شارك عدد من الوزراء، في تدشين متحف المؤسسة العمومية للنقل الحضري والشبه الحضري لمدينة الجزائر وضواحيها “إيتوزا”, الذي يوثق لمراحل تطور وسائل النقل في العاصمة، اليوم الأربعاء.
أشرف على مراسم تدشين هذا المتحف الموجود ببلدية بلوزداد، والذي أطلق عليه اسم الشهيد الطاهر رابية، كل من وزير النقل، محمد الحبيب زهانة، ووزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، ووزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي بحضور السلطات المحلية والمدير العام لمؤسسة “إيتوزا”، كريم ياسين، وإطارات ومستخدمي وقدماء المؤسسة.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد زهانة أن هذا المتحف الذي “يعد الأول من نوعه في الجزائر والثاني في القارة الإفريقية” هو معلم يخلد أمجاد مؤسسة “إيتوزا” ويكرس دورها كـ”ناقل جزائري أصيل ملتحم مع كل شرائح المجتمع”.
وأشار الوزير إلى أهمية هذا المتحف الذي يروي “تاريخا حافلا بالنضال والتفاني لخدمة البلاد، من خلال توفير خدمة النقل منذ سنة 1882,، تاريخ بداية نشاط مؤسسة النقل الحضري لمدينة الجزائر”، مذكرا بالمراحل التي مرت بها المؤسسة والصعوبات التي واجهتها.
ونوه زهانة بالجهود المبذولة لرفع التحديات المرتبطة بالتوسع العمراني الذي شهدته الجزائر العاصمة، وتزايد الأنشطة الصناعية والاقتصادي، والعبور إلى مسار العصرنة، حيث نوعت من أنماط خدماتها من نقل للساكنة والعمال والطلبة وغيرها.
“واعتمدت سياسة التطوير الرقمي والمعلوماتي، وهي في كل يوم تتطور وتوسع وسائلها وأنماط التسيير فيها، وبما يربو عن 1000 مركبة متنوعة الأنماط والخدمات”، يضيف وزير النقل.
واكد ياسين على القيمة التاريخية والثقافية التي يحملها هذا المتحف، مشيرا إلى أنه يضم على سبيل المثال أول عربة ترامواي في الجزائر والتي يعود تاريخها إلى سنة 1898, وكذا عدد من العربات الأخرى والحافلات والمعدات، إضافة إلى صور قدامى المؤسسة.
وذكر المدير العام بالجهود التي بذلتها “إيتوزا” في مختلف المراحل، بما في ذلك فترة جائحة كوفيد-19، من خلال نقل أفراد “الجيش الأبيض”، ومستخدمي الإدارات العمومية وغيرهم من المستخدمين, مع المساهمة في “صنع البهجة” خلال المناسبات الدينية الوطنية.
وأشار إلى أن اختيار موقع متحف “إيتوزا” يعود إلى كونه أول مقر اجتماعي لمؤسسة النقل الحضري بالجزائر العاصمة, علاوة على كونه مركز تكوين يستقبل أزيد من 5000 متربص سنويا في مختلف التخصصات.
للإشارة، أشرف الوزراء، قبيل تدشين المتحف، على تسمية وحدة “إيتوزا” ببلدية بئر مراد رايس باسم الشهيد محمود زاني (1911-1962)، الذي يعد واحدا من أبناء المؤسسة, حيث تم تكريم عائلته بالمناسبة, بالموازاة مع تكريم عائلة الشهيد الطاهر رابية.
وشكلت المناسبة فرصة لتكريم الفنان عبد المجيد مسكود، الذي سبق له العمل في المؤسسة خلال فترة الثمانينات، على غرار فنانين آخرين في صورة الراحل دحمان الحراشي.