، فإنّ العالم لا يبدو مباليا بمعاناة الفلسطينيين ولا مستعجلا لوقف المذبحة، حيث مازال السلاح الفتاك يصل الكيان بشكل منتظم، ومجلس الأمن مازال يعارض أي قرار ينهي العدوان، وما تسمى بمفاوضات وقف القتال بدون أي نتائج، الأمر الذي يؤكّد بأن نهاية الكابوس قد لا تكون غدا.
تمهّـــد للاستحقاقــــات التشريعيــــة والرئاسيــــة
نجــــــــــــــــــــــاح عمليــــــــــــــــات التسجيـــــــــــــــــل
للانتخــــــابـــــــــــات البلـديـــــــــة اللّيبيـــــــــــــــة
ارتفع إجمالي الناخبين المسجلين للتصويت في المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية الليبية بواقع 2.765 ألف ناخب خلال الـ24 ساعة الأخيرة، بحسب الإحصائية اليومية الصادرة عن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.
وتشير الإحصائية إلى وصول عدد المسجلين إلى 164 ألفًا و203 ناخبين الثلاثاء، مقارنة بـ161 ألفًا و438 ناخبًا الاثنين.
وأضافت المفوضية أن عدد المسجلين من الرجال بلغ 120 ألفا و688 ناخبًا، والإناث 43 ألفًا و515 سيدة، وفق إحصاءات التسجيل للمجالس البلدية الــ60 المستهدفة بالعملية الانتخابية.
وفي سياق متصل، تواصل منظمات المجتمع المدني المنضوية تحت برنامج «شركاء من أجل الانتخابات» جهودها التوعوية خلال العام 2024 بشأن أهمية التسجيل في سجل الناخبين.
وتستهدف الأنشطة الناخبين بهدف تشجيعهم على التسجيل في سجل الناخبين للانتخابات البلدية المقبلة، والتركيز بشكل خاص على النساء لتشجيعهم على ممارسة حقهم في التسجيل والمشاركة في العملية الانتخابية.
وتخطط المفوضية لإجراء الانتخابات لمجالس 106 بلديات خلال العام 2024، وتقول إن التسجيل في انتخابات المجالس البلدية جديد كليًا، ويقوم على أساس الإقامة في البلدية التي سينتخب فيها مقدم طلب التسجيل.
ويأمل الليبيون في أن يمهد الاستحقاق المنتظر الطريق للانتخابات التشريعية والرئاسية التي لا تزال محل تجاذب بين الفرقاء في ليبيا.
آلاف الأســـــــــر لا تـــــــــــزال فـــــــــــــي العـــــــــراء
ضحايـــــــــــــــا زلــــــــــــزال الحــــــــــــوز يحتجــــــون أمــــــــــــام البرلمــــــان
تتواصل احتجاجات متضرري زلزال “الحوز” بالمغرب، حيث تمّ أمس تنظيم وقفة جديدة أمام مقر البرلمان بالرباط للمطالبة برفع الإقصاء والتهميش وتحقيق العدالة وللتأكيد على التشبث بحقوق المنكوبين المشروعة في الاستفادة من عمليات إعادة إعمار المنطقة لجبر الضرر، في ظل تماطل الحكومة وإهمالها لهذا الملف.
بعد مرور عشرة أشهر عن الكارثة التي هزت المملكة، لا تزال الأسر المتضرّرة تعيش معاناة حقيقية بسبب استمرار لجوئها في خيام “تحت رحمة الطقس” لعدم استفادتها من الدعم والبرامج المرصودة لدعم المنكوبين.
وأكد نشطاء بالمنطقة المتضررة أن “آلاف الأسر لا تزال تعيش في الخيام وما زالت قرى بأكملها في العراء بجوار المقابر التي تأوي رفات ضحايا زلزال المدمر، علاوة على مخاطر أخرى بما فيها خطر التعرض للسعات العقارب ولدغات الأفاعي في موسم الصيف الحار”.
وأكد متضررون من الزلزال أنهم وبعد 10 أشهر عن الكارثة “لا يزالون يعيشون في ظروف غير مستقرة دون مصدر دخل أو تعويضات أو خطط مستقبلية لبناء منازلهم”.
ويشكل تأخر إعمار المناطق المتضررة هاجسا آخرا يؤرق المنكوبين الذين ينتقدون “سوء تدبير” ملفهم من قبل الحكومة، نظرا للاختلالات التي تعرفها العملية على مستوى الإنجاز واستفادة المواطنين منها.
وتواجه الحكومة انتقادات حادّة بسبب توقف الأشغال وبطئها داخل عدد واسع من الجماعات المنتشرة في الأقاليم الستة المتضررة (مراكش، الحوز، تارودانت، شيشاوة، أزيلال وورزازات) نظرا للكم الكبير من الدواوير المتضررة وسط انعدام معطيات وإحصائيات رسمية، فيما أصبحت وزارة التجهيز والماء ومصالحها الجهوية والإقليمية هي الاخرى “أمام فوهة الانتقادات” بسبب التعثر الذي تعرفه عملية إزالة ركام البنايات من أجل الشروع في البناء نظرا لقلة الآليات المعتمدة في هذا الإطار.
وبخصوص مستجدات الإعمار بمناطق الزلزال، أكدت الناشطة المدنية ومنسقة “الائتلاف الوطني من أجل الجبل بالحوز”، نجية آيت محند، أن “وتيرة الإعمار بطيئة جدا ولا تراوح مرحلة إزالة الأنقاض في عدد كبير من الدواوير”، مسجلة “ارتباكا ملحوظا” في تدبير ملف الزلزال على هذا المستوى الحكومي “إذ أن هناك عددا من الدواوير خاصة التي سجلت فيها وفيات كبيرة لم يقرر فيها بعد المكان الذي ستبنى فيه المنازل”.
من جهته، انتقد منسق “المرصد الوطني لحماية المال العام ومحاربة الرشوة”، محمد الهروالي، “تعاطي الحكومة مع هذا الملف الشائك”، مشيرا إلى أن “لحظة وقوع الزلزال المدمر أقفل النواب المنتخبون هواتفهم بل حتى القنوات الأجنبية لم تجد مع من تتواصل من أجل أخذ الرأي والرأي الآخر حول الفاجعة”.
وبخصوص دعوة وزير القطاع منكوبي الزلزال للتوجه للكراء حتى انتهاء أشغال البناء، قال المسؤول إن تكلفة الكراء “ارتفعت وتضاعفت بعد الزلزال خاصة بمدينة مراكش”، مضيفا أن “الحديث عن تعرض ضحايا الزلزال لعمليات النصب يعني بشكل مباشر غياب النزاهة في التدبير وهو ما يكرس انعدام ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة”.
بينما اختارت الحكومة سياسة الهروب إلى الأمام
رقعــــــــــــــــة الاحتقــــــــــــــــان الاجتماعــــــــــــــــي تتوسّــــــــــــــــع والمخــــــــزن فــــــــي مــــــــــــــــأزق
انتقدت نقابة “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل” ما يعرفه الحوار القطاعي المغربي من تعثر وتوقف عن مواصلة التفاوض حول الملفات المطلبية للعديد من القطاعات، ووقف التنفيذ لمخرجات وخلاصات التفاوض في قطاعات أخرى، مما يضرب مصداقية الحوار الاجتماعي.
واستنكرت الكونفدرالية في بيان لها، صمت الحكومة المريب اتجاه القطاعات التي تخوض معارك اجتماعية، دفاعا عن مطالبها المشروعة والعادلة، من قبيل قطاعات الجماعات المحلية والتدبير المفوض، الصحة، العدل، التعليم العالي، الأشغال العمومية وغيرها.
وأكدت أن الحريات النقابية لازالت مسيّجة بالعديد من القيود المكبلة لتطبيق المقتضيات القانونية والمواثيق الدولية، ويتجلى ذلك في عدم تسلم الملفات والوصولات القانونية من لدن السلطات المختصة بالعمالات والأقاليم، ناهيك عن محاولة منع الأجراء من الانخراط في العمل النقابي.
وطالبت النقابة رئيس الحكومة بالتدخل العاجل لحمل القطاعات الحكومية على فتح حوار هادف ومثمر، يقضي إلى المعالجة الفعلية للملفات المطلبية وتنفيذ الالتزامات المتفق حولها، واحترام الحريات النقابية وتطبيق كل الاتفاقيات الدولية والوطنية المرتبطة بهذا المجال، والعمل على احترام مقتضيات مدونة الشغل، ومعالجة النزاعات الاجتماعية.
الطلبة الممرضون على خطى طلبة الطب
في السياق، أثار قرار الحكومة انتداب موظفين جماعيين من أجل التكوين داخل المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، سخط الطلبة الممرضين الذين هددوا بالدخول في مقاطعة مفتوحة خلال الموسم المقبل.
وانتقدت التنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي وممرضي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة في بيان لها ما اعتبرته “التعدي الصارخ” على حرمة المهن التمريضية وخصوصيتها، في ظل غياب هيئة تحميها أو مصنف ينظمها.
وعلى غرار المقاطعة المفتوحة التي دخل فيها طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، أعلن الطلبة الممرضون عن استعدادهم لإنهاء الموسم القادم قبل بدايته بخوض مقاطعة مفتوحة للدروس النظرية والتداريب الاستشفائية في حال عدم الاستجابة، ودعت لتجسيد وقفات محلية ذات طابع وطني أمام المديريات الجهوية واعتصاما جزئيا بحسب خصوصية كل المواقع.
هذا، وعبرت حركة الممرضين وتقنيي الصحة عن رفضها الإصلاح الذي صاغته وزارة الصحة، واعتبرت أنه إصلاح تراجعي عن المكتسبات والحقوق وتهديد لمستقبل الممرض.
وقالت الحركة – في بيان لها – إن التغيرات السريعة التي تشهدها المنظومة الصحية باعثة على الإحباط والتذمر، وتسببت في هجرة خيرة الأطر التمريضية وتغيير إطاراتها.
واعتبر الممرضون أن الحكومة ووزارة الصحة تسارعان الزمن نحو دق آخر المسامير في نعش المهن التمريضية وتقنيات الصحة، وبيعها في المزاد العلني، ما من شأنه تقزيم هذه المهن، والعصف بكل حقوقها ومكتسباتها ومطالبها المشروعة عبر آليتي التدبير المفوض والتعاقد المراد منهما رفع الدولة يدها عن مواردها البشرية، تنفيذا لإملاءات البنك الدولي، وتقليص النفقات العمومية على القطاعات الاجتماعية استجابة للتوجه الليبرالي الذي يخدم وسيخدم أصحاب الرأسمال مستغلين ورش التغطية الصحية.
القطــــــــــاع الصّحــــــــــي يلتهـــــــــب
من جهته، استنكر التنسيق النقابي الوطني بقطاع الصحة، برمجة الحكومة لثلاثة مراسيم متعلقة بالقطاع الصحي دون إشراكه في الموضوع، مقررا تصعيد وتيرة احتجاجه من جديد.
وندّد التنسيق النقابي الوطني بما أسماه “تغول الحكومة ورئيسها وضربه لمبدأ التوافق بمحاولته تمرير مراسيم دون استشارة النقابات، ويدعوه إلى سحبها”،
وأعلن التنسيق عزمه رفع وتيرة الاحتجاج بأشكال نضالية غير مسبوقة محملا المسؤولية لرئيس الحكومة، وبعد المسيرة الوطنية التي جرت وقائعها أمس، قرر التنسيق خوض إضراب اليوم، وأيام 16 و17 و18 جويلية ما عدا أقسام المستعجلات والإنعاش.
وقررت الهيئات ذاتها، تنفيذ برنامج المقاطعة ابتداء من 15 جويلية المقبل والذي سيشمل مقاطعة تنفيذ كل البرامج الصحية ومقاطعة تقاريرها، ومقاطعة الوحدات المتنقلة والقوافل الطبية، ومقاطعة برنامج العمليات الجراحية باستثناء المستعجلة منها، ومقاطعة الفحوصات الطبية المتخصصة بالمستشفيات.
فــــي ظـــل المذابـــح التـــي تفتـــك بالفلسطينــيين فـــي غــزة
شبــــاب مغاربــة يـزورون الكيـان ويرقصـــــــــون مـــــــع مستوطنـــــين
في ظل المجازر والمذابح المروّعة التي تستهدف الفلسطينيين في غزة للشهر العاشر على التوالي، فجّر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مفاجأة صادمة، بشأن المساعي الحثيثة لتطبيع الشعب المغربي مع الاحتلال الصهيوني الغاشم.
وكشف المرصد أنه “في الوقت الذي تتواصل فيه حرب الإبادة الجماعية الصهيونية ضد أهالي غزة، يقوم وفد مما يسمى “جمعية شراكة” من المغرب بزيارة إلى مدينة القدس المحتلة حيث التقى بمسؤولين من الكيان ورقص مع مستوطنين”.
نظم وفد من الشباب المغاربة الأسبوع الجاري، ضمن ما يسمى بـ«جمعية شراكة” زيارة خاصة للكيان الصهيوني، في ظل حرب الإبادة التي يشنّها ضد الشعب الفلسطيني وعمليات التقتيل الجماعي للمدنيين والأطفال.
أظهر شريط فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاركة الوفد المغربي في حفلة رقص وغناء بأحد فنادق القدس المحتلة، إلى جانب مستوطنين مهجرين من شمال فلسطين المحتلة، بسبب حرب الإسناد التي تشنها المقاومة اللبنانية على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة في إطار دعمها للمقاومة الفلسطينية في غزة.
كما أظهر مقطع فيديو آخر لقاء الوفد الشبابي المغربي، من المطبعين، مع قيادات صهيونية من بينهم رئيس الكنيست الصهيوني، ورئيس “معهد الإستراتيجية الأمن القومي الصهيوني”، وهو معهد أبحاث وأحد المراجع والمصادر التي يستند عليها الموساد وباقي الجهات الأمنية في الكيان الغاصب.
وعلى صفحة “جمعية شراكة” على منصة “إكس”، جاء أن الوفد الشبابي المغربي “بحث مستقبل التطبيع مع الكيان الصهيوني في ظل الحرب الدائرة في غزة وضرورة استمرارها حتى تحقيق أهدافها”.
دعـــــم مطلـــق لإبــــادة الفلسطينيـــــين
وبحسب نفس التغريدة، فإن أعضاء الوفد المغربي أعربوا عن دعمهم الكبير للكيان وأهدافه ضد حركة المقاومة “حماس”.
وأثارت هذه الزيارة غضب فعاليات مغاربة ومناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني، فيما كشفَ “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع” خلفيات ونوايا هذه الزيارة، وقال إنها تدخل في إطار “خدمة الأجندة الصهيونية” وتجنيد شبان مغاربة للدفاع عن السردية الصهيونية في المنطقة المغاربية.
تجنيــد للدفـاع عـــن السرديــة الصهيونيــة
وقال بيان للمرصد إن الزيارة يقودها كل من فيصل مرجاني سميرس ويوسف أزهاري ضمن وفد من قرابة 23 شابا من الذين تم انتقاؤهم للعمالة مع الصهاينة في ترديد السردية الصهيونية بشأن أحداث 7 أكتوبر وخدمة للدعاية الاستخباراتية الصهيونية في الأوساط المغربية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الوفد تم استقباله من قبل رئيس الكنيست الصهيوني، وكذلك من قبل مستشار الأمن القومي الصهيوني السابق، ومدير معهد الأمن الصهيوني حاليا والذي كان على رأس وفد الكيان إلى الرباط في 22 ديسمبر 2020 لتوقيع اتفاق التطبيع بإشراف أمريكي.
وجرى ترتيب زيارة للوفد إلى أنفاق أسفل المسجد الأقصى فيما يعرف بـ “قافلة الأجيال” التي يتم خلالها غسيل دماغ كل من يمر بها ليصبح صهيونيا ولو كان غير يهودي، بحسب ما ذكر المرصد المغربي.
وأظهرت إحدى صفحات منصة “إكس” صورة من موقع لحركات الطيران المدني تظهر مسار طائرة غادرت من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء متجهة إلى إحدى المطارات بفلسطين المحتلة، يعتقد أنها الطائرة التي أقلت وفد المطبعين.
عمــــــــــــــــلاء وخونــــــــــــــــة
هذا، وقد انتقد كثيرون زيارة الوفد المغربي إلى الكيان الصهيوني، حيث كتب أحد السياسيين: “مصيبة هذه الأمة في العملاء والخونة الذين لا دين لهم ولا خلق، يبيعون أوطانهم وشعوبهم للعدو بأبخس الأثمان، بل بالذل والخزي والعار”.
ويضيف: “في الوقت الذي تجد شعوبا غربية أبدت مواقف مشرفة، نصرة لفلسطين وغزة، يطلع عليك عملاء بني صهيون في أخزى موقف، سموه شراكة وصداقة، وإنما هي خسة وعمالة ونذالة”.
وتساءل قائلا: “طيب أين هي مواقف الدولة المغربية من هؤلاء العملاء والخونة، وهل يمكن الاطمئنان لهؤلاء على مستقبل البلد؟”.
وأضاف: “إن الكيان الصهيوني يصنع عملاءه ليكونوا أجندته في الدولة المغربية، ويكونوا أعينه وأذرعه، والسكوت عنهم معناه مباركة التخريب، وتفكيك وحدة الوطن، والقضاء على الدولة نفسها (…) فعلى الدولة المغربية أن تحذر هؤلاء العملاء الخونة، وأن توقف قاطرة التطبيع المشؤوم، لأنه خراب وطن”.
صوت فلسطين
مـــركـــز فـــلـــســـطــــين لــدراســات الاســــرى :
التّجويع سلاح جديد وقاتل يعاقب به الاحتلال الأسرى
أكّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أنّ سلطات الاحتلال تحارب الأسرى بسياسة التجويع التي يصل الى حد المجاعة داخل سجون الاحتلال، الامر الذي أدى الى فقدان مئات الاسرى أكثر من نصف وزنهم نتيجة هذه السياسة، وساهم بشكل غير مباشر في استشهاد عدد منهم.
أوضح مركز فلسطين أن الاحتلال منذ السابع من أكتوبر وبتعليمات من الوزير المتطرف “بن غفير” بدأ في تطبيق سياسة انتقامية من الأسرى تتمثل في تقليص كميات الطعام التي كانت تقدم للأسير لأكثر من النصف، بحيث لا يحصل الأسير الى نصف الكمية التي يحتاجها يومياً لسد جوعه، الامر الذي أدى الى تردي أوضاع غالبية الأسرى الصحية ونقص أوزانهم الى ما يقارب النصف، بحيث بدا بعضهم بعد التحرر وكأنه هيكل عظمي لم يتلقى طعاما منذ اسابيع. وكشف مركز فلسطين ان إدارة السجون ولتطبيق سياسة التجويع إضافة الى تقليص كميات الطعام، أغلقت المكان الوحيد الذي يستطيع الأسير شراء بعض احتياجاته رغم ارتفاع الاسرى الى عدة اضعاف وهو ما يعرف “بكنتين السجن”، ومنعت الأسرى في كافة السجون من الاستفادة من مشترياته، كذلك سحبت كافة أغراض الطعام من غرف الأسرى وأدوات الطبخ، بحيث لا يستطيع الأسرى ان يطهوا لأنفسهم أي نوع من أنواع الطعام لسد جوعهم مما فاقم من معاناتهم. وأضاف مركز فلسطين أن الاحتلال ورغم قلة كميات الطعام، إلا انه يقدمها للأسرى باردة وملوثة في الكثير من الأحيان، بعد تركها لساعات مكشوفة قبل إدخالها الى الأقسام والغرف، ولا تحتوي الوجبات على كمية مناسبة من السكر او الملح اللازم لإكمال البناء الغذائي بما فيهم المرضى والمصابين، مما شكل خطرا على حياتهم، وإصابة العديد منهم بحالات اغماء وارهاق دائم وخاصة النساء والاطفال. ونوه مركز فلسطين الى ان سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال بحق الاسرى بدت واضحة على المئات من الاسرى المحررين خلال الأسابيع الماضية، وخاصة من اعتقلوا بعد السابع من اكتوبر وامضوا عدة شهور في الاسر، رغم قصر مدة اعتقالهم والتي لا تتجاوز 4 شهور في بعض الأحيان، إلا أن الاسرى يخرجوا بحالة صحية سيئة للغاية، ويحتاجون الى المساعدة في الحركة والعشرات منهم تم نقلهم مباشرة الى المستشفيات لتقديم العلاج لهم نتيجة سوء التغذية والظروف القاسية التي تعرضوا لها.
وكشف مركز فلسطين أن تقليص الطعام للحد الأقل من الأدنى وسياسة التجويع كان سبباً غير مباشراً في استشهاد عدد من الاسرى داخل سجون الاحتلال، وخاصة من أسرى قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر، حيث ساهم بجانب التعذيب والإهمال الطبي الى ارتقاء العشرات من الأسرى. كذلك ساهمت هذه السياسة في إصابة العشرات من الأسرى بأمراض مختلفة رافقتهم بعد التحرر، وهذا ما أكدته شهادات المحررين الذين عاشوا تلك التجربة القاسية، ورغم أنهم أمضوا أقل من 6 شهور، إلا أنهم تعرضوا لانتكاسة صحية صعبة نتيجة عدم تناول طعام صحي وكاف خلال فترة الاعتقال، وحرمانهم من أنواع معينة من الطعام تحتوي على مكملات ضرورية لبناء الجسم وخاصة للأشبال.
وبيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال اضطر مؤخراً بعد عدة شكاوى ودعاوى قدمت ضد سياسة التجويع التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال، الى الاعتراف بأنها قامت بالفعل بتخفيض كميات الطعام للأقل من الحد الأدنى بعد السابع من أكتوبر، وأنها أخفت المعلومات المتعلقة بذلك بناءً على أوامر من وزير الامن المجرم “ايتمار بن غفير”. وطالب مركز فلسطين لدراسات الاسرى المنظمات الحقوقية الدولية ومؤسسات حقوق الانسان التدخل بشكل عاجل لوقف هذه الجريمة بحق الأسرى، والتي أدت الى تردي أوضاع الاسرى وساهمت في استشهاد عدد منهم، وخاصة بعد اعتراف قادة الاحتلال بإعطاء تعليمات لتقليص كميات الطعام المقدمة للأسرى، وإخفاء المعلومات المتعلقة بتلك التعليمات، لأنها تتنافى مع أبسط قواعد ومواثيق حقوق الانسان واتفاقية جنيف الثالثة والرابعة.
متنفَّس عبرَ القضبان (120)
كتب: حسن عبادي حيفا
بدأت مشواري التواصليّ مع أسرانا الأحرار في شهر 2019 (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة و/أو مؤسسّة)؛ ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛ عقّب الصديق سعيد أبو لبن من الشتات: “للرئة التي يتنفس بها الأسرى والأسيرات وراء القضبان ومن يتواصل مع أهاليهم وأحبتهم…للأستاذ المحامي حسن عبادي ستشرق شمس الحرية وستدق جدران الخزان، لك الاحترام والتقدير”.
عقّب الصديق الدكتور والشاعر المقدسيّ عز الدين أبو ميزر (وزميلي في ندوة اليوم السابع المقدسيّة): “بارك الله فيك وعليك وكل الاحترام. الدكتور عزيز ابن ابن خالي اللزم وأبوه الشيخ سالم خريج الأزهر ولم يضع العمامة إلا ساعة التخرج ولم يلبسها أبدا وأبوه الشيخ سالم ابن خالي؛ أخي أمي وأبوه الحاج مرتضى خالي اللزم. رحمهم الله جميعا وفك أسرك يا د – عزيز والشكر لك أستاذ حسن.” وعقّب الأسير المحرر محمد خلف: “يديمك لعمل الخير. من تجربة، أية زيارة لأسير تشكل له متنفساً للحرية وكضوء في عتمة السجن الحالكة. الحرية لرموزها”.
وعقبّت الصديقة فلسطين أبو زهو: “أنا الآن على حيطان الأربعين عاماً، وقد كنت إحدى تلميذاتك، علمتني في 2003 و2004 في جامعة النجاح الوطنية، لم يملك أحد مثلك علما وأدبا وكمال الخُلق، أذكر أن الأرض ارتجت بزلزال وعلى إثره قاموا بإخلاء الجامعة، لكن لحظة حدوثه، كنت في محاضرتك، فكان أن سألتنا: من صلى فيكم الفجر؟ رفع الجميع يده إلا أنا. فقلت لي: قد يكون الكل صادق، لكنك أصدقهم على الإطلاق. الحرية لك ولجميع الأسرى، ولغزة ولجميع فلسطين”.
