أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن “رهان التخلص التدريجي من أشكال التبعية الاقتصادية لا سيما ما تعلق بأمننا الغذائي يبقى من أولى الأولويات”.
قال الرئيس تبون، في كلمة لدى إشرافه على مراسم احتفالية الطبعة الثانية لجائزة رئيس الجمهورية لأفضل مصدر تحت شعار “التزام إنجازات وآفاق”، اليوم الخميس، إن تم الشروع في إصلاحات عميقة وهيكلية لتصحيح الاختلالات في المجال الاقتصادي من خلال تحسين بيئة الاستثمار وترقية التجارة الخارجية وتشجيع المبادرات واعتماد الرقمنة وإصلاح السياسة النقدية بما يستجيب لمقتضيات التحولات الاقتصادية في العالم.
وشدد الرئيس على أنه رغم “جائحة كورونا تمكنا من تجاوز الصعوبات ووصلنا بفضل الله والإصرار على تعبئة امكانيات البلاد وتسخير الجهود للإنعاش الاقتصادي الوطني إلى تحقيق معدل نمو متقدم قدر بـ 4.2 بالمائة وهو من أحسن نسب معدلات النمو في البحر الأبيض المتوسط.”
وتابع في السياق: “هذه المؤشرات جعلت الاقتصاد الجزائري يقفز إلى المرتبة الثالثة إفريقيا مع ارتفاع احتياطي الصرف إلى 70 مليار دولار بالإضافة إلى تسجيل أرقام غير مسبوقة في مجال الصادرا ت خارج المحروقات قاربت عتبة 7 مليار دولار”.
رئيس الجمهورية، لفت في كلمته إلى أن “الرؤية للإنعاش الاقتصادي ارتكزت على ضرورة تسخير كل طاقات الأمة على غرار المتعاملين الاقتصاديين والمنتجين والمصدرين باعتبارهم خلاقين للثروة وسفراء المنتوج الجزائري في الأسواق العالمية لإنجاح رؤية 2020-2030 لسياسة التجارة الخارجية التي استهدفنا من خلالها الوصول إلى 29 مليار دولار سنة 2030 كصادرات خارج المحروقات من خلال التركيز على الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الواعدة لا سيما الفلاحة والصناعة والصناعة التحويلية والصيدلانية وقطاع المناجم والسياحة والخدمات”.
وأضاف:” لتجسيد هذه الأهداف سنستند على بنية تحتية قوية إذ تشهد الجزائر بداية استغلالها تزامنا مع تنفيذ هذه الرؤية لمشروع منجم “غارا جبيلات” الذي سيصنف الجزائر في مصف أكبر الدول المالكة لاحتياطي الحديد في العالم”.
وأبرز الرئيس تبون، أنه يُضاف إلى هذه المشاريع الإستراتيجية الكبرى “استلام مشاريع ذات بعد قاري كالطريق الذي يبرط تندوف بزويرات الموريتانية ومشروع الطريق العابر للصحراء الرابط بين الجزائر و لاقوس بنيجيريا الذي قررنا تحويل جزئه الجزائري إلى رواق اقتصادي يراهن عليه للولوج بقوة إلى السوق الإفريقية من خلال ربط موانئنا في الشمال بالعمق الإفريقي ليشكل محورا رئيسيا لتنمية التبادلات التجارية ومختلف الأنشطة الاقتصادية”.
وتابع في السياق :” بالإضافة إلى تعزيز تلك الجهود بإطلاق مشاريع بالمناطق الحرة الحدودية والمعارض الدائمة للمنتوجات الجزائرية وكذا فتح فروع لبنوك جزائرية في كل من موريتانيا والسنغال في انتظار دول أخرى خلال هذه السنة”.
وشدد الرئيس على أن “النهضة الاقتصادية التي تعيشها بلادنا تستلزم مواصلة الجهود وتكثيفها، وتعزيز هذا المسار الاقتصادي الوطني بخطوات مكملة للمكاسب التي حققناها كإعادة رسم خريطة التجارة الخارجية للبلاد بما تقتضيه المنفعة الوطنية والتحديات الجيوسياسية في العالم”.
وذكر رئيس الجمهورية أن مراسم الطبعة الثانية جاءت في أجواء الاحتفالات المخلدة لعيد الاستقلال ما يجعلها “فرصة لاستذكار التضحيات الجسام لشهدائنا الأبرار والسير على نهج الوفاء وتعزيز مكاسب بلادنا في مختلف المجالات”.