حفل خرافي أقامته “آناب” بنزل الأوراسي الأشمّ، لتكريم الفائزين بجائزة آسيا جبار الكبرى، وتكريس رسالة الجزائر في الوقوف مع القضايا الإنسانية العادلة، وهو ما أبرزه الحضور الجميل لسفير فلسطين لدى الجزائر، وعرض روبورتاج من قلب غزة الصابرة، إضافة إلى قراءات شعرية ثائرة..
وقد يكون واضحا أن جائزة الرواية العربية، تحظى – كما هي العادة – بمساحة واسعة من الجدل والنقاش، غير أن فوز “هوارية”، يبدو منسجما تماما مع المعايير التي اعتمدتها اللجنة، وهذا لا ينتقص في شيء باقي الأعمال التي تستحق التتويج، بحكم أنها – بأقل تقدير – روايات حقيقية، التزمت بالمعايير الأجناسية، وقدّمت عوالمها بصورة رائعة..
وليس في الإمكان التعامل مع الأعمال الأدبية على أنها في (مضامير سباق)، فهي متفرّدة بطبيعتها، وحتى إن اشتركت في الجمال والأناقة، فإنّ كل عمل منها يحتفظ بنكهته الخاصة، وذوقه المميّز، ما يعني أنها جميعا فائزة، وإن لم تحظ بالجائزة الأثيرة، واللقب العزيز..
ما يهمّنا في الأمر، هو أن الصرح الأدبي الجزائري تعزّز بأعمال راقية، اعترفت لها لجنة تحكيم “آسيا جبار” بالمستويات الرفيعة التي حققتها، ما يعني أن الأرضية صارت ممهّدة للمنتج الثقافي كي يسهم في التنمية الاقتصادية، ويكون شريكا فعالا في بناء الوطن..
الانتقال من الثقافي المتواكل إلى الثقافي الفاعل، هو الأمل الأسمى، والغاية الأعلى، ولا نغالي أبدا إذا قلنا إن ملامح المقاربة الاقتصادية للثقافة، بدأت تلقي بأنوارها مع كل إشراقة متميزة.. مثل إشراقة “آناب”..