وعقّب فراس حج محمد: “أساتذتي كثيرون في الجامعة، ولم أنسَ واحدا منهم، ولو رافقته مساقا واحداً، والدكتور عزيز لم أنسه لعدة أمور؛ فقد خلط الجغرافيا بالثقافة وبالسياسة، وأمدنا ببحث كان أعده حول الجغرافيا وأحوال الطقس في الأمثال الشعبية الفلسطينية. فتح لي البحث آفاقاً كثيرة على الأدب الشعبي والأمثال والحكايات، ودفعني ذلك بمساعدة جدتي -رحمها الله – أن أجمع منها أكثر من (700) مثل شعبي، عدا أن مرأى الدكتور وحديثه وهدوءه وأناقته مع اللحية، سمات أحببتها فيه.
عجل الله بالفرج لأستاذنا، ولأسرى الحرية كافة”. وعقّبت د. نداء عزيز الدويك: “الله يجزيك الخير يا رب…شكرا جزيلا…جزاك الله خيرا بل ألف خير…بوركت…عاجزة عن الشكر. مقالتك عن والدي روعة…يسلموا…”. وعقّب الصديق علي جابر (أخو الأسير هيثم جابر): “دكتورنا الغالي عزيز دويك كان من أروع دكاترة الجامعة حسن الأخلاق والتواضع والتعامل الطيب كان بمثابة الاب لطلابه”.
وعقّبت الصديقة جيهان أبو رومي: “يا رب الفرج القريب لجميع الأسرى. ما عاد القلب يتحمل معانتهم في سجون الاحتلال. ربنا يكون معهن ويحميهن ويعوض صبرهن خير إن شاء الله. بارك الله فيك أستاذ حسن عبادي ع جهودك بكفي دعاء أهالي الأسرى الك بميزان حسناتك إن شاء الله”. عُدت لزيارة سجن النقب الصحراوي، رغم عناء السفر ومشقّته، (وكان هذا اللقاء 301) للاطلاع على وضع أسرانا ومستجدّات ما يجري هناك لما سمعته من الويلات ولأكمل جولتي في كلّ السجون باستثناء عوفر البغيض.
من الجدير بالذكر أنّه بعد ما نشرت حول اللقاء قامت سلطات السجون بمنعي من اللقاء بأسرى “أمنيّين”، وهناك إجراءات قانونيّة وقضائيّة لإبطال المنع حتى أكمل مشروعي ومسيرتي والعهد الذي أخذته على نفسي…حتى يتحرّر آخر أسير من سجون الاحتلال وتصفيرها بالكامل.
وجهك شمّمنا أجواء الحريّة
غادرت حيفا الساعة الخامسة صباح الأحد 17 مارس 2024 (حرصاً على الوقت وأزمة السير المعتادة صباح كلّ أحد)، ووجهتي سجن النقب الصحراويّ، وبعد انتظار استمر ثلاث ساعات ونصف التقيت بهيثم جابر، ثم إياد أبو خيط، وبعدها أطلّ الأسير عزيز سالم مرتضي الدويك (مواليد 01.01.1948، الخليل عمره أكبر من عمر الكيان)، وبعد التحيات والتعارف أخبرته بداية عن لقائي بحفيدته عرين في سجن الدامون، وحين ودّعتها قالت: “بالله عليك، طمنوني على سيدي عزيز”، وتبيّن لي أنّ جدّها عزيز الدويك أسير، وحين نشرت حول اللقاء تواصل معي صديقي فراس حج محمد وزوّدني بالاسم الرباعي ورقم الهوية وأضاف: “رجاء تزوره، سجن النقب” (تتلمذ فراس على يده في جامعة النجاح/ مساق جغرافية فلسطين) وتذكّره بالخير.
أوصلته بداية رسائل العائلة؛ وأبكيته عدّة مرّات، حين قراءة رسالة ابنه سعد الدين وحين سمع الأخبار العائلية المفرحة (تحديد موعد أعراس الأحفاد، وعقّبت حينها بعفويّة “أجّلوها ع شان تحضر أنت وعرين”) وحين أخبرته بوفيّات أعزاء. ما أصدق دموع الرجال! وتنهّد طويلاً وعبّر عن فرحته وقال لي بعفويّة مطلقة “وِجهك شمّمنا أجواء الحريّة”.
حدّثني عن القسم وزملاء الزنزانة؛ أمجد زاهدي، وعمر إسلامية، وعبد الهادي أبو خلف، عدنان عصفور، وفادي أبو عطيّة، وكريم عيّاد. حتلنني عن حال الأسرى ووضعهم؛ رغم رمضان فهناك شحّ في الأكل، فش تمر/ تطلي، فش شي يحلّي الريق، الرز مرزّز، كبت (سحور/ تراويح/ آذان ع السكت، على مستوى الغرفة)، فش غيار (نفس اللباس 5 أشهر، لما بدّي أغسل بنطلون بستعير من الشباب بنطلون)، فش أسير نزل وزنه أقل من 20 كيلو، والعزل عن العالم وأخباره قاتل. طلب إيصال سلاماته برسائل للعائلة، وتوصية ابنته نداء بصلة الرحم في رمضان كما عوّدها، وعزاء لزوجته بوفاة أخيها (أبو عثمان)، وسلامات للأبناء والأحفاد، ومباركة للعرسان المقبلين على الزواج على أمل أن يشاركهم فرحتهم، وسلامه الخاص للحفيدة الأسيرة عرين.
لك عزيزي عزيز أحلى التحيّات، الحريّة لك ولجميع رفاق دربك الأحرار على أمل لقاء قريب في فضاء الحريّة في بلد حر.
خير هديّة في الزمان كتاب (119)
أهداني العزيز فراس حج محمد نسخة من كتابه “متلازمة ديسمبر” (قصص وسرد، 220 صفحة من القطع المتوسط، التصميم: حسن جيمي، إصدار: دار بدوي للنشر والتوزيع في ألمانيا) كتب فراس في التظهير: “أكاد أشم رائحتها بين يديّ، لقد امتلأت بها، ولكن أين هي؟ هذا الفراغ يتّسع مع الاكتئاب في شهر ديسمبر، وليس هذا وحسب، بل إنّه كفيل بأن يغيّر كثيراً من عاداتي في القراءة، والكتابة، وشرب فنجان من القهوة، والحبّ، ولقاء الأصدقاء، والتحدّث عبر الهاتف والماسنجر، والسهر ليلاً، والتفرّس في أجساد النساء الإلكترونيات. وممارسة الجنس أيضا تموت في شهر ديسمبر، لا شيء يمكنه أن ينبض بالحياة وأنت تحت تأثير “متلازمة ديسمبر” للاكتئاب المرضِي المزمن، أحاول في هذا السرد أن أشرح شيئا من أعراض هذه المتلازمة لعلّني أستطيع الخلاص من آلامها”.
كتب فراس في الإهداء: “إلى الصديق العزيز حسن عبادي مع كل الود والاحترام. 17.02.2024”. ستكون لي وقفة قريبة مع الكتاب.
شكرًا لك عزيزي فراس على الهديّة القيّمة. (حيفا 16 ماي 2024 )
خير هديّة في الزمان كتاب (120)
التقيت يوم السبت 04.05.2024 بالصديقة إسراء عبّوشي في جنين وأوصلتها نسخ من روايتها “هذا أوان الحبّ” (رواية، 126 صفحة، تدقيق لغوي: أ. دلال عتيق وأ. سحر أبو زينة، تصميم: شربل إلياس، إصدار: مكتبة كلّ شيء الحيفاويّة لصاحبها الصديق صالح عباسي) وأهدتني النسخة الأولى من الكتاب. هذا أوان الحبّ الذي يبدّد ظلام واقعنا القاتم؛ رغم قيود الاحتلال التي تحول دون اجتماع الحبيبين وزواجهما، إشارة لأن للاحتلال يدا في كافة شؤون الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، والفلسطيني يعيش حالة خاصة يؤثر الاحتلال في مجريات حياته اليومية. جاء على لسان سلمى: “صور ذكرياتنا صور رتيبة لا تبارح مكانها، ولا تتركني مكاني، مسجونة أنا وحبك سجّاني، وأنت لا تدري بدمار الدنيا خلفك، ولا تسأل، وكلما حاولت أن أنفض غبار عشقك عن جسدي وأنهض، أَرَّقَني الوجد، أدركني وظفر بي، ولم يرحمني”.كتبت الكاتبة إسراء عبّوشي في الإهداء: “ إلى الصديق العزيز الأستاذ حسن عبادي مع خالص الود. السبت 4/5/2024”. شكرًا لك عزيزتي إسراء على الهديّة القيّمة. (حيفا 21 ماي 2024)
خير هديّة في الزمان كتاب (121)
على هامش المشاركة بلقاء تحت عنوان “يوم اللغات” في مدرسة الملّ الثانويّة-سخنين التقيت يوم السبت 04.05.2024 بالصديق سهيل كيوان وأهداني نسخة من روايته الأخيرة “ملجأ الكَلب السَّعيد” (رواية، 297 صفحة، مراجعة لغوية: مريم سويدان مصالحة، تصميم: شربل إلياس، إصدار: مكتبة كلّ شيء 2024 ناشرون الحيفاويّة لصاحبها الصديق صالح عباسي). جاء تحت عنوان “مقبرة الكلاب”: “فوق بعض القبور لافتات نحاسية تحمل صورة الكلب أو القطّ مع بعض كلمات رثاء، صُفّت فوق بعضها حجارة ملساء وملوّنة، بعضُها أطر على شكل قلوب بيضاء أو رماديّة وسوداء وحمراء، وزُرِعت فوق بعضها مختلف أنواع الزّهور”. وأنهى الرواية: “وقبل أن أمضي عائداً، اتصلت بجمعية أصدقاء الكلاب…هالو، هل تعرفون “ملجأ الكلب السّعيد”! ها أنا بجانبه، لا بدّ أنّكم تعرفونه…إنّ ما يجري هنا فظيعٌ جداً منذ سنوات، إنهم يحرقون الكلاب هنا وهي حيّة، رجاءً أنقذوا الكلاب، اعملوا أي شيء لإنقاذها…عدتُ بشعور مختلط من الحزن والغبطة، مضيتُ بسرعة بطيئة طيلة الطريق، أتذكّر ما مرَّ بي وبها وعلاقتنا منذ لقائي الأول بها قبل أشهر”.كتب الروائي سهيل كيوان في الإهداء: “إلى حضرة الأستاذ الصديق المبدع حسن عبادي مع محبتي واحترامي وتمنياتي لك بالمزيد من الإبداع والصحة والعافية. سهيل كيوان 4/5/2024”. شكرًا لك عزيزي سهيل على الهديّة القيّمة. (حيفا 28 ماي 2024)
محمود شقير يستحق بكلّ جدارة فوزه بجائزة فلسطين للأدب العالمي
بدأت مشروعي التواصليّ مع أسرى يكتبون في جوان 2019، وفي غالبيّة لقاءاتي بالأسرى ورد اسمه كمن تابع كتاباتهم، شجّعهم ووجّههم، كتب لبعضهم تقديماً أو تظهيراً، تعزّز التواصل بينهم وأطلقتُ عليه في إحدى ندوات “أسرى يكتبون” التي تقيمها رابطة الكتّاب الأردنيّين “عرّاب الأسرى”.
التقيته مرات عديدة، ونتحادث كثيراً، وفي كل مرّة يكون أدب الحريّة حاضراً بيننا، ودوره الفعّال بالتواصل مع أقلامهم، وزوّدني بنسخ من إصداراته لتشارك بمشروعي “لكلّ أسير كتاب”. أدهشني كونه قارئاً جادّا، رغم جيله، حيث طلب منّي نسخاً من كتب الأسرى المشاركة في برنامج “أسرى يكتبون”، وغيرها، وحين بعثتها له فوجئت به يقرأها من ألفها إلى يائها ليشارك مشاركة فعّالة ومُثرية، لا صوريّة، رغم معرفتي الشخصيّة بـ«كُتّاب” يكتبون أكثر ممّا يقرؤون وبعضهم لم يتصفّح كتابا “عدا كتبه” في العشر سنوات الأخيرة. وجدته متابعًا مُلهماً للكثيرين ولا يبخل بنصيحة موجّهة هنا وهناك. يستحق أبو خالد التكريم والإشادة؛ لا بل هو من يكرّم الجائزة بقبولها. أتمنّى لك عزيزي محمود العمر المديد والصحّة لتزيدنا علماً وتجربةً وعطاءً.
خذلتني يا ناصر!
بعث لي الصديق الأسير الحر ناصر الشاويش من زنزانته في موسم الزعتر 2022 برسالة عَنوَنها: “رحلتي المجازية إلى أعلى جبل الكرمل”. جاء فيها: “لم يدرك صديقي حسن ما أحدثته في نفسي هذه المحادثة من سعادة ولم يشعر بروحي وهي تزاحم الأثير، وتتسلّل من رطوبة جسدي المعتقل منذ عشرون شتاء، لتعانق جبين الكرمل الشامخ بشموخ أبنائه المُتمسّكين بحقهم وهويّتهم. ولم أكن أنا أعرف من قبل أن الصديق حسن يُجيد دور الفلاح البارع بعشقه للزعتر البريّ، وأن زوجته سميرة تُجيد دور الجدّات البارعات في تفسير معنى الزعتر وتصطحب معها ابنتيها، ديمة وشادن ليكنّ أيضًا جدّات بارعات في تفسير لون الأخضر الترابي في براري فلسطينيتنا فما أجملها من لوحة ونحن نورث الأبناء شيفرة إنجيلنا الترابيّ الأخضر ولغة الأرض…!!” وأرفق بها قصيدة عَنوَنها: “الزعتر الكرمليّ”. جاء فيها:
اسأله
هل ما زال الزعتر يا حسن فلسطينيا؟!
فيجيب بثقة وإباء
ما زالت آثار خطى الأجداد على
سفح الكرمل ماثلة
والزعتر…ما زال على خضرته الأولى
بريٌّ…
يأبى أن يدخل أقفاص التدجين
بسجن دفيئات المحتل
وما زال يقاوم رائحة البارود
ورائحة الغرباء
يقرأ للثوار….وللأجيال
وصايا نكبتنا السوداء”.
انتظرناه ليشاركنا قطف الزعتر الكرمليّ هذا الموسم وخذلنا.
كنت حاضراً عزيزي ناصر رغم الغياب.
الــــــكـــــــتــــــابـــــة بــــــين الجــــثـــــث.. قــُبـــــلــــة عــلــى جــبــين غـــــــزّة
إنّها قوة الفعل مع قوة الكلمات، الحكايات التي ترويها الجثث في غزة، جثث الشهداء وقد ملأت الأرض والسماء والعقول، وهناك حيث لا سفينة ولا ملاذ، أعاصير النار والقذائف وعواصف الموت في كل مكان، وهناك تستخدم اللغة بديلاً عن الصراخ، تبحث عن الكلمات بديلاً للتوابيت، تكتب وسط الإنفجارات والجثث المتفسخة، وسط الوحل والمقابر الجماعية، تكتب في زمن العار والإنحطاط والحثالة، تكتب بحبر الشقاء والمجاعات والحصار الخانق، إنقراض البشر والعائلات في العصر الصهيوني البشع.
بقلـــم عيسى قراقع
تعجز القصيدة عن لملمة الأجساد المتناثرة ليكون للإيقاع قواماً وقافية، وتعجز الجثة عن تذكر إنهيار المنازل وتشقق الأرض، وخليط الغبار والتراب والدم ليكون للراوي في ذكرى النكبة ذاكرة تكتب عن ذاكرة، يمسك القلم أصبع مبتور، قلم من فحم، رجفات، وشهقات وطلقات وسجل للحطام، وأنقاض الخراب، يبدأ بتسجيل سيرة الموت الأعلى بخط أسود على صفحات الرمل، القذيفة الأولى أصابتك في الرأس فسال حبر الوعي والدم، القذيفة الثانية أصابتك في السؤال الثقافي والإنساني وأنت ترتطم على حافة الهاوية بين الحضور والغياب، القذيفة الثالثة دمرت فيك الزمن القديم محاصراً بين محرقة ومنفى وسجن وقبر.
أدعو الكتاب الفلسطينيين لتدوين أدب الجثث قبل أن تذوب وتضيع تحت الركام وتجرفها الجرافات ولجان الإعمار وقبور الأرقام والثلاجات الباردة، أحفروا القبور الجماعية، أحفروا تحت الإسمنت والحديد، فكوا قيود الموت عن جثة طفل صغير يحمل دميته القطنية وينام في السرير، فكوا قيود الموت عن إمرأة تعد فطورها في المطبخ ولا زال غاز الطبخ مشتعلاً ورائحة الملوخية، فكوا قيود الموت عن درس الحساب في المدرسة الإبتدائية التي إنهارت فوق طلابها في الحصة الثانية، فكوا قيود الموت عن أسير عذبوه مقيداً ومعصوباً وربطوه بحبل الموت والتعذيب في جحيم المعسكرات الدموية، فكوا قيود الموت عن جثث مبتسمة لهذه العائلة المبادة المطمورة تحت منزلها المدمر، اكتبوا أدب الجثث ولا تنتظروا أن تقام المتاحف للموت في غزة، ولا تنتظروا أن يصير أدب الجثث نصوصاً ساحرة.
نحن الفلسطينيّون نكتب تحت تهديد الموت مترقبين مجيئه في أية لحظة، ولكننا نمارس الكتابة في الخراب للكف عن رهن الموت بالمستقبل، وقبوله دون جعله حاضراً، ودون المثول له والتعرف عليه في النسيان الذي يخلفه بآثاره، عندما تأخذ الكتابة زمناً من الموت وزمناً من العيش معاً، لأن الكتابة عن الموت هو طرد الموت. اتخذنا القرار المميت لنكتب، حتى يتساوى الحي مع الميت، الناطق مع المنطوق، نكتب من غزة روايتها الطويلة لنقول للعالم أن الكتابة فعل موت عاجز عن الممات، نكتب عن حبة تمر تنمو خضراء خضراء في قبضة يد لجثة مدفونة تحت الأنقاض، لقد تفاعل الحبر مع الدم والتراب في ساعة الآذان في شهر رمضان، فلم يعد الموت تفريغ الحاضر والماضي من الحياة، وإنما في الموت تصل الحياة ذروتها، الكتابة في غزة ميلاد.
إنّ الموت يسيطر علينا، نراه معنا وفينا ليل نهار، يأخذنا إلى البعيد وينفجر فينا، لكن هيمنته تتأتى من خلال استحالته، نكتب فيتوقف الموت، يفيق الموتى قبل أن يموتوا، نسمعهم ونضمهم، نسمع حديث الصمت لأول مرة فيلتحم الوجود مع الفراغ. نكتب بين الجثث، الكتابة هي العين المحملة بكل ما رأته من كوارث، نكتب بعيوننا المستيقظة دوماً، أنظروا في حدقات جثثنا، ترون غزة من الشمال إلى الجنوب، تروننا أحياء من الجليل إلى النقب كأننا ألف مستحيل، الكتابة تمزق الغلاف الكئيب عن الميت والذكريات، تخرج من سرادق الدفن والنيران وطمس التاريخ، نخرج بالكتابة من العزلة وكآبة الرثاء ومن المدينة المتشظّية، نجترح بالكتابة كل مشتقات الموت حتى يذوب الموت ويتلاشى، لا نقبل أن ينتهي كل شيء، فالحياة تمضي، الحياة نحن الباقون الذين نواجه آلة الحرب برفض الهزيمة والفناء.
نكتب لأنه حقاً نقوم من الموت، فكل الثورات والحضارات بدأت بكلمة في قصيدة أو بيان في مظاهرة، ونمضي إلى أقصى المخيلة، لنا سماء فوق السماء، وجدار بعد الجدار، نمضي الى الوجود الحر ومطلق الأشياء، نكتب لتصير الكتابة لباسنا الدافيء الواقي للكرامة والمقاومة. نكتب بين الجثث، وسط القهر والرعب، ولكن من يكتب لا يُهزم فالحرية الحقة لا تكون إلا في الموت، فبعض الموت حياة، نكتب كل يوم لنشطب الدمار والنكبات المتسارعة، نزرع الحدائق ونغني للأطفال، نسمعهم في ذواتنا كصوت البحر.
نكتب من غزة باللحم والدم والجوع والعظام الناشفة، قبلة على جبين غزة في الذكرى السادسة والسبعين للنكبة، ما ألذّ الكتابة عندما تكون غزية المذاق، الكتابة في غزة تبني مكاناً في المكان، وزمناً في الزمان، الجثة هي الراوي، ومن أجدر بالموت من الحكي الآن، للموت لسان وعيون باهرة، وقد فاضت الكلمات بالفجيعة، تلك العيون التي تجيد التحديق في الكارثة، وتعري العالم من كافة الأقنعة. نكتب بين الجثث لنرى صورتنا فيها، القارىء والكاتب، القاتل والمقتول، جميعهم يلتقون في نص غزة، القارىء عليه أن يعيش النص ليخلقه وينتجه من جديد وعياً وفكراً وممارسة، إنها فاعلية الكتابة وسط الجحيم والخراب في غزة، نكتب بالنيران المشتعلة في أصابعنا، نرفض الموت لهذا نكتب، نحرك الكلمات حتى لا يتحول النص الى تابوت، نحرك جثثنا في الكتابة كي يتحرك الهواء من حولنا، حينها نشعر بالحرية.
نحن الفلسطينيون نتحرر من الموت بالكتابة، ونحرر الموت من الموت، سواء تكلمنا أم صمتنا فقط تكلمنا، وصارت الكتابة هي البيت، نحن نتكلم بإستمرار من غزة حتى لو لم ننطق بكلمة، نكتب غزة بيدنا، بجثثنا، بموتنا، لهذا أصبحت كتابتنا عالمية، اللغة الإنسانية تفوقت على الإنفجارات المرعبة وهستيريا الفاشية، أنا أكتب لأني لا أزال حياً، الكتابة في الحرب جمال يعيد تأثيث ما شوهته هذه الحرب في نفوسنا.
نكتب من غزة، نسير بين الجثث، نخرج من بين الجثث، ننام مع الجثث، وكم تعاني الكتابة لتصل إلى قطعة خبز أو قنينة ماء أو كتاب أو ورق، كل شيئ قد إحترق، وكم تتكبد من المشاق لتلملم أشلاءها ولغتها المتفسخة لتصل إلى قبر أو خيمة أو شفق، وها نحن نتخلص من إعياء الجسد بالكتابة، لهذا نكتب بالأنفاس والأرواح ونكون وجهاً لوجه مع الحقيقة، نحن في غزة نمارس فن الموت ونتعلم كيف نموت بكبرياء.
نكتب بين الجثث عن الحب والعشق الصوفي في حنايا القلوب وعناق الجثث، تجتمع الأرض والسماء وتصبح غزة هي المعبد، نجري بين الغارات والصواريخ لنخطف قبلة عن جبين غزة هذا المساء، نعطيها فرصة أخرى لترتيب زفافها وسط طواحين الموت، تلبس أجمل الثياب وهي تستعد للحياة القادمة.
احتفالية
محطّات مشرقة.. سبيلهــــــــا العلـــــــم وتاجهــا الاجتهــاد
نظّم المجلس الإسلامي الأعلى، أمس، احتفالية اختتام الموسم الثقافي الاجتهادي لعام 2024، بحضور جمهور من «أصدقاء المجلس» – كما وصفهم الدكتور بوعبد الله غلام الله – وهم العلماء والباحثون والإعلاميون الذين رافقوا المجلس الإسلامي الأعلى، طوال الموسم في نشاطاته المختلفة.
