انطلق المهرجان الثقافي المحلي”سبيبا”، مساء الخميس بساحة تاج أكال وسط ولاية جانت، على أن تتواصل التظاهرة إلى غاية 15 جويلية الجاري.
في كلمة ألقاها نيابة عنها ممثل وزارة الثقافة والفنون سمير خلوفي، أكدت الوزيرة صورية مولوجي ”أن منطقة جانت تساهم بصفة فعالة في تنمية التراث الثقافي بشقيه المادي واللامادي والحفاظ على الإرث التقليدي الوطني الذي يمثل جزءا لا يتجزأ من هوية الأمة وتاريخ الشعب الجزائري المجيد مما نتج عنه ترسيخ هذا التراث الهام”.
وأشارت مولوجي أن مهرجان ”سبيبا ” ”يعد عنوانا صريحا للعطاء والإبداع كونه غني بطقوس مجتمعية وثقافة عميقة تجعل من الحدث في غاية الجمالية ” مبرزة أن التراث الثقافي بكل أشكاله التقليدية يحظى بأهمية بالغة من قبل الوصاية التي تسعى لصونه والحفاظ عليه.
ومن جهته أبرز والي، جانت بن عبد الله الشايب خلال كلمته أهمية هذا المهرجان كونه مصنفا ضمن التراث الثقافي اللامادي للإنسانية من قبل منظمة اليونسكو بعنوان “طقوس ومراسيم سبيبا في واحة جانت “.
وأكد المسؤول ذاته،أن تلك الرقصات والحركات التي يقوم بها المحاربون خلال أدائهم لرقصة ”سبيبا ”على وقع دقات الطبول تبرز وحدة قبائل المنطقة قديما.
وأضاف ذات المسؤول أن هذه التظاهرة الهامة ذات البعد الإنساني ترمز للسلم والتضامن واللحمة الإجتماعية السائدة بين أهل منطقة جانت لما لها من أهمية كونها تتزامن مع عيد عاشوراء.
وبدوره أوضح ممثل محافظة المهرجان الثقافي المحلي ”سبيبا ” عثمان بالنقاس أن الأفكار الثقافية المتواجدة بين ثنايا هذه التظاهرة تكتسب قوة إضافية بتعاقب الأجيال والزمان, وهو ما يساهم في ترسيخها لدى جميع الفئات خاصة الأطفال وهو ما يعطي لها أهمية خاصة , مضيفا أن محافظة المهرجان تسعى للمحافظة بكل الوسائل الممكنة على هذا الإرث الثقافي وصيانته.
وبالمناسبة نظمت أنشطة ثقافية وفنية واستعراضات فولكلورية في إطار الإحتفال الرسمي بهذه التظاهرة الثقافية التي تحتفل بها ولاية جانت كل سنة بالتوازي مع عيد عاشوراء بمشاركة عدة فرق وجمعيات ثقافية محلية نشطة.
وبرمجت بذات المناسبة التراثية عدة أنشطة تستمر إلى غاية العاشر من شهر محرم تتضمن ورشات خاصة بتعليم طريقة اللباس الرسمي الخاص برقصة ”سبيبا” ومعرض للصناعات التقليدية, ويوم دراسي بعنوان ”التراث الثقافي بين التدوين والتناقل الشفوي” وسهرات غنائية لفناني المنطقة وأمسيات شعرية تشرف على تنظيمها محافظة المهرجان الثقافي المحلي “سبيبا”.
وتعد التظاهرة الثقافية ”سبيبا” واحدة من أبرز المناسبات التراثية التي يحتفل بها سكان ولاية جانت, وتعتبر من أهم محطات التراث اللامادي في المنطقة , حيث يكتسي هذا الموروث طابعا خاصا لدى السكان المحليين , خاصة بعد إدراجه ضمن قائمة التراث اللامادي العالمي لليونسكو في 2014 .
وينظم هذا الحدث التي دأبت ساكنة المنطقة على إحيائه بمناسبة حلول عيد عاشوراء من كل سنة حيث تنطلق التحضيرات الخاصة به مع مطلع أول يوم من شهر محرم وتتضافر الجهود المبذولة لإنجاحه باعتباره من أهم المناسبات المحلية التي ترتبط بأحداث تاريخية تعود لعصور قديمة.