ق – ث
قال الدكتور غلام الله، في كلمة افتتاح الاحتفالية، إن المجلس يعتبر جميع من أسهم في نشاطاته من أصدقائه، داعيا إلى «النقد والتوجيه والإضافة» بحكم أن عمل المجلس يحتاج إلى كل الجهود المنيرة، خاصة وأن سفينة الاجتهاد – كما قال الدكتور محمد بغداد – فتحت أشرعتها وأبحرت عبر أكثر من 140 محطة، رست في أكناف حواضر الجزائر من تمنراست إلى بجاية ومن تلمسان إلى تبسة، مرورا برقان إلى أم البواقي، بتوجيهات كريمة من صاحب الفضيلة رئيس المجلس الشيخ الدكتور غلام الله ومرافقة لطيفة من السادة العلماء أعضاء المجلس الكرام.
اعتراف للجيش الوطني الشّعبي
لخّصت كلمة الدكتور محمد بغداد أهم المحطات التي اشتغل عليها المجلس الإسلامي الأعلى، فقال: بداية موسمنا، سابقنا فيها إلى توثيق عرى، رابطة جيش أمة، وسارعنا الخطى الى سليل جيش التحرير الوطني في رباطه الأشم المرسى الكبير بوهران، لنمتطي أكبر سفينة حربية في تاريخ الجزائر، قلعة بني عباس فخر الوطن لنستعيد فيها أمجاد البحرية الجزائرية، في لقاء فريد غير مسبوق بين العلماء وضباط الجيش الوطني الشعبي الأشاوس. المؤتمنون على شرف الوطن.
مؤتمرات دولية..إسهام فاعل
وإلى شرق أوروبا وبالذات إلى البلقان، رافع المجلس الإسلامي الأعلى لصالح قيم الجزائر وثوابتها، وأعل بشائر علمائها لخيرات التعايش وثمرات السلم في المؤتمر الدولي للزعماء الدينيين، ولم يتثاقل حتى بلغ مقر الأمم المتحدة في جنيف، معلنا في مؤتمر التحالف العالمي لمؤسسات حقوق الإنسان أن التعايش يكون بالاعتراف بالحقوق المشروعة، والسلم يتحقق بالعدل، وأن عبد القادر الجزائري رسخ أقدس الحقوق، وجسدها أحفاده من قادة ثورة نوفمبر الفريدة.
وإلى وسط آسيا حوّلنا الشراع، وبالذات في إيران التي اجتمع العلماء الجزائريون بالعلماء الإيرانيين في لقاء علمائي راق، تدارسوا فيه هموم المسلمين وتلمسوا تطلعاتهم ورصدوا التحديات التي تواجههم، مرافقين جهود قيادة البلاد في ربط الصلات وتجذير عمق الجزائر وتأثيرها في العالمين، ومن ايران الى أوزباكستان لتذكير العالمين بأسبقية الجزائريين في شرح صحيحي البخاري والترمذي، والاحتفال مع أحفادهما في مؤتمرهما الدولي، والترحم على الطاهر بن عيشة السابر لأغوار تلك المسالك.
أمجــــــــــــــــــاد جزائريــــــــــــة
ولما كان المجلس الاسلامي الأعلى، المؤسسة الوطنية المرجعية، كما رصعها الدستور، حرص أن يكون موسمه بعنوان، تلازم الوحدة الدينية والمرجعية الوطنية، في جزء من ضريبة يؤديها إلى رفقاء ابن باديس، فأعاد الاعتبار لمٱثر أبي المهاجر دينار في ميلة، مذكّرا الأجيال بمكرمة الأيادي البيضاء للفاتحين، وعرج على جهود علماء غرداية الاشراف والسائرين على دربهم من أعضاء المجلس، في ملتقى أقيم وفاء للشيخ بالحاج، ولم يتخلف المجلس على موعد عبد القادر في عرينه بمعسكر، فكان من الحاضرين في بيعته، سائرا على شريعته التي أحياها بعد الراشدين.
وإلى بجاية الباسقة سار المجلس الإسلامي الأعلى على خطى الوحدة الدينية والمرجعية الوطنية، ليعيد الوهج، منبّها الأجيال على أول جامعة للنساء في العالم، مسترشدا بخارطة عبقرية سيدي تواتي، مباركا للعالمات من بنات الجزائر الحافظات للقرآن وكتب الصحاح، والظافرات بإجازات الإفتاء، وعند جهود علماء مشدالة استأنف المسير، ليسعد مع الجزائريين والمسلمين بتدشين ثالث مساجد الدنيا، جامع الجزائر، عنوان الحرية والسيادة، وعربون وفاء لشهداء الجزائر.
العمـــــــــــــــــق الإفريقــــــــــــــــي
في عاصمة المقراني والحداد شيّدنا حصن الوحدة الدينية والمرجعية الوطنية، وبسط القول فيها، وكشف امتدادات المغيلي والسنوسي في مجاهل افريقيا التي صدح بها أهلها بمحورية الجزائر في تثبيت الوحدة الدينية في المغرب العربي وإفريقيا، داعما التوجيهات الحكيمة لقيادة البلاد في التنبيه على جيواستراتيجية عمق الجزائر الإفريقي.
وسطيـــــــــــــــة واعتــــــــــــــدال
وإلى شموخ الأوراس يمم المجلس الإسلامي الأعلى المسير، فاقتبس من فيسلوف الثورة ومتصوف المقاومة بن بولعيد، وعند حضرة شيخ الفقهاء عمر دردور، التمس جودة الفهم ونصاعة الوطنية، ففتش عما توارى من جهود علماء الأوراس، في المنافحة عن هوية الجزائر بالإبداع الفكري والاجتهاد المتنور، قبل التفكير في الرصاصة الأولى التي أكره عليها بن بولعيد ذات ليلة من سنة أربعة وخمسين، والى جامعة غليزان نثر المجلس منتجه العلمي في نشر الوعى الوسطي، من خلال فعالياته الفكرية بين ايدي الباحثين والاكاديميين والاعلاميين والطلبة، طلبا للنقد والمسآلة، والرفع من درجات الجد ومستويات الاجتهاد.
الصيرفة الإسلامية..فتوح تتحقّق
ولم يستسلم المجلس الإسلامي الأعلى للصوارف، ولم يهن أمام الشواغل، فواصل التبشير بنعم الصيرفة الاسلامية ودورها في التنمية الاقتصادية، في وهران وبشار والعاصمة وأم البواقي والأغواط ووادي سوف، حتى ظفرت الجزائر من خلال أحد أعضاء المجلس الاسلامي الاعلى بعضوية المجلس العالمي للمالية الإسلامية، في بشارة ننقلها إلى الشيخ ابي اليقظان، بتحقق أمنيته بعد انتظار أكثر من قرن، لتكلل جهود خير الجزائر الجديدة بالصكوك الاستثمارية الاسلامية.
ومن أعالي تمنراست وعين صالح أطرّ المجلس الإسلامي الأعلى دروس رمضان فقها وتوجيها، وفي حاضرة العز أدرار، لمس الفخر في تظاهرة الحافظ الصغير، وشهد على إسهامات زاوية مولاي الرڨاني الفاضحة لجرائم فرنسا في رقان التي حولتها إلى واحة للاخيار فكان الجمع السنوي لأحفاد الشرفاء الابرار.
فلسطـــــــــين..صـــــــوت الحـــــــــق
ومنذ استيقاظ العالم على فجر السابع من أكتوبر، استأنف المجلس الإسلامي الأعلى مرافعاته لصالح ميراث أبي مدين شعيب، وحضر ملتقيات دعم المقاومة، وأثرى ندوات المنافحة على الحقوق المشروعة لأهل غزة المظلومين من تمنراست إلى وهران، داعما صوت الجزائر الصادح والمغالب في الأمم المتحدة المنافح عن المظلومين.
وما دام الصلح خير، فقد شرح المجلس الإسلامي الأعلى ثمراته اليانعة، وبين دوره في حفظ استقرار المجتمع، وأظهر أضداده من مختلف الأنواع، في ربوع البويرة ومداشر برج بوعريريج، ومدرجات العاصمة وسواحل بومرداس، وتوجه بجمع لطيف بين مجالس غرداية العريقة وبجاية الباسقة، وشرع أبوابه لقوافل أهلنا من الجالية الوطنية من أصقاع العالم، بعد استكمال ولايات الجزائر الثمانية والخمسين، حريصا على تجسيد أولويات الجزائر الجديدة.
نشـــــــــــــاط راســـــــــــــخ
وعلى سنة سيد العالمين، أقام المجلس الإسلامي الأعلى مائدة الجزائر للإفطار الرمضاني للدبلوماسيين العرب والمسلمين، ليبقى العنوان سائرا في قادم الأجيال: عربون أخوة وملح مودة وحلقة تواصل وأجر آخرة، ومعها بسط المجلس الإسلامي الأعلى الحديث في الإعجـاز الإلهي للشهر الفضيل، وسبر أغوار قيم رمزية المقاومة في شهر الصيام.
وفي عاصمة المقاومة سطيف، شرحنا مقاصد الزكاة ويانع الاوقاف، وعاد لينال شرف بركات ختمة القرآن مع البراعم في رمضان، وتوثيق العلاقة باتفاقية تعاون مع جامعتها.
وعند الرزايا يكون الصبر الجميل، ويبرز الرضا بقضاء الله وقدره، ولما كان الوفاء ديدن المجلس الإسلامي الأعلى، أقام للمجاهد فارس الادب والإبداع عبد المالك مرتاض رحمه الله، لقاء رد الجميل والاعتراف بالفضل، وترك الصدر لرفقائه وتلامذته من الأدباء والشعراء والنقاد من مختلف الأجيال، لعلها تكون شفاعة جيل في التدريب على شيم الوفاء وتقدير المتفضلين.
ولبى المجلس الإسلامي الأعلى كل دعوة وصلته، وحضر كل ندوة، وساهم في كل ملتقى، وشارك في كل محفل، وأثرى كل نقاش، ودعم كل مشروع، وشجع كل مبادرة، وبين تفاصيل كل غامض، وشرحنا كل مستشكل..فما مالا يتم الواجب إلا به، فهو واجب.
ويزيد توقد عزم المجلس الإسلامي الأعلى في قادم الموسم إن شاء الله، ليرفع من درجات الاستعداد للتفاعل مع بشائر السبعين، ميقات ثورة نوفمبر الخالدة، في برنامج استعادة عبق الشهداء الإبرار، واحترام المجاهدين البواسل، وتقدير نصيب الأوفياء لهم بإحسان إلى يوم الدين.
للإشارة، حضر الاحتفالية جمع كبير من علماء الجزائر، وأكاديميون وباحثون معروفون بالورع العلمي.
الرياضة
وفــــــــــــاق سطيـــــــــف
المدرّب رضا بن دريس خلفا للتونســــــــــــــي السويــــــــــــــح
أعلنت إدارة فريق وفاق سطيف، أمس الأربعاء، عن تعيين المدرب رضا بن دريس مدربا جديدا للفريق، لقيادة العارضة الفنية بداية من التربص الصيفي التحضيري للموسم الكروي (2024 – 2025).
أمضى المدرب الذي أعاد هذا الموسم فريق ترجي مستغانم إلى الرابطة المحترفة لكرة بعد 15 عاما من السقوط إلى الأقسام الدنيا، وقبل ذلك بسنة قاد اتحاد وادي سوف لصعود تاريخي لأول مرة في تاريخ إلى الرابطة المحترفة.
وكان اسم بن دريس متداولا منذ مدة بفريق وفاق سطيف، خصوصا أن المدير التقني لفريق وفاق سطيف عبد الكريم بيرة لطالما دافع عن المدربين المحليين، وأكد في أكثر من مناسبة بأن التقني الجزائري مهمش بالرغم من كل ما قدمه من إنجازات على مستوى مختلف أصناف المنتخبات الوطنية وكذا الفرق محليا وقاريا وإقليميا.
وكانت إدارة وفاق سطيف، الناشط ضمن الرابطة المحترفة “موبيليس’’ لكرة القدم، في بيان لها، قد أعلنت الثلاثاء عن فسخ عقد مدرب الفريق الأول، التونسي عمار السويح، بالتراضي بين الطرفين.
وجاء في بيان لإدارة النادي: “اجتمع المدير العام لشركة “بلاك إيغلز”، نبيل قواسمية والمناجير الرياضي للفريق، عبد الكريم بيرة، بالعاصمة، بالمدرب التونسي السويح عمار، وهو الاجتماع الذي أفضى إلى الاتفاق على فسخ العقد بالتراضي مع فريق وفاق سطيف”.
وأضاف ذات البيان أن المدرب التونسي “أبدى ارتياحه عن كل الفترة التي قضاها على رأس العارضة الفنية للنادي والتي اعتبرها مشرفة، ثم تمنى للفريق النجاح في مختلف الاستحقاقات المقبل عليها”، فيما شكر المناجير الرياضي لنادي وفاق سطيف التقني التونسي على كل ما قدمه للفريق.
للإشارة، فإن التونسي، عمار السويح، كان قد عين على رأس العارضة الفنية للنادي “الأبيض والأسود” في 11 فبراير الماضي، خلفا للفرنسي فرانك دوما.
منافسات إفريقية
ما بين الأندية 2024 – 2025
ممثّلــــو الجزائـــر
يتعرّفـون علـى منافسيهـم اليـــــوم الخميـــــس
يتعرّف ممثلو الجزائر في المنافسات الإفريقية ما بين الأندية 2024 – 2025، على منافسيهم في الدورين التمهيدين الأوليين للمسابقات، اليوم الخميس، بمناسبة عملية سحب القرعة المقررة بمقر الكونفديرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) بالقاهرة (مصر)، ابتداء من الساعة 00 : 12سا ( بتوقيت الجزائر).
في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، ستكون الجزائر، ممثلة بمولودية الجزائر، بطلة الجزائر 2024، وشباب بلوزداد الوصيف في الترتيب النهائي للرابطة المحترفة – موبيليس- 2023- 2024.
وقررت الهيئة الإفريقية، إعفاء خمسة أندية – الأحسن ترتيبا – من الدور الأول التمهيدي لرابطة الأبطال، وهي: الأهلي المصري (المتوج باللقب)، الترجي التونسي (تونس) ماميلودي ساندونز (جنوب افريقيا)، تي بي مازمبي ( الكونغو الديمقراطية) بيترو أتلتيكو (انغولا).
وإذا كان “الشباب” متعوّدا على المنافسة الإفريقية الراقية وهو يستعد لمشاركته الخامسة على التوالي (رقم قياسي)، فإنّ “العميد” يعود إلى أحضان المسابقة، بعد أربع سنوات من الغياب.
وفي كأس الكونفديرالية، ستكون أندية كرة القدم الجزائرية ممثلة بشباب قسنطينة، صاحب المركز الثالث في ترتيب بطولة الرابطة المحترفة للموسم المنقضي، واتحاد الجزائر، الحائز على المرتبة الرابعة.
وتجرى عملية سحب القرعة بمقر الكاف، بدء بكاس الكونفديرالية ثم رابطة الأبطال الإفريقية.
ويلعب الدور التمهيدي الأول، للمنافستين القاريتين، في الفترة ما بين 16 و25 أوت 2024، بينما يقام الدور التمهيدي الثاني، قبل مرحلة المجموعات، وذلك بين 13 و22 سبتمبر 2024.
رحيله عن الأهلي المصري بات قريبا
الشمال القطري يريد قندوسي ويقـــــــــدّم عرضـــــــــا رسميــــــــــا
اقترب الدولي الجزائري أحمد قندوسي لاعب الأهلي المصري من الرحيل عن القلعة الحمراء نهائيا بعد انتهاء إعارته لصفوف سيراميكا كليوباترا، حيث تلقّى اللاعب عرضا من أحد الأندية القطرية.
عزيز – ب
يرفض المدرب السويسري مارسيل كولر عودة قندوسي لصفوف الفريق في نهاية الموسم، وطلب من إدارة النادي تسويق اللاعب خلال الميركاتو الصيفي.
كشفت مصادر داخل النادي الأهلي، أن قندوسي مطلوب من أحد أندية قطر خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة بعد التألق مع سيراميكا كليوباترا.
وأضاف المصدر أن قندوسي تلقى بالفعل عرضا من أحد الأندية القطرية للحصول على خدماته نهائيا، على أن يتم التقدم بالعرض الرسمي لمسؤولي النادي الأهلي في الفترة المقبلة.
وأشار المصدر، إلى أن إدارة الأهلي حدّدت مبلغ 3 ملايين دولار للموافقة على رحيل أحمد قندوسي إلى دوري نجوم قطر.
وحسب ذات المصدر، فإنّ نادي الشمال القطري، يسعى لتدعيم صفوفه بالعديد من النجوم، بعدما حقّق صفقة مدوية بانتداب هداف الخضر في كان 2023 بكوت ديفوار، بغداد بونجاح.
عرض الشمال القطري لضم القندوسي في البداية كان مليون ونصف دولار، ثم ارتفعت القيمة المالية للعرض حتى أصبح 2.2 مليون دولار، مقابل بيع اللاعب نهائيًا لصالح الفريق القطري، مع وجود نسبة إعادة بيع للأهلي في حال انتقال اللاعب لفريق أخر بعد انتهاء تعاقده مع الشمال القطري.
وشدّد المصدر على أنّ مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود الخطيب والسويسري مارسيل كولر لا يمانعان بيع اللاعب الجزائري، خاصة في ظل رفض الطاقم الفني عودته من جديد لأسباب فنية.
أكـــــرم بوراس (لاعــــــــب شبــــــــاب بلــــــــوزداد) لــــــــ “الشعــــــب”:
أشكـــــر كــــــل مــــــن دعّمنــــــي.. وشــــــــــــارف الــــــــــــــذي كـــــــــــــــان وراء انتقالــــــــــــي للشبـــــــــــــاب
أشاد أكرم بوراس لاعب شباب بلوزداد في تصريح لـ “الشعب”، بالروح الجماعية لفريقه والتي تحلى بها خاصة في نهائي كأس الجزائر، مؤكّدا أنه كلاعب فخور بما حققه مع الفريق لحد الآن، ولم ينس الفضل الكبير للمدرب بوعلام شارف الذي كان وراء انتقاله إلى الفريق العاصمي.
عمار حميسي
تصوير: محمد آيت قاسي
بوراس وصف مستوى الفريق في نهاية الموسم بالإيجابي بعد مرحلة صعبة مر بها في منتصف الموسم على وجه الخصوص، عقب الخروج من منافسة رابطة أبطال إفريقيا، إلا أن اللاعبين عادوا من جديد للتوحد كعائلة واحدة، رفعت التحدي من أجل إسعاد الأنصار، وهو الأمر الذي حدث بعد التتويج بالكأس.
دعم الأنصار كان كبيرا للفريق خلال الأوقات الصعبة، حيث انتهز بوراس الفرصة، ليشكرهم على كل الدعم المعنوي الذي قدموه خلال المراحل الصعبة التي مر بها على مدار الموسم، وختامها كان مسك من خلال حضورهم القوي في نهائي الكأس والذي كلل بالتتويج على حساب مولودية الجزائر.
تحدّث بوراس عن الروح الجماعية للفريق، والذي أعاد للأذهان المستوى المميز الذي قدمه الشباب خلال المواسم الماضية حيث قال: “الروح الجماعية كانت السر وراء النجاح في التتويج بمنافسة كأس الجمهورية، وإنهاء الموسم بقوة على مستوى البطولة من خلال التواجد في الوصافة خلف البطل مولودية الجزائر، الذي قدم موسما مميزا على مستوى البطولة، والأكيد أن الجميع كان يرشحه للفوز بكأس الجمهورية، إلا أن الإرادة والروح الجماعية كانت وراء التتويج التاريخي بالكأس التاسعة في تاريخ الفريق، والذي أصبح يمتلك الرقم القياسي في عدد التتويجات بين الأندية الجزائرية في مسابقة كأس الجزائر”.
لم ينس بوراس كل من دعمه وساهم في هذا التتويج من قريب أو بعيد حيث قال: “وأنا في غمرة الفرحة بالتتويج التاريخي بالكأس، لا يجب أن أنسى الدعم الكبير الذي قدمه لي المدرب الكبير بوعلام شارف الذي كان وراء انتقالي إلى شباب بلوزداد، وهي الخطوة التي انعكست إيجابا على مستواي الفني وأيضا على طموحاتي، كما زادني فخرا التواجد في هذا الفريق الكبير، والتتويج كل سنة بلقب على الأقل يبقى أمرا غير متاح على مستوى الأندية الأخرى”.
واصل بوراس حديثه عن الأطراف التي ساهمت في التتويج وشكرها على هذا حيث قال: “هذا التتويج لم يأت من فراغ، ولكن جاء نتيجة ثمرة عمل كبير تم القيام به على مدار الموسم، لا يمكن نسيان الدور الكبير الذي لعبه الجهاز الفني والإداري والطبي وزملائي اللاعبون الذين رفعوا التحدي في نهائي الكأس”.
دعم الأنصار كان كبيرا بالنسبة لبوراس، خاصة خلال المباراة النهائية أين صنعوا الفارق حسبه، من خلال الصور الرائعة التي رسموها في المدرجات حيث قال في هذا الخصوص: “أنصار شباب بلوزداد يبقون علامة مسجلة من الصعب تكرارها، حيث نجحوا في الظهور بشكل يليق بتاريخ الفريق، ودعموا اللاعبين بكل قوة خلال المراحل الصعبة التي مروا بها”.
الوطنية المدرسية لألعاب القوى
355 مشارك مـــن فئــــة الأشبــال في انطلاق المنافسة
انطلقت أمس الأربعاء بملعب ألعاب القوى “بوعلام علي” لتيغنيف (معسكر) منافسات البطولة الوطنية لألعاب القوى المدرسية للأشبال التي تخص فئتي المتمدرسين وذوي الاحتياجات الخاصة، بمشاركة 355 عداء وعداءة يمثلون 32 رابطة ولائية.
تجرى منافسات هذه التظاهرة المنظمة طيلة يومين من طرف الرابطة الولائية للرياضة المدرسية بالتنسيق مع الرابطة الولائية لألعاب القوى ومديرية الشباب والرياضة في 20 اختصاصا لألعاب القوى، منها سباقات السرعة ونصف الطويلة والطويلة والوثب الطويل والقفز بالزانة ورمي الجلة ورمي المطرقة.
وأبرز الأمين العام للرابطة الولائية للرياضة المدرسية، منور مصدرق لـ “وأج”، أن “هذه التظاهرة الرياضية ستسمح بانتقاء أحسن العدائين والعداءات الذين سيمثلون الجزائري في الألعاب الرياضية المدرسية (جمنازياد) المنتظرة بمملكة البحرين قبل نهاية السنة الجارية.
——
البطولة العربية لألعاب القوى لأقل من 23 سنة
أربــــــع ميداليــــــات جديـــــــدة للجزائـــــر منهـــــــا ذهبيتــــــان
أحرز المنتخب الجزائري لألعاب القوى (ذكور وإناث) أربع ميداليات جديدة منها ذهبيتان في اليوم الرابع والأخير من البطولة العربية لأقل من 23 سنة التي اختتمت الثلاثاء بالإسماعيلية (مصر).
كانت الميداليتان من المعدن النفيس من نصيب هيثم شنيتاف في سباق 800 م، ولينا بن عيبوش في رمي الجلة، بينما عادت الميداليتان البرونزيتان الأخريان لغنية رزيق (800 م) ومحمد سكندر بحبوح في رمي الصحن، ليرتفع حصاد الجزائر في هذه المنافسة إلى 14 ميدالية منها 6 ذهبيات و8 برونزيات.
وسبق للمنتخب الجزائري أن توّج بأربع ذهبيات في الموعد العربي عن طريق هيثم شنيتف في سباق 1500 م، هامل رحيل في سباق 100م/حواجز (سيدات) وإسماعيل بن حمودة في سباق 10.000 م / مشي (رجال) وأحمد أيوب بن نعيجة (الوثب الثلاثي).
وبالنسبة للبرونزيات السابقة حقّقها كل من آنس جا يحبي (3.000 م/موانع)، ملاك فرتوني في سباق 400م (سيدات)، غنية رزيق في سباق 1500م (سيدات)، مليسة تولوم في مسابقة 10 آلاف م/ مشي، وسام سويسي وأمين محيون، تواليا في رمي الرمح ( سيدات) والوثب العالي (رجال)، وشارك 22 رياضيا جزائريا في البطولة العربية لأقل من 23 سنة بهدف تحقيق أحسن تمثيل للجزائر والسعي لجمع أكبر عدد من الميداليات.
نهائي كأس الجزائر لكرة السلة (سيدات)
نادي كوسيدار – مولودية الجزائر..نهائي كل الاحتمالات
ستلتقي سيدات ناديا كوسيدار ومولودية الجزائر يوم الجمعة (سا 00 : 17) بقاعة حيدرة بالجزائر العاصمة في نهائي غير مسبوق لكرة السلة ومفتوح على كل الاحتمالات، حيث يجمع بين أحسن أندية الموسم 2023-2024.
بعد أربعة نهائيات متتالية بين الناديين، تسعى مولودية الجزائر، الاختصاصية في منافسة الكأس، إلى التتويج بها للمرة الثالثة على التوالي أمام منافس افتك منها هذا الموسم لقب البطولة الوطنية.
أما بالنسبة لنادي كوسيدار الذي لا زال يتلذّذ بلقبه الأول في تاريخه المحصل عليه الشهر الماضي، فهو يطمح من جهته، للفوز بالكأس ليحقق “الثنائية” وبالتالي وضع حد لهيمنة المولودية في كرة السلة النسوية.
وبخصوص الإحصائيات، تقابل الناديان في ثلاث مناسبات في البطولة ودورة اللقب، حيث فاز كوسيدار بمباراتين (52-39) و(59-49)، بينما فازت المولودية بمباراة واحدة (70-63).
وبلغ فريقا المولودية وكوسيدار الدور النهائي على حساب كل من اتحاد الجزائر (62-50) واتحاد سطيف (55-44).
وسيكون نهائي الكبريات مسبوقا بنهائي صنف أقل من 16 سنة بين شبيبة سطيف ووداد بوفاريك.
برنامج المباريات النهائية:
الجمعة 12 جويلية / قاعة حيدرة/الجزائر):
نهائي أقل من 16 سنة / فتيات: شبيبة سطيف – وداد بوفاريك (00 : 15)
نهائي صنف الكبريات: نادي كوسيدار – مولودية الجزائر (00 : 17).
الــــــــدوري الماســـــــــي لألعــــــــــاب القـــــــــــوى
سجاتــــــــــي ومولــــــــــــــــى فـي الرّواق الصّحيـح قبـل الأولمبيـاد
يتواجد العدّاءان الجزائريان جمال سجاتي وسليمان مولى في اختصاص 800 متر، في أفضل تصنيف قبل اختتام مراحل الدوري الماسي، والتي تعتبر محطة تحضيرية للألعاب الأولمبية باريس المقررة من 26 جويلية إلى 11 أوت 2024 من أجل تحقيق نتيجة إيجابية خلال هذا الحدث الكبير.
نبيلة بوقرين
أسفر التصنيف الأخير الخاص بترتيب العدائين حسب التوقيت عن تواجد سجاتي في المركز الثالث برصيد 16 نقطة بعدما قطع مسافة السباق ضمن مرحلة باريس من الدوري الماسي في ظرف 1:41:56، وهو ثالث أفضل توقيت عالمي لحد الآن، كل ذلك تحقّق بعد العمل الكبير الذي قام به العداء الجزائري في الفترة الماضية، حيث ستكون كل الأنظار متجه إليه في قادم الاستحقاقات، أبرزها الألعاب الأولمبية التي ستكون بمثابة الهدف المباشر لسجاتي من كتابة اسمه ضمن قائمة المتوّجين أولمبيا.
فيما يتواجد سليمان مولى في المركز السابع برصيد 8 نقاط، ورغم ذلك إلا أن العداء الجزائري يملك حظوظا من أجل التألق ضمن الأولمبياد، بالنظر للإمكانيات التي يملكها وسبق له أن برهن على ذلك في عدة مناسبات، وفي نفس الوقت تنتظره محطة أخيرة ضمن الدوري الماسي قبل الأولمبياد من أجل تقييم مستواه، وتصحيح ما يجب قبل الدخول في الحدث الأولمبي، حيث سيشارك رفقة سجاتي في سباق موناكو يوم 12 جويلية الجاري، والذي سيكون بمثابة موعد تكتيكي أكثر من شيء آخر لتفادي الإصابات بالنظر للمنافسة القوية الموجودة بين العدائين في اختصاص 800 متر.
بالتالي فإنّ سجاتي ومولى يعتبران من بين أبرز الأسماء المرشحة من أجل الصعود لمنصة التتويج ضمن الألعاب الأولمبية باريس 2024، وتعلق عليهما آمال كبيرة لإهداء الجزائر إحدى الميداليات على الأقل بالنظر للنتائج التي سبق تحقيقها من طرف كل واحد منهما في الألعاب الأفريقية، مراحل الدوري الماسي، والجولة الذهبية وكذا البطولة الوطنية التي تعتبر محطة مؤهلة للأولمبياد، إضافة إلى المعسكرات خارج الوطن والتي كانت في المستوى العالي سمحت للثنائي للاحتكاك مع منافسين أولمبيين.
للإشارة، فإنّ المشاركة الجزائرية في اختصاص 800 متر عرفت تحقيق أرقام جد رائعة، من بينها 6 أرقام للثنائي مولى وسجاتي، ويتواجد سجاتي بأفضل توقيت لحد الآن، وكان مخلوفي صاحب أفضل رقم حقّقه في سان دوني الفرنسية وريو البرازيلية سنة 2016، بالإضافة إلى سعيد قرني سنة 2000 في محطتين لوزان وبروكسل، ولهذا فإنّ الجميع يتطلّع لتحقيق أرقام وتتويجات جديدة لألعاب القوى الجزائرية في اختصاص السباق نصف الطويل.
كــــــــأس الجزائـــــــر 2024 للكـــــــرة الطائــــــــرة (رجــــــــال)
جمعية أولاد عدوان – شباب ثنية العابد..نهائي تاريخي
ستجمع المباراة النهائية لكأس الجزائر 2024 في الكرة الطائرة (رجال) المقررة يوم السبت (00 : 16) بالقاعة متعددة الرياضات بلقاسم محمد برشاش بقسنطينة، كل من جمعية أولاد عدوان ونادي ثنية العابد الذي يسعى إلى إحداث مفاجأة من العيار الثقيل والحصول على أول لقب تاريخي للنادي.
إذا كانت المواسم تتوالى وتتشابه لنادي أولاد عدوان المتعوّد على لعب الأدوار الأولى منذ عدة سنوات، حيث سيستفيد من أفضلية التكهنات، فإن لاعبي ثنية العابد الذين سيلعبون الموسم المقبل في القسم الأول، أحدثوا المفاجأة بإقصائهم لناديين من القسم الوطني الأول، ويتعلق الأمر بجمعية مسلمون (3-0) ونجم سطيف (3-1).
وسيخلف الفائز في سجل المنافسة فريق وداد تلمسان المتوج الموسم الماضي على حساب نادي برج بوعريريج (3-1).
برنامج نهائي كأس الجزائر 2024 (رجال):
السبت 13 جويلية (00 : 16):
قسنطينة: جمعية أولاد عدوان – نادي ثنية العابد.
جائزة آسيا جبار
مديرة منشورات ميـــم.. الأديبــــة آسيا على موسى.. تكتب لـ “الشعب”
تتويج “هوارية”.. نجاح للسرد الروائي المتقن
^ الحقـــــــــل الأدبـــــــــي يشهــــــــد نقلـــــــــة نوعيــــــــــة تُبهـــــــــج القلـــــــــبَ
من هذا المنبر، تهانيّ للكاتبة إنعام بيوض ولـ “هوارية” على هذا التتويج. وهنيئا للقارئ خاصة، بهذا الحدث الذي منحته الجائزة منذ دوراتها الأولى للكِتاب، حيث أعادت بعث قائمة من الأعمال الروائية الجزائرية، لم يكن كل القراء على دراية بها، وأثارت فضول القراءة والبحث عنها مع ما يشهده مجال النشر من ضيق في فضاءات الإعلام رغم رحابتها وتنوعها، والتي يطفو على سطحها الغثّ وتحكمها أهواء لا تنصف الأعمال الجادة غالبا.
تعيدنا الجوائز الأدبية كل مرة إلى جدل كبير، وهذا الجدل الذي تثيره في حد ذاته يصنع الحركية التي يحتاجها المشهد الأدبي الراكد غالبا والذي لا تحركه إلا المناسبات.
من الصحي أن تتحرك الكتب، بل من الضرورة أن تعود الحياة إلى الكتب التي أرهقتها رفوف المخازن أو تجاهل النقد لها؛ لذلك فنحن بحاجة إلى أي شيء يسهم في شد انتباه القارئ؛ لأننا – في الأخير – ونحن نكتب وننشر، نوجه النص إلى المتلقي، وهو وحده الفيصل الذي يحكم على جودة أو رداءة ما نفعل.
جميعنا يعلم أن المقروئية تخوض أهم وآخر حروبها في الوقت الراهن، وأن الكتاب الأدبي تتقلص مساحات تواجده، خاصة هنا في الجزائر، إذ خارج “السيلا”، تقريبا، لا حدث يذكر رغم الجهود الفردية المبذولة.
كرّست “ميم” وتكرس منذ بداياتها، جهودا وصبرا لتقديم نصوص جيدة، وقد وُفّقت إلى حدّ ما في دخول قوائم جوائز عربية ومحلية العديد من المرات.. هذه مسؤولية تضع الدار في تحدّ دائم، لتقديم الأفضل للمكتبة، وإن كانت الجائزة تكريما للنص قبل الكاتب وقبل دار النشر؛ لهذا تحرص ميم على النّص بعيدا عن أي اعتبارات أخرى.
أملنا أن تتنوع المسابقات الأدبية وتتنوع روافدها ويتنوع رعاتها، لتشمل أجناسا أدبية أخرى غير الرواية، ولتكثر التقاليد الأدبية التي تُنعش الحياة الثقافية مجددا خاصة لتعطي دفعا للكتاب وللكتابة.
في الأخير، فإن تتويج “هوارية”، هو تتويج للسرد الروائي المتقن واللغة السلسة والبناء المحكم، عمل وجهد تُشكر الكاتبة إنعام بيوض عليه، هذا لا ينقص من قيمة الأعمال الروائية التي وصلت القائمة القصيرة ولا بقية الأعمال المشاركة، لأن هناك جانب ما دوما نغفل عنه وننتظر من القارئ أن يضيئه حين تثير مثل هذه المسابقات تفاعله وتوقظ ملكة النقد فيه.
أشير هنا إلى النقلة النوعية التي يشهدها الحقل الأدبي عندنا، خاصة أننا ورغم غزو الآلة، مازلنا نكتشف كل سنة وكل حدث ثقافي، نصوصا وكتابةً وأسماء من جيل الشباب، تُبهج القلبَ وتمنح المعنى والعزاء وتجعلنا نثق أن الجمال لا يذبل مادام هناك من يحرص على إتقان ما يعمل.
برعاية سامية من رئيس الجمهورية..”آناب” تتوّج الأدب الجزائري بالجائزة الأرقى
في حفل أسطوري بالأوراسي..تكريم الفائزين بجائزة آسيا جبار
مولوجي: مقاربة اقتصادية للثّقافة لا تهمل الجماليات والخصوصيات الهوياتية والثقافية
ألغم: أقلام صامدة..تكريم واستذكار لأدباء فلسطينيّين أثقلتهم اعتـــداءات الصّهاينـــة
بورايـــو: الأعمـــال المشاركـــة منسجمـــة مــــع جوهـــر فكـــر آسيــــا جبــار
بيوض كـــراش وعثماني..يقطفون ثمـــرات السّمــو الأدبـــي
توّجت لجنة تحكيم الجائزة الكبرى آسيا جبار للرواية في طبعتها السابعة، يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، كل من الروائيين إنعام بيوض والهاشمي كراش وعبد العزيز عثماني عن أعمالهم الأدبية باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية على التوالي.
فاطمة الوحش
صور: محمد آيت قاسي
بتنظيم محكم وفي جو ماتع بهيج واستثنائي، وبحضور أعضاء من الحكومة، والهيئات الرسمية للدولة، وممثل عن المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية، إضافة إلى ممثلي الشركات الوطنية، وسفير دولة فلسطين ونخبة من الأدباء والمثقفين والأسرة الإعلامية، تم تكريم الفائزين بجائزة “آسيا جبار” للرواية التي نظمتها المؤسسة الوطني للاتصال والنشر والإشهار “أناب” تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في حفل أقيم بفندق الأوراسي.
وعادت الجائزة الأولى في صنف الرواية المكتوبة بالعربية إلى الروائية “إنعام بيوض” عن روايتها “هوارية” الصادرة عن دار ميم التي تميزت بأسلوب أدبي راق وقضايا إنسانية معاصرة، وذهبت الجائزة في فرع الرواية المكتوبة بالأمازيغية لـ«الهاشمي كراش” عن رواية “1954..تلالي أوسيرم” الصادرة عن دار تيرا والتي عكست التراث الثقافي الامازيغي بعمق وإبداع، بينما حاز على الجائزة في صنف الرواية المكتوبة بالفرنسية الكاتب “عبد العزيز عثماني” عن رواية Lune en miettes الصادرة عن منشورات القصبة والتي تميزت بأسلوب سردي مميز وموضوعات غنية.
”آناب” ترفع تكريما لرئيس الجمهورية
وعرف حفل التتويج تسلّم وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، لتكريم خاص رفعته المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار لرئيس الجمهورية، اعترافا وتقديرا لدعمه الدائم للثقافة والإبداع وللجائزة.
وذكرت الوزيرة في كلمتها التي ألقتها بالمناسبة، أن تزايد المشاركات والجذب الذي تحقق الجائزة يشير إلى ثراء الحقل الأدبي، وولادة كتّاب وأدباء جدد بالإضافة إلى الأسماء المكرّسة، وهو مؤشر على حيوية المشهد الأدبي، كما يشير أيضا إلى حركيّة النشر في بلادنا، والتي تقدّم هذا الزّخم الأدبي وتتجاوب معه، فلا تكاد توجد دار نشر لم تقدّم أعمالا أدبية في مختلف الأجناس، وفي الرّواية تحديدا، وهو أمر تأخذه وزارة الثقافة والفنون بعين الاعتبار، بتخصيص مساحات للمبدعين الجدد إلى جانب المبدعين المعروفين في المواعيد الأدبية، وتعتبر رعاية الإبداع وتحفيز المبدعين مهمة مشتركة بين الصحافة الأدبية والثقافية والنقاد والجامعات والمخابر البحثية.
وأشارت الوزيرة إلى أن “مرافقة فعل الكتابة بدعم النشر والمتابعات النقدية وتوفير فضاءات النقاش، يقع في صلب ما تقوم به الوزارة والمؤسسات تحت الوصاية من خلال منابرها، وأضافت: “ولعلّ آلاف اللّقاءات التي نُظّمت في مكتبات المطالعة العمومية تحت عنوان (منتدى الكتاب) تشهد على ذلك، وستستمر هذه اللقاءات لتشكل اكتمالا لحلقات المشهد الأدبي الذي نريده خلاقا وصحيا من خلال انفتاحه على توجهات وجماليات الكتابة وأنواعها، تضيف الوزيرة.
وقالت مولوجي إن “الوفاء لذاكرتنا الثقافية يحيلنا إلى الاحتفاء بذاكرة رموز الثقافة من أدباء وفنانين ومبدعين كبار، على غرار المبدعة “آسيا جبار” التي شكلت نموذجا استثنائيا في علاقاتها مع ثقافتها الوطنية، وحفظت من خلال إبداعها المتراكم قيم وممارسات الجزائر وهي تكتب أدبا رفيعا للعالم”، وأكّدت مولوجي – في السياق – أنّه إذا أضفنا جائزة آسيا جبار إلى باقي الجوائز التي تقدّم في بلادنا، سواء بأسماء المبدعين الرّاحلين الكبار، أو دونها، وبعض الجوائز التي تسعى لإطلاقها، فإنّ الجزائر وبتوجيه من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون تعمل على تأسيس منظومة جوائز تقديرية وتحفيزية تثري المشهد الثقافي والأدبي، وتحفّز التنافسية في مجالات الإبداع الأدبي والفني.
أقلام صامدة..تكريما للكتّاب والأدباء الفلسطينيّين
من جهته، قال المدير العام للمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، مسعود ألغم إنّ “هذه الجائزة أصبحت جزءا من تقاليد المؤسسة، نصبو من خلالها للاحتفاء بالتميز والتأسيس لصناعة الكتاب في بلادنا لما تشهده الساحة الأدبية والثقافية في تحولات باستمرار”. واغتنم الرئيس المدير العام لـ “آناب” السانحة لتقديم الشكر الجزيل إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون الذي منح رعايته السامية لإيمانه الراسخ بترقية الثقافة والفنون والعلوم في بلادنا”.
وأشار مدير “آناب” إلى أنّ الطبعة السابعة لهذه الجائزة تنظّم تحت شعار “أقلام صامدة”، تكريما واستذكارا للكتاب والأدباء الفلسطينيين الذين أثقلتهم اعتداءات العدوان الصهيوني، وعليه لا يمكن الفصل بين نضال الكتاب والأدباء الجزائريين إبان الثورة التحريرية، وبين نضال الكتاب والمبدعين الفلسطينيين اليوم”، وأضاف: “إن هذه الاستمرارية تحمل الجينات نفسها والأحلام نفسها والأعمال نفسها”، مؤكدا على أن وقوف المثقفين الجزائريين إلى جانب الفلسطينيين أمر بديهي ومقدس، وأن هناك خيط مشترك يصل الماضي بالحاضر”.
وقدّمت مؤسسة “آناب” بالمناسبة، تكريما باسم الجزائريين إلى الأدباء الفلسطينيين تسلّمه سفير دولة فلسطين لدى الجزائر، واستذكر – بالمناسبة – أسماء فارقة في سماء الإبداع الفلسطيني على غرار محمود درويش وفدوى طوقان وغسان كنفاني وناجي العلي، وغيرهم ممّن واجهوا وما زالوا يواجهون الظلم، ويكافحون وينافحون من أجل تحقيق النصر.
مشاركة قويّة وتجديد في الأساليب الرّوائية
تميزت الطّبعة السابعة للجائزة الكبرى “آسيا جبار” للرواية، بمشاركة قوية، حيث استقبلت اللجنة 150 رواية، منها 86 باللغة العربية و10 باللغة الأمازيغية و55 باللغة الفرنسية، ليتم الاحتفاظ بالقائمة الطويلة التي تتكوّن من 24 رواية من بينها 12 باللغة العربية و05 باللغة الأمازيغية و07 باللغة الفرنسية.
ونوّهت لجنة التحكيم التي ترأسها الدكتور عبد الحميد بورايو، بالمستوى الجيد في الكتابة الروائية في عدد هام من الأعمال المرشحة للجائزة، خاصة تلك التي تضمّنتها كل من القائمتين الطويلة والقصيرة.
وذكرت اللجنة، أنّ هذا الفوز تم بمراعاة مجموعة من المقاييس منها: الانسجام مع جوهر فكر آسيا جبار، وطبيعة تجربتها الفنية والأدبية، أصالة الموضوع المطروح في الروايات، العناية بالأسلوب السردي وبتصوير المشاهد وجماليات اللغة والبناء الفني الحبكة الروائية والشخصيات وبقية العناصر المكونة لعناصر الرواية، بالإضافة إلى مراعاة الإنسانية والوطنية والمقاييس المناسبة لصناعة الكتاب وشروط النشر الاحترافي.
وأشارت اللجنة إلى أنّ أغلب موضوعات الروايات عالجت موضوعات متعلقة بأدب الجزائر في حقب المختلفة، وتناولت واقع المجتمع وقضاياه الاجتماعية والسياسية والثقافية، واعتنت بأبعاد الهوية والتراث وقضية المرأة والتباينات الاجتماعية ومقاومة الاستعمار والمنفى والهجرة إلى أوروبا.
كما أن هذه الروايات كشفت – بحسب لجنة التحكيم – عن السلوك البشري الفردي والجمعي والمحلي والوطني والإنساني بكثير من العمق، وانفتحت في طرقها الفنية ومسائل سردها على مختلف الفنون المعاصرة في الكتابة السينمائية والفن التشكيلي كما جددت أساليب الكتابة الروائية.ولاحظت لجنة التحكيم – وفق رئيسها البروفيسور عبد الحميد بورايو – نقصا في الدقة التاريخية في تدوين الوقائع ذات الطبيعة التاريخية، وإبراز وجهة نظر محرري الوثائق التاريخية مما يستدعي الدعوة إلى تفعيل دور النشر في نهوضهم بالكتابة الروائية من حيث المرافقة والتدقيق اللغوي وقلة الطباعة والاستعانة بمتخصصين في مجال التاريخ وتقديم التاريخ من وجهة نظر وطنية خاصة.
كما دعت اللجنة، إلى الانخراط في ترقية نشر الأدب الروائي عن طريق المرافقة نشرا ونقدا وترويجا، ولفتت إلى ضرورة إنشاء مسابقات أخرى غير الرواية كالقصة القصيرة والشعر والمسرح والكتابة السينمائية.
متوّجـــــــــــــــــون وأدبـــــــــــــــاء..يثمّنـــــــــــون
ثمّن الفائزون بجائزة آسيا جبار أهمية الجائزة ودورها في تشجيع الكتاب لطرح أعمالهم وإبداعاتهم لتكون نبراسا ثقافيا، معربين عن فخرهم واعتزازهم بالفوز بها باعتبارها من أهم الجوائز المحلية، وحلما يراود كل كاتب.
وقالت الكاتبة إنعام بيوض الحائزة على الجائزة في صنف الرواية المكتوبة بالعربية: “سعيدة بحصولي على هذه الجائزة العريقة، خاصة أنها تحمل اسم “آسيا جبار” التي اعتبرها من الأسماء التي لا تضاهى، وقد رفعت رأسنا ورأس الأدب الجزائري والعالمي عامة”.
وأضافت: “أتمنى أن يدفع الجيل الصاعد هذا الأدب، وأن يسمو بنا إلى العالمية دائما، طبعا العالمية تبدأ من المحلية، يجب أن نعرف وطننا ونكتب عنه بصدق”.
وأشارت بيوض إلى أنّها استغرقت في كتابة الرواية الفائزة 6 سنوات، ليس لصعوبة الكتابة، وإنما لأنّ الكتابة بالنسبة لها متعة، ولم ترد لهذه المتعة أن تنتهي.
بدوره أكّد الكاتب عبد العزيز عثماني الفائز في فئة الرواية المكتوبة بالفرنسية، أنها مناسبة استثنائية في حياة أي كاتب حين يرى عمله يتوج بجائزة مرموقة، ونوّه بأن الجائزة أصبحت حافزا على الإبداع والاجتهاد الثقافي والدليل على ذلك تنامي المشاركات فيها كل سنة، وجدية اللجان المحكمة. كما أكّد المتوج على جهود الدولة ودعمها للثقافة والإبداع، وتعزيز مكانة الأدباء والكتاب الثقافية في بلادهم. من جانبه قال علي هجرسي إنّ “الحفل كان جيدا ويرقى لمسابقة بمستوى الاسم الأدبي والقامة الراحلة آسيا جبار، حضرت العديد من الوجوه الأدبية لحفل توزيع الجوائز مما سمح بوجود لقاءات متنوعة ومختلفة بين كتاب وناشرين من جهات متفرقة من الوطن”، وأضاف هجرسي: “من حيث التتويج، نهنّئ الفائزين واعتبر نفسي أكبر الفائزين لأنه من خلال أول تجربة روائية وصل عملي للقائمة القصيرة”. تخلّل الحفل العديد من الفقرات الفنية والثقافية مما أضفى على المناسبة جوا من الفرحة والاحتفال، كما شهد مأدبة عشاء على شرف الحاضرين، واختتم بتوزيع الجوائز والتقاط الصور التذكارية، وسط أجواء من الفخر والاعتزاز بالإنجازات الأدبية الوطنية.
الوطني
إضافة إلى نوعين من السيارات النفعية
«هيونداي» مستعدة لإنتاج 3 موديلات من السيارات السياحية بالجزائر
أعرب مسؤولو علامة صناعة السيارات «هيونداي»، بالجزائر العاصمة، عن استعدادهم لإنشاء مصنع بالجزائر، وفق معايير الشركة الدولية، يسمح بإنتاج ثلاثة (3) موديلات من السيارات السياحية، إضافة إلى نوعين من السيارات النفعية للعلامة، بحسب ما أفاد به بيان للوزارة.
أوضح البيان، أنه «في إطار تنفيذ سياسة وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني في مجال بعث نشاط تصنيع المركبات، استقبل وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني السيد علي عون، وفدا يضم كبار مسؤولي شركة هيونداي والمؤسسة التجارية العمانية (أو.تي.آي) من أجل عرض مشروع تصنيع السيارات لعلامة هونداي بالجزائر».
خلال اللقاء، يضيف ذات المصدر، استمع الوزير إلى عرض مفصل قدمه مسؤول شركة هيونداي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، طارق مصعب، حيث أكد بأن هذا المشروع «سيدخل في إطار سياسة الحكومة (الجزائرية) الرامية إلى إنشاء صناعة حقيقية للسيارات مع تحقيق نسبة إدماج معتبرة». وعليه، يقول البيان، «أعرب مسؤولو الشركة عن استعدادهم لإنشاء مصنع وفق معايير الشركة الدولية. كما أن تصميم المشروع سيأخذ بعين الاعتبار منذ البداية، إنشاء خط لصناعة الهياكل وخط خاص بعملية الدهن، حيث سيتم إنتاج 3 موديلات من السيارات السياحية لعلامة هيونداي، إضافة إلى نوعين من السيارات النفعية. كما تعهد المصنع بإنتاج سيارة كهربائية».
وبخصوص اختيار الأرضية، أكد الوزير على «ضرورة الإسراع في التسجيل في المنصة الرقمية المخصصة لذلك في أقرب وقت ممكن والإسراع في تجسيد هذا المشروع»، بحسب البيان.
ضمن برنامج توسيع شبكة الهياكل
البنك الوطني الجزائري يدشن وكالة جديدة بإن قزام
تم، أمس الأربعاء، تدشين وكالة جديدة للبنك الوطني الجزائري بولاية إن قزام، بحسب ما علم من مسؤولي هذه المؤسسة المالية.
أكد المدير الجهوي للبنك الوطني الجزائري بورقلة حصاد حسان، خلال حفل التدشين الذي جرى بحضور السلطات المحلية، أن «فتح هذه الوكالة يأتي ضمن برنامج توسيع شبكة هياكل البنك الوطني الجزائري عبر مختلف ولايات الوطن، لاسيما على مستوى الولايات الجديدة».
وأشار إلى أن هذه الوكالة ستضمن توفير عديد المنتجات المصرفية ومختلف العمليات المالية، على غرار فتح الحسابات البنكية وغيرها، مع الأخذ بعين الاعتبار التكفل بانشغالات المواطنين والمهنيين وأرباب العمل بالمنطقة.
من جهته صرح والي ولاية إن قزام فيصل عمروش، أن «فتح هذه الوكالة للبنك الوطني الجزائري، سيساهم في مرافقة وترقية فرص الاستثمار بالمنطقة، على غرار الاستثمار الاقتصادي، إلى جانب الاستثمار الفلاحي، حيث تم مؤخرا توزيع بعض المحيطات الفلاحية، فيما سيتم مستقبلا توزيع محيطات فلاحية أخرى ضمن برنامج الاستثمار الفلاحي عبر المنصة الرقمية».
جامعة وهران-2
تخرج قرابة 6800 طالب خـــــــلال الموســـــــــم الحــــــالي
سيتخرج 6821 طالبا في طوري الليسانس والماستر من جامعة وهران-2 «محمد بن أحمد» خلال السنة الجامعية الجارية، بحسب ما أعلنه، أمس الأربعاء، مدير ذات المؤسسة للتعليم العالي البروفيسور أحمد شعلال.
أوضح شعلال في كلمة له خلال حفل اختتام الموسم الجامعي 2023- 2024 الذي عرف حضور الأسرة الجامعية والطلبة المتفوقين والسلطات المحلية، أن هؤلاء الطلبة يتوزعون على 4.063 متخرج في طور الليسانس و2.758 في طور الماستر.
كما سيتخرج خلال هذه السنة الجامعية 30 طالبا دوليا. علما أن جامعة وهران-2 تستقبل حاليا إجمالا 106 طالب دولي من 20 جنسية من دول شقيقة وصديقة، منها 16 دولة إفريقية وأربع دول عربية، غالبيتهم من فلسطين الشقيقة، كما أضاف نفس المسؤول.
ويبلغ العدد الكلي للطلبة المنتسبين إلى جامعة وهران-2 «محمد بن أحمد» في السنة الجامعية ذاتها 25.028 طالب في مختلف الأطوار والشُّعَب والتخصصات.
وفي إطار تعزيز التأطير البيداغوجي للجامعة، تم توظيف 102 أستاذ في مختلف التخصصات مع بداية هذه السنة الجامعية، بحسب نفس المصدر. مشيرا إلى أنه تقرر فتح 41 منصبا للتوظيف الخارجي للأساتذة بعنوان هذه السنة.
وفي إطار انفتاح الجامعة على المحيط الاقتصادي والاجتماعي، تم هذه السنة الإمضاء على 5 اتفاقيات وطنية مع مختلف الشركاء وخمس أخرى دولية مع جامعات أجنبية، وفق ذات المصدر، الذي أشار إلى أن إنجازات أخرى حققتها جامعة وهران-2 خلال هذا الموسم الجامعي، لاسيما في مجال البحث للتكوين الجامعي والبالغ عددها 101 مشروع ينطوي تحتها أغلب طلبة الدكتوراه.
متواجـــــدون حاليا على مستوى ألف بلديــــــــــة.. حمـــــــــــلاوي:
مُرافقــــة ودعــــــم المتطـــــــوعين لضمان فعالية أكبر في الميدان
أبرزت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، ابتسام حملاوي، الأهمية التي توليها هيئتها لـ»مرافقة ودعم المتطوعين لضمان فعالية أكبر في الميدان».
أوضحت حملاوي، خلال تدخلها ضمن أشغال اليوم الدراسي الذي بادرت بتنظيمه اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري، حول «دور الهلال الأحمر الجزائري في التطوع والإغاثة»، أن هيئتها «تعتمد استراتيجية أساسها مرافقة ودعم المتطوعين المتواجدين حاليا على مستوى 1.000 بلدية من خلال تكوينهم في مختلف الميادين ليكونوا جاهزين لأعمال الإغاثة». وأبرزت في ذات السياق، أنه «من أشكال الاهتمام بالمتطوعين في اللجان التابعة للهلال الأحمر الجزائري، تأمين 20 ألف متطوع عبر الوطن لضمان حقوقهم في حال تعرضوا لأخطار أثناء قيامهم بعملهم الإنساني». كما تهدف الاستراتيجية التي تعتمدها هذه المنظمة، إلى «التشبيب والتجديد وإعادة النظر في التسيير المالي للجان المحلية التي هي في تزايد مستمر»، وفقا لذات المتحدثة، التي أفادت بأن «الجهود متواصلة لتنصيبها بجميع الأحياء والمداشر والقرى عبر الوطن لضمان تقديم المساعدات اللازمة للمحتاجين والفئات الهشة».
وتطرقت أيضا إلى الدعم الذي يحظى به الهلال الأحمر الجزائري من قبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والجيش الوطني الشعبي ومختلف الهيئات العمومية لإيصال المساعدات لمستحقيها داخل وخارج الوطن. ووقفت حملاوي رفقة والي ميلة مصطفى قريش، على مدى جاهزية المتطوعين في الهلال الأحمر الجزائري بميلة للتدخل والإغاثة في حال شبت حرائق للغابات من خلال المناورة الافتراضية لإخماد حريق بمنطقة «أم لحناش» ببلدية تسدان حدادة شمال ميلة.
في عمليات لمفارز الجيش الوطني الشعبي خلال أسبوع
القضاء على إرهابيين وتوقيف 7 عناصر دعم للجماعات الإرهابية
^ إحباط إدخــــــال 17 قنطار «كيف» عبر الحــــــدود مـــــــــــع المغرب
تمكنت مفارز للجيش الوطني الشعبي، خلال عمليات متفرقة نفذتها في الفترة الممتدة من 1 إلى 9 جويلية الجاري، من القضاء على إرهابيين اثنين، وتوقيف 7 عناصر دعم للجماعات الإرهابية، بحسب ما أفادت، أمس الأربعاء، حصيلة عملياتية للجيش الوطني الشعبي.
أوضح المصدر، أنه «في سياق الجهود المتواصلة المبذولة في مكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة بكل أشكالها، نفذت وحدات ومفارز للجيش الوطني الشعبي، خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 9 جويلية 2024، عديد العمليات التي أسفرت عن نتائج نوعية تعكس مدى الاحترافية العالية واليقظة والاستعداد الدائمين لقواتنا المسلحة في كامل التراب الوطني».
وفي إطار مكافحة الإرهاب، و»إثر عملية بحث وتمشيط بخنشلة، قضت مفرزة للجيش الوطني الشعبي على إرهابيين كان بحوزتهما مسدسان رشاشان من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة وأغراض أخرى».
في نفس السياق، «أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي 07 عناصر دعم للجماعات الإرهابية خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني، في حين تم ضبط مسدس رشاش MAT-49 وقذيفتي هاون ببرج باجي مختار».
أما في إطار محاربة الجريمة المنظمة، «ومواصلة للجهود الحثيثة الهادفة إلى التصدي لآفة الاتجار بالمخدرات ببلادنا، أوقفت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي، بالتنسيق مع مختلف مصالح الأمن خلال عمليات عبر النواحي العسكرية، 63 تاجر مخدرات وأحبطت محاولات إدخال 17 قنطارا و66 كيلوغراما من الكيف المعالج عبر الحدود مع المغرب، فيما تم ضبط 45,5 كيلوغرام من مادة الكوكايين و941112 قرص مهلوس».
وأضافت الحصيلة ذاتها، أنه و»بكل من تمنراست وبرج باجي مختار وإن صالح، أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي 150 شخصا وضبطت 37 مركبة و185 مولدا كهربائيا و71 مطرقة ضغط و03 أجهزة للكشف عن المعادن، بالإضافة إلى كميات من خليط خام الذهب والحجارة والمتفجرات ومعدات تفجير وتجهيزات تستعمل في عمليات التنقيب غير المشروع عن الذهب، في حين تم توقيف 26 شخصا آخر وضبط مسدسين رشاشين من نوع كلاشنيكوف و09 بنادق صيد و05 مسدسات آلية و41211 لتر من الوقود و118 طن من المواد الغذائية الموجهة للتهريب والمضاربة و224,5 قنطار من مادة التبغ، وهذا خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني».
من جهة أخرى، «تمكن حراس السواحل من إحباط محاولات هجرة غير شرعية بالسواحل الوطنية لـ187 شخصا كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع، فيما تم توقيف 392 مهاجرا غير شرعي من جنسيات مختلفة عبر التراب الوطني».
ملف
الخبير الاقتصادي أحمد الحيدوسي لـ«الشعب”:
الجزائر مرشحة لتحقيق مكاسب اقتصادية كبرى
^ الأرضيـــــة التشريعيــــة أسهمت في توطين الثقة وترشيد الأعمال
^ ”عـــــــــــدل3”.. يمنــــــــــــــح حركـــــــــــــــة النمــــــــــــــو دفعـــــــــــــا قويــــــــــــــــا
قدّم الخبير الاقتصادي أحمد الحيدوسي قراءة دقيقة لأهم مؤشرات الاقتصاد الوطني الجاذبة في المرحلة الأخيرة، كاشفا عن العوامل المحفّزة لوتيرة النمو، ومراهنا على قوة تدفق الاستثمار وسرعة تنفيذ المشاريع في تغيير واقع وصورة الاقتصاد الوطني، وتناول مختلف المزايا التنموية القائمة ووصفها بـ “مفاتيح تدفق الثروة وتكريس المزيد من التنمية وتطور المنظومة الاقتصادية”.
فضيلة بودريش
عرض الخبير الاقتصادي أحمد الحيدوسي جملة من الإجراءات، شكّلت جوهر الانطلاقة القوية لعجلة الاقتصاد الوطني، وقال بلغة متفائلة إنّه تمّ وضعها على السكة الصحيحة وسط ظروف ملائمة، معتبرا أنّ الحكومة عكفت على تنشيط الاقتصاد الوطني ورفع معدل النمو والناتج الداخلي الخام، من خلال إعادة بعث المؤسسات الاقتصادية الموشكة على الغلق، إلى جانب إطلاق مشاريع ضخمة في قطاع التعدين، على غرار استغلال العديد من المناجم مثل مناجم الحديد والفوسفات، بالموازاة مع تشجيع تدفق مشاريع القطاع الخاص..كل هذه الجهود – يقول محدّثنا – أفضت إلى نتائج إيجابية لمعدل النمو.
ســـــــــــوق مهمّــــــــة ومضمونـــــــــــــة
تطرّق الخبير الحيدوسي إلى خطوة إعادة النظر في عملية حساب الناتج الداخلي الإجمالي الخام بما يتماشى مع القوانين الدولية، وذكر أنه بلغ أزيد من 266 مليار دولار، وهو مرشح إلى الارتفاع أكثر من 400 مليار دولار، ولم يخف محدثنا أن هذه القفزة أثرت بشكل إيجابي على القدرة الشرائية، ما سمح بتحسن غير مسبوق للدخل الفردي بنحو 4960 دولار، وأوضح الحيدوسي أنّ هذا المكسب وضع الدخل الفردي المتوسط الأعلى حسب تصنيف البنك الدولي، وكانت هذه المؤسسة المالية الدولية، قد أشادت بهذا المؤشر كثيرا واعتبرته خطوة مهمة حققها الاقتصاد الجزائري وتستحق الدعم والتشجيع.
ومع عزم الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية، على رفع معدل النمو إلى مستويات أعلى، تحدّث الخبير عن خفض معدل التضخم من 9 بالمائة مسجلة في عام 2022 إلى 6 بالمائة، متجاوزة كل تداعيات الجائحة، ويرى أن هذا المكسب سيؤثر بشكل إيجابي على تحسين أكبر للقدرة الشرائية من جهة، كما سيكون حافزا لجلب وتدفق استثمارات مهمة وتعزيزها من جهة أخرى، على أساس أن الشركات العالمية تبحث عن الفرص الاستثمارية الثمينة في مواقع يتمركز بها متوسط الدخل المرتفع، لتضمن بذلك سوقا مهمة ومضمونة الزبائن، وهذا الدخل المرتفع، ينظر إليه على أنه صمام أمان للاستقرار الاجتماعي، وعامل يحتل صدارة اهتمام المستثمرين الكبار.
وفي ضوء تقارير المؤسسات المالية الدولية الإيجابية عن الجزائر، أكّد الخبير أنّ الفضل يعود إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الحريص بتوجيهاته على تحيين الأرقام بشكل دوري ودقيق، وأبرزها مؤشرات الاقتصاد الكلي، من أجل أن تكون صحيحة، وبالفعل صارت تقارير الجزائر مطابقة مع تقارير المؤسسات المالية والنقدية الدولية، والسر في كل ذلك أن المؤشرات الجزائرية محينة ودقيقة.
إرســــــاء أرضيـــــــة قانونيـــــــة محكمــــــــــــة
ووقف الخبير الحيدوسي على الاهتمام الكبير المسجل من قبل البنك الدولي للجزائر، بفضل مسار نموها المزدهر ونهضتها الاقتصادية الجارية ومؤشراتها التنموية التصاعدية، ومن الطبيعي في ضوء الجدية والتفوق المسجلان – يواصل الخبير – أن يظهر البنك الدولي استعداده لمرافقة الجزائر، وقال الخبير إن طبيعة هذا الدعم والمرافقة ستكون في شكل زيارات وتقديم تقارير ونصائح، ولا شك أن ضوء التقارير الايجابية والمشجعة، تحسن صورة البلد وتشجع المستثمرين لدخول سوقه الواعدة المستقر.
ولم يخف أحمد الحيدوسي، أنّ الاقتصاد الجزائري قفز إلى مرحلة جديدة مختلفة ذات نجاعة عالية، وينتظر أن تتواصل على النهج نفسه بثقة وفعالية بفضل إصلاحات عميقة أحدثها رئيس الجمهورية، بداية من إرساء الأرضية القانونية وإنشاء الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، وسهر الحكومة على توفير مصادر التمويل، وبالإضافة إلى تحريك الدبلوماسية الاقتصادية في استقطاب وتشجيع الاستثمار عن طريق الترويج للإمكانيات والفرص المتاحة في الجزائر.
ويأتي تنفيذ المشروع الاقتصادي الجزائري الضخم والمتنوع ليعطي مؤشراته الأولى وثماره الجلية، وفي هذا الإطار يتوقع الخبير أن تظهر العديد من المكاسب والمزيد من المؤشرات الإيجابية في غضون ثلاث أو أربع سنوات، لأن الجزائر تسير في طريق صحيح ومهيأ، وسيظهر ذلك على نسبة النمو، ومن خلال تحقيق المزيد من الرفاهية على مستوى القدرة الشرائية.
وأثار الخبير سلسلة من المقترحات في خضم هذا الزخم الاقتصادي والجهود الكبيرة، وفي صدارتها حاجة الجزائر إلى سرعة أكبر في عملية التنفيذ، وعلى اعتبار أن السرعة حسب تقديره تتحقق من خلال الخبرة والتجربة، تماما مثل كرة الثلج، تبدأ صغيرة ثم تكبر ومن ثم ترتفع السرعة بشكل متزايد.
وضرب الخبير الحيدوسي موعدا فاصلا آخر للجزائر من أجل تحقيق المزيد من المكاسب من خلال الاستغلال الفعلي لمشاريع السكك الحديدية ودخول عملية استغلال المعادن حيز السريان، وتجسيد 7000 مشروع استثماري مسجل لدى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، ومع إطلاق مشروع سكنات البيع بالإيجار “عدل 3”، الحاملة للبعدين الاجتماعي والاقتصادي معا، سيشهد الاقتصاد الجزائري دفعة أخرى، على خلفية أن العقارات والبناء، تعد من القطاعات المحركة للاقتصاد، مشيرا إلى ميزة مهمة تتمثل أن جميع مدخلات إنجاز هذا المشروع السكني الضخم جزائرية محض، من حديد وإسمنت وطلاء، وغيرها.
أستاذ الاقتصاد بجامعة المسيلة محمد العربي غزي لـ«الشعب”:
اقتصــــــــــاد الجزائــــــــر.. ثمـــــــــرة الإصلاحــــــــات
^ رفـــــــــع معـــــــدل النمـــــــو.. تحســــــــين الأداء والرهــــــان علــــــى الكفــــــــاءة والفعاليــــــــــة
تتوالى تقارير الهيئات المالية الدولية، ومعها تصدر تصريحات تاريخية لمسؤولين دوليين تابعين لتلك المؤسسات المالية، تشيد بالتقدم الحاصل للاقتصاد الوطني، اعترافا بالإجراءات والإصلاحات السياسية والاقتصادية التي اعتمدتها الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية، من أجل ترقية الاقتصاد الوطني والنهوض به، برغم ظروف عالمية متغيّرة ومتسارعة عجزت أقوى اقتصاديات دول العالم عن مواجهتها، حيث يشهد اقتصاد الجزائر حاليا ديناميكية غير مسبوقة.
هيام لعيون
أكّد أستاذ الاقتصاد بجامعة المسيلة، البروفيسور غزي محمد العربي، أن تصريح نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي حلّ بالجزائر مؤخرا، حول التقدم الذي حقّقته بلادنا، يأتي ليؤكّد ما جاء في تقرير البنك الدولي حول الجزائر في شهر جانفي المنصرم، ولعل أهم ما أشار إليه التقرير نسبة النمو، حيث شدّد على أن الجزائر “حافظت على نمو اقتصادي ديناميكي في عام 2023، حيث سجّل الناتج المحلي الإجمالي زيادة بنسبة 4.1 ٪، بفضل الأداء القوي في قطاعات المحروقات وخارج المحروقات”.
وأبرز المتحدّث أنّ هذه المؤسّسة المالية التي تقدّم الدعم التقني للمنخرطين، وتعد تقاريرها بخصوص الاقتصاديات، أشادت بالإجراءات المتخذة من طرف بلادنا، والتي هي نتيجة لاستقلاليتنا المالية تجاه هذه المؤسسات المالية الدولية، ومن ثمة قال إنّ الجزائر في منأى عن كل التدخلات أو ما يعرف بحزم الإصلاحات الهيكلية والمالية التي تقدم للدول المستدانة.
الفلاحــــــــة..قطــــــــاع سريـــــــع النّمــــــــــو
شدّد المختص في الاقتصاد على أنّ هذا التصريح الصادر عن المسؤول في البنك الدولي، يمرر رسائل ايجابية عن الاستثمار السياسي والاقتصادي في البلاد، ما يدعم المواقف الجزائرية أمام المستثمرين الأجانب وبقية التكتلات الإقليمية.
وعن سؤال متعلق بالمؤشرات التي تعتمدها الهيئات المالية على غرار صندوق النقد الدولي الذي توقّع مؤخرا نسبة نمو بنحو 3.8 بالمائة في 2024، أكّد الخبير الاقتصادي أنّ تحسن المناخ الاقتصادي عموماً والمناخ الاستثماري، مع النمو الملحوظ لقطاع المحروقات مدعوما بالقطاع الفلاحي، وكذا تطور معدلات النمو خلال السنوات الماضية بالإضافة إلى الاستقرار السياسي، كانت كلها عوامل شكلت متغيرات لتوقع معدل نمو 3.8 بالمائة سنة 2024 بالنسبة لـ “الأفامي”.
وأضاف: “توقع معدلات نمو الاقتصاد الجزائري في السنتين القادمتين من طرف المؤسسات المالية الدولية (صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي) مبنية على توقع احترازي بتخفيض حصص الدول المصدرة للبترول على غرار الجزائر من جهة، وعلى التساقطات المطرية، من توقع حصول تذبذب أو موجات جفاف مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج الفلاحي، ومن ثمّ انخفاض معدلات النمو بشكل عام، بالنظر إلى مساهمات قطاع المحروقات في الناتج الوطني الخام، وبروز القطاع الفلاحي كقطاع سريع النمو في السنوات القليلة الماضية”.
هـــــــذه هـــــــي أهـــــــــم الإصلاحـــــــــــات..
بالمقابل، عاد البروفيسور للحديث عن أهم الإصلاحات الاقتصادية التي ارتقت بالاقتصاد الوطني، وأكد أنها تتمثل في عدة نقاط، أهمها تنويع النمو واقتصاد المعرفة، وكذا التوجه بالصناعة نحو الصناعات التحويلية والصناعات المتوسطة والمصغرة والناشئة، حيث عرف الاقتصاد الوطني ارتفاعا في عدد المؤسسات المصغرة في الصناعة والفلاحة، إلى جانب بعث عدد كبير من المؤسسات المختصة في البرمجيات المختلفة، خاصة ما تعلق بتصميم منصات رقمنة المؤسسات والإدارات وإنشاء العديد من المؤسسات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
إلى جانب ذلك، أشار المتحدّث إلى مراجعة الاتفاقيات الاقتصادية الدولية بما يخدم مصلحة الجزائر، ويضع حدا للبنود المجحفة والتي تحول دون تطوير اقتصادنا وصادراتنا وتبقينا في دائرة المستهلكين، فضلا عن “توفير المناخ الملائم للاستثمار من تقليص الإجراءات البيروقراطية لإنشاء المؤسسات وتسهيل عملية الحصول على العقار الصناعي والقروض البنكية ورقمنة كثير من المؤسسات ذات الصلة، على غرار السجل التجاري”.
ومن بين الإصلاحات التي باشرتها الجزائر – يقول الدكتور غزي – جرد الثروات الطبيعية غير المستغلة، وبعث عملية استغلال المناجم غير المستغلة على غرار منجم غارا جبيلات (تندوف)، أحد أكبر ثلاثة مناجم للحديد والصلب في العالم من حيث الاحتياطي الجاهز للاستغلال، والذي تبلغ احتياطاته المؤكّدة 3.5 مليار طن، ومنجم بجاية للزنك والرصاص، إلى جانب بعث الدبلوماسية الاقتصادية من خلال الترويج للمنتوج الوطني، خاصة نحو الأسواق الإفريقية، وكذا فيما تعلق بمختلف القضايا التي ترهن قدراتنا في الاتفاقيات الاقتصادية.
فضلا عن ذلك – يضيف الخبير – أنّ معالجة إشكالية العقار الصناعي شكّلت لعقود المشكلة التي تعوق معظم المستثمرين، ليبقى أهم إصلاح، هو إصدار قانون الاستثمار الجديد ونصوصه التنظيمية وهو انجاز يحسب للمشرع الجزائري، وسيساهم في الدفع بالاستثمار لما يقدمه من امتيازات كبيرة. فقانون الاستثمار الجديد يتوقف عليه نجاح كل الإصلاحات الأخرى، يؤكد محدثنا.
في السياق ذاته، اعتبر الأستاذ الجامعي أنّ ارتفاع الناتج الداخلي الخام في 2024 بنحو 266.78 مليار دولار وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي، جاء نتيجة للإصلاحات العميقة التي مست كل القطاعات الاقتصادية، والتي أتت بثمارها في فترة قصيرة، الأمر الذي يسهل عملية الاستشراف بمعدلات نمو الناتج الداخلي الخام للسنوات المقابلة.
وبخصوص ترتيب الاقتصاد الجزائري، حيث وضعه “الأفامي” في المرتبة الثالثة قاريا ضمن أهم الاقتصاديات، قال غزي إنّ المرتبة الجديدة المحققة من طرف الجزائر منطقية، بالنظر للقدرات المحلية والحركية الجارية، ويبقى هذا الترتيب في حد ذاته مهم من وجهة نظر المستثمرين الأجانب والمؤسسات المالية الدولية وشركات وهيئات التصنيف الدولية، لكن ما يهم الجزائر انعكاس هذا التطور في كل المؤشرات الكلية على رفاهية الفرد الجزائري وعلى إعادة خلق الثروة ومناصب العمل وتطوير البني التحتية”.
رهــــــــــــان الاقتصـــــــــــــاد الأخضــــــــــــر..
وردّا على سؤال حول بروز الاقتصاد الأخضر، أكّد الخبير أن “ظهور مفهوم المؤشّرات الخضراء جاءت كضرورة لقياس تأثير الإنسان على البيئة، وتأثير قطاعات الكفاءة مثل النقل وصناعة الطاقة وتشييد المباني والسياحة، بالإضافة إلى تدفقات الاستثمار الموجهة إلى مجالات مثل الطاقة المتجددة وابتكار الطاقة النظيفة”، وذكّر في السياق، بتقرير الاقتصاد الأخضر الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2011، وينص على أنه “لكي يكون الاقتصاد أخضرا، لا ينبغي أن يكون فعالًا فحسب، بل أن يكون عادلًا أيضًا. إذ تعني هذه العدالة الاعتراف بأبعاد المساواة من الناحية المالية على المستوى العالمي والمحلي، وخاصة في ضمان التحول العادل إلى اقتصاد منخفض الكربون يتّسم بالكفاءة بالنسبة لاستخدام الموارد والشمولية الاجتماعية”.
وبهذا الشأن، أكّد محدّثنا أنه بالنسبة ـ في الجزائر، وبالنظر لخصوصية اقتصادنا “لا يمكن الحديث عن نفس المفاهيم والمؤشرات والأهداف المتبناة من طرف الدول المصنعة، مثلا بخصوص الاقتصاد الأخضر. وقال إن ما يجب التركيز عليه في إطار مفهوم التنمية الاقتصادية المستدامة هو رفع معدل نمو القطاع الفلاحي والعمل على تحسين أداء هذا القطاع ببعديه، وزيادة الكفاءة والفعالية خاصة أن نسبة الاندماج في هذا القطاع مرتفعة جدا”.
الخبير في الاقتصاديات الحكومية البروفيسور فريد كورتل لـ«الشعب”:
إستراتيجيـــــــــــة الرئيــــــــــــــس تبـــــــــــــون.. رؤيــــــــة استشرافيـــة ومكانــــة عالميــــــة
^ لا تبعيــــة ولا إمـــــلاءات… الجزائــــر تتحـــــرر اقتصاديـــــــــا والبنـــــــــك الــــــــدولي شاهـــــــــد ^ مــــــــــؤشرات الاقتصــــــــــاد الكلــــــي الجزائـــــــري تقطــــــــع ألســـــــــن المشككــــــين.. ^ المـــــــيزان التجـــــــاري يقفـــــــز مـــــــــن 10.6- إلى 18 مليـــــــــــار دولار.. أرقــــــــام يسجلهـــــــــا التاريـــــــــــخ
على مرأى دول العالم وفي مرمى أكبر الاقتصاديات العالمية وبشهادة الهيئات المالية العالمية، ترفع الجزائر عاليا راية الانتصار وتحقيق الهدف، بنتائج وصفها بالأمس المتتبّعون للشأن الجزائري بالصعبة المستحيلة، ووقف أمامها اليوم المخلصون من أبنائها بتقدير لمجهودات رئيس الجمهورية الذي حمل أمانة التغيير والإصلاح بإخلاص، فكانت النتائج على قدر النوايا. من التبعية إلى الاستقلالية ومن المرتبة الدنيا إلى العليا، تواصل الجزائر الجديدة توثيق مسارها بأرقام لن ينكرها إلا جاحد، ولن يتجاهلها إلا حاقد بعد أن اعترفت بها تقارير دولية على غرار تقرير البنك الدولي على لسان نائب رئيسه، الذي كشف عن انتقال الجزائر من الفئة الدنيا للبلدان المتوسطة الدخل إلى الفئة العليا بالاستناد إلى المؤشرات الكلية للاقتصاد الوطني التي تواصل تناميها محققة توازنات اقتصادية واجتماعية، ترجمها الاستقرار الاجتماعي وانتعاش متوسط الدخل السنوي للفرد الجزائري.
فايزة بلعريبي
يرى الخبير في الاقتصاديات الحكومية، البروفيسور فريد كورتل، أن تصريح نائب رئيس البنك الدولي حول صعود الاقتصاد الجزائري وفق معايير تصنيفات مجموعة البنك الدولي للبلدان حسب مستوى الدخل الفردي لسنة 2024-2025، يستند إلى كم من الدلائل والمؤشرات، وجب التوقف عندها والتذكير بها قبل التطرق إلى تفصيلها وتحليلها. من هذا المنطلق أوضح كورتل أن تقرير مجموعة البنك الدولي تضمن تقديرات تم بناؤها وفق قيمة الدخل الذي بني بدوره على مؤشرات الاقتصاد الكلي التي حققتها الجزائر خلال الأربع سنوات الأخيرة.
مؤشّــــــرات تقلــــب الموازيـــــــــن
بداية تناول الخبير الاقتصادي، أوّل مؤشر متمثل في الصادرات الجزائرية التي اتخذت منحنى تصاعدي ما يبن سنتي 2020 و2022، محققة قفزة معتبرة من 23.8 مليار دولار سنة 2020 إلى 39.3 مليار دولار سنة 2021، لتصل إلى 54 مليار سنة 2022 ثم 53 مليار دولار، ويتوقع الملاحظون الاقتصاديون أن يستمر منحنى الصادرات الجزائرية في الارتفاع نهاية سنة 2024. أما بخصوص مؤشرات الواردات الجزائرية، فقد أوضح البروفيسور كورتل أن منحنى هذا الأخير عرف نوعا من عدم الاستقرار بين ارتفاع والتراجع، مفسرا ذلك باحتياجات السوق المحلية وضرورة الاستجابة لمتطلبات المواطن واحترام نمطه الاستهلاكي. وفي هذا الصدد، كان رئيس الجمهورية قد تعهّد بعدم حرمان المواطن من احتياجاته أيا كانت الحجج، حيث أوضح في العديد من لقاءاته الدورية مع الصحافة الوطنية، لدى سؤاله عن مسألة الاستغناء عن الاستيراد، أن الأمر يتعلق بالمنتجات المصنعة محليا التي حققت الجزائر اكتفاءها الذاتي منها، وسيكون الاستيراد آخر الحلول من أجل تحقيق الاستقرار التجاري على مستوى السوق المحلية، كاللجوء إلى استيراد اللحوم الحمراء خلال شهر رمضان، وغيرها من الإجراءات الاضطرارية التي تصب في صالح الفرد الجزائر. من جهة أخرى، قال المتحدث أن واردات الجزائر بلغت 34.4 مليار دولار سنة 2020، ثم 37.7 مليار دولار، لتتراجع بعدها نتيجة الإجراءات التنظيمية التي أقرّها رئيس الجمهورية لترشيد وتنظيم عملية الاستيراد، 36 مليار دولار سنة 2022، لتعاود الارتفاع بعدها مناهزة 41.5 مليار دولار، متوقع أن تقترب من 44 مليار دولار نهاية 2024.
أما المؤشر الثالث هو الميزان التجاري، بشقيه من الواردات والصادرات، عرف بدوره قفزة نوعية من القيمة السالبة إلى الموجبة، بلغو الأرقام من -10.6 مليار دولار، لصالح التجارة الخارجية -باب الواردات- قدر سنة 2021 بـ +1.6 مليار دولار و+18 مليار دولار سنة 2022، إنجاز سيحفظه تاريخ الاقتصاد الجزائري، فسّره كورتل، بزيادة قيمة الصادرات خارج المحروقات، الزيادات التي عرفتها أسعار النفط، سنة 2023، واصل الميزان التجاري للسنة الثالثة على التوالي، مساره التصاعدي الموجب، محققا فائضا بـ +11.3 مليار دولار، متوقعة للمزيد من الارتفاع نهاية سنة 2024.
ورقة الصّادرات خارج المحروقات الرّابحة
وتطرّق كورتل إلى أهم مؤشر – على حسب تقديره – كمعيار حاسم في تصنيفات البنك الدولي للدول، متمثلا في الصادرات خارج المحرقات، وهو المعيار الذي رفعت من خلاله الجزائر التحدي، وحقّقت نتائج كانت محل تشكيك، فيما مضى من طرف من كان ينتظر سقوطنا ويتمنى لجوءنا إلى الاستدانة الخارجية، والوقوع فريسة في فخ الإملاءات الخارجية، تابع كورتل، مؤكّدا أنّه منذ الاستقلال إلى غاية سنة 2022 لم تتجاوز الصادرات الجزائرية خارج المحروقات عتبة 1.6 مليار دولار، لترتفع الى 02 مليار دولار سنة 2020، ثم 05 مليار دولار سنة 2021، و07 مليار دولار سنة 2022، لتعود إلى الانخفاض سنة 2023 بقيمة قدرت بـ 4.8 مليار دولار سنة 2023. أرقام حلّلها الخبير الاقتصادي، بقدرة النسيج الاقتصادي بقطاعاته الصناعية والفلاحية والخدماتية وحتى السياحية – التي باتت هي الأخرى ملزمة بالمشاركة بقوة في الناتج الخام المحلي، بالنظر إلى الخامة الجمالية المتنوعة والثراء الثقافي الذي تتميز به الجزائر عن باقي مناطق العالم – على مواكبة التطورات الاقتصادية العالمية والولوج إلى الأسواق الخارجية العالمية بما يخدم الإستراتيجية الاقتصادية للبلاد، المتمحورة حول رفاهية المواطن الجزائري وأمنه الغذائي والمائي.
وتوقّف المتحدث عند الأرقام التي حققها الناتج الداخلي الخام كأحد أهم المؤشرات الرئيسية التي يعتمدها البنك الدولي في عملية حساب الناتج الفردي، حيث تصنف مجموعة البنك الدولي اقتصاديات العالم إلى أربع مجموعات للدخل وهي البلدان منخفضة الدخل، والفئة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل والفئة العليا من البلدان متوسطة الدخل، إلى جانب البلدان مرتفعة الدخل، ويتم تحديد هذه التصنيفات، التي تهدف إلى تجسيد مستوى التنمية ببلدان العالم، استنادا على نصيب الفرد من غجمالي الدخل المحلي، كمؤشر دقيق للقدرة الاقتصادية. والجزائر، يقول كورتل، قد تمكّنت من رفع التحدي فيما تعلق بناتجها الخام المحلي، الذي تطور بشكل ملحوظ منذ سنة 2020، لتصل قيمته إلى 198 مليار دولار سنة 2021 و233 مليار دولار سنة 2022، و260 مليار دولار سنة 2023، مع توقعات أن يناهز عتبة 300 مليار دولار نهاية 2024، أرقام وتوقعات يطمح رئيس الجمهورية إلى رفعها إلى عتبة 400 مليار دولار نهاية 2026 وبداية 2027، أردف المتحدث، مرجعا تطور الناتج الخام المحلي إلى تنامي الاقتصاد الوطني بشكل إيجابي، رغم أن سنة الأساس التي تم اعتمادها في عملية حساب الناتج الداخلي الخام، تعود إلى 20 سنة مضت، وهو ما تداركه رئيس الجمهورية ودفعه إلى الأمر بتحيين سنة الأساس، لتعكس حقيقة الأسعار الواقعية، مما يسمح بتقييم حقيقي للناتج الخام المحلي، بأسعار ومعطيات محينة.
الخزينـــــــــــــة العموميــــــــة فـــــــي أمـــــان…
كما أشار فريد كورتل إلى مؤشر حسّاس يعكس واقع الاقتصاد الوطني، وهو احتياطي الصرف الذي عرف قفزة تاريخية منذ 2021 أين بلغت قيمته 45.3 مليار دولار ثم 60.99 مليار دولار سنة 2022، وقارب ليصل إجمالي احتياطي الصرف الى 85.2 مليار دولار، وهو ضعف قيمته سنة 2020، ما يضمن تغطية الواردات لمدة سنتين متتاليتين، ممّا يؤكد المسار الصحيح للاقتصاد الوطني القائم على تشجيع الصادرات خارج المحروقات ودعم الاستثمارات دون تمييز بين القطاعين العمومي والخاص، ومنح فرص الابتكار وريادة الأعمال للشباب. معدل النمو هو الآخر حقق أرقاما تصاعدية، فرغم الانكماش الاقتصادي الذي تسبّبت به جائحة كورونا، استطرد فريد كورتل، إلا أن السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية، من خلال تعليماته بضرورة الاعتماد على الموارد المحلية دون اللجوء إلى الاستدانة الخارجية، ممّا سمح بتماسك الاقتصاد الوطني. وقدّم كورتل أرقاما عن تعافي معدل النمو قفزت من -5.1 % إلى 3.4 % مع بداية الانفتاح الاقتصادي سنة 2021، و3.2 % سنة 2022 ليستقر عند حدود 4.3 % سنة 2023، متوقعا أن يصل إلى 4.5 % سنة 2024. أرقام جعلت الاقتصاد الوطني يصنف ضمن الاقتصاديات سريعة النمو، وهي الأكثر استقطابا للاهتمام الاستثماري من طرف الاقتصاديات الكبرى.
تصنيـــف يعكـــس المســــار الصّحيـــــح
ممّا سبق ذكره من تفصيل للمؤشرات التي يستند إليها البنك الدولي في عملية تصنيفه للبلدان فيما تعلق بالمراتب الدنيا أو العليا لهذه الأخيرة من حيث متوسط الدخل الفردي، أين صنّفت الجزائر ضمن الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل. وأشار كورتل إلى أنّ هذا التصنيف يتم بتحديد نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الخام خلال السنة الميلادية السابقة، ويتم التعبير عن مقاييسها بالدولار الأمريكي، باستخدام عوامل تحويل مشتقة حسب طريقة “الأطلس” التي يعتمدها البنك الدولي منذ سنة 1989.
وما ارتأى الخبير الاقتصادي الإشارة إليه هو أنّ تصنيف البلدان حسب شرائح متوسط الدخل الفردي قد تطور على مدى السنوات الماضية، حيث تمّ تصنيف سنة 1987، أقل من 30 % من البلدان التي تم تقديم تقارير عنها باعتبارها منخفضة الدخل و25 % بالنسبة لتلك المرتفعة الدخل، أما بالنسبة لسنة 2023، فقد تغيرت هذه النسبة إلى 12 % في فئة البلدان المنخفضة الدخل و40 % في فئة البلدان المرتفعة الدخل، ويبقى حجم هذه النسب متباينا بين مختلف مناطق العالم حسب الملامح الإقليمية، كان للاقتصاد الوطني مكانة متميزة بينها. ولدى استفسارنا عن مقاييس تسمية البلدان “بمنخفضة أو متوسطة الدخل” أجاب كورتل، أنّ البلدان المنخفضة الدخل هي تلك التي يحوز بها الفرد على دخل سنوي أقل أو يساوي 1145 دولار/سنويا، أما البلدان المتوسطة الدخل فهي البلدان التي يتراوح متوسط الدخل السنوي الفردي بين 1146 دولار و4515 دولار، في حين يتراوح هذا الأخير بالنسبة للشريحة المرتفعة الدخل بين، 4516 دولار إلى 14005 دولار، حسب آخر المعايير المعتمدة من طرف البنك الدولي، التي قفزت بمقتضاها كل من الجزائر، أوكرانيا، منغوليا وإيران من الشريحة الدنيا للبلدان متوسطة الدخل إلى الشريحة العليا من البلدان متوسطة الداخلي، وهو ما أرجعه الخبير الاقتصادي إلى أداء الاقتصاد الوطني خلال السنوات الأربع الأخيرة، بفضل السياسة الرشيدة والبراغماتية لتطور هذا الأخير، ومراجعة شاملة لآليات تقييمه حسب معايير صحيحة وواقعية من طرف مكتب الإحصاء الوطني تماشيا والمعايير المعتمدة عالميا.
غـــــــــــــد مطمئــــــــــــــن وآمـــــــــــــــــــن
وبخصوص انعكاسات وترجمة تصنيف الجزائر ضمن الفئة العليا للبلدان متوسطة الدخل، على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمواطن، أكد فريد كورتل أن ملامح ارتفاع متوسط الدخل الفردي، تجلت انعكاساتها بوضوح في الثبات أمام الأزمات الاقتصادية التي تميزت بها القدرة الشرائية للفرد الجزائري، في حين تهاوت هذه الأخيرة بالنسبة للعديد من الدول المتطورة كفرنسا وبريطانيا وألمانيا، حرصت الجزائر على الحفاظ على القدرة الشرائية لمواطنيها، من خلال سياسية اجتماعية متميزة عربيا وعالميا، عمدت من خلالها إلى تخفيض الرسوم والضرائب على أجور العمال التي ارتفعت بـ 47 % خلال سنتين، ومواصلة دعم المواد الأساسية ذات الاستهلاك الواسع وتكفل الدولة بالتداعيات الاقتصادية المنجرة عن ارتفاع أسعارها بالأسواق العالمية، الإجراء الذي كان وراء دعم القدرة الشرائية وساهم في تراجع التضخم الذي اجتاح مختلف دول العالم، وبقيت الجزائر في منأى عنه أو بنسبة أقل منها على ما هو عليه عالميا. ويتوقع الخبير الاقتصادي، أن تستمر المؤشرات الكلية للاقتصاد الوطني في التنامي، بدخول ما يزيد عن 7 آلاف مشروع استثماري مسجل على مستوى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، حيز الاستغلال الفعلي غضون 2026-2027.
الاقتصاد الوطني يواصل بناء مساراته بخطى واثقة
الجزائـــــــر وجهـــــــة استثماريــــــــة آمنــــــــة..ومفضلـــــة
أرقام غير مسبوقة توثق ميلاد الجزائر الجديدة
توقعات بتسجيل مكاسب إيجابية أكبر.. نهاية 2024
يتواجد الاقتصاد الجزائري في رواق مريح، ويواصل بناء مساراته القوية على ضوء استثمارات ضخمة ومكثّفة وإصلاحات هيكلية تاريخية، جعلت مؤسّسات مالية دولية تتوقع أن تتعزّز صلابته أكثر في المدى المتوسط، وعلى ضوء عديد المؤشرات اللافتة، وعلى ضوء ذلك ينتظر أن ينهي العام الجاري بالمزيد من المكاسب الإيجابية، بعد أن حقق قفزة في متوسط دخل الأفراد.
راهنت الجزائر على مواردها وخطّطت جيدا، فانطلق تنفيذ المشاريع موازيا للإصلاحات، على اعتبار أن الثورة المسجلة في مراجعة النصوص التشريعية، تمكّنت من إحداث تغيير غير مسبوق في الجزائر الجديدة، وهذا ما سمح بجعل أكبر المستثمرين في عدة قطاعات اقتصادية يتحمّسون لاختيار الجزائر كوجهة استثمارية آمنة ومفضلة، وانفتحت الجزائر على تجارب مهمة في عالم الاستثمار، وتمكّنت من استقطاب رؤوس الأموال وتستعد لتحويل الخبرة والتكنولوجيا.
جهود الجزائر حسمت بعد بلوغ ملامح نهضة فارقة ستؤسّس لاقتصاد يترجم حلم الجزائريين ويجسّد تطلعاتهم، إثر قطع أشواط كبيرة في تطوير البنى التحتية، والسعي لبناء اقتصاد منتج ومتنوع يستمد قوته من سواعد الجزائريين وثروات بلادهم بدعم من برنامج ضخم جعل الاقتصاد الجزائري لأول مرة يحقّق أفضل أداءاته على الاطلاق، وتواصل المساعي لجذب أكبر للاستثمار في قطاعات حيوية على غرار الصناعة والفلاحة وتشجيع الشباب على الابتكار، وبدوره قطاع الطاقة يوجد في مرحلته الذهبية في ظل الاستكشافات الجديدة، والحرص أكثر على الرفع من الانتاج وتنويع موارد الجزائر من الطاقات التقليدية وغير التقليدية لتكون حاضرة بقوة في الأسواق الخارجية.
ولا يخفى أنّ الاهتمام الدولي بالاقتصاد الجزائري نابع من أهمية الجزائر كأكبر بلد في القارة السمراء، وبالنظر إلى مساره الطويل في تمويل الأسواق الخارجية بالطاقة والمعادن والمنتجات الفلاحية والموارد البشرية الكفؤة، ومن الطبيعي أن ينتظر من الجزائر أن تنجح في بناء اقتصاد متين وسريع النمو، والمرحلة الأولى انتهت والرهان على المرحلة الثانية، ليتجسّد المشروع الاقتصادي الكبير والأول من نوعه في تاريخ الجزائر.
فضيلة بودريش
–٩——–
الوطني
إنجاز مشروع لإنتاج الحبوب والبقوليات بتيميمون
الجزائــــــــــــر- إيطاليــــــــا.. شراكــــــــــــــــــــــة تتجــــــــــدّد ومشاريـــــــــــــــــع تتجسّـــــــــــــــــد
تم السبت بالجزائر العاصمة، التوقيع على اتفاقية-إطار بين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والشركة الإيطالية “بونيفيشي فيراريزي” (Bonifiche Ferraresi-BF)، لإنجاز مشروع متكامل لإنتاج الحبوب والبقوليات والعجائن الغذائية في ولاية تيميمون.
وقّع على هذه الاتفاقية-الاطار بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، كل من المديرة العامة للاستثمار والعقار الفلاحيين بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، سعاد عسعوس والرئيس التنفيذي للشركة الإيطالية (شركة ذات أسهم)، فديريكو فيكيوني، بحضور كل من وزير الفلاحة، يوسف شرفة، وزير المالية، لعزيز فايد، وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، وكذا وزير الري، طه دربال.
وحضر أيضا عن الجانب الجزائري، كل من مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمالية والبنوك والميزانية وكذا احتياطي الصرف والصفقات العمومية والمخالصات الدولية، محمد بخاري، ووالي تيميمون، سونة بن عمر، المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، وكذا مسؤولي عدة هيئات ومنظمات.
وعن الجانب الإيطالي، حضر مراسم التوقيع كل من وزير الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات، فرانشيسكو لولبريغيدا، المستشار الديبلوماسي لرئيسة الوزراء الإيطالية، فابريزيو ساجيو، وسفير إيطاليا بالجزائر، ألبيرتو كوتيلو.
وسيتم بموجب هذه الاتفاقية إنجاز مشروع متكامل، بالشراكة بين المجموعة الإيطالية (بي أف-BF) والدولة الجزائرية، ممثلة في الصندوق الوطني للاستثمار.
ويتربع هذا المشروع، على مساحة 36 ألف هكتار بولاية تيميمون (محيط الكبير 01)، ستخصص لإنتاج القمح، العدس، الفاصولياء المجففة والحمص، بالإضافة إلى تشييد وحدات تحويلية لتصنيع العجائن الغذائية، صوامع للتخزين وهياكل حيوية أخرى، بحسب الشروحات المقدمة خلال مراسم التوقيع.
وعلاوة على زراعة الحبوب والبقوليات، سيتم إدراج محاصيل زراعية أخرى استراتيجية ضمن الدورة الزراعية، خاصة النباتات الزيتية مثل الصويا.
وسيساهم هذا المشروع في تعزيز الإنتاج الوطني من الحبوب والبقول الجافة وزيادة الصادرات خارج المحروقات من خلال تصدير العجائن الغذائية، وكذا خلق أكثر من 6700 منصب شغل (1600 منصب دائم وحوالي 5100 منصب غير دائم).
برنامـــــج “عــــــدل 3”:
تسجيــــــــــل أكــــثر مــــــــن ١،٫١ مليون
مكتتــــــــب عـــــــبر المنصـــــــــة الرقميـــــــة
بلغ عدد المكتتبين عبر منصة التسجيل الرقمية المخصصة لبرنامج البيع بالإيجار 2024 (عدل 3)، ١٫،١ مليون مكتتب، عبر كامل التراب الوطني، خلال اليوم الخامس على التوالي منذ فتح المنصة سهرة الجمعة الماضي، بحسب ما أعلنت عنه وزارة السكن والعمران والمدينة الثلاثاء في بيان لها.
جاء في البيان انه تم “فتح منصة التسجيل في برنامج “عدل 3” لليوم الخامس على التوالي من الساعة الثامنة صباحا (08:00) إلى غاية السادسة مساء (18:00)”، حيث “بلغ عدد المسجلين 940.626 مكتتب عبر كامل التراب الوطني إلى غاية الساعة السادسة (18:00) من مساء اليوم الثلاثاء 09 جويلية 2024”.
وأعلمت الوزارة المواطنين أن عملية التسجيل تواصلت عبر المنصة الرقمية الخاصة بالتسجيل ببرنامج “عدل 3” أمس الأربعاء 10 جويلية 2024 في نفس التوقيت أي ابتداء من الساعة (08:00) صباحا إلى غاية السادسة (18:00) مساء و تستمر العملية كل يوم حتى يتسنى لكل مواطن التسجيل”.
وتتطلع شريحة واسعة من الجزائريين للتسجيل في برنامج “عدل 3”، الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في أكتوبر 2023 قبل أن يعلن في ماي الماضي عن فتح التسجيل في هذا البرنامج السكني بداية من 5 جويلية.
رئيس الجمهورية يشرف على مراسم تقليد الرتب وإســـــداء الأوسمــــة
وســــام الشجاعــــة للجيــــش الوطنـــي الشعبـــي للفريــــــــــــــــق أوّل شنقـــريحـــــــــــة
أشرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون يوم الخميس بقصر الشعب (الجزائر العاصمة)، على مراسم حفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لعدد من الضباط العمداء والضباط السامين في الجيش الوطني الشعبي، بالمناسبة أسدى وسام الشجاعة للجيش الوطني الشعبي للفريق أول السعيد شنقريحة.
حضر الحفل المنظم عشية الاحتفال بالذكرى الـ 62 لاسترجاع السيادة الوطنية، كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة وضباط سامين في الجيش الوطني الشعبي وشخصيات وطنية وتاريخية ومجاهدين.
وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله إلى قصر الشعب، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة.
بعد أن استمع إلى النشيد الوطني، استعرض رئيس الجمهورية تشكيلات من قوات الجيش الوطني الشعبي أدّت له التحية الشرفية، كما صافح كبار ضباط الجيش الوطني الشعبي.
بالمناسبة، أسدى رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، وسام الشجاعة للجيش الوطني الشعبي لرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أوّل السعيد شنقريحة.
مدير الوكالة الولائية لدعم وتنمية المقاولاتية الجزائر- غرب لـ “الشعب”:
شروط تأهيل جديدة للطلبة الجامعيين للاستفادة من تمويل “أناد”
^ سلّم تنقيط حديث لتقييم مشاريع الطلبة الاستثمارية ^ لجان محلية لانتقاء واعتماد تمويل المشاريع
نظمت، أمس، الوكالة الولائية لدعم وتنمية المقاولاتية الجزائر- غرب، بالشراكة مع جامعة الجزائر-3 والمدرسة الوطنية العليا لعلوم البحر وتهيئة الساحل، يوما تحسيسيا لفائدة الطلبة الجامعيين حاملي المشاريع لمرافقتهم في إنشاء مؤسساتهم المقاولاتية، بجامعة الجزائر-3 بدالي إبراهيم بالعاصمة، بهدف تحسيس الطلبة بشروط التأهيل الجديدة، من بينها ضرورة متابعة التكوين في مجال المقاولاتية على مستوى مراكز تطوير المقاولاتية كشرط جديد للاستفادة من جهاز الوكالة.
زهراء.ب
في تصريح لجريدة “الشعب”، كشف مدير الوكالة الولائية لدعم وتنمية المقاولاتية الجزائر-غرب عيسى سيفور، عن تنظيم مصالحه بالشراكة مع كل من جامعة الجزائر-3 والمدرسة الوطنية العليا لعلوم البحر وتهيئة الساحل، يوم تحسيسي على مستوى جامعة الجزائر-3 بدالي ابراهيم، موضوعه حول المرافقة لإنشاء المؤسسات المصغرة، تحت شعار: “معا نحو مؤسسات مصغرة ناجعة وعالية الأداء”، موضحا أن هذا اليوم التحسيسي موجه خصيصا لفائدة الطلبة الجامعيين حاملي مشاريع الذين تمت مرافقتهم وتكوينهم في مجال المقاولاتية على مستوى مراكز تطوير المقاولاتية لهاتين المؤسستين الجامعيتين.
وأشار سيفور إلى أن مراكز تطوير المقاولاتية، هي عبارة عن هياكل تم إنشاؤها في كل مؤسسة جامعية جزائرية تنفذ البرنامج الحكومي لتشجيع المقاولاتية في الوسط الجامعي، مما يوفر للطلاب المقاولين بيئة مواتية لتحقيق أفكارهم ومشاريعهم، وهي مجهزة بالموارد والمرافق الحديثة لدعم تنمية مهارات طلاب في المقاولاتية.
ولخص مدير وكالة دعم وتنمية المقاولاتية الجزائر- غرب أهداف اليوم التحسيسي في عدة نقاط هامة، من بينها التواصل مع الطلبة الجامعيين بشأن التوجهات الجديدة للوكالة، على غرار تلك المتعلقة بشروط التأهيل، منها ضرورة متابعة التكوين في مجال المقاولاتية على مستوى مراكز تطوير المقاولاتية كشرط جديد للاستفادة من جهاز الوكالة، إضافة إلى تقديم عرض حول سلم التنقيط المعتمد حديثا من طرف الوكالة كآلية لتقييم المشاريع الاستثمارية قبل عرضها أمام اللجنة والتي يتم فيها تقييم مؤهلات صاحب المشروع، دراسة السوق، مخطط العمل ومعايير استراتيجيات أخرى كخلق فرص العمل.
ومن بين أهداف اليوم التحسيسي كذلك، إعلام الطلبة بخصوص الإعانات والمزايا التي يقدمها جهاز الوكالة، وكذا شرح الخطوات والإجراءات المتبعة لإنشاء مؤسسة مصغرة في إطار جهاز الوكالة، وتوجيه حاملي المشاريع للتقرب من الوكالات المحلية لـ«أناد” وتعريفهم بشبكتها المنتشرة على مستوى ولاية الجزائر.
من جهة أخرى، أوضح سيفور أن هذا اليوم التحسيسي يهدف كذلك إلى التقرب أكثر من الطلبة الذين استفادوا من التكوين من أجل الانتقال إلى مرحلة ما بعد التكوين، والمتمثلة في العمل بالشراكة مع المكونين على مستوى مركز تطوير المقاولاتية للجامعة، وتحضيرهم للمرور على اللجنة المحلية لانتقاء واعتماد وتمويل المشاريع، مشيرا إلى أنه تم تنصيب هذه اللجنة المحلية لانتقاء واعتماد وتمويل المشاريع على مستوى الوكالة الولائية لدعم وتنمية المقاولاتية الجزائر- غرب، بتاريخ الفاتح من جويلية 2024، وتم تنصيبها أيضا على مختلف الوكالات الولائية عبر كامل التراب الوطني، بحيث ستتكفل هذه اللجان بدراسة المشاريع المقدمة من طرف حاملي المشاريع وتبدي رأيها حول ملاءمتها وقابلية تمويلها.
من جهة أخرى، قال سيفور “إن تنظيم هذا اليوم التحسيسي يتزامن مع إطلاق الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية بتاريخ 4 جويلية المنصرم عملية تمويل أصحاب المشاريع المصغرة الذين تمت مرافقتهم وتكوينهم على مستوى مراكز تطوير المقاولايتة، عبر منصاتها الرقمية”، داعيا جميع الطلبة الجامعيين الذين كانوا قد استفادوا من التكوين للتسجيل عبر المنصة الرقمية للوكالة للاستفادة من عملية التمويل.
وكشف عن إطلاق المنصة الرقمية الخاصة بمراكز تطوير المقاولاتية، مخصصة للطلبة الجامعيين حاملي المشاريع الذين لم يستفيدوا من التكوين بعد في مجال المقاولاتية، حتى تسمح لهم بالتسجيل في هذه المراكز لمتابعة التكوين وبالتالي الاستفادة من الإعانات والمزايا الممنوحة من طرف الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية.
مراكز تطوير المقاولاتية بمراكز التكوين المهني قريبا
أما فيما يخص فئة الشباب حاملي المشاريع الذين تابعوا تكوينا على مستوى معاهد ومراكز التكوين والتعليم المهنيين، فأكد المتحدث استفادتهم من برنامج الوكالة، حيث قال “إن وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، كانت قد أعلنت أنه سيتم إطلاق مراكز تطوير المقاولاتية على مستوى معاهد التكوين المهني في الأسابيع القليلة القادمة”، مما سيسمح، بحسبه، لهذه الشريحة بالتسجيل في هذه المراكز لمتابعة التكوين في مجال المقاولاتية وبالتالي إمكانية الاستفادة من إعانات الممنوحة في إطار جهاز الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، أي الاستفادة من تمويل مشاريعهم وتجسيدها على أرض الواقع.
مواصلــــة التجنّـــد لحمايـــة الوطــــن.. الرئيـــس تبــــون:
سنظل واقفين لصون وديعة الشهداء
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون الخميس على مواصلة التجند لحماية الوطن وصون وديعة الشهداء من أجل وضع لبنات أخرى في مسار تشييد صرح الجزائر.
في رسالة له بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ62 لعيد الاستقـلال، شدّد رئيس الجمهورية على أن “الجزائر التي ظلت على الدوام تتحرك في فلك إرث الشهداء وتستنير بإشعاع ثورتنا الخالدة لهي مدركة تمام الإدراك أن الاستقلال الذي ننعم به اليوم هو نتاج مقدس لأنهار من الدماء الزكية وقوافل متكاتفة لرموز قدموا أرواحهم على مذبح الحرية”.
وقال بهذا الخصوص: “إننا سنظل واقفين مجندين على حمى هذه التضحيات نصون وديعة الشهداء ونحمي حياض الوطن من أجل مواصلة وضع لبنات أخرى لتشييد صرح الجزائر التي حلم بها الشهداء الأبرار”.
وفي هذا الإطار، لفت رئيس الجمهورية إلى أن “الجزائر اليوم التي لا تفتأ تذكر بالمرجعية النوفمبرية وتقدر رمزية الاستقلال وعمق ذكراه، هي في الوقت نفسه ماضية بلا تردد في مسار الأخذ من هذا النبع الصافي، ضابطة كل خياراتها وقراراتها ومواقفها ومشاريعها وفق ما خطته ثورة نوفمبر الخالدة وما أفضت إليه من استقلال شهد العالم بأسره أنه افتك افتكاكا وقدمت على قربانه أغلى الأثمان’’.
وأكد في هذا الصدد “انتصار الجزائر على أكثر من صعيد”، قائلا: “نعم، لقد انتصرت الجزائر، انتصرت وهي تسترد إلى حضن أبنائها وشرف اسمها وهرم مقامها، انتصرت الجزائر في إعادة الثقة بغد أفضل، انتصرت في إعادة تماسك اللحمة الوطنية، انتصرت في إحياء الأمل، انتصرت في الإنعاش الاقتصادي، انتصرت في النهوض بالطبقات الهشة واكتساب ثقة الشابات والشبان، انتصرت في رسم الصورة التي تليق بالجزائر على المستويين الإقليمي والدولي، انتصرت بصوتها المرفوع ومكانتها المحفوظة في المحافل الدولية، انتصرت وهي تهز ضمير العالم في قضية الراهن الإنساني مأساة فلسطين الشقيقة”.
وخلص رئيس الجمهورية إلى التأكيد بأن ذكرى الاستقلال الوطني “تبعث فينا الهمة والإدراك لمعنى أن يكون لك وطن بحجم ومكانة الجزائر، هذا الوطن العظيم الذي لم يخذله أبناؤه في أحلك ظروفه وكلما استدعاهم لمهمة لبوا نداءه، هذا الوطن الذي بث فينا جميعا روح الإقبال عليه والامتثال لأحكامه كلما كان الموعد دقيقا وحاسما لنكون جديرين بالانتماء إليه”.
تحضيرا للندوة الوطنية الخاصة بإعداد حصيلة إنجازاتها
اجتماع لجنة تنسيق ائتلاف أحزاب الأغلبية البرلمانية
عقدت اللجنة المنبثقة عن ائتلاف أحزاب الأغلبية البرلمانية (حزب جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، جبهة المستقبل)، أمس الأربعاء، بالجزائر العاصمة، اجتماعها السابع تحضيرا للندوة الوطنية والخاصة بإعداد حصيلة إنجازاتها خلال هذه العهدة.
وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح رئيس جبهة المستقبل فاتح بوطبيق، أن هذه الندوة التي تجمع أحزاب الأغلبية البرلمانية ستنظم، السبت القادم، بفندق الأوراسي، ومن أهدافها “تقويم العمل السياسي في إطار دستور 1 نوفمبر 2020”، مشيرا الى ان “هذه اللجنة ستنتهي اليوم من إعداد الوثائق لترفع الى رؤساء الأحزاب لتعتمد مباشرة خلال الندوة”.
وأضاف بوطبيق، أن برنامج الندوة يتضمن “تقديم عرض حول حصيلة وإنجازات العهدة الرئاسية الحالية وكذا عرض حول العمل المؤسساتي من برلمان ومجالس محلية منتخبة إلى جانب عرض آخر حول آليات العمل السياسي المشترك واستراتيجيات المستقبل، لاسيما الانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر المقبل”.
وأبرز رئيس جبهة المستقبل، أن هذه الندوة “تتزامن مع تحضيرات الانتخابات الرئاسية التي تعد حدثا وطنيا هاما”، مجددا في هذا الصدد دعوة هذه الأحزاب لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للترشح لعهدة ثانية بهدف استمرار الإصلاحات.
خلية معالجة الاستعلام المالي والمديرية العامة للجمارك:
ترقية تبادل المعلومات في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب
تم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون بين خلية معالجة الاستعلام المالي (CTRF) والمديرية العامة للجمارك، حسبما أفاد، أمس الأربعاء، بيان لوزارة المالية.
وتم التوقيع على هذه المذكرة، الاثنين الماضي، بحضور وزير المالية لعزيز فايد، من طرف رئيس الخلية محمد سعودية، والمدير العام للجمارك اللواء عبد الحفيظ بخوش.
وتهدف هذه المذكرة إلى ‘’وضع إطار تعاون وتبادل المعلومات والتنسيق العملياتي بين الطرفين، لاسيما في مجال التكوين والمساعدة المتبادلة، من أجل ترقية تبادل المعلومات وتقاسم الخبرات والمساعدة المتبادلة بينهما في مجال مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار أسلحة الدمار الشامل، من أجل تحسين التعاون والتكامل’’.
وستسمح أيضا مذكرة التفاهم ‘’بتسريع تبادل المعلومات بين الخلية ومصالح الجمارك من خلال وضع آليات فعالة تسمح بالولوج المباشر الى المعلومات والبيانات ذات الصلة التي بحوزتهما والإعداد المشترك لمؤشرات مخاطر الغش الجمركي وتبييض الأموال القائم على النشاطات التجارية لقطاع الخدمات المصرفية والمالية، وكذا إنشاء وحدات تدريبية وحملات تحسيسية مشتركة’’.
وأفاد البيان، بأن إبرام هذه المذكرة يهدف ‘’إلى الامتثال للمعايير الدولية كما حددتها مجموعة العمل المالي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا (GAFIMOAN)”.
تحسبـــا لرئاسيــــات 7 سبتمـــبر المقبـــل
6 منظمـــات وطنيـــة تدعـــو رئيـــس الجمهوريـة إلى الترشـح
دعت ست منظمات وطنية، أمس الأربعاء، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلى الترشح لرئاسيات 7 سبتمبر المقبل بغية “استكمال برنامجه الوطني الطموح لتحقيق أهداف الجزائر الجديدة”.
وفي بيان مشترك لها، ناشدت كل من المنظمة الوطنية للمجاهدين، المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين والاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، رئيس الجمهورية “استكمال برنامجه الوطني الطموح، خدمة للوطن وأمانة الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار”.
وأوضحت هذه المنظمات، أن دعوتها جاءت “قناعة منها بالمجهودات والاهتمامات النبيلة للسيد رئيس الجمهورية وما قدمه في عهدته الأولى، تحقيقا لأهداف الجزائر الجديدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذا الجانب المتعلق بالذاكرة الوطنية”.
وبالمناسبة، أكدت هذه المنظمات “التزامها بمرافقة رئيس الجمهورية في كل المحطات، تحقيقا للطموحات النبيلة والمشروعة لبناء الجزائر الجديدة”.
سفارتا الجزائر بالدوحة وبيروت تنظمان احتفالات مخلدة
تثمين الدور البطولي للمجاهدين الأخيار
نظمت سفارة الجزائر بالدوحة يوما مفتوحا لفائدة أبناء الجالية الوطنية المقيمة بقطر، بإشراف السفير صالح عطية، وذلك في إطار إحياء الذكرى 62 لعيد الاستقلال الذي تحييه الجزائر هذا العام تحت شعار “عيد مجيد وعهد مع التجديد”.
شهدت الفعالية برنامجا ثريا ومتنوعا، حيث تم رفع العلم الوطني والاستماع للنشيد الوطني وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الأبرار بمشاركة جمع غفير من بنات وأبناء الجالية الجزائرية، قبل أن يلقي السفير كلمة بهذه المناسبة التاريخية المجيدة ترحم فيها على أرواح الشهداء الأبرار وثمن الدور البطولي للمجاهدين الأخيار.
وعرج السفير على الإنجازات المحققة خلال السنوات الأخيرة تحت الرعاية والإشراف المباشر لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لاسيما في مجالات السكن والصحة والتربية والتعليم، والإنجازات الكبيرة في مجالات الطرق السريعة وشبكات السكة الحديدية، إضافة إلى الاستثمارات الهامة في مجالات عدة، على غرار منجم الحديد في غارا جبيلات وإنتاج الحليب المجفف ولحوم الأبقار والأعلاف من قبل شركة “بلدنا” في جنوب الجزائر.
كما ذكر بأهمية الاستحقاق الانتخابي القادم المتمثل في الانتخابات الرئاسية يوم 7 سبتمبر المقبل.
كما نظمت سفارة الجزائر ببيروت حفلا بمناسبة الذكرى 62 لعيدي الاستقلال والشباب، وذلك بحضور سفيري تونس وفلسطين وعدد كبير من أفراد الجالية الوطنية المقيمة بلبنان.
وبهذه المناسبة، قدم سفير الجزائر بلبنان رشيد بلباقي، عرضا مفصلا عن جميع المحطات والإنجازات التي حققتها الجزائر في السنوات الأخيرة والتي تدعم الأمن والاستقرار، ودعم الجزائر الدائم للقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، منوها بضرورة الحفاظ على أمانة الشهداء الأبرار، داعيا الى التفاعل والتشبث بالهوية الوطنية والافتخار بالانتماء إلى الجزائر.
لقاء عمل بوزارة الطاقة مع وفد من البلد الصديق
الجزائر مستعدّة لدعم ومرافقة جمهورية الكونغو
عقد الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم، محمد بودالي، أمس الأربعاء، بالعاصمة، لقاء عمل مع وفد عن وزارة الصناعات المنجمية والجيولوجيا لجمهورية الكونغو، بقيادة المفتش العام للوزارة، جون روموالد مومبو، الذي يقوم بزيارة عمل الى الجزائر، حسبما أفاد به بيان لوزارة الطاقة.
وقدم بودالي خلال هذا اللقاء، الذي جرى بمقر الوزارة، بحضور إطاراتها، وكذا رئيس الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية، وممثلين عن مجمع “سونارام” ووكالة المصلحة الجيولوجية للجزائر، لمحة عامة حول قطاع الطاقة والمناجم بالجزائر والمؤسسات التابعة له.
كما تم التركيز، على محور هذا اللقاء الذي جاء تلبية لطلب جمهورية الكونغو برازافيل لتعزيز التعاون والاستفادة من التجربة الجزائرية في مجال الرقابة التقنية والإدارية في المجال المنجمي.
في هذا الإطار، استعرض بودالي المهام الأساسية للمفتشية العامة بالوزارة، مؤكدا، تبعا لتوجيهات وزير الطاقة والمناجم، على “استعداد الجزائر لدعم ومرافقة جمهورية الكونغو من خلال نقل الخبرة الجزائرية في مجال الرقابة التقنية والإدارية، لاسيما في مجال سن وتطبيق التشريع والتنظيم المعمول به في الجزائر، من أجل السير الحسن والحفاظ على البيئة في جميع الأنشطة المنجمية”، وفق البيان.
ويتضمن برنامج زيارة الوفد الكونغولي عقد عدة لقاءات على مستوى وكالة المصلحة الجيولوجية للجزائر (ASGA)، الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية (ANAM)، وكذا على مستوى مقر المديرية العامة للشركة الوطنية للأبحاث والاستغلال المنجمي “سونارام”.
ويأتي هذا البرنامج، حسب البيان، لتعميق المباحثات والمشاورات حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال إدارة البنية التحتية الجيولوجية والبحث والاستغلال والإنتاج وتحويل الموارد المنجمية، مع تبادل الخبرات والتكوين وتطوير رأس المال البشري.
استقبله وزير العمل.. رئيس منظمة الوحدة النقابية الإفريقية:
شكرا للجزائر ورئيسها على دعمها الثابت لإفريقيا
استقبل وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب، الثلاثاء، بالعاصمة، رئيس منظمة الوحدة النقابية الافريقية، فرنسيس أتوولي الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر.
في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، أشاد رئيس منظمة الوحدة النقابية الافريقية بجهود الجزائر و«بالدعم متعدد الأشكال” الذي تقدمه للعمال الأفارقة من خلال المنظمة الإفريقية، مشيرا إلى أن “الجزائر من بين الدول التي تدعم إفريقيا”، حسبما أكده المسؤول الذي تقدم بشكره للجزائر ولرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، نظير “استضافتها لمؤتمر المنظمة بالجزائر”.
من جانبه، أشار وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، إلى أن زيارة رئيس المنظمة الإفريقية سمحت لهذا الأخير بالاطلاع على ما تقدمه الدولة من أجل تحسين الظروف الاجتماعية والمهنية للعمال الجزائريين، لافتا بالخصوص إلى زيادات الأجور ومعاشات التقاعد، ما يدل على أن الجزائر، كما قال، في “الطريق الصحيح” وأنها “تولي اهتماما خاصا بعمالها وبيئة عملهم”.
من جهته، اعتبر الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عمار تاقجوت، أن زيارة رئيس منظمة الوحدة النقابية الإفريقية للجزائر، تشكل سانحة من أجل الحديث عن “التجارب الإفريقية في مجال العمل”، مبرزا الأهمية بالنسبة للمنظمات النقابية الإفريقية “من أجل تنظيم نفسها” لمواكبة التطورات التي يعرفها عالم الشغل.
في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة.. “الجيش”:
إرهاصات العهد الجديد أصبحـــــــــــت واضحـــــــــــة للعيـــــــــــان
^ الجزائــــــــــــــــر استعــــــــــــــادت السيـــــــــــــــادة علــــــــــى أراضيهــــــــــــــا كاملـــــــــــــة غـــــــــــير منقوصـــــــــــة
^ أبنــــاء الجيـــش أهــل لحمـــل الأمانـــة.. ويا ليـــت الشهــــداء يعـــــــودون لـــــيروا تطــور السليــل
^ إبداع لصنع جزائر التميز.. حفظ إرث الأولين والدفع بأرض الأحرار إلى مصاف الدول التي يحسب لها ألـف حسـاب
^ وطـــــن بــــث فيـنــــا روح الإقبــــال والامتثــــال لأحكامــــه كلمــــا كــــان الموعــــد دقيقـــــا وحاسمـــــا
أكدت مجلة “الجيش” في افتتاحية عددها لشهر يوليو، على أن إرهاصات العهد الجديد بالجزائر أصبحت واضحة للعيان في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة.
جاء في الافتتاحية التي حملت عنوان “أهل لوديعة الشهداء” والتي خصصت للذكرى 62 للاستقلال واستعادة السيادة الوطنية: “يا ليت الشهداء يعودون وهم الذين فجروا الثورة ببنادق صيد، ليروا التطور الكبير الذي أحرزه الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، مثلما عبر عنه السيد رئيس الجمهورية، وليتهم يعودون ليشهدوا ما حققته الجزائر من تطور في بضع سنوات وليكتشفوا أن إرهاصات العهد الجديد أصبحت واضحة للعيان في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة”.
كما لفتت المجلة إلى أن القاطرة الرئيسية لهذا المسار هم الشباب الذين “فتحت الأبواب واسعة أمامهم للمساهمة في النهضة الوطنية المنشودة، لاسيما عبر مؤسساتهم الناشئة، في رسالة واضحة مفادها أن الجزائر تراهن على شبابها الغيور على وطنه، وهي كلها ثقة أنه بفضل وعيه وعزيمته وإبداعه، قادر على المضي بالبلاد قدما إلى مصاف الدول الصاعدة”.
وعليه -تضيف الافتتاحية- “وإذ نستحضر هذه الذكرى الغالية، حريّ بنا جميعا أن نضع نصب أعيننا ونحن نواجه مختلف التحديات ونبذل المزيد من الجهود على كل المستويات وفي مختلف المواقع، التضحيات الجسام التي قدمها أسلافنا الميامين لكي تحيا الجزائر على الدوام حرة أبية، ينعم شعبها بالاستقلال والسيادة على أرضه ويبقى شبابها حاملا الجزائر في قلبه يقظا، حريصا على تقديم كل ما يملك من علم ومعرفة وإبداع لصنع جزائر التميز، قادرا على حفظ إرث الأولين والدفع بجزائر الشهداء إلى مصاف الدول التي يحسب لها ألف حساب”.
وفي هذا الإطار، ذكرت الافتتاحية أن الجزائر “استعادت السيادة على أراضيها كاملة غير منقوصة بعد ثورة تحرير عظيمة”، مشيرة إلى أنه “بقدر التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا لافتكاك الاستقلال الذي تحتفي هذا الشهر بذكراه الثانية والستين، يحرص أبناء الجزائر شديد الحرص على حفظ أمانة الشهداء الغالية وصون الوديعة التي لا تقدر بثمن”.
وعرجت في هذا الشأن على ما أكده رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون حين قال إن “ذكرى استقلالنا الوطني لتبعث فينا الهمة والإدراك لمعنى أن يكون لك وطن بحجم ومكانة الجزائر، هذا الوطن العظيم الذي لم يخذله أبناؤه في أحلك ظروفه وكلما استدعاهم لمهمة لبوا نداءه، هذا الوطن الذي بث فينا جميعا روح الإقبال عليه والامتثال لأحكامه كلما كان الموعد دقيقا وحاسما لنكون جديرين بالانتماء إليه”.
كما تعد هذه الذكرى أيضا، مناسبة “يتعين علينا خلالها دائما وأبدا ألا ننسى حجم التضحيات المقدمة من قبل أولئك الرجال البواسل الذين انتصروا بالنزر اليسير من الإمكانيات، ولكن بالكثير من الإرادة والعزيمة، على إحدى أعتى قوى الاستعمار وأبشعها في التاريخ الحديث حتى تكون لنا هذه التضحيات نبراسا نستنير به من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات التي تروق بجيشنا وبنبل المهام الدستورية العظيمة الموكلة له”، مثلما كان قد أكده رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة.
كما اعتبرت الافتتاحية أنه “ليس من قبيل الصدفة أن يتزامن موعد تخرج دفعات جديدة من مختلف هياكل التكوين التابعة للجيش الوطني الشعبي، في كل سنة، مع عيد الاستقلال والشباب باعتبارها مناسبة يجدد فيها جيشنا الباسل، جيلا بعد آخر، العهد الذي قطعه على نفسه بالذود عن الجزائر والدفاع عنها مهما كان الثمن”.
وأشارت في السياق ذاته، إلى أن “دأب الجيش الوطني الشعبي على تسمية الدفعات المتخرجة بأسماء من وهبوا حياتهم قربانا لتحيا الجزائر حرة مستقلة يعد تقليدا لتخليد حسن صنيع شهدائنا الأبرار ومجاهدينا، في رسالة واضحة تثبت التواصل ونقل رسالة الأسلاف إلى الشباب لتتوارثها الأجيال المتعاقبة”.
ويضاف هذا “التشبث بالقيم الوطنية النبيلة المستلهمة من مبادئ ثورة أول نوفمبر الخالدة، إلى الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة للجيش الوطني الشعبي لترقية التكوين وجعله في مستوى التحديات العصرية والتطور المتسارع الذي تعرفه التكنولوجيا، وهو ما يفسر المستوى الرفيع والراقي الذي بلغته قواتنا المسلحة على درب العصرنة والتطوير والاحترافية، والتحكم في منظومات الأسلحة ذات التكنولوجيا العالية وتنفيذ التمارين التكتيكية بمختلف النواحي العسكرية بنجاح واقتدار”.
وبذلك -تؤكد افتتاحية الجيش- “يثبت أبناء الجيش الوطني الشعبي في كل مرة أنهم بحق أهل لحمل الأمانة التي تركها أسلافهم والدفاع عنها في كل الظروف”.
رئيس الجمهورية ينهي زيارة العمل والتفقد إلى ولاية تيزي وزو
أنهى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء أمس الأربعاء، زيارة العمل والتفقد التي قام بها إلى ولاية تيزي وزو، وأشرف خلالها على تدشين ومعاينة عدد من المشاريع التنموية والحيوية بهذه الولاية. وقد أشرف رئيس الجمهورية بالمناسبة، على تدشين ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد، الواقع بالمدخل الغربي لمدينة تيزي وزو واستمع إلى عرض مفصل حول هذا الملعب الذي يتسع لـ50 ألف متفرج وإلى عرض شامل حول مؤشرات التنمية بولاية تيزي وزو من سنة 2020 الى 2024 قدمه والي الولاية. كما تابع رئيس الجمهورية عرضا مفصلا حول القطب الحضري بعزازقة، بالإضافة الى عرض آخر حول مشروع إنجاز محطة تحلية مياه البحر بتامدة أوقمون. وبخصوص نفس القطاع أيضا، استمع رئيس الجمهورية الى عرض حول إنجاز سد بسيدي خليفة ببلدية أزفون وسد سوق نتلاثة بمعاتقة، بالإضافة الى عرض حول مشروع إنجاز الطريق النافذ الرابط بين تيزي وزو والطريق السيار شرق-غرب.
الرئيس تبون:
ملعب المجاهد حسين آيت أحمد ثمرة جهود رجال واقفين
^ محفز لشبيبة القبائل لإعطاء انطلاقة جديدة لهذا الفريق العتيد
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء أمس الأربعاء، أن تدشين ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو، يعد «ثمرة جهود كبيرة» بذلت من طرف رجال مخلصين.
وفي تصريح له بمناسبة تدشينه لملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد، خلال زيارة العمل والتفقد التي قام بها لولاية تيزي وزو، أثنى رئيس الجمهورية على الجهود المبذولة من طرف «رجال واقفين في الميدان من عمال وشركات وإطارات»، مذكرا بأن استلام هذا الملعب «لم يكن ممكنا لولا هذه الجهود».
وبالمناسبة، هنأ رئيس الجمهورية «الجزائر وولاية تيزي وزو بهذا الصرح الرياضي الذي دخل حيز الخدمة بعد 14 سنة».
كما أبرز أهميته كمحفز لفريق شبيبة القبائل، وهو ما من شأنه -يضيف رئيس الجمهورية- «إعطاء انطلاقة جديدة لهذا الفريق العتيد».
وضع حجر الأساس لإنجاز مستشفى تيزي وزو الجديد
ضمــــــــان رعايـــــــــة صحيـــــــة نوعيـــــــة وتطوير البحـــــــــث
أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء أمس الأربعاء، على وضع حجر الأساس لإنجاز مستشفى تيزي وزو الجديد بسعة 500 سرير.
وجاء وضع حجر الأساس خلال زيارة العمل والتفقد التي قام بها رئيس الجمهورية لهذه الولاية.
سيضمن المركز الاستشفائي الجامعي الجديد بتيزي وزو، الذي أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، على وضع حجر الأساس الخاص به، رعاية صحية نوعية، فضلا عن تطوير البحث في المجال الطبي.
وسيسمح هذا المركز الاستشفائي الجديد، الذي كان ينتظره سكان تيزي وزو، بتلبية احتياجات المواطنين في مجال الرعاية الصحية النوعية وتطوير البحث، حسب الآراء التي استقتها وأج.
وأوضح مدير الصحة والسكان للولاية، فريد سالمي، أن هذا المستشفى الجامعي سيكون مرجعا يسمح للممارسين بأداء مهامهم في ظروف جيدة لتوفره على تخصصات مبتكرة وتكوين في مرحلة التدرج وما بعد التدرج، مضيفا أن هذا المستشفى الجامعي سيكون قطب بحث في مختلف التخصصات.
واستطرد قائلا: «بفضل هذا المستشفى الجامعي الجديد، تنضم تيزي وزو إلى الولايات الأكثر تجهيزا من الناحية الطبية مع مؤشرات تغطية وحضور طبي معتبر».
للإشارة، كان مجلس الوزراء قد وافق مؤخرا على إبرام صفقة بالتراضي بين مجمع كوسيدار ووزارة السكن، ممثلة بالمديرية المحلية للتجهيزات العمومية، من أجل مباشرة الأشغال بعد استكمال كل الدراسات لإنجاز هذا المشروع لفائدة سكان ولاية تيزي وزو.
وسيتم إنجاز المركز الاستشفائي الجامعي الجديد بطاقة 500 سرير بقطب الامتياز (غرب تيزي وزو)، على مساحة تقدر بـ18,50 هكتارا. وهو يندرج في إطار سياسة السلطات العمومية الرامية إلى تعزيز وتحسين التكفل بالمرضى على مستوى الولاية وتخفيف الضغط على المركز الاستشفائي الجامعي الحالي نذير محمد، الذي يستقبل مرضى من الولايات المجاورة ويعرف ضغطا كبيرا.
وسيكون هذا المستشفى الجديد، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 10 ملايير دج، بمثابة حجر الزاوية لاعتماد البطاقة الصحية المدمجة والموحدة للولاية والتي ستكون في قمة هرم العلاج، حسبما علم لدى مديرية الصحة والسكان.
تجدر الإشارة، إلى أن قطاع الصحة بولاية تيزي وزو استفاد من استثمارات هامة تهدف إلى تحسين التكفل بالمرضى وضمان كافة الخدمات الصحية.
كما تعززت الولاية من حيث هياكل الصحة الجوارية وغيرها بـ8 مؤسسات عمومية للصحة الجوارية و61 عيادة طبية متعددة الخدمات وأكثر من 320 قاعة علاج.
واستفادت ذات الولاية أيضا، من مشاريع جديدة هامة، على غرار مركب الأمومة والطفولة ومركز لمكافحة السرطان ومركز استشفائي مختص في الأمراض العقلية وآخر في أمراض وجراحة القلب وعيادة مختصة في طب النساء والتوليد، بالإضافة إلى الاستثمار الخاص.
دشنه رئيس الجمهورية والتقى قدماء شبيبة القبائل
ملعب المجاهد «حسين آيت أحمد».. منشأة بالمعايير الدولية
^ 50 ألف متفرّج.. فضاء لألعاب القوى يتسع لنحو 6500 مقعد
أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، على تدشين ملعب المجاهد حسين آيت أحمد، الواقع بالمدخل الغربي لولاية تيزي وزو.
جاء تدشين المرفق الرياضي العصري، الذي يتوفر على كافة التجهيزات والمرافق الضرورية المنجزة وفق المقاييس الدولية، خلال زيارة العمل والتفقد التي قام بها، أمس، السيد رئيس الجمهورية إلى هذه الولاية.
وقد خص رئيس الجمهورية، الذي كان مرفوقا برئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، بترحيب مميز عند مدخل الملعب من قبل براعم ولاية تيزي وزو.
بعدها، نزل رئيس الجمهورية إلى أرضية الميدان، حيث صافح قدماء لاعبي شبيبة القبائل.
وبذات المناسبة، استمع رئيس الجمهورية إلى عرض مفصل حول ملعب المجاهد حسين آيت أحمد الذي يتسع لـ50 ألف متفرج وإلى عرض شامل حول مؤشرات التنمية بولاية تيزي وزو من سنة 2020 إلى 2024 قدمه والي الولاية.
يعد ملعب «المجاهد الراحل حسين آيت أحمد» بمدينة تيزي وزو، الذي دشنه، أمس الأربعاء، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، تحفة معمارية مصممة وفق المعايير الدولية من أجل ترقية الرياضة في هذه الولاية.
وبفضل هذا الملعب، الذي يتسع لـ50 ألف متفرج والكائن بقطب الامتياز بوادي فالي، بالمدخل الغربي لمدينة تيزي وزو، والمدمج ضمن مشروع المركب الأولمبي متعدد الرياضات، يحظى النادي الأكثر تتويجا في الجزائر، فريق شبيبة القبائل لكرة القدم، بمنشأة حديثة تليق بمكانته وتستجيب للمعايير الدولية.
وقد تمت دراسة كل التفاصيل بعناية لضمان أن يتوفر هذا الملعب، المزين بألوان نادي شبيبة القبائل، على جميع الشروط اللازمة لإقامة المباريات ودخول المناصرين والتغطية الإعلامية وراحة اللاعبين والجمهور.
وتم تزويد الملعب بعدة مداخل، خصوصا من جانب الطريق الوطني رقم 12 والطريق الاجتنابي الشمالي ومحول بوعيد، للسماح بخروج المناصرين بعد نهاية المباريات وبالتالي تجنب الازدحام.
كما جهز الملعب الجديد بنظام الإدارة التقنية المركزية، الذي من شأنه ضمان السير الحسن لهذه المنشأة الكبيرة من خلال تسيير عرض الفيديوهات وكاميرات المراقبة عن بعد والتحكم في التكييف والتهوية والإضاءة بـ400 كاشف.
ويندمج هذا الملعب ضمن مشروع مركب رياضي يتضمن أيضا فضاء لألعاب القوى يتسع لنحو 6500 مقعد وأرضية ملحقة بالعشب الطبيعي وموقفا لركن السيارات يتسع لـ3800 مركبة.
ويحمل هذا الصرح الرياضي إسم المجاهد الراحل حسين آيت أحمد، أحد الوجوه التاريخية للحركة الوطنية الذي بدأ نشاطه السياسي في سن مبكرة في صفوف حزب الشعب الجزائري، قبل أن يتولى رئاسة المنظمة الخاصة سنة 1947 بعد وفاة محمد بلوزداد.
وقد ساهم بفعالية في تحضيرات الهجوم الذي استهدف بريد وهران سنة 1949 وشارك في مؤتمر باندونغ (إندونيسيا) سنة 1955 ومثل وفد جبهة التحرير الوطني بمنظمة الأمم المتحدة بنيويورك سنة 1956.
وفي 22 أكتوبر 1956، كان آيت أحمد من بين القادة التاريخيين الخمسة للثورة التحريرية الذين تعرضت طائرتهم للاختطاف من قبل الجيش الاستعماري الفرنسي، حيث تم سجنه إلى غاية الاستقلال سنة 1962.
التقى أعيان وفعاليات المجتمع المدني بتيزي وزو.. رئيس الجمهورية:
”تاجمـــــــــــاعت” مثـــــــال للديمقراطية التشاركيــــــــــة ونمـــــــــــوذج ناجح
^ تيزي وزو منطقة غالية تستحق كل التقدير.. وأنجبــــــت رجالا أشاوس ساهمــــــــوا في تحريـــــــــــــر الوطن
ولاية عظيمة ومجاهدة.. أعرفها حق المعرفة
إعادة التقسيم الإداري ومراجعة قانوني البلدية والولاية أولوية قصوى
إذا اقتضت الظروف سيتم إنشاء ولايات أخرى بتيزي وزو كما تم بولايات الهضاب العليا والجنوب
شكرا للجيش الأبيض.. وسيتم إنجاز مستشفيات أخرى لتفادي الضغط على المستشفى الجامعي الجديـــــــد
أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، على لقاء مع فعاليات المجتمع المدني لولاية تيزي وزو بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، وذلك في إطار زيارة العمل والتفقد التي قام بها لهذه الولاية.
عقب استماعه لانشغالات فعاليات المجتمع المدني ومنتخبين محليين، أكد رئيس الجمهورية أن ولاية تيزي وزو «تستحق كل التقدير»، لأنها قدمت -مثلما قال- العديد من التضحيات خلال مقاومة الجزائر للاحتلال الفرنسي.
وذكر الرئيس بهذا الخصوص، بمقاومة «لالا فاطمة نسومر» و»بوبغلة» وغيرهما، مشيرا الى أن تيزي وزو «منطقة غالية أنجبت رجالا أشاوس ساهموا في تحرير الوطن، على غرار علي زعموم، سي الصادق دهيليس وعبد الحفيظ ياحة».
وعبر رئيس الجمهورية في هذا السياق، عن سعادته لحفاوة الاستقبال الذي حظي به من طرف «مواطني هذه الولاية العظيمة والمجاهدة»، والتي «أعرفها حق المعرفة»، كما قال. كما أشاد رئيس الجمهورية، بنظام «تاجماعت»، معتبرا إياه «مثالا للديمقراطية التشاركية ونموذجا ناجحا لتسيير الشأن المحلي».
وقال رئيس الجمهورية، إن النظام الاجتماعي المعروف بـ «تاجماعت» يعد «مثالا لترسيخ الديمقراطية التشاركية ونموذجا ناجحا لتسيير الشأن المحلي»، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذه القيم.
وأضاف الرئيس، أنه «بعد أكثر من 60 سنة من الاستقلال، حان الوقت لوضع تنظيم ملائم لمستقبل البلاد»، معتبرا أن إعادة التقسيم الاداري ومراجعة قانوني البلدية والولاية «أولوية قصوى» لترسيخ الديمقراطية على المستوى المحلي. وقال رئيس الجمهورية في هذا السياق: «إذا اقتضت الظروف، سيتم إنشاء ولايات أخرى بتيزي وزو كما تم بولايات الهضاب العليا والجنوب».
من جانب آخر، أبرز رئيس الجمهورية في رده على انشغالات مواطني الولاية، على ضرورة أن يكون المستشفى الجامعي الجديد بسعة 500 سرير بمثابة «قطب امتياز» وأن يتم إنجازه قبل نهاية 2025، مشيرا إلى أنه «سيتم إنجاز مستشفيات أخرى بطاقة استيعاب تتراوح بين 60 و100 سرير لتفادي الضغط على المستشفى الجامعي الجديد».
وبعد أن نوه بمجهودات «الجيش الأبيض» من الطواقم الطبية وشبه الطبية، أكد رئيس الجمهورية أن المطالب المهنية والاجتماعية لهذا السلك سيتم تلبيتها.
وتوجه بالمناسبة بـ»تحية إكبار وتقدير للمسؤولين الذين أقروا، غداة الاستقلال، مبدأ مجانية التعليم والعلاج»، مؤكدا أن الجزائر تمكنت من «القضاء على كل الأمراض والأوبئة التي تعاني منها الدول المتخلفة».
وفي رده على انشغالات مواطني الولاية، شدد رئيس الجمهورية على ضرورة أن يشكل المستشفى الجامعي الجديد «قطب امتياز» وعلى أن يتم إنجازه «قبل نهاية 2025»، مشيرا إلى أنه «سيتم إنجاز مستشفيات أخرى بطاقة استيعاب تتراوح بين 60 و100 سرير لتفادي الضغط على المستشفى الجامعي الجديد».
وبعد أن نوه بمجهودات «الجيش الأبيض» من الطواقم الطبية وشبه الطبية، أكد رئيس الجمهورية أن المطالب المهنية والاجتماعية لهذا السلك سيتم تلبيتها.
وتوجه، في هذا الصدد، بـ «تحية إكبار وتقدير للمسؤولين الذين أقروا، غداة الاستقلال، مبدأ مجانية التعليم والعلاج»، مؤكدا أن الجزائر تمكنت من «القضاء على كل الأمراض والأوبئة التي تعاني منها الدول المتخلفة».
بدورهم، قام مواطنو الولاية بطرح انشغالاتهم أمام رئيس الجمهورية بكل عفوية وصراحة، كما أشادوا بالجهود التي تبذلها الدولة، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، لتنمية البلاد وازدهارها.
خُصَّ بترحيــــــب استثنائـــــــي مــــن الأعـيــــــان والمواطنــــــين بالولاية المضيافة
استقبــــــــــــــــــال شعبـــــــــي حاشــــــــــد للرئيـــــــــس تبـــــــــــون بتيــــــــــــــــزي وزو
مواطنـــــون: اعتزاز وفخـــــر بالزيـــــــارة ودعم تام لمساعـــــــــي تنمية البـــــــلاد ورقيهــــــا وازدهارها
إشــــــادة بوفـــــــاء الرئيـــــــس بالتزاماتـــــــــه لاسيمـــــا منهــــــا الحـــفاظ على الطابع الاجتمـــــــاعــــــي للدولـــــة
تثمــــــين إنجـــــــــاز مشــاريــــــع حيـــــويــــة بما يعـــــــود بالفائــــــدة علــــــى الوطــــن والمـــــواطن
مواطنـــــــون رفعــــــوا الرايـــــات الوطنيــــــة وحملـــــوا لافتـــــــــــات ترحيبيـــــة
خُصَّ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، خلال زيارة العمل والتفقد التي قام بها، أمس الأربعاء، لولاية تيزي وزو، باستقبال شعبي حاشد استثنائي ومميز من قبل أعيان ومواطني هذه الولاية المضيافة.
شهدت الشوارع الرئيسية بوسط مدينة تيزي وزو توافدا لجموع كبيرة من المواطنين رافعين الرايات الوطنية وحاملين لافتات دونت عليها شعارات ترحب بالسيد رئيس الجمهورية وتشيد بالأهمية التي يوليها للتنمية بهذه الولاية.
وقد اصطفت حشود المواطنين القادمين من مختلف بلديات الولاية على طول الشوارع الرئيسية لتحية رئيس الجمهورية. وعلى مستوى شارع سعد عميروش، قام رئيس الجمهورية بمصافحة عدد من المواطنين وتبادل أطراف الحديث مع بعضهم، حيث عبروا له عن اعتزازهم وفخرهم بهذه الزيارة ودعمهم التام لمساعيه في تنمية البلاد ورقيها وازدهارها.
كما أشادوا بوفاء رئيس الجمهورية بالتزاماته، لاسيما منها الحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة وإنجاز مشاريع حيوية في مختلف القطاعات بما يعود بالفائدة على الوطن والمواطن.